Main Menu

تركي الحمد وأعماله الروائية: دراسة وصفية

إرشاد مرزا

باحث بقسم اللغة العربية وآدابها

الجامعة العالية، كولكاتا، الهند

Abstract:

Until the establishment of Saudi Arabia in 1932, the real concept of the novel in Saudi Arabia was quite unknown even to the educated ones. After establishment, Saudi Students went abroad on scholarships, particularly to Egypt, from where they returned with the concept of this literary genre and started writing. However, this process of experimenting with the novelistic form only became visible on the Arab literary scene during 70s and 80s, when late Abdel RahmanMunif, Ghazi al-Qusaibi, and living legend Turki al-Hamad have come to the scene. Throughout his novels, Turki al-Hamad tried to openly discuss and putting comments on the sensitive issues in Saudi society like religion and sex torevealing the truth about an obscure and hidden world to an international audience, despite being ostracized by the state. Besides, he desperately attempted to grant a voice to a previously repressed generation and called for reform in Saudi politics and society. And after Munif, Turki Al-Hamad becomes the second novelist of Saudi origin to be presented to British readers. His novel Adama was translated in English by Robin Bray in 2003, and Shumaisi was translated by Paul Starkey in 2005.

Keywords:Turki Al-Hamad, Writing Journey, Writing Style, Novel Works.

 

ملخص البحث:

لم يكن هناك مفهوما حقيقا عن الرواية في المملكة العربية السعودية حتى تأسيسها عام 1932م، وبعدها سافر الطلاب السعوديون إلى الخارج في بعثة للدراسة العليا، خاصة إلى مصر، فعادوا منها بمفاهيم أدبية ونقدية جديدة. وحاولوا كتابة الرواية بلغتهم الأم العزيز. ومن بين هؤلاء كان عبد القدوس الأنصاري أول صاحب الرواية في السعودية بكتابة “التوأمان”. وأصبحت الرواية السعودية أكثر من مجرد فضول في السبعينيات والثمانينيات، مع ظهور كتّاب مثل هدى الرشيد، وعبد العزيز مشري، وأمل شانتا، وحمزة بقري، وعبد الرحمن منيف، وغازي القصيبي، وتركي الحمد وغيرهم.وبدأ الدكتور الحمد يدعو خلال رواياته إلى الإصلاح في السياسة والمجتمع السعودي، واهتم بكتابة الروايات عن العرب في القرن العشرين. هكذا انعكست في كتابته التغيرات في الحياة الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية. والدكتور الحمد هو ثاني أشهر روائي سعودي بعد عبد الرحمن منيف قامت بترجمة روايته إلى اللغة الانجليزية. روايته العدامة قامت بالترجمة الانجليزية بكاتب روبن بري، والشميسي قام بترجمتها إلى الانجليزية الكاتب بول ستركي.

الكلمات الإفتتاحية: تركي الحمد، مسيرته الأدبية، أسلوبه الأدبية، أعماله الروائية.

أنجبت المملكة العربية السعودية عديدا كبيرا من الشخصيات البارزة الذين لعبوا دورا هاما في تطوير اللغة العربية وأدابها في المملكة نثرا وشعرا وقصة وروائية. ومن هؤلاء والأدباء والشعراء والروائيين الكبار الدكتور تركي الحمد الذي تفتخر به المملكة، وهو من هؤلاء الروائيين أصبحت الرواية السعودية من مجرد فضول مع ظهورهم في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. والدكتور الحمد هو مفكر ومحلل سياسي وصحفي وأكاديمي وروائي سعودي، وأحد رموز ما يصطلح على تسميته بالتيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية. واشتهر بثلاثيته “أطياف الأزقة المهجورة” التي نشرت لأول مرة عام 1997م. ويحمل الآن الحنسيتين- السعودية والأمريكية.[1]

حياته ونشأته:

هو أبو طارق تركي حمد تركي الحمد البريدي آل مشرف الوهيـــبــــي الــتميــمـــــي المعروف بتركي الحمد، ولد في العاشر من مارس من العام 1952م في مزار الكرك بالأردن لأسرة قصيمية سعودية تنتمي إلى تميم من جماعة العقيلات، ثم انتقلت وسكنت بالمنطقة الشرقية، وعلى وجه التحديد بالدمام.

وقد عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينات والسبعينات الميلادية بالدمام. وهي المرحلة التي عاش فيها العالم العربي تحولات فكرية وسياسية متضارية وأحزاب قومية متناقضة من القومية والناصرية والبعثية إلى الاشتراكية والشيوعية وغيرها من الأحزاب طوال القرن الماضي في العالم العربي، التي تسيد القوميون الحياة السياسية والاجتماعية: عبد الناصر في مصر، والبعثيون في سوريا والعراق، وحالة حراك واسعة تؤيد الفكرة بكل الأقطار العربية.

عائلته:

والدكتور الحمد هو الأردني المولد والسعودي الأصلي في العائلة والنسب، كان والده حمد يعمل في شركة الزيت العربية الأمريكية-أرامكو البترولية، وكانت أمه حيّا ربة البيت. والدكتور الحمد تزوج مع ثمينة سليمان العمر، ورزق الله له منها ستة أولاد، أربعة أبناء هم طارق، المولود عام 1978م (والآن هو في ذمة الله[2])، وهو متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؛ ونضال، وهو متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؛ وحمد المولود في سنة 1984م، وكان من خريجي جامعة الملك فيصل وحاصل على الماجستير من كندا[3]. وقد توفي وهو 28 عاماً، في حادثة مروري في العاصمة الإمارتية أبو ظبي. وقد وقع الحادث بعد عودته من كندا حاملاً شهادة الماجستير[4]، وأصغرهم محمد المولود عام 1995م؛ بالإضافة إلى ابنتين، هما: شريفة[5] وإيمان.[6] وتعلم الدكتور الحمد أبناءهم في أرقى الجامعات.

وبالنسبة للدكتور تركي الحمد، أعظم هدية قدمها لك القدر هي: والده المحب وأمه الحنون؛ وأطفاله الذين يبقون أطفاله مهما تقدم بهم العمر. وبينما أطفاله هم قريبون من قلبه، فليس لهم الخطوة الحمراء عنده منذ بداية التربية، بل كل شيء قابل للطرح، وكل شيء قابل للنقاش عنده. فأترك الحمد أبناءهم بعقولهم وحرية اختيارهم، بعد تأسيس جيد لهذ العقول بالمعرفة والقيم السامية، التي لا تخرج عن ثلاثية الحب والخير والجمال. ويحاول الدكتور الحمد أن يغرس في أبناءهم هذه القيم سلوكاً وعملاً، ويجعلهم يستمعون بمناهج المعرفة والتفكير المنطقي السليم، ثم بعد ذلك هم وشأنهم، حتى لو خالفوه في توجهاتهم.[7]

تعليمه:

ولد الحمد في الأردن، ثم انتقلت عائلته وهو طفلا إلى الدمام، في المحافظة الشرقية بالسعودية،  حيث أنه حصل على تعليمه الإبتدائي والثانوي. وقد كان للحمد اهتمامات وقراءات في الأفكار المختلفة مثل البعثية والقومية والناصرية والشيوعية وغير ذلك، التي أدت به في النهاية إلى الانضمام لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو في الثانوية العامة. ورغم حداثة عمره أنه تدرب على كل تكتيكات العمل السري. وبعد إنتهاء الثانوية العامة بشق الأنفس، في عام 1971م، أنه وصل تاركا وراءه المنطقة الشرقية العابقة برائحة وذكريات الطفولة إلى الرياض قادما من الدمام للالتحاق بجامعة الرياض الملك سعود حاليا.[8] كان والده يرغب أن يلتحق بكلية البترول والمعادن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليا، ولكنه كان يريد دراسة الاقتصاد والسياسة، ولم يكن هذا التخصص متوفراً في كلية البترول، فقرر شدّ الرحال إلى الرياض، رغم حبّه للمنطقة الشرقية العابقة برائحة وذكريات الطفولة.[9] وألقى القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود (الرياص سابقا)، وذلك بعد كشف التنظيم الذي انضم به خلال الدراسة الثانوية في الدمام، وبقي في السجن السياسي[10] ما يقرب من سنتين. وهي مرحلة بكل تفاصيلها تركت على ملامحه الفكرية والنفسية تغيرات لن تمحى. وعلى أية حال،  وأنه قضى أربعة أعوام من أجمل حياته في هذه الجامعة، وتخرج بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في الإقتصاد والعلوم السياسية عام 1975م ، فعيّن معيدا في الكلية.[11]

وبعد سنة أنه سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الماجستير والدكتوراه. فأكمل دراسة الماجستير في العلوم السياسية في جامعة كولورادو عام 1979م، ثم انتقل إلى كاليفورنيا وحصل على درجة ماجستير ثانية لاستكمال متطلبات الدكتوراه متوجها رحلته الأكاديمية بنيله لدرجة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1985م. وتخرج منها متخصصا في النظرية الصهيونية.

وقضى تركي الحمد في أمريكا أكثر من تسع سنوات بقليل.[12] وتسع سنوات أثرته فكريا وثقافيا بشكل لا يقارن بما اكتسبه خلال عمره كله، والأهم من كل ذلك، تحرر الحمد من أسر الأيديولوجيا إلى حد بعيد.

حياته العملية:

بدأ الدكتور تركي الحمد حياته العملية معيداً في الكلية،[13] وذلك بعد تخرجه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في الإقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الرياض عام 1975م . وبعد سنة أنه سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة، وهناك مكث ما يقارب العشر سنوات، وعاد بأفكار وتصورات مختلفة، وهو ما يفسر رضا السلطة عنه، إذ تم تعيينه في جامعة الملك سعود أستاذاً في قسم العلوم السياسية في عام 1985م، وظل مدرّساً لمدة عشر سنوات[14]، من 1985م إلى 1995م، ثم تفرغ للتأليف والكتابة بعد طلبة للتقاعد المبكر عام 1995م، في كل صحف السلطة المقربة من الأسرة الحاكمة.[15] وسألتمجلة “الفيصل” فيمقابلتهاتركيالحمدعنسببطلبهللتقاعدالمبكرمنالجامعةوتفرغه منالكتابة،فقال:”لأنيشعرتأنأأستطيعأنأنتجفكرياًخارجالجامعةأكثرممالوبقيتداخلالجامعة،وأناأقوللكمبصراحةشديدةجداً:إنالجامعاتالعربيةبشكلعامتحولتإلىنوع منالقيدعلىالفكر…”[16]

ومن حيث الأستاذ الجامعي والأكاديمي الكبير هناك ثلاثة أركان عند تركي الحمد يقوم عليها التعليم الجيد: المنهج، والمعلم، والمدرسة.[17] من ناحية المنهج، يقول الدكتور الحمد علينا أن نهدم كل فكر وفكرة تنافي العقل في الكتاب المدرسي. ثم يجب أن نحاول تنقية عقول النشء من الخرافات والأوهام والخزعبلات والأساطير التي حشيت بها عقولهم على مر السنين على أنها حقائق وما هي بحقائق. سوف يكون التركيز في التعليم على العقلانية والمنطق، والتفكير الحر. ليس هناك خطوط حمراء، ولا امور لا تقبل النقاش على أنها ثوابت- الفلسفة، والموسيقى، وعلم الأخلاق، وتنمية ملكات التفكير والنقد لدى الطالب، والقراءة الحرة. سوف تكون جزء من مرحلة دراسية. والمعلم هو الوسيط بين الطالب والفكرة، ولذلك لا يمكن قيام نظام تعليمي متطور. لمعلم ذي عقل عشعشت فيه الأوهام والقيم البالية المعيقة لكل انطلاق حر. وأما بالنسبة للمدرسة، بل وكل المؤسسات التعليمية، فيجب أن تكون نموذجاً للمجتمع الجديد الذي ترومه، من خلال ممارسة وتجسيد تلك القيم النبيلة، في العلاقة بين الطالب والمعلم، وفي العلاقة بين الطالب والطالب، وفي البيئة العامة للمدرسة، حيث يسود الهواء الطلق، بعيداً عن كل تلوث سابق.[18]

مسيرته الأدبية:

قد بدأ مسيرة الدكتور الحمد الكتابية كاتبا في جريدة الرياض، ثم انتقل إلى كاتب في جريدة الشرق الأوسط منذ عام 1990م. ثم توقف لفترة عن الكتابة. ذلك الوقت، انتقد رؤساء تحرير الصحف السعودية المنتمين إلى التيار والفكر الليبرالي “لرفضهم نشر مقالاته عبر صحفهم، واصفاً إياهم بالمتخاذلين أثناء المجابهة مع التيار الإسلامي خوفا من الإستغناء عنهم في عملهم”.[19] ووصف التيار الليبرالي السعودي وبأنه غير ناضج أو واع بسبب أن الليبرالي مصنف من قبل التيار الإسلامي بأنه غير مسلم أو إسلامي، مشيراً إلى أن كل المصنفين تحت مظلة الليبرالية في البلاد ليسوا ليبراليين. واتهم تركي الحمد صحيفة الشرق الأوسط بأنها تخلت عنه ورفضت نشر مقالاته دون أن يعرف السبب.[20] والآن أنه يكتب صحفيا في صحيفة الوطن السعودية.

ولكن مسيرته الكتابية كمؤلف بدأت بالكتاب الموسوم “الحركات الثورية المقارنة” عام 1986م، ولو هذا العمل أنه قام بترجمته. وكتبه المؤلف توماس جرين، هو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة عام 1984م. ثم صدر عام 1992م، كتابه الثاني “دراسات أيديولوجية في الحالة العربية”، وهو مجموعة من الدراسات. ثم جاء “الثقافة العربية أمام تحديات التغيير” عام 1993م. وفي سنة 1995م صدر كتاب آخر بعنوان “عن الإنسان أتحدث.”

بعد كتابة هذه الكتب الفكرية والسياسية والثقافية، اتجه الدكتور الحمد إلى كتابة الرواية، وصدرت ثلاثيته الموسومة “أطياف الأزقة المهجورة”، وهي تحتوي على ثلاث روايات مترابطة، وهي: العدامة، التي قامت بالطباعة عام 1997م؛ والشميسي، قامت بطباعة عام 1998م؛ والكراديب، صدر عام 1998م.والرواية “شرق الوادي” طبعت من دار مدارك للنشر من دبي عام 1998م، وهذه الرواية هي رواية فانتازية تاريخية. وفي سنة 1999م نشرت له مجموعة منالمقالات بعنوان “الثقافة العربية في عصر العولمة”، ويشتمل هذا الكتاب على تسعة مقالات. وفي السنة التالية أيضا صدرت له مجموعة من المقالات بعنوان “السياسة بين الحلال والحرام.”

واستمرت سلسلته الكتابية، فجاءت رواية أخرى عام 2000م بعنوان “جروح الذاكرة”. وكذلك صدر له “ويبقى التاريخ مفتوحا” عام 2002م، و”من هنا يبدأ التغيير” عام 2003م. وتأليفه الأخير أي روايته الأخيرة جاءت عام 2005م بعنوان “ريح الجنة”، وهذه مجرد رواية، فيها الكثير من الحقائق، وفيها الكثير من الخيال أيضاً. ولكن المهم أن فيها الكثير من السؤال، وأقل القليل من الجواب.

ومع ذلك، له العديد من المشاركات الصحفية عبر المقالات، كمقالاته الأسبوعية في جريدة الرياض، والشرق الأوسط، وصحيفة الوطن، وجريدة الحياة، وسحيفة العرب، وسحيفة المرصد، أو مجلة الاتصال، ومجلة الفيصل، وغيرها من المجلات السعودية وغير السعودية[21].

أسلوبه الكتابية:

الروائي تركي الحمد يشتهر في طريقه المتميز في الكتابة والحكاية. تتسم كتابته بسمات خاصة تتميزه عن غيره من الكتاب الآخرين، يمتاز أسلوبه وأفكاره في كتابته الروائية بصدق الإحساس والتطور من حيث فنية القصة واللغةوالبناء الرمزي والنفسي. وهو يستخدم الرمز ليطلق من خلاله الخيال المتسع، ولكن يبقى مرتبطا بالواقع والبيئة. ويضيف هذا الواقع جديثة إلى جانب تناوله القضايا الاجتماعية المحلية والعربية وأزمات السياسية والنفسية والاقتصادية كما يمتاز أسلوبه بالنضج والكمال في الوصف والسرد والحوار. وهو يستخدم الرمز الذي يصور العوالم النفسية والحياة المليئة بالتطلعات الجديدة في تجددات وتغيرات نحو التطور. والدكتور الحمد يظل دائما وجها مضيئا على التقلبات السياسية والتغيرات الاجتماعية في المملكة على وجه الخصوص، والبلدان العربية بصفة عامة. وله رؤية مستقبلية لواقع الحركة الأدبية والثقافية في مجال الرواية لتغيير المجتمع السعودي إلى الأفضل.

أعماله الروائية:

الدكتور تركي الحمد يعرف بأنه روائي سعودي، وهو بالفعل من أفضل الروائيين السعوديين،وله ست روايات شهيرة، ولكن قبل كتابة الرواية سبقت له عدة كتب. وفي سنة 1997م جاءت ثلاثيته الموسومة بــ”أطياف الأزقة المهجورة”،  وهي سلسلة من الروايات، وتحتوي هذه الثلاثية على ثلاث روايات مترابطة وهي: العدامة، والشميسي، والكراديب، وهذه الثلاثية هي أشهر ما كتبه الحمد. وتحكي الرواية تفاصيل حياة شاب اسمه هشام بن إبراهيم العابر الذي عاش في الدمام (العدامة)، ثم انتقل إلى الرياض (الشميسي) للدراسة هناك لينتهي به المطاف إلى السجن في جدة (الكراديب) بسبب دخوله في تنطيمات سياسية معارضة.

العدامة:

                الجزء الأول من هذه الثلاثية هو “العدامة”، وهو حي مشهور من أحياء مدينة الدمام[22]، وقام بطباعتها عام 1997م من دار الساقي،لندن.

ويسرد فيها الكاتب أحداث حياة هشام العابر أثناء فترة شبابه ومعايشته لأجواء الحياة الاجتماعية والسياسية في الدمام والرياض في نهاية الستينات إلى منتصف السبعينات. وهذه الرواية غنية بتفاصيل الحياة البسيطة للسعوديين فيذلك الوقت: الطعام، والشراب، والعادات، والتقاليد، والعبادة، والعشق، واللعب، والطموح. مما توضح الرواية النزاع النفسي والعقلي لدى الشباب بين أسلوب محافظ وديني بحت يعيشونه في كنف أسرهم، ونمط حياة يسعى نحو التحرر من خلال تجريب تيارات الماركسية أو القومية الناصرية أو البعثية. وكذلك تجارب الحب الأولى بين هشام بطل القصة وعدد من الفتيات القريبات والغريبات.

كان هشام الصغير مولع بالقراءة ومتابعة ما يدور من حوله من أحداث وأفكار في تلكم الفترة الصاخبة بالشعارات. فاعتنق لأجل هذا الفكر الماركسي الذي كان متوهجا ساحرا لكل متفتح على الحياة، لا سيما بعد نجاح هذا الفكر في الاستيلاء على البلاد العربية مما زاد من رصيد معتنقيه الذين رأوا فيه خير موحد للأمة العربية التي مزقها الاستعمار.

لهذا، اعتنق هشام هذا الفكر وآمن به، ثم استطاع تنظيم (حزب البعث بالسعودية) أن يضمه إليهم كعضو جديد في الحزب بعدما أعجبوا به وبأفكاره.

استمر هشام يحضر اجتماعات الحزب (السرية)، ويشارك في نقاشاتهم وفي إعداد التقارير لهم عن الأحوال السياسية الجارية.

كما أنه استطاع أن يضم صديقه عدنان العلي إلى هذا الحزب، إلا أنه برغم كل هذا يود التخلص من الارتباط بعضوية الحزب، مع البقاء على أفكاره دون أن يشعر بأي تقييد.

سافر هشام إلى الرياض لتقديم أوراقه إلى كلية التجارة مؤملا أن يدرس شيئا عن الأفكار والأنظمة السياسية المختلفة. فاضطر للسكن في بيت خاله (المتدين).

كان أولاد خاله يختلفون عنه كثيرا في أسلوب حياتهم وطريقة عيشهم، وحيث كانوا مقبلين على اللهو والتمتع بالحياة ولم تكن الأفكار الفلسفية والأحداث السياسية تستهويهم لا سيما عبد الرحمن الذي تميز عنهم بحبه للمغامرات النسائية مع شربه للخمر أو العرق.

تغيرت أحوال هشام بسبب ابن خاله عبد الرحمن الذي أغراه بالتمتع بشبابه ومعاقرة الخمر والنساء فانساق هشاممعه تدريجيا إلى أن سقطت جميع المثل التي كان يراها في السابق من عينيه بفضل رعاية والديه له في الدمام. فأقبل على حياته الجديدة بنهم شديد وبعقلات نسائية متتالية.

الشميسي:

الجزء الثاني من هذه السلسلة هو “الشميسي”، وهو حي مشهور في الرياض[23]، وقام بطباعتها عام 1997م من دار الساقي، لندن.

في هذا الجزء، بطل القصة هشام العابر ينتقل من الدمام إلى الرياض لمواصلة دراسته الجامعية وهروبا من شقاوة جعلته تحت شبهة سياسية. وفي الرياض يعيش حياة أخرى، حاول في البداية أن يستثمر فرصة دراسته الجامعية ليطوي صفحة الماضي ولكن سرعان ما انجرف لأخطاء ما كان يتصور أن يفترقها في يوم من الأيام. كان طيش الشباب وغروره سببا لإرتكاب الكثير من المحرمات والخطايا، رغم وجوده في بيئة تقليدية ومحافطة امتازت بها السعودية خلال سبعينات القرن الماضي. ويقدم الكاتب لمحة عن ظروف الحياة السياسية والاجتماعية في السعودية خلال ذلك الوقت ومحاولة السباب المتخبطة لاعتناق فكرة تخالف السائد في مجتمعهم.

تكاد تكون أحداث رواية الشميسي مخصصة لحال هشام في مدينة الرياض، وهذا ما يوحي به اسمها “الشميسي” الذي هو اسم شارع شهير في مدينة الرياض.

سجل هشام في كلية التجارة وانتقل إلى السكن عند خاله في الرياض، فكثرت ملابسته للمحرمات من شراب ونساء بواسطة ابن خاله- عبد الرحمن.

ثم ارتبط بعلاقة غير شرعية مع جارة خاله- سارة- أو-سوير- وأصبح يتردد عليها.

تفاجأ هشام بالتزام صديقه عدنان، الذي احتار سبيل الخير مسلكا له وارتبط مع شباب صالحين أثناء قدومه للدراسة الجامعية في الرياض أيضا.

انتقل هشام للسكن في عزبة مع عبد المحسن التغيري الذي قدم الرياض من القصيم لكي يأخذ، أي هشام، حريته الكافية التي كانت مقيدة نوعا ما في منزل خاله.

انتهت امتحانات نصف العام فذهب هشام إلى الدمام لزيارة أهله مواصلاً علاقته العاطفية مع نورة، بنت الجيران بعد أن علم بزواجها.

رجع هشام إلى الرياض مواصلاً أيضا مغامراته النسائية لا سيما مع سوير التي حملت منه. جاء والده فجأة لزيارة الرياض لاخباره بأنه مطلوب من قبل رجال الأمن (المباحث).

وبعد أخذ ورد قرر الوالد اخفاءه عن أعين الأمن عند أحد زملائه إلى حين استصدر جواز مزور له لكي يتمكن من الهرب إلى بيروت[24] عن طريق البحرين، ولكن رجال الأمن كانوا له بالمرصاد حيث قبضوا عليه وحققوا معه ثم قرروا ترحيله إلى جدة لمواصلة التحقيق معه.

بهذا الحديث انتهت رواية الشميسي وهي الحلقة الثانية من ثلاثية تركي الحمد، لتبدأ بعدها أحداث الحلقة الأخيرة من الثلاثية وهي رواية الكراديب.

الكراديب:

                قام بطباعة الجزء الثالث من سلسلة أطياف الأزقة المهجورة عام 1998م مندار الساقي، لندن بعنوان “الكراديب”، ويقصدبها السجون.

في هذا الجزء الثالث، بطل القصة هشام العابر ينتقل من الرياض حيث كان يدرس في الجامعة إلى جدة كمعتقل سياسي في سجن الكراديب. ويمر بظروف عصيبة بين حرمانه من الحرية ورعبه في جلسات التحقيق وانفصاله التام عن ما يجري خارج السجن من تغيرات اجتماعية واقتصادية، والأهم من ذلك الأحداث المتسارعة التي مرت بها دول عربية آنذاك كالنكسة في زمن جمال عبد الناصر وحروب السادات في السويس بعد ذلك. وكذلك كان مغيبا عن أحداث أخرى مرت به بلده السعودية. والرواية تحفل بكثير من الحوارات الفلسفية والدينية والتاريخية بين بطل القصة ورفاق السجن من ذوي التوجهات السياسية المختلفة كالبعثيون والشيوعيون والأخوان والقوميون.

هذه الرواية مخصصة أحداثها لبيان أحوال هشام في السجن في جدة بعد أن حقق معه ولكنه أبى الاعتراف بانتسابه إلى تنظيم “حزب البعث”، فقرروا أن يلبث في السجن إلى حين، حيث تعرف من خلال السجن على عارف وهو أحد الشيوعيين. فبدأت بينهما نقاشات حول أفكار بعذهما مع شد وجذب. لأن كل واحد منهما يؤيد فكرته لتصحيح الأوضاع.

اعترف هشام بما يريده السجانون فنقلوه من مكانه إلى مكان آخر أفضل منه. حيث تعرف على وليد الذي يؤمن بالقومية كحل الأفراد الأمة، وعبد اللله الذي ينتمي إلى الجبهة الديموقراطية وهي جبهة منفصلة عن حزب البعث، ولقمان الذي ينتمي إلى الإخوان المسلمين.

استمرت النقاشات بين هؤلاء الأربعة، وكل منهم يحاول أن يبين صحة نظرة واختياره هذا المسلك الذي سلكه، وارتضاه دون غيره.

بعد مدة من الزمن تم الافراج عن هشام الذي عاد فورا إلى الدمام، ولكنه وجد كل شيء حوله قد تغير ولم يعد يحمل ذكرى الماذي لا سيما وأبوه قد انتقل إلى في بيت جديد يدل بينهم القديم الذي عاش فيه سنيه الأولى.

بعد أخذ ورد قرر أهله أن يعود إلى مواصلة دراسته في الرياض، فعاد إليها مندهشا لمدى تغيرها عن عهده القديم بها، في مبانيها وفي أفرادها، وهو ينظر بعينين فقدتا بريقهما، إلى أزقة كانت مأهولة، فلم تعد إلا أزقة مهجورة تجوبها أطياف لا حياة فيها، ولكنها لا تريد أن تموت. بهذا انتهت أحداث الحلقة الأخيرة من ثلاثية تركي الحمد.

شرق الوادي:

بعد الثلاثية، صدر للدكتور تركي الحمد كتابين غير روائية، ففي سنة 1998م طبعت روايته “شرق الوادي” من دار مدارك للنشر من دبي. وتسمية هذا الكتاب بــ”شرق الوادي” تشير إلى وادي الرمة أعظم وديان الجزيرة العربية.

هذه رواية فانتازية تاريخية يختلط فيها الواقع بالخيال والتاريخ بالأحداث الأسطورة بأسلوب يهدم حائط الزمن ليجعل القارئ يسبح في عالم من الخيال تارة ويعيده إلى عالم الحقيقة تارة أخرى! وخلال هذه الرواية يحاول القارئ مرارا مجاورة نسق الأحداث، إضافة إلى محاولات مستمرة لفك الرموز والأحجيات التي وزعها الكاتب على كامل الرواية.

ويستمتع القارئ كثيرا بوصف البدوية الصحراوية ببساصتها وبأدق تفاصيلها خصوصا. وتطرقت الرواية أيضا إلى ظروف تأسيس المملكة العربية السعودية والصراعات والحروب التي تتعددت في تلك الحقبة من الزمن. والرواية هي وسيلة وفرصة للقارئ للتعرف على تاريخ المنطقة النجدية وما يحيط بها، كذلك هي نافذة للإطلاع على العديد من الأماكن من البلدان.

الرواية رغم أنها غوص في أعماق التاريخ إلا أنها لا تخلو من عدة قضايا دينية بل إن هلوملت البطل وبعض أقواله وتساؤلاته توحي يالبعد الوجودي الذي كان حاضرا بقوة.

الرواية شرق الوادي منذ بدايتها حتى آخر كلمة فيها هي رحلة بحث عن “سميح الذاهل” الشخصية التي تمثل إلقاء إلتقاء الحقيقة بالخيال، فهي شخصية وجودية ولها حياتها ويعرفها الجميع، لكن مع تسارع الأحداث تتحول هذه الشخصية إلى ما يشبه الأسطورة والخرافة، حيث يختلط الواقع بالخيال. فلا يحدث أن جنية تلتقي بإنسان وتعيش معه قصة حب، كذلك الحال في هذه الرواية، لا يمكن أن يحدث أن تكون شخصية “سميح” بهذه الصفات التي ذكرت في الرواية لكن يبقى هنالك مساحة يكمن فيها ان يكون ذلك صحيحا.

جزء كبير من الرواية هو عبارة عن تاريخ لفترة بداية تأسيس المملكة العربية السعودية حيث ذكر الكاتب الكثير من الأحداث والمعارك التي رافقت تلك الفترة، بالإضافة لكثير من الأحداث التي حدثت في تلك التأسيسن حيث أن الشخصية الرئيسية “جابر” كانت مشاركة في تلك الأحداث وكانت متواجدة في تلك المعمعة. الرواية كانت تشبه سيرة ذاتية لــ”جابر” الذي عاش في مكان ما من القصيم، وتنتقل بين مدن ودول كثير، وشهد أحداث وحكايات لا تحصى.

هذه رواية محيّرة، فيها يحتلط الواقع بالخيال والأسطورة بالحقيقة، فيها الحرب والحب والسفر والحكايات والوفاء والصداقة وأشياء أخرى كثيرة، لكن يعيب عليها استخدام بعض الألفاظ العامية، بالإضافة للإكثار من الشعر النبطي.

مشكلة الرواية أنها لا تتبع موجة واحدة، فالاحداث تأمرك في لحظة وتضحرك في آخرىن والتفاصل تأمرك في موقف وتصيبك بالملك في مواقف آخرى، والمواقف تحدث بسرعة في أحيان وتنباطئ في أحيان آخرى.

جروح الذاكرة:

وفي عام 2000م، صدر روايتهالأخرى بعنوان “جروح الذاكرة.” وهذه رائعة وممتعة فيها من السلاسة والعذوبة. وجروح الذاكرة التي تحولت إلى هذه الرواية- صراعات المرأة العربية والنجدية تحديدا تتجسد في هذه الرواية، الحيرة والتشتت والشك والحب والزواج..والمال والثراء، وصورة اجتماعية للسعودية والرياض وللوضع السائد قبل عقود ليست بعيدة.

أهم الخصائص لهذه الرواية هي تقسيم فصولها،حيث أن كل فصل يحمل بداخله عدة عناوين، العنوان للفصل الأول هو- أطياف الماضي. بالطبع سوف يتبادر إلى ذهن الجميع- التاريخ والماضي.

تحدث الجزء الأول عن تاريخ “لطيفة” التي أسميت بها المسمى استبشارا بلطف الله بعباده في تلك الليلة التي ولدت فيها، كما تحدث عن علاقتها بزوجها ووصولاتهم وجولاتهم. وتحدث بعض الشيء عن أسرة لطيفة. تحدث أيضا عن ذكرياتها، وعن عمرها الذي وصا إلى الخمسون، دون أن تشعر بعه، كما استعرض ثقافتها بعض الشيء في أنها كانت متذوقة للفن، بكافة أنواعه، ربما يكون بالأخص الرسم والشعر والغناء.

وفي نهاية الجزء، كانت تستعرص تاريه منطقة الرياض.. أين كانت وكيف أصبحت اليوم، ووصف الكاتب تغييرها كتقلب قلوب أهل الزمان. وتحدث الجزء ايضا عن بعض القضايا السياسية. حسبما فهمت من قضايا خاصة بنظام الحكم، وبالأسرة الحاكمة وغيره. كما تناول الجزء الحالة الاقتصادية، والنقلة التي تعرضت لها.

البطلة “لطيفة” فهي قارئة جيدة، ومتذوقة أدبية أيضا. تحدث الكاتب في فصل “جمرات تحت الرماد” عن أولاد لطيفة وعلاقتها بهم، وكرهها للحيوانات، ولكنها كانت مجبرة لإرضاء فلذات أكبادها. واستعرض الكاتب أيضا تالايخ لطيفة في الرياض، وأيضا قصة بيروت وماذا حدث هنالك.

تحدث الفصل هذا عن بداية زواج لطيفة، وجهلها في بادئ الأمر، وعلاقتها بجاريتهم الأولى: أم دحيم التي كانت تخفيها بقصصها عما كان يحدث في الحي في نهايته، وضح الكاتب اشمئزاز لطيفة في الصغر.ز مما كانت ترراه بالخفاء في علاقة أمها وأبيها في السرير ولكنها رغم ذلك كانت تتوق للمشاهدة.

وفي الجزء الثالث- عبق العود، تحدث تركي الحمد عن لطيفة الصغيرة عندما كانت في العاشرة من العمر تقريبا وما  الذي كانت تفعله وعلاقتها بالصبية في ذلك الوقت، كما تحدث الكاتب في هذا الفصل عن موقف اغتصاب قد حدث لها في الصغر، ولم تكن تفهم إلا بعدما اصبحت شابة، كانت حائفة أيضا عندما تزوجت أن لا تكون عذراء بسبب حادثة الاغتصاب، ولكن ولله الحمد ففي اليوم التالي من زواجهم أعلنت أمها وجدت قطرات دم تلوث الفراش.

كانت لطيفة وما زالت تشعر بشيء ومن الاشمئزاز والخوف، عند بدء كل ممارسة جنسية، ولكنه لا يلبث أن يزول بعد أن يحيطهازوجها بحنانه.

وفي الجزء الرابع- دخان القماقم، كانت هنالك لطيفة وهي كبيرة وكانت كممرضة لزوجها صالح، حيث طاف بذهنها مغلة لفرنسيس بيكون لها علاقة بذلك. واستعرض الكاتب أيضا خوف لطيفة من عمليات التجميل، رغم ان كل صديقاتها قد أجرينها، كانت تقنع نفسها بأن المرأة في سن الخمسين أجمل وأنضج. وحاولت أيضا أن تقتنع بوجود التجاعيد باعتبارها علامة من علامة الجمال.

وفي الخامس- وتناثر العمر بين الاصابيع، هنا تحدث الكاتب عن بداية زواج لطيفة مع صالح، وعلاقتها به منذ بداية الزواج وتنقلاتهم في المساكن وغيره إلى أن سكنوا في قصرهم الجديد في شارع العليا وعلاقتها بجاراتها وصديقاتها.

وأوضح الفصل أيضا، تذكر لطيفة لأحد جاراتها السابقات التي كان لها التأثير على حياتها، فهي من حاولت تعليمها القراءة والكتابة، نظرا لأنها لم تدخل المدرسة قبلا، كانت تريد من بناتها أن يكنف شيئا ولكنها وجدت ضدان في ابنتها، إحداهن تحب العلم والتخطيط والأخرى عكس ذلك والستعرض أولادهم جميعهم.

كانت لطيفة تتأثر كثيرا بما تقلنه لها جاراتها وصديقاتها عن أزواجهن وما يفعلن في الخفاء، فبدأت تخاف من صالح، وتتنصت عندما يأتي له أصحابه ولكنها رغم ذلككان بداخلها ثقة، لأنها تعتبر صالح إنسان متدين والمتدين لا يفعل مثل تلك الأمور.

وفي السادس- نكهة الحنظل، تحدث الكاتب هنا عن معاناة وعذاب وآلم وجدت لكيفة، والشك يقتلها، فهي لا زالت تشك بأن زوجها يعاشر غيرها، بل أنها توقعت بأنه قد تزوج خصوصا بأنه قادر على ذلك ماديا.

كانت لطيفة تتحدث عن الرجولة التي يفهمها الرجال في هذا المجتمع فهم يعتبرونها مجرد القدرة على آداء العلمية الجنسية. تحدثت أيضا عن العنف الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا والمهانة والذل.

تعرض الكاتب ايضا إلى حياة لطيفة الجنسية والمراحل التي مرت بهامنذ بداية زواجها وحتى سن الأربعين.

ريح الجنة:

أخير رواية للدكتور تركي الحمد صدرت بعنوان “ريح الجنة” عام 2005م، من دار مدارك للنشر من دبي. وهذه مجرد رواية، فيها الكثير من الحقائق، وفيها الكثير من الخيال أيضاً. ولكن المهم أن فيها الكثير من السؤال، وأقل القليل من الجواب..تطابق بعض الأسماء والوقائع والمواقع قد يعني كل شيئ، وقد لا يعني أي شيئ، بقدر ما يعني نماذج الخقيقة والخيال، والهدف؟ أن نعرف لماذا يموت الشباب، بلا لماذا ينتحرون وهم سعداء، ولماذا يبحثون عن السعادة في الموت وبين القبور؟ سؤال يحتاج إلى أن ننقب في تلافيف المخ. فالعلة تكمن هناك في الرأس، فعندما يفسد الرأس، فكل شيئ فاسد.

فقد عالجت تلك الرواية فكرة سياسية ودينية مبنية على الأحداث التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر من نفس العام، فقد كان عرض للفكرة مقرونا بالعديد من التفسيرات التي أثارت جدلا واسعا بين الناس.خلال هذه الرواية يحاول الكاتب الحمد فيها احياء هجمات 9/11 في الولايات المتحدة بشكل روائي جامع بين التوثيق التاريخي والمخيلة الروائية.

يقول الكاتب مباشرة وبوضوح وبتحريض على التفكير والتساؤل مخاطبا أبطال العلمية وأمثالهم إلى المسافرين إلى الجنة، أو يعتقدون أنهم إلى هناك مسافرون. هل تعلمون فعلا إلى أين أنتم مسافرون ضعوا حقائبكم جانبا وفكروا إن بقي مجال التفكير.

ورغم إيراد الكاتب أسبابا وعوامل ودوافع مختلفة فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي عند هؤلاء الشبان الذين كانوا من بلدان عربية مختلفة بينها السعودية ومصر ولبنان وغيرها، فهناك تشديد ضمني على أولوية القلة الداخلية التي يعود غلى داخل الشخص, إذ يعتقد أن هؤلاء الشبان مجموعات مأخوذة مستحوبة إلى الاستشهاد واكتساب الجنة التي تفوح رائحتها فتملأ أنفسهم.

يلاحق الكاتب هؤلاء الشباب مستندا إلى الوقائع حينا وإلى الخيال أحيانا، وإلى استقرار منطقي وعقلاني لما كان يتوقع أن يشعروا به ويفكروا فيه. ومن هنا فقد كانوا فخورين بقدرتهم على احتراق التكنولوجيا التي تتبجح بها أمريكا التي تعتبر أمثالهم متخلفين.

ويسعى الكاتب أحيانا إلى درس نفسيات بعضهم ومعتقداتهم و “كيف يجيزون لأنفسهم أو يجاز لهم قتل الناس الأبرياء”.

الخاتمة:

إن الدكتور تركي الحمد من أشهر الروائيين العربيين الذين أنجبتهم المملكة العربية السعودية حتى الآن. وإنه قام بإسهامات جليلة في الفنون الأدبية والعلمية المختلفة، وهي: المقالة، والفلسفة، والترجمة، والرواية وغيرها. وقد كتب أكثر من 14 كتابا في هذه الفنون. وزاع صيته أكثر فأكثر بعد إصدار ثلاثيته الموسومة “أطياف الأزقة المهجورة” عام 1997م، من دار الساقي[25]، بيروت، لبنان، وهي حسب النقاد وأصحاب الروايات العربية أشهر وأفضل ما كتبها الحمد حتى الآن.

المصادر والمراجع

  1. الحمد، تركي، العدامة، دار الساقي، بيروت، لبنان، ط4، 2003م.
  2. الحمد، تركي، الشميسي، دار الساقي، بيروت، لبنان، ط3، 2001م.
  3. الحمد، تركي، الكراديب، دار الساقي، بيروت، لبنان، ط2، 2002م.
  4. الحمد، تركي، شرق الوادي، دار الساقي، بيروت، لبنان، ط2، 2000م.
  5. الحمد، تركي، جروح الذاكرة، دار الساقي، بيروت، لبنان، ط2، 2002م.
  6. الحمد، تركل، ريخ الجنة، دار الساقي، بيروت، لبنان،
  7. الخراشي، سليمان بن صالح، نظرة شرعية في فكر منحرف، الجزء الثاني، روافد للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2008، ص 683.
  8. الزير، حنان، تركي الحمد: مازلت مهددا..وسأنتقل للرياض مستعدا لدفع الثمن، العربية. نت،10 مايو 2006.
  9. البرغوثي، سمير، تركي الحمد سقط، صحيفة الوطن، 3 أكتوبر 2018.
  10. محمد، علي، تركي الحمد يفجع بوفاة ابنه “حمد”، جازان نيوز، 20 يونيو 2012.
  11. https://www.arageek.com/bio/turki-alhamd
  12. محمد، علي، تركي الحمد يفجع بوفاة ابنه “حمد”، جازان نيوز، 20 يونيو 2012.
  13. مقابلة مع بشاير الشريدة، عكاظ، الجمعة/29/رمضان/1441هـ، الجمعة 22 مايو 2020.
  14. Al-Hamad, Turki, Political order in Changing Societies: Saudi Arabia- Modernization in a traditional Context, Dissertation of Doctor of Philosophy, University of Southern California Political Science, May 1985.
  15. فريق التحرير، تركي الحمد..مثقف بدرجة ذبابة في خدمة أجندات السلطة، ن بوست، 15 نوفمبر 2020م.
  16. دخلت في السجن 3 مرات وخرجت بعقل جديد، مقابلة مع صحيفة عكاظ، 29 رمضان 1441هـ/ 22 مايو 2020.
  17. السيرة الذاتية لتركي الحمد وأهم انجازاته، مجلة رجيم، 17 نوفمبر 2020.

[1]. البرغوثي، سمير، تركي الحمد سقط، صحيفة الوطن، 3 أكتوبر 2018.

[2]. محمد، علي، تركي الحمد يفجع بوفاة ابنه “حمد”، جازان نيوز، 20 يونيو 2012.

[3]. ما لا تعرفه عن تركي الحمد،  https://www.arageek.com/bio/turki-alhamd

[4]. محمد، علي، تركي الحمد يفجع بوفاة ابنه “حمد”، جازان نيوز، 20 يونيو 2012.

[5]. مقابلة مع بشاير الشريدة، عكاظ، الجمعة/29/رمضان/1441هـ، الجمعة 22 مايو 2020.

[6]. Al-Hamad, Turki, Political order in Changing Societies: Saudi Arabia- Modernization in a traditional Context, Dissertation of Doctor of Pilosophy, University of Southern California Political Science, May 1985.

[7]. دخلت في السجن 3 مرات وخرجت بعقل جديد، مقابلة مع صحيفة عكاظ، 29 رمضان 1441هـ/ 22 مايو 2020.

[8]. الحمد، تركي، جامعتي التي كانت..وإلى أين كنت..، مجلة الفيصل، 3 مارس 2019.

[9]. نفس المصدر.

[10].  فريق التحرير، تركي الحمد..مثقف بدرجة ذبابة في خدمة أجندات السلطة، ن بوست، 15 نوفمبر 2020م.

[11]. نفس المصدر.

[12]. نفس المصدر.

[13]. دخلت في السجن 3 مرات وخرجت بعقل جديد، مقابلة مع صحيفة عكاظ، 29 رمضان 1441هـ/ 22 مايو 2020.

[14]. السيرة الذاتية لتركي الحمد وأهم انجازاته، مجلة رجيم، 17 نوفمبر 2020.

[15]. فريق التحرير، تركي الحمد..مثقف بدرجة ذبابة في خدمة أجندات السلطة، ن بوست، 15 نوفمبر 2020م.

[16].  الخراشي، سليمان بن صالح، نظرة شرعية في فكر منحرف، الجزء الثاني، روافد للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2008، ص 683.

[17]. دخلت في السجن 3 مرات وخرجت بعقل جديد، مقابلة مع صحيفة عكاظ، 29 رمضان 1441هـ/ 22 مايو 2020.

[18].  نفس المصدر.

[19]. الزير، حنان، تركي الحمد: مازلت مهددا..وسأنتقل للرياض مستعدا لدفع الثمن، العربية. نت،10 مايو 2006.

[20]. نفس المصدر.

[21]. الخراشي، سليمان بن صالح، نظرة شرعية في فكرمنحرف، الجزء الثاني، ط1، 2008م.

[22]. الخراشي، سليمان بن صالح، نظرة شرعية في فكر منحرف، الجزء الثاني، روافد للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2008، ص 684.

[23]. الخراشي، سليمان بن صالح، نظرة شرعية في فكر منحرف، الجزء الثاني، روافد للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2008، ص 685.

[24]. كانت ملجأ للمعارضين ذلك الزمان.

[25]. تعد العرب “دار الساقي” بأنها دار المجون والخلاعة، ورعاية الرذيلة في البلاد العربية. (https://www.alalmai.net/vb/t27818-6.html)