الدكتور أسرارالحق الصديقي
اهتم الإسلام بالعلم والعلماء أجلَّ اهتمام، والعلماء شارات الهدي ومصابيح الدجى فلولا العلماء لكان الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً ، ففضل العلماء على الأمة عظيم “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون” .
يشهد التاريخ أن العلماء والمحققين في الهند قد ركزوا جل اهتمامهم على نشر العلوم والمعارف الإسلامية إثر دخول الإسلام في الهند ، وبسطوا سلطتهم في شبه القارة الهندية ووطدوا أقدامهم في ربوعها، وبرز في تلك العصور الزاهية علماء وأدباء وكتاب يعدون حتى الآن مفاخر للهند ولسائر البلاد الإسلامية، وهكذا ساهم المسلمون الهنود مساهمة كبيرة في تطوير العلوم العربية والإسلامية وخلفوا آثاراً علمية وأدبية رائعة تبهر القلوب بمحتوياتها القيمة.
كما يقول أبو الحسن علي الندوي في هذا الصدد:
“قد أنجبت الهند رجالا شهد لهم علماء العرب بالفضل وعكفوا على كتبهم ومؤلفاتهم ينقلون ويقتبسون ويستدلون ويحتجون، وقد أنجبت كذلك علماء يندر نظيرهم في الذكاء وخصوبة الفكر والابتكار العلمي، وأنجبت كذلك فضلاء لايضارعون في كثرة المؤلفات والانتاج.”
إن أرض الهند الثرية ولا سيما ولاية بيهار أنجبت رجالا ضحوا أنفسهم وأموالهم لنشردين الله تعالى وإعلاء كلمته ، وهي لم تزل ولاتزال مركزا لجهابذة العلماء الذين لعبوا دورا محوريا ورياديا ، ووقفوا حياتَهم لتحقيق التراث العربي و لِنَشره، وغلب عليهم حبه وخدمته، فبذلوا في سبيله كلَّ غالٍ ونفيس، فمنهم من اهتمَّ بعلوم الشريعة من الحديث والتفسير والفقه، ومنهم من عُنِيَ عنايةً خاصَّة باللُّغة والأدب والشِّعر، ومنهم من حقَّق كتب التاريخ والفلسفة والطِّب وغيرها.
ولا يُمكن استعراض جهود هؤلاء جميعًا في مجال التحقيق، وإنما نقتصر على ذكر أعلام المحقِّقين الكبار الذين دَوَّتْ شهرتُهم في الآفاق، وطار صيتُهم في العالَم؛ لِما قدَّموا إلى المكتبة العربية من جلائل الأعمال في مَجال تحقيق التُّراث العربي الإسلامي، وما قاموا به من خدمةٍ لأمَّهات المصادر وإخراجها إلى النُّور لأول مرة ، هناك أسماء المحققين و مساهماتهم تجاه نشر الدراسات العربية والإسلامية تدريسا وتأليفا بشئ من الإيجاز:
الشيخ محب الله البيهاري:
ولدالشيخ بموضع كره من توابع محب على فور، وهي معمورة من مضافات بهار ، ألف كتابا معروفا في أصول الفقه “مسلم الثبوت” الذي يعتبر مرجعا هاما في هذا الفن حيث أدخل في المقررات الدراسية في الهند وخارجها. وله كتاب في المنطق “سلم العلوم” لا مثيل له في هذا المجال. فصار بحرا من العلوم وبدرا بين النجوم.
ومن مؤلفاته: “سلم العلوم في المنطق” و”مسلم الثبوت في أصول الفقه” و”الجوهر الفرد في مسألة الجزء الذي لا يتجزأ” وهذه الثلاثة مقبولة متداولة في مدارس العلماء. وتوفي الإمام الشيخ عام 1119هـ
العلامة المحدث نذير حسين المونغيري (1805-1902م)
وهو من كبار المحدثين ، واتفق علماء الدين على علو كعبه ونباهة قدره في الحديث. ولد في قرية “بلتهوا” من ضواحي سورج كراه بمديرية مونغير عام 1805م. كان العلامة مولعا بالبحث والتحقيق وعميق النظر في جميع الفنون، وإلى ذلك كان زاهدا تقيا ورعا متحليا بالأخلاق الفضيلة، يقول العلامة عبدالحي في كتابه نزهة الخواطر:
“وقد منح الله من بحر فضله العميم هذا الشيخ العديم المثال ثلاثة أمور لا أعلم أنها في الزمان ، قد اجتمعت لغيره، الأول: الاتقاء وخشية الله تعالى والحلم والصبر والخلق والزهد والكرم والحياء، والثاني: سعة التبحر في علم التفسير والحديث والفقه والصرف والنحو على اختلاف أجناسها وأصنافها، والثالث: كثرة التلاميذ المدققين والنبلاء المحققين ذوي الفضائل الباهرة وأولى الكمالات الفاخرة “.
لحق بالرفيق الأعلى من شهر أكتوبرعام 1902م ، وخلف وراءه أعمالا جليلة في مجالات شتى.
آثاره العلمية في العربية: “معيار الحق في أصول الفقه” ، “الإيمان يزيد وينقص” ، “حيث شرط أبي داؤد” ، “تقوية الإيمان” ، “ثبوت الحق الحقيق” و ” رسالة في تحلي النساء بالذهب”.
ظهير أحسن شوق النيموي (1278-1322ه الموافق 1862- 1904م)
العالم الفقيه ظهير أحسن بن سبحان علي الحنفي النيموي العظيم آبادي من العلماء الأفذاذ في الفقه والحديث، ولد الشيخ 4 جمادى الأولى عام 1278ه بقرية ” نيمي” من ضواحي عظيم آباد، وفقه الله سبحانه لخدمة الحديث الشريف. وكان النيموي عالي الكعب، واسع الإطلاع دقيق النظر في الحديث والرجال ونقد الحديث ومعرفة علله وطبقاته ، تلقى كتابه “آثارالسنن” بالقبول وعني به علماء هذا الشأن. توفي 25من شهرنوفمبر عام 1904م. ، كان له نبوغ في الحديث يقول الشيخ عبد الرشيد فوقاني في هذا الصدد:
“كان النيموي كثير العلم كبير الجم وسيع النظر رفيع القدر فخيم الباع عظيم الاطلاع، واحدا في دهره إماما في عصره ورزقه الله تعالى ملكة قوية بحل الغموض.”
آثاره العلمية في العربية: “آثار السنن”،”التعليق الحسن على آثار السنن”،” تبيان التحقيق”، ” الدر الغرة في وضع السيدين على الصدر وتحت السرة”، “مقالة كاملة”،”جامع الآثار في اختصاص الجمعة بالأمصار”، “حبل المتين”، “رد السكين”،”أوشحة الجيد في تحقيق الاجتهاد والتقليد” ، “تبصرة الأنظار في رد تنوير الأبصار”، ” إزاحة الأغلاظ”
المحدث شمس الحق الديانوي العظيم آبادي (1857- 1911م)
هو العلامة المحقق المحدث الكبير أبو الطيب محمد شمس الحق بن أمير علي بن مقصود علي الصديقي العظيم آبادي، من مواليد قرية “ديانوان” بمديرية عظيم آباد عام 1857- 1911م، من كبار محدثي الهند الذين قادوا حركة السنة والسلفية، وقد وهبه الله ملكة راسخة في علوم الكتاب والسنة، وقد وسع صدره لطلاب العلم، وذاع صيته في الهند وخارجها ، وكان مشغوفا بجمع الكتب النادرة القيمة في علوم السنة ونحوها بعد التعليق عليها. وأنفق فيها مالا كثيرا، وله منة عظيمة على أهل العلم وخاصة على طلبة الحديث.
آثاره العلمية: ” غاية المقصود في حل سنن أبي داود” ، “عون المعبود شرح سنن أبي داود” ، “التعليق المغني على سنن الدارقطني في جزءين”، “النجم الوهاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج” “فضل الباري شرح ثلاثيات البخاري”، ” النور اللامع في أخبار صلاة يوم الجمعة على النبي الشافع” ، “أعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر” ، ، “التحقيقات العلى بإثبات فرضية الجمعة في القرى” ، “تنقيح المسائل”
السيد سليمان الندوي (1884 ــ 1953م)
العلامة السيد سليمان الندوي هو عالمٌ محقق، وباحثٌ مدقق، وداعية حكيم ، وسياسي بارع، ورباني زاهد، وفقيه متمكن ، بعيد عن التقليد والتعصب، ونابغة في الإنشاء والأدب، ومن كبار علماء الشريعة الإسلامية وعلومها ومعارفها وآدابها في شبه القارة الهندية. ، ولد في قرية دسنة من ولاية بيهارفي الهند يوم الجمعة 22من شهر نوفمبر عام1884م ، نشأ على حب الاطلاع ، والعكوف على العلم على دأب نادر في اكتساب العلوم والمعارف ، وترعرع في بيئة علمية وأدبية يسودها جو من الصلاح والتقوى.
و يقول سماحة الشيخ السيد أبوالحسن الندوي
“كان السيد سليمان الندوي راسخاً في العلوم العربية وآدابها, عالي الكعب، دقيق النظر في علوم القرآن وعلم التوحيد والكلام, واسع الاطلاع, غزير المادة في التاريخ, وعلم الاجتماع والمدنية, كاتباً مترسلاً في اللغة العربية, شاعراً مقلاً في اللغتين, مع إحسان وإجادة”
كانت مؤلفات الشيخ وخاصة “سيرة النبي” و”سيرة عائشة”و”محاضرات مدراس”قد اذكت في قلوب آلاف من الناس شعلة الإيمان،فذاقوا حلاوته، ومن أبرز أعماله العلمية في الدراسات الإسلامية والأدبية القيمة “سيرة النبي” وهو في سبعة مجلدات كبار،ألف المجلدين الأولين منها العلامة شبلي النعماني،وقام السيد سليمان الندوي بتأليف المجلدات الخمسة الباقية،
وله مؤلفات علمية قيمة فريدة أخرى ومن أهمها:
أرض القرأن:وهو كتاب فريد من نوعه و دراسة لأوضاع العرب السياسية والتاريخية والحضارية. “في ضوء القرآن الكريم” ، “سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها” ، “مقالات سليمان”، “حياة شبلي خطبات أو محاضرات مدراس” ، “رحمت عالم” ، “نقوش سليماني” ، “حياة الإمام مالك” ، “الصلات بين العرب والهند” ، “الملاحة عند العرب” ، “رسالة أهل السنة والجماعة” ، “دروس الأدب” و لغات جديدة.
دعا العلامة إلى الجمع بين القديم والجديد مع التصلب في الأصول،والتوسع في الفروع في وسطية واعتدال،فكان أفضل ممثل لندوة العلماء.وأفضل من أنجبته ندوة العلماء من العاملين في حقل الاسلام، وكان الله قد جمع فيه جميع فضل العلم والعمل.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
يقول السيد أبوالحسن الندوي:
” لو لم تنجب الندوة غير السيد سليمان الندوي لكفاها فخرا” كما قال العلامة إقبال ” إن السيد سليمان الندوي يفجر من الصخرة ينبوعا من العلم ويمتلك ناصية العلوم الإسلامية”
وافاه الأجل بباكستان من شهر نوفمبر عام 1953م. ودفن بجوار الشيخ شبير أحمد العثماني رحمهما الله تعالى وأمطر عليهما شآبيب رحمته ومغفرته. قال تعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي” سورة الفجر : 27-30″
الأستاذ محمد ظفر الدين البيهاري (1885- 1962م)
هو المحدث الجليل الشيخ ظفر الدين بن عبد الرزاق من كبار العلماء لولاية بيهار، من مواليد قرية “رسل فور” بمحافظة باتنا عام 1303ه الموافق 1885م، كنيته أبو البركات وعبيد المصطفى .
آثاره العلمية: جامع الرضوي المعروف بـ”صحيح البيهاري” في الحديث، هذا أهم فضل مجموعات الأحاديث الصحيحة بعد “آثار السنن” للشيخ ظهير أحسن شوق النيموي،. “شرح كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض بن موسى الغرناطي المالكي”. “التعليق على القدوري” ، “التعليق على شروح المغني”
الشيخ محي الدين تمنا العمادي (1888- 1972م)
كان الشيخ الفاضل محي الدين تمنا بن الشيخ الشاه نذير الحق العمادي الفلواروي من العلماء المشهورين في الهند في عصره، من مواليد قرية “فلواري” سنة 1888م.
إنه بذل أوقاته في التدريس ومطالعة الكتب المختلفة ، وعني الشيخ بالعلوم الدينية عناية خاصة، ونال فيها مقام الاجتهاد والتحقيق فأنكرالتصوف لاشتمال بعض أركانه على البدع و جعل القرآن موضوعا لدراسته و بحثه خاصة، ففسر بعض آياته بأسلوب خاص و طريق جديد، واستحسن المذهب الحنفي في الفقه ولكنه خالف في بعض المسائل. وكانت له قدرة كاملة في اللغة العربية والفارسية والأردية وحصل له مقام خاص فيها و كان يقول الشعر بالأردية والعربية.
آثاره العلمية: “البدر المنير في أصول التفسير” ، “أصح الدراسة في آيات الوراثة” ، “إعجاز القرآن ” ، “شرح ديوان إمرئ القيس ” ، “القصيدة الزهراء” ، “جوهر الصرف” و “روح النحو”
العلامة مسعود عالم الندوي (1910 ــ 1954م)
كان الأستاذ مسعود العالم الندوي من كبار أعلام اللغة العربية وآدابها في الهند، ورائدا من رواد الصحافة في هذه القارة، عاش كاتبا وصحفيا وقضى حياته مجاهدا في سبيل الإسلام وفي سبيل اللغة العربية وعلومها. إنه من مواليد مديرية “باتنا” التي هي عاصمة ولاية بيهار في شرق الهند، في 21 محرم الحرام سنة 1329ه الموافق 11 فبراير 1910ه، وكان ينتسب إلى أسرة شهيرة في المنطقة للزهد في أمور الدنيا وللتقوى وفي مجال الخدمة في سبيل الإسلام.
وهو علم من أعلام الهند وداعية وعالم جليل من خريجي ندوة العلماء بالهند، و انتقل إلى باكستان عند قيامها إذ كان يحلم بإقامة حكم إسلامي فيها، وشارك في تأسيس الجماعة الإسلامية التي كان يرأسها أبو الأعلى المودودي، وأشرف هناك على دار العروبة للدعوة الإسلامية التي كانت تهتم بطباعة الكتب الإسلامية، وله إسهامات جليلة في الترجمة والتأليف.
آثاره العلمية: “شهور في ديار العرب” ، “تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند” و”الاشتراكية والإسلام”
الدكتور عبد الله عباس الندوي (1925 ــ 2006م)
كان الشيخ عبد الله عباس الندوي من العلماء والباحثين الذين يجمعون بين التضلع من علوم الشريعة وبين التعمق في الدراسات العربية والأردية، وكان أديبا مطبوعا بمعنى الكلمة، لايخط كلمة إلا فصيحة، ولايطلق تعبيرا إلا بليغا، يقرأها القارئ فيظنها قطعة من القلب، وإلى جانب براعته في هاتين اللغتين الكريمتين كان له إلمام كبير باللغة الإنجليزية واللغة الفارسية، واحتل مكانة مرموقة في المجتمع، وكسب سمعة طيبة واحتراما بين الناس.
ولد الشيخ من شهر ديسمبر 1925م. في قرية “سهار” على بعد عشرين ميلا من مدينة “آرا” بولاية بيهار الهند. . وتوفي بمدينة “جدة” 1من شهر يناير 2006م. وهو يناهز81 عاما، وخلف وراءه أعمالا رائعة من اللغة والأدب والشعر والبحوث العلمية، والأدبية، ولا سيما بحوثه في مضمار اللغة العربية كما ترك كثيرا من الأعمال المترجمة. وبوفاته فقدت الأمة رجلا عظيما وعالما لغويا وكاتبا بارعا.
آثاره العلمية: “أساس اللغة العربية في ثلاثة أجزاء،”.”ترجمات معاني القرآن الكريم وتطور فهمه عند العرب”، “المذاهب المنحرفة في التفسير”، “شرح كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني”، “تعلم لغة القرآن الكريم” (بالعربية والإنجليزية) “قاموس ألفاظ القرآن الكريم” (بالعربية والإنجليزية)
العلامة أبو محفوظ الكريم المعصومي (1931 ـــ 2009م)
هو العلامة الأديب الشاعر المؤرخ المحدث المفسر أبو محفوظ الكريم المعصومي صاحب “بحوث وتنبيهات” وإنه معدود من جهابذة المحققين، ونوابغ العلم والثقافة، ومن فحول الأدباء في العصر الراهن، اعتنى بالتراث العربي العريق، والمصادر القديمة الأصيلة، والمراجع الحديثة الأثيلة، له اطلاع واسع على الحديث الشريف، ورجاله وكتبه وأصحابها، وله إلمام دقيق بالتاريخ القديم والحديث.
ولا غرو أن الأستاذ المعصومي قرأ كثيراً وجمع علماً جماً، وكتب وألف، وحقق وصحح، وناقش واستدرك، وكان كثير الوقوف والاطلاع على نوادر المخطوطات المطمورة المغمورة في مكتبات الهند الزاخرة العامرة ، وكان ثاقب النظر على خبايا زواياها، وأخرج من بطونها شوارد الفرائد، وأوابد اللطائف.
إنه من مواليد قرية “مهواتولا” إحدى قرى مدينة “بيهار شريف” العتيقة التي سميت بها مقاطعة “بيهار” الهندية 29/ 9/ 1931م ونشأ بها وترعرع فيها.
وقد عرفه العالم العربي المعاصر بمجموعة مقالاته المسماة “بحوث وتنبيهات” في مجلدين ضخمين ومقدمة إضافية، يبلغ عدد الصفحات (1051) نشرتها دار الغرب الإسلامي ببيروت عام 2001م .
اشتهر معصومي رحمة الله عليه بالتدقيق والتحقيق في أبحاثه وتعليقاته ، فقد كانت له اليد الطولى في الحديث وعلوم التفسير، والتاريخ، قرأ تفسير ابن جرير الطبري قراءة إتقان وإمعان، وجمع”معاني القرآن” للطبري بإشراف أستاذه الألمعي اللغوي أبي الزبرقان عبد الرحمن الكاشغري الندوي (ت 1972م) وهو مخطوط.
من أشهرآثاره العلمية: أولا: النصوص المحققة: “كتاب شرح الألفات لأبي بكرمحمد ابن القاسم الأنباري”.”مسألة صفات الذاكرين لأبي عبد الرحمن السلمي”. “القول المسموع في الفرق بين الكوع والكرسوع للسيد مرتضى الحسيني البلجرامي،ثم الزبيدي”.
ثانيا: البحوث والمقالات: قدامه ابن جعفر الكاتب بحث في نسبه/ وإسلام سلفه. “نظرة في أهمية اللغة العربية في الهند”. “إطلالة على ازدهار الحديث والمحدثين في إيالة “بيهار” الهندية”
ثالثا: التنبيهات والمستدركات: على طرر سير أعلام النبلاء للذهبي. “ديوان بشر ابن أبي خازم الأسدي، تحقيق الدكتور عزة حسن”.
القاضي مجاهد الإسلام القاسمي (1936- 2002م)
كان القاضي مجاهد الإسلام القاسمي رحمه الله تعالى، فقيه الهند الذي عاش مدافعا عن قضايا أمته، وكان قاضي القضاة في الإمارة الشرعية لولايات “بيهار” و”أريسا” و”جهاركهند” نحو40 عاما،
ولد الشيخ مجاهد الإسلام عبد الأحد القاسمي في قرية “جاله” بمديرية “دربنغا” بولاية بيهار، الهند عام 1936م. تتنوع خدمات وإنجازات الشيخ القاسمي للأمة الإسلامية والطائفة الإسلامية الهندية حسب تنوع مؤهلاته العلمية والفكرية والقيادية؛ فقد أسس عام 1992م منظمة باسم “المجلس الملي لعموم الهند” الذي هدف من خلاله إلى طرح قضايا الشعب المسلم الهندي أمام الرأي العام السياسي الاجتماعي الإعلامي الهندي بقوة أكثر وثقة أكبر.
أسس الشيخ القاسمي “مجمع الفقه الإسلامي” بالهند عام 1989م لبحث القضايا المستجدة وحل المسائل الطارئة بشكل جماعي، وكان عالما فريدا في ذكائه ودقة فهمه للشريعة وتضلعه من الفقه وفروعه ومذاهبه
آثاره العلمية في العربية: “الوقف” ، “نظام القضاء في الإسلام” ، “قضايا فقهية معاصرة” ، “فقه المشكلات” ، “الذبائح” ، “دراسة فقهية” ، “دراسة علمية” ، “بحوث فقهية” ، “صنوان القضاء” (تحقيق) صدر في أربعة مجلدات بالكويت.
آثاره العلمية في الأردية: “إسلامي عدالت”، “اشتراط في النكاح” ، “طبي أخلاقيات” ، “فتاوى الإمارة الشرعية جزءان”، “كتاب العشر والزكاة” ،” كتاب الفسخ والتفريق” ، “أوقاف” ، “جديد تجارتي شكلين صور حديثة للتجارة ” ، “ولاية نكاح ” ، “بيع بالتقسيط ” ، “شييزر لوركمني الأسهم والشركات” ، “مباحث فقهية” ، “آداب القضاء”.
الدكتور محمد لقمان السلفي (1943م)
من رواد أهل الحديث وكبار العلماء في الهند العلامة الدكتور محمد لقمان السلفي ومؤسس جامعة الإمام ابن تيمية والمشرف على لجنة الترجمة. ولد في قرية “جندنبارة” بمديرية جمبارن الشرقية في أسرة دينية تحب العلم والعلماء. قام الدكتور بدور بارز في مجال التأليف والتصنيف والخطابة والصحافة والدعوة والإرشاد، وقد استخدم أسلوباً شيّقاً وجذاباً لذكر جميع أجزاء السيرة الطيبة وحياته المباركة . إنه تطلب من المسلمين في كتاباته أن يكونوا على صلة دائمة وثيقة بسيرة الرسول قراءة ودراسة وعوداً إليها مرة بعد أخرى ويستنيروا بنورها في دروب الحياة.إن كتابه القيم حول السيرة النبوية وسيلة مهمة لتربية النفس وتزكيتها وإنارة العقول والقلوب.
آثاره العلمية: تيسير الرحمن لبيان القرآن، “فيوض العلام على تفسير آيات الأحكام”.”اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندًا ومتنًا والرد على شبه المستشرقين وأتباعهم”.”مكانة السنة وحجيتها في التشريع الإسلامي”.”الصادق الأمين”، في سيرة سيد المرسلين، باللغتين العربية والأردية.
“القراءة العربية لتعليم اللغة العربية،” 12 كتابا “منهج متكامل لتعليم اللغة العربية من الابتدائية إلى الفضيلة”.”تحفة الكرام شرح بلوغ المرام، باللغتين العربية والأردية”.
الأستاذ نور عالم خليل الأميني (1952م)
هو أستاذ الأدب في اللغة العربية في دارالعلوم ديوبند، الهند، ورئيس تحرير مجلة “الداعي” العربية الشهرية الصادرة عن الجامعة منذ نحو 26 عاما. ولد في قرية “هربوربيشي” مديرية “مظفربور” بولاية بيهار بالهند في شهر ديسمبر عام 1952م وكنيته أبو أسامة نور ،
هو علم من أعلام اللغة العربية أجادها وأتقنها بسبب حميته الشديدة على اللغة العربية والإعجاب بها ، ويمتاز الأستاذ بغريزته الفطرية وموهبته الخاصة في مجال التدريس وعمل أستاذا للغة العربية بدارالعلوم التابعة لندوة العلماء عبر نحو 10 سنوات ويشتغل في دارالعلوم ديوبند بمنصب أستاذ الأدب العربي منذ حوالى 25 عاما وبعد تولي رئاسة تحرير المجلة أصبحت المجلة تضاهي أخواتها الصادرة من البلدان العربية في الشكل والمضمون وركز اهتمامه على تعريف العالم العربي بالإنجازات العلمية والفكرية والدعوية التي قام بها أبناء الجامعة.
قام المؤلف بكتابة مئات من المقالات والأبحاث النافعة القيمة في شتى المجلات والصحف الإسلامية والأدبية، نشرتها في مجلة “الداعي” ومجلة “البعث الإسلامي” وجريدة “الرائد” الصادرة عن الهند ومجلة “الدعوة” الصادرة عن مدينة الرياض ومجلة “الفيصل” و”الحرس الوطني” الصادرة عن المملكة العربية السعودية ، وترجم نحو 35 كتابا بالأردية إلى اللغة العربية لكبار الكتاب والعلماء والمفكرين في شبه القارة الهندية،
إنتاجاته العلمية: الصحابة ومكانتهم في الإسلام 2- مجتمعاتنا المعاصرة والطريق إلى الإسلام 3- المسلمون في الهند 4- الدعوة الإسلامية بين الأمس واليوم 5- مفتاح العربية في جزئين 6- العالم الهندي الفريد الشيخ المقرئ محمد طيب رحمه الله 7- فلسطين في انتظار صلاح دين.
العلامة الحاج شبيه القادري (1938م:
ولد العلامة الحاج شبيه القادري في الخامس عشر من يوليو سنة 1938م بقرية “بوكريرة” في مديرية سيتا مرهي بولاية بيهار، عمل في كلية ” دي. إى. وي. بمدينة “سيوان” كرئيس قسم اللغة الأردية والفارسية وفي بضع سنوات ثم بدأ يدير “المدرسة الإسلامية محي العلوم” “شوكل تولي” بمديرية سيوان، كما تولى إدارة جامعة غوث الورى، وبفضل جهوده الجبارة المخلصة ازدهرت هاتان المدرستان وذاع صيتهما في أرجاء ولاية بيهار في مدة يسيرة وأصبحت المدرسة الإسلامية “شوكل تولي” مركزا لجميع المدارس الإسلامية بمديرية سيوان الملحقة بهيئة ولاية بيهار للتعليم المدرسي الإسلامي باتنا.
سماحة العلامة الحاج شبيه القادري بالرغم من اشتغاله الشديد بأمور المدرسة الإدارية والدراسية وإلقاء الخطب في مناسبات عديدة بين المسلمين قد قام بمساهمات قيمة في الأدب واللغة وفي العلوم الإسلامية من الفقه والحديث.
آثاره العلمية: “لمعات حديث”: جمع فيه العلامة الأحاديث الكريمة التي فيها العبر والعظة بغاية من الاهتمام والدقة وانتقاء الحديث ، وهذا الكتاب لقي قبولا واسعا بكونه فريدا من نوعه في الأوساط العلمية الثقافية .
“القراءة المرشدة”: يقول العلامة عن هذا الكتاب في المقدمة ” إني جمعت في هذا الكتاب أنواع الحكم واللطائف وفنون المخاطبات والقصص والحكايات، فيه عبر وعظة وتاريخ وتذكرة يهذب الأخلاق.
“خلاصة النحو”
مؤلفاته الأخرى في اللغة الأردية: تراجم كلام الله كا تقابلي جائزه ، معمار ملت كي ايك تقرير، ترجمة درالثمين ( شاه ولي الله دهلوي) ، ميزان عدل ، متاع بخشش (مجموعة الأشعار في مدح النبي صلى الله عليه و سلم ) اس كو ياد كر لو (اردو ، فارسي ، انجليزي و عربي لغات).
موجز القول: إن العلماء والمحققين في ولاية بيهار قد بذلوا قصارى جهودهم على البناء الخلقي والسلوك الحسن ، والتمسك بالقيم الإسلامية، وتصحيح العقائد المنحرفة للأفراد ، وتوجيه الناس لاختيار الصحبة الطيبة والاهتمام بتربية الأبناء. حيث امتدح ربنا عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم قائلاً: “وإنك لعلى خلق عظيم” (سورة القلم: 14).
وكما اهتم المحققون بالجانب الاقتصادي ووجهوا الناس إلى ترشيد الاستهلاك والاهتمام بالمعاملات المالية وشرح فقه البيع والشراء والابتعاد عن احتكار السلع في الأزمات والتأكيد على قضية زكاة المال والعمل على زيادة الإنتاج والبعد عن التعامل الربوى. وقد بذلوا كل مساعيهم على وحدة الأمة وقول كلمة الحق وحث الأفراد على الجهاد وتذكير الناس بطاعة ولي الأمر ، والعمل على حل الخلافات بين التنظيمات والحركات المختلفة، وضرورة المشاركة السياسية في المجتمع والاهتمام بقضايا الأمة وتوضيح النظام السياسي في الإسلام.
هذا استعراضٌ سريع لما قام به أعلامُ المُحقِّقين في ولاية بيهار في مجال تحقيق التراث ونَشْرِه، وقد خلَتِ ولاية بيهار الآن من أمثال هؤلاء العلماء ، والمرجو من الجامعات ومراكز البحوث أن تُكَثِّف جهودَها لتدريب الطُّلاب والباحثين على تحقيق المخطوطات ونشرها ، وتخصيص مِنَح دراسية لمن يقوم بتحقيق مؤلَّفات العلماء الهنود ولا سيما علماء ولاية بيهار باللُّغة العربيَّة عبر القرون،وفَّقنا الله جميعًا لخدمة ديننا وتُراثنا، إنَّه سميع مجيب.
فهرس المصادر والمراجع
المسلمون في الهند، للسيد أبي الحسن الندوي، ص:7
نزهة الخواطر، للعلامة عبد الحي، ج/7، ص: 480-485
أسماء خمسة مائة منهم في الحياة بعد المماة، ص: 342-367/ الثقافة الإسلامية في الهند، ص:140
ترجمة المؤلف العلام لابن النيموي، للشيخ عبد الرشيد فوقاني، ص: 15
حياة المحدث شمس الحق وأعماله، للأستاذ محمد عزير شمس السلفي، ص: 143- 150
السيد سليمان الندوي أمير علماء الهند في عصره وشيخ الندويين الدكتور محمد أكرم الندوي, ص5-6, ط: دار القلم بدمشق, 1422هـ
البعث الإسلامي ،مسعود الندوي، شعبان-رمضان
شخصيات وكتب للعلامة السيد أبي الحسن على الحسني الندوي ص71
من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، المستشار عبد الله العقيل ص: 83 189
سفر نامه حيات، عبد الله عباس الندوي، فلواري شريف ، باتنا، 2005م ، ص:17-20
فلسطين في انتظار صلاح دين بنور عالم خليل الأميني ص: 260-261