Main Menu

مساهمة البروفيسور سميع أختر الفلاحى فى خدمة لغة الضاد

الدكتورة سميه رياض الفلاحى

جامعة على كره الإسلامية

 الملخص

هو البروفيسور سميع أختر الفلاحى مدرس ماهر و كاتب و مترجم بارع  المولود سنة 1965م فى قرية من بلدة بتنه بولاية بيهار ، الهند. تلقى العلوم الإبتدائية من تلك المنطقة من المعهد الحكومى باللغة الهندية ثم حصل على شهادة العالمية من جامعة الفلاح حتى التحق بجامعة على كره الإسلامية و فاز بشهادة البكالوريوس و الماجستير ثم دخل مرحلة الماجستير ماقبل الدكتوراة ثم مرحلة الدكتوراة حتى حاز بشهادة الدكتوراه . وله خبرة تدريسية حوالى 33  سنة منذ 1991 إلى الآن فى جامعة على كره . و له براعة فى الترجمة من العربية إلى الأردية و الإنكليزية كما قام بترجمة من الكتب العديدة أو كما لا يزال يساهم كمترجم لطلاب الماجستير فى القسم. و أصبح عضوًا فى عدد من الهيئات و الجمعيات الجامعية. وله  كتب منشورة أكثر من 21 فى عدة موضوعات فى اللغة الأردية و نشرت له مقالات عديدة فى المجلات العربية المختلفة فى اللغتين العربية والأردية و ساهم باشتراكه فى عدد من المؤتمرات و الندوات الدولية و الوطنية و قدم الأوراق فيها.

الكلمات المفتاحية :  خدمة ،  الأدب ، اللغة العربية ، ترويج ، المؤتمرات و الندوات ، الأوراق البحوث ،

المقدمة

إن علاقة الهند مع اللغة العربية علاقة عريقة ، انتقلت إلى شبه القارة الهندية عن طريق قوافل التجار العرب فى البداية ، فهم تركوا بحضارتهم أثرًا ملموسًا فى قلوب الهند حتى أصبحت اللغة العربية جزءاً من الثقافة الهندية ، وذلك بدوافع فى تطوير اللغة العربية.

نبذة عن دور الجامعات الهندية فى ترويج اللغة العربية

و يبدو من الدراسة أن اللغة العربية مازالت و لاتزال تزدهر و تشرق فى شبه القارة الهندية بحيث تهتم الجامعات الحكومية أو غير الحكومية بتعليم اللغة العربية و هى لا تزال تساهم مساهمة فعالية فى اثراءها و ربطها بمتطلبات العصر. و من هذه الجامعات الراقية : جامعة على كره الإسلامية هى أولى جامعات الهند الإسلامية تم انشاءها عام 1875 بيد السير السيد احمد خان أحد أكبر المصلحين الاجتماعين فى عصره.

و تحتل الجامعة مكاناً فريدًا بين الجامعات و معاهد التعليم العالى و تفوز بمرتبة ثالثة وفق تقرير مكتب العلاقات العامة سنة 2023م.[1] و تمتاز من الجامعات الأخرى بحيث تفتح أبوابها لجميع الطلبة بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو المذهب الدينى.

و تضم الجامعة الكثير من الكليات والمعاهد والمراكز بما فيها كلية ذاكر حسين للهندسة والتكنولوجيا وكلية طب جواهر لال نهرو ومركزدراسات التاريخ المتقدمة و قسم الدراسات الإسلامية وغيرها كثيرة. و من بين هذه المعاهد أو المراكز يأتى قسم اللغة العربية و آدابها الذى أسس عام 1875 بيد مؤسس الجامعة السير سيد أحمد خان ثم شغل كثير من الأساتذة البارعين بتدريس اللغة العربية مثل الشيخ محمد أكبر و العلامة شبلى نعمانى و تى. دبليو آرنلد و الشيخ عبد الحق البغدادى و اى. ايس تريتون و الأستاذ الألمانى اتو اسبائس و الأستاذ فرتز ( سالم) حتى عين العلامة عبد العزيز الميمنى كأستاذ اللغة العربية سنة 1928م  و منذ ذلك الوقت لايزال القسم يساهم دوره منذ عشرات السنين فى إثراء اللغة العربية وآدابها بما أنجب مئات الطلبة والطالبات فهم تخرجوا فيه خلال هذه السنين و حاز كثير من الخريجين الفائقين بمناصب رفيعة حكومية أو غير حكومية و لعب القسم دورًا حيويًا فى خدمة لغة الضاد بما أنه قد أخذ على عاتقه تدريس اللغة العربية لطلبة القسم كافة ، ليؤدى رسالة جليلة فى بناء الفرد والمجتمع والدولة.[2]

و يأتى اسم البروفيسور سميع أختر الفلاحى فى جمهرة من الخريجين المتميزين الذين بذلوا جهودهم فى تطوير اللغة العربية و تدريسها و صبوا عرقاً شديدًا فى هذا الإطار.

التعرف على البروفيسور سميع أختر الفلاحى

هو البروفيسور سميع أختر الفلاحى بن محمد يونس الجامعى ، معلم و كاتب و مترجم بارع ، ولد فى قرية ” دنكران ” من مديرية ” غيا ” فى ولاية بتنة ، بيهار سنة 1965م، ينتمى إلى أسرة دينية مثقفة علمية كما جده  الدكتور نظام الدين كان يشتغل طبيبًا شهيرًا آنذاك أى فى أوائل القرن الحادى و العشرين  و جدته كانت تهتم بحسن التربية و التعليم فى ضوء المصادر الإسلامية على نهج الإسلام إذا كانت البيئة مسمومة بالبدعة فى تلك المنطقة. و كان والده كان يعمل مفتشا للمعهد الحكومى بعد اشتغاله فى وظائف مختلفة بما أنه فاز بشهادة البكالوريوس فى التربية و التعليم و يقضى معظم أوقاته فى خدمة الإسلام كما كان ركنا من أركان تحريك الجماعة الإسلامية فى الهند حتى وفاته. و أما والدته فهى نالت الدراسات الثانوية و شهادة للتدريب المعلم فى تلك الحين إذا كان التعليم غير رائج للنساء فى تلك المنطقة المتخلفة بأنها تتعلق من أسرة علمية مثقفة كما كان والدها رئيس المعهد الحكومى و معلم الرياضيات و كل أبناءه فائزون بمناصب عالية فى إدارات مختلفة فهذه الثقافة العلمية أثرت فى تكوين شخصية البروفيسور.

و البروفيسور له أربعة إخوان و أربعة أخوات و هو على مرتبة خامسة فيهم باعتبار عمره و كلهم نالوا تعليمات معاصرة أعلى بعضهم من الهند و بعضهم من خارج الهند ولكن والده رغب فى تعليم البروفيسور الدينى على الرغم من أنه كان يتعلم فى المعاهد الحكومية ولكن والده حرضه على حصول التعليم الإسلامى و جاهد انصراف ميوله إلى حصوله. ففى البداية لم يرض البروفيسور سميع أختر الفلاحى إلى التعليم الدينى ولكنه اضطر إلى انضمام إلى مدرسة مرموقة جامعة الفلاح ، بلريا كنج ، اعظم كره و كان يقضى أوقاته باكيًا فى الإدارة حتى اطمئن قلبه فحصل على تعليمه المبكر من تلك المدرسة ، حيث درس معظم كتبه الدراسية باللغة العربية باستثناء القرآن والحديث ، وكان يواجه صعوبات كثيرة فى سبيل علمه فى بدايته ولكنه مازال يقدم و يمرن حتى أصبح بارعاً و حصل على شهادتى العالمية والفضيلة بدرجة فائقة ، التى تعادل +2 والبكالوريوس طبقًا لدورات جامعة على كره الإسلامية.[3] و بعد ذلك التحق بجامعة على كره الإسلامية لمواصلة دراسته العليا فى اللغة العربية و آدابها و أكملها بنجاح دورات البكالوريوس  و الماجستير مع مرتبة الشرف ثم أراد أن يتم الماجستير ما قبل الدكتوراه فى اللغة العربية وآدابها من نفس الجامعة و حصل على شهادة بتفوق وامتاز من معاصريه حيث حصل على الميدالية الذهبية فى الماجستير و كان أول طالب فى القسم من أصبح مؤهلا لمنحة الدراسية الحكومية جى آر ايف JRF و نيت NET ل يوجى سى UGC بعد اجتياز دوره الماجستير مباشرة كما يقول :

 “ I am the first student of the Department of Arabic who qualified the NET and JRF of UGC just after passing my MA course”.[4]

و أكمل مرحلته ما قبل الدكتوراه حول موضوع ”  الدكتور شوقى ضيف و مساهمته فى النقد العربى الحديث فى ضوء ” الفن و مذاهبه فى النثر العربى” تحت إشراف البروفيسور عبد البارئ سنة 1991م ثم حصل على شهادة الدكتوراه حول موضوع  ” النقد العربى : دراسة الاتجاهات القديمة والحديثة ” تحت إشراف نفس الأستاذ واستفاد من توجيهاته القيمة فى إعداده.

و يبدو لنا من دراسات عن شخصيته أنه لم يكتف بهذه الدراسات فحسب بل تعدى إلى دراسات أخرى و نال الشهادة و شهادة الدبلوم فى اللغة الفرنسية بدرجة ممتازة. ومازال ولا يزال منخرطاً بنشاط فى التدريس والبحث فى اللغة العربية حيث أكمل مشروعًا بحثيًا لوزارة التربية والتعليم حول ” أعمال العلامة عبد العزيز الميمنى خلال دورة الدراسات العليا و تم نشره سنة 1988 حيث أثبت مهارته الإبداعية و مؤهلاته العلمية حتى دخل مجال التدريس كباحث نشيط و عمل كأستاذ منذ سنة 1988 إلى سنة 1991و خدم الأدب العربى فى تلك الجامعة. و أدى دوره الفعال كمدرس فى برنامج تحت كلية المؤظفين الأكاديميين سنة كما اهتم ببرنامج الشرقية ليوجى سى.

المهنة الأكاديمية

و إذا سرحنا النظر على أوراقه الشخصية وجدنا أنه انضم إلى قسم اللغة العربية كأستاذ مساعد فى عام 1991 و مازال يساهم بصفته التدريسية حتى أصبج أستاذا مشاركًا فى ذلك القسم سنة 1997 و يخدم الأدب العربى منذ تلك السنة إلى 2005م. و ما مضى الوقت إلا أن ظهر كأستاذ باهر فى القسم سنة 2006م يشغل فى خدمات اللغة العربية و آدابها بمساهماته الفعالية حتى الآن.

و تظهر خدماته الجليلة فى ترويج الأدب العربى حيث قام بتوجيه عدد من الباحثين فى القسم و أتم  أكثر من اثنى عشر12 منهم بنجاح و حصلوا على شهادة الدكتوراه بينما خمسة باحثون آخرون يشاركون فى العمل تحت إرشاده.

و يكشف من الدراسة أنه انخرط بنشاط فى إثراء الأدب العربى كما تم حضوره فى المؤتمرات والندوات الدولية و المحلية كما نرى له أوراقًا بحوثا أكثر من ستين فى اللغتين العربية والأردية ، لا يمكن جمعها فى هذه العجالة إلا اننا نكتفى على ذكر بعض عناوينها مثل ” الأدب المقارن مع إشارة خاصة فى اللغة العربية وآدابها ، و ” المخطوطات العربية لعلماء الهند: التعارف والتقدير ” و ” الشيخ أبو الحسن على الندوى و تطور الآداب العربية والإسلامية فى الهند ” و مساهمة الهند فى المديح النبوى باللغة العربية ” و ” والنزعة الوطنية فى شعر حافظ إبراهيم ” و ” مساهمة عباس عقاد فى تطور النقد العربى الأدبى الحديث ” و ” مساهمة الدكتور شوقى ضيف فى تطور النقد العربى الحديث” و ملامحة الصورة البلاغية فى الحديث النبوى وغيرها كثيرة كما له أوراق كثيرة باللغة الأردية منها سرسيد اور جمال الدين الأفغانى : ايك تقابلى مطالعه ، و  ” جديد عربى ادب اطفال : ابتدا و ارتقاء وغيرها.

ولم يقف على تقديم هذه الأوراق فحسب بل تم حضوره فى عدة دورات تنشيطية و ورش عمل أو برامج تدريب التى نظمتها يوجى سى UGC ، يو بى ايس سى UPSC و جامعات أخرى لإعداد دورات مختلفة لتدريس اللغة العربية و كذلك للامتحانات التنافسية لمستوى الدراسات العليا و ممتحنا و معدًّا للأوراق و مديرًا لدورات أفضل فى جامعة كاليكوت فى ولاية كيرالا لسنوات عديدة. لقد شارك كخبير فى اللغة العربية للعمل السرى لمكتب نيت يوجى سى منذ عام 2005م.

و إذا تصفحنا اوراق حياته فوجدنا أنه يخدم الأدب العربى بما فيها القاء المحاضرات خاصة فى المؤسسات ذات الصيت العالى داخل البلاد كما شارك كمدير خاص فى سلسلة محاضرات ذكرى برق و القى محاضرات فى يوجى سى برعاية ورش عمل للباحثين لمدة 21 يوما 2014-2019 و محاضرات فى ورشة الصيف فى قسم الدراسات الإسلامية بين 9-15 يونيو 2019م.

و كذلك لعب دورًا ملموسًا فى إطار الأدب العربى كما ساهم فى إعداد دورات اللغة العربية لعدة أقسام مثل دورات البكالوريوس و الدبلوم فى اللغة العربية لجامعة روهيل كند ، بريلى ، و قسم الإقتصاد لجامعة على كره و لقسم الطب اليونانى.

مناصبه و مراتبه

تفوق شخصيته بما أنه فاز بمناصب عديدة عالية بما فيها رئيس قسم اللغة العربية فى عام 2016 م ثم 2022م و منسق لتدريب الدورات تحت كلية المؤظفين الأكاديميين بين 2004- 2006م و منسق مركز تدريب نيت NET و مهتم بتقييم الامتحانات منذ 2005-2020م و شخص مرجعى فى الدورة التنشيطية باللغة العربية منذ عام 1999 إلى 2018 و محرر فخرى للنشرة الإخبارية الشهرية و خبير الموضوع فى لجنة الاختبار العامة لعدة جامعات إلى سنوات عديدة مثل جامعة بتنة و جامعة كيرالا ، و جامعة جواهر لال نهرو ، و كلية بنغال المغرب و جامعة بتنة وغيرها. وبالإضافة إلى ذلك حاز بعدة منح دراسية اثناء الدراسة مثل منحة نيت NET و جى آر ايف JRF, منحة جامعية ميرتMerit اثناء البكالوريوس ، منحة دراسية من الكلية بعلامات امتياز اثناء الماجستير ، و منحة الدكتور اسحاق اثناء الماجستير ، والميدالية الذهبية و منحة وزارة التعليم لإجراء مشروع بحثى فى إطار المخطط الهندى لتعزيز البحث فى اللغات الكلاسيكية و منحة ذات الدرجات العالية فى جميع الامتحانات و منحة دراسية اثناء العالمية والفضيلة.

خدماته الأدبية الجليلة فى ترويج الأدب العربى

تبدأ مساهمته الأدبية بكتابة المقالة حول موضوع ” الدكتور شوقى ضيف و مساهمته فى النقد العربى الحديث فى ضوء ” الفن و مذاهبه فى النثر العربى ” اثناء مرحلة ما قبل الدكتوراه ثم يأتى جهده باسم ” النقد العربى : دراسة الاتجاهات القديمة والحديثة لنيل شهادة الدكتوراه.

و تبدو لنا من الدراسة حول شخصية البروفيسور أنه تناول موضوعات مختلفة و أتى بجهود جبارة فى ميدان الكتابة ولكن كلها أتت فى اللغة الأردية بعضها مصنفة و بعضها مترجمة تسرب معظمها فى الاتجاهات الإسلامية بينما بعضها فى مجال النقد ، له كتب كثيرة يبلغ عددها أكثر من 21 نشرت من مطابع مختلفة و ترجم منها حوالى 15 كتابا من العربية إلى الأردية للأدباء البارعين العرب حول موضوع السيرة ، و تطور الأدب الأندلسى ، وارتقاء العلوم والفنون فى العصر العباسى وغيرها منها : ” انقلابى شخصيات” نشر سنة 1988 من مطبع هلال ، سنغافور ، و ” أمت مسلمه كى تعمير” سنة 1990 ” و ” الشيخ شهيد حسن البنا سنة 1991 م و ” فلسطين سازشوں کے نرغے میں ” و تحريك اسلامى : ايك جائزة 1997 من مطبع هلال دلهى وغيرها.

و أهم محاولاته فى هذا الصدد ” فلسطين سازشوں کے نرغے میں” فهذا الكتاب للمنهدس مصطفى محمد الطحان عن تاريخ فلسطين الكامل و اهتم المؤلف فيه بعرض حل الأمور والوثائق للمشكلات والوقائع الفلسطينية و المؤامرات المغربية لبلد فلسطين فى ترتيب زمنى تاريخى و بذل جهوده الشاقة فى عرض التاريخ من الزمن الماضى إلى الزمن الحاضر فى ضوء النظريات الإسلامية والمصادر الوثيقة ، فقام الأستاذ بترجمة هذا الكتاب سنة 1996 و برع فيه كمترجم باهر حيث عرض التاريخ التام دون تصريف المعانى و تقليب المفاهيم للمتحدثين بالأردية حتى يبدو كأن الكتاب ابداعه الأصلى كما يعترف البروفيسور بقوله :” میں نے اپنے طور پر اس بات كى پورى كوشش كى ہے کہ ترجمہ میں مصنف كى اصل مفهوم كى پورى طرح رعايت رہے “( حاولت فيه محاولة تامة أن يبقى المفهوم الأصلى للمصنف فى الترجمة )[5]

و أما مجال الأدب العربى و خاصة النقد والتحقيق فله كتب عديدة ، وعلى رأسها ” شوقى ضيف عربى زبان و ادب کے ممتاز ناقد و محقق ( شوقى ضيف ناقد و باحث بارز فى اللغة العربية و آدابها ) يعطى هذا الكتاب الانطباع الخاص للقراء و لو كان فى اللغة الأردية ، و هذه أطروحة له طبع سنة 1996 فيما بعد بالعديد من الإضافة والترميم . اهتم البروفيسور بإحاطة الظروف السائدة عن عصر الناقد و شخصيته الكامل بما فيها القاء الضوء على الأحوال السياسية و التعليمية آنذاك من زوال سلطنة عثمان إلى ما بعد عصر إسماعيل باشا و حتى دور محمد على فى الميادين العلمية مع عرض مفصل عن شخصية المؤلف من ثقافته و مجتمعاته و دور أساتذته فى تصقيل مواهبه. و لم يصرف النظر عن ذكر بداية النقد العربى و مراحل ارتقاءه مع ذكر بسيط لخدمات النقاد فى ذلك العصر ولكن ركز بصره على توضيح محاولاته الأدبية عامة و مساهماته النقدية خاصة فى ضوء تأليفه ” الفن و مذاهبه فى النثر العربى ” فالكتاب هذا يوفر معلومات واسعة عن أحوال مصر الكاملة و النقد العربى مع توفير معلومات عن شخصية المؤلف و يفيد الباحثين والدارسين لا يمكن الاستغناء عنه فى مجال النقد.

و أهم كتاباته هو ” عربى تنقيد نگارى : قديم و جديد رجحانات كا مطالعه ” ( النقد العربى : دراسة الاتجاهات القديمة و الحديثة ) ، طبع سنة 2005م من جامعة على كره الإسلامية . يأتى هذا الكتاب فى المقدمة على هذا الموضوع لدارسين و الباحثين الناطقين بالأردية . فاهتم الأستاذ فيه بالتركيز على جذر النقد العربى الذى يرجع إلى محاولة النقاد العرب القدماء و عرض البروفيسور فيه دراسة مقارنة عن النقد العربى و مسائله و كيفياته و أشكاله بين العصر القديم و الجديد و أدى حق الموضوع ولو أنه واجه الصعوبات والمشاكل فى مرحلة إعداده و لكنه لم يتخلف و استمر على جهوده واستفاد من اقتراحات بالغة و توجيهات قيمة لمشرفه الجليل البروفيسور عبد البارى حتى نجح بحيث أحاط بالموضوع من كل جهة من تبيين معنى النقد وأهميته و أفاديته بالإضافة إلى ذكر مفصل عن النقد العربى و مراحل ارتقاءه و اهتم أيضا بعرض النقاد العرب و محاولتهم النقدية عبر العصور و وضح جميع عناصر الفن النقدى . و يمكن أن نقول أن هذا الكتاب أهم مرجع لدارسين و باحثين النقد العربى.

و له كتاب أيضًا باسم ” عهد عباسى میں علوم و فنون كا ارتقاء ” مهم جدًا فى إطار الأدب العربى بما حاول فيه المؤلف أن يبرز جميع جهات الفنون الحديثة التى ظهرت فى العصر العباسى من علوم إسلامية و حديثة و عقلية و فلسفية و كيمياء و طبيعية وما إليها مع القاء الضوء على خدمات الأدباء البارعين المتخصصين فى مجالاتهم. فهذا الكتاب يؤدى بنا إلى تطور العلوم و الفنون الحديثة التى يرجع ظهورها إلى العصر العباسى.

و كذلك له كتاب لا يمكن الاستغناء عنه فى صدد خدماته الأدبية العربية ، الذى يدور حول شخصية العلامة عبد العزيز الميمنى راجاكوتى صاحب ” سمط اللآلى ” باللغة الأردية ، والعلامة هو أديب شهير و لغوى بارع و محقق باهر يمتاز ببراعته اللغوية و مهارته النقدية داخل الهند و خارجها كما أنه أثر فى أدباء العرب حتى أصبحت شخصيته موضوعًا هاما للباحثين ولكن لا يوجد أى كتاب كامل حول شخصيته سوى مقالات عديدة فسار البروفيسور فى سبيله بإرادة قوية للتركيز على هذه الشخصية الغالية فأحاط بالعلامة الأديب اللغوى من كل جهة و جمع فى الكتاب مقالات مختلفة حول شخصيته ولو أنه واجه عراقيل عديدة و صعوبات كثيرة فى إعداد هذا البحث المتواضع ، الذى أعد للمشروع البحثى كما أنه اضطر إلى سفر إلى باكستان للحصول على المواد العلمى حول شخصيته العبقرية. فيبدأ البروفيسور بذكر الأحوال السائدة فى الهند قبل العلامة ثم يذكر حياته البدائية و يستمر فى الكتابة مع عرض موجز عن أساتذته و تلامذته و التعارف عن كتبه الأخرى و تأثرات المعاصرين حوله حتى ينتهى كتابته بجواب نقدى حول ” سمط اللآلى ” و أبى العلاء المعرى و معارضة القرآن والخطوط والرسائل. و ركز البروفيسور نفسه على شخصيته الناقدة فى ضوء تأليفه النقدى ” هذين الكتابين المذكورين أعلاه. و يعتبر البروفيسور راشد الندوى هذا الكتاب أفضل محاولة حول الشخصية الجليلة كما يعترف أن الدكتور قد احاط بالموضوع من جميع النواحى و نحن ننتقل هنا رأيه بتصريف اللفظ بما أنه كتب باللغة الأردية فهو يقول :” قد حاول الدكتور أن يحيط بجميع الجهات من حياته من ولادته إلى أواخر لمحاته و أهم الوقائع والأحداث لحياته و خدماته فى مجال العلم والتحقيق فمن رغب فى الدراسة عن شخصية العلامة فهذا الكتاب خير له “.[6]

و له كتاب كثيرة كما قد ذكرنا لايمكن الاحاطة بها فى هذه المقالة المختصرة.

و عدا هؤلاء الكتب له أوراق بحثية أكثر من 75 فى اللغة العربية أو الأردية لا يمكن حصرها الآن. ونذكر من أهم المقالات التى نشرت فى أعوام ماضية قريبة مثل مساهمة الأستاذ عبد العليم فى الدراسات القرآنية ” قسم الدراسات الإسلامية ، جامعة على كره الإسلامية ،سنة 2021م ، و عبقرية الإمام على لعباس محمود عقاد : دراسة تحليلية ، مجلة سنوية دانس لكلية الآداب ، جامعة على كره الإسلامية العدد 13 ، 2020م ، و ” العلامة يوسف النبهانى رائد الشعر المديح النبوى فى فلسطين ، مجلة المجمع العلمى العربى الهندى ، المجلد 40 العدد الأول ، و ” مساهمة كامل الكيلانى فى تطوير الأدب القصصى للأطفال : دراسة أدبية و نقدية ، ( عدد خاص ) مجلة المجمع العلمى العربى الهندى ، 2019 ، و ” السير سيد أحمد خان أبو النهضة التعليمية فى الهند ، فى نفس المجلة ، ( عدد خاص ) 2017 ، و ” على أحمد باكثير و روايته ” وا إسلاماه ” : دراسة تحليلية فى المجلد السابع والثلاثون فى نفس المجلة و  ” عبقرية محمد لعباس محمود العقاد : دراسة أدبية و نقدية ، 2013 و ” السيد سليمان الندوى حياته و آثاره العلمية و ما ترجمت عنها إلى اللغة العربية 2013 فى نفس المجلة وغيرها كثيرة وكذلك عشرات المقالات نشرت له فى مجلات مختلفة فى ” برهان ” و ” معارف ” و مجلة المجمع العلمى الهندى وغيرها لا يمكن جمعها فى هذه العجالة.

أسلوبه و أفكاره

و يتضح لنا من دراسة كتبه و مقالاته أنه تأثر بظروف صعبة لفلسطين و الأمة الإسلامية فى الهند و أحس الاضطراب والقلق فألقى الضوء على هذه الأحوال فى كتاباته ضوءًا بسيطًا و تناول موضوعات الإسلام والمسلمين فى أكثر كتبه . وأما مساهماته الأدبية فهو انغمس فى توضيح اتجاهات الإسلام و خصائص المذهب الدينى بفضل توجيهاته الخاصة إلى النقد العربى فركز بصره على النقد العربى بين القديم والجديد عبر العصور و أجاد فى عرضه بالبسط والتفصيل كما يعترف بنفسه بقوله :” ،

“ I have concentrated myself on the Arabic literature developed during medieval and Modern periods….”[7]

 وأما أسلوبه فى الكتابة فمعظم محاولاته تأتى فى اللغة الأردية و بعضها ترجم من العربية إلى الأردية و كلها فى أسلوب سلس رصين يترك الأثر الملموس فى نفس القارئ.

و على الجملة أن الأستاذ هو أستاذ شهير و كاتب بارع فى اللغة الأردية و العربية  ، يجذب انتباهنا إلى أداة النقد و شروطه و ييسر الطريق للباحثين للاستفادة فى مجال النقد والأدب و يتقن فى الكتابة و يبرز ككاتب باهر الذى يثرى المكتبات العربية بمساهماته الفعالية و يهتم بالإجادة والمثابرة و الحيوية فى عمله الأكاديمية كما تعرفت به شخصيًا خلال الدراسة فى تلك الجامعة أو كما اهتمّ بفعاليات الترقية والتطور للقسم اثناء رئاسته مثل التركيز على تحسين و حل أمور النشر لمجلة ” اليقظة ” و النزهة ” أو كما قام باهتمام الندوات والمؤتمرات حول الشخصيات البارزة وغيرها و نتمنى له القبول والنجاح والسداد فى ممارسته الإبداعية فى المستقبل.

المراجع و المصادر

1) شوقى ضيف عربى زبان و ادب کے ممتاز ناقد و محقق ، پروفيسر سميع أختر فلاحی، برا‌‌‍‍‍‌ؤن بک پبلیکیشنز ، نئی دہلی، 1996

2) فلسطين سازشوں کے نرغے میں ، پروفيسر سميع أختر فلاحی ، ہلال پبلیکیشنز، دودھ پور، علی گڑھ

3) عربى تنقيد نگارى : قديم و جديد رجحانات كا مطالعه ، پروفيسر سميع أختر فلاحی، علی گڑھ مسلم یونیورسٹی، 2005

4) عهد عباسى میں  علوم و فنون كا ارتقاء، پروفيسر سميع أختر فلاحی ، برا‌‌‍‍‍‌ؤن بک پبلیکیشنز ، نئی دہلی

5) عربى زبان و ادب کے عظيم محقق  علامة عبد العزيز ميمنى ، پروفيسر سميع أختر فلاحی ، شعبہ عربی علی گڑھ مسلم یونیورسٹی ، 2009

6) https ://www.amu.ac.in

7) Official website amu.ac.in ( department of Arabic)

8) حوار تحريرى شخصى

[1] www.amu.ac.in/news/2023/08/14/amu-secures-3-in…..

[2] راجع إلى : https ://www.amu.ac.in

[3] أخذت هذه المعلومات منه مباشرة

[4] Official website amu.ac.in

[5]  ” فلسطين سازشوں کے نرغے میں ، البروفيسور سميع أختر ، ص15

[6] عربى زبان و ادب کے عظيم محقق  علامة عبد العزيز ميمنى ، پروفيسر سميع أختر فلاحی ، ص 13

[7] www.amu.ac.in