محمد سراج الإسلام (الباحث في الدكتوراه في جامعة جواهر لال نهرو)

المقدمة: من المعلوم أن اللغة العربية من أقدم اللغات وأوسعها نطقا وفهما، وهي اليوم لغة رسمية لإثنين وعشرين دولة وينطق بها أكثر من 422 مليون شخص في العالم العربي، ويستخمها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم.[1] فالهند التي هي مهد لعديد من اللغات والثقافات، يقوم فيها بدراستها كلغة دين وثقافة حوالي 138 مليون مسلم هندي.[2] ومن أهم ولاياتها البنغال الغربية، يسكن فيها 20 مليون مسلم،[3] تبلغ نسبتهم خمس وعشرون بالمائة، فجميعهم يقومون بدراستها بسبب صلتها بدينهم وثقافتهم ولكنهم يعانون بمشاكل شتى وصعوبات مختلفة للحصول عليها لكون لغتهم الأم اللغة البنجالية ولأسباب أخرى. سيستعرض هذا البحث الوجيز المشاكل التي يواجهها الدارسون اللغة العربية ثم يعرض الحلول، بعد نظرة عابرة على دراسة اللغة العربية في البنغال الغربية.

المسلمون في البنغال الغربية:

جاء الإسلام إلى الهند عن طريق السند وملتان، وانتشر في جميع أنحاء الهند بفضل التجار والدعاة المخلصين الذين تشبعوا بروح الإسلام، وبذلوا الجهود في سبيل نشر الدين الحنيف بطريق الموعظة والإرشاد والقدوة الحسنة، وازداد نشره فيها بعد ما فتحها محمد بن القاسم عام 711م.[4]  وإن البنغال الغربية التي تقع في شمال الهند، كانت لها صلة تجارية ودعوية مع التجار المسلمين من العرب منذ عصر مبكر، يحدد بعض المؤرخين علاقتها بالإسلام والمسلمين في القرن الثامن الميلادي، كما يقول عبد الكريم: “وصل الإسلام إلى البنغال في القرن الثامن الميلادي والتجار وصلوا قبل ذلك”،[5]بينما يكتب جغديش سركار نارائن إن الإسلام ازدهر في البنغال بعد ما فتحها اختيار الدين محمد بختيار الخلجي الذي أسس دولة إسلامية بالبنغال في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي سنة 1203م.[6] ثم بدأ غير المسلمين يعتنقون بالإسلام فرادى وجماعات، وأصبحت البنغال الغربية ثالث أكبر ولاية للهند من حيث سكان المسلمين.

اللغة العربية في البنغال الغربية:

يرجع تاريخ الدراسات العربية في البنغال الغربية إلى قدوم المسلمين إليها، واتخاذ الملوك والسلاطين هذه الولاية عاصمة لهم للحكومة، واهمامهم بتأسيس المكاتب والمدارس والخانقاهات، وتعيينهم فيها المدرسين لتعليم القرآن والأحاديث.[7] لأنه من الحقائق المسلم بها أن الدين كانت له علاقة قوية باللغة العربية لأن العلوم الدينية منبعها القرآن والحديث، ولغتهما اللغة العربية، فالعربية مفتاحهما وأداة فهمهما، “إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”،[8] فلا إسلام بلا عربية، ولاعربية بلا إسلام، فلأجل هذا يهتم بها المسلمون اهتماما بالغا، ويرسلون أطفالهم إلى المكاتب والمدارس للحصول عليها لكي يتمكنوا على الأقل من تلاوة القرآن المجيد وإن لم يفهموه، ثم يتوجه بعضهم لمزيد من الدراسة إلى المدارس الدينية الأهلية أو المدارس الحكومية المنتشرة في أنحاء الولاية.

المدارس في البنغال الغربية:

هناك نوعان للمدارس التي يتم فيها تعليم اللغة العربية: أحدهما المدارس الدينية الأهلية، والآخر المدارس الحكومية.

المدارس الدينية الأهلية: تجري هذه المدارس بمساعدة أصحاب الخير وتبرعاتهم، كان تأسيسها  يتم أساسيا لدراسة القرآن والحديث وفهمها، وللحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين، في وقت حينما يعترض الإسلام والمسلمين بتحديات واعترضات شتى، كما يكتب زبير أحمد الفاروقي “هذه الأوضاع كانت تعتبر تحديات للإسلام والمسلمين، فقام العلماء باعتراضها، وأسسوا المدارس الدينية وعلى رأسها دار  العلوم بديوبند”،[9] ويكون في هذه المدارس التركيز على فهم القرآن والحديث أكثر من دراسة الأدب العربي والمواد الأخرى كالعلم والحساب وغيرها، ويجري فيها الدرس النظامي انطلاقا من الصف الأول إلى الصف الثامن الذي يسمى أيضا الدورة، وبعد التخرج فيها يتوجه بعضهم لمزيد من التعليم العالي إلى المدارس الواقعة في الولايات الأخرى خاصة في أترابراديش، ثم يدرسون فيها لعدة سنوات. ومن أشهر المدارس الدينية الأهلية جامعة إصلاح المسلمين بهادو، ومدرسة فلاح المسلمين، دهان غارا، جامعة مظهر العلوم، بتنه، والجامعة الإسلامية معراج العلوم: جلال فور، الجامعة الرحيمية دار العلوم: كتلاماري وغيرها.

المدارس الحكومية: تجري هذه المدارس بمساعدة الحكومة تحت إشراف الهيئة التعليمية للمدارس بالبنغال الغربية التي تم تأسيسها في العام 1950م، ومن الجدير بالذكر أن البنغال الغربية أول ولاية بالهند التي جعلت الهيئة المدرسية هيئة مستقلة، وكذلك إن أول مدرسة التي أسست بالهند هي المدرسة العالية التي أسست من قبل شركة ايست إنديا عام 1781م بيد المبشر المسيحي ورن هستنك.[10] فيكتب عنها أبو الحسن علي الندوي ” ومن المدارس العربية الرسمية المدرسة العالية في رامبور، والمدرسة العالية بكلكتا، وشمس الهدى في بتنه، وهي مدرسة شهيرة، وكانت مدرسة عالية بكلكتا ورامبور تعتبران في الزمن الماضي في كبريات المدارس، وقد سجلتا آثارا خالدة بتفوق أساتذتهما، ومميزات طلبتهما”،[11] إلى جانب الدراسات العربية في هذه المدارس، يتم فيها دراسة المواد الأخرى كالعلم، والحساب، واللغة البنغالية والإنجليزية وما إلى ذلك، وعلاوة على ذلك، هناك مدارس حكومية عامة تدرس فيها أيضا اللغة العربية كمادة اختيارية في عدة فصول. ويتوجه الطلاب بعد إكمال الدراسة فيها إلى الكليات والجامعات الواقعة في داخل البنغال وخارجها. ومن أشهر الجامعات بالبنغال التي تقوم بالدراسات العربية إلى مستوى الليسانس والماجستير وما قبل الدكتوراه والدكتوراه، وهي جامعة عالية، وجامعة كولكاتا، وجادوفور، وجامعة غور بنغو، وجامعة البنغال الشمالية وغيرها.

المشاكل لدارسي اللغة العربية في غرب البنغال:

في الحقيقة، تعد اللغة العربية من أصعب اللغات من حيث القواعد والإعراب والاشتقاق والتلفظ وغيرها، ويكون دراستها وتعلمها أكثر صعبا لغير الناطقين بها. فمن أهم المشاكل التي يواجهها دارسوها ما يأتي منها:

الاختلاف في طبيعة اللغة العربية واللغة البنجالية: تختلف اللغة العربية اختلافا تماما عن اللغة البنجالية من حيث الحروف الهجائية، والنطق، والأصوات، والأسلوب، وطريقة الكتابة وما إلى ذلك، فليس هناك أي مناسبة بينهما، على سبيل المثال، تكتب اللغة العربية من جانب اليمين بينما اللغة البنغالية تكتب باليسار، وكذلك لا يهتم أهل البنغال في لغتهم الأم بالمخارج، كمخرج السين والشين والصاد والثاء، والحاء والهاء، والعين والهمزة، والزاء والذال والضاد وما إلى ذلك، مثلا يقرأون عرب “أرب”، شريف “سريف”، الحمد “الهمد”، كما لايراعون أيضا حروف المد، فاحيانا يمدون الكلمة الخالية من المد، واحيانا  لايمدون الكلمة بالرغم من كونها بالمد، مثلا يتلفظون اكبر “أكبار”، مطار “مطر”، وكذلك من فظرة اصحاب البنغال أنهم ينطقون أي كلمة مدورين فيهم، مثلا ينطقون أكبر “أكبور”، ونحن نعلم جيدا أن اللغة العربية تمتاز بالمخارج والاصوات والإعراب والاشتقاق وغيرها من اللغات الأخرى[12] . فذلك مما يؤدي إلى مشكلة كبيرة للدارسين الذين لغتهم الأم البنجالية، أن يحصلوا على اللغة العربية أو ينطقوها بنطق صحيح سليم، كما نحد عددا ضخما للعلماء الكبار بالبنغال الغربية لا يستطيعون أن يتلوا القرآن المجيد بالمخارج الصحيحة أو يؤدوا الحروف العربية بدقة وصحة.

القواعد النحوية أو الصرفية: من أهم المشاكل التي تكون عائقة لأهل البنغال في تعليم اللغة العربية كثرة القواعد النحوية والصرفية لها، فيواجهون المشاكل في بناء الجمل لأن بنية الجملة العربية تختلف عن بنية الجملة البنغالية، فتبدأ الجملة العربية بالفعل ثم الفاعل ثم يتلاه المفعول، بينما الجملة البنغالية تشرع بالفاعل ثم المفعول ثم يأتي الفعل، وكذلك نظام العدد في اللغة العربية يعد اكثر صعبا من اللغات الأخرى، لايستطيع أحد أن يتعلم نظام العدد والمعدود في عدة أيام، وبالإضافة إلى قواعد التذكير والتأنيث والإعراب والتعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع، والنظام الصرفي والاشتقاقي، هذه ميزات و قواعد لاتتوفر في اللغة البنغالية، فمن البديهي، أن الدارس الذي لم يعهد هذه القواعد في لغته الأم أن يكون له تعلمها من الصعوبات والتحديات.

المناهج والمقررات الدراسية: تتسبب مناهج التعليم والمقررات الدراسية الرائجة في المدارس الواقعة في البنغال بأكبر التحديات وأخطر المشاكل في تعليم اللغة العربية. لأن معظم المدارس الدينية يجري فيها المنهج التقليدي المعروف بالدرس النظامي الذي قام بتجديده نظام الدين السهالوي اللكنوي (1161ه /1747م)،[13] فتدرس فيها الكتب الدراسية المعقدة المكتوبة باللغة الفارسية كميزان ومنشعب، ونحومير ، وبنج غنج، وشذ العرف، وهداية النحو وكافية وما إلى ذلك، وتدرس في المدارس الحكومية والكليات والجامعات الكتب المكتوبة باللغة البنغالية، وليس هناك اي نظام واحد للمناهج والمقررات الدراسية يتبع في جميع المدارس للدراسات العربية، ولا توجد فيها أي هيئة تعليمية تكتب الكتب العربية الدراسية تحت إشرافها. في الحين يجب للمدارس أن تراعي في اتخاذ مناهج التعليم والمقررات الدراسية الدارسين عمرهم وذكاءهم ورغبتهم وغيرها، كما من الضروري أن تكون المناهج من الأسهل إلى السهل، ومن السهل إلى الصعب، ومن الصعب إلى الأصعب، لكي يرغب الطلاب في الدراسة ويستفيدوا منها كل الاستفادة، كما من الضروري أيضا أن تكون المقررات الدراسية وفق العصر الخاضر لكي يقف الطلاب على ما يحدث فيه من الاختراعات والتقدمات وغيرها، وكذلك من اللازم أن تكون الكتب الدراسية مزينة بالتمارين لكي يقوم الطلاب بحل التمارين ويفهموا بأنفسهم ويرسخوا الدروس في أذهانهم.

عدم توافر المدارس الجيدة والمعلمين المؤهلين: يضاف نقص المدارس الجيدة والأساتذة الماهرين فيها إلى أهم المشكلات. فمن الأسف أن البنغال الغربية لا توجد فيها المدارس الجيدة، فليس هناك بمدرسة دينية أهلية تم إلحاقها بالجامعات الحكومية أو الشخصية في داخل البلاد أو خارجها، فبعد التخرج فيها يغادر بعض الطلاب إلى الولايات الأخرى خاصة إلى أترابراديش ويلتحقون مرة ثانية بالصف الذي سبقت دراسته، فلا يستطيعون أن يلتحقوا لمزيد من التعليم العالي بالجامعات أو يذهبوا إلى الخارج لإجراء عملية الدراسة، ولاتهتم المدارس بانعقاد الدورات والندوات التدريبة، ولابشغل الوظائف الشاغرة بأساتذة مؤهلين ومتدربين لكي لايدفعوا لهم راتبا جيدا. والمدارس الحكومية حالتها أسوأ من المدارس الدينية ، يدرّس فيها الأساتذة الذين ليس لهم قدرة على فهم اللغة العربية ولا على قرأتها ولا كتابتها فكيف يدرسون اللغة التي لايعلمونها أنفسهم الدارسين غير الناطقين بها.

عدم تواجد المكتبات الجيدة: من الضروري أن تكون في المدارس مكتبات جيدة لكي ينهل الطلاب من مناهلها ويرون بها غلتهم العلمية، وإنهم يحتاجون إليها في حياتهم العلمية لإضافة معلوماتهم كالماء والهواء، ولكن معظم المدارس لاتوجد فيها المكتبات، أو توجد فيها بالإسم فقط، لأنه لاتوجد فيها أمهات الكتب أو الكتب القيمة للغة العربية، فكيف يقوم الدارسون بالمطالعة الذاتية، ويزودون انفسهم بالمعلومات، ويخلقون في أنفسهم قابليتهم اللغوية والعلمية؟.

فقدان التسهيلات المعاصرة: من المعلوم أن عصر الراهن عصر العلم والتكنولوجي، أعتمدت حياتنا في كل المجالات بالإضافة إلى المجال العلمي على التقنية الحديثة ، فاصبح بإمكاننا أن نكمل من خلالها أعمالنا في أقل وقت ممكن وفي أسهل طريقة، فيمكن للدارسين أن يستفيدوا منها كل الاستفادة لزيادة المهارات الاربع: القرأة، والكتابة، والاستماع والتكلم. فالمدارس والكليات والجامعات خالية عن التسهيلات المعاصرة، كمختبرات اللغة، والكمبيوتر والانترنيت وما إلى ذلك. فاصبح لدارسي اللغة العربية تعلمها بدون التسهيلات الحديثة من أكبر التحديات والمشكلات.

الفقر والفاقة: من المعلوم أن المسلمين في البنغال الغربية أكثر  تخلفا ومعانين الفقر والفاقة حتى يموت بعضهم في القرن العشرين أيضا بسبب الجوع والعطش،[14] وأكثر من تسعين بالمائة[15] من المسلمين يسكنون في المناطق الريفية، وليس هناك لهم أي سبيل للكسب والدخل، ونحن نعلم جيدا، أن هناك حاجة ماسة في مجال التعليم والتعلم إلى المال، لايستطيع الدارس بدونه أن يحصل على التعليم أو يواصله، فمعظم أطفال المسلمين يبدأون العمل في صغر سنهم بسبب الفقر والبؤس، ويسافرون له إلى خارج الولاية أو البلاد، بدلا من أن يلتحقوا بالمدارس ثم يذهبوا إلى الخارج للحصول على مزيد من التعليم العالي، فمن وجهة نظري هذا أكبر سبب لانتشار الجهل والأمية في أوساط المسلمين، وعدم اهتمامهم بالدراسات العربية.

قلة فرص الوظائف وعدم اهتمام الحكومة: حقا، إن الدراسات العربية ترتبط بالدين والثقافة للمسلمين لأن القرآن والحديث  بلغة عربية، ولكن متعلم اللغة العربية يحتاج بعد إكمال دراسته إلى المال والروبية لقضاء حياته، هناك نشاهد أن دارسي اللغة العربية حاملين شهاداتهم يتجولون في الطريق بدون وظائف شخصية أو حكومية، فنتيجة يقل رغبة الطلاب إلى اللغة العربية. فنلتمس من الحكومة المركزية عامة والحكومة الولائية خاصة أن تعتني بهذه اللغة المظلومة وتعدل بها وتخلق فرص الوظائف للحاصلين عليها، وعلى الأقل تملي الوظائف الشاغرة في المدارس والكليات والجامعات بالعدل.

عدم تواجد بيئة عربية: من الضروري لتعلم لغة من اللغات تواجد البيئة لها، فنشاهد طفلا يتعلم اللغة من البيئة من أمه وأبيه وأسره، كذلك يتمكن تلميذ من تعلم اللغة غير الأم من بيئة الفصل أو المدرسة متأسيا بالمعلم أو بالطالب الذي هو أكبر علما منه، ولكن المدارس والكليات والجامعات في البنغال تفقِد فيها بيئة عربية، يدرس فيها الأساتذة الدروس أو يلقي البروفسور المحاضرات باللغة الأردية أو البنغالية لا بالعربية، فالطالب الذي لايانس أذنه باللغة  العربية ولايستمع إليها كيف يتكلمها أو يتمهر فيها؟

عدم توافر المعاجم والقواميس: لايستطيع أحد أن ينكر أهمية القواميس والمعاجم لتعلم لغة غير الأم، كأنها استاذ يصاحب مع الطالب دائما، يستطيع الطالب أن يستفيد منها متى يشاء، فاللغة العربية لأهل البنغال لغة غير الأم، فيحتاجون إلى المعاجم لتعلم العربية أشد الحاجة، ولكن لانجد هناك أى معجم قديم أو جديد من العربية إلى البنغالية إو بعكسها، فيواجه الدارسون أشد الصعوبات للبحث عن معنى كلمة عربية أو بالعكس.

الاقتراحات لحلول المشاكل المعترضة للدراسات العربية:

اريد أن أعرض الاقتراحات لحلول المشاكل ومواجهة التحديات في النقاط التالية:

  • يجب الجهد المتواصل والعزم المصمم للطلاب والأساتذة وأهل المدارس للتغلب على المشاكل المعترضة في سبيل دراسة اللغة العربية. فهناك قول مشهور في العربية “من جد وجد”.
  • على الحكومة عامة وعلى المسلمين خاصة أن يؤسسو المدارس الحديثة، ويجعلوها ملحقة بالمدارس الكبيرة والجامعات الحكومية في داخل البلاد وخارجها لكي يسهل للطلاب الحصول على مزيد من التعليم. كما تم إلحاق الجامعة إصلاح المسلمين بهادو بالجامعة الملية الإسلامية.
  • اتخاذ المقررات الدراسية حسب مقتضى العصر الحاضر، ووفقا لسنّ الطلاب وذوقهم، بل يجب تأسيس هيئة التدريس للمدارس والجامعات، وإعداد الكتب الدراسية تحت إشرافها.
  • انتخاب الأساتذة الماهرين للوظائف العربية الشاغرة في المدارس والكليات والجامعات، والعدل في تعيينهم لكي يتمكنو من القيام بعملية التعليم والتعلم بأسلوب جذاب ومنهج سليم.
  • محاولة الطلاب والأساتذة لخلق بيئة علمية جيدة للغة العربية تحدثا واستماعا وكتابة وقرأة في أثناء الدراسة في الفصول وخارجها. كنأخذ مثالا جامعة عالية التي تم تأسيسها عام 2008م، ولكنها بفضل الله تعالى تتقدم بسرعة لأجل الأساتذة والطلاب، ويبدو أنها تصل في المستقبل القريب إلى مستوى الجامعة الملية الإسلامية وجامعة جواهر لعل نهرو وغيرها.
  • استخدام التقنيات الحديثة السمعية والبصرية في الدراسات العربية، كمختبرات اللغة، وأجهزة الاستماع، والأشرطة المرئية، والشرائح المصورة، واقراص الحاسوب والهواتف وغيرها، لكي يسهل لمتعلميها الحصول عليها بسهولة في أقرب وقت ممكن.

تجدر الإشارة هنا إلى بعض الأساتذة من الجيل الجديد الذين يحاولون على خدمة اللغة العربية من خلال التقنيات الحديثة كفيسبوك وواتساب وما إلى ذلك، وعلى راسهم، الأستاذ سعيد الرجمن في جامعة عالية، والأستاذ مهدي حسن ومحمد نجم الحق من جامعة غور بنغو وغيرهم من الأساتذة الشباب الذين يستخدمون التكنولوجي الجديد للفائدة والاستفادة.

الخاتمة:

اتضح من السطور قد سبق ذكرها أن اللغة العربية يتم دراستها في غرب البنجال منذ زمن قديم، ولكن سكانها يواجهون في دراستها متعدد التحديات والمشاكل بسبب اختلاف اللغة العربية عن البنغالية في الشكل والمخارج والقواعد وما إلى ذلك، وهذا من جانب، ومن جانب آخر هناك قلة للمدارس الجيدة والمدرسين المؤهلين، والمكتبات المملوءة بالكتب القيمة، وفضلا عن عدم اهتمام الحكومة بها وعدم تواجد بيئة علمية وما إلى ذلك. فيجب على الحكومة وبالخصوص على المسلمين أن يعتنوا بها عناية بالغة، ويعتزموا لعلاج المشكلات بهمة كبيرة.

الحواشي:

.البعث الإسلامي، العدد الثامن، مارس 2014م، ص:3.[1]

. طبقا لإحصائيات الهند الرسمية عام 2001م.[2]

Muslim in West Bengal: trend of population growth and educational status by Nazmul Hussain, page no.41.[3]

. اللغة العربية في الهند عبر العصور، خورشيد أشرف إقبال الندوي، ص: 11.[4]

[5] . Abdul Karim, social history of the muslim in West Bengal,  p. no.25 ،  نقلا عن بحث جامعي “المدارس الإسلامية لولاية البنغال الغربية ودورها في الدراسات العربية” تم تقديمها من سعيد الرحمن لنيل شهادة ما قبل الدكتوراه في جامعة جواهر لعل هنرو عام 2007، ص:2.

 ، نقلا عن المصدر المذكور، ص: 3.Jagdish Sarkar Narayn, Islam in Bengal, page no. 20  [6]

[7] . الدراسات العربية في البنغال الغربية خلال القرن العشرين: دراسة تحليلية، بحث جامعي تم تقديمه من محمد سعيد الرحمن لنيل الشهادة ما قبل الدكتوراه في جامعة جواهر لعل نهرو عام 2009، ص: 34.

. سورة يوسف: الآية، 2.[8]

. مساهمة دار العلوم بديوبند في الأدب العربي، الدكتور زبير أحمد فاروقي، ص: 19.[9]

. البعث الإسلامي، ذو القعدة، 1397ه، ص: 61.[10]

.المسلمون في الهند، أبو الحسن علي الحسني الندوي، ص: 132.[11]

. تاريخ العربية وآدبها، محمد الفاروقي ومحمد إسماعيل المجددي، ص: 11.[12]

. تعليم اللغة العربية في الهند: مشكلات وتطلعات ، الدكتور نسيم أختر الندوي، ص: 16.[13]

. مسلمو ولاية البنغال الغربية الهندية يموتون جوعا!، ظفر الإسلام خان، جريدة الرياض، إبريل، 2005، العدد13430.[14]

. وفقا لإحصاءات الهند الرسمية عام 2001م.[15]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *