الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الاستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية، كولكاتا- الهند

merajjnu@gmail.com

       Abstract:

Literature is an important tool to build a righteous person and an ideal society. Islamic literature is the technical expression that aims at the reality of life and the universe and humans expressing what derive from the Islamic vision. Islamic literature doesn’t include only religious subjects; rather it is more generic and comprehensive. Dr. Abdur Rahman Rafat Al- Pasha was one of the most famous thinkers in the modern era, the most prominent contemporary writers, and one of the pioneers of Islamic literature, the largest Islamic preachers to rooting for the Arabic language and literature. He was one of the talented writers and reformers. He has contributed to the establishment of the Association of Islamic literature dealing with Islamic literature. The aim of this is paper to discover the tremendous contribution made by this great writer to develop Islamic literature in Arabic studies.

ملخص البحث:

ظهرت الفكرة الإسلامية في الأدب الحديث كمدرسة فكرية اتبعها الأدباء والشعراء الإسلاميون كمذهب أدبي للتعبير عن أفكارهم إلى الكون والإنسان والحياة في إطار وجهة النظرة الإسلامية. يستمد هذا الأدب المتميز أفكاره من ينابيع القرآن والسنة ليواجه التحديات الثقافية ويتصدى للأفكار الماجنة التي تغير على العقيدة الإسلامية والمثل الإسلامية العاليا عن طريق الأدب. أمضى الدكتور عبد الرحمن الباشا حياته العلمية والعملية منذ بدايتها مكافحًا ومنافحًا عن لغة القرآن، داعيًا إلى فن أدبي إسلامي لا يكتفي بجمال التعبير وإبداع التصوير، وإنما يشترط فيه أن يكون ممتعًا هادفًا نافعًا. يستهدف هذا البحث إبراز الدور الذي قام به الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا في تطوير الأدب الإسلامي.

 الكلمات الإفتتاحية: الأدب الإسلامي، عبد الرحمن رأفت الباشا، الاتجاه الإسلامي، المذاهب الأدبية، الإنسان، الحياة ،

المدخل:

 ظهرت في العصر الحديث طائفة كبيرة من رجال الفكر والدعوة تعمقوا الإسلام ونفذوا إلى أغوار فلسفته الإلهية وسجلوها في كتاباتهم بأسلوب علمي عصري مقنع يأخذ سبيله إلى العقل بسهولة ويسر. ومن طليعة هؤلاء السيد جمال الدين الأفغاني، الشيخ محمد عبده، عباس محمود العقاد مصطفى صادق الرافعي دكتور نجيب الكيلاني وآخرين وكان منهم الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا. فقد بذل هؤلاء الأدباء والشعراء الإسلاميون كل مجهوداتهم على أن يأتوا بنماذج رائعة من القصة والرواية والمسرح والشعر الإسلامي. ولا شك في أن مجهوداتهم قد أثمرت حيث تضخمت المكتبات الإسلامية بنماذجهم وإنتاجاتهم الأدبية التي لا تقل في مستواها وصياغها عن أي أدب آخر. لقد امضى الدكتور عبد الرحمن الباشا حياته العنملية والعلمية منذ بدايتها مكافحا ومنافحا عن لغة القرآن، داعيا إلى فن سلامي، لا بجمال التعبير وإبداع التصوير، وإنما يشترط فيه أن يكون ممتعا هادفا نافعا في وقت معا. فإن عبد الرحمن رأفت الباشا علم من أعلام الأدب، ورمز من رموز الفكر، واحد الذين حملوا هموم الأمة وحاولوا لبعث نهضتها وإحياء همتها لتلحق بركب الحضارة. فتعيد أمجاد آباءها وأجدادها من جديد وتخلق في سماء المجد نورا هاديا للبشرية ونبراسا مضيئا للعالم.

ما هو الجديد في هذا البحث:

 كان عبد الرحمن رأفت الباشا علما من أعلام الأدب ورمزا من رموز الفكر.لقد هندس هذا الأديب العبقري الأدب الإسلامي وسخر بذلك حياته لخدمة لغة القرآن.أخرج من فكره الرائع ورصد رصدا رائعا لتاريخ الإسلام العظيم وأحداثه الجسام من خلال رصده لصور البطولة عند الصحابة والصحابيات والتابعين في أسلوب أدبي بليغ لم يعدم عناصر الرواية واتبع في مؤلفاته منهجا تربويا فريدا.

مولده ونشأته:

                   ولد الدكتور عبد الرحمن الباشا في بلدة “أريحا” في شمال سوريا عام1930م. نشأ وترعرع في ظل تربية جده الذي كان خطيبا شهيرا ومعلما ذاع صيته في داخل البلدة وخارجها. فامتلت مسامعه بالآيات القرآنية إذ كان في المهد. كبر أن تتكلم الغة العربية الفصحى ولذلك قيل أن اللغة العامية ما جرت على لسانه أبدأ. تلقى دراسته الإبتدائية في بلدته ثم التحق بالمدرسة الخسروية بحلب، وهي اقدم مدرسة شرعية رسمية في سورية حيث نال الشهادة الثانوية. ثم التحق بجامعة الأزهر في كلية أصول الدين عام 1945م. نال شهادة الليسانس في الأدب العربي من كلية الىداب بجامعة فؤاد الأول. وبعد التخرج من جامعة الأزهر توقف تعليمه لأسباب ولكن طموحه العالي قاده إلى جامعة القاهرة حيث حصل على شهادة الماجستير عام1965م ثم حصل على شهادة الدكتورة من نفس الجامعة عام 1968م. بدأ حياته العملية مدرسا للغة العربية بمدرسة “الحلب” ثم عمل لمدة في وزارة التعليم. وبعد ذلك تم تعيينه كأستاذ محاضر في جامعة دمشق. انتقل إلى المملكة العربية السعودية واشتغل في التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. اختير عضوا في المجلس العلمي منذ أن اشتغل بهذه الجامعة. أصبح رئيسا لرابطة الأدب الإسلامي. شارك في عديد من المؤتمرات والندوات العالمية ودعا إلى الفن والأدب ودافع إلى الأدب الإسلامي. ساهم كل المساهمة في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي في العصر الحديث. توفي يوم الجمعة 18من أغسطس عام1976 في مدينة استنبول بتركيا.

آثاره العلمية والأدبية:

لقد تنوعت مؤلفات الباشا ما بين أدبية ونقدية وإسلامية ووصفية تربوية لكن يجمعها هدف واحد، وهو الغيرة على تراث الأمجاد، ومحاولة بعث البطولة في نفوس الأجيال القادمة، وربطهم بقيمهم ومبادئهم الإسلامية. قد ترك كبا عديدة في ميادين الأدب والإصلاح تشهد له بعمق الفكر وطول الباع وسلامة المنهج. له عدة كتب علمية وأبحاث ودراسات نشرت في المجلات والجرائد العالمية. وقد أصدر الدكتورعبد الرحمن الباشا ثمانية وأربعين كتابا وألف قصصا وروايات إسلامية.ومن أشهرها:

  1. صور من حياة الصحابة:
  2. صور من حياة التابعين:
  3.   صور من حياة الصحابيات:
  4. البطولة:
  5.    أرض البطولات:
  6.   حدث في رمضان:
  7. الدين القيم:
  8. نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد:
  9. الطريق إلى الأندلس: لمحات وقطوف:
  10. لغة المستقبل:
  11. فن الدراسة:
  12. العدوان على العربية عدوان الإسلام
  13. فن الامتحانات
  14. شعر الدعوة في العصر النبوي

وقد حرص الدكتور الباشا في مؤلفاته على الأمل في نفوس الناشئة، وإحياء الحلم فيهم، وإبراز مواطن العبقرية عند الأجداد ومكامن العظمة في تراثهم القولي والفعلي والسلوكي كي يتأسوا بها ويتحلوا بصفاتها. لقد حاول الدكتور الباشا للإبراز ما فيها من خصائص وسمات فنية وفكرية سامية ومقاصد علمية وأخلاقية عالية.

  • صور من حياة الصحابة: يشتمل هذا الكتاب على ملخص لصور من حياة خمسة وستين صحابيا. وهذا هو كتاب انفرد به وتميز عن غيره. فلم يسلك المؤلف في تأليف هذا الكتاب مسلك المترجمين في تناولهم للشخصيات وترجمتها تناولا جافا، يخلو من جمال العبارة وروعة الأسلوب. عرض المؤلف في هذا الكتاب صورا من حياة مجموعة من نجوم الهداية التي نشأت في أحضان المدرسة الإسلامية التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد جمع المؤلف في هذا الكتاب الأحداث والوقائع التي حدثت في تاريخ الإسلام في أسلوب إنشائي وكتب عن حياة الابطال الإسلامية والبسها بصورة قصصية ممتعة. هذه سلسلة لقصص القصيرة المتمثلة لحياة عديد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. ألف هذه المجموعة القصصية في سبعة أجزاء واستخدم في تمثيل حياة الصحابة الأسلوب القصصي الشيق الرائع. تحكي المجموعة عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانوا عليه من تفان في العقيدة وحب الله والرسول. خصص المؤلف لكل صحابي فصلا. بدأ بتعريف موجز عن أسمه ونسبه ثم اختار من أحداث حياته تعبر عن الفكرة الرئيسية التي تجسد شخصية هذا الصحابي بكل وضوح وصراحة. يعرض هذا الكتاب صورا مشرقة لنماذج فريدة من رجال من تراب البشر، لكنهم حبلوا بماء الإسلام وصبوا في قوالب الإيمان، فزانوا مفرق الدنيا وكانوا خير أمة اخرجت للناس، وذلك بأسلوب جمع بين البلاغة الأدبية.
  • صور من حياة الصحابيات: هذا الكتاب يجوب بنا في رحاب حياة المرأة المسلمة التي عاشت في كنف الرَّسول الكريم، من خلال صور متعددة تعبر عن المنهج الإسلام القويم الذي وضع الأسس لحقوق المرأة وواجباتها. فَتَحْتَ ظِلِّه بايعت على ما بايع عليه الرجال، ورسمت أسمى معاني البذل والعطاء في سبيل ذلك. ولم تقتصر خصائل المرأة المسلمة على أنها مؤمنة راسخة الإيمان، وزوجًا وأمًّا من الطراز الأول، ربت فأحكمت وأصيبت فاحتسبت. بل كانت فوق ذلك كله مجاهدة في سبيل الله، فخاضت المعارك، وضمدت الجراح، وحملت الزاد، وأصلحت السهام، وسكبت الماء في حلوق العطاش وهم يجودون بنفوسهم في سبيل الله. إنها حياة المرأة المسلمة بكل ما فيها من سمو وفخار.
  • صور من حياة التابعين: يشتمل هذا الكتاب على ملخص لصور من حياة سبعة وثلاثين تابعيا. فقد وضع تحت اسم تابعي عبارة قالها عنه صحابي أو تابعي عاصره أو قالها المؤرخون عنه. وكذلك استنتج المؤلف أبرز سمة لخصها في سطرعلي سبيل المثال نقل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الأحنف بن قيس: “إن هذا الغلام والله هو السيد، وإنه سيد أهل البصرة”.[1] ألف الدكتور الباشا هذه السلسلة القصصية في ستة أجزاء وتابع في تاليفها نهجا سلكه في تاليفه “صور من حياة الصحابة” تعرض هذه السلسة القصصية البارزة الرائعة لمحات من حياة رجال قاموا بدور بارز في التاريخ الإسلامي. وليس لأمة تاريخ مثله. استعرض المؤلف هذه السلسة القصص الذهبية بأسلوب جذاب قصصي صورا من حياة نخباء مدرسة النبوة من التابعين الذين استفادوا من تربية الصحابة فنهلوا من علومهم واقتبسوا من سيرهم وسلوكهم. لقد عرض المؤلف في هذا الكتاب موقف الإسلام من الأدب والشعر. والخصائص الهامة لهذا الكتاب المعلومات الموسوعية الشاملة النابعة من الكتاب والسنة قدمها هذا الأديب الإسلامي بأسلوب مميز. يعرض الدكتور الباشا صورًا واقعية مشرقة من حياة مجموعة من أعلام التَّابعين الذين عاشوا قريبًا من عصر النبوة، وتتلمذوا على أيدي رجال المدرسة المحمدية الأولى.. فإذا هم صورة لصحابة رسول الله ، في رسوخ الإيمان، والتعالي عن عَرَض الدنيا، والتفاني في مرضاة الله. وكانوا حلقة مُحكمة مُؤثرة بين جيل الصحابة رضوان الله عليهم وجيل أئمة المذاهب ومَنْ جاء بعدهم. وهي ليست تراجم كاملة أو تراجم تقليدية يذكر فيها اسم التابعي ونسبه ومراحل حياته. ولكن الكتاب يلتقط صورا من حياة كل تابعي. وفي بعض الأحيان قد يكتب الكاتب عن أبي التابعي وولادته وبعض الأحداث التي وجدت مع التابعي أو قبله.
  • البطولة: إن البطولة مقومات، قد لا توجد عند كل شجاع، فهل البطولة هي الشجاعة؟ وهل كل شجاعة بطل؟ إن هذا الكتاب محاولة جادة لإبراز معنى البطولة. كتب على غلافه المتعة والتسويق تكشف عن أسرار البطولة ومعانيها السامية. تحدث الكاتب فيه عن البطولة عن المسلمين تعريفها ومعالمها وبواعثها وضروبها. إن البطولة مقومات قد لا يوجد عند كل شجاع. فهذا الكتاب محاولة واعية جادة لإبراز جلال معنى البطولة وسمو قيمتها. لقد حدد الدكتور الباشا للبطولة إطارا أبرز من خلاله أهم معالمها والبواعث التي تبعث عليها، وضرب لكل باعث منها قصة حقيقية تاريخية واقعية من تاريخنا الثرى الغني. إن هذا الكتاب قدوة في سلامة الفكرواستقامة القصد ونيل الغاية وصفاء اللغة وإيجاز العبارة ووضوح التعبير.
  • أرض البطولات: هي قصة تاريخية. تعرض قصة من قصص كفاح أمتنا. تروي قصة الكفاح المستمر الذي بذله الشعب السوري ضد الأختلال الفرنسي. بلغت صفحات الرواية مئتين وثلاثين صفحة. خلق الكاتب إلا ما تستدعيه طبيعة العمل القصصي لتصوير الأحداث.فزمنها هو ربع القرن الذي أعقب الحرب العالمية الأولى، ومكانها هوتلك الربوع الشامية، وأشخاصها مواطنون معروفون. وقد كُتِبَتْ هذه القصة بلغةٍ فصحى. تحدث الكاتب في هذه الرواية الصغيرة عن الثورة السورية وعن قائدها الشيخ “صالح العلي” عندما خاض الجيش السوري أول معركة ضد الاحتلال الفرنسي أسفرت عن النجاح والنصر والغنيمة. تميزت الرواية بجمال الأسلوب وقوة العبارة. ظهرت روح الحماسة والولاء للوطن في ثناياها. يحكي الدّكتور عبد الرحمن في هذه القصّة الفترة التي عاشتها سوريا تحت ظلم الاستعمار الفرنسي. تحدّث فيها عن جهاد أهلها وصبرهم وحنكتهم وذكائهم بأسلوب سردي قصصي جميل. جمع فيه بين الحقيقة والخيال بين شخصيّات حقيقيّة شهدت تلك الفترة كالبطلة أمّ عبادة “رتيبة عبد الواحد” والمجاهد زكريّا الداغستاني والمناضل صاحب المعول الأوّل إبراهيم العظمة “إبراهيم هناهو” وشخصيّات خيالية كأبي عبادة والحاجّ بائع الصّعتر من أجل إتقان الحبكة القصصية. وجاءت متكاملة فقد أحسن الكاتب في وصف الألم والحزن كما أبدع في وصف الجمال، وسيّر الكلمات تحت قلمه في سمط بديع وأتقن الرّبط والانتقال بين الأحداث.
  • حدث في رمضان: وقفات تاريخية بأسلوب قصصي ممتع، رصدت بعض الأحداث التي وقعت في شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الكريم الذي سعد فيه هذا الكوكب الأرضي بأعظم حادثٍ وقع على ظهره. فكان هذا الحادث فرقانًا في تاريخ البشرية كلها، وإيذانًا بمولد عالمٍ جديد، وشهد فيه العالم الإسلام أيامًا متنوعةً، منها الحزينة التي لاتذهب الأيام بمرارتها، وأيامًا أعز الله فيها المسلمين من هوان، وقواهم من ضعف، وأعلى في هذا الشهر الكريم رايات الإسلام، ورفع في أيامه أعلام القران، فحبذا رمضان، وحبذا أيامه الغر الميامين.
  • الدين القيم: قد أثار الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا في هذا الكتاب قضية من أهم القضايا المؤثرة في حياة البشرية، ألا وهي المنهاج الذي يرسم الطريق لجوانب حياتها، ويوائم متطلبات جسدها ونوازع روحها، وأن الإنسان بأهوائه وعلمه وعقله عاجز كل العجز على أن يضع هذا المنهاج الشامل الذي يصلح للبشرية كلها في سائر أجيالها. وقد حسم المؤلف الدكتور الباشا هذه القضية بأن هذا المنهاج هو الدين بمنطق لا يحتمل الجدل. رأى الدكتور الباشا بأن الدين في حياة الإنسان هو المنهج  الذي يدور حوله الإنسان بأفعاله وأفكاره. يتحدث في هذا الكتاب عن النقاط الرئيسية في حياتنا وتوضيحا في نور الإسلام، وهي المساواة بين سائر الناس أو العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والجدير بالملاحظة أن بين هذه الموضوعات خيط يرتبط بينها الحاجة الماسة إلى المجتمع العربي الإسلامي. وقد تطرق هذا الكتاب إلى أهم العلاقات الإنسانية المؤثرة في المجتمع العربي الإسلامي الذي نظّمها الإسلام منذ أربعة عشر قرنًا، وبين الفارق العظيم بين مدنية الإسلام التي فاضت بالخير والبر وبَـيْنَ مبادئ الحضارة الغربية التي لا ينعم بها الملونون الغربيون أنفسهم.
  • نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد: لقد عرض المؤلف في هذا الكتاب أهم المذاهب الأدبية وموقف الإسلام منها وموقف الإسلام من الأدب بعامة ومن الشعر بخاصة. وقد خلص الباشا إلى رسم منهج لمذهب إسلامي في الأدب والنقد يُيَسِّر لنا وضع المعايير والمقاييس لمعرفة الغث من الطيب. يعد هذا الكتاب كتاباً أساسياً لتفهيم مذهب الأدب الإسلامي وتطوره، وموقفه إزاء الكون والحياة، والإنسان، وبالمقارنة بينه وبين المذاهب الأدبية، التي نشات فى مختلف فترات التاريخ، وكانت تعبيراً عن تجارب الحياة من عهد نشوئها، أو عن ميول أصحابها وطبائعهم، ونشاتهم فى بيئات خاصة، وهي تمثل جانباً منالحياة، وفهيا إيجابيات وسلبيات، وعندما يمر دارس بالمقارنة مع هذه المذاهب، يظهر له المذهب الإسلامي كمذهب إنساني يسير مع الحياة بدون أن تغطى عليه ميول أو أحداث خاصة، فيحمل الأدب الإسلامي صلاحية الخلود والنماد ومسايرة الحياة أكثر من أى مذهب أدبي آخر ، ومما يميزة عن غيره، أنه مذهب رائد ومذهب قيادي، وليس بمذهب تبعي، له منزع خاص. والكتاب يرشد الأدباء الإسلاميون إلى الطريق الصحيح الذي يجب عليهم السير فيه. هذا الكتاب سلاح لمقاومة ما نتعرض له من غزو فكري ووجداني وحضاري.
  • الطريق إلى الأندلس لمحات وقطوف: لقد عرض الدكتور الباشا بأسلوبه القصصي الشيق أهم معالم هذا الطريق بداية من حصار حصن بابليون في مصر، إلى أن عبروا مضيق جبل طارق، وما بين هذين المكانين من أحداث. لقد كان الطريق إلى الأندلس طريقًا إلى الله، ولله وفَّاه السابقون الأولون حقه وتركوا للأجيال من بعدهم الأسوة والقدوة لعلهم يقتدون.لم يكتمل قرن واحد من الزمان بعد هجرة النبي عليه الصلاة والسلام حتى أظلت رايات الإسلام أصقاعًا شاسعة من هذه الدنيا، وكان منها الأندلس. ولم يكن الطريق إلى الأندلس ممهدًا ولا سهلا. فقد سلكه المسلمون بتخطيط واع وإعداد جاد وعمل دؤوب وبذلوا في سبيله النفس والنفيس.
  • لغة المستقبل: قد أبرز الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا في هذا الكتاب أهمية اللغة العربية ومكانتها بين اللغان العالمية قديما وحديثا. وأى أن للّغة أهمية كبيرة في تكوين الأمم وحفظ كيانها من الضّياع؛ فهي الأساس الذي تُرسىَ عليه دعائم وحدتها، والمعلم الذي يحدد شخصيتها. واللّغة العربيّة بخاصّة ليست قومية فحسب؛ وإنما هي لغة دينية أيضًا. فهي لغة قرآننا العظيم، ووعاء ديننا القويم وخزانة تراثنا الرّوحي والعقلي. وازن الدكتور الباشا بين اللّغة العربيّة وغيرها من اللّغات مبـرزًا ما امتازت به العربيّة علىَ سائر لغات الأرض من خصائص عبقريّة تجعلها لغة المستقبل. وقد أشار الـمؤلف إلى ما يقارب من الـمائتي لفظ يكثر فيها اللّحن وبَيَّنَ صوابها، كما أورد طائفة من الألفاظ التي تشهد لهـَـذه اللّغة بغنىَ مفرداتها ودقة أدائها مما يجعل منها ثروة من المصطلحات للعلـماء، وذخيرة للكاتبين والشّعراء. لقد ساق الدّكتور الباشا ذلك كلّه في أسلوب حواري فريد وجمع العمق والدّقة، مع الطّرفة والـملحة. فالكتاب في مجمله؛ مصدر بعث للتّراث وتقويم اللّسان، وتعزيز للغة المستقبل.
  • فن الدراسة: لقد عرض الدكتور الباشا في هذا الكتاب النقطة الأساسية للدراسة. فالدراسة فن يهدف إلى تعليم الطالب من اكتساب المعلومات. يقدم الدكتور البلاشا المنهج للدراسة علي سبيل المثال طريق التفكير والمناقشة والتحليل والتظيم والتركيز والاستيعاب والتطبيق، وذلك إلى جانب حرصه على تنظيم الوقت والإفَادَةِ منه على اكمل وجهه. أراد الدكتور الباشا من خلال هذا الكتاب أن يفتح أمام الطلاب الطريق الأمثل للنجاح والتفوق ويَرْسُمُ أمامهم السُّبل واضحةً لينالوا حدًّا أعلى من الفائدة ببذل حد أدنى من الجهد.
  • فن الامتحانات: للامتحانات أهمية كبرى في مختلف المراحل التعليمية. لقد وضع الدكتور الباشا هذا الكتاب على المشكلة الامتحانات وحلولها. فقد أوضح للـمُعَلِّم مهمة الامتحانات وأنواعها ومكامن ضعفها ومواضع صلاحها كما قدم أمام الطالب الطريقة المثلى التي يعد بها العدة للامتحانات بمختلفمراحله الدراسية بدءًا بالاستعداد للامتحانات والذي يعتمد على كيفية جني ثمار ما قد بذله الطالب من جهد خلال عامه الدراسي، ومراجعته لما دونه من ملاحظات في قاعة الدرس وما كتبه من ملخصات خلال العام. ومن ثم الاستعداد النفسي والترتيبات اللازم اتخاذها داخل قاعة الامتحان مرورًا بأهمية استيعاب وفهم مصطلحات الأسئلة التي يستعملها المدرسون في وضع أسئلتهم وانتهاءً بورقة الإجابة والعوامل المؤثرة في تقدير الدرجة مما يمهد الطريق للنجاح.
  • العدوان على العربية عدوان على الإسلام: في هذا الكتاب قام المؤلف بتسليط الضوء علىَ الحرب التي شنها الأعداء علىَ لُغة القرآن، تارةً في السر وأُخرىَ في العلن. وناقش الـحجج التي أطلقها الخصوم تحت ستار التّجديد والإصلاح. وكشف المقاصد التي تَكْمُن وراء هـَـذه الحرب. وَبين تفرد هذه اللُّغة وَتَـمَيُّزها عن غيرها من لُغات الأرض، وقدرتها علىَ الوفاء بـمتطلبات الحياة، والنّهوض بأعباء الحضارة. وقد نبّه الدّكتور الباشا إلىَ أنَّ لُغتنا العربيّة ليست ملكًا لشعبٍ بِعَينه، وإنّـما هي تراث العرب والمسلمين جميعًا علىَ اختلاف ديارهم وأقطارهم كما وضّح حقّ أبنائنا علينا في الذّود عن لُغتهم وصيانة فُصحاها من أن تمتدَّ إليها يَدٌ بالتّحريف والتّبديل..رأى  المؤلف لا بد أن نجاهد من أجلهم كما جاهد آباؤنا من أجلنا، لأنّ العدوان علىَ هذه اللُّغة إنّـما هو عدوان علىَ الإسلام.
  • شعر الدعوة في العصر النبوي: تناول الدّارسون في أغراض الشّعر العربيّ واتجاهاته بدراسات كثيرة منها المديح، والهجاء، والغزل، والخمر، والنّقائض وما إلى وغير ذلك الكثير من الموضوعات ولكنّ شعر الدّعوة الإسلاميّة الّذي اتّقدت شعلته منذ بزوغ فجر الإسلام إلىَ يومنا الحاضر، وأدّىَ رسالته خلال أربعة عشر قرنًا،لم يهتم الدارسون ولم يلق شيئًا من العناية الّتي لقيتهاأغراض الشّعر الأخرىَ. إنّ مصادر الأدب العربي وموسوعاته الكبـرىَ التي انصرفت إلى أغراض الشّعر التّقليديّة الّتي وضع أُسسها الجاهليّون. ومن هذا المنطلق، فقد حدّد الدكتور الباشا المراد بشعر الدّعوة بشكل عام واعتنىَ به في العصر النّبويّ بشكل خاص. إنّ هذا الكتاب بمثابة النّواة الحقيقيّة لموسوعة أدب الدّعوة الإسلاميّة الّتي تبنتها كليّة اللّغة العربيّة بالرّياض والتي تمّت تحت إشرافه وتوجيهه هذه الموسوعة الّتي لم يكن لها الأثر الملموس في تغيير بعض المسلّمات الأدبيّة الخاطئة فحسب، بل إنّها قلبت تلك المسلّمات الأدبيّة قلبًا وقالبا.

لقد كان الدكتور عبد الرحمن الباشا في أعماله الأدبية واسع النظرة، قوي الخطوة، صادق العزيمة لأنه كان يؤمن بمسؤولية اجتماعية القاها الإسلام على عاتق الأدباء في بناء المجتمع. يتميز أسلوب الدكتور الباشا في مجموعة “صور حياة من الصحابة” بالقدرة الفائقة على انتقاء الألفاظ وسبك المعاني بأسلوب بسيط سهل يمكن وصفه بالسهل الممتنع. يكثر الأستاذ الباشا من استخدام اللفظ وضده خاصة عندما يريد توضيح الصورة وإبراز المعنى. ولا نجد غرابة من تضمين بعض صفحات القصص كلمات وآيات مقتبسة من القرآن الكريم، خصوصاً بعدما عرفنا ميول الأستاذ الباشا الدينية. فالتأثير القرآني يظهر بكل وضوح في أدبه وفنه. ولم يقصر الأستاذ الباشا اهتمامه على الجانب الأدبي فيما كتبه من قصص، بل كان حريصاً على الجوانب التربوية والأخلاقية والنفسية، فضلاً عن الجانب التاريخي الذي وجدناه ثرياً من قبل في تعليم اللغة العربية وترسيخ معاني مفرداتها. وتأتي هذه السلسلة” صور من حياة الصحابة” وصور من حياة التابعيين” لترسم في تاريخ الفن القصصي العلمي علامة مميزة. حرص الكيلاني على صبغ هذه المجموعة بالطابع العلمي التاريخي دون أن يغفل أهدافهُ الأساسية التي نسجها منذ بداية عمله في التأليف.

الاتجاه الإسلامي في الأدب العربي الحديث:

 الاتجاه الإسلامي من أهم النظريات الأدبية والنقدية التي ظهرت في القرن العشرين، وهو في الحقيقة امتداد طبيعي للأدب الإسلامي القديم والحديث. تبلورت الاتجاهات الإسلامية المعاصرة في الساحة الثقافية العربية بعد أن تزايد الاهتمام بالفلسفات التشكيكية كالوجودية والتفكيكية والماركسية والبنيوية. قد أصبحت النظرية الإسلامية المعاصرة اليوم بديلا حضاريا، وحلا ناجعا لجميع المشاكل التي يواجها الأدب بصفة عامة، والفن والجمال بصفة خاصة. وقد استطاعت النظرية الإسلامية المعاصرة أن تفرض وجودها بشَكل من الأشكال في الساحة الثقافية الأدبية والنقدية العربية في الوقت الذي تزدحم فيه النظريات الأدبية وتتفاوض بشكل كبير شرقا وغربا.

مفهوم الأدب الإسلامي:

 الأدب الإسلامي نغمة من روح الله تبعث الرحمة والسكينة والمودة، والصفاء بين الناس. وهو بهذا لا يكاد يتصل بسبب قوي إلى ما يريده دعاة الأدب الإسلامي اليوم. والأدب الإسلامي  كما يرى  الأ ستاذ سيد قطب “تعبير موح عن قيم حية ينفعل بها ضمير الفنان.[2] الأدب الإسلامي هو التعبير الناشئ عن امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية[3] إن الأدب الإسلامي هو الأدب الأصيل حين ينبع  من التصور الإسلامي الصحيح يستوعب الحياة كلها.[4] يمثل الأدب الإسلامي الحياة ويصورها، ثم يعرض صورا تنعكس من مجالات العيش المختلفة، ويعرض عرضا جميلا ومؤثرا لشتى جوانبها وأشكالها، فتبدوا فيه ملامح الكون والحياة وأشكالها المتنوعة. يتسع الأدب الإسلامي باتساع الحياة، وتتعدد جوانبه ونواحيه كما تتعدد جوانب الحياة ونواحيها. يحرص الأدب الإسلامي أشد الحرص على مضمونه الفكري النابع من قيم الإسلام العريقة ويجعل من ذلك المضمون ومن الشكل الفني نسيجاً واحداً معبراً أصدق تعبير. وهو يستوعب الحياة بكل ما فيها ويتناول شتى قضاياها ومظاهرها ومشاكلها. يعرض الأدب الإسلامي صورة الإنسان من جميع جوانبها المادية والمعنوية ويصورها بكل قيمها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والروحية.

مفهوم الأدب الإسلامي عند عبد الرحمن الباشا:

الأدب الإسلامي هو أدب يعبر عن روح الإسلام تعبيرا فنيا هادفا جماليا مؤثرا ينبع من التصور الإسلامي لهذا الكون والحياة. الأدب الإسلامي في أوسع معانيه هو تعبير عن الحياة والشعور والوجدان في أسلوب مؤثر. فالأدب الإسلامي في الواقع مرتبط بالحياة وبازدهارها الأمة ونهضة الحضارة، لأن الإسلام هو دين الفطرة ولا يمكن انفصاله عن الأدب الذي ملتزم بالحياة. يهتم الأدب الإسلامي بالقيم الخلقية. والأدب الإسلامي ليس أدبا عبثيا، فليست الحياة والوجود والقدر والولادة والموت عبثا. فالأدب عند دعاة الأدب الإسلامي لا يمكن أن يكون بلا غاية ولا أن يكون هدفاً لذاته، كما لا يقبلون أن يصبح الأدب فناً لفن. يعتقد دعاة الأدب الإسلامي بأن الأدب الذي يريدون ينظر إلى النفس الإنسانية نظرة شاملة متكاملة باعتبار الإنسان جسدًا وروحاً معا، ويتناوله تناولاً شاملاً بكل ما فيه، ومن كل جوانبه وزواياه، ولذلك يريدون من الأدب الإسلامي أن يعرض صورة الإنسان من جميع جوانبها المادية والمعنوية، يصورها بكل قيمها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والروحية. ولا يقبلون أن يدخلوا فيه نص لا تتحقق فيه الفنية. يحمل الأدب الإسلامي صلاحية الخلود والنماء ومسايرة الحياة أكثر من أي مذهب أدبي آخر، لأن الأدب الإسلامي هو مذهب رائد، له دور قيادي في بناء المجتمع الصالح. ومن خصائص الأدب الإسلامي أنه يدعو إلى الواقعية، لأن الأدب الإسلامي ينظر إلى الواقع نظرة أعم وأشمل، فالأديب الإسلامي يصور كل ما يحدث في حياة البشر من تطورات اجتماعية واقتصادية وفكرية وروحية مراعيا مكانة الفرد ومكانة الجماعة، وجوانب القوة والضعف معاً، وهو في ذلك لا يجعل من الشر خيرا ومن الرذيلة فضيلة. يستوعب الأدب الإسلامي يستوعب الحياة كلها ويتناول شتى قضاياها ومظاهرها ومشاكلها وفق التصور الإسلامي. إن موضوع الأدب الإسلامي رحب الآفاق، متعددة الجوانب، فهو يشمل الإنسان بعواطفه وأشوقه، وآماله ,آلامه، وحسناته وسيئاته. كما يشمل الحياة بكل ما فيها من سعادة وشقاء، ومقومات وقيم، وهو يشمل على الكون بره وبحره، أرضه وسمائه. وعلى هذا فإن الأدب الإسلامي ليس مقصورا على الموضوعات الدينية ، انما هو أعم من ذلك وأشمل. قد ارتبط الأدب الإسلامي في كل زمن مع قضايا عصره، وتلاحم معها تلاحما مثيرا للدهشة. فقد تصدى للزندقة والزنادقة، ووقف في محنة خلق القرآن موقفا صلبا كريما، وقال فيها كلمته التي يجب أن تقال، ومجد البطولتا الإسلامية، ونوه بالأبطال والمواقف.[5]

عبد الرحمن رأفت الباشا وموقفه من الأدب الإسلامي:

قام الدكتور عبد الحمن رأفت الباشا برسم منهج إسلامي في الادب والنقد. وله حظ كبير في دعم تأسيسا الرابطة وادخال الأفكار الإسلامية في الأدب, قد قام بدور فعال في غرس شجر الأدب الإسلامي. قد بين الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا خصائص الأدب الإسلامي بأنه أدب هادف وملتزم بالقيم الإسلامية. وشرح هذه الخصائص التي تميز الأدب الإسلامي عن غيره من الآداب وتزداد أهيمته في حين يجري البحث في الأوساط الأدبية عن وظيفة الأدب وتأثيرها على أذهان الناس. لقد أثبت الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا قدرته الفائقة على التمسك بكل اعتباراته المنهجية التارخية من حيث الشكل والمضمون. وقد كان الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا ممن يتصف بالعمل والتطبيق، فلم يستجب لهذه الفكرة استجابة فكرية فحسب، بل سبق إلى تنفيذها وتجسيدها خلال تدرسيه بجامعة الأمام محمد بن سسعود الإسلامية. فكان يوجه الدارسين إلى هذا الموضوع والكتابة فيه. صدرت بفضل جهوده عدة بحوث ومجموعات من النصوص الأدبية.[6] ثم تطورت آماله إلى تأسيس رابطة تعنى بهذاى الموضوع، وعقد ندوات حول الموضوع المهم. تحولت هذه الفكرة إلى منظمة عالمية.

لقد ساهم الدكتور الباشا في تطوير الأدب الإسلامي من خلال كتبه التاريخية والقصصة ومع أنه لم يكن هو أول من دعا إلى إيجاد هذا الأدب، الأدب الإسلامي. فقد سبقه إلى ذلك كثير من المفكرين وعلى رأسهم الشيخ أبو الحسن علي الندوي وسيد علي الطنطاوي وعلي أحمد باكثير في هذا المضمار. وقد اعترف الدكتور الباشا فضلهم[7] ولكنه استطاع أن يجعل أماني أولئك العلماء حقيقة واقعة، فقد حاول  كل المحاولة لإيجاد عمل موسوعي يخدم الأدب الإسلامي ويكون له بمثابة الخلفية التاريخية، والقاعدة الصلبة التي ينهض عليها بناؤه ليساعد الدارسين في معرفة هذا الأدب ودراسة خصائصه ورصد موضوعاته. ومن هنا ظهرت فكرة موسوعة أدب الدعوة الإسلامية التي قامت بإصدارها كلية اللغة العربية بالرياض، وأشرف عليها بنفسه حيث كانت نتاج مادة البحث لطلبة السنة النهائية بكلية اللغة العربية، وصدر منها ستة أسفار:

  • شعر الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين: إعداد عبد الله حامد الحامد، عام 1971م
  • شعر الدعوة الإسلامية في العصر الأموي: إعداد عبد العزيز محمد الزير، عام 1972م
  • شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول: إعداد عبد الله عبد الرحمن الجعيثن، عام 1976م
  • شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثاني: إعداد عائض بنية الردادي، عام 1972م
  • شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثالث : إعداد محمد بن علي الصامل، عام1981م
  • هذا في مجال الشعر، أما في مجال النثر، فقد صدرت القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين في مجلدين اثنين كبيرين،إعداد أحمد ابن حافظ الحكمي، عام 1976م

استنتاج البحث:

تناول هذا البحث عن السمات العامة للأدب الإسلامي وتحدث عن جوانب محددة من تراث عبد الرحمن رأفت الباشا وركز على جوانب خاصة بالشكل والمضمون من حيث اللغة والمنهج والأسلوب الذي مارسه الأستاذ الباشا في إنتاجاته القصصية. وقد ظهر أثر التربية الدينية في مؤلفات الباشا بشكل واضح من خلال انتقائه لموضوعات مؤلفاته وتناوله للأحداث واقتباساته القرآنية والنبوية من خلال عرض فني رائع وأسلوب أدبي رفيع. نضج تجربته في ميدان القصة والرواية وتوافر المقومات الفنية والموضوعية في أدبه. إن الباشا له منهج يعتمد على الأبعاد المختلفة في رسم الشخصيات، ففي بعض السير يركز على البعد الجسمي، وفي بعضها الآخر يركز على البعد النفسي، وفي بعضها الآخر يركز على البعد الاجتماعي؛ ولعل ذلك التعدد والاختلاف راجع إلى تلك الشخصية وما يميزها عن غيرها. قد اعتنى الكاتب بالسيرة وصياغتها صياغة أدبية فنية نادرة، تجمع المتعة والفائدة إلى جانب الصياغة والربط الفني الرائع. فلم يكن الدكتور الباشا مؤرخاً ينقل المواقف والأحداث كما هي لكنه كاتب قصة يحاول بعث الحياة في المواقف والأحداث المختلفة، عندما وقف على ما وراء تلك الأحداث من دروس وعبر، وعلى أثر تلك الشخصيات في ذلك الزمان والمكان، وعندما صور تلك الأحداث، وتلك المواقف تصويرا حيا مؤثرا يعيد إليها الحياة.كان أسلوبه يهتم في هذه السلسلة بالحقيقة التارخية والفن في وقت واحد. ولا نجد غرابة من تضمين بعض صفحات القصص كلمات وآيات مقتبسة من القرآن الكريم. فالتأثير القرآني يظهر بكل وضوح في أدبه وفنه. ولم يقصرالأستاذ الباشا اهتمامه على الجانب الأدبي فيما كتبه من قصص، بل كان حريصاً على الجوانب التربوية والأخلاقية والنفسية، فضلاً عن الجانب التاريخي. ولقد تنوعت مؤلفات الباشا ما بين أدبية ونقدية وإسلامية ووصفية تربوية لكن يجمعها هدف واحد وهو الغيرة على تراث الأجداد ومحاولات بعض البطولة في نفوس الجيل القادم وربطهم بقيهم ومبادئهم الإسلامية.

الهوامش:

[1]     عبد الرحمن رأفت الباشا: صور من حياة التابعيين، دار الأدب الإسلامي- القاهرة، عام 1997م ص 468،

[2]     سيد قطب، النقد الأدبي، أصوله ومناهجه، دار الشروق، بيروت، 2003م،  ص. 103

[3]     سيد قطب، في التاريخ..فكرة ومنهاج، دار الشروق، بيروت،2004م،  ص. 15

[4]    محمد حسن بريغش، نحو أدب إسلامي، دار الزرقاء الأردن، 1985م ص. 105

[5]    عبد الرحمن رأفت الباشا: نحو مذهب إسلامي في الأدب واالنقد، دار الأدب الإسلامي للنشر والتوزيع القاهرة، 2008م، ص، 111

[6]    عبد الرحمن رأفت الباشا، سلسلة أدب الدعوة الإسلامية بعدة مجلدات. وهي بحوث تخرج للطلاب في كلية اللغة العربية أشرفها الدكتور ص، 234

[7]   عبد الرحمن رأفت الباشا، نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، دار الأدب الإسلامي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2004م ، ص112

 المصادر والمراجع: 

  1. أبو الحسن علي الندوي، الأدب الإسلامي وصلته بالحياة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1985م
  2. أحمد محمد علي، الأدب الإسلامي ضرورة، دار الصحوة القاهرة، مصر ،1991م
  3. سعيد عبدا الماجد الخوري، أبو الحسن علي الندي رائد اأدب الإسلامي، مؤسسة الرسالة، بيروت 2001م
  4. صالح محمد عبيدي، الخطاب النظري للأدب الإسلامي، راية أدباء الشام ، لندن، 2004م
  5. شلتاغ عبود شرارة، النلامح العامة لنظرية الأدب الإسلامي، دار المعارف، دمشق، 1992م
  6. صالح ادم بيلو، من قضايا الأدب الإسلامي، دار المنار السعودية، 1985م
  7. عباس محجوب، الأدب الإسلامي وقضاياه المفاهيمية، دار جرار لللكتب الحديثةـ عمان، 2004م
  8. عبد الرحمن رأفت الباشا، نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، دار الأدب الإسلامي للنشر والتوزيع، مصر، 20014
  9. عبد الحميد بوزينة، نظرية الأدب في ضوء الإسلام، دار البشير عمان ، الأردن، 1990م
  10. عدنان علي رضا النحوي، الأدب الإسلامي، موضوعاته ومصطلحاته، دار النحوي، 1995م
  11. عماد الدين خليل، مدخل لنظرية الأدب الإسلامي، مؤسسة اللرسالة، بيروت، 1985م
  12. محمد حسين دوويغش، في الأدب الإسلامي، دار الزرقاء الأردن، 1985م
  13. محمد الحسناوي، في الأدب والأدب الإسلامي، امتبرالإسلانمي، بيروت، 1986م
  14. محمد قطب، منهج الفن الإسلامي، دار الشوق، 1983م
  15. مروزق بن تباك، اشكالية الأدب الإسلامي، دار الفكر ، بيروت، 2009م
  16. نجيب الكيلاني، الإسلامية والمذاهب الأدبية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1987م

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *