الدكتور معراج أحمد معراج الندوي*
الملخص
لقد ساهم شعراء المدائح النبوية من الهند كما ساهم الشعراء العرب في المدائح النبوية مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير والإمام البوصيري والإمام أبو بكر بن محمد البغدادي رحمهم الله تعالى في ترويجها في أنحاء العالم. وصل الشعراء في الهند من الحساسية ورقة الشعور والتواضع والتأدب لمقام الرسالة العظمى. وهؤلاء الشعراء البارزون قدموا مؤلفاتهم الرائعة. ومعظم مؤلفاتهم مثل مؤلفات العرب أسلوبا. وازداد عدد شعراء المدائح النبوية في شبه القارة الهندية العظيمة التي تتواصل حتى يومنا هذا. وقد ابتكر هؤلاء الشعراء المعاني والأفكار وجاؤا بتعبيرات لم يسبقوا إليها. توجد في بطون كتب التاريخ والسير والتراجم لشعراء الهند المفلقين الذين اكتسبوا اللغة العربية دراسة وذوقا وفاضت قريحتهم بالتغنى بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا تقل إنتاجاتهم الأدبية المدحية شأنا ومكانة عن كلام شعراء العرب. تهدف هذه الدراسة إلى بيان الشعر العربي الذي قرض الشعراء الهنود في المديح النبوي عبر العصور والتاريخ.
مدخل: الشعر ينبع من الوجدان ويصور الخيال وأحوال النفس. وهو المحسوس الباهر الذي يدركه سائر من كل أفراد المجتمع. إن الشعر هو لغة العواطف وترجمان الأحاسيس. فالشعر يظهر الجمال ويسحر القلوب ويثير الوجدان. إن الشعر العربي كان مبعثه الاستجابة لأحاسيس النفوس من حب وبغض والتعبير عن رغباتها من إذاعة المكارم ونشر المحامد وتصوير عاطفة الألام والآمال. ومن هنا تنوعت أغراضه وتشبعت فنونه وتناول الغزل والفخر والهجاء والوصف والحماسة والإعتذار والرثاء والمدح. قد تميز الشعر العربي في الهند بأنه شعر إسلامي عبروا فيه عن قضاياهم وأنه يحمل سمات خاصة بالبيئة الهندية التي انعكست على هذا الشعر وعلى موضوعاته المتنوعة التي تقطر حنينا وشوقا إلا البلاد العربية والأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة والمدينة والمنورة. إن فن المديح النبوي برز كفن من الفنون في عصر الرسول صلى عليه وسلم وازدهر مع مرور الأيام. تسابق في هذا الفن الأدباء والشعراء من العرب والعجم وأخذ نصيبه حسب المؤهلات الغوية والأدبية وسلك مسالك متنوعة في التعبير عما يجيش في خاطره من الحب والعواطف تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم. تهدف هذه الدراسة إلى بيان الشعر العربي الذي قرض الشعراء الهنود في المديح النبوي عبر العصور والتاريخ.
خصائص الشعر العربي في شبه القارة الهندية:
تميز الشعر العربي في شبه القارة الهندية بخصائص عدة منها اهتمامه بالحنين إلى الأوطان العربية والأماكن المقدسة في مكة والمدينة ووصف الأغتراب ومشاكل الغربة والتكيف مع واقعهم الجديد.
- فأول ما يميز الشعر العربي في شبه القارة الهندية أنه شعر عربي نبت في بيئة غير عربية. كانت للبيئة المحلية بليغ الأثر رغم محاولاة الشعراء البعد عن هذا التأثر بذكر عناصر العربية التي يصفها الشاعر العربي عادة مثل الناقة والصحراء ومنازل الحبيب.
- نشأ الشعر العربي في شبه القارة الهندية بين المدارس الإسلامية. فكان لها الأثر في تحديد موضوعات الشعر بحيث يخلو من الفحش والإباحة ومن ذكر محاسن المرأة والرجل.
- والشعر العربي في شبه اقارة الهندية لم يعكس العمق الحضاري الذي تيسر له بعد أن التقت على تراب أرضه حضارة فارس العريضة بحضارة الهند الخصيبة. وقد استفاد الشعراء كثيرا من الأدب الفارسي فتنوعت الموضوعات في الشعر شكلا ومضمونا. تزاوج الشعراء بالأداب الهندية ومارسوها ونظموا فيها فولدت في قرائحهم افكارا أدبية غاية في الحسن وآية في الجمال. ثم حاول الشعراء في نظم الروايات التاريخية أو قصص الحب التي امتأت بها بيئة الهند وراجت في الأدب الفارسي رواجا كبيرا.
- اهتم الشعر العربي في الهند بموضوعات تقليدية في أغلبه فمدح الرسول والأصدقاء والأمراء ورثاء الأحبة والأبناء والسلاطين والزهد والعرفان هي الموضوعات الأساسية التي شكلت العمود الفقري للشعر العربي في شبه القارة الهندية. حاول الشعراء إلى ادخال الغزل – وهو قالب من قوالب النظم الأردي والفارسي.[1]
المدح في اللغة العربية: قال الجوهري: المدح: الثناء الحسن وقد مدحه واتدحه بمعنى وكذلك المدحة والمدي والامدوحة. وأنشد أبو عمرو لأبي ذويب:
لو كان مدحة حي منشرا أحدا
أحيأ أبا كن يا ليلى الأماديح[2]
قال الفيروز آبادي في القاموس: مدحه كمعنه مدحا ومدحة أحسن الثناء عليه كمدحه امتدحه وتمدحه والمديح والمدحة والأمدوحة ما تمدح به جمع مائح وأماديح.[3] المديح النبوي في اصطلاح: يراد به بالمديح النبوي أو المدائح النبوية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بنشر محاسن الدين والثناء على شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.[4]
يهتم المديح النبوي بمدح الرسول الأعظم بتعداد صفاته الخلقية والخلقية وإظهار الشوق لرؤيته وزيارته والأماكن المقدسة التي تر تبط بحيته، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية ونظم سيرته شعرا والإشادة بغزواته وصفاته والصلاة عليه تقديرا وتعظيما. إن هذا الشعر يرتبط صلته بالروحانية من خلال التركيز على الحقيقة المحمدية التي تتجلى في السيادة والأفضلية. إن حب الرسول يتخذ فيه أبعادا روحانية وجدانية. إن شعر المديح النبوي شعر صادق بعيد عن التزلف والتكسب. يجمع بين الدلالة الحرفية الحسبة والدلالة الروحانية كما يندرج هذا الشعر ضمن الرؤية العاطفة الإسلامية.
أهمية المدائح النبوية:
تزداد في العصر الحديث حاجة المسلمين إلى الالتصاق بالسيرة النبوية حتى لا يفقدوا هويتهم وانتسابهم إلى الدين، ولاينسوا تاريخهم الزاهر، وتنقلب لديهم المفاهيم والمبادئ، وتتغير الثوابت والقناعات بسبب ما يتعرضون له من غزو ثقافي وهجوم إعلامي وحرب مبادئ لم يسبق لها في التاريخ البشري مثيلٌ، إن في السيرة النبوية سراً عجيباً وتأثيراً غريباً، فهي الأرض الواقعية التي ينبت فيها القرآن الكريم، والتطبيق العملي للسنة الشريفة. وهي الفهم الصحيح للفقه والصورة النقية للعقيدة. إنه كنز المديح النبوي الذي هو لسان محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جيل وعصر وأمة.
لم يخل عصر من العصور ولا زمن من الأزمنة، ولا أمة من أمم الإسلام ولا شعب من شعوب المسلمين من مُدّاحٍ كُثُرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ يوسف النبهاني: “اعلم أن مداح النبي صلى الله عليه وسلم في كل عصر ومصر كثيرون لا يحصيهم عد، ولا يحيط بهم مد، ولو جمعت مدائح أهل عصر واحد منهم لبلغت عدة مجلدات.”[5]
الفارق بين المديح النبوي والرثاء: لا شك في أن اللغويين بالآداب العربية يفرقون بين المديح والرثاءفما يقال في الحياة يقال له مدحا وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاء. يقول الأستاذ ذكي مبارك في هذا الصدد. وأكثر المدائح النبوية قيل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاء ولكنه في الرسول يسمى مدحا لأنهم لحظوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم موصول الحياة وأنهم يخاطبونه كما يخاطبون الأحياء. وقد يمكن القول بأن الثناء على الميت لا يسمى رثاء إلا إذا قيل في أعقاب الموت ولذلك نراهم يقولون : قال حسان يرثى النبي صلى الله عليه وسلم – ليفرقوا بين الحالين من الثناء ما كان في حياة الرسول وما كان بعد موت الرسول صلى الله علسه وسلم، بخلاف ما يقع من شاعر ولو بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . فإن ثناء عليه مديح لا رثاء لأنه لا موجب للتفرقة بين حال وحال ولأن الرثاء يقصد به اعلان التحزن والتفجع على حين لا يراد بالمدائح النبوية إلا التقرب إلى الله بنشر محاسن الدين والثناء على شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.[6]
المدائح النبوية في الهند:
المدائح النبوية من فنون الشعر . فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية من الأدب الرفيع. لا يصدر هذا الأدب إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص. ولا يراد بالمدائح النبوية إلا تقرب إلى الله سبحانه وتعالى بنشر محاسن الدين والثناء على شمائل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. إن فن المديح النبوي برز كفن من الفنون في عصر الرسول صلى عليه وسلم وازدهر مع مرور الأيام. تسابق في هذا الفن الأدباء والشعراء من العرب والعجم وأخذ نصيبه حسب المؤهلات الغوية والأدبية وسلك مسالك متنوعة في التعبير عما يجيش في خاطره من الحب والعواطف تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم.[7] إن الشعب المسلم الهندي عرف من أول يومها بحب النبي صلى الله عليه وسلم رغم كونه بعيدا عن مهبط الوحي ومحط الرسالة الأخيرة ومعقل الإنسانية.[8] نجد في الهند عدد لا بأس به من الشعراء الذين اكتسبوا اللغة العربية دراسة وذوقا وفاضت قريحتهم بالتغنى بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتسن لهم الزيارة إلى البلد الذي وطئ أرضه محمد صلى الله عليه وسلم حبيب كل مسلم- ونشق هواءه وشرب ماءه. فاستعاذوا عنها بالشعور التعبير فيه عن حنينهم وأشواقهم ولو نشأوا في بيءة عهجمية بلعدية عن مهد الإسلام. ولم يزل الشعر بريد القلب فإذا صاحبه البعد والهجر فيأتي بالعجب من اخلاصه ووفاءه.
لقد ساهم شعراء المدائح النبوية من الهند كما ساهم الشعراء العرب في المدائح النبوية مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير والإمام البوصيري والإمام أبو بكر بن محمد البغدادي رحمهم الله تعالى في ترويجها في أنحاء العام. وصل الشعراء والأدباء في العجم من الحساسية ورقة الشعور والتواضع والتأدب لمقام الرسالة العظمى. وهؤلاء الشعراء البارزون قدموامؤلفاتهم الرائعة. ومعظم مؤلفاتهم مثل مؤلفات العرب أسلوبا. وازداد عدد شعراء المدائح النبوية في شبه القارة الهندية العظيمة التي تتواصل حتى يومنا هذا.
شعراء المدائح النبوية في الهند باللغة العربية:
ولم يزل الشعر بريد القلب والشوق. إن أساسه الحب والعاطفة. لقد شرب الشاعر المسلم الهندي حب الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يزل حبه للنبي يزيد ويقوي مع الأيام. وقد الهمه هذا الحب العميق معاني شعرية عميقة. إن الشعراء الهنود الذين قرضوا الأبيات في المديح النبوي كان عددهم كثيرا. فكان التغنى بمدح الرسول، والتحنن إلى بلده ومسجده موضوع شعراء الهند المفضل، وحديثهم الأثير الحبيب، وقد ردد صداهم الشعب الهندي المسلم في حماس وطرب. إن علماء الهند وشعراءها كما تركوا لنا قدرا كبيرا من الشعر باللغة العربية في المديح النبوي في عصور مختلفة منذ توافد العرب إلى الهند تجارًا أو دعاًة إلى الإسلام.
إن الشعراء الهنود الذين قرضوا الشعر العربي في المديح النبوي، عددهم كبير لا حصر لهم، إن معظم شعراء الهنود كانوا متخرجين في المدارس العربية الإسلامية في الهند، وكانوا قد درسوا في مناهجهم الدراسية دواوين وقصائد للشعراء العرب من العهد الجاهلي إلى العصر العباسي. فقد درسوا المعلقات السبع وديوان الحماسة لأبي تمام وحفظوا عددا كبيرا من الأبيات العربية لهؤلاء الشعراء المفلقين فتأثروا تأثرابالغا بأسلوبهم وقرضوا أبياتهم على منوالهم. فإذا قرأنا شعر هؤلاء الشعراء وجدنا أنفسنا في بيئة عربية أدبية شعرية من العصر الجاهلي أو العصرالعباسي. ولم يخل من أثر الشعر العربي القديم. ويبدوا ذلك واضحا في تقليد شعراء العربية في الهند شعر العرب القدامى.
شعراء المديح القدامى في الهند: ومنهم أحمد بن محمد التهانسيري (732ه 820ه) الذي اشتهر بقصيدته “الدالية” ومنهم الشيخ عبد الحق الدهلوي (958ه1052) كان من المحدثين الكبار. قرض القصيدة في مدح الرسول الأعظم وأظهر حبه الصادق تجاه الرسول. ومنهم الشاه ولي الله الدهلوي من نبغاء الزمان الذين يشار إليهم بالبنان، صاحب المؤلفات الشهيرة مثل حجة الله البالغة والقول الجميل والخير الكثير وفتح الخبير. له قصيدة اشتهرت “بالبائية” أنشدها في المديح النبوي بالمدينة المنورة. وهي من أطيب النغم فير مدح سيد العرب والعجم. ومنهم غلام علي آزاد البلغرامي (1116ه-1200ه) وهو أشعر شعراء الهنود المفلقين علة قلة عدد المفلقين وأعلى مكانة في الشعر. لم تنجب الهند شاعرا أشعر منه ولا مادحا أمدح منه ولا مبدعا أبدع منه في الفنون الشعرية. القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي (703-791ه) أحمد بن محمد التهانسيري ( 732- 820ه) الشيخ عبد الحق الدهلوي (958-1052ه) الشيخ صلاح الدين بن سليمان (1051-1098ه) الشيخ حسن الدهلوي (1018-1103ه) الشيخ صدقة الله بن سليمان ( 1042-1115ه) الشيخ شهاب الدبن بن سليمان (1045-1121ه) بركة الله عشقي المارهروي (1070-1142ه) الشاه ولي الله الدهلوي ( 1114- 1176ه) عبد السلام الهزاروي ( 1090-1177ه) غلام علي آزاد البغرامي( 1116-1200ه)
شعراء المديح المتقدمون في الهند: السيد باقر مرتضى الشافعي المدراسي (1158-1220ه) الشاه رفيع الدين الدهلوي (1163-1233ه) الشاه عبد العزيز الدهلوي (1150-1239ه) المفتي إلهي بخش الكاندهلوي (1162- 1245ه) الشيخ ضياء الدين المدراسي (توفي1251ه) الشيخ أمين أحمد الكالكوري (1164-1253ه) الشيخ نصير الدين الدهلوي (توفي 1266ه) الشيخ فيض احمد البدايوني (1223-1274ه) الشيخ فضل حق الخير آبادي (1212- 1228ه)
شعراء المديح المتأخرون في الهند: الشيخ محمد يعقوب النانتوي (1249-1302ه) الشيخ فيض الحسن السهارنفوري (1228-1304ه) المفتي عباس الكنوي (1224-1306ه) النواب صديق حسن خان القنوجي (1248- 1307ه) القاضي طلا محمد البيشاور ي (1230-1310ه) الشيخ أحمد الكجراتي (1265-1315ه) الشيخ أحمد بن عبد القادر الكوكني (1272-1320ه) الشيخ يعقوب القادري الهلوي (1260-1324ه) السيد التستري الحيدرآبادي (1252-1324ه) الشيخ عبد الحفيظ الكاكوروي (1260-1324ه) المرزا غلام أحمد القادياني (1256-1226ه) الشيخ عبد الحجق الكفليتوي (1283-1331ه) الشيخ عبد المنعم الجاتغامي (1265-133ه) عبد النبي الكجراتي (1270-1336ه) الشيخ أحمد رضا خان البريلوي (1272-1340ه) حبيب أبو بكر بن شهاب العلوي الحيدرآبادي (1262-1341ه) محمد خليل الرحمن البرهان فوري (1254-1342ه) الشيخ محمد وحيد الدين العالي الحيدرآبادي (1288-1344ه) عبد الرزاق الكوبامئوي (1283-1348ه) الشيخ حبيب الرحمن العثماني (1275- 1348) السيد اشرف الشمس الحيدرآبادي ( 1280-1349ه)
شعراء المديح المحدثون في الهند: السيد محمد الحسيني الكلباوي (127-1351ه) العلامة أنور شاه الكشميري (1292-1352ه) أحمد حسين الرسولفوري (1288-1359ه) السيد محمد مخدوم الحسيني القادري (1298-1364ه) الشيخ عبد الرحمن الأمروهي (توفي في سنة 1367ه) المفتي كفايت الله الدهلوي (1292- 1372ه) الشيخ محمد اعزاز الأمروهي الديوبندي (1300-1372) القاضي عبد الرحمن الكجراتي (1300- 1373ه) الشيخ اصغر علي روحي (1286-1374ه) السيد إبراهيم الرضوي (1290-1377ه) فيوض الرحمن الديوبندي (1305-1378ه) الشيخ عبد القدير الحيدرآبادي (1288-1381ه) حامد حسن القادري (توفي في سنة 1381ه) القاضي يوسف حسين الهزاروي (1285-1382ه) الشيخ عبد الباسط الحيدرآبادي(1305-1385ه) أبو محمد طاهر سيف الدين (1305-1385ه) السيد نبي الحيدرآبادي (1320-1389ه) الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي (1318-1392ه) عبد المنان الدهلوي (توفي في عام 1394ه) الشيخ طفر الدين أحمد التهانوي (1310-1395ه) المفتي محمد شفيع الديوبندي ( 1314-1396ه) الشيخ محمد يوسف البنوري (1326-1397ه)
شعراء المديح المعاصرون في الهند: المفتي جميل أحمد التهانوي (1900م) الشيخ أمين أحمد بن فضل الله المدراسي (1927م) السيد طاهر الرضوي الحيدرآبادي (1930م) الشيخ محمد سعيد محم يعقوب المجددي (1938م) خواجة محمد شريف الحيدرآبادي (1940م) الدكتور صدر الحسن الندوي (1957م) الشيخ محمد مجيب خان الحيدرآبادي ( 1970م )السيد ضياء الدين الحيدرآبادي ( 1972م)
هناك قائمة طويلة لشعراء الهنود الذين قرضوا الأبيات في المديح النبوي باللغة العربية. وقد تفاوت نوعية إنتاجهم الشعري من ناحية الكمية والكيفية. ويزداد عدد شعراء المدائح النبوية في شبه القارة الهندية العظيمة التي تتواصل حتى يومنا هذا.
الموضوعات الهامة في المديح النبوي في الهند:
ومن بين الموضوعات التي تناولها كثير من الشعراء من خلال مدائحهم النبوية “المدينة المنورة” وقد وصفوها فأحسنوا وأجادوا فيها. فهذه المدينة التي اخرجت الإنسان من ضيق الدنيا إلى سعتها. وهي التي مثلت أروع رواية وأعظمها تأثيرا على تاريخ الإنسانية. أحب الشعراء الهنود الحجاز لأنه وجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنه رأى فيها نورا انبعث وفيها رسالة خالدة وفيها جماجم الأبطال وفيها مخرجا من مخارج التوحيد والتاريخ. وكيف لا يذوب قلب الشاعر المسلم الهندي شوقا إلى البلد الذي وطىئ أرضه حبيبه ونشق هواءه وشرب ماءه. وقد وصل الشعراء االهنود من الحساسية ورقة الشعور والتواضع لمقام الرسالة العظمى. وقد حظيت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم لدى شعراء الهنود باهتمام بالغ وعناية فائقة.
نتائج البحث: المديح النبوي هو لسان محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جيل وعصر وأمة. وله فضل في اشعال الجمرة الإيمانية، والحب الدفين الكامن للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وهي مصدر الحب والحنان والعاطفة والوجدان. ولم يزل حب الرسول صلى الله عليه وسلم يزيد ويقوى مع الأيام. ولم تزل الأمة الإسلامية تستمد منها الحب الطاهر والعاطفة الجياشة. لقد قام علماء الهند وشعراءها من القدامى والمحدثين بقرض الأبيات في المديح النبوي وأعربوا مشاعرهم وعواطفهم تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم وجدوا شخصية الرسول القدوة مصدر الإيمان والحنان والعطفة والوجدان. ولم يزل الشعراء الهنود يستمدون منها الحب الطاهر والعطفة الجياشة ويشعلون بها مجامر قلوبهم التي تتعرض حينا بعد حين للانطفاء وتواجه العواصف الهوجاء. وقد كان للمديح النبوي فضل كبير في اشعال الجمرة الإيمانية، والحب الدفين الكامن للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وقد ابتكر هؤلاء الشعراء الهنود في المديح النبوي وجاؤا بتعبيرات لم يسبقوا إليها. توجد في بطون كتب التاريخ والسير والتراجم لشعراء الهند المفلقين الذين اكتسبوا اللغة العربية دراسة وذوقا وفاضت قريحتهم بالتغنى بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا تقل إنتاجاتهم الأدبية المدحية شأنا ومكانة عن كلام شعراء العرب. إن المدائح النبوية التي جرت على ألسنة الشعراء في الهند قد صدرت عن طبعهم الصادق وحبهم الخالص تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذه المدائح النبوية ثروة أدبية من أغنى الثروات الأدبية والإنتاجات الشعرية.
الهوامش
[1] دكتور جلال السعيد الحفناوي: ثقافة الهند ع 2 ج 55 ص 23
[2] إسماعيل بن حماد الجوهري: الصحاح ج-1 ص- 403
[3] القاموس المحيط 1/257
[4] زكي مبارك: المدائح النبوية في الأدب العربي ص-17
[5] يوسف النبهاني: المجموعة النبهانية 1/16
[6] الدكتور محمد صدر الحسن الندوي: المدائح النبوية في الهند، ص- 19
[7] المصدر السابق: ص، 55
[8] السيد أبو الحسن علي الندوي: الطريق إلى المدينة، ص، 99
*الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وأدابها
الجامعة العالية، بكولكاتا، الهند