عبد الحكيم*

المدخل:

إن ولاية تامل نادو أنجبت في أرضها الخصبة عددا كبيرا من الكتاب الشهيرين والعلماء المخلصين والدعاة المتقين والشعراء المرموقين الذين قاموا بدور فاعل في إثراء اللغة العربية وآدابها بمؤلفاتهم القيمة وتعليقاتهم المفيدة على مصادر اللغة والأدب نثرا وشعرا، وخلفوا ورائهم تراثا علميا وأدبيا لا يستهان به في مجال الشعر والنثر واللغة والأدب والنحو والصرف والبلاغة والعروض والفقه والتفسير والحديث النبوي الشريف وعلم الكلام والرجال والأنساب وغيره من العلوم  العقلية والنقلية. ومن هؤلاء الكتاب المرموقين والأساتذة البارعين الأستاذ الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير، الذي يعد من أهم الأساتذة البارعين والكتاب المرموقين في الهند بصورة عامة وفي ولاية تامل نادو بصورة خاصة.

الدكتور ك.م.ع.أحمد زبير-الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بالكلية الجديدة، تشنائي-عاصمة ولاية تامل نادو الهندية، هو أحد من الأساتذة البارعين الذين لهم سمعة طيبة في الأوساط العلمية والأدبية في ولاية تامل نادو وخارجها، له مشاركات في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية. تتميز أعماله العلمية وأبحاثه بالأصالة ودقة العرض والشمولة. وكان موضوعه المحبب إليه ” أدباء تامل نادو ”  ومعظم كتاباته حول الإسلام وعلمائه من ولاية تامل نادو. قد خلف وراءه آثارا كثيرة ومتنوعة حول موضوعات مختلفة من مؤلفة ومترجمة، وإن كان أكثر آثاره العلمية والأدبية في مجال المقالات العربية وفي مجال الكتب والترجمة إلى العربية وبالعكس، وقام بتأليف الكتاب المسمى بـ ” تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية “. ونحن الحديث عنه في هذا المقال المتواضع. قد احتوى الكتاب على مأة وسبع وثلاثين صفحة، أصدرته مكتبة النور الألمان. تناول الكتاب بالدراسة الوافية الشاملة عن تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية. وقبل الحديث عن الكتاب أرى من المناسب أن ألقي الضوء على حياة الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير وإنجازاته العلمية والأدبية في الأدب العربي الحديث.

نظرة عابرة على حياة الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير وأعماله العلمية والأدبية:

ولادته ونشأته:

ولد الدكتور أحمد زبير في بيت علم وأدب في مدينة تشنائي عاصمة تامل نادو في أواخر السبعينيات من القرن العشرين. والدكتور أحمد زبير هو لا يزال حيا يرزق ويقيم مع أسرته ويدرس في الكلية الجديدة بتشنائي. وقد نشأ وترعرع في بيت وأسرة علمية وأدبية لها صيت وفضل كبير لدى الأوساط العلمية والأدبية في الهند وخارجها.

دراسته:

 بدأ الدكتور دراسته الابتدائية كالعادة بقراءة حروف الهجاء في البيت، ثم الكتب الصغيرة في اللغة التاملية، وبعد تكميل دراسة مبادئ اللغة التاملية بدأ دراسة اللغة العربية والإنجليزية بالكتب الابتدائية الأساسية والثانوية، ثم التحق بكلية الجديدة حيث أحب والده الكريم عبد الباري أن يكون ابنه البار أديبا بارعا ورجلا قيما تأديبا فأدخله في الكلية الجدية بشتنائي حيث تلقى العلوم والفنون من علمائها الأجلاء وأساتذتها البارعين المرموقين لهم يد طولى في العلوم والدراسات العربية وآدابها. فحصل على شهادة البكالوريوس في التعليم والتدريب من جامعة أناملي، وشهادة البكالوريوس في علم الفيزياء من الكلية الجديدة التابعة بجامعة مدراس تامل نادو. وحصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي بكلية الجديدة بتشنائي. ثم التحق بجامعة مدراس التي حصل منها على شهادة الماجستير في الفلسفة العربية  الإسلامية بأطروحة عن ” العلماء البارعون من أسرة النوائط ودورهم في تصوير اللغة العربية والعلوم الإسلامية “. ثم قصد أن يواصل دراسته العليا  فالتحق بجامعة نفسها ونال منها درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها وكان عنوان أطروحته ”  العلماء الكبار من ولاية تامل نادو وخدماتهم الدينية والعلمية”.

المؤهلات العلمية :

  • الدكتوراه – الكلية الجديدة ،جامعة مدراس ، التخصص : العلماء الكبار من ولاية تامل نادو خدماتهم الدينية والعلمية.
  • الماجستير العليا ،الكلية الجديدة (يم.فل. الماجستير في الفلسفة في الأدب العربي) جامعة مدراس ، التخصص : العلماء البارعون من أسرة النوائط ودورهم في تطوير اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
  • الماجستير في الأدب العربي ،الكلية الجديدة جامعة مدراس
  • البكالوريوس ، الكلية الجديدة ،جامعة مدراس في علم الفيزياء
  • البكالوريوس (الليسانس) في التعليم والتدريب من جامعة أناملي ، التخصص: (أ) منهج و تعليم اللغة الانجليزية (ب) منهج وتعليم علوم الفيزياء.
  • شهادة ” راشترا باشا بروين ” Rashtra Basha Praveen” من “جمعية جنوب الهند لإفشاء اللغة الهندية” متساويا إلى شهادة الماجستير باللغة الهندية.
  • دبلوم في كمبيوتر

نشاطاته العلمية والأدبية:

عندما قمنا باستعراض حياة الدكتور ك. م. ع أحمد زبير نجد أن اهتماماته متنوعة فهو عالم وأديب وباحث ومحقق له جولة وصولة في ميدان اللغة العربية واللغات الأجنبية، وهو يتحدث ويكتب بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والتاملية. وهو ماهر في البحث والتحقيق والتحليل العلمي، كما هو أستاذ ممتاز ومتدرب بارز درس في المدرسة الثانوية “متوياليت” لثلاثة ِأشهر، وكذلك أنه عمل كونه أستاذا بارزا ممتازا في المدرسة الثانوية ” مسلم” لسنتين، ولا يزال يعمل كأستاذ مساعد مرموق في الكلية الجديدة منذ عام 1998م. خلال حياته الحافلة تعددت خبراته وتنوعت الوظائف التي شغلها كما أنه أشرف على رسائل الماجستير في الفلسفة  العربية زهاء سبع أو ثمانين أبحاث، كما أشرف على ستة أو سبع رسائل جامعية في الدكتوراه.

الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير الآن هو أستاذ مساعد بقسم العربي بالكلية الجديدة تشنائي عاصمة تامل نادو، هو رئيس التحرير لمجلة “نوفا” للدراسات العربية (الجلة المحكمة) كندا، وهو محر لمجلة “IJLLL” المجلة الدولية للأدب واللغة وعلم اللغة (المجلة المحكمة)، الولايات المتحدة الأمريكية. وللدكتور زبير أحمد باع طويل في الصحافة العربية منذ وقت مبكر من عمره، وظل مرتبطا بالصحافة والكتابة بشكل أو آخر منذئذ محررا ومراسلا ورئيس التحرير. وقد تمت مقالاته القيمة في الجرائد والصحف المختلفة في الهند وخارجها في كندا وماليزيا وبنغلاديش وباكستان ومن أهمها: مجلة الهند، ثقافة الهند، والصحوة الإسلامية، مجلة الريحان كيرالا، مجلة العاصمة، مجلة أقلام الواعدة، ومجلة التنوير، ومجلة المحرة كيرالا، ومجلة كاليكوت، ومجلة الشروق الهند، مجلة نوفا للدراسات العربية كندا، ومجلة الجديد وغيرها الكثيرة.

وأنه قد قام بنشر 24 فيديو على قناة يوتيوب منه 16 فيديو هو في مجال تعليم اللغة العربية، وكتب أربع مقالات قيمة في اللغة الإنجليزية في صحيفة اليومية (The Hindu)، الصادرة من الهند، وقد كتب مقالة واحدة في اللغة الإنجليزية في صحيفة تامل اليومية الوطنية، ونشرت أربع مقالات كإقتسابات ومقابلات شخصية معه في الصحيفة الوطنية الهندية الإنجليزية (The Hindu)، وقد تم نشر حواراتته في الصحيفة العربية على الإنترنت، وقد أعطي خطاب الاستحقاق إلى تعيين في وظيفة جامعة مسلفانيا وجامعة سنغافور الوطنية، قدم حتى الآن 52 بحثا قيما رائعا في الندوة الدولية في الهند وماليزيا وسريلنكا وغيرها من البلاد الأخرى.

ذكر الدكتور رضوان الرحمن (مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، دلهي الجديدة) عن الأستاذ أحمد زبير ومقالاته المنشورة في مجلته تحت كلمة التحرير.هذه القطعات المقتبسة من الدكتور رضوان الرحمن تدل على عبقريته أحمد زبير ومقالاته القيمة النادرة المثمرة. كان الدكتور رضوان الرحمن مدير التحرير التنفيذي لمجلة “ثقافة الهند” وهي كما يلي :

” الدكتور أحمد زبير هو من الكتّاب المساهين لمجلة ثقافة الهند الذين يكتبون حول المسلمين وثقافاتهم والشخصيات الإسلامية ومؤلفاتهم من جنوب الهند. وفي هذا الإطار يكتب الكتب حول ” اللسان الأروي” أي اللغة التاملية المحلية المكتوبة بالحروف العربية. وتم إيجاد هذا المنهج للتاملية لغرض سهولة كتابة المؤلفات الإسلامية.(1)

الدكتور أحمد زبير يتناول قضية ورود العرب في ولاية تامل نادو وبروز الإسلام فيها. وهذه المقالة تتحدث عن تاريخ مجيء العرب والإسلام إلى الهند بجانب نوعية الاحتكاكات التي وقعت بين الهند والدول العربية فالمقالة لهم من ناحية احتوائها على تاريخ قيام العلاقات بين الهند والعرب.(2)

ومقالة الدكتور أحمد زبير من عن الأدب التاملي مادح السبطين سيد محمد الإمام العروس جيد للغاية فهي تحتوي على كافة مجهودات الأديب التاميلي ومؤلفاته المترجمة إلى العربية. إن لهذا الأديب أثرا ملموسا في منطقته ودورا كبيرا في إحياء علوم الدين في دياره.(3)

الدكتور أحمد زبير في مقالته يسجل معلومات أعلام الشعر العربي في تامل نادو الذين فرضوا الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر فيها أهمية هذه المدائح في المجتمع الإسلامي بتامل نادو.(4) إن قصة مجيء الإسلام إلى الهند قديمة جدا جدا. وإن ولاية تامل نادو من الهند خطيت بنور الإسلام منذ زمن قديم كما تشير إليها مقالة في عددنا هذا بعنوان ” استيطان العرب وانتشار الإسلام في ولاية تامل نادو.(5)

قد ترك لنا الدكتور ذخيرة علمية من الكتب المختلفة والمقالات العديدة والبحوث المتنوعة في اللغة العربية والإنجليزية والتاملية. وإن هذه الكتب كلها تظهر عبقريته الشخصية وخبراته العلمية والأدبية في موضوعات دينية ولغوية وأدبية وتاريخية وتعليمية وغيرها من الفنون. يبلغ عدد مؤلفاته وتصنيفاته والكتب التي ترجمها نحو أكثر من خمسين كتابا باللغات العربية والإنكليزية والتاملية. وقد نشرت هذه الكتب الهند والألمانيا وكندا والعراق وماليزيا ولاتفيا وغيرها من البلاد الأخرى. ومن إنجازاته الخالدة المشهورة في اللغة العربية هي:  تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية، وإسهامات ولاية تامل نادو الهندية في إثراء اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية ،والعلاقات الهندية العربية (حتى القرون الوسطى دراسة تحليلية على العلاقات الهندية بمراجعة خاصة عن ولاية تامل نادو الهندية وجذورها وعلاقتها بالعرب، الشيخ صدقة الله أبا القاهري: شاعرا عربيا هنديا، وإسهامات العالم الهندي الشيخ مادح الرسول صدقة الله أبا القاهري الشافعي (1042-1115هـ) في الأدب الإسلامي. والإمام العروس: رائد الأدب العربي الإسلامي، والشيخ الإمام العروس وآثاره العلمية والدينية ومساهمته في الشعر العربي الإسلامي الهندي، وأعلام الأدب العربي في ولاية تامل نادو الهندية، وأعلام المؤلفين بالعربية في ولاية تامل نادو الهندية في مختلف العصور، واللغة الأروية: حروفها وشكلها وأصواتها ونحوها وقصائدها، ومختارات من الشعر العربي الحديث، والمنظومات، والتراث العربي في ولاية تامل نادو الهندية، واستعراض على الدراسات العربية في ولاية تامل نادو الهندية، وأنجم الأدب العربي في ولاية تامل نادو الهندية وغيرها الكثيرة.

دراسة تحليلية لكتاب “ ” تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية”.

كلمات عن الكتاب:

قام الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير بتأليف الكتاب المسمى بـ ” تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية “، قد احتوى الكتاب على مأة وسبع وثلاثين صفحة، أصدرته مكتبة النور الألمان، تناول الكتاب بالدراسة الوافية الشاملة عن تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية، ولدينا معلومات كافية شاملة من ولاية تامل نادو بأنها أنجبت رجالات نادرة وشخصيات فذة في كل ميدان من ميادين الحياة الإنسانية، فإنها مملوءة بالتراث العربي العريق والثقافي الكبير العميق كما أشار مؤلفه إلى ذلك قائلا ” فهذا الكتاب الذي بين أيديكم يتناول بالدراسة الوافية عن ” تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو الهندية ” ومعلوم أن ولاية تامل نادو من الولايات الهندية لها تراث علمي وثقافي كبير، هذا الكتاب كتاب شامل وممتع وما فيه من الدراسات العربية من ولاية تامل نادو”([1]).

البواعث التي دفعته إلى تأليف الكتاب:

يتحدث الكتاب عن تاريخ مجيء الإسلام والعرب إلى ولاية تامل وبجانب نوعية الاحتكاكات التي وقعت بين الهند والدول العربية، وعن اللغة العربية في ولاية تامل نادو ومؤلفاتها القيمة الرائعة، وكذلك يتكلم عن المدارس الدينية العربية في ولاية تامل، ويظهر عن تدريس اللغة العربية في ولاية تامل نادو في المعاهد العليا، ويذكر عن دورهما وخدماتهما في نشر الدين الإسلامي الحنيف، كما يذكر عن المخطوطات العربية القديمة في الشعر والنحو والصرف والبلاغة والعروض في مكتبة المخطوطات الشرقية الحكومية في مدينة تشنائي عاصمة ولاية تامل نادو الهندية، ويسجل معلومات قيمة عن أعلام الشعر العربي من ولاية تامل نادو الذين قرضوا الشعر العربي في مدح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعن أهمية هذه المدائح النبوية العربية الشريفة في المجتمع الإسلامي من هذه الولاية، ويتناول عن تراث ولاية تامل نادو في شعراء الرثاء ونماذج من شعر الرثاء، كما يتحدث عن أبرز أعلام اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من ولاية تامل نادو، وعن مساهمة علماء ولاية تامل نادو في النثر العربي القديم والحديث المعاصر.

عندما نلقي نظرة استقصائية على الكتاب نجد أنه يعد من أهم وأفضل الكتب في الأدب العربي الحديث الذي قام بتأليفه الأستاذ الدكتور أحمد زبير، فلعل هذه التوطئة تجبرنا على أن نسأل عن أنفسنا بأنه لماذا كتب هذا الكتاب؟ وما هي البواعث التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب في اللغة العربية؟ هذه هي التساؤلات التي تأتي في أذهاننا كما تأتي في أذهان كل من يرغب في قراءة هذا الكتاب القيم، عندما نحاول إجابة هذه التساؤلات المتكررة فالأمر الذي يشد انتباهنا بقوة تامة هو كما قال مؤلفه في مقدمته الكتاب “يأتي تأليف هذا الكتاب من شعوري بقصور الدراسات التي تتناول هذه الأوساط باستيعاب ولا يزال دور علماء ولاية تامل نادو الهندية في المجال شبه مجهول في العالم العربي، وأريد أن أظهر هذا تعريف الأوساط العلمية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي بإنجازات أبناء تامل نادو في تنشيط حركة الأدب العربي وتطوره، وهذه تحفة لعشاق الأدب والعلوم وإثراء للمكتبة الإسلامية والعربية”([2]).

الموضوعات التي تناولها الكتاب:

قد قسمه صاحب الكتاب على عشرة فصول.

الفصل الأول : حول ” استيطان العرب وانتشار الإسلام في ولاية تامل نادو الهندية “.

يتحدث المؤلف فيه عن تاريخ مجيء الإسلام والعرب إلى ولاية تامل وبجانب نوعية الاحتكاكات التي وقعت بين الهند والدول العربية، وإن الولاية من الهند حظيت بنور الإسلام منذ زمن قديم تشير إليها مقالة بعنون استيطان العرب وانتشار الإسلام في ولاية تامل نادو. تحدث مؤلف الكتاب في هذا الفصل عن قدوم العرب إلى بلادنا الهند وانتشار الإسلام في أنحاء الهند، كما تحدث عن العلاقة بين العرب والهند وقد بحث وحقق بأن العلاقة بين البلدين علاقة ودية أخوية قديمة منذ فجر التاريخ، كما أشار إلى ذلك بالقول ” العلاقة بين الهند الدول العربية قديمة عريقة منذ فجر التاريخ، ويُروي أنه لما أخرج آدم عليه السلام من الجنة أهبط بسرنديب (سيلان) من أرض الهند، وكانت القوافل التجارية إلى المناطق الساحلية في جنوب الهند بين الهند والدول العربية وتعرف العرب على المدن والرئيسية الكائنة تقع على الساحل الطويل مثل كليكوتي (Kallikottai) ومسيري (Musri) وطوندي (Thondi) وكوشي (Kochi)  وكولم (Kollam) و كايل (Kayal) وناغاباتنم (Nagapattinam) ومسولي باتنم (Masulipattinam) وجيانغرم (Vijayanagaram). وبفضل هذا الاحتكاك التجاري تأثرت الحياة الهندية اجتماعيا وحضارة وثقافة ولغة حتى وصلت اللغة العربية إلي الهندية الجنوبية عموما وبخاصة في ولاية تامل نادو قبل مجيء الإسلام بقرون”[3].

إن ولاية تامل نادو تعتبر من أهم الولايات الشهيرة في الهند، التي تقع في جنوب الهند، ولها تاريخ قديم، ولها أيضا علاقة قوية أخوية وصلة ودية أخوية مع العرب منذ القديم يقول ” كانت العلاقة الأخوية والصلة الودية بين العرب وأهل تامل نادو موثقة منذ زمن بعيد جدا، حتى قبل السميع، وإن جمالها ومناظرها الطبيعية أعجب بها العرب إعجابا، وكانوا يجيلون إنتاجات تامل نادو لا سيما الفلفل الزنجبيل الفرنفل العود المسك اللؤلؤ الياقوت المرجان، إلى بلاد بعيدة، مثل اليمن والشام وتزوجوا بنساء تامل نادو وتوطن بعضهم في المناطق الساحلية، وامتزجت ثقافتهم وحضارتهم بتقاليد تامل نادو وعاداتها، حتى صارت جزءا لا يستهان به، ولاية تامل نادو أول ولاية وطأتها أقدام العرب، وتشرفت بدخول الإسلام إن الإسلام دخل في ولاية تامل نادو في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم”[4].

لا شك فيه أن ديننا الإسلام الخالد إلى يوم القيامة دخل إلى أرض الهند أولا من المناطق الساحلية الجنوبية ثم بعد زمن طويل في المناطق البرية الشمالية عن طريق الفتوحات الإسلامية الناجحة، وأن أول بقعة من بلادنا الهند استضاءت بنور الإسلام هي بلادي “مليبار” لأن التجارة كانت قائمة بين البلاد المليبار منذ قديم، ذكر المؤلف في هذا الفصل عن حقيقة بدأ الإسلام في الهند وأنه قد أنكر هذه الآراء التي تقول بأن الإسلام قد جاء إلى الهند بعد غزو محمد بن القاسم الثقفي الذي أرسله الحجاز بن يوسف الثقفي لفتح السند في شمال الهند سنة 712م، وقد أثبت قوله بالبرهان والدليل الثابت قائلا ” أن الإسلام قد دخل المناطق الساحلية الجنوبية الهندية قبل قرن أو سنين كثيرة لهذه الغزوات وكان الإسلام موجودا إلى أبعد حد في المناطق الجنوبية الهندية منذ عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فكانت العلاقة والصلة بين العرب والهند قديمة جدا”[5].

ويحكي المؤلف في هذا الفصل بعض الروايات التاريخية أن تميم الأنصاري عكاشة ومالك بن دينار وغيرهم من أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جاءوا إلى الهند وقد أسسوا وقاموا ببناء المسجد في جنوب الهند، وقد أثبث أقواله بالبراهين والدلائل الثابتة حيث قدم عدة دلائل تدل على أن علاقة تامل نادو مع جزيرة العرب علاقة قديمة جدا ومن بعض دلائلها كما يلي-

الدليل الأول: هو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة بن ذراع بن عدي بن الدار أسلم في سنة تسع من الهجرة وكان يسكن المدينة، الصحابي سيدنا تميم الداري الأنصاري رضي الله عنه توفي هناك وقبره يوجد حاليا في قرية كولام قريبا بـ36 كلومترا من مدينة مدراس وهذه القرية “كولام” على شاطئ خليج بنغال وهي قرية صغيرة وفيها مسجد على طراز قديم وهذا المسجد يعرف باسم مسجد مالك بن دينار. الدليل الثاني: سيدنا الصحابي عكاشة بن المهزن المكي، رضي الله تعالى عنه هو الذي شارك في غزوة بدر وجاء إلى ولاية تامل نادو لنشر دعوة الإسلام ودفن في “محمود بندر” التي غيرها البرتغاليون إلى “بورت نوفا” ورضته موجودة على ساحل “كورومندل”. والدليل الثالث: يوجد مقبره هابيل بن آدم عليه السلام في راميشفرم في ولاية تامل نادو في جنوبها الأقصى، والدليل الرابع: جاء السلطان سيد إبراهيم من المدينة المنورة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في منامه مع الجند لنشر الإسلام في السند في 1161- 1162م، ولد السلطان في بالمدينة المنورة من نسل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وجاء إلى الهند الجنوبية في زمن سلطنة بانديا سنة 1186-87م.

والدليل الخامس: وصل الشيخ داود إلى ولاية تامل نادو وقبره 60 قدما  يوجد حاليا في قرية متوبيتي التي تقع على مديرية ترووارور في هذه الولاية وكان الشيخ من سلاسلة بني إسرائيل. والدليل السادس: قام بزيارة الرحال الشيخ محمد بن عبد الله المعروف بابن بطوطة هذه الولاية في عام 1377م وسرنديب في عصر الملك آريا شكرورتي، زار ابن بطوطة البلدة فتان في ولاية تامل نادو تسمي هذه البلدة كيلكري.

الدليل السادس : كان السلطان تقي الدين أميرا في جزيرة كيش في إيران وكان أخوه الكبير السلطان جمال الدين حاكما لتك الجزيرة وزار كل منهما مدينة كيركري لعدة مرات لغرض التجارة وأحضرا معهما عشرة آلاف من الخيول سنويا لمملكة بانديا في ولاية تامل نادو في عام 1303م وتزوج السلطان تقي الدين من أسرة بانديا الملكية واستقر في كيركري. الدليل الثامن: وصل الداعي الإسلام عبد الله بن أنور إلى ولاية تامل نادو في عهد حكام ” شولا” وبنى عبد الله أنور مسجدا ويوجد هذا المسجد في “ترشنافلي” حتى اليوم.

كما تحدث المؤلف فيه عن الدعاة والمبلغين والمتقين والأصفياء والنساك المسلمين الذين غادروا وطنهم العزيز وتركوا أسرتهم وأغلقوا تجارتهم وطردوا راحتهم وسكونهم لأجل الدين الحنيف الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى سائر الأمة وقاموا برحلة دعوية وتربية إلى ولاية ولاية تامل نادوا واستوطنوا فيها لكي يدعو سكانها إلى الفوز والفلاح والإيمان الكامل والإصلاح نحن نخص بالذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ سلطان سيد إبراهيم شهيد والشيخ ملك الملك الذي جاء إلى ولاية تامل نادو في السنة 1050م، والشيخ علي شاه الذي جاء إلى ولاية تامل نادو في القرن الحادي عشر، وحضرة الصحابي سيدنا تميم الأنصاري الداري رضي الله عنه وحضرة الصحابي سيدنا عكاشة رضي الله تعالى عنه والشيخ شاه عبد الحميد ميران الناغوري والشيخ داود ولي والشيخ المخدوم شنيني لبي عالم وحضرة محمد خلجي والشيخ شرف بن مالك والشيخ مالك بن دينار والشيخ مالك بن حبيب بن دينار والشيخ ذكي الدين وحضرة صديق إبراهيم وغيرهم الكثير.

 الفصل الثاني : حول ” اللغة العربية في ولاية تامل نادو”.

تحدث صاحب الكتاب فيه عن نشأة اللغة العربية وتطورها عبر العصور في ولاية تامل نادو وهو يذكر عن العلماء والكتاب البارعين الذين برعوا في علوم شتى وخاضوا في أعماقها وأتقنوها فيها إتقانا وألفوا فيها كتبا كثيرة حول موضوعات مختلفة، وإن مؤلفاتهم ومصنفاتهم ثروة علمية ذات أهمية قيمة عظيمة شهد لها العلماء الكرام بالفضل، ولا شك فيه فإن هذه المؤلفات والمصنفات تدل على اهتمام مسلمي تامل نادو باللغة العربية واعتنائهم بها، ومن المؤلفات والمصنفات المهمة التي ذكرها المؤلف في هذا الفصل هي: القصيدة الوترية للشيخ مادح الرسول صدقة الله أبا القاهري، ميلاد السامي في مدائح النبي التهامي للشيخ سام شهاب الدين، الكتاب عمدة الحجاج للشيخ صلاح الدين، قصيدة ألف الألف وإلهي كم تبقيني للشيخ عمرولي، قصيدة أحمد الله للشيخ عبد القادر تكية صاحب الكبير، النفائس الارتضية للشيخ القاضي ارتضى خان بهادور، وأعلام النثر والشعر في العصر العربي الحديث للشيخ محمد يوسف كوكن، دروس اللغة العربية لغير الناطقين بها للشيخ الدكتور ف، عبد الرحيم حفظه لله وغيرها الكثيرة.

الفصل الثالث : حول ” المدارس الدينية العربية في ولاية تامل نادو”.

تكلم فيه عن المدارس الدينية العربية الموجودة في ولاية تامل نادو، منها المدرسة النظامية بحيدرآباد وجامع دار الهدى بكريم نغر وجامعة دار السلام بعمرآباد تامل نادو والباقيات الصالحات في ويلور تامل نادو وكانت في مدراس المدرسة الجمالية التي ذاع صيتها في أرجاء الهند وكانت تعتبر مدرسة جامعة راقية دينية عربية وهذا بدأ النشاط فيها من جديد، ولا شك فيه أن المدارس العربية الدينية تلعب دورا هاما عظيما في نشر اللغة العربية والاهتمام في هذه الولاية، لذلك نرى في هذا الفصل أنه ذكر ملامح بعض المدارس العربية البارزة التي أنشأت بولاية تامل نادو ومؤسسها وعام تأسيسها منها: مدرسة الباقيات الصالحات بويلور التي أسسها عبد الوهاب عام 1301هـ، وجامعة منبع الأنوار بلالبيت التي أسسها أهل البلد عام 1281هـ، والمدرسة العربية منبع العلي بكوتانلور التي قام بتأسيسها محمد أبو بكر عالم عام 1310هـ، والمدرسة المخدومية ببلابتي التي قام بتأسيسها مخدوم بريكار عام 1327هـ، والمدرسة إمداد العلوم بكويمتور التي قام بتأسيسها أماني حضرت عام 1386هـ، ومدرسة إنعام العلوم بسميابورم التي قام بتأسيسها محمد عبد الله ودار العلوم يوسفية بدينتوكل التي قام بتأسيسها عبد السلام عام 1392هـ وغيرها الكثيرة.

الفصل الرابع : حول ” تدريس اللغة العربية في المعاهد العليا في ولاية تامل نادو”.

 يظهر المؤلف فيه عن تدريس اللغة العربية في المعاهد العليا في ولاية تامل نادو، ومعلوم لدينا أن للمسلمين في الجنوب كليات إسلامية كثيرة ومعاهد دينية كثيرة من أشهرها الكلية الجديدة في مدراس والكلية الإسلامية في واتيميادي وكلية جمال محمد في تريشيرايلي والكلية العثمانية في كرنول وكلية فاروق في ملابار وغيرها الكثيرة. قد ركز المؤلف في هذا الفصل على تقييم ثلاثة المعاهد العليا التي تقوم بدور فاعل في نشر الدراسات العربية في ولاية تامل نادو وهي القسم العربي بجامعة مدراس أي قسم اللغات العربية والفارسية والأردوية بشنائي، والقسم العربي بكلية جمال محمد في تيرشنافلي، والقسم العربي بالكلية الجديدة بشنائي.

الفصل الخامس : حول ” أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وولاية تامل نادو”

ذكر فيه عن أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتابعين الكرام الذين جاءوا إلى شبه القارة الهندية كداعية للإسلام في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبعضهم قد نزلوا في الهند بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم الصحابي تميم الداري الأنصاري، والصحابي عكاشة رضي الله تعالى عنه، والصحابي مالك بن دينار رضي الله تعالى عنه، والحكم بن جبلة العبدي، والمغيرة بن أبي العاص، والحارث بن مرة العبدي، وعبد الله بن سوار العبدي، وإسرائيل بن موسى البصري، والربيع بن صبيح السعدي، ونجيع بن عبد الرحمن السندي وغيرهم، وكذلك ذكر فيه عن علماء العرب الذين نزلوا في السند بشواطئ الهند الغربية الشمالية ودورهم في إدخال الثقافة الإسلامية ومنهم عبد الله بن نبهان وبديل بن طهفة البجلي ومحمد بن القاسم الثقفي والقاسم بن ثعلبة الطائ وعمرو بن جهل وغيرهم الكثير.

الفصل السادس : حول ” الخط العربي في الشعر والنحو في مكتبة المخطوطات الشرقية الحكومية في مدينة شنائي”.

تحدث دكتور أحمد زبير فيه عن العلماء الهنود الذين قاموا بمساهمة كبرى في مختلف العلوم وألفوا كتبا قيمة منذ دخول الإسلام في شبه القارة الهندية، وهذه المآثر الإسلامية الدينية توجد في شكل مخطوطات ذات قيمة كبيرة في مختلف مكتبات الهند، وإن مكتبة المخطوطات الشرقية الحكومية بمدينة تشنائي تفوق المكتبات الأخرى في كثرة عدد المخطوطات المهمة، وكان في مكتبة المخطوطات الشرقية الحكومية بمدينة تشنائي ترتيبات أفضل لتصليح المخطوطات، كما ذكر فيه عن المخطوطات التي توجد في مكتبة المخطوطات الشرقية الحكومية في مدينة شنائي كما يقول “يوجد أكثر من ألفي مخطوطة (2000) في مكتبة المخطوطات الشرقية بمدينة مدراس بولاية تامل نادو ومنها أربعمأة وستون مخطوطات 460 عربية، ومعظم مخطوطات في هذه المكتبة باللغة الفارسية مدراس (Madras)- عاصمة ولاية تامل تغيرت تسميتها في أواخر القرن العشرين إلى تشنائي (Chennai)”[6].

الفصل السابع : حول ” قصائد المدائح النبوية العربية في ولاية تامل نادو”

سجل المؤلف معلومات قيمة عن المديح النبوي صلى الله عليه وسلم الذي لا زال ولا يزال من أبرز أغراض الشعر العربي في ولاية تامل نادو منذ نشأته إلى يومنا هذا، القصيدة الشفعية للشيخ تكبة صاحب الصغير هي أول قصيدة عربية أصلية عرفت لأهل تامل نادو، كما ذكر فيه عن أعلام الشعر العربي من ولاية تامل نادو الذين قرضوا الشعر العربي في مدح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وساهموا مساهمة جبارة في القصائد للمدائح النبوية الشريفة من ولاية تامل نادو كما ساهم الشعراء العرب في المدائح النبوية الشريفة مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير والإمام البوصيري والإمام أبو بكر بن  محمد البغدادي رحمهم الله في ترويجها في أنحاء العالم، ومنهم الشيخ مادح الرسول صدقة الله أبا القاهري والشيخ تكية صاحب ومولانا باقر آغا والشيخ محي الدين وغيرهم الكثير.

الفصل الثامن : حول ” المراثي العربية في ولاية تامل نادو”.

تناول فيه عن الشعراء العمالقة من ولاية تامل نادو لهم مساهمة ملموسة في شعر الرثاء وفاضت قريحاتهم الشعرية في معظم أقسامه من رثاء الأباء والأمهات ورثاء الأولاد والبنات ورثاء الإخوة والأخوات ورثاء الأقرباء ورثاء الأساتذة والمشائخ ورثاء الرؤوساء ورثاء العلماء والأدباء والأفاضل، كما ذكر فيه بعض ملامح شعر الرثاء في ولاية تامل نادو وهي: مرثية على الأباء ومرثية على الإخوة الكبار ومرثية على العلماء والأساتذة والمشائخ ومرثية على الإخوة الصغار ومرثية على أشخاص بتركيز على ذكر مؤلفاتهم الرائعة ومرثية على الكوارث والنكبات والقضايا المهمة المختلفة ومرثية مكونة مختلطة بجمل وألفاظ من علم الحسابات الأبجدية ومرثية على والدي الزوج أم الزوجة ومرثية على الأباء والأمهات  والإخوة والأخوات ومرثية على الزوجة وغيرها.

 الفصل التاسع : حول ” أبرز أعلام الدراسات العربية والإسلامية في ولاية تامل نادو”.

 تحدث فيه عن أبرز أعلام اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من ولاية تامل نادو الذين قاموا بمساهمات كبرى في إثراء اللغة العربية في هذه الولاية بتأليفاتهم القيمة ومصنفاتهم النادرة منهم قاضي ارتضى على خان صاحب نفائس الأرتضية وأمير الدين حسين الواعظ الويلوري والمولوي مفتي محمود وعبد العلي آسي المدراسي وعبد الله المدراسي وعبد الوهاب نجاري صاحب الولادة 1320هـ/1092م ومحمد حسين علي صاحب ومحمد مهدي واصف والدكتور نثار أحمد ومحمد إسماعيل الندوي ومحمد يوسف كوكن والدكتور سيد رحمة الله وسيد كرامة الله بهمني وغيرهم الكثير.

الفصل العاشر : حول ” مؤلفات تامل نادو في النثر العربي: نظرة عابرة”.

تناول المؤلف في هذا الفصل الأخير عن مساهمات علماء ولاية تامل نادو في النثر العربي الذين ساهموا مساهمة كبرى في هذا المجال الأدبي، كما قام بدراسة تحليلية أدبية ببعض الكتب المهمة منها: التاريخ وأعلام النثر والشعر العربي في العصر الحديث، والعرب وآدابهم، ودولة المغول في الهند، وتاريخ الصلات بين الهند والبلاد العربية، والهند القديمة حضاراتها ودياناتها، والفكر العربي في القرن العشرين، والنحو والقراءة المفيدة، ومرقاة النحو، وموقف اللغة العربية في جنوب الهند، ودروس اللغة العربية لغير الناطقين بها، والقول الأصيل فيما في العربية من الدخيل وغيره.

أسلوب الكتاب الأدبي:

يعتبر هذا الكتاب من أفضل وأمتع الكتب الأدبية التي قام بتأليفه الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير في اللغة العربية، وحينما ندرسه فنرى أن ألفاظه لطيفة ظريفة سهلة وكلماته بديعة مختارة وتراكيبه متينة أنيقة، كما نرى أسلوبه الأخاذ في هذا المقتبس الذي يذكر فيه عن اللغة العربية في ولاية تامل نادو الهندية حيث يقول ” اللغة العربية هي لغة القرآن ولغة محمد صلى الله عليه وسلم، إن اللغة العربية وآدابها ظلت ومازالت محط اهتمام المسلمين من هذه الولاية منذ القرون الغابرة حتى يومنا هذا وإنها لم تكن من اللغات الأجنبية عندهم أو الغربية عليهم، وإن دراستها تجري في ولاية تامل نادو منذ أقدم العصور وهو أمر يشهد به عند لا يحصى به من الكليات والجامعات الرسمية في سائر أنحاء الولاية، وإن لولاية تامل نادو إسهامات جلية في الدراسات العربية صيانة ونشرا وتأليفا، قد نالت اللغة العربية مكانة مرموقة بين شقيقاته من اللغات العالمية، اللغة العربية مع شرفها الديني الذي يجعلها عزيزة على المسلمين للحضارة العربية والإسلامية، إن العلاقات الوثيقة التي كانت تربط هذه الولاية بالبلاد العربية وطنا وشعبا لا تزال تقوي يوما فيوما في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية، وفي هذه الظروف إن لدراسة اللغة العربية دورا هاما في تمكين وتحصين هذه العلاقات اختلطت الألفاظ العربية باللغة التاملية كثيرا والناس من هذه الولاية يظنون أن الألفاظ العربية هي ألفاظ تاملية، ونذكر بعض من هذه الكلمات وهي “وكيل، سؤال، أصل، نقل، عطر، عنبر، نفر، شرط، إنعام، بديل”[7].

وكذلك ينبغي لنا أن نأخذ مقتسبا آخر حيث يعرف لنا الكلية الجديدة بشنائي التي لا يزال يدرس فيها منذ سنوات عديدة يقول ” القسم العربي بالكلية الجديدة: تلعب الكليات العصرية دورا هاما في تطوير وتنمية وانتشار اللغة العربية، وأبرزها “الكلية الجديدة” بتشنائي وهي أقدم كليات المسلمين بولاية تامل نادو، فهي تقوم بتهيأة فرص نيل الشهادة للطلبة بمستوى درجة البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها فضلا عن الماجستير في الفلسفة (يم فل) والدكتوراه، المجلس الإداري للكلية الجديدة يستثني طلاب اللغة العربية الذين يدرسون اللغة العربية كمادة الرئيسية من رسوم الدخول والدراسة تسجيعا للطلبة ولنشر لغة القرآن، وهذه الكلية ملحقة “بجامعة مدراس” (University of Madras) أسست الجميعة التعليمية للمسلمين بجنوب الهند (Muslim Educational Associatian of South India) الكلية الجديدة في مدينة تشنائي في عام 1951م، ويبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية كمادة اللغة الأولى (Part 1 Language) في الكلية الجديدة 750 طالبا (أي يبلغ عدد الذين يدرسون في الكلية الصباحية 350 طالبا و 400 طالبا في الكلية المسائية)، أما قسم اللغة العربية فهي أكبر أقسام هذه الكلية مع ثلاثة عشر أساتذة للكلية الصباحية وأربعة أساتذة للكلية المسائية”[8].

خلاصة  الكلام:

في نهاية المطاف يحلو لي القول بأن الأستاذ الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير يعد من أعلام الأساتذة البارعين والأدباء المرموقين في الهند ولا سيما في ولاية تامل نادو الذين ثبتوا نقوشهم الثابتة ومهارتهم الفائقة وخبراتهم الموسعة في العلوم الإسلامية وعلوم اللغة والعروض والبلاغة والكتابة العربية. قد أثبت الدكتور أحمد زبير تفوقه ومهارته التامة بتأليف هذا الكتاب القيم النادر لدى الأوساط العلمية والأدبية، إن هذا الكتاب الذي بين أيدينا تناول بالدراسة الوافية عن تأثير العرب ولغتهم القيمة النادرة في ولاية تامل نادو الهندية، وهذا يعد من أحسن وأمتع وأجم الكتب العربية التي ألفت على موضوع الدراسات العربية في ولاية تامل نادو. عندما يبدأ القاريء بمطالعة هذا الكتاب يتأثر من رصانة أسلوبه وجودة بيانه وعذوبة قلمه المترسل وحسن تقديمه وما إلى ذلك. قد استخدم الدكتور لغة سهلة ساذجة وتراكيب متينة وأساليب جذابة خلابة وشيقة ورصينة وقد أبعد نفسه عن استخدام الألفاظ الغريبة والتراكيب المثقلة على القراء، في الحقيفة أن هذا الكتاب هو فريد في موضوعه.

المصادر والمراجع:

  1. زبير، ك. م. ع. أحمد، : التراث العربي في ولاية تامل نادو الهندية، (الهند : إسم المؤلف والناشر، ك. م. ع. أحمد زبير، الطبعة الأولى 1436هـ/ 2015م).
  2. زبير، ك. م. ع. أحمد، : استعراض على الدراسات العربية في ولاية تامل نادو، (الهند : اسم المؤلف والناشر، ك. م. ع، أحمد زبير، الطبعة الأولى، 1438هـ/2017م).
  3. زبير، ك. م. ع. أحمد، : تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو، (اليابان: مكتبة النور، الطبعة الأولى 2017م).
  4. اطلعنا على بعض المعلومات عن شخصيته الفذة بالبريد الإلكتروني الذي أرسله لنا الدكتور ك. م. ع. أحمد زبير بتاريخ 16- 17 أغسطس عام 2018م.
  5. مجلة ثقافة الهند الصادرة عن مجلس الهندي للعلاقات الثقافية في نيو دلهي الهند 2005-2006- 2008.

* الباحث في الدكتوراه، مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، دلهي الجديدة.

(1) كلمة التحرير ، مجلة ” ثقافة الهند”،المجلد : 57 ، العدد 2 ، 2006م

(2) كلمة التحرير ، مجلة ” ثقافة الهند”،المجلد : 55 ، العدد 4 ، 2004م

(3) كلمة التحرير ، مجلة ” ثقافة الهند” ،المجلد : 56 ، العدد 2 ، 2005م

(4) كلمة التحرير ، مجلة ” ثقافة الهند”، المجلد : 57 ، العدد 3 ، 2006م

(5) كلمة التحرير ، مجلة ” ثقافة الهند”، المجلد : 59 ، العدد 3 ، 2008م

([1]) زبير، ك. م. ع. أحمد، مقدمة الكتاب، تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو، (اليابان: مكتبة النور، الطبعة الأولى 2017م)، ص: 4

([2]) المرجع نفسه، ص: 4

[3] زبير، ك. م. ع. أحمد، مقدمة الكتاب، تأثير العرب ولغتهم في ولاية تامل نادو، (الألمان: مكتبة النور، الطبعة الأولى 2017م)، ص: 7-8

[4] المرجع نفسه، ص: 8

[5] المرجع نفسه، ص: 12

[6] المرجع نفسه، ص: 50

[7] المرجع نفسه، ص: 23

[8] المرجع نفسه، ص: 32

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *