راشد حسن

Abstract

This research paper covers the meaning and appropriate definition of the research and highlights its importance in various fields, as well as discusses about the characteristics of a good researcher, stages of the research, selection of the research title, making research proposal, collecting materials from the different sources, categorizing the materials according to the chapters and preparing the index and tables.

In the end of the research paper, some additional instructions have been given to the researcher which he needs to improve his research quality. 

  

إن كتابة البحث العلمي له أهمية كبيرة في الوصول إلى المجهول، أو إحداث الجديد في مضمار العلم، أو تحقيق المخاطيط النوادر، أو الكشف عن الحقائق الخفية، أو إخراج الكنوز العلمية الدفينة في مختلف عصور التاريخ، وكلمة البحث تحيط بهذه الجوانب إحاطة شاملة، وفي السطور التالية حاولت تسليط بعض الأضواء على مدلول البحث العلمي، وخصائص الباحث المتمكن، ومراحل كتابة البحث إضافة إلى بعض إرشادات مساعدة للباحثين خلال كتابة الورقة البحثية، وغيرها، متوخيًا في ذلك كله الإيجاز بغية الشمول والإحاطة.

  • تعريف البحث العلمي

scientific research) (Definition of

عرض الباحثون تعريفات شتى للبحث العلمي، وكلهم حدد معنى البحث حسب ذوقه العلمي وميدانه الذي يشتغل به، وربما هذا المنظور الخاص لا يعبر عن الشمول والجامعية، ولا ينتهي إلى أمر حاسم يمكن الاعتماد عليه كليًا، فالبحث في العلوم التجريبية، والبحث الديني، والبحث الأدبي، تختلف دوائر معانيه ومناحيه عن الآخر اختلافًا في هذه الأنواع.

فمن أهم هذه التعاريف: 

  • “إن البحث العلمي عمل جاد، موضوعي يرمي إلى الوصول إلى حقيقة معينة، أو تجلية قضية، أو حسم الأمر في مشكلة من مشكلات المعرفة الإنسانية”…
  • هو الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية، أو المعرفة الشخصية. 
  • هو محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها وتنميتها وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق ونقد عميق، ثم عرضها عرضًا مكتملاً بذكاء وإدراك. 

 يجب أن يدور البحث حول الصور والمجالات الآتية: الوصول إلى مجهول، أو جمع متفرق، أو إكمال ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تحقيق نصوص، أو الكتابة عن علم من الأعلام، أوكشف حقائق، أو تعقيبات. 

  • خصائص الباحث المتمكن: 

(good researcher Characteristics of)

 لابد للباحث المجتهد أن يتصف بمواصفات ويتمتع بسلوكيات يتمكن بها من إخراج البحث العلمي الذي يثري المكتبات ويضيف إليها إضافة ملموسة:

  1.  كثرة القراءة، وسعة المعرفة: ليتمكَّن الباحث من الشمولية والجامعية في الإعداد وجمع المواد العلمية، ويقدر على الدراسة المتأنية.
  2. موهبة الاستنتاج: ينبغي للباحث أن يتمتع بقدرة الاستنباط والاستنتاج والتحليل، حتى يستطيع من استخراج الجديد من الموادِّ العلمية التي تجمَّعت لديه.
  3. الولوع بموضوع البحث: لابد للباحث أن يكون ولوعًا بالبحث الذي يريد بذل الجهود حوله.
  4. ألا يأخذ ما يقرأ مما انتهى إليه غيره قضية مسلمة لا تقبل المراجعة مهما كانت شخصية هذا الباحث، وليضع في اعتباره هذه الحقيقة: يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال.
  5. الموضوعية: وهو خالٍ من أي تحيز خاص، يعني أن يكون الباحث مصداقًا للمثل السائر: خذ ما صفا ودع ما كدر، يتبع الحق مهما كان، يرد الباطل حيثما وجد، مراعاة الاتزان في الأسلوب، يعني لا يترك البيضاوي لأنه أشعري، فالحكمة ضالة المؤمن ينشدها أنَّى وجدها. 
  • الحرية الكاملة والبعد عن التعصب: يعني أن يكون الباحث بعيدًا عن التعصب والهوى في عرض الآراء ومناقشتها والتوصل إلى النتائج.
  • الأمانة العلمية: هي تتطلب من الباحث الدقة في النقل، ولاسيما في النقل النصي، والاهتمام بالإمانة العلمية في ذكر المراجع والمصادر.
  • عدم الانتقاص من الآخرين: على الباحث أن يحترم آراء الآخرين، وأن يعرض الأمور على ميزان النقد والتحليل والبرهان لا التجريح والاتهام.
  • الاهتمام بحسن الترتيب والتنظيم: على الباحث أن يهتم بالدقة في الترتيب والتنظيم ووضع الأمور على موضعها الملائم، بحيث يعشر القاري بهذه الأمور كلها.
  • مراحل البحث: (Stages of research)

 البحث العلمي يفتقر إلى عدة مراحل، لا بد للباحث الاهتمام بها، ليصل إلى ما يريد من بحثه، وأن يتوصل إلى النتائج المرجوة التي تثري المكتبات العالمية.

  •  اختيار الموضوع choice  Title: 

مما لا شك فيه أن اختيار الموضوع من أهم مراحل البحث، وأكثرها جهدًا ومشقة؛ إذ يكون أمام الباحث ميدان واسع من البحوث والمؤلفات والمقالات، وكثرة الدراسات وتضاخمها مما يضاعف الصعاب ويزيد المشاكل البحثية. واختيار موضوع مناسب يدل على رجاحة عقلية الباحث وسعة اطلاعه وعلاقاته الوطيدة بالمكتبات وذخائر الكتب.

على الباحث أن ينظر ميوله في اختيار الموضوع. “يجد ناشئة الباحثين صعوبة في اختيار موضوعاتهم، وكثيرا ما يلجئون إلى بعض الباحثين بخاصة أساتذة الجامعات لتحديد موضوع البحث، وهي طريقة غير مستحسنة، فقد يقترح عليهم هؤلاء موضوعات لا تتفق والميول الحقيقية لهم، فيعثرون فيها وقلما يحسنونها، لهذا فإن اهتداء الباحث إلى بحث يحدده من خلال قراءته، وعكوفه على ما كتبه الباحثون من قبله في مجال بحثه، يجعله يستبين موضوعا يتفق وميوله، ولا بد للباحث من ثقافة واسعة كي يهتدي إلى بحث طريف أصيل، وبتعبير آخر تكون المشكلة موضوع البحث مبادرة ذاتية من الباحث، منبثقة من فضوله العلمي الخاص”. () أننا لا نتفق من الكلام المذكور تمامًا، فإن الاستفادة من آراء الآخرين له أهمية بمكان، ونرى أن الباحث ينبغي الاهتمام بمايلي في اختيار الموضوع:

  • الاستفادة من المكتبات.
  • الاستفادة من آراء الأساتذة والباحثين المعروفين.
  • إعمال تجربة الباحث الذاتية.
  •  وضع خطة البحث:

(Making research proposal)

  بعد أن يتم اختيار الموضوع يعمد الباحث إلى رسم خطة أولية لمعالجة موضوعه المحدَّد المختار، وهي التصور العاجل الذي التصق بذهن الباحث في أول الأمر من الأفكار الريئسية والخيالات الأساسية، ثم يعمد إلى قراءة الكتب قراءة متأنية في المكتبات المتوفرة، مما يقود إلى الاطلاع الواسع على الذخائر العلمية المتصلة بموضوعه، أو بباب من أبوابه، أو بفصل من فصوله، المرور بهذه المرحلة الهامة يجعل الباحث خبيرًا بالتراث العلمي المتكامل، ويمهد السبل للتقدم إلى المراحل التي ستأتي. كان من المفروض أن نقدم هنا نموذجًا للخطة البحث العلمي، لكن المجال ضيق، يُرجى الرجوع إلى الرسائل العلمية ولا سيما الرسائل المعاصـرة المعدة في المملكة العربية السعودية أو الدول العربية الأخرى.

  • جمع المصادر وقراءتها: 
  •      (Collecting sources and reading)

على الباحث الجاد أن يهتم بالخطوات التالية خلال جمع المصادر وقراءتها ثم ترتيبها في البحث، وهي:

  • الاعتماد على المصادر الأولية لا الثانوية.
  • الاعتماد على المصادر القوية لا الضعيفة.
  • الاعتبار بأهيمة المصادر وأولوياتها لا بكثرتها.
  • قراءة هذه المصادر مرتين على الأقل.
  •  أولا: بشكل سريع، بحيث يمكن العثور على الفكرة الأساسية للمصدر وأهميتها وقدر المعلومات المتوفرة فيه. 
  • وثانيًا: قراءته بالدقة  والتأني، وكتابة المعلومات المهمة في البطاقات أو الملفات، وذلك بأسلوب معهود حتى يسهل عليه أخذها خلال ترتيب الأفكار ونقدها.
  • تجميع المادة العلمية وتنظيمها ومناقشتها:

(Collecting materials: categorizing & analysing

 

بعد أن يفرغ الباحث من جمع المصادر والمراجع ـ حسب الصورة المذكورة ـ، يحرص على استخراج المواد العلمية التي يحتاج إليها أو تهمه، ومن ثم تأتي مرحلة تنظيمها وتنسيقها ومناقشتها على الوجه المطلوب، وذلك خلال العناصر التالية:

  • المقدمة، وهي تحتوي على أهمية الموضوع، وتوضيح النقص الناتج عن عدم القيام بهذا البحث، واستعراض فكرة البحث الشاملة، والدراسات أو المؤلفات السابقة حول الموضوع، سبب اختيار الموضوع، بيان تقسيم البحث إلى أبواب وفصول، ومن ثم مباحث، إن كان البحث قصيرا فيعمد إلى محاور البحث، وأخيرا الشكر والتقدير لكل من ساهم في إخراج البحث في صورة علمية.
  • المتن أو المحتوى: الفكرة الشاملة التي يدور عليه البحث.
  • الخاتمة: يختم الباحث بحثه بثلاث نقاط، أولا يذكر الفكرة الرئيسية للبحث، ثم بيان أنه كيف وصل إلى ذلك الاستنتاج، وأخير يختم بعبارة تفاؤلية، ويليه الدعاء.
  • المصادر والمراجع: (References)

أولا: نعرف الفرق بين المصدر والمرجع ؟ وهل هناك فرق في التعامل معهما ؟ هناك طائفتان من العلماء.

  • طائفة لا تفرق بين مصدر ومرجع، وتعتبرهما مترادفين.
  • وطائفة يفرق بينهما، وهم في الأغلبية.

فالمصدر: كتاب يعالج موضوعًا بعينه، يتوفر عليه، ويعالجه معالجة شاملة تستقصي جميع جوانبه.

والمرجع: الكتاب الذي يستقى من غيره، فيتناول موضوعًا أو جانبًا من موضوع محدد. فمن المصادر: الجامع الصحيح للبخاري، وصحيح مسلم في الحديث.

 

  • صنع الفهارس العلمية: (Indexes)

بعد إكمال جميع مراحل كتابة البحث يحرص الباحث على وضع فهارس علمية، على ترتيب حروف الهجاء، وهي على أقسام:

  • فهرس المصادر والمراجع، وذلك على ثلاثة أنواع:   
  • [المصادر العربية، المصادر الأجنبية، مواقع الشبكة العنكبوتية]
  • فهرس الآيات 
  • فهرس الأحاديث
  • فهرس الآثار
  • فهرس النصوص الشعرية
  • فهرس الأمثال
  • فهرس الأماكن
  • فهرس الأعلام
  • فهرس الفرق والمذاهب والحركات
  • فهرس المجلات والصحف
  • بعض إرشادات للباحث خلال الكتابة:
  • (Some additional instructions for researcher)

 

على الباحث أن يلتزم بعلامات الترقيم؛ لأنها وإن كانت من مبتكرات العصر الحاضر، فإنها تقرب إلى الفهم، وتزيل كثيرا من الالتباس والوهم.

ونشير إليها هنا بإيجاز تتميمًا للفائدة: 

. – النقطة، تكتب في نهاية فقرة اكتمل بها معنى.

: – النقطتان المتعامدتان، توضع بعد القول، ونحوه.

، – الفاصلة، توضع بين المفردات، والجمل المتعاطفة.

؛ – الفاصلة المنقوطة توضع حيث يكون ما بعدها علة لما قبلها.

– – – الشرطتان بينهما فراغ، توضع بينهما الجمل المعترضة.

” ” – علامات التنصيص، توضع بينها ما نقل عن الغير، وكذا الأحاديث النبوية.

() – القوسان، يوضع بينهما العنوان، أو ما نقل من كتاب الله تعالى.

؟ – علامة الاستفهام، توضع حيث يكون الاستفهام بأي أداة من أدواته.

! – علامة التعجب، توضع بعد كلام يترتب عليه ما يدعو للدهشة والعجب.

ويمكن تكرارها إذا رأى الباحث أن الموقف يثير قدرًا كبيرًا من العجب.

كما ينبغي مراعاة النقاط فيما يلي:

  • ترجمة الأعلام غير المشهورين إن تيسر.
  • تخريج الآيات بذكر السورة ورقم الآية.
  • تخريج الأحاديث والآثار بـ كتاب…وباب… ورقم الحديث.
  • الحكم على الأحاديث والآثار في ضوء أقوال علماء الجرح والتعديل قديما وحديثا.
  • تخريج النصوص الشعرية بأمهات الكتب الشعرية مثل: المفضليات، الإصمعيات، جمهرة أشعار العرب وغيرها.
  • توضيح الكلمات الغريبة خلال المتن.

هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقفنا لما يحبه ويرضاه.

المراجع والمصادر:

  1. كتابة البحث العلمي صياغة جديدة لعبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، ط/7 دار الشروق للنشر والتوزيع، طبعة منقحة 1416هـ-1996م
  2. مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث للسيد رزق الطويل نشر من المكتبة الأزهرية للتراث، ط/2.
  3. البحث العلمي ـ طبيعته، مناهجه، أصوله، مصادره للدكتور شوقي ضيف، طبعة دار المعارف، القاهرة. ط/9.

4- نوادر المخطوطات لعبد السلام محمد هارون (المتوفى: 1408هـ)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط/2: 1393 هـ – 1973م.

5- تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام محمد هارون (المتوفى: 1408هـ)، ط/2: مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، سنة: 1385هـ = 1965م.

  1. البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية لرجاء وحيد دويدري، ط/1: دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان-دار الفكر-دمشق-سورية، جمادى الآخرة 1421 هـ- أيلول سبتمبر 2000م.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *