محمد كوثر علي
الباحث في الدكتوراه قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عليكره الإسلامية
ملخص البحث:
يعتبر العصر الحديث في مصر على حملة نابليون عام ١٧٩٨م حتى يومنا هذا، هذا دور مهم لتطور اللغة العربية وآدابها، فهو عصر وافر بالعلوم والمعارف المختلفات. تطور كثير من العلوم والفنون فيه وابتدع عديد من العلوم والفنون والآداب الحديثة. كما يعتبر عصر الحديث في ليبيا من ١٩٥١م، تأسست على يد مجموعة من ضباط الجيش الوطني الذين أطاحوا بالنظام الملكي للملك إدريس الأول. وفيه تطور كثير من العلوم والفنون، فنبغ عدد من الأدباء والكتاب العلماء والباحثين الذين ساهموا في تنمية العلوم والفنون والآداب في الادب العربي بل في عالم كله. وظهر مجموعة من العلماء والأدباء والباحثين وأقتاب العلم الذين نفذوا دورا مهما في إثراء خزينة العلم وقدموا واسهامات عالية لإعداد تراث أدب العربي الجليل. وبرز من أهم هؤلاء الأدباء والكتاب والباحثين، الكاتب الليبي إبراهيم الكوني. هو الذي معروف ب “سندباد الصحراء” و”رائد أدب الصحراء.
الكالمات الدالة: إبراهيم الكوني‘ الصحراء العربية الليبية‘ الرواية الليبية‘ أدب الصحراء‘ الأدب العربي‘ ليبيا.
المقدمة:
إبراهيم الكوني واحد من أبرز رواد الأدب العربي المعاصر، الذي تألّق في تصوير خريطة الصحراء الإفريقية في ليبيا، وبلغ بأدب الصحراء ذروته موضوعاً وفناً. يتمتع بمكانة مميّزة بين الأدباء، ويُعرف بأسلوبه الفريد وموضوعه الخاص الذي لفت أنظار الباحثين والنقّادكتب الكوني في مجالات أدبية متعددة، محافظاً على تمكّنه فيها ومدافعاً عنها بفنه وإبداعه. وقد أصدر حتى الآن واحداً وثمانين كتاباً، تضم في أغلبها القصص والروايات، إضافة إلى النصوص والمقالات والدراسات، وأعمال في النقد واللغةوالسيرة الذاتية وغيرهامن خلال إبداعاته، استطاع أن يطرح قضايا اجتماعية مهمّة في قوالب فنية ممتعة وبأسلوب جذاب، مظهراً مهارةخاصة في توظيف الحوار والفصحى في بناء الأحداث وتطوير الشخصيات.تُرجمت معظم كتبه إلى لغات حية حول العالم، واعتمدت بعض أعماله في مناهج دراسية لعدد من الجامعات، ومؤخراً
وتقديراً لعطائه وإنجازاته، نال الكوني العديد من الجوائز والتكريمات الوطنية والدولية، كما رُشّح أكثر من مرة لجائزة نوبل من قبل الأوساط العلمية والأكاديمية والنقدية.أدرجته لجنة تمويل الجامعات الهندية ضمن مناهجها التنافسية في الاختبار الأهلي الوطني.
المولد ونشأته وتعليمه:
إبراهيم الكوني كاتب وأديب وصحفي وروايئ وناقد ودبلوماسي وطارقي وليبي يؤلف في الروايات والنقد ية الدراسات الأدبية والتاريخ والسياسية والقصة القصيرة واللغوية‘ ولد إبراهيم على مشارف الصحراء الجنوب الغربية ” الحمادة الحمراء” جبل نفوسة‘ بمدينة غدامس‘ ليبيا بقرب الحدود مع تونس لأسرة من الطوارق سنة 1948م.. نشأ وترعرع إبراهيم الكوني في حضن الصحراء مبكرا بين أهل الطوارق وكان الكوني ولدا شقيا ويعارك مع أبناء الأقارب الجيران. كان الكوني ينحدر من أسرة نبيلة بل من طبقة النبلاء التي تابع مركز الصدراة في قبائل الطوارق. وكان أبوه نبيلا من زعماء الطوارق كما يقول: “أبي كان نبيلا من زعماء الطوارق‘ أبي كان شخصية فريدة حقا‘ لأنه لم يتحل بتلك الخصال التي عرفتها في أكابر القبائل فحسب‘ ولكنه تميز عنهم بخصال أخرى‘ أبي لم يكن شجاعا فحسب ( وهو أشجع فرسان الصحراء)‘ لم يكن مهيبا ككل الأعيان والوجهاء‘ ولكنه كان يعشق العزلة عشقا يليق بفارس من الطوارق‘ وكان زاهدا في مقتنيات الدنيا‘ يحتقر كل ما له علاقة بالمال. وكان فوق ذلك كله عادلا إلى أقصى حد‘ فلا يختلف اثنان في الصحراء إلا وسافرا في طلبه للاحتكام إليه‘ وكان حكمه مرضيا للطرفين داءما. فكيف لا تؤثر في الطفل هذه الأركان التي يندر أن تجتمع في إنسان صحراوي واحد؟ : شجاعة الفرسان‘ مراسم الأكابر‘ الطقوسية‘ عشق العزلة والانقطاع عن الخلق‘ الزاهد في الدنيا واحتقارها في يد النهاس‘ اعتناق العزلة كدين من الأديان. نشأ إبراهيم الكوني بأسرة الطوارق الصحراوي الدينية وتربيته بالإسلام الصوفية‘ وكانت أمه إمرأة مسلمة عابدة صوفية التربية لذلك لعب دورا مهما في حياة الكوني تربية الأمه ويقول : “والأم إمرأة مسالمة تدين بإسلام مشفوع بروح صوفية عميقة موروثة من معتقدات وطن كان لصيقا بالأرض‘ عابدا في محراب الطبيعة‘ معتزلا بناموس أملته سجية القارة المعزولة. ولهذا وجد الشق المجبول بروح التصوف في الإسلام تربة أخصب في إستنبات عناصر الدين الجديد بالمقارنة مع شقه الآخر‘ الحرفي والشعائري‘ الذي وجد مناخا أنسب في المدن”[i]
بدأ الكوني الدراسة مع أبناء الطوارق في الواحات جنوب ليبيا حيث تعلم اللغة العربية.بعد ذلك بدأ الدراسة الإبتدائي والإعدادية بمحافظة “فزان” في جنوب ليبيا. انتقل ابراهيم الكوني إلى مدينة سبها ويستمر تعليمه الإبتدائية في مدرسة المركزية وبدأ الحضور إلى مكتبة وزارة الأنباء والإرشاد في ساعات الفراغ لنيل معرفته. مع ذلك حاول الكوني في تحقيق المعرفة ويقطع مسافة أربعة عشر كيلومتر يوميا في الذهاب إلى المدرسة ماشيا واستعمل منهج الدراسة المختلفة وبدأ يشتري المجلات المصرية والكتب من مكتبة “بجاد” التجارية. وحصل إبراهيم الكوني الشهادة الإبتدائية كان واحد من عشرة الناجحين الأوائل على مستوى المملكة كلها ونشر أسمائهم في صحف المملكة الرسمية وإذاعتها. هناك قول مؤهل بأن الكوني له ذاكرة قوية فانه تعلم اللغة العربية في وقت قليل وحفظ الشعر كثيرا في بضع أشهر واختصر دراسته السنتين في سنة واحداة فقط بمرحلة الإعدادية كما يقول “في تلك الأثناء كان ولعي بالأشعار قد بلغ الذروة. ولا تسعفني الذاكرة اليوم في إستعادة الكيفية التي مكنتني من إستيعاب هذا الكم من الشعر الذي أهلني لدحر الزملاء في المبارزات الشعرية التي إعتاد المعلمون تنظيمها في الفصول الدراسية إلى حد إنتهى بي الأمر لمبارزة صفة كاملة من التلاميذ وحيدا‘ وتحقيق الغلبة برغم ذلك”. [ii]
قرر الكوني الذهاب إلى موسكو لحصول المعرفة بسبب ذلك غادر إلى تونس أولا برفقة صادق مرغم في رحلة سياحية من باب التمويه لاستحالة المغادرة إلى موسكو مباشرة لأسباب أمنية بعد الحصول على إجازة سنة بدون راتب من الوظيفة بالجريدة ولكن هذه الفرصة لم يفلح ‘ أخيرا حصل الكوني الفرصة الثانية للذهاب الموسكو.سافر إلى موسكو لدراسة الأدب العالمي في معهد غوركي سنة 1970م حيث نال شهادة الليسانس‘ ثم حصل على درجة الماجستير بامتياز في العلوم الأدبية والنقدية في سنة 977م.
بعد ذلك انتقل إلى بولندا للعمل وعاد إلى موسكو‘ وفي موسكو درس الكوني في معهد غوركي للآداب بحثا عن سبل تعلم القدنية في الكتاب الرواية‘ وقد وجد الكوني المساعدة من معهد ببحث بعض المفاتيح التي تمكن فيها من فتح بعض الأدراج المستعصية كما يقول الكوني: “لقد لجأت إلى معهد غوركي للآداب بحثا عن سبل تعلمي التقنية فاكتسفت هناك أن الأدب كالأخلاق ولايمكن أن نتعلمه في الجامعات. تعلمت التقنية من الممارسة‘ ومن القرءة المكثفة‘ وإن ساعدني معهد غوركي في العثور على بعض المفاتيح التي تمكن من فتح بعض الأدراج المستعصية. فإذا لم يكن الذهاب إلى موسكو إلهاما كالمهمة الإبداعية نفسها‘ فإني عاهدت نفسي أن أتحمل نتائج المغامرة لوحدي برغم أن الانتقال إلا بلاد الجليد (التي هي نقيض في الطبيعة للصحراء) لم يخل من فضائل لعل أهمها اللغة الروسية أن تشبعه نظرا لتخلف حركة الترجمة العربية” [iii] بعد وصول إلى موسكو فكر الكوني عن “الاتحاد! رابطة! نقابة! جمعية! حزب وهناك سبب لهذه الفكرة لا يريد الكوني أن يكون عضوا في بلاد الأغراب في أي جماعة وحزب وقد أسس الكوني “اتحاد الأدباء” كما يقول: “كان يجب أن أترنم بالإمتنان للأقدار التي أجارتني من التوفيق في تأسيس ” اتحاد الأدباء” بالوطن لأجد نفسي في بلاد الأغراب لا عضوا في جماعة وحسب‘ ولكن رئيسا لتجمع يطلق على نفسه “رابطة الطلبة الليبيين لعموم الإتحاد السوفييتي” بخيار الإجماع”. !” [iv] وفي هذه المعهد بدأ في تجهيز لشهادة الدكتورة في أدب دوستويفسكي وكان موضوع الرسالة “دوستويفسكي: بين حجة إبليس وحقيقة المسيح” تحت إشراف البروفسور ماشينسكي وهذا هو الموضوع الرسالة الذي يحب الكوني في أدب هذا الحكيم العظيم‘ ولكنه قوبل باستنكار اللجنة العلمية بوحي من الأيديولوجيا السائدة بالطبع.
حياته المهنية وجوائزه الأدبية:
عمل الكوني بوزارة الشؤون الاجتماعية ‘ سبها بجنوب ليبيا‘ عام 1965م. ثم محررا أديبا بجريدة “فزان” التي استعارت اسم جريدة “البلاد” بعد الإصلاحات السياسية التي تحولت فيها ليبيا من “المملكة الليبية المتحدة” إلى المملكة الليبية” سنة 1966م. وفي سنة 1969م عمل محررا أدبيا بجريدة “الثورة” .[v]
عمل بوزارة الإعلام مراسلا لوكالة الأنباء الليبية بموسكو سنة 1975م‘ كما عمل مندوب جمعية الصداقة الليبية البولونية بوارسو 1978م‘ ورأس تحرير مجلة “الصداقة” البولونية 1981م‘ وعمل مستشارا بالسفارة الليبية بموسكو 1987م‘ ومستشارا إعلاميا بالمكتبة الشعبي بسويسرا 1992م.[vi]
قدم ابراهيم الكوني العديد من البرامج المسموعة للإذاعةمن بينها “خدعوك فقالوا”‘ عام 19669م‘ وبرنامج بعنوان “الثقافة للجماهير”‘ عام 1969م.[vii]
أجريت معه لقاءات أدبية كثيرة‘ نشرت في الصحف ومجلات عربية وعالمية‘ وبثت عبر محطات فضائية‘ كما وصلت إلى جمهور واسع عبر شبكة الإنترنت من بينها: مطبوعات: ليبيا الحديثة‘الأسبوع الثقافي‘والإذاعة‘ والكفاح العربي‘ والشرق الأوسط‘ والثقافة العربية‘ وقناة: العربية الفضائية‘ وموقع: عرب أون لاين‘ وموقع:المنارة والإعلام.[viii]
حصل على جائزة العاصمة السويسرية بيرن للآدب سنة ١٩٩٦م عن رواية نزيف الحجر الصادرة باللغة الألمانية. الجائزة اللجنة اليابانية للرواية المترجمة عن رواية التبر الصادرة باللغة اليابانية عام ١٩٩٧م. جائزة الدولة الليبية للفنون والآداب عن مجمل الأعمال ليبيا ١٩٩٦م. جائزة وزارة التربية والتعليم للآداب السويسرية عن ملحمة المجوس الصادرة باللغة الألمانية عام ٢٠٠١م. جائزة التضامن الفرنسية العربية عن روايته واو الصغرى ٢٠٠٢م.جائزة الاستثنائية الكبرى السويسرية للآداب (كانتون بيرن) عن مجمل الأعمال الصادرة باللغة الألمانية عام ٢٠٠٥م. جائزة أدب الصحراء بجامعة سبها عن مجمل الأعمال ليبيا سنة ٢٠٠٥م. جائزة الشيخ زايد للفنون والآداب في الرواية عن رواية نداء ما كان بعيدا ٢٠٠٨م. جائزة القاهرة للرواية العربية عن مجمل الأعمال مصر ٢٠١٠م.الجائزة الوطنية الأمريكية الكبرى للرواية عن رواية واو الصغرى الصادرة باللغة الإنجليزية ٢٠١٥م[ix].
من أهم مؤلفات إبراهيم الكوني:
من رواياته:
1.رباعية الخسوف عام 1989م. 2. التبر عام 1990م 3. نزيف الحجر عام 1990م. 4. المجوس(الجزء الأول) 1990م. 5. المجوس (الجزء الثاني) 1991م. 6. الفم عام 1194م. 7. السحرة (الجزء الأول) 1994م. 8. السحرة (الجزء الثاني) 1995م. 9. واو الصغرى عام 1997م. 10. عشب الليل 1998م. 11. الدمية عام 1998م. 12. الفزاعة 1998م. 13. الناموس عام 1998م. 14. في طلب الناموس المفقود عام 1999م. 15. أمثال الزمان عام 1999م. 16. وصايا الزمان عام 1999م. 17. نصوص الخلق 1999م. 18. الدنيا أيام ثلاثة عام 2000م. 19. أنوبيس 2002م. 20. البحث عن المكان الضائع عام 2003م. 21. نداء ما كان بعيدا 2006م.22. قابيل أين أخوك هابيل؟ عام 2007م. 23. الورم عام 2007م. 24. ناقة الله عام 2015م.
مجموعة قصص القصيرة:
1.الصلاة خارج نطاق الأوقات الخمسة عام 1974م. 2. جرعة من دم عام 1983م. 3. شجرة الرتم عام 1986م. 4. القفص عام 1990م. 5. ديوان النشر البري 1991م. 6. وطن الرؤى السماوية عام 1991م. 7. خريف الدرويش عام 1994م.
ومن نصوصه:
1.صحرائ الكبرى عام 1998م . 2. ديوان البر البحر عام 1999م. 3. نزيف الروح عام 2000م. 4. أبيات عام 2000م.
مؤلفاته الآخر:
1.بيان في لغة اللاهوت في 7 أجزاء. 2. أرباب الأوطان ثلاثة أجزاء عام 2001-2003م. 3. ملحمة المفاهيم جزءان عام 2005-2006م. 4. نقد ندوة الفكر الثوري عام 1970م. 5. ثورات الصحراء الكبرى عام 1970م. 6. ملاحظات على جبين الغربة عام 1974م.
سيراة الذاتية:
1.عدوس السرى (ج-1) عام 2012م. 2. عدوس السرى (ج-2) عام 2013م. 3. عدوس السرى (ج-3) عام 2014م.[x]
أهمية الصحراء في حياة الكوني:
أهمية الصحراء في حياة الإبراهيم الكوني كما ذكر “لم أعرف في حياتي جدة على الإطلاق‘ وهذا أحد مآسي على ما أعتقد‘ جدتي هي الصحراء الكبرى‘ لم يرو لي مخلوق شيئا باستثناء أمي العظمى‘ الصحراء الكبرى‘ لم ترو لي جدة‘ باستثناء جدتي الكبرى الصحراء الكبرى”.[xi]
إن إبراهيم الكوني يحمل هاجسا الكتابة منذ طفولته رؤى مجتمعة أو منفصلة عن رسالة الصحراء لأن يكشف عن هذا العالم شأنه كشأن المدينة التي اجتازت عن مفسها أو الأرياف الجبال أو الفضاء ولم تقل الصحراء كلمتها بعد. إن الحكاية والأسطورة فقد لعبت دورا ثابتا في إبداء الكوني ويجري وراء المعلم الأول ديستويفسكي الذي تأثر به كثيرا يقول الكوني نفسه: “كيف لا تلعب الحكايات دورا في أعمالي إذا كان العالم كله حكاية رمزا؟ لقد علمنا ارسطو أن نتقن قول السطورة إذا أردنا أن ننجز إبداعا. وقد أثبت تاريخ الأدب العالمي أن وصية المعلم الأول هي التي كان لها الفضل في وضع حجر الزاوية في بنيان نظرية الأدب‘ وما زال الإبداع يخضع لهذا القانون حتى اليوم. وإذا كان أكثر المبدعين اليوم يتخذون اللغة السردية وسيلة لإخفاء المعنى عملا بنصيحة “تأليران” الذي قال إن اللغة لم توجد للكشف عن الأفكار‘ ولكن لإخفاء الأفكار‘ فإن اخرين يبحرون في الاتجاه المضاد تماما فيعلنون نواياهم الخفية على الملأ قبل أن تبدأ الرحلة. من حق البعض أن يتباهي بالاتطلاق من مادة اسمها الحياة لصياغة الاسطورة عن الحياة. ومن حق فريق أخر أن ينطلق من الفكرة الفلسفية المجردة. وينفخ من روح افداع ما يجعلها تتنفس وتحيا وتدب في الأرض على قدمين على طريقة معلمي الأكبر دوستويفسكي. ومن حق فريق ثالث أن يسلك سبيلا ثالثا فيخرج إلى العلم حاملا تميمته الخاصة‘ أسطورته الخاصة‘ ليصنع الحياة بأسطورته هذه‘ لينتهي في الختام إلى خروج من المغامرة بأسطورة ثالثة”.
المجتمع الطوارق:
ينتسب الكوني إلى قبائل الطوارق وهي من قبائل العريقة القديمة التي تسكن الصحراء اليبية الكبيرة. كما يقول عمر الأنصاري “الطوارق‘ هو الاسم الذي يطلق حاليا على قبائل الملثمين في الصحراء الكبرى‘ المنحدرة من قبائل صنحاجة البربرية في المغرب الأقصى‘ ويطلق الاسم غالبا كذلك على مواطنيهم من العرب الذين ساكنوهم الصحراء‘ واختلطوا معهم‘ فعرف الجميع في الكتابات الحديثة بالطوارق‘ (من باب إطلاق الجزء على الكل)‘ وهم المجموعات القاطنة في منطقة أزواد شمال مالي‘ وآيير شمال النيجر‘ والهجار جنوب شرقي الجزائر‘ وآزجر جنوب غربي ليبيا”.[xii]
ويختلف المؤرخون في سبب تسميتهم بالطوارق‘ فمنهم الذين يطلق على “الطوارق” بهذا الاسم لأنهم طرقوا الصحراء‘ وتوغلوا في دروبها‘ وبعض المؤرخين ينسبهم إلى القائد العربي الإسلامي الفاتح طارق بن زياد‘ والبعض ينسبهم إلى وادي درعة جنوبي مراكش‘ الذي يسمى بالطارقية تاركا‘ وجمعها : توارك. إن قبائل الطوارق في أزواد (شمال مالي) تشاركهم قبائل عظيمة عربية‘ وأسر عربية حديثة‘ جاءت القبائل الطوارق بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا. يعتبر الشعب الطارقي هو شعب قديم وأصيل‘ من أصل سام احتفظ بهويته الحضارية الأصلية‘ و”التماشق” لغته الوطنية. لهذه اللغة حروف التي تملك أبجدية نظيفة‘ويرجع في وجودها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد عيسى المسيح حواليا‘ كما وجدت في الصحراء إفريقيا الشمالية الكتابات والنقوش ولوحات‘وطبيعة البيئة الطارقية وثقافة بديعة على الصحراء الكبرى في الموطن الأصيل للطوارق هي دول شمال إفريقية فذلك كتب إبراهيم الكوني روايات وملاحم حول صحراوية والعلاقة ما بين الإنسان بالصحراء‘ ويكتب الكوني الصحراء الليبية التي يراها رمزا للوجود الإنساني وكنزا أسطوريا. ويقول الكوني إن “الصحراوي مليء بالأشجان والشعر. الشعر هو دموع العابر‘ وبدل أن نبكي محنتنا الوجودية نستجير به”[xiii]. فالصحراء هي المكان الذي يواجه فيه الانسان نفسه ويكتشف قيمته دون أن يستطيع أن يهرب من هذه المواجهة. منذ زمان طويل اهتم الغربيون بأن يدخلوا قيما مزيفة من الخارج إلى الصحراء وكمثال ادخلوا الراحة والضجر إلى عالم الصحراء. الصحراء في جوهرها ليست لطيفة على الاطلاق مع البشر. فالصحراء لاتبالي بالناس. فالفرد الذي ينشأ في جبال خضراء يسقيها مطر غزير اذا زار الصحراء فانه يراها بعينه الخضراء ولذلك ستنتهي زيارته بالصدمة فقط‘ كما نجد في روائي الصحراء “إبراهيم الكوني” تأكيدا مستمرا على أن الحكم على الصحراء بمعيار البشر لا ينفع في فهمها أبدا ويجب علينا دائما أن نحكم عليها بمعيارها‘ معيار الصحراء نفسها[xiv]. إن معيار الزمان في الصحراء يختلف عن معاييرنا في المدينة أو المجتمع المستقر ففي الصحراء يسقط فيها تقسيم الزمان إلى ماض‘ وحاضر‘ ومستقبل‘ ويصبح الزمان امتدادا واتصالا على شكل دائرة حيث تتعايش الأسطورة والواقع‘ وحيث تزول الحدود بين الأسطورة والواقع‘ تبدو هذه الفكرة صادمة لنا في نهايات القرن الواحد والعشرين‘ ولكنها حقيقة معيشة في الصحراء‘ الصحراء هي الصحراء فقط‘ حيث لا نستطيع أن نسمى أي جزء منها‘ أو أي مكان فيها‘ وكأنها الوجود الذي لا يحمل اسما‘ وكأنها المكان‘ حيث لا مكان‘ وإذا أدرك فرد ما جزاءا من الصحراء‘ فإنه لا يترك أثر إدراكه في الصحراء نفسها‘ كما يحدث في أماكن أخرى من المعمورة‘ على من يدرك الصحراء جيدا‘ ألا يترك أي أثر فيها‘ وأن ينسحب بهدوء بلا أدنى ضجيج‘ وإذا كان هذا الأمر صحيحا‘ فإن علينا ألا نطلق صفات على الصحراء. ولعلّ المجتمع الطارقي يعطي للشكل الجسدي صورة متميّزة، ولاسيما لصورة الوجه،فالرجل الطارقي يُغطّي وجهه كلية بقطعة قماش شفّاف من نوعية معيّنة تسمح له بالتنفّس‘ ولا ينزعه حتّى في أوقات الطعام فيكشف عن فمه فقط أو يمرّر الطعام بطرق إست ا رتيجية لاتُبرز وجهه، وقد يضطر للاختباء أحياناً للأكل، ارتداء اللثام يمرّ بطقوس، فاللثام يُوضع فيالعشرين من العمر، بعد احتفالية تُقام على شرفه تتخلّلها الولائم، وصوت الطبول وألحانالنساء… و ا رء اللثام الساتر كليّاً وجوه متعدّدة، بالرغم من ذلك فذكاء الطارقي وف ا رسته فقطهما اللذان يسمحان له بكشف الآخر عبر الأكتاف والظهور، ولو من بعيد.(إب ا رهيم الكوني، البئر، ص : 2)
الذكورة في رواياته:
تتميز روايات الكوني بالنسوية إذ يعتبر الكوني الأنثى شيئا ملوثا في رواية “التبر” وذلك لتعلقها بالدنيا ومتاعها‘ وجاء بشكل صريع في قول البطل الرواية أوخيد وهو يردد كلام الشيخ موسى: “ألم تسمع كلام الشيخ موسى ؟ الأنثى أكبر مصيدة للذكر سيدنا آدم أغوته امرأة فلعنة الله وطرده من الجنة‘ ولولا تلك المرأة الجهنمبة لمكثنا هناك نتنعم بالنعيم‘ ونسرح في الفردوس. وفي الحفر تختبئ الأفاعي والعقارب‘ تلدغ كل مستهتر يحشو عضوا من أعضائه هناك‘ فماذا فعلت بك ناقتك هي أيضا أفعى‘ ناعمة ولكنها تلدغ العدوى هي الثمن فتجمل الآن والصبر” [xv]ويرجع أوخيد سبب بلاء الأبلق بالجرب للأنثى (الناقة) والأنثى التي جلبت البلاء للأبلق هي التي دفعته لأن يعد ويختلف”[xvi] يؤكد الكوني نظرته الدونية للمرأة‘ بقوله: لعن الله الأنثى؟ لعن الله الأنثى؟”[xvii] فالمرأة عند أوخيد وهق تضيق به الحياة “أوه يا ربي؟ المرأة. ها هو الوهق الفظيع يضيف حول الرقبة‘ ها هو يكتم النفس”[xviii] و”من المرأة إنها الوهق الذي خلقه إبليس كي يجربه الرجال من رقابهم” و كيف أعمته عن المرأة إلى الحد الذي أعماه عن رؤية عمله البشع؟ نعم هي المرأة لولاها فعله . لولاها لما حلت اللعنة التي أعمته عن رؤية فعله. لولاها لما جاء الولد إلى الدنيا”[xix] فأوخيد يرى أن المرأة هي سبب كل البلايا في الدنيا كما وقع فيها كما جاء في رواية الكوني “المرأة هي المرأة رفيقها الشيطان سواء كانت من كانوأو ومن جزر الواق واق”[xx]
الصحراء في رواية ابراهيم الكوني:
استطع “الكوني” أن يشق لنفسه مسارا جديدا في التجارب الروائية الغربية والعربية على حد سواء حيث ارتكز في بناء عالمه الروائي على موضوعة الصحراء التي اتخذ من فضائها مسرحا للأحداث رواياته المتعددة والمتنوعة والتي فاقت ستين رواية ويشير الكوني‘ في أكثر من موضع على العلاقة المقدسة التي تربطه بالصحراء وعلى الانتماء الذي يشده إليها “إن الصحراء الجدة التي ربطتني وهي التي روت لي وهي التي دفنت في قلبي سرها ولهذا عندما أتحدث عن الصحراء هي التي تسكنني‘ تسكنني أكثر مما سكنتها..”[xxi] وتعد الصحراء موطناومستقرا للكوني في جل أعماله الروائية‘ ويصرح بأن حبه للصحراء يسري في دمه “فالصحراء تعيش فينا‘ كما نعيش نحن في الصحراء: في العروق مع الدم‘ تجري مياهها‘ مع شعورنا تنمو نباتها في عظامنا تكمن حجارتها‘ في أنفاسها تهب رياحها”[xxii] ويشير الكوني إلى أن الصحراء روحه “الشمال [xxiii]مظهر‘ ولكن الصحراء له جوهر‘ الشمال جسد‘ ولكن الصحراء روحه..”[xxiv] ويؤكد إبراهيم الكوني في شتى إبداعاته على الرباط الوثيق الذي يربط بالصحراء‘ وعلى الحب الذي يكنه لها.
غادر الروائي “ابراهيم الكوني” ليبيا وانتقل إلى أوروبا واستقر بها. إلا أن روحه بقيت عالقة نحو حبيبته الأولى صحرائه الأصيلة. أين يوجد الحرية والسكينة‘ والرمال الذهبية‘ والودان والجن والكهوف والجبال‘ ويعد الكوني من أهم الروائيين الليبيين‘ إذ لم تبعده الغربة الطويلة عن أصولة التاريخية‘ ولم تخرجه ثلوج الألب الباردة من لهيب الصحراء الحارقة.
دأب الكوني في رواياته على توظيف الصحراء بشتى عناصرها وتصويرها تصويرا فتوغرافيا‘ حتى يتسنى له تقديمها للقارئ في صورة فنية ساحرة‘ و”قد استعار الكوني بذلك ريشة الرسام وفرشاة عالم الأثار لتصوير بعض مناظر صحرائه‘ فنفض بالفرشاة الغبار عن بعض الموقع‘ وصور بالريشة بعضها الآخر‘ لتتراوح تلك اللوحات لعناصر الطبيعة من شمس وماء وريح..ولوحات للجبال والكهوف والنقوش والأبنية”[xxv]
أسلوبه في الكتابة:
في الأدب العالمي‘ظلت النظرية الغالبة هي أن الرواية فن مديني‘ “الرواية عمل مديني”وهي الفكرةالتي دعا إليها جوارج لوكاتش‘ إذ يرى أن الرواية لا يمكن أن تنشأ خارج المدينة. ومع هذا فأن إبراهيم الكوني قد كسرهذه القاعدة بتميزه‘ فسطع اسمه في خريطة الأدب العربي‘ بل وفي الأدب العالمي‘ سواء فيمجال السرد أوالفلسفة‘. لقد ابتكر لنفسه أسلوبا منفردا‘ يجمعبين لغة شاعرية عالية‘ وفكرته التي استمدها من عوالم الصحراء‘تلك العوالم التي لم يقترب منها كثير من الروائيين العرب الذين انشغلوا بفضاعات المدن وصراعاتها السياسية والأيديولوجية. لذلك بدأ الكوني مسيرته الروائية منفردا‘ ويصور تصويرا صحراويا بما فيه من قلة وندرة و قسوة‘ ليجاهر جوهر الكون‘ ومن خلال رواياته‘ ويجد القارئ أن محورها الأساسي التي تدور حول العلاقة الجوهرية التي تربط الإنسان بالصحراء‘ بما تحمله من طبيعة قاسية‘ وموجودات‘ وثقافة روحية متفردة.
إن الكوني تمركز رواياته حول الصدقة بين الإنسان وعناصر الكون فيها الحيوان‘ والطبيعة كما يجد في كتاباته القضايا الاجتاعية والسياسية‘ والإقتصادية ومن أهم القضايا هي القضايا الصحراء الكبرى الليبية.
معظم رواياته تقوم بالتركيز على عنصرين:
المجتمع الطوارق: الطوارق هي قبيلة قديمة تسكن في شمال إفريقيا من ليبيا إلى موريتانيا كما تتواجد في الجزائر والنيجير ومالي. و قد رسم الكوني “الطوارق” كشعب أصيل وقديم كأمم الأرى مثل الروم‘ والفرس والعرب. الكاتب إبراهيم الكوني يحاول أن يفهم في رواياته أن الشعب الطوارق (الأمازيغ والبربر والليبين أو الأفارقة) هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا. يبسط وجودهم من البحر الأبيض المتوسط شمالا وإلى الصحراء الكبرى جنوبا‘ قسمها الاستعمار الفرنسي في ستنيات القرن العشرين إلى أربعة بلدان هي ليبا‘ والجزائر وماليى والنيجير) ومن سيوة المصرية شرقا إلى المحيط الأطلاسي غربا (ليبيا‘ والجزائر‘وتونس‘ المغرب وموريتانيا) وهي المنطقة التي كان يطلق عليها الإغريق قديما اسم نوميديا‘ ويتحدثون اللغات الأمازيغية والعربية‘ والفرنسية‘ والإسبانية. [xxvi]
إبراهيم الكوني يعد رواياته حول قبائله الطوارق وثقافاتها والدفاع مملكتها “تنبكتو” واستمرت مزدهرة ما يزيد على ألف سنة متحدية الاحتلال الإيطالي‘ التي حكمت على هذه القبائل لحبقة طويلة وقسمت هذه القبائل ومملكتها. الكاتب الكوني حاول أن يرسمها كشعب أصيل وعتيق‘ ويشبها كأمة ذات لغة وتاريخ وثقافة مثل الروم والعرب‘ والفرس.
الثاني: عالم الصحراء هو أهم الناحية من نواحي الأخرى بما فيه عالج الكوني من ندرة وامتداد‘ وقسوة وانفتاح على جوهر الكون والوجود. لون الصحراء في الأدب العربي شعرا ونثرا بألف لون مختلفة وصيغة منذ ظهور الأدب والشعر الجاهلي وحتى يومنا. والأمر طبيعى لأن الصحارى تشكل أكبر المكونات الطبيعية في البيئة‘ ولكن أكثر الأدباء اهتماما بالصحراء دون أي منافس هو إبراهيم الكوني الذي كتب أكثر من شتين رواية والقصص والنصوص حول الصحراء الإفريقية الكبرى. كما نرى في كتابه “رباعية الخسوف” التي تشمل على أربع روايات هي ” البئر” والواحة” وأخبار الطوفان الثاني” ونداء الوقواق” تروي هذه الرباعية ثلاث سيرات لقبيلة “الطوارق” الذين يعيشون ويموتون ويحبون ويحاربون على مسرح يبسط ما بين حدود مصر الغربية شرقا وحتى مورتانيا غربا‘ ومن ليبيا شمالا حتى النيجير جنوبا. بين الكوني كل شيئ في هذه الصحراء‘ وصف طبيعتها ‘ الصخرية والرملية‘ زرقة السماء‘ ملابس الطوارق‘ والصداقة بين الحيوان والإنسان والطقوس الصحراء‘ والحياة الاجتماعية اليومية وغير ذلك.[xxvii]
الخاتمة:
إبراهيم الكوني أديب واسع الاطلاع وغزير الإنتاج في العصر الراهن، تميّز بإبراز الصحراء في أعماله بأسلوب فني فريد وممتع. لم يكتفِ بالكتابة عنها في نصوصه ومقالاته، بل جعل منها موضوعاً للفلسفة والتأمل، ففهمها وأحبها بعمق. يرفض الكوني النظر إلى الصحراء بوصفها فراغاً أو خلاءً، بل يراها عوالم ملهمة منفتحة على جوهر الكون. في نظره، الصحراء هي الحرية، ورمز الوجود الإنساني، وكنز أسطوري في حوض البحر المتوسط، وهي جنة الله على الأرض، والسبيل الوحيد لاختبار ما وراء الموت ونحن أحياء.
المصادر والمراجع:
الكوني‘ إبراهيم: عدوس السرى‘الجزء الأول‘ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‘ بيروت‘ 2012م
الكوني‘ إبراهيم: التبر‘ دار التنوير للطباعة والنشر‘ الطبعة الثالثة 1992م
الكوني‘ إبراهيم: نزيف الحجر‘ دار التنوير للطباعة والنشر‘ الطبعة الثالثة 1992م
برانين‘ أمنية محمد: فضاء الصحراء في الرواية العربية المجوس لإبراهيم الكوني أنموجا‘ دار الغيدا للنشر والتوزيع‘ الطبعة الأولى 2011م
د. سعاد محمد الصباح: إبراهيم الكوني ذاكرة الصحراء‘ الجزء الأول‘ دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع‘ الطبعة الأولى 2023م
فيصل عبد الله حسين حيدر‘ الصياغة اللغوية والتصوير الفني في نص “الدنيا أيام ثلاثة” مجلس الثقافة العام‘ 2011م
الهوامش
[i]إبراهيم الكوني‘ عدوس السرى روح أمم في نزيف ذاكيرة‘ الجزع الأول‘ ص63‘ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‘ الطبعة الأول 2012
[ii]إبراهيم الكوني‘ عدوس السرى روح أمم في نزيف ذاكيرة‘ الجزع الأول‘ص 128-129‘ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‘ الطبعة الأول 2012‘
[iii]أمينة محمد برانين‘ فضاء الصحراء في الرواية العربية المجوس لإبراهيم الكوني أنموجا‘ ص 204‘دار غيداء للنشر والتوزيع‘ الطبعة الأولى 2011م‘
[iv]إبراهيم الكوني‘ عدوس السرى روح أمم في نزيف ذاكيرة‘ الجزع الأول‘ ص388-389‘ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‘ الطبعة الأول 2012
[v]موقع انترت: ابراعيم الكوني ‘ المعرفة‘ تاريخ المتابعة 20.08.2025:marefa.org
[vi]37د. سعاد محمد الصباح‘ إبراهيم الكوني ذاكرة الصحراء‘ الجزء الأول‘ دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع‘ الطبعة الأولى 2023م. ص 35-
[vii]Adab.com: إبراهيم الكوني بلكاني‘ نبذة مختصرة: متابعة:20.08.2025
[viii]فيصل عبد الله حسين حيدر‘ الصياغة اللغوية والتصوير الفني في نص “الدنيا أيام ثلاثة‘ ص 24‘ مجلس الثقافة العام‘ 2011م
[ix]د. سعاد محمد الصباح‘ إبراهيم الكوني ذاكرة الصحراء‘ الجزء الأول‘ دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع‘ الطبعة الأولى 2023م. ص 38
[x]د. سعاد محمد الصباح‘ إبراهيم الكوني ذاكرة الصحراء‘ الجزء الأول‘ دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع‘ الطبعة الأولى 2023م. ص 39-43
[xi]https/Youtube.com
[xii]عمر الأنصاري‘ الرجال الزرق‘ دار الشاقي‘ الطبعة الأولى 2006‘ ص 29
[xiii]إبراهيم الكوني ..روائي ينقب عن كنوز الصحراء‘ 2016-0-01: https://www.aljazeera.net
[xiv]نوبوأكي نوتوهارا‘ العرب وجهة نظر يابانية‘ منشورات الجمل 2003م‘ ص 96
[xv]إبراهيم الكوني‘ التبر‘ ص 21-22‘ دار التنوير للطباعة والنشر‘ الطبعة الثالثة 1992م.
[xvi]المراجع السابق‘ ص 78
[xvii]المراجع السابق‘ ص 26
[xviii]الراجع السابق‘ ص 119
[xix]المراجع السابق‘ ص‘ 99
[xx]ابراهيم الكوني ‘ نزيف الحجر‘ ص 134‘ دار التنوير للطباعة والنشر‘ الطبعة الثالثة‘ 1992م.
[xxi]حوار خاص مع ابراهيم الكوني…أبرز الروائيين العرب في أدب الصحراء
[xxii]إبراهيم الكوني‘بر الخيتعور‘ المؤسسة العلربية للدراسات والنشر‘ بيروت‘ لبنان‘ الطبعة الثانية‘ 1999م‘ ص 151
[xxiii]عوني صبحي الفاعوري‘ أبراهيم الكوني روائيا‘ أطروحة دكتوراه‘ الجامعة الأردنية‘ كلية الدراسات العليا‘ 1998م‘ ص ح
[xxiv]إبراهيم الكوني‘ نداء ما كان بعيدا‘ ص 425‘ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‘ الطبعة الثانية 2009م
[xxv]أمينة محمد برانين‘ فضاء الصحراء في رواية العربية المجوس لإبراهيم الكوني أنموذجا‘ ص85‘ دار غيداء للنشر زالتوزيع‘ 2010
[xxvi]https://raseef22.net/articleمصطفى سليم‘ إبراهيم الكوني: وريث الصحراء يروي أساطير الأمازيغ باللغة العربية ولغات العالم‘
[xxvii]qafilah.comمودة البارقي‘ إبراهيم الكوني والصحراء الإفريقية الكبرى‘ مجلة القافلة
