الدكتور نسيم أحمد
أستاذ مساعد (مؤقت) في قسم اللغة العربية، كلية ذاكر حسين دلهي، نيو دلهي
الملخصلقد اهتم علماء اللغة العربية الهنود بكتابة السيرة النبوية منذ فجر التاريخ الإسلامي في الهند فظهرت دراسات ومؤلفات كثيرة ومجهودات علمية متنوعة في أدب السيرة النبوية باللغة العربية في مختلف أنحاء الهند. أما مدينة دلهي فإنها لم تتخلف في هذا المجال وأنجبت هي أيضا عددا لا بأس به من العلماء الذين قدموا خدمات جليلة ومجهودات علمية غالية في تأليف السيرة النبوية وجوانبها المختلفة. ومن أبرز هؤلاء العلماء القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي والقاضي أحمد بن عمر الزادي والشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي والشيخ عيد العزيز الدهلوي والشيخ محمد واعظ الدهلوي والشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي والشاه ولي الله الدهلوي والشيخ كرامت علي الدهلوي والشيخ عبد الرحيم الدهلوي وغيرهم.هذه محاولة متواضعة لإبراز ما قدَم هؤلاء العلماء من إسهامات قيمة تجاه هذا الفن الجليل باللغة العربية وما لعبوا من دور عظيم في تطويره في الهند عبر القرون وتحديد مداھا تحديدا صحيحا مناسبا بدون الخوض في الإسھامات التي تمت باللغات الھندية الأخري. |
تحتل أرض الهند وباكستان مكاناً رفيعاً في تاريخ الأمة الإسلامية، وذلك لأنها لعبت ولاتزال تلعب دوراً مرموقاً في إثراء الحضارة الإسلامية وإرساء قواعدها، وحب الناس في هذه البلاد تجاه النبي-صلى الله عليه وسلم– ليس أقل من أحد في العالم الإسلامي كله، فامتلأت قلوبهم حبّاً وتقديراً للنبي–صلى الله عليه وسلم– واعتنوا بالسيرة النبوية منذ أول وهلة للتاريخ الإسلامي في الهند، فلم يمض حتى مدة قرن إذ تشرف بعض المسلمين الهنود بالقيام بتدريس سيرة النبي– صلى الله عليه وسلم– في مدينة الرسول واضطر عباقرة العالم الإسلامي إلى الاعتراف بعلو كعبهم في هذا الفن النبيل، ولم تفقد السيرة النبوية لمعانها وبراقتها قط، بل ازدادت أهمية من حيث العلم والفن إلى جانب زيادة حب المسلمين وغيرهم تجاهها، وخير دليل على ذلك وجود عدد كبير من كتب السيرة النبوية باللغات المختلفة في كل بقعة ومنطقة في أرض الهند.
لم تتخلف مدينة دلهي عن مثيلاتها الهندية في هذا المجال وأنجبت هي أيضا عددا لا بأس به من العلماء الذين قدموا خدمات جليلة ومجهودات علمية غالية في تأليف السيرة النبوية وجوانبها المختلفة. هذه المقالة محاولة متواضعة لإبراز بعض هذه الأعمال القيمة التي خرجت من أقلام علماء دلهي في أدب السيرة النبوية باللغة العربية عبر القرون بدون الخوض في الإسهامات التي تمت باللغات الهندية الأخري، وتناول من العلماء من ولد ونشأ وتوفي في دلهي أو ولد ونشأ بدلهي ولكن توفي في مكان آخر غير دلهي أو ولد ونشأ في غير دلهي ولكن توفي في دلهي أو درّس أو تدرس في دلهي ثم عاد إلى مسقط رأسه. ومن أبرز هؤلاء العلماء:
- القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي (ت736ه): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبدالمقتدر بن محمود بن سليمان الشريحي الكندي، أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال. ولد الشيخ ببلدة تهانيسر، ونشأ بمدينة دلهي. وكان بارعا في الأدب والإنشاء. توفي سنة 736ه.
له قصيدة لامية مشهورة في مدح النبي– صلى الله عليه وسلم– استهلها بهذا الشعر:
ياسائق الظعن في الأسحار والأصل سلم على دارسلمى وابك ثم سل
وقد ذكر صاحب النزهة ٤٩ بيتا من هذه القصيدة، وقد عارض بهذه القصيدة “لامية العجم”.[1]
- أحمد بن محمد التهانيسري (ت820ه): هوالشيخ الفاضل أحمد بن محمد التهانيسري، أحد مشاهير علماء الهند، كانت له يد بيضاء في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الكندي الذي سبق ذكره وخرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور سنة ٨٠١ه واتجه إلى مدينة كالبي، وسكن بها، وتوفي فيها سنة ٨٢٠هـ، ودفن داخل قلعتها كما في “أخبار الأخيار” للدهلوي.
له قصيدة بديعة–وهي مشهورة بالقصيدة الدالية– في مدح النبي–صلى الله عليه وسلم– وقد بلغت من الروعة مكانا قصیا. قد ذكر صاحب “الأخيار” عشرین بیتا من هذہ القصیدہ كما ذكر صاحب النزهة ٤١ بیتا منها.[2]
- القاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي (ت849ه): هوالقاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي، أحد الأئمة بأرض الهند. ولد بدولت آباد دهلي، ونشأ بها، وتلمذ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي ومولانا خواجغي الدهلوي، فبرز في الفقه والأصول والعربية، وصار إمامًا لايلحق غباره. وسافر إلى مدينة جو نفور، وتوفي فيها سنة ٨٤٩ هـ.
وله شرح على “قصيدة بانت سعاد” المعروف بـ”مصدق الفضل” وهو يحتوي على ٢٤٢ صفحة وطبع من حيدرآباد في سنة ١٣٢٢هـ. وله أيضاً شرح علی “قصیدۃ البردۃ”.[3]
- الشیخ محمد بن یوسف الحسینی الدهلوي (ت825ه): هوالشیخ الإمام العالم الكبیر أبوالفتح صدرالدین محمد بن یوسف بن علی الدهلوي. ولد بمدينة دلهي سنة 721هـ، ونشأ بها ولازم دروس القاضی عبدالمقتدر بن ركن الدین الشریحی الكندی، وقرأ علیه سائر الكتب الدرسیة، وبرز في الفضائل، وتأهل للفتوی والتدریس، وجمع بین العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك. كان المرجوع إليه في علمي الروایة والدرایة، وخرج من دهلي في سنة ٨١١هـ في الفترۃ التيموریة، وذهب إلى غجرات، ثم إلى دولت آباد، فاستقدمه فيروزشاہ البهمني إلى غلبرج سنة ١٨١٥هـ، فسكن بها یدرس ویفيد، وتوفي فيها سنة٨٢٥ هـ.
له رسالة مختصرۃ في سیرۃ النبي صلی الله عليه وسلم.[4]
- الشيخ عبدالوهاب البخاري (ت932ه): هوالشيخ الصالح عبد الوهاب محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري. ولد في سنة ٨٦٩ هـ بمدينة ” أج “، ونشأ بها، وقرأ العلم علی صهرہ صدر الدین بن حسین بن كبیر الدین الحسینی البخاري، وأخذ عنه الطریقة، ولازمه مدۃ من الزمن. ثم انتقل إلى دهلي، وأقام بها مدۃ حیاته، وتوفي فيها سنة 932هـ.
له تفسیر القرآن الكریم قد ارجع فيه المطالب القرآنیة أكثرها، بل كلها إلى مناقب النبي- صلی الله علیه وسلم- وبین فيه أسرار المحبة ودقائق الوجد والغرام . وله أیضا رسالة في شمائل النبي-صلی الله علیه وسلم- وقصائد بالعربیة في مدحه.[5]
- مولانا عبد الأول الجونفوري (ت968ه): هوالشيخ العالم المحدث عبد الأول بن على بن العلاء الحسيني، أحد كبار الفقهاء الحنفية، كان أصله من زيد فور من أعمال جونفور، انتقل أحد آبائه إلى أرض الدكن، فولد ونشأ بها عبدالأول، وقدم دهلي في آخره عمره فعاش بها سنتين. وتوفي بها سنة ٩٦٨هـ .
له “مختصر في السير” لخصه من سفر السعادة للفيروز آبادي. وذكر له صاحب الثقافة الإسلامیة في الهند كتابا آخر باسم “كتاب الشمائل” في السیرۃ النبوية.[6]
- الشيخ عبدالعزيز الدهلوي (ت975ه): هوالشيخ الكبير عبد العزيز بن الحسين بن الطاهر العباسي الدهلوي، أحد كبار المشائخ الجشتية. ولد سنة ٨٩٨هـ بمدينة جونفور، وقرأ العلم علی الشیخ محمد بن عبد الوهاب البخاري الدهلوي وعلی الشیخ إبراهيم بن معینی الحسینی، وكان يدرس ويفيد في التفسير والتصوف لاسيما عرائس البيان وعوارف المعارف وفصوص الحكم وشروحها. وتوفي بمدينة دهلي سنة 975هـ.
وقد قام بشرح “الحقيقة المحمدية” لوجيه الدين العلوي الغجراتي.[7]
- الشیخ محمد واعظ الدهلوي الرهاوی (ت1071ه): هو الشیخ الصالح العالم محمد صدیق بن محمد صادق الحنفي الدهلوي، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ علی عبد الله بن عبد الباقی النقشبندی الدهلوي وأخذ عنه الطریقة. توفي سنة 1071.
له كتاب غير مطبوع بعنوان “جامع المعجزات” ويشتمل على 133 صفحة. ووفقا للدكتور زبيد أحمد إن المخطوط موجود في المكتبة الآصفية بحيدرآباد تحت الرقم 2/268. يشتمل هذا المخطوط على 157 معجزة من المعجزات النبوية المذكورة في كتب الأحاديث ولكن المؤلف لم يقم بذكر المصادر والمراجع التي استفاد منها خلال التأليف.[8]
- الشيخ عبدالحق بن سيف الدين الدهلوي (1052ه): هوالشيخ الإمام العلامة المحدث الفقيه شيخ الإسلام، عبدالحق بن سيف الدين بن سعد الله البخاري الدهلوي، كان عالماً كبيراً، ومحدثاً شهيراً. وهو أول من نشرعلم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً. ولد سنة ٩٥٨م بمدينة دلهي وتوفي فيها سنة ١٠٥٢هـ.
له كتاب “مطلع الأنوار البهية في الحلية الجلية النبوية” في السيرة النبوية. وقد ذكر له الدكتور زبید أحمد كتابا آخر بعنوان “تكملة مدارج النبوۃ” وقال إن مخطوطه موجود في خزانة كتب المخطوطات العربیة والفارسية المخزونة عند اسياتك سوسائتی بولاية بنغال تحت الرقم ١-٢٢٤.[9]
- الشیخ أحمد الفاروقی السرهندی (ت1034ه): ولد الشیخ في سنة 971هـ في السرهند وتعلم علی ید كمال الدین الكشمیری ویعقوب الكشمیری وعبد الرحمن المحدث، ثم سافر إلى دهلي فبایع علی ید الشیخ الخواجه باقی بالله هناك. توفي سنة ١٠٣٤هـ.
له رسالة بعنوان “إثبات النبوۃ” ألفها في الرد علی العلماء الذين ینكرون بنبوۃ محمد صلی الله علیه وسلم خاتم النبيین ولا یؤمنون به نبیا بل يعتبرونه مصلحا للأخلاق فقط.[10]
- الحكيم محمد أكبر الدهلوي (1129ه): هوالشيخ الفاضل الكبير محمد أكبر بن محمد مقيم الدين الحنفي الدهلوي، كان نادراً من نوادر الزمان في سعة العلم وصلاح العمل وخلوص النية، درس وأفاد مدۃ عمرہ، وصنف كتبا كثيرۃ، ودأوی المرضی ابتغاءا لوجه الله، انتفع به وبمصنفاته خلق كثیر، وتوفي في سنة ١١٢٩هـ.
له كتاب “تلخيص الطب النبوي”.[11]
- الشاه ولي الله بن عبدالرحيم الدهلوي (ت1176ه): هوشيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبدالرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي، ولد سنة ١١١٤هـ في أيام عالمغير. وكان عالماً نابغاً عبقرياً ومجدداً ومصلحاً، وقد جمع من العلوم الدينية من الحديث والتفسير والفقه والعلوم الحكمية والمعارف الربانية مالم يتيسر إلاّ للعلماء القلائل في تاريخ الثقافة الإسلامية عبر القرون، وهيأه الله لتلك الحركة العلمية والإصلاحية التي لانظير لها في تاريخ الهند. توفي سنة 1176هـ.
له قصائد عديدة في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم، كما له كتاب “أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم” شرح فيه بائيته[12]
- القاضي محمد ثناء الله الفانی بتي المظهری (1225ه): هو الشیخ المفسر المحدث المحقق القاضي محمد ثناء الله الفانی بتي المظهری، ولد ببلدة “فاني بت” لسنة 1147هـ. ونشأ فيها وحفظ القرآن وقرأ العربية أياما على أساتذة بلدته، ثم دخل دلهي وتلقی العلوم العقلیة والنقلیة من الإمام الشاہ ولی الله الدهلوي، واكتسب فيضا روحانیا من الشیخ مرزا مظهر جان جانان الشهيد الدهلوي، وبایع علی یدہ. وله تفسیر شهير للقرآن الكریم باللغة العربیة ویعرف باسم “تفسیر المظهری”، وتوفي سنة ١٢٢٥هـ ببلدة فاني بت.
له كتاب بعنوان “تقدیس والدی المصطفى–صلى الله عليه وسلم–” أثبت فيه إیمان والدی المصطفى–صلى الله عليه وسلم– وتقدیس نسبه. وله أیضا مخطوط باسم “اللباب”، وهو في صفات النبي وتعامله التجاری وطراز حیاته اليومیة ومجموعة من عباداته ووصایاہ وقضایاہ. وهو ملخص الجزء الثالث من كتاب “سبل الهدی والرشاد” لشمس الدین أبي عبد الله محمد بن یوسف الصالحی وأمرہ بتلخیصه مرشدہ مرزا مظهر جان جانان(ت١١٩٥هـ) ونسخته موجودۃ في مكتبة بوهار بالهند.[13]
- مولانا أمين الله العظيم آبادي (1233ه): هو الشيخ الفاضل الكبير أمين الله بن سليم الله بن عليم الله الأنصاري العظيم آبادي، أحد العلماء المشهورين في شرق الهند، له يد بيضاء في المنطق والحكمة والأدب. ولد بـ نغرنهسة، وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى إله آباد، وأخذ العلم والحكمة عن الشيخ محمد قاسم الإله آبادي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وولده عبدالعزيز، ثم رجع إلى بلاده، وولى التدريس في المدرسة العالية بكولكاتا، فدرس بها مدة عمره، وأخذ عنه خلق كثير، وتوفي سنة ١٢٣٣هـ.
له “القصيدة العظمى” في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم.[14]
- الشيخ عبدالعزيز الدهلوي (ت1239): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث عبدالعزيز ولي الله بن عبدالرحيم العمري، الدهلوي، سيد العلماء في زمانه وإبن سيدهم، لقبه بعضهم “سراج الهند” وبعضهم “حجة الله”، ولد في سنة ١١٥٩هـ، وتوفي سنة ١٢٣٩هـ.
له قصائد عديدة في مدح النبي–صلى الله عليه وسلم– كما له رسالة في المعراج، وكتيب بعنوان “عزيز الاقتباس في فضائل أخيار الناس” فيه جمع المؤلف الأحاديث والآثارة الواردة في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل بيت النبي–صلى الله عليه وسلم– وتوجد منه نسخة خطية في مكتبة المخطوطات الشرقية بـ حيدرآباد– وهو يقع في خمس صفحات، بالقطع الصغير الهندي.[15]
- مولانا عالم على المرادآبادي (1285ه): هوالشيخ العالم المحدث عالم على بن كفايت على بن فتح على الحسيني المرادآبادي، أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بـ”نكينة” وسافر للعلم إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ مملوك العلى النانوتوي، وقرأ الحديث على إسحاق بن أفضل العمري، ثم أقبل على الطب والحديث إقبالاً كليا،ً وسكن بمرادآباد، وأخذ منه خلق كثير من العلماء. وتوفي سنة ١٢٨٥هـ .
له رسالة في فضائل النبي – صلى الله عليه وسلم.[16]
- مولانا قطب الدين الدهلوي (1289ه): هوالشيخ العالم الصالح الفقيه المحدث قطب الدين بن محي الدين الحنفي الدهلوي، أحد كبار الفقهاء، اشتهر بمعرفة الفقه، وانتفع الناس بدروسه وفتاواه وبمصنفاته المفيدة. سافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره، فتوفي بـ “مكة المكرمة” سنة ١٢٨٩هـ.
له كتاب “الطب النبوي”.[17]
- الشيخ مرتضى بن محمد البلغرامي (1205ه): هوالشيخ الإمام العالم المحدث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلغرامي، نزيل مصر ودفينها المشهور بالزبيدي، وهو صاحب “تاج العروس” شرح القاموس، ولد بمحروسة “بلغرام” سنة ١١٤٥هـ. واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً ثم خرج إلى سنديله، وخيرآباد، وقرأ على أساتذتها، ثم سافر إلى دلهي وأخذ عن الشيخ ولي الله الدهلوي ثم سافر إلى الحجاز، وأقام بزبيد، دارة علم معروفة باليمن، وأخذ من علمائها، ثم سافر إلى مصر، وأقام بها طول حياته حتى مات سنة ١٢٠٥هـ.
له رسالة باسم “العقد المنظم في أمهات النبي”.[18]
- مرزا محمد غياث الدهلوي (ت 1228ه): له تلخيص تاريخ الطبري.[19]
- مولانا كرامت العلى الدهلوي (1277ه): هوالشيخ العالم المحدث كرامت العلي بن حياة على الإسرائيلي الشافعي الدهلوي، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بـ”دهلي”، وقرأ العلم على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، والشيخ فضل إمام بن محمد أرشد الخيرآبادي، ودرس بـ”دهلي” مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدرآباد، فولى العدل والقضاء، فاستقل به عشرين سنة، وتوفي سنة 1277هـ بـ”حيدرآباد” فدفن بها.
له كتاب مشهور في السيرة النبوية بعنوان “السيرة المحمدية والطريقة الأحمدية”. هذا عمل ضخم مطبوع (اسم المطبع غير مذكور) يشتمل على ٦٠٠صفحة، وتم تاليفه قبل الثورة الهندية الكبرى (1857م) مباشرة تحت إشراف نظام حيدرآباد، وقد أهدى المؤلف هذا الكتاب إلى رئاسة نظام حيدر آباد. والكتاب ذو قيمة بالغة في الموضوع.
هذا الكتاب ملخص غير مخل للسيرة الحلبية للشيخ علي بن برهان الدين الحلبي مضيفا إليها جملة صالحة من كتب الحفاظ الجهابذة وبعض ما سمعه من المشائخ الأساتذة. ولو أن هذا اللكتاب ملخص لما جاء في الأحاديث وما ألف المؤلفون في السيرة ولكنه من أضخم ما ألف علماء شبه القارة الهندية بالعربية في السيرة النبوية. وقد قام بعض العلماء الأجلاء بتقاريظ على هذا الكتاب منهم محمد ابراهيم بن الصباح الحيدرآبادي (وهو من معاصري المؤلف) وعلي عباس جرياكوتي الغازيبوري (الذي أنشد منظومة طويلة في مدح هذا الكتاب) ومحمد بن قاسم بن تراب علي حيدرآبادي (من معاصري المؤلف). طبعت تقاريقظهم وضمت في بداية الكتاب قبل المتن. ويقول د/ زبيد أحمد عن هذا الكتاب “وليس هذاالكتاب مجرد جمع الحوادث والوقائع بل إن المؤلف قد بذل جهداً كبيراً في تمحيص جميع الروايات والوقائع والإمعان فيها. ولايمكن اعتباره عملاً نقدياً وفقاً للأسس الجديدة للنقد، إلاّ أنه في نفس الوقت لايضمن الأحاديث الموضوعة، والضعيفة عند العلماء المسلمين.
وله أيضاً كتاب آخر باسم ” ذيل السيرة “. ووفقا للدكتور زبيد أحمد يوجد لهذا الكتاب نسخة في المكتبة الآصفية بحيدرآباد-الدكن تحت الرقم 4/380.[20]
- الشيخ رفيع الدين الدهلوي (ت1233ه): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهاب بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ولد بمدينة دهلي ونشأ بها، واشتغل بالعلم على صنوه عبدالعزيز، وقرأ عليه ولازمه مدة، وبرع في العلم، ودرس وأفتى، وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، واعترف بفضله علماء الآفاق. توفي بـ “دهلي” سنة ١٢٣٣هـ.
وله رسالة في “ميلاد النبي” ورسالة أخرى في إثبات شق القمر.[21]
- محمد بهادر علي خان الدهلوي (ت 1253ه): له كتاب غير مطبوع بعنوان “أمير السير في حال خير البشر ” كما ذكره الدكتور زبيد أحمد نقلا من فهرسة مكتبة رضا برامفور رقمه 652 في الفهرسة.[22]
- الشيخ عبد الله الإله آبادي: هوالشيخ العالم المحدث عبدالله الصديقي الإله آبادي، أحد كبار العلماء من القرن الثالث عشر الهجري. ولد ونشأ بـ”مئو” واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، وكان قليل الدرس كثيرالتصنيف.
وله كتاب “الإعجاز المتين في معجزات سيد المرسلين” وهو ترجمة “الكلام المبين” للمفتي عنايت أحمد بالفارسية.[23]
- نواب صديق خان القنوجي (1307ه): هو السيد الشريف صديق حسن بن أولاد حسن بن أولاد على الحسيني البخاري القنوجي، صاحب مصنفات شهيرة ومؤلفات كثيرة.
ولد في سنة ١٢٣٨هـ ببلدة “بانس بريلي” موطن جده لأمّه المفتي محمد عوض العثماني البريلوي. وفي سنة ١٢٦٩هـ سافر إلى دهلي للحصول على العلم وقرأ هناك الكتب المقررة في العلوم المتداولة، ثم سافر إلى بلدة “بوفال” المحروسة للاسترزاق، وتزوجته ملكة “بوفال” “شاهجهان بيغم” لما علمت من شرف نسبه، وغزارة علمه، واستقامة سيرته. وتوفي الشيخ سنة 1307هـ.
وله كتاب في السيرة النبوية باسم “الكلمة العنبرية في مدح خير البرية”.[24]
- المولانا عبد الرحيم الدهلوي (ت1305ه): هوالشيخ الصالح عبد الرحيم القادري الدهلوي، أحد المشايخ المعروفين في الهند، ولد ونشأ بدهلي، وتوفي فيها سنة ١٣٠٥هـ. وله كتاب “رحمة الرحيم في ذكر النبي الكريم”.[25]
- الشيخ عبيد الله بن عبدالقدير البلياوي (1408ه): وُلد الشيخ بـ شيخو فور من مديرية “بليا” بولاية أترابراديش سنة ١٣٣٩هـ، وتوفي بدهلي سنة ١٤٠٨ه. وله كتاب بعنوان “الدلائل للسنن العادية” جمع فيه المؤلف الفاضل سائر عادات النبي-صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه ومعاملاته بالإضافة إلى الإحالة على الأحاديث المذكورة فيها هذه السيرة المباركة، ولكن الكتاب لم يطبع حتى الآن.[26]
- مولانا محمد محدث جونا كرهي (١٣٦٠ه): ولد الشیخ بـ جونا كره بمدینة كاتهيا وار، وكان ینتمی إلى قبیلة میمن. سافر إلى دهلي سنة ١٩١٢م في اكتساب العلم. وقد قام الشيخ بترجمة تفسیر ابن كثیر وإعلام الموقعین لابن قیم الجوزی إلى الاردیة. توفي في سنة ١٣٦٠ه/١٩٤١م وهو ابن خمسین سنة.
وله كتاب “خطبات محمدی” جمع فيه ٩٩٥ خطبة للنبی الكریم. إن متون الخطبات بالعربیة، وتراجمها مع المباحث التفسیریة بالأردیة.[27]
- السید عبدالأول بن علی بن العلاء الحسینی الدهلوي (تاريخ الميلاد والوفاة غیر معلوم) ذكر له السید عبدالحي اللكنوی كتابا بعنوان “كتاب الشمائل” في كتابه “الثقافة الإسلامیة في الهند”، وقال إنه كتاب بالعربیة في السیرۃ النبویة أی في الشمائل المحمدیة علی صاحبها الصلاۃ والسلام.[28]
- الدكتور نثار أحمد الفاروقي: له كتاب بعنوان “أهمية السيرة الطيبة لعالم البشرية” طبع من المطبعة السلفية-بنارس في سنة 1991.
- فاضل بن عارف الدهلوي: ذكر له الدكتور زبيد أحمد مخطوطا بالعربية بعنوان “الجواهر المضيئة في حلية خير البرية” يوجد في مكتبة انديا آفس تحت الرقم 366 إلا أن الدكتور لم يذكر أحوال المؤلف سوى اسمه.[29]
هذا استعراض وجيز لإسهامات علماء دلهي القيمة ومجهوداتهم العلمية الغالية في تأليف السيرة النبوية باللغة العربية. والمعلومات المقدمة في هذه المقالة تشير إلى أن الكتاب والمؤلفين الدهلويين ذهبوا إلى اتجاهات مختلفة في تأليف السيرة النبوية، فمنهم من ألفوا فيها كتباً كاملة مستقلة، ومنهم من تناولوا جانباً من جوانبها المختلفة كـ”شمائل النبي” و “مولد النبي” و “وفاة النبي” و “معراج النبي” وغيرها، ومنهم من ألفوها نثراً ومنهم من نظموها شعراً، ومنهم من ألفوها أصالة ومنهم من لخصوها أو شرحوها أو ترجموها. وفي حين أن هذه المجهودات العلمية تستحق كل العناية والتقدير، من المناسب أيضاً أن نعترف بأن عدد الكتب الكاملة المستقلة التي ألفها علماء دهلي في السيرة النبوية باللغة العربية ضئيل ضئيل جداً بالنسبة للكتب التي تتناول جانبا من جوانب السيرة النبوية. وفي الواقع لا نجد غير كتاب واحد يتناول السيرة النبوية بجوانبها المختلفة وهو كتاب “السيرة المحمدية والطريقة الأحمدية” لمولانا كرامت علي الدهلوي. بالرغم من كل ذلك، لا تتقلل أهمية ما قدم علماء دلهي من إسهامات قيمة ومجهودات علمية في أدب السيرة النبوية باللغة العربية ومالعبوا من دور عظيم في ترويجه في الهند.
[1] سيد عبد الحئي الحسني: نزهة الخواطر2 / ٤٥ – ٤٦، مطبع دائرة المعارف العثمانية 1957م
[2] نزهة الخواطر 2/ 73
[3] نزهة الخواطر 3 /233، أيضاً مجلة “تحقیقات اسلامی ” مقالة :هندوستان میں عربی سیرت نگاری /ڈاكٹر محمد صلاح الدین العمری ابریل یونیو1997 ص:٢٦
[4] نزهة الخواطر 3/277
[5] نزهة الخواطر 4/199
[6] سيد عبد الحئي الحسني : نزهة الخواطر 4/359 والثقافةالإسلامیة في الهند للمؤلف نفسه90، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1983
[7] نزهةالخواطر٤/١٦٣
[8] عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 393
[9] نزهةالخواطر5/283
د/ زبيد أحمد: عربی أدبيات ميں پاك وهند كا حصه، ص392 اداره ثقافت اسلامية، لاهور، باكستان
[10] نزهة الخواطر 5/480، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 113(رسالة الدكتورۃ قدمها الباحث محمد إرشاد بقسم اللغة العربیة بجامعة بنجاب، لاهور، باكستان 2006)
[11] نزهة الخواطر ٦/٢٨٩
[12] نزهة الخواطر 6/410
[13] نزهة الخواطر 6/942، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 217
[14] نزهة الخواطر 7/96
[15] نزهة الخواطر 7/96، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 197
[16] نزهة الخواطر 7/255
[17] مجلة “تحقیقات اسلامی ” مقالة :هندوستان میں عربی سیرت نگاری /ڈاكٹر محمد صلاح الدین العمری ابریل یونیو1997 ص:٢٦
[18] نزهة الخواطر 6/1110
[19] تحقیقات اسلامی ص 43
[20] تحقیقات إسلامی ص ٤٣، عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 393
[21] تحقیقات إسلامی ٤٣
[22] تحقیقات إسلامی ٤٣
[23] نزهة الخواطر 7/277
[24] نزهة الخواطر ٨/202، وأيضا محمد مستقيم السلفي، جماعت أهلحدیث كی تصنیفي خدمات ٥٢٥، الجامعة السلفية بنارس ط1 1992م
[25] نزهة الخواطر 8/266،
[26] مساهمة الهند باللغة العربیة في أدب الحدیث النبوی 3/340 (رسالة الدكتورۃ قدمها الباحث محمد خالد علی بقسم اللغة العربیة بالجامعةالملیة الإسلامیة بد لهي الجدیدة ١٩١٢)، أيضاً تحقیقات اسلامی 47، أيضاً أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية
[27] إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص190
[28] تحقیقات إسلامی 46، الثقافة الإسلامیة في الهند ص90
[29] عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 336، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص228
إسهامات علماء دلهي في أدب السيرة النبوية باللغة العربية
إعداد: الدكتور نسيم أحمد
أستاذ مساعد (مؤقت) في قسم اللغة العربية، كلية ذاكر حسين دلهي، جامعة دلهي
إعداد: الدكتور نسيم أحمد
أستاذ مساعد (مؤقت) في قسم اللغة العربية، كلية ذاكر حسين دلهي، نيو دلهي
لقد اهتم علماء اللغة العربية الهنود بكتابة السيرة النبوية منذ فجر التاريخ الإسلامي في الهند فظهرت دراسات ومؤلفات كثيرة ومجهودات علمية متنوعة في أدب السيرة النبوية باللغة العربية في مختلف أنحاء الهند. أما مدينة دلهي فإنها لم تتخلف في هذا المجال وأنجبت هي أيضا عددا لا بأس به من العلماء الذين قدموا خدمات جليلة ومجهودات علمية غالية في تأليف السيرة النبوية وجوانبها المختلفة. ومن أبرز هؤلاء العلماء القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي والقاضي أحمد بن عمر الزادي والشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي والشيخ عيد العزيز الدهلوي والشيخ محمد واعظ الدهلوي والشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي والشاه ولي الله الدهلوي والشيخ كرامت علي الدهلوي والشيخ عبد الرحيم الدهلوي وغيرهم.
هذه محاولة متواضعة لإبراز ما قدَم هؤلاء العلماء من إسهامات قيمة تجاه هذا الفن الجليل باللغة العربية وما لعبوا من دور عظيم في تطويره في الهند عبر القرون وتحديد مداھا تحديدا صحيحا مناسبا بدون الخوض في الإسھامات التي تمت باللغات الھندية الأخري. |
تحتل أرض الهند وباكستان مكاناً رفيعاً في تاريخ الأمة الإسلامية، وذلك لأنها لعبت ولاتزال تلعب دوراً مرموقاً في إثراء الحضارة الإسلامية وإرساء قواعدها، وحب الناس في هذه البلاد تجاه النبي-صلى الله عليه وسلم– ليس أقل من أحد في العالم الإسلامي كله، فامتلأت قلوبهم حبّاً وتقديراً للنبي–صلى الله عليه وسلم– واعتنوا بالسيرة النبوية منذ أول وهلة للتاريخ الإسلامي في الهند، فلم يمض حتى مدة قرن إذ تشرف بعض المسلمين الهنود بالقيام بتدريس سيرة النبي– صلى الله عليه وسلم– في مدينة الرسول واضطر عباقرة العالم الإسلامي إلى الاعتراف بعلو كعبهم في هذا الفن النبيل، ولم تفقد السيرة النبوية لمعانها وبراقتها قط، بل ازدادت أهمية من حيث العلم والفن إلى جانب زيادة حب المسلمين وغيرهم تجاهها، وخير دليل على ذلك وجود عدد كبير من كتب السيرة النبوية باللغات المختلفة في كل بقعة ومنطقة في أرض الهند.
لم تتخلف مدينة دلهي عن مثيلاتها الهندية في هذا المجال وأنجبت هي أيضا عددا لا بأس به من العلماء الذين قدموا خدمات جليلة ومجهودات علمية غالية في تأليف السيرة النبوية وجوانبها المختلفة. هذه المقالة محاولة متواضعة لإبراز بعض هذه الأعمال القيمة التي خرجت من أقلام علماء دلهي في أدب السيرة النبوية باللغة العربية عبر القرون بدون الخوض في الإسهامات التي تمت باللغات الهندية الأخري، وتناول من العلماء من ولد ونشأ وتوفي في دلهي أو ولد ونشأ بدلهي ولكن توفي في مكان آخر غير دلهي أو ولد ونشأ في غير دلهي ولكن توفي في دلهي أو درّس أو تدرس في دلهي ثم عاد إلى مسقط رأسه. ومن أبرز هؤلاء العلماء:
- القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي (ت736ه): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبدالمقتدر بن محمود بن سليمان الشريحي الكندي، أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال. ولد الشيخ ببلدة تهانيسر، ونشأ بمدينة دلهي. وكان بارعا في الأدب والإنشاء. توفي سنة 736ه.
له قصيدة لامية مشهورة في مدح النبي– صلى الله عليه وسلم– استهلها بهذا الشعر:
ياسائق الظعن في الأسحار والأصل سلم على دارسلمى وابك ثم سل
وقد ذكر صاحب النزهة ٤٩ بيتا من هذه القصيدة، وقد عارض بهذه القصيدة “لامية العجم”.[1]
- أحمد بن محمد التهانيسري (ت820ه): هوالشيخ الفاضل أحمد بن محمد التهانيسري، أحد مشاهير علماء الهند، كانت له يد بيضاء في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الكندي الذي سبق ذكره وخرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور سنة ٨٠١ه واتجه إلى مدينة كالبي، وسكن بها، وتوفي فيها سنة ٨٢٠هـ، ودفن داخل قلعتها كما في “أخبار الأخيار” للدهلوي.
له قصيدة بديعة–وهي مشهورة بالقصيدة الدالية– في مدح النبي–صلى الله عليه وسلم– وقد بلغت من الروعة مكانا قصیا. قد ذكر صاحب “الأخيار” عشرین بیتا من هذہ القصیدہ كما ذكر صاحب النزهة ٤١ بیتا منها.[2]
- القاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي (ت849ه): هوالقاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي، أحد الأئمة بأرض الهند. ولد بدولت آباد دهلي، ونشأ بها، وتلمذ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي ومولانا خواجغي الدهلوي، فبرز في الفقه والأصول والعربية، وصار إمامًا لايلحق غباره. وسافر إلى مدينة جو نفور، وتوفي فيها سنة ٨٤٩ هـ.
وله شرح على “قصيدة بانت سعاد” المعروف بـ”مصدق الفضل” وهو يحتوي على ٢٤٢ صفحة وطبع من حيدرآباد في سنة ١٣٢٢هـ. وله أيضاً شرح علی “قصیدۃ البردۃ”.[3]
- الشیخ محمد بن یوسف الحسینی الدهلوي (ت825ه): هوالشیخ الإمام العالم الكبیر أبوالفتح صدرالدین محمد بن یوسف بن علی الدهلوي. ولد بمدينة دلهي سنة 721هـ، ونشأ بها ولازم دروس القاضی عبدالمقتدر بن ركن الدین الشریحی الكندی، وقرأ علیه سائر الكتب الدرسیة، وبرز في الفضائل، وتأهل للفتوی والتدریس، وجمع بین العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك. كان المرجوع إليه في علمي الروایة والدرایة، وخرج من دهلي في سنة ٨١١هـ في الفترۃ التيموریة، وذهب إلى غجرات، ثم إلى دولت آباد، فاستقدمه فيروزشاہ البهمني إلى غلبرج سنة ١٨١٥هـ، فسكن بها یدرس ویفيد، وتوفي فيها سنة٨٢٥ هـ.
له رسالة مختصرۃ في سیرۃ النبي صلی الله عليه وسلم.[4]
- الشيخ عبدالوهاب البخاري (ت932ه): هوالشيخ الصالح عبد الوهاب محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري. ولد في سنة ٨٦٩ هـ بمدينة ” أج “، ونشأ بها، وقرأ العلم علی صهرہ صدر الدین بن حسین بن كبیر الدین الحسینی البخاري، وأخذ عنه الطریقة، ولازمه مدۃ من الزمن. ثم انتقل إلى دهلي، وأقام بها مدۃ حیاته، وتوفي فيها سنة 932هـ.
له تفسیر القرآن الكریم قد ارجع فيه المطالب القرآنیة أكثرها، بل كلها إلى مناقب النبي- صلی الله علیه وسلم- وبین فيه أسرار المحبة ودقائق الوجد والغرام . وله أیضا رسالة في شمائل النبي-صلی الله علیه وسلم- وقصائد بالعربیة في مدحه.[5]
- مولانا عبد الأول الجونفوري (ت968ه): هوالشيخ العالم المحدث عبد الأول بن على بن العلاء الحسيني، أحد كبار الفقهاء الحنفية، كان أصله من زيد فور من أعمال جونفور، انتقل أحد آبائه إلى أرض الدكن، فولد ونشأ بها عبدالأول، وقدم دهلي في آخره عمره فعاش بها سنتين. وتوفي بها سنة ٩٦٨هـ .
له “مختصر في السير” لخصه من سفر السعادة للفيروز آبادي. وذكر له صاحب الثقافة الإسلامیة في الهند كتابا آخر باسم “كتاب الشمائل” في السیرۃ النبوية.[6]
- الشيخ عبدالعزيز الدهلوي (ت975ه): هوالشيخ الكبير عبد العزيز بن الحسين بن الطاهر العباسي الدهلوي، أحد كبار المشائخ الجشتية. ولد سنة ٨٩٨هـ بمدينة جونفور، وقرأ العلم علی الشیخ محمد بن عبد الوهاب البخاري الدهلوي وعلی الشیخ إبراهيم بن معینی الحسینی، وكان يدرس ويفيد في التفسير والتصوف لاسيما عرائس البيان وعوارف المعارف وفصوص الحكم وشروحها. وتوفي بمدينة دهلي سنة 975هـ.
وقد قام بشرح “الحقيقة المحمدية” لوجيه الدين العلوي الغجراتي.[7]
- الشیخ محمد واعظ الدهلوي الرهاوی (ت1071ه): هو الشیخ الصالح العالم محمد صدیق بن محمد صادق الحنفي الدهلوي، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ علی عبد الله بن عبد الباقی النقشبندی الدهلوي وأخذ عنه الطریقة. توفي سنة 1071.
له كتاب غير مطبوع بعنوان “جامع المعجزات” ويشتمل على 133 صفحة. ووفقا للدكتور زبيد أحمد إن المخطوط موجود في المكتبة الآصفية بحيدرآباد تحت الرقم 2/268. يشتمل هذا المخطوط على 157 معجزة من المعجزات النبوية المذكورة في كتب الأحاديث ولكن المؤلف لم يقم بذكر المصادر والمراجع التي استفاد منها خلال التأليف.[8]
- الشيخ عبدالحق بن سيف الدين الدهلوي (1052ه): هوالشيخ الإمام العلامة المحدث الفقيه شيخ الإسلام، عبدالحق بن سيف الدين بن سعد الله البخاري الدهلوي، كان عالماً كبيراً، ومحدثاً شهيراً. وهو أول من نشرعلم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً. ولد سنة ٩٥٨م بمدينة دلهي وتوفي فيها سنة ١٠٥٢هـ.
له كتاب “مطلع الأنوار البهية في الحلية الجلية النبوية” في السيرة النبوية. وقد ذكر له الدكتور زبید أحمد كتابا آخر بعنوان “تكملة مدارج النبوۃ” وقال إن مخطوطه موجود في خزانة كتب المخطوطات العربیة والفارسية المخزونة عند اسياتك سوسائتی بولاية بنغال تحت الرقم ١-٢٢٤.[9]
- الشیخ أحمد الفاروقی السرهندی (ت1034ه): ولد الشیخ في سنة 971هـ في السرهند وتعلم علی ید كمال الدین الكشمیری ویعقوب الكشمیری وعبد الرحمن المحدث، ثم سافر إلى دهلي فبایع علی ید الشیخ الخواجه باقی بالله هناك. توفي سنة ١٠٣٤هـ.
له رسالة بعنوان “إثبات النبوۃ” ألفها في الرد علی العلماء الذين ینكرون بنبوۃ محمد صلی الله علیه وسلم خاتم النبيین ولا یؤمنون به نبیا بل يعتبرونه مصلحا للأخلاق فقط.[10]
- الحكيم محمد أكبر الدهلوي (1129ه): هوالشيخ الفاضل الكبير محمد أكبر بن محمد مقيم الدين الحنفي الدهلوي، كان نادراً من نوادر الزمان في سعة العلم وصلاح العمل وخلوص النية، درس وأفاد مدۃ عمرہ، وصنف كتبا كثيرۃ، ودأوی المرضی ابتغاءا لوجه الله، انتفع به وبمصنفاته خلق كثیر، وتوفي في سنة ١١٢٩هـ.
له كتاب “تلخيص الطب النبوي”.[11]
- الشاه ولي الله بن عبدالرحيم الدهلوي (ت1176ه): هوشيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبدالرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي، ولد سنة ١١١٤هـ في أيام عالمغير. وكان عالماً نابغاً عبقرياً ومجدداً ومصلحاً، وقد جمع من العلوم الدينية من الحديث والتفسير والفقه والعلوم الحكمية والمعارف الربانية مالم يتيسر إلاّ للعلماء القلائل في تاريخ الثقافة الإسلامية عبر القرون، وهيأه الله لتلك الحركة العلمية والإصلاحية التي لانظير لها في تاريخ الهند. توفي سنة 1176هـ.
له قصائد عديدة في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم، كما له كتاب “أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم” شرح فيه بائيته[12]
- القاضي محمد ثناء الله الفانی بتي المظهری (1225ه): هو الشیخ المفسر المحدث المحقق القاضي محمد ثناء الله الفانی بتي المظهری، ولد ببلدة “فاني بت” لسنة 1147هـ. ونشأ فيها وحفظ القرآن وقرأ العربية أياما على أساتذة بلدته، ثم دخل دلهي وتلقی العلوم العقلیة والنقلیة من الإمام الشاہ ولی الله الدهلوي، واكتسب فيضا روحانیا من الشیخ مرزا مظهر جان جانان الشهيد الدهلوي، وبایع علی یدہ. وله تفسیر شهير للقرآن الكریم باللغة العربیة ویعرف باسم “تفسیر المظهری”، وتوفي سنة ١٢٢٥هـ ببلدة فاني بت.
له كتاب بعنوان “تقدیس والدی المصطفى–صلى الله عليه وسلم–” أثبت فيه إیمان والدی المصطفى–صلى الله عليه وسلم– وتقدیس نسبه. وله أیضا مخطوط باسم “اللباب”، وهو في صفات النبي وتعامله التجاری وطراز حیاته اليومیة ومجموعة من عباداته ووصایاہ وقضایاہ. وهو ملخص الجزء الثالث من كتاب “سبل الهدی والرشاد” لشمس الدین أبي عبد الله محمد بن یوسف الصالحی وأمرہ بتلخیصه مرشدہ مرزا مظهر جان جانان(ت١١٩٥هـ) ونسخته موجودۃ في مكتبة بوهار بالهند.[13]
- مولانا أمين الله العظيم آبادي (1233ه): هو الشيخ الفاضل الكبير أمين الله بن سليم الله بن عليم الله الأنصاري العظيم آبادي، أحد العلماء المشهورين في شرق الهند، له يد بيضاء في المنطق والحكمة والأدب. ولد بـ نغرنهسة، وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى إله آباد، وأخذ العلم والحكمة عن الشيخ محمد قاسم الإله آبادي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وولده عبدالعزيز، ثم رجع إلى بلاده، وولى التدريس في المدرسة العالية بكولكاتا، فدرس بها مدة عمره، وأخذ عنه خلق كثير، وتوفي سنة ١٢٣٣هـ.
له “القصيدة العظمى” في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم.[14]
- الشيخ عبدالعزيز الدهلوي (ت1239): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث عبدالعزيز ولي الله بن عبدالرحيم العمري، الدهلوي، سيد العلماء في زمانه وإبن سيدهم، لقبه بعضهم “سراج الهند” وبعضهم “حجة الله”، ولد في سنة ١١٥٩هـ، وتوفي سنة ١٢٣٩هـ.
له قصائد عديدة في مدح النبي–صلى الله عليه وسلم– كما له رسالة في المعراج، وكتيب بعنوان “عزيز الاقتباس في فضائل أخيار الناس” فيه جمع المؤلف الأحاديث والآثارة الواردة في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل بيت النبي–صلى الله عليه وسلم– وتوجد منه نسخة خطية في مكتبة المخطوطات الشرقية بـ حيدرآباد– وهو يقع في خمس صفحات، بالقطع الصغير الهندي.[15]
- مولانا عالم على المرادآبادي (1285ه): هوالشيخ العالم المحدث عالم على بن كفايت على بن فتح على الحسيني المرادآبادي، أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بـ”نكينة” وسافر للعلم إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ مملوك العلى النانوتوي، وقرأ الحديث على إسحاق بن أفضل العمري، ثم أقبل على الطب والحديث إقبالاً كليا،ً وسكن بمرادآباد، وأخذ منه خلق كثير من العلماء. وتوفي سنة ١٢٨٥هـ .
له رسالة في فضائل النبي – صلى الله عليه وسلم.[16]
- مولانا قطب الدين الدهلوي (1289ه): هوالشيخ العالم الصالح الفقيه المحدث قطب الدين بن محي الدين الحنفي الدهلوي، أحد كبار الفقهاء، اشتهر بمعرفة الفقه، وانتفع الناس بدروسه وفتاواه وبمصنفاته المفيدة. سافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره، فتوفي بـ “مكة المكرمة” سنة ١٢٨٩هـ.
له كتاب “الطب النبوي”.[17]
- الشيخ مرتضى بن محمد البلغرامي (1205ه): هوالشيخ الإمام العالم المحدث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلغرامي، نزيل مصر ودفينها المشهور بالزبيدي، وهو صاحب “تاج العروس” شرح القاموس، ولد بمحروسة “بلغرام” سنة ١١٤٥هـ. واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً ثم خرج إلى سنديله، وخيرآباد، وقرأ على أساتذتها، ثم سافر إلى دلهي وأخذ عن الشيخ ولي الله الدهلوي ثم سافر إلى الحجاز، وأقام بزبيد، دارة علم معروفة باليمن، وأخذ من علمائها، ثم سافر إلى مصر، وأقام بها طول حياته حتى مات سنة ١٢٠٥هـ.
له رسالة باسم “العقد المنظم في أمهات النبي”.[18]
- مرزا محمد غياث الدهلوي (ت 1228ه): له تلخيص تاريخ الطبري.[19]
- مولانا كرامت العلى الدهلوي (1277ه): هوالشيخ العالم المحدث كرامت العلي بن حياة على الإسرائيلي الشافعي الدهلوي، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بـ”دهلي”، وقرأ العلم على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، والشيخ فضل إمام بن محمد أرشد الخيرآبادي، ودرس بـ”دهلي” مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدرآباد، فولى العدل والقضاء، فاستقل به عشرين سنة، وتوفي سنة 1277هـ بـ”حيدرآباد” فدفن بها.
له كتاب مشهور في السيرة النبوية بعنوان “السيرة المحمدية والطريقة الأحمدية”. هذا عمل ضخم مطبوع (اسم المطبع غير مذكور) يشتمل على ٦٠٠صفحة، وتم تاليفه قبل الثورة الهندية الكبرى (1857م) مباشرة تحت إشراف نظام حيدرآباد، وقد أهدى المؤلف هذا الكتاب إلى رئاسة نظام حيدر آباد. والكتاب ذو قيمة بالغة في الموضوع.
هذا الكتاب ملخص غير مخل للسيرة الحلبية للشيخ علي بن برهان الدين الحلبي مضيفا إليها جملة صالحة من كتب الحفاظ الجهابذة وبعض ما سمعه من المشائخ الأساتذة. ولو أن هذا اللكتاب ملخص لما جاء في الأحاديث وما ألف المؤلفون في السيرة ولكنه من أضخم ما ألف علماء شبه القارة الهندية بالعربية في السيرة النبوية. وقد قام بعض العلماء الأجلاء بتقاريظ على هذا الكتاب منهم محمد ابراهيم بن الصباح الحيدرآبادي (وهو من معاصري المؤلف) وعلي عباس جرياكوتي الغازيبوري (الذي أنشد منظومة طويلة في مدح هذا الكتاب) ومحمد بن قاسم بن تراب علي حيدرآبادي (من معاصري المؤلف). طبعت تقاريقظهم وضمت في بداية الكتاب قبل المتن. ويقول د/ زبيد أحمد عن هذا الكتاب “وليس هذاالكتاب مجرد جمع الحوادث والوقائع بل إن المؤلف قد بذل جهداً كبيراً في تمحيص جميع الروايات والوقائع والإمعان فيها. ولايمكن اعتباره عملاً نقدياً وفقاً للأسس الجديدة للنقد، إلاّ أنه في نفس الوقت لايضمن الأحاديث الموضوعة، والضعيفة عند العلماء المسلمين.
وله أيضاً كتاب آخر باسم ” ذيل السيرة “. ووفقا للدكتور زبيد أحمد يوجد لهذا الكتاب نسخة في المكتبة الآصفية بحيدرآباد-الدكن تحت الرقم 4/380.[20]
- الشيخ رفيع الدين الدهلوي (ت1233ه): هوالشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهاب بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ولد بمدينة دهلي ونشأ بها، واشتغل بالعلم على صنوه عبدالعزيز، وقرأ عليه ولازمه مدة، وبرع في العلم، ودرس وأفتى، وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، واعترف بفضله علماء الآفاق. توفي بـ “دهلي” سنة ١٢٣٣هـ.
وله رسالة في “ميلاد النبي” ورسالة أخرى في إثبات شق القمر.[21]
- محمد بهادر علي خان الدهلوي (ت 1253ه): له كتاب غير مطبوع بعنوان “أمير السير في حال خير البشر ” كما ذكره الدكتور زبيد أحمد نقلا من فهرسة مكتبة رضا برامفور رقمه 652 في الفهرسة.[22]
- الشيخ عبد الله الإله آبادي: هوالشيخ العالم المحدث عبدالله الصديقي الإله آبادي، أحد كبار العلماء من القرن الثالث عشر الهجري. ولد ونشأ بـ”مئو” واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، وكان قليل الدرس كثيرالتصنيف.
وله كتاب “الإعجاز المتين في معجزات سيد المرسلين” وهو ترجمة “الكلام المبين” للمفتي عنايت أحمد بالفارسية.[23]
- نواب صديق خان القنوجي (1307ه): هو السيد الشريف صديق حسن بن أولاد حسن بن أولاد على الحسيني البخاري القنوجي، صاحب مصنفات شهيرة ومؤلفات كثيرة.
ولد في سنة ١٢٣٨هـ ببلدة “بانس بريلي” موطن جده لأمّه المفتي محمد عوض العثماني البريلوي. وفي سنة ١٢٦٩هـ سافر إلى دهلي للحصول على العلم وقرأ هناك الكتب المقررة في العلوم المتداولة، ثم سافر إلى بلدة “بوفال” المحروسة للاسترزاق، وتزوجته ملكة “بوفال” “شاهجهان بيغم” لما علمت من شرف نسبه، وغزارة علمه، واستقامة سيرته. وتوفي الشيخ سنة 1307هـ.
وله كتاب في السيرة النبوية باسم “الكلمة العنبرية في مدح خير البرية”.[24]
- المولانا عبد الرحيم الدهلوي (ت1305ه): هوالشيخ الصالح عبد الرحيم القادري الدهلوي، أحد المشايخ المعروفين في الهند، ولد ونشأ بدهلي، وتوفي فيها سنة ١٣٠٥هـ. وله كتاب “رحمة الرحيم في ذكر النبي الكريم”.[25]
- الشيخ عبيد الله بن عبدالقدير البلياوي (1408ه): وُلد الشيخ بـ شيخو فور من مديرية “بليا” بولاية أترابراديش سنة ١٣٣٩هـ، وتوفي بدهلي سنة ١٤٠٨ه. وله كتاب بعنوان “الدلائل للسنن العادية” جمع فيه المؤلف الفاضل سائر عادات النبي-صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه ومعاملاته بالإضافة إلى الإحالة على الأحاديث المذكورة فيها هذه السيرة المباركة، ولكن الكتاب لم يطبع حتى الآن.[26]
- مولانا محمد محدث جونا كرهي (١٣٦٠ه): ولد الشیخ بـ جونا كره بمدینة كاتهيا وار، وكان ینتمی إلى قبیلة میمن. سافر إلى دهلي سنة ١٩١٢م في اكتساب العلم. وقد قام الشيخ بترجمة تفسیر ابن كثیر وإعلام الموقعین لابن قیم الجوزی إلى الاردیة. توفي في سنة ١٣٦٠ه/١٩٤١م وهو ابن خمسین سنة.
وله كتاب “خطبات محمدی” جمع فيه ٩٩٥ خطبة للنبی الكریم. إن متون الخطبات بالعربیة، وتراجمها مع المباحث التفسیریة بالأردیة.[27]
- السید عبدالأول بن علی بن العلاء الحسینی الدهلوي (تاريخ الميلاد والوفاة غیر معلوم) ذكر له السید عبدالحي اللكنوی كتابا بعنوان “كتاب الشمائل” في كتابه “الثقافة الإسلامیة في الهند”، وقال إنه كتاب بالعربیة في السیرۃ النبویة أی في الشمائل المحمدیة علی صاحبها الصلاۃ والسلام.[28]
- الدكتور نثار أحمد الفاروقي: له كتاب بعنوان “أهمية السيرة الطيبة لعالم البشرية” طبع من المطبعة السلفية-بنارس في سنة 1991.
- فاضل بن عارف الدهلوي: ذكر له الدكتور زبيد أحمد مخطوطا بالعربية بعنوان “الجواهر المضيئة في حلية خير البرية” يوجد في مكتبة انديا آفس تحت الرقم 366 إلا أن الدكتور لم يذكر أحوال المؤلف سوى اسمه.[29]
هذا استعراض وجيز لإسهامات علماء دلهي القيمة ومجهوداتهم العلمية الغالية في تأليف السيرة النبوية باللغة العربية. والمعلومات المقدمة في هذه المقالة تشير إلى أن الكتاب والمؤلفين الدهلويين ذهبوا إلى اتجاهات مختلفة في تأليف السيرة النبوية، فمنهم من ألفوا فيها كتباً كاملة مستقلة، ومنهم من تناولوا جانباً من جوانبها المختلفة كـ”شمائل النبي” و “مولد النبي” و “وفاة النبي” و “معراج النبي” وغيرها، ومنهم من ألفوها نثراً ومنهم من نظموها شعراً، ومنهم من ألفوها أصالة ومنهم من لخصوها أو شرحوها أو ترجموها. وفي حين أن هذه المجهودات العلمية تستحق كل العناية والتقدير، من المناسب أيضاً أن نعترف بأن عدد الكتب الكاملة المستقلة التي ألفها علماء دهلي في السيرة النبوية باللغة العربية ضئيل ضئيل جداً بالنسبة للكتب التي تتناول جانبا من جوانب السيرة النبوية. وفي الواقع لا نجد غير كتاب واحد يتناول السيرة النبوية بجوانبها المختلفة وهو كتاب “السيرة المحمدية والطريقة الأحمدية” لمولانا كرامت علي الدهلوي. بالرغم من كل ذلك، لا تتقلل أهمية ما قدم علماء دلهي من إسهامات قيمة ومجهودات علمية في أدب السيرة النبوية باللغة العربية ومالعبوا من دور عظيم في ترويجه في الهند.
[1] سيد عبد الحئي الحسني: نزهة الخواطر2 / ٤٥ – ٤٦، مطبع دائرة المعارف العثمانية 1957م
[2] نزهة الخواطر 2/ 73
[3] نزهة الخواطر 3 /233، أيضاً مجلة “تحقیقات اسلامی ” مقالة :هندوستان میں عربی سیرت نگاری /ڈاكٹر محمد صلاح الدین العمری ابریل یونیو1997 ص:٢٦
[4] نزهة الخواطر 3/277
[5] نزهة الخواطر 4/199
[6] سيد عبد الحئي الحسني : نزهة الخواطر 4/359 والثقافةالإسلامیة في الهند للمؤلف نفسه90، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1983
[7] نزهةالخواطر٤/١٦٣
[8] عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 393
[9] نزهةالخواطر5/283
د/ زبيد أحمد: عربی أدبيات ميں پاك وهند كا حصه، ص392 اداره ثقافت اسلامية، لاهور، باكستان
[10] نزهة الخواطر 5/480، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 113(رسالة الدكتورۃ قدمها الباحث محمد إرشاد بقسم اللغة العربیة بجامعة بنجاب، لاهور، باكستان 2006)
[11] نزهة الخواطر ٦/٢٨٩
[12] نزهة الخواطر 6/410
[13] نزهة الخواطر 6/942، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 217
[14] نزهة الخواطر 7/96
[15] نزهة الخواطر 7/96، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص 197
[16] نزهة الخواطر 7/255
[17] مجلة “تحقیقات اسلامی ” مقالة :هندوستان میں عربی سیرت نگاری /ڈاكٹر محمد صلاح الدین العمری ابریل یونیو1997 ص:٢٦
[18] نزهة الخواطر 6/1110
[19] تحقیقات اسلامی ص 43
[20] تحقیقات إسلامی ص ٤٣، عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 393
[21] تحقیقات إسلامی ٤٣
[22] تحقیقات إسلامی ٤٣
[23] نزهة الخواطر 7/277
[24] نزهة الخواطر ٨/202، وأيضا محمد مستقيم السلفي، جماعت أهلحدیث كی تصنیفي خدمات ٥٢٥، الجامعة السلفية بنارس ط1 1992م
[25] نزهة الخواطر 8/266،
[26] مساهمة الهند باللغة العربیة في أدب الحدیث النبوی 3/340 (رسالة الدكتورۃ قدمها الباحث محمد خالد علی بقسم اللغة العربیة بالجامعةالملیة الإسلامیة بد لهي الجدیدة ١٩١٢)، أيضاً تحقیقات اسلامی 47، أيضاً أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية
[27] إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص190
[28] تحقیقات إسلامی 46، الثقافة الإسلامیة في الهند ص90
[29] عربي ادبيات مين باك وهند كا حصة ص 336، أيضاً إسهامات علماء شبه القارة في آداب السيرة والتاريخ والتراجم بالعربية ص228