Main Menu

هزة الفرح و الطرب

الدكتورة سميه رياض الفلاحى

جامعة على كره الإسلامية

يجلس على مقعده فى البهو و هو يفكر في شهر القرآن و ترتيبه فى الأمور فى الشهر حتى يقرع الباب أحد فيتوجه فجأة و يأذنه للدخول عليه .

تفضل !

و كان يسعد برؤيته على الصباح و يشرق وجهه بنور متلالئ و يقوم لاستقباله بوجه منير.

كيف أتيت هنا فى صباح مبكر؟

أنا كنت مضطراً بما أننى قد حرمت من وظيفتى فى الشركة و أنا كالشحاذ الآن ، ليس عندى نقود و لا أموال و نحن فى مستهل رمضان. درت فى البلاد للوظيفة و عانيت من صعوبة السفر ولكن رجعت بلا جدوى.

لا تقلق !

بيتى مفتوح لك و مائدتى واسعة لكل من يحتاج .

أنا لا أعرف الشكر لك و أنت حللت المشاكل و أنا اعتقدك رب الأسرة له يد طويل.

ليس بحاجة الشكر و أنا عبد الله منحنى الفوز و أعطانى أموالاً طائلة فعلى الحق أن أساعد عباده و لا افتخر به فلا تخجلنى بالندم.

كان سريع الفكر و صالح التوجيه و صابح الوجه و ابيض اللون و شعره أقرع نصف و سديد الرأى ، لا يمشى بقدم إلا بتوجيه جديد و فكر غال ، يرفع رأسه و هو يتفكر فى حقوق الله.

احمد الله على ما أعطاني ، ما ليس لى بقدرة ، هو رب الأرباب.

أنت لا تزعج و أنت تتجشم من خسارة التجارة فى هذا العام؟ سألته بنتها.

الله كريم . أجابها بهدوء.

و من يتوكل على الله فهو حسبه. و يرزقه من حيث لا يحتسب.

قام ورحل إلى الخارج .

تنظر إيمان إليها و لم تنبس بكلمة و تفكر فى الآية الكريمة.

نعم! حسبنا الله ونعم الوكيل يا أبى. همهمت إيمان.

كان يحدق فى المحلات التجارية و يمشى على الممرات.

و كان يدور حول المحلات حتى جاء أحد أصدقائه مرحا و كان يستهزأ به أنا أفعل ما أشاء. سر فى سبيلك و لو أنك تختار سبيل الحرام . فعليك أن تضيق أيديك و اسلب المال من حيث تجد.

أستغفر الله العظيم.

بل الله يفعل ما يشاء و يرزق من يشاء بغير حساب. أجابه بالاطمئنان.

قد أصابك الجنون. سخر منه صديقه.

و لكنه يرسخ قدميه بدون التهزئة و يسير في سبيله متفكرا فى الكون و قدرة الله على تخليقه .

هل فكرت يا أخى أن تختار السبيل من حيث تجمع الكنوز الثمينة؟

لا أبدأ!

هو ربى الله و هذا شهر البركة المثمرة فأنا اتوكل على الله و يخرج السبيل من حيث لا احتسب. قال و اطمئن فى سيره.

سار ولا يزال يفكر فى قول صديقه و يلعنه .

و جاء رجل غريب لا يمتلك نقودا دون ملبس و مأكل يومى.

فساعده بعضد قوى وأنفق ماله فى تكميل احتياجات و وضعه عنده كعامل و لو أنه كان يمس بالضيق ولكنه لم يبالي بالضيق و سار متوكلا على الله.

و تتابعت الأيام….

و سار فى سبيله بدون قلق متوكلا على الله.

لقى صديقه الذى نصحه لاختيار سبيل الغى بعد سنوات و هو فى حالة غائرة.

ماذا أصابك يا أخى؟

والله أنى انتهبت !

قد خسرت فى التجارة ولا امتلك أى نقد و أصبحت كفقير مضطر الذى يمد أيديه أمام الناس!

والله، قد خسرت أنا!

وسوس إلى الشيطان فانتزعه منى!

وذرفت عيناه بالندامة و اليأس.

وكاد يبكى ويضحك كالمجنون .

لا تزعج نفسك يا صديق!

قد رجعت إلى ربك فهو يخرج السبل .

و كان يسليه و يعطيه النقود ….

و بعد أيام عديدة و هو يقدم بالتشويق لاستقبال شهر رمضان الثانى…..

و يأمل أن ربه سيجبر كسره و يصلح قواه الذى قد انكسر فى السنوات الماضية  فى هذا الشهر القادم و هو يفكر فى وعد الله.

سار بقدم و يفكر و يمشى بدون التضيق.

كان يمشى فى البهو و يحدق فى أوانى الزهور الجميلة المتلونة…..

و سمع رنين الجوال و رفع .

من يتكلم؟ سأله….

أنا مالك الشركة للفوجى و الف التهانى و التبريكات!

ولكن لماذا؟

تحير و تعجب ….

أنت تستحق التقدير و تحصل على الجوائز الغالية تقدر ثلاثة آلاف دولار أمريكي.

هل أنت تسخر منى؟

لا!

و لماذا أنا اسخر منك و أنت صاحب التجارة معى؟

قد حصلت على جوائز .

الحمدلله الذى أعطانى و اتوكل عليه .

و هز رأسه بالفرح والطرب و رتل الآية الكريمة ” و من يتوكل على الله فهو حسبه.