معراج أحمد الصديقي الهنسوري
الباحث في الدكتوراه بقسم اللغة العربية
جامعة دلهي، الهند
فيروس كورونا المستجد
بينما كنت مشغولا في عملية البحث لشهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة دلهي، بدأت أجراس الإنذار تدق للتحذير من تزايد تفشي فيروس كورونا المستجد في بداية شهر مارس بالهند، مما دفع حكومة الهند إلى الإعلان بالإغلاق التام في البلاد. ترك هذا الإعلان البلَدَ مشلولاً تماماً، كما جعل المدارس، والكليات، والجامعات ساكنة هادئة، فتجد أحرامها خالية، وطرقها غير متحركة، وفصولها غير مأهولة، كأنها لم تغن بالأمس.
قلب “كورونا” المفاهيم رأساً على عقب، فجعل التعليم عبر الإنترنت يحل محل تعليمنا التقليدي. لا شك أن الإغلاق المستمر منذ عام تقريباً جعل كل خطوة لنا في الطريق إلى التعليم محفوفة بالتحديات ولكنه في الوقت نفسه علّمنا التدريس عبر الإنترنت، فعن طريقه أرتبط، بوجه افتراضي، بقسمي في جامعة دلهي التي أصبحت النشاطات التعليمية موقوفة فيها أيضاً منذ 13 مارس، وأقوم بعمل البحث تحت إشراف مشرفي، وإضافة إلى ذلك قمت بتدريس طلاب الشهادة والدبلوم في اللغة العربية الحديثة عبر الإنترنت.
وفي هذه الأثناء، تعلمت استخدام الموارد الإلكترونية، مثلا التدريس من خلال تطبيق جوجل ميت (Google Meet)، واستخدام لوحة المربي، وإنشاء عرض باور بوينت (PPT) ومشاركة الروابط، وتسجيل حضور الطلاب، وبالإضافة إليه إجراء اختبار الوحدة عبر الإنترنت، كما تم اختتام التقديم المسبق والتقديم النهائي لطلاب الماجستير في الفلسفة والدكتوراه عبر الإنترنت بشكل جيد من خلال جوجل ميت (Google Meet)، وقمت بتدريس اللغة العربية أيضا لطلاب مدرسة الأنجلو- العربية الثانوية عبر الإنترنت، ولقد تعلمت الكثير أثناء تدريسي، والآن أشارك تجربتي.
الحاجة إلى إحداث نقلة نوعية في السياسات التعليمية
وأود أن أضيف كذلك كيف أجبر فيروس كورونا الأكاديميين على التفكير من جديد وإعادة صياغة السياسات التعليمية. تحدثت مع صديقي الذي يقوم بالتدريس في المدرسة الوطنية الهندية العالمية بدبي وسألته كيفية تدريسه في زمن كوفيد 19، فأجاب قائلا: إنني أتواصل مع طلابي عبر الإنترنت وصفي يشتمل على 30 طالبا، ومعظم الأطفال هنا لديهم غرف خاصة، ولديهم شاشات متعددة مثل الإنترنت بسرعة عالية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية، وهم إلى جانب ذلك يعرفون كثيراً عن التكنولوجيا المعلومات، شاركت تجربتي مع صديقي عن الهند أن المدارس والكليات والجامعات هنا فقد اعتمدت التعليم عبر الإنترنت ولكن لدي خبرة مختلفة مع العديد من الأكاديميين والطلاب.
يقول البروفيسور نعيم الحسن الأثري، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دلهي وهو يقسم معنا تجربته بأن التحول نحو الدراسات عبر الإنترنت كان في الغالب سهلاً، وتم الإغلاق خلال العطلة، وتحولنا توا إلى التعليم عبر الإنترنت وتم إجراء جميع الفصول إما من خلال جوجل ميت (Google Meet) أو بواسطة برمجية زوم (Zoom)، ولكن في الوقت نفسه هناك بعض طلاب الجامعات الذين يواجهون مشاكل الإنترنت، مثل الذين يسكنون في المناطق الريفية والمناطق النائية الأخرى، وبخاصة في جامو وكشمير، حيث تم توفير مرفق الإنترنت من الجيل الثاني لهم.
الموارد الإلكترونية للتعليم عبر الإنترنت
الفصول عبر الانترنت لا شيء أكثر من ترتيب مؤقت:
لجأت معظم الجامعات والمدارس الخاصة الكبيرة في البلاد إلى الفصول عبر الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكن والدي الطلاب يقولون إن كل هذا ليس أكثر من ترتيبات مؤقتة، وتحدثت مع والدي الطالبين من طلاب الأنجلو-العربية حول الدروس عبر الإنترنت، قال إن أطفالي يأخذون دروسهم من خلال تطبيق زوم (ZOOM)، لكن تجربة هذا ليس بشكل كامل، وشهدت مشكلة توجيه الاهتمام الخاص إلى كل طفل، وطفلي بعد إغلاق الميكروفون والكاميرا يصير مشغولا بأي عمل آخر.
وبالإضافة إلى ذلك، تحدثت والدي الطلاب الآخرين، وقد قال كثير منهم إن هذا الوباء قد غيّر فكرة التجربة برمتها.
وعلاوة على ذلك، تحدثت مع طلاب الصف الحادي عشر بالنسبة إلى مادة العلوم من مدرسة الأنجلو-العربي، وقالوا إن دروسنا تجري عبر الإنترنت، ويقوم المعلمون بإرسال المواد المتعلقة بالموضوع عبر الإنترنت، الصف ليس حتى حظرا، ولكن نواجه الصعب في الفهم بأنفسنا، كما لا يمكننا أن نسأل معلمنا عن أي شيء.
مما لا يدعو للشك أن الأمر يصبح أصعب بالنسبة لطلاب العلوم لأنه يجب عليهم أن يذهبوا إلى المختبر لفهم الدروس، وتفكر معظم المدارس والجامعات أيضا في أنه كيف يعملون بعد فتحها، حيث أن التباعد الاجتماعي سيكون مهماً جدا.
الدراسات عبر الإنترنت لا يمكن أن تحل محل المدارس
وتقول عائشة، الطالبة في الصف الثامن، إنه بالنسبة للعديد من الفتيات، كانت المدرسة بمثابة التحرر من الحياة الصعبة في منزلهن، بالإضافة إلى التعلم تكون في المدارس صديقات، كما تكون هناك محادثات ممتعة ووجبات منتصف النهار، وكل هذا قد انتهى الآن، وتحدثت مع والدة طالب في الصف الثاني عشر، قالت إن ابني يدرس عبر الإنترنت ولكن ابنتي التي كانت تدرس في المدرسة الابتدائية، تجلس في المنزل بمعزل من الدراسة منذ فرض الإغلاق.
تحدثت إلى امرأة تعمل في منازل الناس، فقالت إن زوجي يقود عربة الدراجة، وأنا أعمل في منازل الناس، اكتشفنا أن جميع الأطفال يدرسون عبر الإنترنت ولكن ليس لدينا حتى هواتف ذكية منذ إغلاق المدرسة، ولم نتلق أي معلومات حول التعليم عن بعد، وتتعرض ابنتي للانزعاج أثناء إقامتها في غرفتها للمنزل طوال اليوم.
الابتكار المطلوب:
ومع حصول المدارس والجامعات الحضرية الانتقائية على فصول دراسية عبر الإنترنت وتقييد إمكانية الوصول إليها، نشأ التحدي المتمثل في إيجاد طرق مبتكرة للدراسة للأطفال الذين يتعرضون لجميع أنواع الخلفيات الاجتماعية الاقتصادية.
وأعرب الأستاذ المساعد بكلية ذاكر حسين، د. عبد الملك القاسمي ، عن رأيه بشأن التعليم عبر الإنترنت أنه على الرغم من وجود جولة من التعليم عبر الإنترنت ولكنه لن يتمكن أبدًا من استبدال المدارس والكليات التي هي أكثر تضرراً بتفشي المرض، فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن لنظام التدريس القائم على التطبيقات المتنقلة الوصول إلى عدد كبير من الأطفال في بلد مثل الهند في عالم ما بعد فيروس كورونا، لذلك فإن العديد من الناس لا يملكون الهواتف الذكية ولا الوسائل الأخرى للتوصل إلى الإنترنت، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
وكذلك سألت مدير مدرسة أوكلا الابتدائية والحكومية عن مدى فعالية التعليم عبر الإنترنت في مدرستك فقال إنه يبلغ عدد الطلاب 300 طفل في المدرسة، ومعظمهم من أسرة فقيرة جدا، ولا يوجد سوى هاتف ذكي واحد بين والديهم، وهم لا يهتمون بدراسات أطفالهم أيضا، وأصبح الوباء عائقا رئيسيا دون استمرارية التعليم بالنسبة لأطفال هذه الأسر، وقد انتهى في هذا الوضع عام بأكمله، وهناك مخاوف أيضا للقضاء على فرص الدراسة الطويلة.
ويقول المحاضر لمدرسة أنجلو-عربي، الدكتور أنجم، إنه على المدارس في العالم أن تعيد بناء نفسها بالكامل لإبقائها ذات صلة وتبحث عن بديل جنباً لجنب الوسائل المتاحة، وأضاف أن التعليم عبر الإنترنت أصبح الآن حقيقة واقعية، لذلك تلزم على المدارس أن تفكر في كيفية مساهمتها في حياة الأطفال فإن هذا الوباء يشكل تهديداً للكيان المدرسي برمته.
وحاولت بنفسي الوصول إلى الحد الأقصى للطلاب في حالة الإغلاق من خلال التواصل الاجتماعي وجدت أن معظم أطفال الأنجلو-العربية يأتون من عائلة فقيرة، وآبائهم يذهبون إلى العمل خلال النهار ويأخذون الهاتف معهم، فهؤلاء الأطفال يعانون من صعوبة كبيرة في أخذ دروس عبر الإنترنت.
وتختلف مشاحنات من أقسام أضعف الناس اقتصاديا، وفي حالة عدم وجود أجهزة مثل الأجهزة اللوحية والمحمولة ترى هؤلاء الناس مفقودين في الدراسات عبر الإنترنت، لديهم:
ليس هاتف ذكي أو كمبيوتر محمول، ولا يتمتعون بالإنترنت وفي حال وجوده إنهم لا يستطيعون استخدام تلك الأجهزة بشكل صحيح.
المشاكل في المناطق الريفية:
وقد وفرت الحكومة جميع التسهيلات المجانية على الإنترنت للطلاب بالهند، ولكن الحقيقة أن 21٪ فقط من الناس في المناطق الريفية لديهم الإنترنت،)[1]( فكيف سيدرس هؤلاء الطلاب؟ هناك حوالي 260 مليون من الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس في الهند. ومن الواضح، من خلال الفصول الدراسية على الإنترنت، بدأت دورات أكاديمية جديدة للمدارس في المدن، ولكن الطلاب الذين يعيشون في المناطق الأضعف اقتصاديا والمناطق الريفية يتخلفون في قطاع التعليم، لا أحد يعرف أنه متى يخرج البلاد من خطر فيروس كورونا الى الحياة الطبيعية، وهناك الآن تحديا أمام الحكومة فيما يتعلق بكيفية تساير هؤلاء الطلاب. )[2](
الواقع الافتراضي:
لقد رأيت خلال التدريس عبر الإنترنت أن من 40% إلى 60% من الطلاب والمدرسين غير قادرين على اتصال عين من العيون بينهما وعدم الالتفات إلى إيماءاتهم، وعدم معرفة مدى دقة الطلاب في الاستماع، وأجمع معظم الأكاديميين على أن المدارس والكليات ليست مجرد معلمين وفصول دراسية ولكن أيضًا قضاء الوقت مع الأصدقاء، والمشاركة في المناقشات، وتبادل الأفكار، وحل المشاكل معًا، وأضف إلى ذلك كونهم بصورة جسدية في بيئة اجتماعية.
تمنح المؤسسات التعليمية ذات السمعة الطيبة الطلاب من خلفيات مختلفة الفرصة للعيش مع بعضهم بعضا، وتبادل الخبرات الفكرية التي تلعب دورًا كبيرًا في جعلهم مدنيًا أفضل، كيف يمكن أن يكون من الأفضل مشاهدة الشاشة بالعيون قياسا إلى التعاون بين المعلمين والأقران لتعلم الدروس من الحياة الواقعية وطرح الأسئلة والتجمعات الاجتماعية والمشاركة في الألعاب الرياضية والمباريات والأنشطة التعاونية للتعليم.
لقد علمت الحياة مرارا وتكرارا أن التعليم يجب أن يتحول إلى رغبة في أن تكون المهارات الاجتماعية، ومهارات الاتصال، والعقول الفضولية، والمعرفة أكثر من الشهادة والأرقام، بل هي أكثر من النقاط التي كنت قادرا على توظيف وكم تقبل في المجتمع، وليس هناك شك حول مدى معقولية المنزل للتعليم، وانتباه كل من المعلمين والطلاب في البيئة المنزلية يمكن أن تنحرف بسهولة.
إحصاءات:
وفقا لتقرير صادر عن جمعية الإنترنت والمحمول في الهند (IMAI)، والهند تحتل المرتبة الثانية بعد الصين من حيث مستخدمي الإنترنت مع 45 في المئة من مستخدمي الإنترنت النشطين شهريا بحلول نهاية السنة المالية 2009، ولكن 36% فقط في البلاد لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وطبقا لتقرير صادر عن مسح العينة الوطني(NSS) 2017-18 على التعليم، فقط 8% يتمتعون باتصالات الكمبيوتر والإنترنت من جميع الأسر التي لديها أفراد تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 24 سنة.
في حين يفيد تقرير لجنة التخطيط لعام 2018 أن 55000 قرية في الهند لم يكن لديها تغطية شبكة الهاتف المحمول. تم طرح السؤال إلى ما يقرب من 2500 طالب عما إذا كنت قادرًا على حصول التعليم عبر الإنترنت، وقال 90% لديهم هاتف محمول، ولكن 37% فقط قالوا إنهم يستطيعون الاتصال بالفصول عبر الإنترنت، ولم يتمكن طلاب آخرون من الاتصال بالفصول عبر الإنترنت بسبب الاتصال غير موثوق به، أو تكلفة اتصال البيانات، أو إمدادات الطاقة غير الموثوق بها.
كان وجود الطلاب في الفصول الدراسية عبر الإنترنت في دلهي 20% إلى 25%، والأطفال الذين يدرسون في مدرسة الأنجلو-العربية هم في الغالب من أسر أضعف اقتصاديا.
المقارنة بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم غير متصل بالإنترنت
البداية والاختلاف:
في التعليم التقليدي يجب على الطلاب الذهاب إلى المدرسة، ويحصل الطلاب والمعلمون على بيئة مختلفة، ويدرس المعلمون أمامهم. أما التعليم عبر الإنترنت الذي بدأ في سنة من سنوات ما بعد عام 1990، توجد فيه المرونة حيث لا يحتاج الطلاب إلى الذهاب إلى أي مكان، يمكنهم الجلوس في منازلهم وأخذ دروسهم بواسطة أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف الذكية مع الاتصال بالإنترنت، وبعض تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي مثل زوم (ZOOM) إسكايب (SKYPE) وجوجل ميت (Google Meet) يكون مفيدا في هذا العمل.
أولوية الطلاب والوالدين:
يجب على الطلاب دراسة التعليم عبر الإنترنت أو بشكل تقليدي، لذلك يفضلون القراءة في كلا الاتجاهين، عندما يتعلق الأمر بإعادة فتح المدارس، 27% من الناس لم يرغبوا في إرسال أطفالهم إلى المدرسة بسبب الخوف من فيروس كورونا.
مرونة الفصول الدراسية:
وفي حالة عدم الاتصال بالإنترنت، يتعين على الطلاب السفر إلى المدارس، ومن المهم جدا الوصول إلى المدارس في الوقت المحدد، وعلى الطلاب أن يخافوا هنا، ولا يتمتع الطلاب بحرية الاختيار في اتخاذ القرار والمرونة أقل جدا، ويلزم على الطلاب أن يسيروا مسار الإرشادات وأن يصلوا على الوقت، وفي حين أنك لست مضطرا للسفر عبر الإنترنت، ولا تقلق بشأن وزن الحقيبة، وإذا كان عليك أن تأخذ فصلا دراسيا وفقا لجدول الوقت، فيمكن للطلاب بسهولة في المنزل، لذلك يمكننا القول بشكل عام أن هناك المزيد من المرونة عبر الإنترنت.
التفاعل بين الطالب والمعلم:
وفي الفصول الدراسية على الإنترنت، هناك القليل جدا من التواصل بين الطالب والمعلم، نتيجة لذلك تكون نقاط الطالب أقل وضوحا، وذلك لأن في الفصل عبر الإنترنت، يوجد خيار للتحدث إلى الدردشة أو المكالمات المباشرة ومكالمة الفيديو، ومع ذلك لا يمكن للطلاب التحدث بسهولة، والمعلمون غير قادرين على التحدث بصورة مباشرة إلى الطلاب، وتوجيه السؤال إليهم عن أي شيء، حتى الطلاب بأنفسهم لا يستطيعون التحدث إلى الطلاب الآخرين، وإذا لم يتم استشارتهم، فإن التعليم عبر الإنترنت ليس ناجحًا.
ومن ناحية أخرى، في الفصول غير المتصل:
- يقف المعلمون أمامك، في كثير من الأحيان يسألون عن الأمر ويجيبون عليه، ويمكنك أيضًا تبديد شكوكك.
- ويمكن للمعلم التفاعل بسهولة مع الطلاب.
- ويمكن للمعلم أن يركز على جميع الطلاب.
- وفي الوقت نفسه، يحصل الطلاب على بيئة تعليمية.
أما الدروس عبر الانترنت، يشعر فيها الطالب بنفسه وحيدا، والقراءة بوحده هي مملة في الواقع، والآن بشكل عام يمكننا القول إن كلا من الوسائط لها بعض المزايا والمساوئ ولها جانبان: إيجابياً وسلبياً.
جهود الحكومة للتعليم عبر الإنترنت:
وقد تم إطلاق بوابة تسمى سوايام (SWAYAM) لتقديم دورات عبر الإنترنت من الصف التاسع إلى الدراسات العليا (PG)، فهي عبارة عن منصة متكاملة تضم أكثر من 10 ملايين من الطلاب في دورات مختلفة حتى الآن، وعلاوة على ذلك 24 ساعة وسبعة أيام تم تناول البلاد بقناة تسمى بـ “سويام برابها” (SwayamPrabha) وهي عبارة عن مجموعة من 32 قناة عالية الجودة مع محتوى قائم على الدورة الدراسية التي تغطي مواضيع مختلفة، ويتم جمع هذه المبادرة بواسطة المعهد الهندي للتكنولوجيا (IIT) وجامعة إنديرا غاندي الوطنية المفتوحة (IGNOU)، والمجلس الوطني للبحث التربوي والتدريب (NCERT) وتم استهدافها بالوصول إلى طلاب المواطن النائية من مؤسسات تعليمية ذات جودة عالية.)[3](
- ديكشا(DIKSHA): لديها أكثر من 80000 كتاب من الكتب الإلكترونية في اللغات المختلفة بالنسبة لولايات الهند، وتم إعدادها من قبل المجلس المركزي للتعليم الثانوي، والمجلس الوطني للبحث التربوي والتدريب من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، ويمكن أيضا أن يتم تحميل تطبيقها مجانا، إذا تحدثنا عن اللغة الأردية فتتوفر بعض المراجع والكتب التي تم عدادها على الأصابع، ولكن عدم توفير برنامج وكتاب باللغة العربية، وعلى الرغم من أن منهج المجلس المركزي للتعليم الثانوي حتى المستوى الثانوي العالي يشمل أيضا اللغة العربية.)[4](
- إي- باتشالا (E Pathshala): هذه البوابة الإلكترونية تتألف من 1886 صوتي و2000 فيديو 696 من الكتب الإلكترونية بلغات مختلفة للصف الأول إلى الصف الثاني عشر، ولكن للأسف أنه يحتوي أيضا على مقاطع فيديو من اللغة الأردية، ولكن لا يوجد أي فيديو باللغة العربية.)[5](
التحديات:
تحديات البنية التحتية هي الأكثر أهمية التي تواجهها الحكومة. ضعف الاتصال بالإنترنت هو التحدي الأكبر.
وفي الوقت الحالي، حوالي 35% من الناس يستخدمون الإنترنت، على الرغم من أنه إلى نهاية عام 2021، سيصبح 730 مليون نسمة، وفقًا لدراسة، فإن 12% من الأشخاص الذين يدرسون في الجامعة لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت.
وطبقا لمسح منظمة الإحصاء الوطنية(NSSO)، أنه حوالي 85 % من طلاب المناطق الحضرية الذين يدرسون في الجامعة لديهم شبكة الإنترنت، ولكن 41% منهم لديهم شبكة الإنترنت حتى في المنزل.
وفي حين أن 28% فقط من الطلاب في المناطق الريفية لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وفي بعض ولايات الهند مثل بيهار والبنغال الغربية يتمتع فيهما حوالي 7% إلى 8% من الناس بالإنترنت، لذلك يعتقد أن الاتصال بالإنترنت هو التحدي الأكبر.
ويزعم الخبراء أن التعليم عبر الإنترنت سيزيد من تشجيع التمييز السائد بالفعل في المجتمع، بحجة أن الطبقات المتخلفة ليس لديها أجهزة الكمبيوتر أو هواتف ذكية ولا بيانات متاحة، وفي الوقت نفسه، إنهم يتعرضون لأزمة الغذاء، وإلى جانب ذلك هناك أزمة في الاتصال بالإنترنت في مكان ما، ثم هناك مشكلة السرعة، في مكان ما توجد مشكلة الكهرباء، ثم هناك فوضى فنية وداخلية، وبشكل عام، يمكننا القول إنه على العديد من الجبهات، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الجهد أمام الحكومة.)[6](
الختام:
لدينا ما يكفي من المدارس، والكليات والجامعات، أنه يمكن اعتبار نظام التعليم عبر الإنترنت على حد سواء اختياريا ومتكاملا، لأنه سوف يقلل من الضغط على المدارس وأيضا إعطاء الآباء والأطفال حرية تدريس القراءة الخاصة بهم.
وأخيرا، قمت باقتراح أن تنظر الحكومة في إمكانية الاتصال بالإنترنت وإمدادات الطاقة، ولا سيما في المناطق الريفية. وبالإضافة إليه، ينبغي على الحكومة توزيع أجهزة استخدام الإنترنت بين الأطفال من الطبقات المتخلفة. تدعو الحاجة أيضاً إلى دعم الإذاعة والتلفزيون كوسيلة للتعليم عبر الإنترنت وضمانها للأسر المهمشة، لأن الراديو يمكنه الاستماع إلى برنامج منير وممتع من 10 إلى 15 دقيقة بتكلفة منخفضة.
وفي النهاية، أود أن أقول إن علينا مسؤولية أن نجهز أنفسنا لدرجة حتى في اللغتين العربية والأردية يمكن إعداد المحاضرات عبر الانترنت في شكل فيديو وصوت، ويتحتم علينا أن نحث حكومتنا أيضا على تطوير اللغة العربية من خلال التعليم عبر الإنترنت في الهند.
الهوامش
[3]. الهند /وزارة التربية والتعليم، 2020
6.التعليم، الصحة، فيروس كورونا (COVID-19)
:المراجع
- Arora, K.and Srinivasan, R. (2020), “Impact of pandemic COVID-19 on the teaching-learning process: a study of higher education teachers”, Prabandhan: Indian Journal of Management, Vol. 13 No. 4, pp. 43-56.
- Mishra, V.(2020), “COVID-19, online teaching, and deepening digital divide in India”, SocArXiv. June 3.
- Lloyd, A., Byrne, M.M.and McCoy, T.S. (2012), “Faculty-perceived barriers of online education”, Journal of Online Learning and Teaching, Vol. 8 No. 1.
- Berge, L.and Mrozowski, S.E. (1999), Barriers to Online Teaching in Elementary, Secondary, and Teacher Education, UMBC Faculty Collection.
- Al-Senaidi, , Lin, L.and Poirot, J. (2009), “Barriers to adopting technology for teaching and learning in Oman”, Computers and Education, Vol. 53 No. 3, pp. 575-590.
- 9-Shafi, Z. (2020, August 19). Impact of Covid-19 on Higher Education in India. The Indian Express
- 1-Choudhary, R. (April 16, 2020). COVID-19 Pandemic: Impact and strategies for education sector in India. https://government.economictimes.indiatimes.com/. 2