Main Menu

أثر أفلام غربية في إثراء المثلية

من الحقيقة التي لا يشوبها أي شك أن للأفلام تأثيرا كبيرا في إثراء العواطف القلبية ودورا هاما في تكثيف الانطباعات الشخصية وتزييد الهمة البشرية. ومما لا ينزعج فيه عنزان أن للمرئية إسهاما عظيما في تشكيل الطبيعة الجديدة وتحطيم التقاليد العتيقة. لقد حظي العالم بتنمية الذكاء الاصطناعي وترقية الأوضاع الرقمية منذ مطلع القرن التاسع والعشرين أعظمها مقدارا حتى بات اليوم أيسرها منالا من غيره. لقد أسبغ الذكاء الاصطناعي نعمه في مجال المرئيات والمسموعات كثيرا لا يحصى حتى لا يتسرب إليه أي ضعف. وبالفعل لما انثبط إقدام المستشرقين وانزلق أقدامهم من إغواء المسلمين بالقوى الشفوية، اتخذوا المرئية سهاما ورمحا يلقونه في قلوب أصحاب الأهواء من المبتدئين في الإسلام. ولقد أشادت المجتمعات دور المرئيات في جميع كيانها خاصة لتحضير المعارف في أسرع وقت ممكن، وأثنت جميع الثقافة على مهنة صنع الأفلام لتحضير الأشياء المتشعبة في آن واحد. ومن سنن الكونية المعروفة أن يسخط الإنسان مرضات ربه فيما أودعه في أرضه. فكذلك الأمر، لقد تحول هذه النعمة الجسيمة إلى النكبة العظيمة حتى صارت شركة المرئيات بأجمعها محطة للترف والاسترخاء و وسيلة لإثراء الجرائم القبيحة ومنالا لجل الأشياء الشنيعة. بات الأفلام العصرية مجدية في تكثيف بعض الخسائس الاجتماعية، كما لها باع طولى في إثارة التطرف بين الإلحاد والشذوذ والإسلامية وفي تزويد الجنسية المثلية وغيرها.

أرومة المثلية في الأفلام

لقد جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي وطأ الأفلام أقدامه في مجال إثراء المشاعر القلبية، وأترع المرئيات بالمشاهد الفظيعة في بواكير صباها في الولايات المتحدة. مازال يوم 23 مايو من 1895 تذكارا في أنصع صفحات الأنباء، ولا ينفك محفورا في سجلات التاريخ دون أي نسيان، فالشخصان المتحابان كانا يرقصان في المنصة الإعلامية في فيلم ويليام كينيدي ديكسون ) (William Kennedy Dickson واضعا أيديهما في خصر أحدهما الآخر، بحيث يظن الحاضرون أنهما ينهمكان في العملية الجنسية المثلية، إلا أن هذا القدر لا تعدل قلامة ظفر العصر الراهن. وبعد ذلك خاض الغربيون كلهم في إثارة هذه العاطفة وإشادة الدعاية للجنسية المثلية راغبا في تكثيف الحرية الإنسانية.  فعلى حسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لقد تم إطلاق مائة ألف مرئيات الداعمة للمثلية في الشرق الأوسط والدول الغربية. تحتل أسبانية بمثابة الدرجة الأولى في احتواء مشاهد المثلية في الأفلام حتى لا يكاد يخلو أي مسلسلات أسبانية من مشاهد المثليين. ومن بعض المسلسلات التي عرضته شبكة نتفليكس:

1-        مسلسل Someone has to Die، مسلسل إسباني انطلق عرضه في 2020 ضمن سلسلة أعمال تلقي الضوء على معاناة المثليين في مطلع ومنتصف القرن الماضي وذلك لأن السلطات الحكومية كانت تحرم على المثليين إعطاء حقوقهم في إسبانية وتنزل بهم  بأشد العقوبات. فقد أصبح إسبانية اليوم أكثر الدول الداعمة لحقوق المثليين على مستوى العالم. استغرق هذا المسلسل ثلاث حلقات، كلها تحكي قصة غابينو، شاب عاش عشر سنوات في بلد مكسيك مع غرام صديق له في جامعته، وعاد بطلب أهله ليتزوج فتاة اختارتها عائلته.

2-       مسلسل Elite، يسلط الضوء على عمر، الشاب من أرومة عربية فاضلة يقع في غرام أندر، صديقه من أصول إسبانية، فقد مضى سنوات عديدة على حبهما حتى توحدا في المشاعر والأحاسيس والأهداف والرغائب والنظرة الشاملة للحياة وبلغت غرامهما أوجه حتى تصديا أن يتزوج أحدهما الآخر. فأما أهل أندر أسرة علمانية الداعمة للمثلية تراضوا لمثلية ولده إلا أن أهل عمر من أصل عربية استبعد من اعتناق آراء ولده للجنسية السوية. فرفضوه ونبذوه لكن إصرار ولده إياه أجبرهم ليقبل مثليته.

الجنسية المثلية في دراما السورية

من الأمور الناصعة التي لا تقبل أي جدال أن هذه الدعاية الفظيعة ما زالت تنتشر في هذه البسيطة ولا تفتأ ترسخ في سجلات التاريخ أشنع خطواتها على ممر الدهور. وقد اكتسب الموضوع الجنسية المثلية درجة رائعة في سوريا على مدى سنوات، مبدأها من سبع وألفين إلى اليوم. وإنه يحتل الدرجة الثانية في نسمة انتشار هذه الأجندة. ومن بعض أفلامه التي تحتوي على إشادة المثلية وتطبيقها:-

1-        مسلسل ما ملكت أيمانكم (2010)، يتطرق مباشرة إلى اشتعال موضوع اللواطة بحيث يستعرض أعظم مشاهد الميم السوري والعربي. تحتوي جل حلقاته على قصتين، تسلط القصة الأولى الأضواء على شاب مغتصب الذي يتسرق الأموال ويوزعها على الفقراء. فإنه ضمن رحلاته التوزيعية وقع في غرام طفل فقير. وبلغ غرام أحدهما الآخر حتى تصدى المغتصب لتزوج حبيبه الفقير إلا أنه استمر في الرفض على تطلابت زميله، بينما القصة الثانية توحي عن انتشار  الجنسية المثلية في المجتمع القبيسيات والآنسة هاجر في سوريا.

2-       مسلسل ناطرين، خصص أحد حلقاته بعنوان “إحساس غريب” لإثارة المشاعر المتبادلة في المثليين بشكل مباشر. حيث زعم بعض نقاد الدراما السورية أن هذا المسلسل يعتبر طرحا جريئا لموضوع المثلية من خلال غيرة غريد (أحد رموز هذا المسلسل ويمثل دوره محمد فرزات) على زميله نبيل (أحد رموز هذا المسلسل ويؤدي دوره الممثل السوري الشهير مصطفى المصطفى) لغرامه مع ياسمين المغنية (تجسد دورها الممثلة رزان أبو رضوان). وأخيرا يقع الجدال بين شقيقين المتحابين وينتهي بإتلاف نفس أحدهما الآخر.

3-       مسلسل صبايا، يقدم شخصية سامي وهو شاب تغلب على جميع تصرفاته وأسلوبه الصفات الأنثوية. على حسب قرارات ناقد الدراما على مستوى العالم أن الهدف الأصيل من هذا المسلسل إغراء الشاهدين لتبادل الجنسية بين المثليين.

المثلية في الدول العربية:

لقد لاقت دعاية المثلية انتشارا واسعا على مستوى دول الغربية وعلى بعض الدول العربية في الشرق الأوسط وغيرها. فقد أكد تقرير شركة بارومتر العرب أن الجزائر أكثر الدول العربية تقبلا للمثلية الجنسية متضمنا 26 بالمئة من جميع سكانها. ويتبعه المغرب والسودان والأردن وتونس ولبنان وفلسطين على التوالي في إثارة عواطف الجنسية المتبادلة بين المثليين.

قضية المثلية في الدراما المصرية

ظلت قضايا المثلية الجنسية أحد القضايا الساخنة في معظم صحائف أنباء الوطنية حتى لا يحبذ المجتمع الخوض فيها. وأما مصر يعد أكثر الدول تناولا لمقاطع مصور حول مشاهد مثلية. في الآونة الأخيرة تصاعدت أزمة المثلية في مصر، بل الحق أن تلك الأزمة كانت مطروحة منذ سنوات مديدة لم يلتفت إليه السلطات وما يتطرق لديه أي إعلام. لكن جسدتها السينما المصرية على مدار العقود الماضية. وفي إطار ذلك استغل الغربيون في تأسيس رغائب تلك الفكرة في أوضاع أصحاب مصر حتى أضلهم عن مسارهم وأخبتوهم في غيابات الظلم والضلال وحبب إليهم نظرة داعمة للعملية الجنسية بين مثليين. فأما بعض الأفلام التي تدعم تلك الفكرة:-

  1.       الطريق المسدود، فيلم مصري تم إصداره في 1957 الميلادية. يعتبر من أقدم الأفلام التي عرضت هذه المشكلة. وتدور مشاهد هذا الفيلم على مدرسة تدعى “فايزة”. إذ قامت بدورها الفنانة فاتن حمامة تحن أن تذهب للعمل في المدرسة ولكن إثر ذهابها إليها تقابل أحد المعلمات الشاذة جنسيا، هي التي تحاول أن تشتغل في العملية الجنسية المثلية مع الفنانة لشدة غرامها لها.
  2.       حماح الملاطيلي، مرئية مصرية قامت الحكومة بإصداره إثر سقوط السلطة الاستعمارية سنة 1973 الميلادية. تدور أحداث فيلم حول شاب مسمى بأحمد، يسيطر على قلبه فكرة ارتحال إلى مجلس العلوم في القاهرة ليبحث على موضوعه الماجستير. ولكن ضمن ذهابه إليه تضطره الأوضاع الطبيعية للعمل والمبيت في حمام الملاطيلي. وهناك يتعرف على شخص مسمى برؤوف و يرغب فيه. ثم ازدادت العلاقة بينهما حتى تراضيا للمبادلة الجنسية بينهما.
  3.       المزاج، دراما مصرية تم إصدارها في 1991م. يتناول مشاهد الفيلم كلها في السجن. فإن الفنانة سناء يونس التي تمثل دور “نعمات” المرأة الشاذة، اعتقلتها الشرط المصرية لجريمة إثراء الجدل بين الزوجين. وهي تمارس الشذوذ الجنسي عدة مرات في السجن مع من يصاحبها فيه.

المثلية الجنسية في المرئيات اللبنانية

لا يخفى على أحد أن الأفكار الغربية قد هيمنت على مدى الأرضين قاصيها ودانيها، وبمجرد إشاعة أفكارهم تطرقت العالم الميمي نحوا لتنمية هذه الأجندة الفظيعة، فلا يخلو شوارع مدينة ولا طرق بلاد إلا وقد أشادت هجوم نظريات الغربيين بجميع كيانها على الإنسانية. وإن هذه الثورة ظلت تفضي هيئة الإدارة للدولة اللبنانية إلى استسلام قرار الحرية المطلقة بموافقة المثلية،فاحتوت بعض أفلامها على اعتضاد هذا القرار. ومن بعض مظهر المثلية التي عرضته شبكة نيتفلكس. مسلسل أجيال، فإن جزئه الثاني المعنعن بالمثلية يسلط الضوء على فتاة (تقوم الممثلة كارلا بطرس بدورها) لها ميول إلى الجنسية السوية، وقد عزمت مصممة على قضاء حياتها مع الفتيات، حيث رسخت هذاالقرار في سويداء قلبها. بعد مضي برهة من الزمن أخذت تعيش في جامعة مختصة بالفتيات. ثم نشأت بينها وبينهن علاقة جنسية.

هل الدول العالمية يتجه لمعالجة هذه الجائحة

إنما الجائحة إذا تفشت الأرض فيردفها علاجها، فلا بد للمستغلين أن يستخدموها و يستشفون منه. فإن المثلية جائحة شنيعة التي تفشت الأرض شرقا وغربا، ولم يعد يصلح الأحوال إلا العرب. بل العرب أعرى والغرب أعمى في عدم معالجة هذه النازلة. يعتقد فريق من العلماء الغربيين أن محاولة علاج المثلية أمر خاطئ باعتقادهم ما هو إلا تنوع طبيعي للممارسة الجنسية، حيث إن الولايات الأميركية المتحدة لا تسمح للأطباء أن يعالجوا المثلية الجنسية. لكن الله يحق الحق ويزهق الباطل، فقد قام شرذمة من العالمين النفسيين على بحث عن تغير اتجاهات المثليين للممارسة الجنسية، وكشف نتائج البحث أن 67 بالمائة اعتكفوا على جنسيتهم الطبيعية تماما. كما أن 75 نسمة من الرجال و 50% من النساء تزوجوا زيجات طبيعية. وأما الدول الإسلامية تمنع عرض أفلام يتضمن مشاهدا تدعم المثلية، كما أعلنت الحكومة الماليزية منع عرض فيلم Thor: love and thunder بسبب احتواء بعض المشاهد المتغلبة على آراء المثلية. وكما شاهد العالم موقف قطر في مونديال فيفا لفرض عقوبات على منتخبات التي تريد ارتداء شارة داعمة للمثليين، “حيث أصدرت منتخبات إنجلترا، ويلز، بلجيكا، دينمارك، هولندا، ألمانيا وسويسرا بيانا قبل مباريات كأس العالم فيه موقفهم لإعراض عن ارتداء شارة فيه صورة تدعم المثلية”.هذه الاتجاهات تدعو الدنيا مباشرة على عرض هزيمة أفكار الممارسة للجنسية المثلية.

الخاتمة:

 إن من الحقائق الناصعة التي لا امتراء فيها أن المساحقة أو الممارسة الجنسية المثلية ذكورا كان إناثا أسفرت عن توليد معظم الداء عبر العالم متضمنا الفيروس الورم الحليمي البشري والإيدز والبواسر وكلاميديا وسرطان الشرج وغيرها.  وكذلك ما هو إلا انتهاك حقوق الإنسانية وتغير سنن الكونية، وما يزيد ذلك إلا تخسير في الحياة البشرية . فمن اللازم على جميع الدول احتماء مواطنهم من تفشي مثل هؤلاء الأمراض. وذلك باستعراض موافقة المثلية.

المراجع والمصادر

كتب ودراسات:

  • Russo, Vito – The Celluloid Closet: Homosexuality in the Movies
  • Kuhn, Annette & Westwell, GuyA Dictionary of Film Studies
  • McKee, Alan – The Role of Entertainment Media in Normalizing Homosexuality

تقارير للمنظمات الدولة

  • GLAAD (Gay & Lesbian Alliance Against Defamation)
  • البارومتر العربي – تقرير 2023 حول المواقف الاجتماعية تجاه المثلية في العالم العربي.
  • جمعية الطب النفسي الأمريكية (APA) – إرشادات وتوصيات حول الصحة النفسية للمثليين.
  • BBC – Netflix’s Role in Promoting LGBTQ+ Content Globally
  • The Guardian – The Impact of ‘Elite’ on Global Youth Audiences.
  • Al-Monitor – Censorship and LGBTQ+ Issues in the Arab World.