Main Menu Top Menu

الاتجاه الإسلامي في كتابات الشيخ واضح رشيد الندوي

منيرالزمان

الباحث بقسم اللغة العربية وآدابها

بجامعة عليجراه الإسلامية

الملخّص

إن اللغة العربية تعتبرها إحدى اللغات الحية في العالم من الزمان القديم حتى الآن، ولها أهمية كبيرة بكونها لغة القرآن والأحاديث الشريفة، تستعملها في ممارسات الدينية الإسلامية ولتسهيل دراسة الإتجاهات الإسلامية والفكرية الدينية.

وفي الهند كثير من المراكز الدينية والمدارس الإسلامية وتنتشر بها هذه اللغة في شبه القارة الهندية، ومنها “دار العلوم ديوبند”(1298ه) و”مدرسة الإصلاح”(1909م) والجامعة السلفية(1963م) ودار العلوم ندوة العلماء(1892م) أيضا. و نعلم أن ندوة العلماء لها مقامة مرتفعة في مجال الدعوة الإسلامية وترويج اللغة العربية وآدابها  ودراسات الإسلامية وإنتشار الفكر الديني أيضا. وقد أنجبت هذه الندوة العلماء كثيرا من العلماء والأدباء والفقهاء والصحافيين والمفكريين الإسلاميين، ومنها العلامة أبو الحسن الندوي(ت-1999م) وسليمان الندوي(ت-1953م) ومسعود عالم الندوي(ت-1954م) ورابع حسن الندوي(ت-2023م) وسعيد أعظمي الندوي(و-1935م) والشيخ واضح رشيد الندوي(ت-2019م) أيضا.

ويعد الشيخ واضح رشيد من أهم الكتاب البارزين في الهند الذين نالوا شهرة واسعة في العلوم العربية والدراسات الإسلامية. وقد ألف كتبا كثيرة من الفنون المختلفة  كمثل “الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند”          و”إلى نظام عالمي جديد” و”أعلام الأدب العربي في العصر الحديث” و”الرحلات الحجازية” و”أدب أهل القلوب” وغير ذلك. وينتشر أفكاره العميقة بقضاء الإجتماعية و السياسية والصحوة الإسلامية في مجلة “الرايد” و”بعث الإسلامي” تحت إشراف خاله الشيخ أبو الحسن الندوي.

وإن الشيخ واضح يلقي الضوء في كتاباته على المجتمع المسلم في العالم والحضارة الإسلامية والتراث الإسلامي ويتمثل فيها الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية.

*كلمات مفتاحية: حيات واضح رشيد، الموضوعات التي تشتمل في كتابته، آراه العلماء عنه، أعماله العلمية والأدبية،الفكر الإسلامي.

____________________

*التقديم

إن اللغة العربية تعتبرها إحدى اللغات الحية في العالم من الزمان القديم حتى الآن، ولها أهمية كبيرة بكونها لغة القرآن والأحاديث الشريفة، تستعملها في ممارسات الدينية الإسلامية ولتسهيل دراسة الإتجاهات الإسلامية والفكرية الدينية.

وفي الهند كثير من المراكز الدينية والمدارس الإسلامية وتنتشر بها هذه اللغة في شبه القارة الهندية، ومنها “دار العلوم ديوبند”(1298ه) و”مدرسة الإصلاح”(1909م) والجامعة السلفية(1963م) ودار العلوم ندوة العلماء(1892م) وغيرها.

وإن ندوة العلماء كانت تخدم أن ينشر الفكر الإسلامي في العالم منذ زمن سحيق في شئون العلم والدين الحقيقي أيضا. وهي مستخدمة في ضوئها الخاص بالقرآن الكريم واللغة العربية، أخرجت منها جماعة من العلماء المخلصين والمفكرين الإسلاميين يجيدون تفهيم الدين والدنيا ويجمعون بين الثقافة الإسلامية والثقافة العصرية ويستطيعون دائما أن يلقي الضوء على نظرة صحيحة إلى الحياة الإسلامية.و نعلم أن ندوة العلماء لها مقامة مرتفعة في مجال الدعوة الإسلامية وترويج اللغة العربية وآدابها  ودراسات الإسلامية وإنتشار الفكر الديني أيضا.ويقول العلامة أبو الحسن على الندوي عن أهداف ندوة العلماء :

“تأسست ندوة العلماء على مبدأ التغيير والإصلاح في نظام التعليم الديني، وفي منهاج الدرس الغربي، فحذفت،وزادت، وغيرت، وأصلحت في منهاج التعليم، وخذفت المقدار الزائد من كتب المنطق والفلسفة اليونانية، وأعطت القرآن حقه من العناية، وألزمت تدريس القرآن والحديث، وزادت مقدار دراسة اللغة العربية، لأن اللغة العربية والأدب العربي مفتاح كنوز الكتاب والسنة، والرابطة الأدبية مع الشعوب الإسلامية”. (1)

وقد أنجبت هذه الندوة العلماء كثيرا من العلماء والأدباء والفقهاء والصحافيين والمفكريين الإسلاميين، ومنها العلامة أبو الحسن الندوي(ت-1999م) وسليمان الندوي(ت-1953م) ومسعود عالم الندوي(ت-1954م) ورابع حسن الندوي(ت-2023م) وسعيد أعظمي الندوي(و-1935م) والشيخ واضح رشيد الندوي(ت-2019م) أيضا.

*حياة واضح رشيد الندوي موجزا :

ويعد الشيخ واضح رشيد من أهم الكتاب البارزين في الهند الذين نالوا شهرة واسعة في العلوم العربية والدراسات الإسلامية. وإنه يمتاز بالعلم والعمل ويجمع بين العقل الحكمة وله أيضا الخلق الحسن. وإنه ولد في “تكية كيلان” رائ بريلي، أترابراديش، الهند (1932م-2019م). وحصل الدراسات الإبتدائية في بيته كأطفال الآخرين وكانت أول مدرسة صاغت فكره وسلوكه بيته وتعلم من أمه الصالحة الفاضلة الكتب الإبتدائية وسمع منها حكايات الصالحة وتلقى منها السنن والآداب. وأخذ القرآن الكريم وأشياء أساسية من

قريته الاستاذ أبي بكر الحسني والشيخ عزيز الرحمان الحسني ( رحمهما الله ) والتحق فى المدرسة الإلهية في رائ بريلي وأكمل فيها المرحلة الثانوية. (2)

ويعد ذلك التحق بدار العلوم الندوة العلماء سنة ثلاث وستين وثلاث مائة وألف الهجرية وأخذ اللغة العربية من الشيخ محبوب الرحمان الأزهري والشيخ محمد عمران خان الندوي الأزهري. وكانا متخصصين في العربية ومعروفين  بلهجتهما الخالصة الرائعة وتعلم منهما اللغة العربية بالطريقة المباشرة وغير ذلك هو قد صحب بكثير من الأساتذة الكرام والشيوخ العظام في هذا المعهد الإسلامي ومنهم خاله العلامة أبو الحسن على الندوي والأستاذ محمد ناظم الندوي والأستاذ عبد الحفيظ البلياوي والشيخ محمد إسحاق والشيخ المفسر محمد أوس النجراني الندوي والشيخ الفيلسوف المؤرخ أبو العرفان خان الندوي والشيخ المفتي سعيد أحمد الندوي ونال شهادة العالمية منها وتخصص في اللغة العربية وآدابها وتخرج سنة سبعين وثلاث مائة وألف. (3)

ونشأ في أسرة كريمة أي أسرة الندوي وينتسبه إليها خلقت العظام من الرجال والعباقرة في كل مجال وترعرع في تربية خاله الشيخ الندوي منذ طفولته. وكان حفظ الوقت ويعمل كل الأعمال في نفسه الوقت ولا يتكلم الناس إلا قليلا بالضرورة وكان يبتعد عن الظهور نفسه أمام الناس. وكان يشتغل كثيرا من الأوقات لتعليم الطلاب وتربيتهم. وأننا نعرف أنه بدأ حياته العملية في إزاعة عموم الهند كمترجم من الإنكليزية إلى العربية من السنة 1953م إلى 1973م عشرين عاما وبعد أنه ترك هذا العمل وعاد إلى دار العلوم لندوة العلماء بلكهنؤ. وبدأ فيها العمل كأستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها فعين كرئيس التحرير للصحيفتين: الأولى: صحيفة “الرائد”، والثاتي: مجلة “البعث الإسلامي”. وهما تصدران من ندوة العلماء وينشر فيها كثيرًا من المقالات والبحوث عن القضايا الأجتماعية والسياسية والدينية.

ولا شك فيه أن العلامة واضح رشيد يعتبر من أولئك الأشخاص البارزة في الهند الذين نالوا شهرة واسعة في خدمات العلوم العربية والدراسات الإسلامية وكان أيضا من تلك الأقلام المخلصة التي سطع نجمها في شبه القارة الهندية.

*الموضوعات التي تشتمل في كتابته :

إن الأديب الشهير العلامة واضح رشيد رجلا مطلعا على العلوم الادبية والثقافية والسياسية والإسلامية وقضى حياته الطويلة في المطالعة والدراسة وكانت لديه خبرات واسعة وقدرات التأليف والتصنيف على اللغة الإنكليزية واللغة الأردية واللغة الهندية وبالإضافة إلى اللغة العربية . ويعد من أهم الكتاب البارزين في الهند الذين نالوا شهرة واسعة في خدمات العلوم العربية والدراسات الإسلامية والفلسفات المغربية والشرقية وقد ألف كتبا كثيرة من الفنون المختلفة كمثل “الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند” و”أدب الصحوة الإسلامية ” و”حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” و”تاريخ الأدب العربي: العصر الجاهلي” و”إلى نظام عالمي جديد” و”الإمام أحمد بن عرفان الشهيد” و”مصادر الأدب العربي” و”أدب أهل القلوب”  و”أعلام الأدب العربي: في العصر الحديث” وغير ذلك.

وقضى حياته في سبيل العلم والادب والدعوة والتبليغ وترك آثارا متنوعة فى المجتمع بخدماته الجليلة في العلوم العربية والأفكار الإسلامية بفضل تأليفاته ومقالاته العلمية والأدبية وبحوثه الفكرية الدينية والتاريخية. وقد ذكر الشيخ واضح رشيد في كتبه الكثيرة أبعاد مختلفة وأفكار عميقة في دراسة العلوم العربية والدراسات الدينية في الهند في العصر الحديث مبينًا العلماء الربانيين والكتاب المشهورين الذين قدموا خدمات جليلة بفضل تأليفاتهم في تطور اللغة العربية في الهند ومن أبرزهم الشيخ ولي الله الدهلوي صاحب “حجة الله البالغة”والشيخ حسن بن محمد الصغاني صاحب “العباب الزاخر” والشيخ محمد طاهر الفتني صاحب “مجمع بحار الأنوار في غريب الحديث” والسيد مرتضى الزبيدي صاحب “تاج العروس شرح القاموس ” والشيخ غلام نقشبندي صاحب “القصيدة المجحية اللامية” والشيخ فضل حق الخيرآبادي صاحب “القوافي والتجنيس”. (4)

وسلط الضوء على هؤلاء الرجال يقضون حياتهم بطريقة المعرفة والربانيين أي هم يتبعون بالتصوف وقلب سليم كما روي النبي صلى الله عليه وسلم عن القلب في الحديث الشريف:

“ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”. (5)

وهم من أهل القلوب كانوا يتمتعون بقلوب نيرة وحية نابضة وسليمة مؤمنة ومخلصة واعية كالإمام الحسن البصري (21ه -110ه) وبشر الحافي (150ه -227ه) والحارث المحاسبي (165ه -243ه) والجنيد بن محمد البغدادي (215ه -297ه) والإمام الغزالي (450ه -505ه) وجلال الدين الرومي (604ه -672ه) والشيخ نظام الدين أولياء (636ه -725ه) والشيخ شرف الدين يحيى المنيري (661ه -782ه).

وبالإضافة أنه ذكر العديد من العلماء الكبار الذين كانت لهم مقامة عالية في كل ميدان من الأدب والفن والثقافة والتاريخ مع التبيين الخاص بمولانا أبي الكلام آزاد الذي أنشأ المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بدهلي وأصدر مجلة عربية “ثقافة الهند” وكانت هي المجلة الأولى باللغة العربية التي صدرت تحت رعاية وزارة المعارف.

*علاقته بالعالم العربي:

وقد سافر كثيرًا من المدن والدول وكان مشاركا في المؤتمرات والندوات في الهند وخارجها وألقى المحاضرات القيمة في ندوات مختلفة في الهند كممبائ ومدراس وكيرالا وعليجراه وكولكاتا وحيدرآباد. وفي خارج الهند كمصروالسعودية واليمن وتركي ودبئ ومملكة الأردنية الهاشمية وغيرها من الدول المختلفة.

*السفر إلى داخل الهند:

وقد رحل في مواضع كثيرة في داخل الهند لأغراض شتى منها المشاركة في ندوات رابطة الأدب الإسلامي التي تولى منصب أمينها وتجاوز عددها عشرين ندوة دورية في الأماكن المختلفة في شرق الهند وغربها وشمالها وجنوبها. وإنه قد ذهب جنوب الهند سنة 1980م مع خاله في حفلة فيها أسلم عدد كبير من الهندوس على يد خاله سماحة الشيخ أبوعلى الندوي وكان مرافقا ومشاركا في تلك الجولة الدعوية.

*الرحلة إلى خارج الهند:

وانعقد الاجتماع المسمى بمجلس الأمناء لرابطة الأدب الإسلامي العالمية من 24-25 نوفمبر، 1988م في مقر الدكتور عبد الباسط بدر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وسكرتير رابطة الادب الإسلامي العالمية وكانت هذه الجلسة مهمة جدا وناقش فيها أعضاء مجلس الأمناء للرابطة الأسباب والطرق لإيصال رسالة الرابطة إلى أوساط العلم والأدب والدعوة في العالم الإسلامي. ولقي العلامة واضح رشيد خلال هذه الرحلة بعض الشخصيات البارزة في السعودية كالشيخ صالح الحصين الذي إنتخب بعد سنوات رئيس شئون الحرمين الشريفين والشيخ عبد الله على يصفر إمام وخطيب جامع الشعبي بجدة.

وقصد أن يسافر إلى الخليج العربي في شهر يناير 1974م فأشار عليه خاله الشيخ الندوي أن يرافق معه في تلك الرحلة، كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه “في مسيرة الحياة”:

“قمت في شهر محرم الحرام سنة 1974م في عودتنا من مكة المكرمة حيث حضرنا جلسة الرابعة بزيارة قصيرة لأبي ظبي ودبئ على دعوة من حاكم الشارقة الشيخ سلطان محمد القاسمي، كان يرافقني فيها الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي وواضح رشيد الندوي”. (6)

وسافر الشيخ واضح إلى جمهورية مصر العربية 1978م مع صديقه الحقيقي العلامة سعيد الأعظمي الندوي وهو كان رفيقا مخلصا له في كل الأحوال. ويقول سعيد الأعظمي الندوي في هذا السفر:

“خرجت أنا وأخي الكريم الأستاذ محمد واضح رشيد كزميلي سفر قاصدين زيارة بعض الدول العربية الإسلامية للإفادة من من أجوائها العلمية والأدبية ومشاهدة نشاطاتها التعليمية وللإطلاع على مناهجها الدراسية في مراكزها الثقافية وجامعاتها الإسلامية التي تتولى نشر العلوم الدينية وتعلم الثقافات العصرية مع ما يتيسر لنا من اللقاءات الضخصية مع رجالات العلم و الدين وزعماء الأدب الكتابة ممن لهم دور في بناء مستقبل أجيالهم وتكوين مجتمع ثقافي في بلادهم، وكان حظنا الأول في هذه الرحلة العلمية مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية حيث قضينا أسبوعين”. (7)

وفي هذه الرحلة أنهما يلتقيان بعض الشخصيات البارزة المشهورة في العالم ومنهم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والشيخ عبد العزيز الفالح رئيس شئون المسجد النبوي الشريف وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ عبد الفتوح مدير عام للدعوة الإسلامية والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إمام الحرم المكي وخطيب عرفات وغيرهم من العلماء الكبار.

وبعد انتقال خاله العزيز الشيخ أبي الحسن الندوي إلى جوار الله تعالى يدعاه من بلاد إنكلترا لكي يشارك في مؤتمر عالمي عن عبقرية الإمام أبي الحسن الندوي الذي إحتفله في أوكسفورد 2000م وهو يحضر في تلك الحفلة مع شقيقه الأكبر الشيخ محمد رابع حسن الندوي. (8)

*آراء العلماء عنه:

إن العلامة واضح رشيد هو صحافي شهير ومترجم قدير وماهر باللغة العربية واللغات الأخرى، وله إطلاع كثير على فنون الأدبية وخبرات جديدة عن الثقافة العصرية والإسلامية. ويكتب محمد رابع حسن الندوي عنه:

“وهو متخصص في الأدب العربي والتاريخ والحضارة الغربية وقضايا الفكر الإسلامي والأفكار والأيديولوجيات الغربية القديمة والحديثة ودراسة الأحوال والعالمية واتجاهات المعاصرة إيجابا وسلبا من الناحية الإسلامية وكان خبير في هذا المجالات، ويستفيد به القراء ويقدرونه تقديرا بالغا”. (9)

وفقد العالم الإسلامي فقدا عالما ربانيا كبيرا وأديبا قديرا وناقدا دقيقا ومحللا عظيما وكان داعيا الناس العامة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم :

“أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”. (10)

وكان مفكرا جامعا بين الأصالة والمعاصرة وقدم في ميادين متعددة خدماته للإسلام والأمة الإسلامية وبخاصة في وطنه العزيز أي بلاد الهند. ويذكر محمد عادل الندوي عن هذه الشخصية البارزة:

“سيبقي ذكر شيخنا واضح رشيد الندوي بصفاته الإمانية والعلمية كامنا في نفوس أحبابه وطلابه، ونبراسا يؤضح وينير لنا الطريق في زمن كثرت فيه الفتن، واختلطت فيه الأمور وضعف صوت الحكمة”. (11)

ويعتبره من علماء الهند وفضلائها بآداب اللغة العربية منذ أن ينتشر الإسلام في الهند وخاصة مكانه العليا في فن القرآن وحديث الرسول العربي صلى الله عليه وسلم والفقه والفلسفة الإسلامية وما خالفها والسياسية والثقافية. كما يكتب الاستاذ عبد الباسط بدر بقلمه عنه:

“إن ما رأيته في الشيخ واضح رشيد الندوي في لقائاتي االمعدودة به وما قرأته من كتاباته التي وصلت إليها وهي كما علمت قليل من الكثير وجعلني أوقن أن هذه الشخصية الكريمة هي علم من أعلام فكرنا الإسلامي في عصرنا الحاضر ومن الدين فتح الله عليهم أبوابا في فهم الواقع السياسي والثقافي والدعوي والحضاري”.(12)

*الإتجاه الإسلامي وفكره الديني: 

تشير الأفكار إلى العمليات العقلية المتمثلة فى التفكير والاستدلال والتأمل فى الأفكار والمفاهيم والتصورات. وهي نطاقا واسعا من السلكيات المعرفية وتبدأ من التفكير المجرد وحل المشكلات وتصل إلى أحلام اليقظة واسترجاع الذكريات وبما متصلة فيها بطبيعتها وأنواعها المختلفة وتأثيراتها العميقة وأهميتها الجديدة في حياة الإنسان. وإن الأفكار هي أساسية عند اتخاذ الخيارات، بدءاً من القرارات اليومية وحتى التغيرات المهمة في حياة البشرية. وهي تقوم أيضا بالإيجابيات والسلبيات وتوقع نتائجها بالتفكير في القرارات السابقة.

تشمل الإتجاهات والأفكار الحديثة مجموعة واسعة من الأفكار والحركات التي تتصلها بالمجتمع المعاصر وبالعكس هذه الإتجاهات التغيرات تشهد فى الأدب والثقافة والسياسة والفلسفة، مما يؤثر على كيفية ادراك الناس للعالم وتفاعلهم معه. وفيما يلى يذكر نظرة عامة على بعض الإتجاهات والأفكار الحديثة المهمة كمثل فكرة العلمانية والشيوعية والوجودية والإشتراكية والحداثة والتغريب وغيرها:

*العلمانية: هي مبدأ فصل الدين عن الداخل السياسي والاجتماعي والثقافي. ويهدف إلى تأمين أن السياسة العامة يتم وضعها بشكل مستقل عن الإعتبارات الدينية وإن الأفراد يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية أو عدم ممارسة أي شعائر دينية على الإطلاق. وظهرت العلمانية كرد فعل على هيمنة المؤسسات الدينية وسيطرتها على الحياة العامة.

“وتعني العلمانية أن لا يكون أساس الأخلاق والتعليم على الدين، ويعني ذلك إبعاد الدين عن الحياة العامة، وجعله مسألة شخصية، وفى الواقع العلممانية رد فعل لسيطرة الكنيسة وموقفها المعاند مع العلم في عهد سيطرتها على الدول”  (13)

*الشيوعية :وهي أيديولوجية سياسية واقتصادية تدعو إلى مجتمع لا طبقى تكون فيه جميع الممتلكات مملوكة للقطاع العام ويعمل كل شخص ويتقاضي أجره وفقا لقدراته واتياجاته.

*الوجودية : إنها حركة فلسفية تركز على الوجود الفردي والحرية والاختيار ويؤكد أن الأفراد يخلقون معناهم وجودهم من خلال أفعالهم وقراراتهم. ويبحث الدكتور ثناء الله بحثا عن هذه الفكرة الوجودية وقد قدم رأيا جيدا حول هذا الموضوع :

“لقد حمل الفكر الوجودي إلى المجتمع العربي معطيات إيجابية ومعطيات سلبية في آن واحد، فمن المعطيات الإيجابية للوجودية توكيدها للذات الفردية وحريتها التزامها الكلي الشامل ودور هذا الالتزام في بناء المجتمع، وما نراه في الوجودية من معان التمزق واليأس والقلق والتنكر للقيم والأخلاق يشكل جوانب السلب فيها”. (14)

*الحداثة : وتكون حركة ثقافية معمارية ظهرت في آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كرد ضد الأشكال الممارسات التليدية، ولقد بدأت إلى الإنفصال عن الاشكال الكلاسيكية للفن والأدب والثقافة والتنظيم الإجتماعي.

*الإشتراكية : وهي نظرية سياسية واقتصادية تدعو إلى الملكية الإجتماعية والسيطرة الديمقراطية على وسائل الإنتاج. ويهدف إلى الحد من عدم المساوات الاقتصادية من خلال توزيع الثورة بشكل كامل إنصافا. ويقول الشيخ واضح رشيد عن هذه الاشتراكية:

“إن الإسلام أقرب إلى الاشتراكية لأنه دين المساواة، ويوجد فيه نظام لتوزيع الثورة، ولكن الاشتراكية سببت فعلا للعالم الإسلامي وخاصة للعالم العربي”. (15)

وأضاف أيضا هذا الفكر فيما يتعلق بهذا الإتجاه الإجتماعي:

“أما فكرة الإشتراكية الثورة فترجع إلى “ماركس” ز”إنجلز” الذين خاطبا العمال وأثارا فيهم نزعة العداء لأصحاب رؤوس الأموال، وقد نقل ماركس الاشتراكية عن الإطار الإقتصادي المحدود إلى نظام سياسي له منهج خاص في الفكر والأخلاق، والسياسة والعمل وصارت الاشتراكية عقيدة ونظاما”. (16)

*التغريب : هو اعتماد الثقافة الغربية في مختلف جوانب الحياة، بما فيه السياسية والاقتصادية والتكنولوجية واسلوب الحياة وتتضمن هذه العملية في بعض الأحيان تأثير الدول الغربية على مناطق أخرى من خلال الإستعمار والعولمة والتبادل الثقافي. واعتماد اللغات الغربية وأنظمة التعليم والممارسات الثقافية الأجنبية. وقال العلامة  واضخ رشيد عن التغريب :

“كانت العشرينات من القرن العشرين فترة حاسمة في تاريخ العالم اللإسلامي، فقد كانت القوميات تغزو الفكر فى الشرق لتفكيك تصور الخلافة الإسلامية، وقضاء الحضارة الغربية على ما تبقى من الحضارة الإسلامية، بإحلال نظام التعليم والتربية الغربي محل نظام تعليم الشرقي، وقد عادت في هذا العهد أفواج من المثقفين المسلمين في الجامعات الغربية ليحتلوا مناصب النفوذ والتأثير الفكري في العالم الإسلامي”.(17)

*وتشمل الإتجاهات الإسلامية نطاقا واسعا من الحركات والأيديولوجيات والتفسيرات داخل العالم الإسلامي. ويمكن تصنيف هذه الإتجاهات على نطاق واسع إلى أبعاد دينية وسياسية ثقافية.  وفيما يلى نظرة عامة على بعض الإتجاهات الإسلامية الهامة كالإتجاهات الدينية وصور الصوفية التي يتضمنها الشيخ واضح رشيد الندوي في كتاباته القيمة وأفكاره الثمينة في الأدب العربي. وقام بتقديم الرأي أن يشرح هذه الإتجاهات الدينية وقد اتحذ خطوات مهمة لأن ينشرها في هذا المجال . ويألف كتبا متعددة عنها كمثل “الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند” و”إلى نظام عالمي جديد” و”أدب الصحوة الإسلامية ” و”أدب أهل القلوب” و”من قضايا الفكر الفكر الإسلامي – الغزو الفكري” و”حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” وغيرها .

وإنه يؤكد التأكيد على اتباع التفسيرات الراسخة في الشريعة الإسلامية وأساليب المجموعات الرئيسية بطريق المذهب السني، على سبيل المثال، اتباع من أحد المذاهب الفقهية الرئيسية الأربية : الأول: الفقه الحنفي، والثاني: الفقه الشافعي، والثالث: الفقه المالكي، والرابع: الفقه الحمبلي.

وأضاف الشيخ واضح رشيد  في كتابه “من قضايا الفكر الفكر الإسلامي – الغزو الفكري” عنه، قد أسست المدارس الرئيسية الإسلامية  في أواخر العهد الأسلامي وبدائة العهد البريطاني لأن ينير في هذا الصراط المستقيم أي الشريعة الإسلامية في بلاية الهند خاصة. وهي: “المدرسة الرحيمية” “دار العلوم ديوبند” (1866م)، و”مدرسة إنجلو عربية بدهلي” (1828م) و”مدرسة مظاهر علوم بسهارنفور” (1866م)، و”كلية إسلامية إنجليزية” (1857م) وهي التي تسمى الآن جامعة عليجراه الإسلامية.

وكان أيضا أشار إلى فرع من فروع الإسلام يركز على الروحانية الداخلية والتجربة المباشرة أي أنه يذكر عن صور الصوفية ومنظم أهل القلوب الذين كانوا يقضين حياتهم البشرية على سبيل الصوفية وطريق الربانيين.

* إن الادباء والعلماء والمفكرين الإسلاميين الذين قد حصلوا شهرة عظيمة في بلاد الهند بخدماتهم الجليلة في مجال العلم والأدب وقضايا المجتمع منهم الشيخ واضح رشيد له مكان منفرد ومرتفع فيه وإنه من سنة الله تعالى قد تؤفي 2019م وفي كل وقت أنه قد نبه أهل  المجتمع خاصة للمسلمين لأنهم كانوا غافلين عن دينهم وحقوقهم وإسلامهم وهم يجهلون عن مكيد الأعداء أي دسيسة اليهود والنصارى وأهل الصليبيين وغيرهم فيحذر بهذه القضايا التي تذهبها إلى طرق خسارة الدينية والخلقية ويعطي إعطاء أهمية بناء الحياة الإنسانية ويريد أن يغير الإجتماع من الشر إلى الخير، وأشار إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المجال:

“تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم” (18)

وقد تربى العلامة محمد واضح رشيد في أحضان خاله المربي الكبير الإمام أبي الحسن على الحسني الندوي واستقى من ينابيع علومه ومعارفه، فتعلم في ضوء تعاليمه السديدة وأفكاره النيرة وحكمت البالغة الوسيطة والإعتدال والحمية الإسلامية والغيرة على الدين ومواصلة الجهود لتشييد صرح الإسلام، فاستقام على هذه الطريقة المرضية والسلوك الرباني إلى آخر حياته العامرة المباركة.

وإن العلامة  محمد واضح رشيد الندوي كان داعياً مخلصاً كرّس جهوده نحو إصلاح الأمة وتصحيح مسارّها وجاهد في سبيل ترشيد الأجيال لمعرفة حقيقتهم وحقيقة الإسلام وأثرى المكتبة الإسلامية بالأبحاث المنبثقة عن عقيدة صحيحة وفهم صائب بمتطلبات العصر وأدب الوقت.

ويمكن القول ولا شك فيه أن العلامة واضح رشيد ثمرة من ثمرات الإمام أبي الحسن على الندوي رحمه الله أهديت إلى الأمة الإسلامية عامة وإلى الهند وندوة العلماء خاصة، فجاهد وصبر بهدوء وصمت يؤثر العمل على القول والمجاهدة على الظهور والدعاية. وكان لكتاباته المؤثرة أطيب الأثر في نشر الوعي الإسلامي والثقافة الإسلامي.

*أدب أهل القلوب:

وهذا العنوان الرائع الذي إختاره العلامة واضح رشيد لكتابه الماتع، وعنوان أخاذ يسترعي إنتباه كل من يراه ويقرأه وفيه إشارة إلى مكانة الأدب العليا في مجال إصلاح القلوب والتدرج بهم إلى مدارج العز والقبولية.

ولقد أدرك الأستاذ الألمعي بنظرته الثاقبة الرصينة القادرة، خطورة الإبتعاد عن القيم الروحية والمعنوية على الجميع، وأدرك أن كثيراً من أنباء الأمة الإسلامية بما فيها العلماء والمثقفون قد أفلسوا في ميدان الروح والأخلاق، وأدرك أن واجبه أن ينهض وأن يقوم بدور حاسم في هذا المجال، ٍفكتب هذا الكتاب المفيد، وذكر فيه أحوال أهل القلوب النيرة الذين هم ظلال نورانية لجيل الصحابة وسيكون المستضيئون بهديهم طلائع في أمة طال عليها الليل، لكي ينهضوا بالعزم والجد ويزيحوا الغشاوة من أبصارهم.

ويرى القاري في هذا الكتاب روائع من حياة أئمة الإصلاح والتزكية ورجالها البارزين الذين أشرقت أسماؤهم في سماء العلم والمعرفة وواصلوا جهادهم وجهودهم لتثبيت دعائم الإسلام وقدموا أروع النتاج في هذا الميدان مثل الأئمة الحسن البصري والفضيل بن عياض وبشر الحافي والحارث المحاسبي والجنيد البغدادي وأبي حامد الغزالي وعبد القادر الجيلاني وعبد الرحمن بن الجوزي وجلال الدين الرومي ونظام الدين أولياء وشرف الدين المنيري رحمهم الله تعالى. (19)

*إلى نظام عالمي جديد:

وهذا الكتاب من أعماله المشهورة مجموعة مقالاته  له تحمل عنوان “إلى نظام عالمي جديد” وقام بجمعها وترتيبها مساعده العلمي الأستاذ محمد وثيق الندوي.

ويدعو العلامة واضح رشيد الندوي إلى تجربة الإسلام ويشير إلى طلائع إقبال الأمم إليه من جديد بعد فشل التجربة الأوربية، ويكتب:

“إن العالم الإسلامي بدأ يتنفس وصوت الإسلام بدأ يرتفع ليس من مآذن في أوربا، معقل الغزاة المستعمرين، ويعلو هذا الصوت، ويزداد العالم اليوم أنساً وائتلافاً، ولقد رفعت حجب كثيرة عن الإسلام، ورفعت حجب كثيرة عن الإسلام ورفعت شبهات كثيرة كان قد بثها المشككون”

وثم أشار إلى بعض خصائص الإسلام كنظام ضامن لسعادة الأمم والأقليات والجاليات كلها، وتابع قائلاً:

“إن الإسلام يسير مع الحياة في ظل الحريات، حرية الرأي وحرية العبادة، فلا يحرم في ظل الحكم الإسلامي وجود وحدات غير إسلامية وممارسة نشاطاطها، فتجد في حكم إسلامي صحفاً ومؤسسات تعليمية ومنظمات لا تؤمن بالإسلام، بل إنها تتمسك بعقيدتها، وطرق حياتها، وتحاول نشرها والدعاية لها، وقد حدث ذلك في التاريخ القديم، ويحدث كذلك في العصر الحديث، وعلى عكس ذلك، إن القوة المعادية للإسلام لا تسمح بممارسة النشاط الإسلامي، والدعوة إلى لا إسلام والعبادة في بعض الأحوال، وتقشعر جلود المعاندين بذكر كلمة الإسلام، وإن كان اسميّاً لا رسميّاً وحقيقةً”. (20)

*الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند:

إن الله تعالى أرسل الأنبياء والمرسلين لدعوة الناس إليه وتربية نفوسهم وتزكيتهم وهدايتهم إلى طريق الحق ونيل مرضات الله في حياة الدنيا والآخرة. وأعلن النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بأن هؤلاء ينوبون عناءاً في ارشاد الناس وهدايتهم وجعلهم من أقرب الناس إلى الأنبياء والمرسلين بقوله:

“العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر”

وما زالت هذه السلسلة المباركة جارية إلى يوم القيامة لأن كل جيل من العلماء في كل عصر من العصور يخلفه جيل آخر من العلماء ينوبون عنهم ويكونون خلفية عنهم، يقومون بما قام به من كان قبلهم من الأنبياء والصلحاء والعلماء والدعاة.

ومن هؤلاء الخلفاء للأنبياء، العلماء الذين كانوا يعيشون بعيداً عن جزيرة العرب في ناحية من أرجاء المعمورة التي تسمى ’سبه القارة الهندية‘ قام هؤلاء بتقديم خدمات جليلة مباركة في جميع ميادين الحياة الدينية والإسلامية، ولم يتركوا مجالاً من المجالات الدينية إلا وقد بذلوا قصارى جهدهم لترشيد الناس وابلاغهم وارشادهم إلى الصراط المستقيم، وان جهدهم في هذا السبيل قد أثمر ثمراً حير العقول البشرية وحرك فكرتهم إلى أن يتفكروا إلى الأسباب المؤدية إلى هذا النجاح الباهر وإلى هذه الخدمات الجليلة التي لا تقف على حدود بلادها بل تخطت الحدود ووصلت إلى أقصى العالم البشري واستفاد منها المسلم الذي يعيش في أي بلد من البلاد والمؤمن الذي يسكن في البلاد الراقية والمناطق الزاهرة المزدهرة والمدن الحضارية التي وصلت في رقيها وازدهارها إلى قمتها.

ويقول العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي عن الكتاب ’الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند‘ :

“لقد اعتنى سماحة الشيخ أبي الحسن على الحسني الندوي بشرح نماذج هؤلاء الأئمة الأعلام في سلسلة كتبه المدعوة ب’رجال الفكر والدعوة في الإسلام‘ وأفرد مجلدات بعينها لهؤلاء الثلاثة من أعلام الدعوة والفكر الإسلامي. وهي مجلدات ضخام قد لا يتوفر لبعض الدارسين الوقت لقرائتها. فأراد أخي العزيز الأستاذ محمد واضح رشيد الندوي أن يستعرض من أعمال هؤلاء الثلاثة وجهودهم في دعم الفكر الإسلامي واختيار المنهج الأقوم للعمل الإسلامي ويعرضها في كتاب مختصر يسهل قراءته والاطلاع على أحوال هؤلاء الأئمة الأعلام الذي لجهودهم تأثير كبير في بقاء الأمة الإسلامية في الهند بخصائصها الإسلامية الثقافية والدينية، وبمراكزها العلمية والدعوية والتربوية يجماعاتها النشيطة العاملة للإسلام في طول البلاد وعرضها. وقد بنى الأخ الكريم الاستاذ واضح رشيد الندوي عمله هذا على مصادر تاريخية موثوق بها من كتب سماحة الشيخ الندوي وكتاب ’نزهة الخواطر‘ للعلامة السيد عبد الحي الحسني الندوي الذي يعد معلمة تاريخية اسلامية كبيرة لرجالات هذه البلاد وكذلك مصادر أخرى لتاريخ الإسلام والمسلمين في الهند”

وكان المؤلف يأخذ بأيدي الدعاة العاملين في حقل الدعوة واعلماء المخلصين ويدلهم على سر نجاحهم يقدمه لهم بلغة عذبة بأسلوب سهل بطريقة ميسورة ونحن نقدم ما كتبه المؤلف بألفاظه وتعابيره عسى أن يتصف بها وأن يستفيد منها الدعاة والعلماء المخلصون ويحالفهم التوفيق الإلهي في منهجهم وطرق دعوتهم، ويقول المؤلف بعد ذكر مناهج وطرق دعوة الأئمة الأعلام الذي سبق ذكرهم: عناصر تربية العلماء وخصائهم الدينية. وأوردنا هذه الخصائص والميزات لنجاه العلماء الربانيين والدعاة المخلصين في الهند في مهمتهم بالتفصيل لأن في كل جملة من هذا الكتاب والنماذج المذكورة فيه تأثير عجيب على القارئ والمستفيد، ويظهر منه أن التربية والتزكية الروحية والخلقية مستنبطة من الكتاب الكريم والسنة النبوي صلى الله عليه وسلم. (21)

وفي الأخير، إنني أشير إلى قول الشيخ واضح رشيد الذي يذكره الدكتور محمد أكرام الندوي في كتابه “العلامة الشريف محمد واضح رشيد الحسن الندوي:حياته وفكره وأعمايه ”  وهو يقول :

“إن بناء المجتمع على أسس إسلامية أهم وأثمن من أي عمل للنهوض بالأمة الإسلامية فإنه أساس لأي مجهود ومنطلق له بدون إصلاح المجتمع على الأسس الإسلامية لا تثمر أي جهود ولا تأتي التصحيات مهما تضخمت بنتائج مرتقبة”. (22)

***

*الهوامش:

(1) واضح رشيد،محمد، حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ،الطبعة الثانية،2021، ص- 97-98

(2) د.أكرم، محمد الندوي، العلامة الشريف محمد واضح رشيد الحسن الندوي:حياته وفكره وأعمايه، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ، ص- 47

(3) نفس المصدر، ص-51-52

(4)مقالد. الحافظ سيد بديع الدين الصابري، العلاقات الهندية العربية من خلال الأدب العربي الحديث.

(5) صحيح البخاري، حديث-52

(6) د.أكرم، محمد الندوي، العلامة الشريف محمد واضح رشيد الحسن الندوي:حياته وفكره وأعمايه، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ، ص- 315-317

(7) نفس المصدر، ص-322

(8) نفس المصدر، ص- 330

(9) نفس المصدر، ص- 415

(10) القرآن الكريم، سورة النحل-125

(11) ) د.أكرم، محمد الندوي، العلامة الشريف محمد واضح رشيد الحسن الندوي:حياته وفكره وأعمايه، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ، ص-416

(12)  نفس المصدر، ص- 414

(13) واضح رشيد،محمد، من قضايا الفكر الإسلامي-الغزو الفكري، دار الرشيد، لكناؤ،الند،2016م ،ص-132

(14) د.ثناء الله الندوي، الإتجاهات الوجودية في الشعر العربي، مطبعة جامعة عليكرة الإسلامية، الهند،2007م، ص-170

(15) واضح رشيد،محمد، من قضايا الفكر الإسلامي-الغزو الفكري، دار الرشيد، لكناؤ،الند،2016م ،   ص-139

(16) واضح رشيد،محمد، من قضايا الفكر الإسلامي-الغزو الفكري، دار الرشيد، لكناؤ،الند،2016م ،   ص- 140

(17)واضح رشيد،محمد، أدب الصحوة الإسلامية، دار الرشيد، لكناؤ،الهند2009،ص- 48

(18)  المؤطا للإمام مالك، 2\899

(19)مقال الشيخ عبد اللطيف الناروئي، ’أدب أهل القلوب‘دليل على ربانية مؤلفه رحمه الله، عدد ممتاز عن الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي،2019، ص-90-91

(20)نفس المصدر، ص-93-95

(21)نفس المصدر، ص-99-101

(22) ) د.أكرم، محمد الندوي، العلامة الشريف محمد واضح رشيد الحسن الندوي:حياته وفكره وأعمايه، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ، ص-165

***