قاضي محمد عبد الله الصديقي
باحث الدكتوارة بالجامعة العثمانية، حيدرآباد، الهند
الملخص
الدكتور عبد المعيد خان وهو رجل موهوب، موفق، ذو لياقات ومواهب خاصة، وكان له مساهمة كبيرة في تطوير اللغة العربية، وله حظ وافر في الكتابة بالعربية، وله كتب ومقالات عربية، وترك خلفه من نتاج علمي ومحررات تشير إلى تضلعه الكامل وتفوقه في اللغة العربية، وهنا في هذه العجالة حاولت استخراج المكنونات من كتاباته العربية المختلفة، والميزات التي تميزه عن الكتاب الآخرين في اللغة العربية، وليعلم القارئ أنه قد حصل شهادة الماجستير في الفلسفة وشهادة الدكتوراة من جامعة الأزهر في مصر، أنه قضي نحبه، ومدة مديدة في مصر، ولذا نجد في كتاباته البساط، واليسر والسهولة مثل كتاب العرب؛ ولأنه تلمذ على الأساتذة الكبار مثل طه حسين ، وأحمد أمين وغيره من الأدباء الأجلاء في مصر.
هنا ليس من مستطاعي أن أورد جميع ما كتبه الأستاذ، وأجعلها معرضا للاستخراج والاستنباط، وحسبي بعض أمثلة جزئية متوخيا أن تتحد في الغرض، ثم أتلمس فيها ما يميز الدكتور من غيره يقاس عليه جميع كتاباته.
يمتاز أسلوبه بين دقة الأسلوب وجمال المتعة، وكانت كتاباته تمثل طرازا مصريا حسنا، تتسم بسمات عربية، خالصة، وجمال ومتعة، وأسلوب سهل واضح، فيه عذوبة، واستطراد بلا ملل وكلل، كما نجد فيها موسوعية ونظر ثاقب، وكان يعرف بأسلوبه بالإيقاع، وقصر العبارات، مع روح البيان، والتصوير والتمثيل والحكايات، وهو في أسلوبه فصيح الألفاظ، متين التراكيب، وترديد المعنى الواحد في التراكيب المتعددة المختلفة.
كما يتميز أسلوبه بأنه يركز على المعاني أكثر من المباني، أنه يختار بالبساطة وعدم التكلف، لكراهيته الشديدة للتكلف والتصنع، فهو يوجه عنايته إلى تجويد المعنى أكثر من تجويد اللفظ، وتوليد المطالب أكثر من تزويق الألفاظ، وترويقه، والدخول في الموضوع من غير تقديم، وإيضاح في المعني من غير تكلف، وتقريب في المفهوم من غير إنفاق القوة فيما لا يعينه.
كما يتميز أسلوبه في العرض والتقديم وتحليل الحوادث والمواقف التي يقف فيها موقف المصور البارع صورة الحياة العربية في مختلف أنواعها، ففي مثل هذه المواقع تتجلي شخصية الدكتور عبد المعيد خان عند القاري، لأنه لا يستعار ثمار فكرته من آخر، كل ما يقول من عند نفسه ، بالوضوح، وبالابتعاد عن التزويق، والتصنيع، أنه لا يهتم أن يتقعر، ويسجع في الكلام، ولكن يؤثر جلال المعني على جمال اللفظ، ورنين الفكرة على جرس العبارة، يتصرف في المعني دون برقشة وزركشة، حتى أنه يبتعد عن الصنعة التقليدية التي تقتل الفكرة قتلا، وأثقلته بهذه الزينة اللفظية .
كما أنه يتمسك الموضوع في التاريخ الإسلامي، وذكر الوقائع والحوادث الإسلامية في أماكن مختلفة، ما يبين المراد ، ويوضح المطلب، ويحيط الموضوع إحاطة كاملة شاملة، لا يترك أي فراغ شاغر، يرعى للاستغراق والتغطية كليهما، تجمع الكمية الكاملة التي يجب إدراجه في المقالة بما يشرح وجهة نظره ويدعمها.
كما تتجلى التدين الكامل في كتاباته، رغم أن الأستاذ تلقى العلم في الجامعة العثمانية، وارتحل إلى لندن، وتعلم في جامعة كيمبرج، ولكنه لم يتأثر من الثقافة الغربية، وأن التدين بالدين الإسلامي، والتمسك بالثقافة الشرقية الإسلامية تتمثل من بين كتاباته، وأنه يود من بين كتاباته إبراز صورة الإسلام ومحاسنه.
أنه يستشهد القول بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ونرى ذلك واضحا في كتاباته وأطروحته ” الأساطير العربية قبل الإسلام” وهو كتاب ممتع تلقي الأضواء على تاريخ العرب قبل مجيء الإسلام وأساطيرهم وتخيلاتهم الفاسدة التي ردها القرآن ردا عنيفا وبينا، وخص الفصل السابع لبيان أسطورة الخلق والحياة بعد الممات قبل مجيء الإسلام في الأساطير العربية في ضوء الكتاب والسنة، كان من خصائص كتابات الدكتور أنه يذكر الآيات القرآنية في كتابه : ” الأساطير العربية قبل الإسلام ” بالبسط والتفصيل، ثم يبدأ في استنباط النتائج واستخراج المعاني والمطالب.
والميزة المهمة التي تبرز من بين كتاباته أنه يدعو الأمة إلى الوحدة والوئام، والتوافق والتضامن تاركا الاختلافات الفرعية وراء ظهوره، لما أنه تجمع الامة الاسلامية كلمة واحدة وهي لا إله إلا الله …؛ لأن المسلمين من العرب والعجم قد شتتت شملهم وفرقت جمعم، وأصبحوا في كتل وجماعات، لا وزن لهم ولا قيمة لهم بين الأمم، كل حزب بما لديهم فرحون.
……………………………………………………………….
إن مدينة حيدرآباد له تاريخ مشرق في الكتابات العربية، بل ولها قدم ساق في هذا الصدد، ومن الأعلام الذين عملوا في هذه الحقلة، وأدوا دورهم في كتابات المقالات والكتب العربية، ولهم رمز شامخ، وخصوصية في كتابة اللغة العربية مثل العرب، من غير تعقيد بل بكل بساطة ويسر وسهولة وهو الدكتور عبد المعيد خان، وكان رجلا موهوبا، ذو لياقات ومواهب خاصة، وكان له مساهمة كبيرة، وحظ وافر في كتابات عربية، وقد ترك خلفه من محرراته وكتاباته شيء كبير، ولكن رغم الاجتهاد، وبذل المشاق في هذا السبيل لم نجد إلا بعض النماذج من كتاباته بين طيات أعداد مجلة ” التنوير ” العربية ، مجلة أدبية وثقافية تصدر سنويا من القسم العربي في كلية الآداب بالجامعة العثمانية، وبعض مؤلفاته العلمية التي نشير إليها في ضوء نماذج من كتاباته، وأدل على بعض المحاسن في كتاباته ومحرراته المختلفة.
أنا في عصارات الكتب أحاول أن ألخص الكتب، أو المقالات ،و أعتصر و استخرج أهم ما فيها، وأناقش الكاتب، أحاوره، أتفق معه، واعترض عليه؛ ولكن هنا أود أن استخرج المجوهرات المكنونة الموجودة في كتابات الدكتور عبد المعيد خان، إذ لكل كاتب جوهرته، قد ننسى ما قرأناه في كتاباته؛ فالجوهرة إما فكرة جديدة نلتقطها لتحتل مكانها في عقولنا وضمائرنا، وننطلق في حياتنا بها، أو رؤية تطبيقية لما استفدناه من كتابات كاتب ننقله من عالم الفكر إلى عالم الواقع …
نبذة عن حياته :
وهو عالم جليل، وفاضل نبيل، وأديب أريب، لا يدانيه ولا يساويه أحد من العلماء في العلم والفضيلة، وهو محمد عبد المعيد خان بن عبد الغفور خان نامي ، كان من مواليد سنة 1910م في مدينة حيدرآباد.كان الدكتور تلقى العلوم والآداب من علماء زمانه النابغين في مدرسة دار العلوم أولا ، واستفاد من أساتذتها الأجلاء وأدباءها الخيرة، ثم التحق بالجامعة العثمانية ، وتلقى فيها الدراسات المتوسطة intermediate، فنال شهادة بكالوريوس سنة 1931م ، ثم حصل على شهادة الماجستير من نفس الجامعة ، وبعد الفراغ من دراسة الجامعية العليا التحق بكلية دراسة الحقوق والقانون، ودرس فيها السنة الأولى فقط، فحصل خلال دراسته على الجوائز ، لاسيما الجائزة الميدالية الذهبية في الدراسة العربية ، وكان له إلمام تام وولع عظيم باللغة العربية وآدابها ، نظرا إلى لباقته ونبوغه وتمهره في اللغة العربية وآدابها أصدرت له الحكومة منحةً دراسيةً للدراسية العليا العربية في جامعة القاهرة ، فترك دراسة الحقوق ، وارتحل إلى القاهرة ، واشتغل هناك في حصول العربية وآدابها تحت إشراف الدكتور طه حسين الفاضل الأديب الشهير ، ونال شهادة دكتوراة الأدب (D. litt)سنة 1933م من جامعة مصر على موضوع ” الأساطير العربية قبل الإسلام” ، .ثم ارتحل من هنا قاصدا جامعة كيمبرج بلندن ، والتحق بقسم البحوث والتحقيق ، وأختار موضوعه المبحثي “كتاب التشبيهات” لابن عون مؤلف القرن الثالث الهجري ، وكان يشرفه على موضوعه البروفيسور شارلس استوري ، ونال شهادة الدكتوراة (P.H.D.) وطبع هذا الكتاب مع تحقيق الدكتور من جب ميموريل سنة 1955م
أسلوب الدكتور عبد المعيد خان جميل وبليغ وممتع
ليس من المستطاع أن أورد هنا جملة صالحة لكل كتابات الأستاذ، وأجعلها معرضا للدرس والاستنباط، فذلك من عمل القاري الذي يجد في الكتب والمقالات، وحسبي أن أورد بعض أمثلة جزئية متوقعا أن تتحدّ في الغرض، ثم أتلمّس فيها ما يميز صاحبنا على أن يكون مثالا يقاس عليه جميع كتاباته.
- الميزة الأولى : دقة الأسلوب وجماله :
لكتابة الأستاذ أنه يمتاز أسلوبه بين دقة الأسلوب والجمال والمتعة، وكان أسلوب تحريراته بطراز مصري حسن، تتسم بسمات عربية، فهو أسلوب سهل واضح فيه عذوبة واستطراد بلا ملل كما توجد فيه موسوعية ونظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع، كان يعرف أسلوبه بالإيقاع وقصر العبارات، مع روح البيان، والتصوير التمثيل للوقائع والحكايات، وهو في أسلوبه فصيح الألفاظ، متين التراكب، كما نجد في أسلوبه الإناقة، ونوع من الصناعة والسجع والتأنق في بعض الأحيان في اختيار الألفاظ وترديد للمعنى الواحد في التراكيب المتعددة المختلفة.
أود أن أقدم هنا نماذج مقبتسا من مقالاته، لا بد هنا الملاحظة أنه قضى من حياته أعواما في مصر للحصول على شهادة الماجستير في الفلسفة عند الدكتور طه حسين بك ، وتلمذ عند الأستاذ أحمد أمين، وكذلك الأستاذ تلقى العلم عندهم وهم : الدكتور منصور فهمي عميد كلية الآداب في جامعة الازهر، والأستاذ عبد الحميد العبادي، والأستاذ الشيخ مصطفي عبد الرزاق، والدكتور شخت، والدكتور جفري أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وقد تأثر من هؤلاء الأساتذة كثيرا، ونرى تأثره ظاهرا في كتاباته ومقالاته ومصنفاته، بأن كتابته ينسجم من كتابات هؤلاء الأدباء العرب المشهورين في زمانهم . :
” وأنا لا أزال أذكر ذكريات مصر التي تثير عواطفي، وتهيج أمواج الأفكار في مخيلتي إلى الآن، فإذا أنا بمصر أتفرج مناظرها الجميلة وحدائقها الأنيقة، وفنادقها ومطاعمها النظيفة وشوارعها وأسواقها مرتبة على ترتيب عربي، وكنت أخالط أوساطها الراقية والمتوسطة، فلاحطت المصرين والنجديين والعراقيين أنهم كانوا متعصبين في قوميتهم من المسلمين، فإذا قارنا آراء ملك حجازي وحماسته وعصبيته الإسلامية إلى جانب أفكار الشباب والمظاهر الأوربية الخلابة في بلاد العرب إلى جانب آخر يبدو لنا أن ما كانت الحالة الأولى حرة في تفكيرها ومتعصبة في عقائدها، ومتحمسة في محافظة مبادئها الثقافية الإسلامية، خلاف الشبان العرب الذين أصبحت عقليتهم عاجزة عن المقاومة والمدافعة ضد تيارات الأفكار الأجنبية، وبلغت الحالة إلى هذا الحد أن المجتمعات العربية افتقدت التعاون والمساواة والحرية والأخوة الإسلامية، ورجعت إلى العصبية الجاهلية، وبدأت تدعو الناس إلى الجنسية بدل الخلافة الدولية الإسلامية في عصر متوجه إلى إقامة حكومة عالمية، فإن سألنا ما هو السبب في أن ملكا عربيا لم يتغير في صميم قلبه ورح تفكيره مع كونه متمتعا برفاهة العيش وأسباب المعيشة المغربية، وقد تغير الشباب في بلده وغير بلده، واستغربوا في تقاليدهم، وإذا بحثنا عن أسباب الأمراض النفسية الموجودة في الهيئات الاجتماعية العربية برزت لنا العلل الآتية”([1]).
- الميزة الثانية : البساطة والتركيز على المعاني أكثر من المباني:
يتميز أسلوب الدكتور عبد المعيد خان أنه يختار بالبساطة وعدم التكلف، وذلك لكراهيته الشديدة لكل تكلف وتصنع في أساليب الحياة، فهو يقصد إلى تجويد المعنى أكثر من تجويد اللفظ وتوليد المعاني أ:ثر من تزويق الألفاظ والدخول في الموضوع من غير مقدمة، وإيضاح المعنى من غير تكلف، والتقريب بين ما يكتبه الكاتب وما يتكلمه المتكلم، مفضلا الأسلوب السهل:
فيقول في مقالاته المسمى ” أثر الثقافة العربية في حياة الهند الاجتماعية” يبين أثر الثقافة العربية في الحياة الهندية موضحا المواضيع الموثرة فيها:
“ولم تكن الصوفية قليل الحظ في نشر العقائد الإسلامية في الهند، فكان الهنود يزورنهم زرافات ووحدانا، وكانوا يقدسون قبورهم وتكياتهم كاحترامهم معابدهم البوذية، وكانوا يهدون إليها الأموال، وينذورن لها النذور، فكانت نتيجة نشر العقائد الإسلامية؛ هذه أن عقلية الهنود تأثرت بفكرة التوحيد الإسلامي إلى حد كبير، واختارت لها منهجا ملائما لطبائع الهنود، وأحدثت بعض الفرق الجدد في المذهب الهندوسي – فحركة إصلاح المذهب الهندوسي بدأت في الهند، وظهر المصلحون أمثال “رامانند وكبيرا ونانك وتوكارام وسنكارا ” الذين نبذوا الوثيقة، واعتصموا بفكرة التوحيد، ورفضوا الأامتياز بين الطبقات الهندوسية، وظلت فكرة التوحيد عاملا حيويا في الحركات الدينية الهندية – فظهر سنكارا الذي اعتصم بعقيدة التوحيد ونبغ راماناجو الذي بدأ حركة ’’بهكتي” تحت تأثير الدين الإسلامي، فهكذا برزت كثير من الفرق الدينية بطابع إسلامي”.
وقال أخيرا في المقالة المذكورة محيطا جميع الجوانب والنواحي المختلفة :
” وأخيرا لا يفوتنا أن جزءا مهما من أثر الثقافة العربية في حياة الهند هو أن الثقافة الإسلامية لما امتزجت بالثقافة الهندية دعت إلى نشأة لغات عديدة – فحدثت اللغة السندية في السند، ولغة الأردو في شمال الهند وجنوبها – فكل هذه اللغات تحتوي على كثير من الكلمات العربية واصطلاحاتها في العلم والأدب والقواعد والعروض والبلاغة، وتكتب بخط عربي، ومع ذلك تغلبت اللغة الفارسية على هذه اللهجات؛ وذلك لأنها بقيت لمدة طويلة لغة الدولة ولغة المثقفين في الهند منذ زحف ملوك العجم اليها، فلما تسلطت الدولة المغولية على سائر البلاد الهندية، وزادت مخالطة الهنود بالفرس أكثر من العرب، أخذت الثقافة الفارسية تلعب دورها المقدر في السياسة الهندية واجتماعها؛ ولكن بذور المدنية الإسلامية التي زرعها تجار العرب وقوادها بدأت تنمو وتثمر تحت ظلال الدولة المغولية، وصارت اللغة الفارسية لغة الأمراء والعلماء، وزادت المدنية الفارسية نفوذها في الأوساط الهندية، فامتزجت الثقافة العربية بالفارسية والهندوسية، وصبغت بصبغة محلية على منهج مخصوص تحت طابع إسلامي، ولم يتوقف أثر الثقافة العربية على مظاهر الحياة الهندية فحسب؛ بل تغلغت في نفوس مسلمي الهند وعقائد وآدابهم وفي عوائد حياتهم ومماتهم “([2]).
- الميزة الثالثة : أسلوب الأستاذ يمتاز في عرض الحوادث والبحث بالدقة:
يمتاز أسلوب الأستاذ عبد المعيد خان في عرضه البحث والحوادث وتحليل المواقف التي يقف فيها موقف المصور البارع يرسم صورة الحياة العربية في مختلف ألوانها، ففي هذا المواقف الغامضة تتجلى للقارئ بوضوع شخصية الدكتور عبد المعيد خان الذي لا يستعار ثمار فكره من أحد، كل ما يقول بالوضوح، والابتعاد عن التزويق، لا في اللهجة والأسلوب ولا في اللغة كان يقدر أن يتقعر، ويسجع وأن يجري على أساليب الأدباء الآخرين، ولكنه آثر جلال المعنى على جمال اللفظ، ورنين الفكرة على جرس العبارة، ودرج على التعبير البسيط الذي يصرف في المعنى إلى الصميم دون برقشة وزركشة حتى يضرب للناس مثلا في العناية بالأفطار، والابتعاد عن الصنعة التقليدية التي قتلت الفكر وأثقلته بهذه الزينة اللفظية، وأن قام بالمزواجة بين الثقافة الغربية والثقافة العربية، فمثلا في مقالته ” في إحياء الثقافة الإسلامية في البلاد الإسلامية” فيشير إلى الأسباب والدواعي التي أدت العرب لجؤوا إلى بوتقة الغرب انصهروا فيها ، فيعرض العلل كالتالي في العبارة البسيطة والتحليل البسيط ما رأى بأم عيينه في مصر عند ما كان متعلما هناك:
” العلة الاولى: هي البيئة التي يعيش فيها الشباب العربي وما هي إلا عبارة عن تقاليد غربية غير مؤسسة على طبائعهم وتاريخهم المأثور، وبعد مرور الأيام والأعوام ابتعد ذهن العرب عن العقائد الإسلامية وعاداتها الفطرية وسيرة السف الصالحين تحت تأثير تيارات المدنية الغربية، ولم يتيسر لشاب عربي أن يصبغ عقليته بصبغة الإسلام.
والعلة الثانية: هي من ناحية الضعف دب في التعليم الإسلامي من غفلة المسلمين الذين أهملوا دراسة الثقافة الإسلامية وتدريسها وتنظيمها حسب تطور التعليم والتربية في بلادهم، فإذا حرم على العرب التعليم الإسلامي أصبحت معرفتهم بالشريعة الإسلامية معرفة ناقصة، وذلك دعا إلى دخول كثير من الأفكار الغربية في الآداب العربية وعاداتها، فأخذ قادة الفكر الذين نضحت عقليتهم في جو غربي يؤوّلون القرآن والحديث تأويلا يلائم معتقدات الشعب ودواعي عصرهم، ولم يتكفرو أن معاني حقيقة القرآن حقيقة غير متبدلة، وإنها لم تنزل لتوافق دواعيهم وميولهم، فأمسى القرآن لوحا محفوظا للناس يتبركون به ويتفاءلون بآياته ويستعملونها في الرقية والطلاسم، حتى صار القرآن عند عامة الناس طلسما لا يعرفه إلا النساك والمتخصصون في علومه، بدل أن يكون خير لائحة عمل السلوك الإنسانى في الدنيا والآخرة، ويدل أن يؤدوا حق تلاوته، كما قال تعالى : ” الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته” فإذا لم تعرف العرب القرآن حق معرفته فماذا يكون شأن تلامذهم وشأن مسلمي الهند الذين لا يفهمون لغة القرآن واصطلاحاته فهما تاما، فإذا ابتعدوا عن لغته الفصحى، ولهجاتهم تبلبلت فصار التونسي لا يفهم عن المصري، ولا يتبع العراقي كلام الشامي، فإذا رأى العرب أنفسهم متفرقين في فرق وأحزاب، ومتشتين متفكيين في عقائدهم وأعمالهم جعلوا يتدبرون في طريق توحيد اللغة العربية والثقافة الإسلامية
وما أحسن ما قال شوقي :
وإنما الأمم الخلاق ما بقيت – فإن هم ذهبوا أخلاقهم ذهبوا”([3]).
- الميزة الرابعة أنه يهتم بالكتابة في التاريخ والوقائع والحوادث الإسلامية :
أنه يتمسك الموضوع المهم في التاريخ الإسلامي والوقائع والحوادث الإسلامية في مواضع مهمة منها، ما يبيّن المراد ويؤضّح المطلب بكل معاني الكلمة، ويحيط الموضوع إحاطة كاملة شاملة لا يترك أي فراغ يسدّه، ويعمل للاستغراق والتغطية الكاملة، ويرعى الأمرين تعتمد عليها إتمام التغطية: كمية المعلومات التي تقدر على الوصول إليها، وكمية المعلومات التي يجب عليك إدراجها في المقالة بما يشرح وجهة نظره ويدعّمها.
فمثلا أنه في موضوعه ” أثر الثقافة في حياة الهند الاجتماعية ” نرى فيه أن يغوص في الموضوع، ويبلغ إلى نهاية القول، ويستغرق الجوانب المختلفة من آثار الثقافة العربية في حياة الهند الاجتماعية، ويبينّها ويفصلها بالبسط والتفصيل، فمن يلقى نظراته على هذا الموضوع يجده أنه يؤدي الموضوع حقه، ويأتي المراد والمطلوب كاملا.
“وفي أثناء هذه المدة القصيرة بذل محمد بن القاسم جهده في تأسيس الحكومة الإسلامية وتشييدها- فهو أول من وطّد الأمن العام في ربوع السند، وخطا خطوة كبيرة في نشر الثقافة الإسلامية – وأينما ظفر ببلد من بلاد السند أقام فيه جيشا تحت قائد موثوق به، وولى عليه من عماله من له استعداد للحكم، وبعد فتح برهمناباد فرض على الرعية ضريبة محدودة، وألّف بين قلوب السنديين بالتعطف والتراحم، وعيّن البراهمة على مناصب الحكومة الجليلة، وبنى المساجد، ولما فتح ديبل ثغر السند أنزل بها أربعة آلاف من العرب، وبنى بها جامعا كبيرا – هكذا بقيت السند تحت حكم الدولتين الأموية والعباسية من سنة الحادية عشرة وسبع مائة إلى الحادية والسبعين وثمان مائة، وفي أثناء هذه المدة تغيرت السند من حيث الحضارة والثقافة وبدخول العرب زيد عنصر سامي في البلاد التي كانت موطن قبائل الزط وسيابحة والميد والبراهمة، ولما أصبح عمر بن عبد العزيز خليفة أمويا كتب إلى ملوك السند يدعوهم إلى الإسلام على أنه يملكهم لهم للمسلمين، وعليهم ما عليهم فأسلم ابن داهر ملك السند، ومن ملوكها الآخرين اعتنق الإسلام نانند بن بابنيه الذي اشتهر بعدالته وباجتهاده في نشر الإسلام في ربع السند، ولم يأل أصحاب التصوف والتقوي جهدا في نشر الثقافة الإسلامي في السند، فجاء السيد يوسف الدين إلى السند، وأخذ بيعة فرقة مولاهانا على دين الإسلام، ثم جاء المرشد صدر الدين الذي أدخل مذهب الإسماعيلة في السند([4]).،….. وغير ذلك من العلماء الذين أجهدوا أنفسم تأثير الثقافة العربية في المجتمع الهندي.
- الميزة الخامسة : آثار التدين تتجلى من كتاباته:
رغم أن الأستاذ تلمذ في الجامعة العثمانية، ورحل إلى لندن، وتعلم في كيمبرج، ولكنه لم يتأثر كبيرا من الثقافة الغربية، وأن التدين بالدين الإسلامي تتمثل من بين كتاباته، وأنه يحاول من بين كتاباته أن يبزر محاسن الإسلام، ويقدّم صورة الإسلام بصورة واضحة بينة كما هو، وإن كان هنا أفراد وجماعات يتبعون شهواتهم، ويجرون خلف هواهم ولكن الأستاذ قد أجهد نفسه في إبراز محاسن الإسلام خاصة من كتابه ” الإساطير العربية قبل الإسلام” وهي رسالته التي قدمها لكلية الآداب الجامعة المصرية لنيل الدكتوراة، وهو بنفسه يلقى الأضواء كاملا على كتابة هذه الأطروحة، والهدف وراء كتابته وتحريره بالبسط والتفصيل:
” بعد ما التحقت بالجامعة المصرية، ووافقت لجنة كلية الآداب على تقديم الرسالة لإجازة الدكتوراة ، أمرني أستاذي الجليل السيد أحمد أمين أن أقدم رسالة في موضوع الأساطير العربية قبل الإسلام، فنشطت نفسي لهذاالموضوع، لما فيه من بحوث علمية تؤدي إلى تمييز ما دخل في الأحاديث والتاريخ الإسلامي من الأفكار الجاهلية على يد كعب الأحبار، وعبيد بن شرية، ووهب بن منبه وغيرهم؛ ولأنه أيضا يؤدي إلى توضيح بعض الغموض الملابس للعقلية الجاهلية، فلما أخذت أبحث تحت مراقبة الدكتور طه بك حسين ظهر لي اختلاف واضطراب بين أقوال العلماء، ورأيت آراء الباحثين الذين سبقوني في تناول بحوث هذا الموضع تتهجم على العقيدة الإسلامية من كل صوب، وإذ كنت أبحث موضوعي بحثا علمية، فقد تحاشيت أن أدخل في نقاش ديني إلا بقدر ما يتطلبه الإيضاح العلمي، فلا يظن ظان أنني درست هذا البحث تحت شعور ديني من قبل ، ومما لا شك فيه أن البحث دلني إلى عدة نتائج تفيد في إزالة ارتياب الذين ينتقدون العقيدة الإسلامية، ولذلك أصبحت الرسالة التي كانت محصورة في الأدب الجاهلي كالتوطئة لدراسة العقيدة الإسلامية، فيجمل بي أن أقدم هنا تلك النتائج التي لم تكتب في ذات الرسالة لعدم تعلقها بالبحث، نقد الباحثون العقيدة الإسلامية، وذهبوا في بحثها في مذاهب شتى، فمنهم من درسها من الناحية الفلسفية التي طرأت عليها، والتي دعت إلى دخولها في الإسلام ومقتضيات العصور، ومنهم من بحثها من الناحية التاريخية التي تحيط بها، فذهب بعض باحثي المدرسة الأخيرة إلى أن فكرة التوحيد وليدة طبيعة البلاد العربية، وقال بعضهم أنها مأخوذة من اليهود والنصارى، وقيل: أياض إن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء جديد، بل رفع شأن أحد الآلهة التي كانت تكبر وتعبد من قبل، ولكن البحث في هذه المقالة هدانا إلى أن أقول إن الرجل العربي عاري عن التخيل في عصر البداوة ولم يتصور ما وراء الطبيعة، ولم يتخيل حياة بعد الممات، ويرى القاري ذلك مفصلا مبينا في فصل تحليل فكرة التوحيد في هذه البقعة، وإنما دعت إلى الدهرية وتقديس الحجر والحيوان كما بينا هذا في الباب الثاني والثالث ،وليست فكرة التوحيد موروثة عن اليهود والنصارى التي اتفقت على أن إبراهيم كان يبحث عن الخالق الحقيقي منذ حداثة سنه، والعربي البدوي أيضا لم يعبد مظاهر الطبيعة في مبدأ الأمر كعبادة الفرس للنور والظلام، ولم يقم تماثيل السدنة وشيوخ القبائل كعبادة الهنود للبراهمة والملوك، حتى إذا تسلطت عليه الوثنية البابلية ظهرت ميوله الطبيعية في الدهرية والوثنية…….. . وأما المذاهب التي تعتقد بوحدانية الله، ولكن تختلف في صفاته فمعظمها اليهودية والنصرانية والإسلام، وقد بينا في فصل تصور الإله أن اليهود كانوا يصفون الله بجميع صفات الإنسان، حتى وصفوه بوصف التناسل الإنساني، وكان إلههم محصورا في بني اسرائيل، فأصبح الملك المتعصب الذي يحمي ويدافع عن شعبه ظلم الشعب المصري، ثم صارت الشمس من شركائه، وكذلك كانت حالة المسيحية التي تتجنب من عقيدة عودة المسيح، بل زادت المسيحية في الوثنية عبادة الإنسان، وكل هذا يخالف تصور الإله في الإسلام الذي يحمد الله رب العالمين في صلاته كل يوم خمس مرات على الأقل، وهو وصف لا نجده عند اليهود والنصارى، فكيف يكون مستعارا منهما، ومن هذا يظهر أن عقيدة التوحيد ليست ميراثا عن اليهود والنصاري، وإنما جاء محمد (صلى الله عليه وسلم ) بوحدانية لم تكن من قبله في عصره” ([5]).
- الميزة السادسة أنه يستشهد القول بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية :
كما نرى ذلك واضحا في كتابه وأطروحته ” الأساطير العربية قبل الإسلام” وهو كتاب ممتع يبين تاريخ العرب قبل مجئ الإسلام وأساطيرهم وتخيلاتهم الفاسدة التي ردها القرآن ردا عنيفا وبينا، وخص الفصل السابع لبيان أسطورة الخلق والحياة بعد المممات قبل مجئ الإسلام في الأساطير العربية، ذكر أخيرا :
” ودليل آخر على ذلك أن بابل، وهي أقدم الأمم حضارة في بلاد العرب على الأقل، لم تفكر في الحياة بعد الممات، وهناك نقش آرامي من القرن الثامن وجد في إقليم زيجير لي في شمال الشام، وهو يبين أن الأموات كانوا يأكلون ويشربون أمام آلهتهم ، وكان اليمنيون يدفنون تمثالا مع كل ميت في قبره، وكانوا يكتبون على ذلك التمثال نسب الميت وأمانيه، كما قال الهمذاني في الإكليل:
” ووجد رسم آخر فيه أن الشخص الذي يحمل في يده إبريقا يسقى منه العطشان، وهكذا كان العرب يتصورن أن الهامة التي تخرج من رأس الميت تقول: أسقوني ، أسقوني، ولذلك قال كوك ” حقا إن هناك إبهاما وسقما وغموضا في العالم الآخر عند الساميين……
والواقع أن العرب كانوا يقولون (ءإذا كنا عظاما ورفاتا ءإنا لمبعوثون خلقا جديدا) ([6]). و( قالوا ءإذا متنا وكنا ترابا وعظما أ إنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون” ([7]). وقالوا أيضا : ” إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ” ([8]).
هذا مبلغ العقلية العربية قبيل الإسلام فلما جاء الإسلام قال: ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” فهدم بهذا المذهب الحيوي، وغير الننبي أسماء أصحابه الحيوانية ( مفقوض بالمذهب الطوتمي)، ومعت الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها( فأزال الوثنية) وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ” قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد”([9]).
لا بد هنا النظر في عباراته وكتاباته العربية أنه يختار الأسلوب السهل، والتعبيرات والألفاظ العربية مثل الكتاب العربيين من غير تصنع، ولا سجع ولا قواقي، وهو كل ما يقول بوضوح في التعبير، والابتعاد عن التزويق، سهل العبارة، هيّن اللجهة والأسلوب، ولا يتقعّر ويسجع ولا يجري على أسلوب الأدباء الآخرين، فيؤثر جلال المعنى والمبني على جمال اللفظ، ورنين الفكرة على جرس الألفاظ، هذا هو أسلوب الأستاذ عبد المعيد خان.
7– استنباط النتائج واستخراجها من الآيات القرآنية:
كان من خصائص كتابات الدكتور أنه يذكر الآيات القرآنية في كتابه : ” الأساطير العربية قبل الإسلام ” بالبسط والتفصيل، ثم يبدأ في استنباط النتائج واستخراج المعاني والمطالب، فمثلا أنه يقول حول وثنية العرب الشائعة فيما بينهم بعد مجئ الأنبياء إليهم في مختلف الأزمان والأعصار:
” تدل الآيات السالفة على أن الوثنية استمرت من عصر إلى عصر، وتطورت من نوع إلى نوع، فكان كل نوع من الوثنية في كل فترة يختلف عن سواه، وكلما بعد الشعب ع عصر النبي صلى الله عليه وسلم زادوا في الكفر والطغيان والمعصية، كما قال الله تعالى : ” أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا، إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا” ([10]).، تهدينا الآيات السالفة إلى أن الناس كانوا أمة واحدة سواء كانت الأمة واحدة على الحق أو على الباطل، وساء أبدأت تلك الأمة حياتها من الحضارة أو من البداوة، وذلك كما قال ” سبنسر” وأغلب الظن كما اعتقد أن تقهقر المدنية لم يكن أقل من تطورها، فبناء على ذلك تكون البداوة درجة الصعود في تطور الحياة كما تكون درجة النزول في تقهقر الحضارة، فالبداوة سواء أ كانت درجة التطور أو التقههر هي نقطة مبدأ حياة الإنسان، فاختلف الناس في هذا الموقف، وبدؤا يشكون في فاطر السماوات والأرض…… ([11]).
8-دعوته إلى الوحدة والوئام بين الأمة .
كان من خصائص كتاباته أنه يدعو الأمة إلى الوحدة والوئام، والتوافق والتضامن، وإن كان فيما بينهم بعض الاختلافات في المسائل الفرعية، رغم ذلك أنهم تجمعهم كلمة واحدة لا إله إلا الله، وهناك المسلمون من العرب والعجم قد شتتت شملهم وفرقت جمعم، وأصبحوا في كتل وجماعات، لا وزن لهم ولا قيمة لهم بين الأمم، كل بما لديهم فرحون، خاصة أنهم يريد أن يجمع الأمة الكاملة بواسطة القرآن الكريم على اللغة العربية، بأنها لغتهم المذهبية، وإن كانوا متفرقين جنسا، وثقافة، وتقليدا، ولغة، ولكنهم بحيث أنهم مسلمون يجمعهم القرآن على مائدة واحدة وهي مائدة القرآن الكريم، يدعوهم إلى التفكر والتدبر فيه.
فيقول في مقالته: “فإذا لم تعرف العرب القرآن حق معرفته، فماذا يكون شأن تلامذتهم، وشأن مسلمي الهند الذين لا يفهمون لغة القرآن واصطلاحاته فهما تاما، فإذا ابتعدوا عن القرآن ابتعدوا عن لغته الفصحى، ولهجاتهم المحلية تبلبلت فصار التونسي لا يفهم عن المصري، ولا يتبع العراقي كلام الشامي، فإذا رأى العرب أنفسهم متفرقين في فرق وأحزاب، ومشتتين منفكين في عقائدهم وأعمالهم جعلوا يتدبرون في طرق توحيد الله العربية والثقافية الإسلامية “([12]).
خلاصة القول:
إن الدكتور عبد المعيد خان كان له تضلع وبراعة باللغة العربية؛ لأنه لازم الأساتذة العربية، بل أدباء العرب العظماء مثل الدكتور طه حسين بك وأحمد وغيرهم، نجد في كتاباته المتعة والجمال، والمذاق الأدبي، كانت العبارة سهلة ميسورة بينة واضحة سلسلة، ليس فيها سجع وتكلف وتصنع، يناقش البحث مناقشة جيدة، مستدلا بالدلائل، ومستخرجا النتائج ومستنبطا المطالب، ومستدلا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، الشريفة، وكان له المزاج الديني، وأنه قام بالزود عن الشريعة الغراء، وإبراز محاسن الإسلام، وإبعاد ما يشوّه صورة الإسلام، فعرض الإسلام في صورة صافية نقية تقية من شوائب الاعتراضات، وقدم كل شيء مستدلا بالقرآن والاحاديث، والمراجع العربية التاريخية والتفسيرية والانجليزية، واستنبط النتائج في ضوء ما رأى من أم عينيه من طقوس وتقاليد واتباع الغرب، والتخلف عن الدين والشريعة الحضارة الإسلامية.
الحواشي
([1]) الدكتور سلطان محي الدين، علماء العربية ومساهماتهم في الأدب العربي: 318. ، أبو الوفاء بريتنك بريس ،الجامعة النظامية
([2]) التنوير، مجلة أدبية وثقافية ، تصدر سنويا من القسم العربي في كلية الآداب والتجارة بالجامعة العثمانية ، حيدرآباد الدكن ، 1964م: 10-11
([3]) الدكتور سلطان محي الدين، علماء العربية ومساهماتهم في الأدب العربي: 318. ، أبو الوفاء بريتنك بريس ،الجامعة النظامية
([4]) التنوير، مجلة أدبية وثقافية ، تصدر سنويا من القسم العربي في كلية الآداب والتجارة بالجامعة العثمانية ، حيدرآباد الدكن ، 1964م: 4-5
([5]) الدكتور عبد المعيد خان، الأساطير العربية قبل الإسلام، مقدمة الكتاب، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والشنر، عام 1937م.
([9]) الدكتور عبد المعيد خان، الأساطير العربية قبل الإسلام: 154، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والشنر، عام 1937م.
([11]) الدكتور عبد المعيد خان، الأساطير العربية قبل الإسلام: 94. القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والشنر، عام 1937م.
([12]) الدكتور سلطان محي الدين، علماء العربية ومساهماتهم في الأدب العربي: 320، أبو الوفاء بريتنك بريس ،الجامعة النظامية
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم .
- الدكتور عبد المعيد خان، الأساطير العربية قبل الإسلام، مقدمة الكتاب، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والشنر، عام 1937م.
- الدكتور سلطان محي الدين، علماء العربية ومساهماتهم في الأدب العربي ، أبو الوفاء بريتنك بريس ،الجامعة النظامية
- التنوير، مجلة أدبية وثقافية ، تصدر سنويا من القسم العربي في كلية الآداب والتجارة بالجامعة العثمانية ، حيدرآباد الدكن ، 1964م.
- التنوير، مجلة أدبية وثقافية ، تصدر سنويا من القسم العربي في كلية الآداب والتجارة بالجامعة العثمانية ، حيدرآباد الدكن ، 1965م.