عبد الحكيم*
الملخص:
الدكتور محي الدين الآلوائي يعد من أكبر العلماء والأدباء الممتازين في ولاية كيرالا الذين خدموا اللغة العربية وآدابها كثيرا في القرن العشرين، وكان عالما كبيرا وأديبا عبقريا ومترجما فذا وله جولة وصولة في ميدان اللغة العربية واللغات الأجنبية، وكان ماهرا في البحث والتحقيق والتحليل العلمي، وكانت شخصيته الفذة تمتاز بقدرات متنوعة ومميزات مختلفة في الكتابة والصحافة والخطابة والدعوة الإسلامية وتنظيم الجمعيات الدينية وتدريس العلوم الإسلامية والأدبية، وكان له دور هام في توطيد العلاقات الودية بين الهند والعرب، ولا مراء فيه أنه كان عالما كبيرا وأديبا فذا وشخصية جليلة تجول في العالم ورتع من المؤسسات والمجامع العلمية كثيرا، وأسهم في مجالات العلم والأدب والفنون المختلفة، وقد خلف وراءه عددا ضخما لابأس به من الكتب النادرة والمقالات القيمة في الفنون الأدبية والدراسات الإسلامية والقضايا العالمية في اللغات المختلفة، ومن أهم انتاجات الدكتور الآلوائي الذي ألفها وصنفها بعد تجربة علمية وخبرة واسعة في مجال العلم والأدب هي “الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية”، فإن هذا الكتاب يعد مرجع كبير في موضوعه، حيث يذكر الكاتب عن ذكر العرب والهنود قبل الدين الإسلام الخالد إلى يوم القيامة وكذلك يتحدث عن الجاليات الهندية في بلاد العرب، وتوطيد العلاقات الودية والتجارية بين الهند والعرب، كما أنه يذكر فيه عن حالة البلاد الهندية في عهد البعثة النبوية صلى الله عليه وسلم، وكذلك يتحدث فيه عن الطرق التي دخل منها الدين الإسلام إلى بلادنا الهند، ووسائل انتشار الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ومساهمات علماء الهند في نهضة العلوم العقلية والنقلية النظرية وكذلك فيه ذكر عن العلماء الربانين الذين بذلوا قصارى جهودهم المتواضعة في الدعوة الإسلامية وضحوا أنفسهم في سبيل ذلك من أمثال: الشيخ أحمد السرهندي والإمام شاه ولي الله الدهلوي والشيخ نظام الدين الأولياء وغيرهم الكثير، وكذلك فيه ذكر عن مستقبل الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية، قبل الخوض في حديث عن هذا الكتاب وتقييمه نرى من المناسب أن نقوم بتسليط الضوء على حياة وأعمال صاحب هذا الكتاب.
نظرة خاطفة على حياة الدكتور الآلوائي وأعماله الأدبية.
ولادته:
ولد الدكتور محي الدين الآلوائي بقرية “وليتنادّ” بقرب مدينة ” آلوائي” في ولاية “كيرالا” بجنوب الهند التي قيل إنها أول بقعة أشرقت بنور الإسلام في شبه القارة الهندية، وكانت ولادته في اليوم الأول من شهر يونيو سنة 1925م[1].
دراسته:
تهجى الدكتور الآلوائي أولى الحروف العربية ومباديء العلوم الدينية لدى والده الشيخ مقار مولوي الذي كان علاما فاضلا وواعظا دينيا وخطيبا بارعا، ثم التحق بكلية الباقيات الصالحات العربية بولور من ولاية تمل نادو بجنوب الهند، وتخرج فيها بشهادة “المولوي الفاضل” في العلوم العربية والدراسات الإسلامية، ثم نال شهادة “أفضل العلماء” في اللغة العربية وآدابها في عام 1949م من جامعة مدراس الحكومية بالهند، وبعد عودته من ويلور التحق بكلية روضة العلوم بفاروق كمدرس، حسب رغبة الشيخ أبي الصباح أحمد على الأزهري، ولكنه لم يبق على هذا المنصب إلا بضعة أشهر، حتى اشتاقت نفسه إلى الدراسة بالأزهر بمصر، وحينما قدم رغبته أمام أبي الصباح قام المولوي بما يحقق رغبة هذا الفتى الظامي إلى العلوم الدينية العميقة واللغة العربية الحديثة من منابعها الأصيلة فهذا أدت إلى ترحاله إلى مصر سنة 1950م.[2]
ثم توجه الدكتور الآلوائي إلى القاهرة ليدرس في جامعة الأزهر، فالتحق بقسم “التخصص” في كلية أصول الدين ونال في عام 1953م شهادة “العالمية مع الإجازة” بتفوق حيث حصل على %93 من مجموع الدرجات الكلي، وأثناء إقامته بمصر كان الدكتور الآلوائي يقوم بنشاط علمي أدبي، حيث كانت الصحف والمجلات تنشر له مقالات كثيرة في شتى الموضوعات، وألف في تلك الفترة بعض الكتب باللغة العربية.[3]
وبعد العودة من القاهرة إلى وطنه العزيز أي في عام 1955م عين مذيعا بقسم اللغة العربية في إذاعة عموم الهند بدلهي، وفي نفس الوقت قد قام الدكتور الآلوائي بمساهمات كبيرة في المجالات العلمية والأدبية المختلفة عن طريق ما كان ينشره من مقالاته القيمة في مجلات المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بنيو دلهي، وساهيته أكاديمي الأدب الهندي، وإلى جانب جهوده المتواضعة لنشر العلوم الإسلامية واللغة العربية وخدمة الدعوة الإسلامية بين عامة الناس في المجتمع الهندي لقد وجد الدكتور الآلوائي خلال إقامته في دلهي وقتا طويلا لأن يكتب خبرة عميقة في الشؤون الأدبية والثقافية حتى يكون مرجعا ومصدرا في المعلومات عن أديان الهند وثقافتها وحضارتها وآدابها المتعددة.
وتوجه الدكتور في عام 1963م مرة أخرى إلى القاهرة رغبة في استكمال دراسة الدكتوراه بجامعة الأزهر بمرافقة أسرته لإحراز مزيدا من التجارب العلمية والأدبية في مجال الفكر الإسلامي ولتكوين أسرة هندية مثقفة بثقافة عربية إسلامية لتكون مساعدة له في نشر التعاليم السماوية التي جاء بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المجتمع الهندي، وقد أعرب أمنيته هذه عن رئيس جمهورية الهند الدكتور رادها كرشنان فوافقت الحكومة على تحمل نفقات سفره وسفر أسرته إلى القاهرة تقديرا لخدماته العلمية والأدبية التي بذلها حق الجهد في سبيل نشر اللغة العربية في ولاية كيرالا، ذهب الدكتور والتحق هذه المرة أولا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ونجح وفاز في “امتحان التخصص” في فترة يوليو عام 1965م بتقدير ممتاز، وبقي في الجامعة عدة سنوات، وكان يحمل بصفات مختلفة وميزات متنوعة كونه باحثا ومدرسا وعضوا في لجنة الامتحانات وغيرها.
وظيفته العلمية في جمهورية مصر العربية:
إن الدكتور عين كونه مدرسا بكلية الطب بجامعة الأزهر في عام 1964م لتدريس العلوم الإسلامية عن طريق اللغة الأجنبية، وكانت هذه هي أول مرة في تاريح جامعة الأزهر تدرس فيها العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية، وكان هدفه تمكين الطالب من شرح الإسلام كما يجب في البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية، وقد أسندت جامعة الأزهر هذه المادة إلى العالم الهندي الأستاذ محي الدين الآلوائي الذي هو من خريجي جامعة الأزهر أيضا.[4] وفي عام 1968م انتدب عضوا في لجنة الامتحانات لاختيار مبعوثي الأزهر إلى غرب آسيا، كما قام بخدمات عظيمة في مجلة “الأزهر” كونه مشرفا على القسم الإنجليزي فيها، وبالإضافة إلى هذا أنه لا يزال يكتب في المجلات العربية النادرة، منها: مجلة الأزهر، ومنبر الإسلام، ومجلة الرسالة، ومجلة صوت الشرق التي كان يصدرها مكتب استعلامات الهند بالقاهرة، ومجلة منار الإسلام التابعة لوزارة الأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلة “الشباب المسلمون” ومجلة “الدعوة”.[5]
وفي عام 1970م عين كونه رئيسا لهيئة تحرير مجلة “صوت الهند” الصادرة عن سفارة الهند بالقاهرة، وعلى الرغم من هذه النشاطات العلمية والأدبية قام الدكتور الآلوائي بتسجيل في قسم أصول الدين بجامعة الأزهر لإعداد بحث جامعي لنيل شهادة الدكتوراه حول “الدعوة الإسلامية وتطوراتها في شبه القارة الهندية”، وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية عام 1971م، وصار هذا البحث القيم عونا له على فتح باب جديد في دراسة الأديان القديمة ولمعرفة الدور المهم الذي لعبه الدعاة القدماء العرب على الخصوص في نشر الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية وحواليها عبر العصور المختلفة.
وظيفته العلمية في المملكة العربية السعودية:
وفي عام 1977م توجه الدكتور الآلوائي إلى المملكة العربية السعودية حيث قد التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بصفته أستاذا بارزا للدراسات الإسلامية واللغة العربية، واستمر فيها بهذا المنصب إلى عام 1984م، وخلال ذلك لم يكتف على التدريس فقط بل قام بمساهمات كبيرة في نشر الدين الإسلام الخالد إلى يوم القيامة، وتولى الدكتور بعد تقاعده من الجامعة منصب رئيس مستشار الشؤون الدينية بجريدة الخليج اليوم الصادرة عن دار الوطن للطباعة والنشر في دولة قطر وذلك في سنة 1985م.
واستمر في عمله هذا حتى عام 1989م، وخلال هذه الفترة من الزمن قام بخدمات جليلة في ترويج اللغة العربية وآدابها، وقام بكتابة البحوث العلمية والأدبية حول الموضوعات المتنوعة في مختلف الدوريات والجرائد والصحف والمجلات الأدبية وغيرها، وقام بالمشاركة في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات التي أقيمت في البلاد المختلفة من قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا، وبعد أن أمضى ثلاثين عاما في الخدمات العلمية والأدبية والثقافية في مختلف البلاد العربية كجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، أراد الدكتور الآلوائي بالعودة إلى مسقط رأسه ليقضي هناك بقية عمره في خدمة الأمة والثقافة الإسلامية في الهند، وبعد رجوعه في عام 1989م قد التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بمدينة كاليكوت (كيرالا) حيث تولى منصب عميد كلية الدعوة وأصول الدين التابعة للجامعة الإسلامية في عام 1990م ، وبينما قام بتأسيس كلية أزهر العلوم في مدينة آلوائي مسقط رأسه، وانهمك في تطور الكلية وبذل ما في وسعه في رقية هذه الكلية وضحى في سبيل ذلك بكل ما يملك من القدرات والكفاءات وغيرها، وكان الهدف من الكلية كما يقول الدكتور المولوي سليمان محمد “هو تخريج علماء محققين قادرين على توجيه وقيادة الأمة”.[6]
جائزة الدكتور محي الدين الآلوائي للغة العربية:
إن الدكتور الآلوائي لم يترك أي شيء من الوسائل لتقديم خدماته الأدبية والعلمية والدينية واللغوية في البلاد العربية بوجه عام وفي الجمهورية الهندية بوجه خاص، ومما يدل على عنايته واهتمامه باللغة العربية في كيرالا وخارجها أنه قام بتخصيص جائزة باسمه تشجيعا لدراسة العربية منذ عام 1985م للطلاب الذين يدرسون اللغة العربية وآدابها، وتوزع هذه الجائزة على العموم على الطلاب الفائزين المتفوقين في اختبار درجة الماجستير في الأدب العربي والدراسات الإسلامية، ولقب بـ”أفضل العلماء”، واختار روضة العلوم بـ فاروق لتوزيعها.
أهم المناصب التي تولاها الدكتور الآلوائي:
- كان رئيس مجلس الإدارة كلية أزهر العلوم الإسلامية بكيرالا (الهند).
- كان مدير كلية الدعوة كاليكوت كيرالا (الهند).
- كان مدرسا في كلية روضة العلوم الإسلامية كاليكوت بكيرالا (الهند).
- كان محاضرا في كلية الطب وكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة (مصر).
- كان محرر القسم الإنجليزي لمجلة الأزهر القاهرة (مصر).
- كان رئيس التحرير لمجلة صوت الهند الصادرة من السفارة الهندية القاهرة (مصر).
- كان أستاذا مساعدا بكلية الدعوة ومعهد اللغة العربية بالجامعة الإسلامية المدينة المنورة (المملكة العربية السعودية).
وفاته:
وقد انتقل الدكتور الآلوائي إلى ذمة الله في مساء يوم 23 يوليو عام 1996م الموافق ربيع الأول 1417هجـ،[7] في مستشفى في مديرية إرناكولم بكيرالا، ودفن قبل صلاة الظهر في اليوم الثاني في مقبرة المسجد الجامعي في قرية وليتناد.
مآثره العلمية والأدبية في مجالات شتى:
قد خلف الدكتور الآلوائي أمامنا ذخيرة علمية من الكتب المختلفة والمقالات العديدة والبحوث المتنوعة في اللغة العربية والمليالمية والإنجليزية والأردية، منها ما يتعلق بالقضايا الإسلامية، ومنها ما يتعلق بمناهج الدعوة الإسلامية والتدريس، ومنها ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية وما يتعلق بالثقافة الإسلامية واللغة وآدابها، وإن هذه الكتب كلها تظهر عبقريته الشخصية وخبراته العلمية والأدبية في الموضوعات الدينية واللغوية والأدبية والتاريخية والتعليمية وغيرها، ومن أبرز مآثره الخالدة: الإسلام وقضايا الإنسانية، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، شمين، الأدب الهندي المعاصر، منهاج الدعاة بالاختصار، النبوة المحمدية ومقتريات المتستشرقين، الإسلام وتطورات العالم والغرض من الحكومة الإسلامية، قضية فلسطين من بدايتها إلى دورتها، منهاج المعلمين لتعليم اللغة العربية لغير العرب، الملامح الخالدة لروابط الثقافة والحضارية بين الهند والعرب، هنري برجسون حياته وفلسفته، وغيرها الكثيرة.
دراسة تقييمية لكتاب “الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية”.
كلمات عن الكتاب:
فإن هذا الكتاب القيم النادر أول رسالته للدكتوراه في اللغة العربية التي قدمها الدكتور الآلوائي في جامعة الأزهر لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية، وقد حصل هذا العالم الهندي الباحث في تاريخ المسلمين في الهند على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف على رسالته هذه من قسم الدعوة بكلية أصول الدين في عام 1391هجـ/ 1971م، وصار هذا البحث القيم عونا له على فتح باب جديد في دراسة الأديان القديمة ولمعرفة الدور المهم الذي لعبه الدعاة المخلصون القدماء العرب في نشر الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية وحواليها عبر العصور، وكان هذا لأول مرة في تاريخ الرسائل الجامعية بمصر بصورة عامة وفي بلادنا الهند بصورة خاصة تناقش هذا الموضوع للبحث والتحقيق، كما أن جامعة الأزهر أقيمت بحثا علميا أدبيا ومنهجيا في هذا الموضوع، وقد حضر عدد كبير لا يستهان به العلماء والكتاب العرب والأساتذة الكبار في المناقشة الجامعية المفتوحة حول هذا البحث المنعقد في قاعة الإمام محمد عبده، وقد ألقى الشاعر العربي الأستاذ محمد حبر قصيدة رائعة عامرة لتهنئة الدكتور الآلوائي في حفل الاستقبال الذي أقامه “صالون الفن والثقافة” بالقاهرة في عام 1971م لمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه ومنها قوله:
الروض والنبع والأنسام والزهر اليوم تجلي لنا منها هنا صور
يسرنا كلنا ما قد يسر به البعض منا وما يحلو به السمر
كذاك نال أخي الألوائي بغيتهو الشعب في مصر أو في الهند منتظر
فكثيرنا يا فتى الألوائي أسعدنا هذا النجاح وهذا الفوز والظفر
لو أن بدران فينا اليوم أسمعنا عنك الكثير ولكن هكذا القدر
عرفت فيك أخا عزت مكانته في بيت بدران تدعونا فنأتسر
تقول إن أبي بدران منهجه ضاءت به حياة العالم الفكر
قد كان يسعده فاليوم أسعدنا ياكم إليه تهاد السمع والبصر
محيى وأنت سفير الهند في خلق للأزهر اليوم حق فيك مدخر
فاجعل رسالته نبراس منهجكم ونحن بالعلم والإيمان ننتصر.[8]
يقع هذا الكتاب في نحو 465 صفحة مع المقدمة والخاتمة، وقد اشتملت المقدمة المطولة على 24 صفحة تقريبا، وإن هذا الكتاب يعتبر من أهم الكتب التاريخية العلمية لمسيرة الدعوة الإسلامية في الهند ووسائل انتشارها وتطورها في شبه القارة الهندية عبر القرون، وقد تمت طبعته الأولى بدار القلم للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق 1402هجـ/ 1984م، واستمد صاحب الكتاب لإنجاز تأليفاته الشهيرة من المراجع والمصادر والوثائق في اللغات المختلفة من العربية عددها (79) والإنجليزية والفرنسية عددها ( 29) والأردية والفارسية عددها (90) ومن اللغات الهندية الأخرى عددها (6)، إلى جانب دراساته الشخصية في بلاد الهند ومراسلاته مع العديد من العلماء البارزين الذين لهم جولة وصولة في مجال الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية.
سبب تأليف هذا الكتاب:
لو أمعنا النظر على الكتاب لنرى أن صاحب الكتاب قد ذكر في مقدمته من السبب الجذري الذي دفعه تجاه تأليف هذا الكتاب إذ يقول ” ولست بمبالغ إذا قلت إن هذا الموضوع متصل تمام الاتصال بتخصصي وبدراستي في جميع مراحل تعليمي، فإنني أنفقت السنين، متعلما وطالبا ومحصلا، في مدارس الهند وجامعاتها، ثم في كليات الأزهر، للتخصص في موضوع “الدعوة الإسلامية” وحصلت على شهادات علمية عالية من هذه الكليات في هذه المادة، وكان هدفي المنشود من هذا الجهد المبذول نشر الدعوة الإسلامية والعلوم العربية في بني وطني، كتابة وخطابة وتدريسا، لأنهم بمثابة عشيرتي الأقربين، وقد ساعدني الخط وسمحت لي الظروف لوضع مؤلفات ونشر مقالات عديدة باللغات العربية والهندية والإنجليزية عن دعوة الإسلام بصفة عامة، وعن الإسلام والمسلمين في الهند بوجه أخص”.[9]
المنهج الذي رسم لنفسه في تأليف هذا الكتاب:
والمنهج الذي قد اختار الكاتب لنفسه في تأليف هذا الكتاب القيم والذي يراعي فيه “هو اعتبار الدعوة الإسلامية في الهند في الهند أساسا في البحث، لا وسيلة للبحث في الحكومات الإسلامية أو النواحي التاريخية للإسلام والمسلمين فيها”.[10] وإن دائرة منهجه في تأليف هذا الكتاب تقوم على أسس أربعة وهي كما يلي:
- المراجع الأصلية (المصادر الأساسية) الخاصة بتريخ الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند من المخطوطات والوثائق والصور الخرائط، وكذلك الكتب الخاصة بتاريخ الهند وعلاقاتها بالعرب عبر العصور.
- المراجع الأصلية العامة، مثل الكتب التاريخ والسير الجغرافيا والدعوة الإسلامية وانتشارها في العالم.
- الحقائق العامة المسلم بها لدى العلماء والباحثين، وبعض الحقائق التي أصفها وفقا لمشاهداتي ومعلوماتي الخاصة التي جمعتها مع تحري الدقة بالاتصال والاطلاع.
- المراجع الثانوية التي لها صلة بالموضوع، والتي تساعد على الوصول إلى بعض المراجع الأصلية والمصادر الأساسية.[11]
الموضوعات المهمة التي تعالجها الكتاب:
إن هذا الكتاب – كما سبق القول- رسالته القيمة التي قام بإعدادها الدكتور الآلوائي لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة الأزهر بمصر، وهو يتناول تاريخ دخول الدين الإسلام الخالد إلى يوم القيامة في ربوع الهند، ووسائل انتشار الدعوة الإسلامية وعوامل تطور العلوم والثقافة الإسلامية واللغة العربية الخالصة في ربوعها، والكتاب يتضمن أربعة أقسام مهمة ماعدا المقدمة والخاتمة والمصادر والمراجع، وفي المقدمة تجري المناقشة عن ميزات عنوان البحث وسبب تأليفه ومنهجه وتخطيط الرسالة الجامعية بالتحليل الدقيق، وأما في الخاتمة فيتضمن المقالتين المهمتين حول: حاضر الدعوة الإسلامية في الهند الحديثة، ومستقبل الدعوة الإسلامية فيها، وأما المصادر والمراجع فتتضمن العديد من الكتب العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية والهندية وغيرها من الكتب قد استفاد منها خلال إعداد هذا البحث.
القسم الأول من هذا الكتاب: يتحدث عن “العرب والهند قبل الإسلام”.
وقد اشتمل هذا القسم على بابين: الباب الأول: العلاقات الهندية قبل الإسلام، والباب الثاني: وضع الجاليات الهندية في بلاد العرب والعكس، قبل بعثة المحمدية، وإن الباب الأول: ينقسم إلى أربعة فصول: تتناول عدة موضوعات مهمة، وقد خصص الكاتب الفصل الأول، لدراسة التكوين الطبيعي والموقع الجغرافي لكل من شبه القارة الهندية والبلاد العربية، والفصل الثاني، في ذكر الطرق القديمة بينهما، والفصل الثالث، في بيان العلاقات الحضارية والفكرية بين الهند والعرب، والفصل الرابع، في الحديث عن العلاقات التجارية بينهما، وأما الباب الثاني: ينقسم إلى فصلين: الفصل الأول، قد خصصه الكاتب للتكلم عن المستوطنين الهنود في البلاد العربية، والفصل الثاني، عن العرب في بلاد الهند.
القسم الثاني من هذا الكتاب: يتحدث عن “ظهور الدعوة الإسلامية في جزيرة العرب ووصولها إلى شبه القارة الهندية”.
قد اشتمل هذا القسم على أربعة أبواب: الباب الأول: حالة البلاد العربية وقت البعثة المحمدية، والباب الثاني: ذكر أسواق المشهورة للتجارة الهندية في بلاد العرب، والباب الثالث: انتشار الدعوة الإسلامية في جزيرة العرب، والباب الرابع: وصول صوت الإسلام إلى أرض الهند، وإن الباب الأول: ينقسم إلى فصلين: وقد خصص الكاتب الفصل الأول لدراسة حياة العرب ولغتهم وذكر الأِشياء الهندية فيها، والفصل الثاني، لذكر الأسواق المشهورة للتجارة الهندية في بلاد العرب، وأما الباب الثاني: فينقسم أيضا إلى فصلين: وقد خصص الكاتب الفصل الأول، لبيان وضع الهند السياسي والاجتماعي والديني وقت البعثة المحمدية، والفصل الثاني، في وضع العرب في الهند وقت البعثة النبوية، والباب الثالث: من هذا القسم ينقسم إلى أربعة فصول: تتناول عدة قضايا مهمة حول الدعوة الإسلامية، الفصل الأول، قد خصصه الكاتب في ذكر أثر الهجرة النبوية على تطور الدعوة الإسلامية وانتشارها في أنحاء جزيرة العرب، والفصل الثاني، في ذكر الوفود التي وصلت إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من أنحاء الجزيرة العربية، والبعثات التي بعثها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مختلف الجهات فيها، بينما خصص الكاتب الفصل الثالث، لبيان موقف الجاليات الهندية في بلاد العرب من دعوة الإسلام، والفصل الرابع، يذكر قصة إسلام ” باذان” الهندي وأساورة اليمن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما الباب الرابع، فيتكلم عن موضوع وصول صوت الإسلام إلى أرض الهند، وهو ينقسم إلى ستة فصول: يتحدث الفصل الأول، عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأهل الهند، والفصل الثاني، عن بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح الهند، والفصل الثالث، عن قصة إسلام ملك “مليبار” وسفره إلى جزيرة العرب لمقابلة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والفصل الرابع، يتكلم عن ذكر الأسرة المالكة المسلمة الأولى في الهند، والفصل الخامس، عن بعض المساجد والقبور الأثرية التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الهجري، وأما الفصل السادس، فيذكر عن أول بقعة أشرقت بنور الإسلام في شبه القارة الهندية.
والقسم الثالث من هذا الكتاب: يتحدث عن “تطور الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية”.
ويشمل هذا القسم أربعة أبواب: يتناول الباب الأول: ذكر الطرق التي دخل منها الإسلام إلى الهند، والباب الثاني: الأديان في الهند وقت وصول الدعوة الإسلامية إليها، والباب الثالث: يتناول انتشار الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية وأسبابها، وأما الباب الرابع من هذا القسم فيتناول دول المسلمين في شبه القارة الهندية، والباب الأول من هذا القسم ينقسم إلى أربعة فصول: يتحدث الكاتب في الفصل الأول عن الطرق الثلاث التي دخل منها الإسلام إلى أرجاء شبه القارة الهندية، وفي الفصل الثاني، عن ذكر وصول بعض الصحابة والتابعين إلى أرض الهند، والفصل الثالث، يتكلم فيه الكاتب عن ذكر مشاهير العرب الذين قدموا إلى الهند في القرن الأول الهجري، والفصل الرابع، عن ذكر نخبة من أعلام الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وأما الباب الثاني: فينقسم إلى سبعة فصول: فالفصل الأول، يتناول الصائبة في الهند، والفصل الثاني، الهندوكية، والفصل الثالث، المذاهب الهندوكية، والفصل الرابع، البوذية، والفصل الخامس، الجينية، والفصل السادس، السيخية، والفصل السابع، اليهودية والمسيحية، والباب الثالث: من هذا القسم ينقسم أيضا إلى سبعة فصول، تتناول عدة قضايا مهمة حول الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية، يتحدث الكاتب في الفصل الأول، عن بيان مدى انتشار الدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية بالمقارنة مع الدعوات الأخرى، والفصل الثاني، عن فطرية الإسلام، والفصل الثالث، عن النزعة الدينية لأهل الهند، والفصل الرابع، عن نظرة الإسلام إلى الأديان الأخرى، والفصل الخامس، عن النظام الطبقي السائد في الهند حينذاك، والفصل السادس، عن خصائص النظام الاجتماعي في الإسلام، والفصل السابع، يتكلم فيه الكاتب عن صفات الدعاة ووسائلهم في نشر الدعوة الإسلامية، وأما الباب الرابع من هذا القسم يتضمن أربعة فصول: أما الفصل الأول، فيذكر عن أول فتح عربي إسلامي في شبه القارة الهندية، والفصل الثاني، عن أول دولة عربية إسلامية قامت في شبه القارة الهندية، وأما الفصل الثالث، فيلقي ضوءا ساطعا على دول المسلمين في شبه القارة الهندية من (392هجـ/ 1274)- (1001هجـ/ 1857م)، ويتناول الفصل الرابع، العهد الإنجليزي (1274هجـ/ 1857م) إلى عهد الاستقلال (1366هجـ/1947م)، وسيرة الدعوة الإسلامية في هذه الفتترة.
القسم الرابع من هذا الكتاب: يتحدث عن ” بيان مساهمة الهند في نهضة العلوم الإسلامية والعربية”.
قد اشتمل هذا القسم على ثلاثة أبواب: الباب الأول: يذكر فيه الكاتب ذكر العلوم الدينية التي ساهمت الهند في خدمتها، وفي الباب الثاني: يتحدث عن علوم اللغة والأدب والتاريخ التي كان لعلماء الهند نصيب كبير في نهضتها، وفي الباب الثالث: يتكلم عن العلوم العقلية والنظرية، أما الباب الأول من هذا القسم فينقسم إلى خمسة فصول: فالفصل الأول، يتناول القرآن الكريم وعلومه، والفصل الثاني، يلقي ضوءا على الحديث وعلومه، والفصل الثالث، على الفقه وأصوله، والفصل الرابع، على علم الكلام، والباب الخامس يلقي ضوءا ساطعا على علم التصوف، والباب الثاني: فيه فصلان: أحدهما في ذكر النحو والصرف والبلاغة والأدب وثانيهما: في ذكر التاريخ والسير والطبقات، وأما الباب الثالث فيشتمل على ثلاثة فصول: الفصل الأول، يتحدث عن المنطق والمناظرة، والفصل الثاني، عن العلوم الرياضية والفلكية، والفصل الثالث، عن الطب.
القسم الخامس من هذا الكتاب: يتحدث عن “الخاتمة”.
وهي تنقسم إلى مبحثين: المبحث الأول، يتكلم فيه الكاتب عن حاضر الدعوة الإسلامية في الهند الحديث، وفي المبحث الثاني، يذكر مستقبل الدعوة الإسلامية في الهند، ثم تأتي المصادر والمراجع تحدث فيها عن فهارس الكتب العربية والإنجليزية والأردية والهندية والمليالمية قد استفاد منها خلال إعداد هذا الكتاب القيم النادر.
أسلوب الدكتور الآلوائي في هذا الكتاب:
إذا قمنا باستعراض مؤلفات الدكتور الآلوائي وتقييم جهوده المتواضعة المشكورة فإننا نرى أن هذه المؤلفات والتصنيفات تحتل مكانة بارزة في مجال العلم والأدب، وأما هذا الكتاب فإنه يمتاز بأسلوب رصين رفيع جذاب خلاب وشيق لا نظير له، فألفاظه لطيفة سهلة جدا، وكلماته ممتازة بديعة، وتراكيبه متينة أنيقة، لذلك عندما نبدأ بمطالعة هذا الكتاب نجد فيه طراوة ولذة وإبداعا على سبيل المثال ينبغي لنا أن نقرأ هذه العبارة البديعة التي يذكر فيها الدكتور الآلوائي عن تلك الطرق الثلاث التي دخل منها الدين الإسلام الخالد إلى يوم القيامة إلى شبه القارة الهندية لأول مرة، وتلك الطرق هي الناحية الجغرافية ومناطق السند الواقعة على شواطئ الهند الشمالية في بحر العرب والطريق الثالث فهو مناطق الحدود الشمالية العربية المتاخمة لأفغانستان وإيران وغيرها إذ يقول ” دخل الإسلام شبه القارة الهندية عن طرق ثلاث، من الناحية الجغرافية ومن أهمها شواطئ الهند الغربية الجنوبية الواقعة في بحر العرب التي كانت – كما تقدم – مركز ارتياد التجار والرحل والعرب منذ أقدم العصور في البلاد الهندية، وفي طريقهم إلى جزيرة سرنديب (سيلان) وإلى الصين وجاوا الملايو وغيرهما من بلدان الشرق الأقصى، والطريق الثاني هو مناطق السند الواقعة على شواطئ الهند الغربية الشمالية في بحر العرب، حيث دخل محمد بن قاسم الثقفي في نحو عام 92 هجري فاتحا، وذلك في عهد حكم الحجاج بن يوسف الثقفي، وأما الطريق الثالث فهو مناطق الحدود الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان المشهور محمود الغزنوي في نحو سنة 392 هجرية وسنة 1001 ميلادية”.[12]
وكذلك ينبغي لنا أن نلاحظ النماذج الأخرى من أسلوبه الأخاذ البديع التي يذكر فيها عن ذكر محمد بن القاسم الثقفي الذي قدم من العراق فاتحا إلى الهند في القرن الأول الهجري إذ يقول ” وكان محمد بن القاسم بن محمد الحكم بن أبي عقيل الثقفي من بني أعمام الحجاج بن يوسف الثقفي، وعرف محمد منذ الصغر بالشجاعة والصلابة ولما استدعى محمد إعجابه الحجاج بشخصيته الفذة من صفات القيادة الرشيدة وحسن السياسة، اختاره، وهو لم يتجاوز سبع عشرة سنة من عمره، قائدا للجيش الذي وجهه لفتح السند، وقد انتقل محمد بن القاسم الثقفي من نصر إلى نصر في فتوحاته، ونجح نجاحا عظيما في تدبير الأمور في المناطق التي فتحها، وتأليف قلوب أهلها حوله، ومما يدل على حسن سياسته وكريم خلقه ومرؤته في معاملاته مع الشعب، أن أهل الهند بكوا عليه حينما عزل من منصبه ونقل من السند مقيدا بالسلاسل إلى العراق بعد انتقال الخلافة من وليد بن عبد الملك الأموي إلى سليمان بن عبد الملك الأموي عدو الحجاج وأسرته”.[13]
أقوال العلماء عن الكتاب:
مما لا شك فيه أن هذا الكتاب يعد من أكبر مراجع في اللغة العربية في موضوع مساهمة الهنود في نهضة العلوم العربية الدعوية، كما يرى الدكتور سعيد مركار (رئيس مجمع الأدب العربي كيرالا) حيث يقول “والدكتور محي الدين الآلوائي ترك وراءه لهذه الأمة ما يقرب عن عشرين مؤلفا، معظمها في القضايا الاجتماعية وبالثقافة والأدب بالإضافة في الدعوة والمناهج الدراسية، أما كتابه في الدعوة الإسلامية وتطورها في القارة الهندية إشراقة لامعة ومرجع قيم لطلبة تاريخ الدعوة، وآثاره بصورة عامة تكشف الستار عن غفلة المسلمين وسكوت العلماء وضعاف النفوس والقلوب، ودعا المسلمين للعودة إلى دين الله والعمل بالكتاب والسنة مبينا مفارق الابتلاء ومررة الآلام التي واجهته الأمة في غابر الزمن”.[14]
ويقوم الباحث الدكتور محمد إقبال الندوي بتعريف الكتاب وهو يصف بقيمة الكتاب ومكانته في مجال العلم والأدب بقوله “وهذا الكتاب مرجع كبير في هذا الموضوع حيث يبين عن العرب والهنود قبل الإسلام والجاليات الهندية في بلاد العرب والعلاقات التجارية وحالة البلاد الهندية في عهد البعثة النبوية ووصول صوت الإسلام أرض الهند والطرق التي دخل منها الإسلام إلى الهند وانتشار الدعوة الإسلامية في الهند ومساهمة الهند في نهضة العلوم والعربية والشخصيات الإسلاميين البارزين من الهند كالشيخ أحمد السرهندي والإمام شاه ولي الله الدهلوي والشيخ نظام الدين الدهلوي والشيخ معين الشستي والعلامة المحدث عبد العزيز الدهلوي ومولانا قاسم نانوتوي وسيد أحمد خان والشيخ محمد أنور شاه الكشميري وأسد الله خان غالب والعلامة صديق حسن خان والشيخ زين الدين بن علي المعبري وزين الدين المخدوم الثاني ومولانا حسين أحمد مدني وشاعر العربية الهندي أبو عطاء السندي وإمام الهند مولانا أبو الكلام آزاد”.[15]
فخلاصة الكلام:
إن هذا الكتاب يعد من أهم انتاجات الدكتور الآلوائي الذي قام بتأليفه بعد تجربة علمية أدبية وخبرات واسعة في مجال العلم والأدب والترجمة والتاريخ والسير والعلوم العقلية والنظرية وما إلى ذلك من العلوم الأخرى، وأن هذا الكتاب يعد من كتبه النافعة المؤثرة على قلوب القراء والدارسين الباحثين ممن يريدون الإلمام بالدعوة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وأن الكتاب كتاب جليل غزير المادة في تقديم الدعوة الإسلامية ووسائل انتشارها في شبه القارة الهندية وخلاصة دراسات طويلة واسعة دقيقة، فهذا الكتاب مرجع كبير في موضوعه للباحثين القادمين وثروة ذات أهمية في مجال الدعوة الإسلامية في الهند.
المصادر والمراجع:
- الآلوائي، محي الدين، الدكتور، : الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع دمشق الطبعة الأولى 1986م.
- الفاروقي، جمال الدين وآخرون، : أعلام الأدب العربي في الهند، الناشر: مكتبة الهدى كاليكوت، كيرلا الهند 2008م.
- محمد، سليمان الدكتور، :الدكتور محي الدين الآلوائي حياته وآثاره، الناشر: مجمع الأدب العربي كيرالا بدون سنة الطباعة.
- مجلة صوت الشرق، القاهرة 1970م.
- مجلة التضامن العدد الخاص بالدكتور الآلوائي الصادرة عن المجمع الإسلامي أزهر العلوم- آلوائي- كيرالا (الهند) ديسمبر- يناير 2017- 2018م.
[1] الأدب الهندي المعاصر للدكتور محي الدين الآلوائي ص: 3
[2] الدكتور محي الدين الآلوائي حياته وآثاره للدكتور سليمان محمد ص: 20
[3] الأدب الهندي المعاصر للدكتور محي الدين الآلوائي ص: 3
[4] مجلة صوت الشرق، العدد 190 فبراير 1970م
[5] أعلام الأدب العربي في الهند للدكتور جمال الدين الفاروقي وآخرين ص: 163
[6] مجلة التضامن العدد الخاص بالدكتور الآلوائي السنة، 4 العدد، 13 ديسمبر – يناير 2017-2018م.
[7] مجلة الدعوة الشهرية ص : 31
[8] أعلام الأدب العربي في الهند للدكتور جمال الدين الفاروقي وآخرين ص: 164
[9] مقدمة الكتاب “الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية” للدكتور الآلوائي ص: 17
[10] المصدر السابق ص: 16
[11] المصدر السابق ص: 16/17
[12] الدعو ة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية للدكتور محي الدين الآلوائي ص: 183
[13] المصدر السابق ص: 203
[14] الدكتور محي الدين الآلوائي حياته وآثاره للدكتور سليمان محمد ص: 11
[15] مجلة التضامن العدد الخاص بالدكتور الآلوائي السنة، 4 العدد، 13 ديسمبر – يناير 2017-2018م. ص: 10