سيف الله*
التمهيد:
منذ أن بدأ العالم وحتى الآن ما زال الإنسان يعبر عن أحاسيسه و مشاعره ولكنه في بداية الأمر ما استطاع الإنسان أن يعبر عما في خاطره إلا بشكل ملفوظ، مرت الأيام و الأعوام حتى اكتشف الإنسان الكتابة وهى من اكتشافاته الهامة التي أثارت ضجة في العالم ولعل التاريخ الإنساني قد شاهد أبا كتب إلى ابنه أو أما إلى بنتها أو صديقا إلى صديقه أو زوجة إلى زوجهارسالة عبر فيها عن أحاسيسه و مشاعره فهذا هو بداية نقطة الرسالة في التاريخ البشري وفي كل زمن من الأزمنة كتبت الرسائل ولكن بعضا من الرسائل خلدها التاريخ الإنساني لأنها تحمل في طياتها فنا عاليا وأسلوبا جيدا لم يستطع مرور الأيام أن يمحو أثرها أو ينقصها ومن أهم الرسائل ما خلد التاريخ رسائل لأديب مصري يسمى توفيق الحكيم كتبها الى صديقه الفرنسي يسمى “اندريه” فهذه المجموعة من رسائله التي حاولت أن أقوم بالدراسة التحليلية.
لمحة موجزة عن المؤلف:
ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية عام 1898 من أم تركية الأصل ومن أب مصري، كان يعمل في سلك القضاء، وكان والده ينتمي إلى طبقة الفلاحين من أسرة مزارعة، أصلها من بلدة “الدلنجات” بمديرية البحيرة. وقد كان معروفا بشدة تمسكه بالعادات والتقاليد كعادة أهل الريف.
عندما بلغ السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه سنة 1915. ثم سافر إلى القاهرة مع أبيه ليلتحق بمدرسة محمد علي الثانوية حيث تعلّم أعمامه وعمته، ليعيش تحت رعايتهم بحي السيدة زينب.
وخلال تلك الإقامة في كنف أعمامه وعمته اشترك مع بعض من زملائه الجامعيين في كلية الحقوق في الحركة الوطنية عام 1919، وقد قبض عليه أثناء ها وتم الإفراج عنه بعد عودة الزعيم سعد زغلول. ومن ثم جاءت روايته “عودةالروح” تعبيرا صادقا عن تجربتها الشعوريةإزاء هذه الثورة.
تابع دراساته حتى تخرج في كلية الحقوق سنة 1925 ونال شهادة الليسانس، لكن شغفه بالأدب كان كبيراً،رغم معارضة والديه في ذلك، فقد عب من مناهل الأدب عبا ونمى اتجاهه الأدبي. ثم سافر إلى باريس لمواصلة دراسته في الحقوق حيث نال شهادة الدكتوراه.
غير أن طبيعة الشاب الفنان وعاطفته الخيالية صرفته عن دراسة الحقوق إ لى الموسيقى والتمثيل، وجرفته إلى المسرح وفنونه، ثم عاد إلى مصر بعد ثلاث سنوات من إقامته بفرنسا، حيث نزل سنة 1930 بالإسكندرية وعمل بها وكيلا للنائب العام في المحاكم لمدة عامين، كما تولى عدة وظائف أخرى، منها: رئيس بوزارة المعارف؛ ومدير لمصلحة الإرشاد الاجتماعي؛ وصحافي بجريدة أخبار اليوم؛ وعضو بمجلس إدارة جريدة الأهرام؛ ورئيس للمركز المصري للمسرح التابع لهيئة اليونسكو؛ عضو بالمجلس الأعلى للفنون والآداب. كان النتاج الأدبي لتوفيق الحكيم متنوعا خصبا غزيرا، جعله يعتبر من أكبر الكتاب الروائيين والمسرحيين في العربية. أعماله الروائية والقصصية كثيرة نذكر منها: “عودة الروح” 1933، “يوميات نائب في الأرياف” 1937، “عصفور من الشرق” 1938، “حمار الحكيم” 1940، “زهرة العمر” 1943، “سجن العمر”1964. ترجمت بعض منها إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية، كما مثلت بعض مسرحياته على مسارح باريس وبوخارست. وقد أحصى الأستاذ السيد شوشة أن مؤلفات الأستاذ توفيق الحكيم بلغت مائة تقريبا، تضمنت 35 مسرحية طويلة، و41 مسرحية قصيرة، و11 رواية طويلة ومتوسطة، ومئات القصص القصيرة والمقالات والخواطر والمقطوعات الشعرية. وتمت ترجمة مسرحياته إلى تسع لغات عالمية، ومثلت في لندن وباريس وسالزبورج وبودابست وبالرمو، وصدرت كتب تحدثت عنه وفكره وأدبه وفنه قد بلغت نحو 30 كتابا، وهذا فضلا عن الأعداد الخاصة في المجلات،وتوفي توفيق الحكيم في القاهرة يوم 26 يوليو 1987م عن عمر يناهز 88 عاما.
وتوفيق الحكيم ذو طبيعة عربية خاصة، فهو الرجل الذي يفكر دهرا ليكتب سطرا وهو في تفكيره وكتابته يعيش في عالم لا يشاركه فيه أحد، لذا كان لقب «المفكر» هو اللقب الذي أحبه وفضل أن ينادى به على غرار لقب الكاتب أو الأديب أو الفيلسوف. ولعل هذا ما جعل مسرحياته على وجه الخصوص توصف بـ “المسرح الذهني” الذي عالج فيه كثيرا من القضايا الإنسانية في صورة ذهنية، مما أهلته إلى أن يكون قمة من قمم الثقافة،وظاهرةفي تاريخها.[1]
دراسة تحليلية:
“زهرة العمر” هي في الحقيقة مجموعة رسائل قد كتبها الأديب المشهور توفيق الحكيم بالفرنسية وأرسلها إلى صديقه الفرنسي(اندريه)، فكمايقول في مقدمة هذا الكتاب. ” هذه رسائل حقيقة كتبت بالفرنسية في ذلك العهد يسمونه زهرة العمر وهي موجهة إلى سيمو(اندريه) الذي جاء وصفه في كتابي “عصفور من الشرق”، وقد بدأنا نتراسل بعد مغادرته “باريس” للعمل في مصانع “ليل” بشمال فرنسا ولبثنا على ذلك ثم انقطعت بيننا الرسائل والأخبار “[2]، وفي سنة 1936م جاء الحكيم من مصر إلى فرنسا لتمضية فيها ولقي هناك انديه ووجد تلك الرسائل محفوظة عنده، كما يذكر في مقدمته:
” ثم جعلنا نتذاكر الماضي ونحن نتناول الشأي، فنهض اندريه بهدوء وصمت، واختفى لحظة ثم عاد إلينا يحمل صندوقاً صغيراً وهو يقول باسمة: (لم يكن من السهل أن ننساك أو ننسى تلك الأيام، وهذه رسائلك عندنا نلمح فيها طيفك ماثلاً أمامنا، ألس كذلك يا جرمين؟) “[3].
لما عاد إلى مصر بتلك الرسائل قام بترجمتها من الفرنسية إلى العربية ونشرها بدون أن يلتزم ترتيبا دقيقا من حيث تا ريخها فأكثر الرسائل تخلو من التاريخ لذا رتبها بحسب الحوادث وهذه الرسائل قدبعث بها إلى اندريه من أربعة مواضع: باريس ثم الإسكندرية ثم طنطا ثم دسوق.
الرسائل التي كتبها توفيق الحكيم لدى خلال إقامته في باريس هي أربع عشرة رسالة.أرسلهاالحكيم الى اندريه بعد أن غادر باريس وذهب للعمل في مصنع إلى جنوب فرنسا.فالعنوان المكتوب على الرسالة الأولى هي “باريس، شارعبلبور في…. ولم تكن مؤرخة.
وتبدأ هذهالرسالة: عزيزي اندريه
“صدقت فراستك الخيال قد أضاعني يا اندريه أنا شخص شقي. وليس الشقاء والبكاء، وليس السعادة هي الضحك، فأنا أضحك طول النهار لأني لا أريد أن أموت غارقاً في دموعي، أنا شخص ضائع مهزوم في كل شيء “[4].
وعلى الرسالة الأخيرة من الأربع عشرة مكتوب عنوانها: باريس في 24مايو،وهذه مؤرخة،وتبدأ هذه الرسالة، “اندريه بعد بضع ساعات أكون قد فارقتُ باريس المحبوبة… أسافر هذا المساء بقطار الساعة التاسعة وغدا 25 مايو، تكون الباخرة ((راولبندي)) قد أقلعت حاملة جثماني[5].
فتنم هذه الرسائل عن حالته النفسية ورغباته وميوله ومرضه وآرائه -التي قديظهر بصدد ادب وفن وما الى ذلك-وحبه اندريهوابنه وحبه زوجته فكما يكتب الحكيم في الرسالة الخامسة إلى صديقه الفرنسي فيما يتعلق بزوجته.
“على أني قد ضحكت كثيراوأنت تخبرني في خطابكأنها لن تنسى ذلك التفاني مني في خدمتها وأنها لا تشكو إلا أمرا واحدا: هو أني لم احاول قط مغازلتها! يا لظرف الباريسيات! وكانت تظن أني _ وأنا الشرقي _ أجرأ على ذلك في غيبتك؟ أفهمها إني سأحاول ذلك مرة في حضرتك لتعلم أني لست ممن يستهين بجمالها.” [6]
نرى الحكيم أنه يبين وحدته في الرسالة الأولى وما تجر الوحدة إليه من وهن وضعف لكنه يزيل بأناشيدالقوة والبطولة، ” وإذا كنت تسمع من فمي أحياناً أناشيد القوة والبطولة مبرهناً قوله بقول بابسن: فاعلم أني أصنع ذلك تشجيعاً لنفسي كمن يغني في الظلام طرداً للفزع… (الرجل القوي هو الرجل الوحيد) “[7]
يشير توفيق في الرسالةالثانية إلى ضعفه لكنه لا يتحير عليه ولا يأسف له بل يظنه خيرا.
“ومع هذا… لولا هذا الضعف الإنساني ما وجدتُ العواطف الإنسانية الجميلة التي تنتج أحياناً الأعمال الإنسانية العظيمة. إن الضعف هو أيضاً مظهر جمال في بعض الأحيان لا يجب أن ننسى ذلك. إنه جمال الإنسان الذي يمتاز به عن إله قوي لا رقة فيه ولاشعور لماذا نعد دائماً الضعف البشري نقيضة؟ ما دمنا قد وصمنا به إلى الأبد فلنحترمه أحياناً ولنستثمره ولنحوله إلى فضيلة من فضائل البشر بغير هذا، فإن الحياة لن تحتمل “[8].
ويذكر في هذه الرسالةبنفسهافشله في الحب وشقاءه بأسلوب بليغ جذاب ” فلو أنه هو الذي انهدم وحده عندي لما حزنتُ كثيراً ولكن كل شيء انهدم يا اندريه لم يعد لأيامي مذاق فهي كالماء القراح أجرعه على غير ظمأ والمستقبل أمامي محاط بالضباب، يخيل إلي أني هويتُ قبل الهوان كالثمرة التي تسقط من الفرع قبل النضج… كلمة النجاح غريبة على أذني الآن، أنا أستطيع أن أنجح في شيء”[9].
ومحطات الفشل عديدة في حياته، ومنها فشله في الحب غير مرة، ورسوبه في الامتحان المقرر لينال بعده شهادة الدكتوراه، على الرغم من أنه كان يقرأ مئة صفحة كل يوم، لكنها قراءات لا علاقة لها بدراسته، إنما سعى من خلالها للوصول إلى الثقافة والمعرفة.
يظهر الحكيم في الرسالة الثامنة شغفها بالموسيقى فكان يذهب إلى متحف اللوفرت كل أحد للملاحظة تلك اللوحات التي في المتحف. ويبين كيفية ملاحظته تلك اللوحات بدقة ويقف أمامكل لوحة ويدقق النظر فيها ويكشف ما ورائها من معاني وعنده طريقة إبرازالحياة بالريشة لقريب من طريقة إبرازها بالظلم.
“ولقد ذهبتُ أمس (الأحد) إلى اللوفر كعادتي وأنك تعلم لماذا أواظب على الذهاب إلى اللوفر كل أحد، فهذا هو اليوم المخصص للدخول بالمجان، وإني لأنفق طول يومي هناك دون أن أحسّ مر الوقت، بل إني أدركتُ منذ أسابيع خطأ التوزع بين القاعات المتحف في يوم واحد، ذلك شأن المشاهد السريع. أتدري ماذا أصنع الآن يا اندريه؟ إني أخصص يوماً كاملاً للقاعة الواحدة. فأنا لستُ سائحاً متعجلاً… إن طريقة إبراز كل هذه الحياة بالريشة لقريب من طريقة إبرازها بالقلم ” [10].
وذكر في الرسالة العاشرة الحب وما مكانته لديه؟وقرنه بالإنسانيةومن لم يكن فيه الحب ليس بإنسان.
“وأنت لتعرف أن للحب مقاماً كبيراً عندي في الحياة، في كل حياة. ربما كان الحب هو الشيء الوحيد الجميل الذي نعيش به ومن أجله نحن البشر. آه لو كان القدر أعطاني هذه المنحة لحظة واحدة! وجعلني أجد أحداً يحبني حقيقة مرة واحدة! أنا الذي أعتقد طويلاً أن عظماء الرجال هو عظماء العواطف وأقوياء الرجال هم أقوياء العواطف. أن الذي لا يعرف ولا يستطيع أن يحب إنسانا، لن يعرف ولا يستطيع أن يحب الإنسانية” [11].
أما رسالته الأخيرة تشتمل على مغادرته فرنسا للعودة إلى مصر، لذا تألم وحزن على فراق صديقه الوفي “اندريه”وزوجته المخلصة “جرمين”وابنه البار “جانو”.
” أودعك يا اندريه وداعاً حاراً وأودع جرمين وجانو قد رأيتهما أمس للمرة الأخيرة، أودعكم، وأودع فيكم باريس الفن والفكر” .[12]
الرسائل التي كتبها الحكيم من الاسكندرية هي خمس وعشرون رسالة، فالرسالة الأولى من هذ الجزء-و هي مؤرخة بتاريخ 13 يونيو-تبدأ”عزيزي اندريه:أحفظ لك في نفسي جميلاً يضاف إلى سوابقه: رسالتك الطويلة التي بادرت بإطلاقها في أثري، فأدركتني ولما أتم الأسبوع في بلادي “[13]
وفي هذا الجزء من الرسائل أظهر الحكيم حزنه لبعده الفكرية عن الأدب والفن والحياة ولبعده عن صديقه وتركه باريسوأشار إلى وحدته في الرسالة الثانية من هذا الجزء لكنه يفضل هذه الوحدة علىالاجتماع بأصدقاء الماضي لأنهم يسرفون أوقاتهم فيما لايعنيهم “وأصدقاء الماضي أصبحوا لا يصلحون اليوم لي، فحديثهم ونكاتهم وطريقة قتلهم للوقت لما يهذني في الجلوس إليهم، وإن شئت وصفاً دقيقاً فهو يتخلص في كلمة واحدة.الوحدة. الوحدة في أكمل وأقصى معانيها ” [14].
وكشفت الرسائل ضجره من مهنة وكيل النيابة، التي عاد إلى مصر من أجلها، وما سببته له من الآلام، فشخصيته لا تؤهله للعمل في غير ميدان الفن والأدب، وهذا ما جعل الناس يحكمون عليه بأنه أبله تارة، وفطن تارة أخرى، فسبب عمله هذا أصبحت الحياة تقهر ليقبل ما لا يريد أما سبب آلامه فعائد إلى النقائض بين حياة الظاهر، حيث الوظيفة، ومتطلباتها، وحياة الباطن حيث عقائده، ومثله العليا[15].
يئس توفيق الحكيم من كل شيء حتى الإنسان ويتأسف على مصر في تخلفها ثقافةًوعلماً ويريد أن يحطم كل شئ ثم يبدأ مستقبله من جديد
“تعبت من كل شئ ومن كل إنسان، ويئستُ بلد كمصر يصبح في يوم قريب ذاحياة فكرية، لا حياة في مصر لمن يعيش للفكر… لا يشغل عقلي الساعة غير شيء واحد، ولا يلذ لي إلا أمر واحد: تحطيم كل شيء، تحطيم كل شيء هام. وأبدأ بمستقبلي ” [16].
ويتحدث في الرسالة السادسة عن شغفه بالموسيقى وما أمضاه من الأيام في سماع الموسيقى من سانفوتيةونشيد الأرضوالإفراح لسترا فنكي ويحزن بكثرة على عدممجيئة المشاهيروالمغنيين والعارفين في مصر.
“فمشاهير المغنيين لا يأتون هنا بالسهولة التي يذهبون بها الى باريس ولذلك أرسلت الى المانيا في طلب اسطوانات لهذا النوع الذي لن أطمع في سماعه هنا وقدكلفني ذلك نقودا وأي نقود”.[17]
ولدى توفيق الحكيم الأدب هي الحياة أو التعبير عن الحياة والأدب لا يخالف حياة المصنع والمعمل والزراعة والتجارة، وإن يشكأحد في هذا الأمر فعليه أن يجعل حاكما قلبهلأ نه لا يحكم الا بالعدل والصدق فيقول”كلا يا اندريه! إن الأدب لاينافي حياةالمصنع. إن الأدب هو الحياة. أوالتعبيرعن الحياة …إياك أن تشك في ذلك. مرةأخرى أقول لك:(استمع الى قلبك فالقلب هو أدق آلة في جسدنا تسجل الصدق”.[18]
تحدث في الرسالة العاشرة من الجزء الثاني عن الأدب الانجليزي والفرنسي، وبين رأيه فقال في الأدب الإنجليزي: “أنه أدب مغامرات ولايحبأنيطلقعليهغيرهذاالوصف.مغامراتبأوسعمعانيهاوأجملهاوأشرفها…أنالأدبالإنجليزيمهماتشرحهتجدروحهوجوهرهفيكلمة ((المغامرة)). لعل هذه الجزيرة المنعزلة قد طبعت نفوس أهلها بهذا الطابع القريب: حب السفر عبر البحار بحثا عن المجهول: بحار الأرض أو بحار المجتمع أو بحار الماضي أو بحار النفس أو بحار العقل. هذا لا تجده في الأدب الفرنسي إنه أدب الشكل في جمالها الساحر، أدب المحادثات اللبقة، أدب التفكير الرائق الهادي، أدب التعبير الرائع والمنطق البارع، هو أدب الوطن الفرنسي والصالون الفرنسي والصيحة الفرنسية … بالاختصار هو أدب الاستقرار لا أدب الضرب في البحار.[19]
ويتحدث في الرسالة الإحدى عشرة عما قضى من أيام في باريس و يذكر حجرته و حجرة حبيبته “أيما” و أهدا اليهاببغا لكي يخلد اسمه بنطقه بعد ما يذهب إلى مصر و كما بنى المصريونالأهراملتخلدأسماءهمبعدمماتهمنحن نتعرف من خلال الرسالةالاثني عشرة أن الحكيم إذ رأى ساشا سارتر في المشرب فتن بها و صار في حبها مجنونا حتى فقد لبه و عقله و كان في صحبتها شاب بر نري اللون ، جميل الطلقة ،اسباني الأصل يسمى جارسيا و قد هرب إلى بلاده و هجرها بلا مأوى و لا نقود ولا معين فحينما اطلع مسيو “هاب” صديق الحكيم_و هو أحد الأدباء_ على هذاالأمر فنظم لقاءها مع الحكيم وأتفق أن تعيش في حجرته و يعطى الحكيم إياها لغدائها و عشاءها عشرة فرنكات ثم الحكيم ضجر منها لأنه كان يظن أن حياته تقيدت بقيود لعيشتها في حجرته و لبثت معه ثلاثة شهور و أنصحت في ذلك الأثناء إلى فرقة المسرح،حتى جاءت ذات يوم و قالت له “إن المسرح سيوفد الفرقة الراقصة لتقوم برحلة في (نيم) و (اورانج) و(افنيون) في جنوب فرنسا و قد تستغرق الرحلة شهرا و شهرين و جعلت تتجهز للرحيل”.[20]و كانت ترجو منه أن يذهب معها لكنه رفض بقوله: “كلا يا عزيزي ساشا.. أني لا استطيع أن أترك باريس و الموفر والكتب و الحي اللاتيني و مونمارتر و بلبور ..إذهبي أنت و سيري بمفردك في طريق حياتك، و أني اتمني لك التوفيق و النجاح و ودع احدنا الآخر وداعا حارا، و شعرت في تلك اللحظة بشيء من السعادة حريتي الكاملة إلى .. ووحدتي المطلقة.”[21].
الرسالة العشرون مشتملة على الأدب واللغة وتحدث فيها عن مواضع ضعفها وقوتها وانتقد معلميه قائلا: “أن اولئك الذين علمونا اللغة العربية في المدارس الابتدائية والثانوية كانوا يجهلون لا معنى اللغة العربية وحدها بل معنى اللغة على الاطلاق”.” إنهم يعلموننا في المدرسة لغة اذااستعملنا ها في الحياة ضحك منا الناس”.[22]
وانتقد الحكيم الأسلوب المزخرف للحريري وعبد الحميد الكاتب حتى أسلوب عبد الله بن المقفع في ترجمته لكليلة دمنة “هذا كاتب تصنع في أسلوبه هو الآخر ولكن بخفة ومهارة.وطلاه وجمله ولكن بذوق وكياسة. فلم تبد عليه سماجة التكلف ولا ثقل الصناعة.إنه ذلك الحاوي البارع.”[23]
وعلى أنه اعترف بجلال اللغة العربية لدى الفلاسفة والمؤرخين فانهم كارهون عن العبث اللفظي والطلاء السطحي محدثون في شؤون فكرية واجتماعية وأخلاقية في لغة سرملة “إذا أردت أن تعرف حقا جلال اللغة العربية في بساطتها وسيرها قدما نحو الغرض: فأقرأها عند الفلاسفة والمؤرخين العرب. أولئك عندهم حقيقة ما يقولون. فهم لا يضيعون أوقاتهم وأوقاتنا في العبث اللفظي والطلاء السطحي. إنما هم يحدثوننا في شؤون فكرية، واجتماعية وأخلاقية، ودينية في لغة سهلة مستقيمة لا لعب فيها ولا لهو ولا إدعاء”[24][25]
وأظهر الحكيم دهشة وحيرة فيمن يعرضوا عليه من الأساتذة عليه مثل ابن خلدون والطبري وابن رشد والغزالي لو عرضت صفحة واحدة مع شرحها لكل فيلسوف بارز مؤرخ مشهور من العرب لتغير رأى أكثر المستنيرين في القدرة على التعبير عن أدق الأفكار. “لوأنه عرضت صفحة واحدة مع شرحها لكل فيلسوف بارزو مؤرخ مشهور من فلاسفة العرب ومؤرخيهم لتغير رأى أكثر المستنيرين عندنا في اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن أدق الأفكار وأعلى هاوأعمقها وأنبلها”.
وهكذا أشاد بالجاحظ وأسلوبه لكنه أظهر حزنه على عدم قراءته في المدارس.”في العربية كاتب متعدد النواحي، له باع طويل في الجد والهزل هو الجاحظ هذا أيضا لم نقرأله سطرا في المدارس كل كاتب عربي بسيط الأسلوب نافع لنا في الحياة، يقصونه عنا اقصاء بحجة أنه غير بليغ ويأتونه إلينا بالكاتب الذي لا ينفع في حياتنا إلا نموذجا لأثارة السخرية” [26]
وانتقد بعض أعمال البحتري وابن الرومي التي كانت تدرس في المدارس وإنها لم تكن على مستوى الشعر الحق وبين رأيه كيف يرتقي الشعر إلى فن عال.”ليس كل شعر فنا عاليا لأنه يعظ أو يصور أو يرنم فالشعر الحق هو شيءأبعد كثيرا من مجرد اصابة الأهداف الظاهرة أو تحقيق الأغراض المباشرة بل ربما انحط شعر في عرف الفن العالي لأنه اقتصر على صياغة حكمة أو تصوير فن أو أحداث جرس إنما الشعر الحق قد يتوسل بهذه الأشياء لبلوغ مأرب أسماء: هو ارتفاع بالناس إلى سحب لا تبلغ والرحيل بهم الى عوالم لا تنظر. هو أن يريهم من خلال كلماته البسيطة ووسائله البادية أشياء لم تكن بادية ولا طافية في محيط ضمائرهم الواعية”.[27]
و”تحدث عن فنه من حيث مصادره فهو يستلهم من القرآن وألف ليلةوليلة، والشعب أوالمجتمع، وهذا مانلمسه في جل أعماله، ومثال ذلك: (أهل الكهف التي ترتبط با لقرآن الكريم، و (شهرزاد) التي استوحاها من (ألف ليلة وليلة) و (عودة الروح) التي ترتبط أحداثها بالشعب.”[28]
الرسالة الأخيرة من هذا الجزء تضم ذكرياته في باريس وفشله في الجامعة وخيبته في الحب وكان كئيبا جدا لأنه يظن أن لم يكن له حرية حتى في الفشل وفي الرضاءبالشقا.” فلقد كان تعسا حقا. خائبا فاشلا في كل نوع مارسه منأنواع الحياة، خاب في الجامعة وخاب في الحب، وخاب في الأدب، لم يظفر قط بانتصار في شيء ما. ذلك الانتصار اللازم للشباب كيينتعش، لزوم الأمطار للأزهار! لقد صفعه الحب على الخد الأيمن، ولطمه الأدب على الخد الأيسر ثم وقع أخيرا ذليلا على أرض العذاب النفسي إذ تذكر أنه ما زال يعيش من مال أهله. فهو ليس حرا حتى في الفشل. وليس له الحق حتى في حرية الرضا بالشقاء”. ثم بين حالته النفسية،” لا يا اندريه أن اسباب كآبتي وضعف ثقتي قد زالت الآنعلى النقيض. ومع ذلك فها أنت ذاتشعر بتغير في حالتيالنفسية. الواقع أني تغيرت. فأنا هادي،صاف، مطمئن، فلا حمى ولا حرارة ولا حماسة .. ولا شيء يهزني من تلك الأشياء. ربما كان هذا لأني لم اعد أطمع بعد في شيء. فأنا أسير في يد الزمن كما يريد لا كما أريد”[29].
الرسائل التي كتبها الحكيم من طنطا وبعث بها إلى اندريه، هي خمسة رسائل فقد أخبر في الرسالة الأولى من هذاالجزء عن تعيينه وكيلا للنيابة في هذه المدينةويشكو أن العمل في القضاء قد قضى على كثير من هواجسي الأولى. تبدأ هذه الرسالة … “أهنأك (بالنويل) وبالعام الجديد من مدينة (طنطا)، فقد عينت وكيلا للنيابة بهذه المدينة.إنها عاصمة اقليم يعد أكبر أقاليم القطرالمصري.”[30]وهكذا يشكو في الرسالة الثانية المحيط والبيئة والمناسبة التي أحاطت به في مصر إذ ذاك فيقول:”أما أنا، فحتى أن وجدت الوقت فلست واجدا الجو ولا المحيط ولا البيئةولا المناسبة. كل ما يكتنفني اليوم من مناظر وجماد وانسان لا يثير في شيء مما يرفع النفس فوق ذاتيتها فكل ما حولي هو مما يرفع النفس أدنى من ذاتيتها. أعيش في جوّ الجريمة.”[31]
فدرس التشريح ثبّت إيمانه بالروحية والمادية معا في كيان الإنسان وجعله أن يعيد النظر من جديد في قضية الأدب أي ما رسالة الأدب إلى الناس؟ أهو نصرة الروح أم نصرة المادة فتجلت بالتشريح هذه الفكرة أن رسالة الأدب “ليست نصرة الروح على المادة أو نصرة المادة على الروح. إنما رسالته إقرار التوازن بينهما”[32] المادة والروح.
ويغلط من يحقق من الأدباء والشعراء المادة والحواس المادية وعنده هذه الحواس باب من أبواب المعرفة. “في رأي أن إغفال أيّ حاسة من حواسنا هو إقفال باب من أبواب المعرفة. إن معرفة البشرية لا تدخل إلينا من باب العقل وحده. إنما تتسرب إلينا من كل مسام جلدنا وجسدنا وذهننا وروحننا ووعينا الظاهر والباطن فمن كان يتوق حقا إلى المعرفة الكاملة والحقيقة العظمى فليفتح لها كل الأبواب والنوافذ.”[33]
وفي الرسالة الثالثة من هذا الجزء عاب توفيق الحكيم المجتمع المصري لأنه بنى في ميدان “الساعة” بناء ظاهرا وهيكلا بارزا لانعدام الذوق فيه فيقول مخاطبا صديقه: “أندريه! يجب أن تعلم أن نافذة حجرتي تشرف على ميدان “الساعة” . .. فقد أنشأوا وسط الخضرة المغروسة في قلب الميدان بناءظاهرا هيكلا بارزا، يكاد يشمخ على غيره من المباني بجلال موقعه، أتدري ما هذا البناء؟ أنه ليس أثرا تاريخيا، ولا نصبا تذكاريا ولا معبدا فنيا انه مرحاض عمومي.”[34]
لكن المسؤول عن قتل روح الفن في مصر لدى الحكيم هو المغول فقط لا العرب.
من المسئول عن قتل روح الفن في مصروقد كانت هي منبع الفن منذ القدم؟ إني لست من رأي القاتلين أن العرب هم المسؤولون. إن العرب ليسوا بهادمي حضارات إنهم طافو بمدنيات زمانهم يأخذون وينبذون ويتخيرون ويتركون: ولكنهم ما هدموا قط وما حطموا. إن المسئول هم المغول.
كان العرب لدى توفيق الحكيم ذوي يقظة وإحساس وتأثروا بكل ما جاورهم من مدنيات ولكن الحكيم أدباء هذاالعصر لأن روحهم عجنت من الروح المغول فلذا ينبغي لهم أن ينسبوا إلى العرب فقال:”إن العرب كانوا ذوي يقظة وفتنة وإحساس وتأثروا بكل ما جاورهم وعاصرهم من مدنيات. إن أدباء هذاالعصر لمن طراز غريب إنهم لا يمكن أن ينسبوا إلى العرب حتى وإن أجادوا تقليد أساليبهم. إنهم في رائي طراز قد طعم بالروح المغول.”[35]
بكى وتحسر على حالة الموسيقى في القاهرة لتخلفها عن رغب الزمن. “البارحة كنت في القاهرة وحضرت حفلة غناء شرقية فرأيت عجبا… الحاضرون هم ولا شك من أهل القرن العشرين. ولكن الموسيقى هي من غير شك موسيقى القرن العاشر.”[36]
وذكر في هذاالجزء من الرسالة برنامجه اليومي: “عمل في دار النيابة من الثامنة صباحا إلى الثالثة بعد الظهر ومن الخامسة مساء إلى الثامنة لتحقيق التلبس وقضايا المكتب. هذا عدا القيام لضبط الحوادث الليلية.”[37]
واعترف الحكيم أنه كتب شيئا كالقصة التمثيلية بنى على صورة من القرآن فيقول: ” اخفيت عنك يا اندريه إني كتبت منذ عام وأنا في الاسكندرية شيئا كالقصة التمثيلية بنيته على سورة من القرآن.”[38]
وعاد الحكيم ليتحدث عن الأدب مظهرا حسرته على باريس وأيامها فيقول: “ولننتقل إلى حديث الأدب. آه! ما أشهى كلمة “الأدب” بعد كل هذا. “المرمطة”؟ إني لا أملك وقتا لتذكر هذه الكلمة لكم أعجب الآن اذ كنت في يوم من الأيام خاليا إلى حد إنفاق الوقت في تخيل ما وراء الكتب. كم من الساعات أضعت في الجلوس جامدا بمشارب حي “جاميتا.”[39]
وكشف عن حال الأديب والأدب التي تمر بها في مصر فهؤلاء يستطيع أن يتحدث أمام رجال القضاء عن الأدب ” الويل لرجل القضاء الذي يستكشف زملاؤه فيه أنه أديب.”[40] فكلمة أدب كانت تهمة يحاو ل المرء التهرب منها، فعندما سأله أحد أصدقائه عن رواياته أمام رئيسي محكمةوالنيابة.”[41]
قال الحكيم: “أني الآن من أعضاء الأسرة القضائية المشهود لهم بحسن السمعة. فإياك أن تلصق بي كلمة ” أدب” أو كلمة “فن ” أو حتى كلمة “فلسفة.”[42]
تضمنهذاالجزءرسالةواحدةبعثبهاالحكيممندسوق،”أشارفيهاإلىانقطاعرسائلصديقه “أندريه”،فعاممضىدونأنيبعثلهبرسالة،وأخبرمنخلالهاصديقهأنهأصبحالرئيسالمسؤولعنالنيابةوالمحكمة،فباتتكلالقضايا تعرضعليه،فزادتأعباؤهوغدايخرجخمسليال كلأسبوعمنأجلحوادثجنائيّة،لكّنهرغمذلكناجحفيعمله،وهذامالميتوقعه،فهولايختلطبالأعيان،ولابرجالالإدارة،فكانمثالاللأمانة،والشرف والإخلاص،وكشفعنسهراتلرجالالقضاء،ومغامراتهمالنسائيّة،لكّنهأبدىتخوّفهمن المستقبللانقطاعهعنالفنوالأدب.”[43]
خلاصة القول:
بعد ما طالعنا “زهرة العمر” وجدنا توفيق الحكيم أنه كان أديبا بارعا، واسع الثقافة، فاشلا في حبه، مولعا بالموسيقى، حرية الفكر لأنه لا يقبل أي قيد، مطلعا على الأدبين: الفرنسي والإنكليزي فضلا عن الأدب العربي.
وهو يتميز بدقة الخيال والعمق والوضوح وعدم المبالغة وهو يستطيع أن يصنف في جمل قليلة ما قد لا يبلغه غيره في صفحات طوال ويعتني عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد وحيوية تجسيد الحركة وانتقد معلميه أنهم درسوه كتبا لا تفيد في التكلم والتحدث بل في الكتابة أيضا ولا سيما انتقد الحريري، عبد الحميد الكاتب وأشاد بالجاحظ وأسلوبه ولفت أنظار الأدباء والمعلمين أن يدرسوا كتب ابن خلدون والطبري وابن رشد والغزالي لأنهم قادرون على التعبير عن أدق الأفكار وأعمقها.
*باحث، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة علي كره الإسلامية، علي كره
الهوامش
[1]ينظر للتفصيل: الرمادي، جمال الدين، من أعمال الأدب المعاصر، دار الفكر العربي، 1962م، النقاش، رجا، أدباء معاصرون، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1983م
[2]الحكيم، توفيق: زهرة العمر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، ط1، 1975، ص 3
[3] الحكيم، توفيق: زهرة العمر، ص 4
[4]الحكيم، توفيق: زهرة العمر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، ط1، 1975، ص 10
[5] نفس المصدر، ص 49
[6] نفس المصدر، ص20
[7] نفس المصدر، ص 10
[8] نفس المصدر، ص 12
[9] نفس المصدر، ص 14
[10] نفس المصدر، ص28-29
[11] نفس المصدر، ص 35
[12]نفس المصدر، ص49
[13]نفس المصدر، ص51
[14] نفس المصدر، ص 52
[15] سامر صدقي محمد موسى: رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم دارسة نقدية تحليلية، ص 44.
[16]الحكيم، توفيق: زهرة العمر، ص54.
[18]نفس المصدر، ص66
[19] نفس المصدر، 74-75
[20]نفس المصدر، ص93
[21]نفس المصدر، ص 94
[22]نفس المصدر، ص129
[23]نفس المصدر، ص 130
[24]نفس المصدر، ص130
[25]نفس المصدر، ص131
[26]نفس المصدر، ص131
[27]نفس المصدر، ص132
[28]سامر صدقي محمد موسى: رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم دارسة نقدية تحليلية،ص45.
[29]نفس المصدر، ص 154
[30]نفس المصدر، ص155
[31]نفس المصدر، ص157
[32] نفس لمصدر ص 159
[33]نفس المصدر، ص160
[34]نفس المصدر، ص164
[35]نفس المصدر، ص167
[36]نفس المصدر، ص170
[37]نفس المصدر، ص131
[38]نفس المصدر، ص170
[39]نفس المصدر، ص 173
[40]نفس المصدر، ص176
[41]سامر صدقي محمد موسى: رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم دارسة نقدية تحليلية،ص 47
[42]نفس المصدر، ص 173
[43]رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم دارسة نقدية تحليلية ص 47
المراجع والمصادر
1 الحكيم، توفيق: زهرة العمر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، ط1، 1975م.
2 سامر صدقي محمد موسى: رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم دارسة نقدية تحليلية، فلسطين، 2010م.
3 محمد حسين الدالي، عملاق الأدب توفيق الحكيم، القاهرة، دار المعارف،1979 م.
4 أمينة فارس،توفيق الحكيم ناقد بين التراث وغربة المعاصرة، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة.
5 أحمد هيكل، الأدب القصصي والمسرحي في مصر في أعقاب ثورة 1919، القاهرة، دار المعارف، ط 4، 1983م.
6 طه وادي، صورة المرأة في الرواية المعاصرة، القاهرة، مركز كتب الشرق الأوسط، 1984م.
7 عبد الملك مرتاض، في نظرية الرواية، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، عدد 240، 1998م.
8 بيرسيلوبوك، صنعة الرواية، ترجمة: عبد الستار جواد، بغداد، دار الرشيد للنشر، 1981م.