عبد المتين
الأستاذ المحاضر، بقسم اللغة العربية وآدابها،
الجامعة البردوان، الهند
ملخص البحث: تعتبر المرأة محور اهتمام الشعراء الذين وصفوها على مر الزمن بأجمل وأحلى النسيب، وصورتها واضحة المعالم في الكثير من العصور، باعتبارها الملهم لعملية الإبداع الشعري الذي يشكل الإرهاصات الأولى لبناء الموهبة لدى الرجل الشاعر قد أخرجها من حدود أبعادها الجنسية. وظهور المرأة قد تعدد في حياة مطران، واختلفت تأثيراتها فيه، وإثارة الشوق إلى الكمال، ونجد أيضا أنها ظهرت بصور متنوعة ومتفاوتة الحضور، غير أن أكثر هذه الصور حضورا وتـأثيرا في نفس الشاعر هي صورة المعشوقة لتلك الفتاة الوحيدة التي ملأت كيانه الروحي وهيمنت على وجوده نتيجة لتجربته الغرامية التي عاناها منذ مقتبل العمر.
وقد حفلت صورة المرأة في أعمال الشاعر خليل مطران بصور متعددة مثل: الأم حضن الشاعر الأول، وصورة الجسد التي فتنه في كل لقاء، وصورة المرأة الأدبية التي أعجب بشخصياتها وأعمالها، وصورة المرأة المحسنة التي آوت الفقراء والمساكين، والمرأة المناضلة التي ذادت عن وطننها الأخطار والمصائب، والمرأة الخاطئة التي تباع وتشترى بثمن بخس، فقد رأي الشاعر إلى هذه المرأة بكل احترام، ودعا إلى رفع شأنها في المجتمع العربي لأنها تشكل نصفه.
الكلمات الدالة: قضية المرأة، خليل مطران، صورة المرأة، الشعر العربي، تحرير المرأة، تعليم المرأة.
التمهيد: احتل موضوع المرأة حيزا كبيرا في فكر الأمم القديم والحديث، ولا غرابة في ذلك، فالمرأة هي الدعامة الثانية التي عليها حياة البشر، ويبدو أنها تعرضت للاضطهاد منذ فجر التاريخ، ولم يعترف لها بكثير من حقوقها على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به زوجة وأمّاً، ومن مشاركتها الرجل متاعبه داخل البيت وخارجه، كما أن العرب في جاهليتهم كانوا من أكثر الأمم إجحافا بحقوق المرأة، لأن الأمر عندهم لم يقف عند مجرد ظلمها وسلبها حقوقها، بل تجاوز إلى حرمانها من حقها في الحياة نفسها، وانتشر كره العرب لبناتهم حتي اشتهروا به، وعبروا عنه في أشعارهم فوئدت طفلة، وتركت زوجة إذا أنجبت بنتا، فحقوقها هضمت حتي جاء الإسلام وأعز مكانتها، ولكن بعض الأقوام بقوا على تعنتهم.
وقف الكثير من الأدباء والشعراء لنصرة المرأة فكتبت المقالات وقرضت المقاطع والمطولات للدفاع عنها ولنصرتها، أما خليل مطران فقد وقف بحزم وقوة لنصرة المرأة فدعا إلى تعليمها نزولها سوق العمل وإعطائها حق اختيار الزوج وعدم إلزامها بالحجاب والسفور، بل إنه كان ينادي بالحرية التامة للمرأة بالخروج والتزين والسفور، خاصة أن مذهبه الديني لم يتشدد في هذه الأمور، فنجده جالس الحبيبة والأدبيات والأميرات والكثير من النساء المتحجبات والسافرات، ودعا إلى إعادة النظر في حقوقها والدفاع عن قضاياها علّها تخرج من قيود التخلف والجهل.
نبذة عن حياة الشاعر: يعتبر الشاعر الكبير مطران خليل مطران أحد أفراد الثالوث العملاق في عالم الشعر الحديث، إلى جانب الشاعرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وهو شاعر لبناني شهير لُقّب بشاعر القطرين، ولقب بعد وفاتهما بشاعر الأقطار العربية. كان مطران واحدًا من رواد المدرسة الكلاسيكية الجديدة في الشعر العربي والذي دعا إلى التجدد في الشعر والابتعاد عن النمطية في الموضوعات التي تتناولها القصيدة مع الالتزام بالقواعد اللغوية نفسها.
مولده ودراسته: ولد الشاعر خليل مطران عام 1872م في بعلبك بلبنان لأب مسيحي كاثوليكي، وأم فلسطينية، هاجر أبوها إلى لبنان فرارا من اضطهاد الحاكم العثماني له في بلده، ولها أثر كبير في توجيهه نحو الأدب والشعر حيث كانت والدتها شاعرة، فورث عنها هذه الصفة[1] .
تلقى مبادئ الكتابة وأصول الحساب في مدرسة ابتدائية بزحلة، ثم واصل تعلمه بالمدرسة البطريريكية للروم الكاثوليك ببيروت، ومكث فيها حتى السابعة عشرة من عمره، حيث نهل فيها اللغة العربية على يد أديب عصره ابراهيم اليازجي[2]، فاكتسب بذلك ثقافة عربية ممتازة . وفي هذه المدرسة أيضا استطاع أن ينهل من اللغة الفرنسية، ويكتسب فنونها وأساليبها، فجمع بين الثقافتين ( العربية والفرنسية )، الشيء الذي نمّى من مواهبه، واستلفت الأنظار إليه، وخاصة عندما بدأ ينظم الأشعار ضد العثمانيين المتسلطين على حكم بلاده، مما جعله يحرز شهرة رجل ثورة يعمل على مقاومة الظلم والاستبداد .
أسلوبه الشعري: عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، وكما يعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضاً من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
و يتصف مطران بصحة الفكرة ووحدة القصيدة وصدق النظرة والثقافة الشاملة بصياغة بديعة وشعور صادق، وخيال جامع وجمال فني في الأداء، مع لذة عقلية وغذاء في الفكرة والعاطفة والنفس فهو شاعر مجدد، انه شاعر الفئة المثقفة من المجتمع شاعر الأدباء والعلماء شاعر الطبقة المفكرة في المجتمع. كان يهتم بالفكرة أكثر من اهتمامه بالتركيب. ومطران بالشعر الحديث كأبي تمام في الشعر القديم. كان مطران يريد أن يكون شعرنا مرآة صادقة لعصرنا في مختلف أنواع رقية، يريد أن يتغير شعرنا مع بقائه شرقيا ومع بقائه عربياً[3] وأنت اذ تقرأ شعره مدحا وغزلا ووصفا وتفجعا وغير ذلك تلمس فيه فلسفة الرضا غالبة على سياقه متفشية في روحه حتى ليخيل اليك أنه أدرك جميع حقائق الحياة فاستوى عنده حلوها ومرها وصفوها وكدرها. وكان لمطران رسالة تدفعه الى السمو بالانسانية الى أرفع مكان تستأهله بحيث لا يكون لها من هدف الا الحرية والعدل وتأمين الخائف واطعام الساغب ورد ظلامة المظلوم. ويرى مطران أن الشاعر ليست وظيفته أن يكون نظاما لغويا أو مرتلا بين المرتلين الانتهازيين بل عليه أن يكون بين زعماء الفكر ورسل الوجدان ودعاة الاصلاح وأعلام الايمان لجيلهم ولما بعد جيلهم. وانه يجمع بين كل القيم التي تؤهله للزعامة الروحية والعقلية والتي تزاوج ما بين أحلام الشاعر وحكمة الفيلسوف الواقعي.
أغراضه الشعرية: على الرغم من محاكاة مطران في بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء، لكنه ما لبث أن أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الفرنسية، فكما عني شوقي بالموسيقى وحافظ باللفظ الرنان، عنى مطران بالخيال، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم.
شهدت حياة مطران العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف برقة مشاعره وإحساسه العالي وهو الأمر الذي انعكس على قصائده، والتي تميزت بنزعة إنسانية، وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير منه، كما عني في شعره بالوصف، وقدم القصائد الرومانسية، من أبيات الشعر الرومانسية التي قالها عندما سئل عن محبوبته قال:[4]
يَا مُنَى الْقَلْبِ وَنُورَ العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي وَسُـعَادِي مَنْ ظَنَنْتِ
تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ
اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويري والذي تمكن من استخدامه للتعبير عن التاريخ والحياة الاجتماعية العادية التي يعيشها الناس،[5] فاستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر عن غيره فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخاص مراعياً جميع أجزاء القصة.
تفوق مطران على كل من حافظ ابراهيم وأحمد شوقي في قصائده الاجتماعية والتي تناول فيها العديد من المواضيع، محارباً فيها الفساد الاجتماعي والخلقي. وقد كان لمطران الاهتمام الأكثر في كتابة الشعر القصصي دون غيره من الشعراء. فشاعريته فتحت لنا آفاقا جديدة في عالم الشعر العربي. حيث كان الشعر لديه متنفسا للتعبير عن أحاسيسه الانسانية وعاطفته الجياشة لبنى الانسان.
نشاطه الأدبي: كان مطران صاحب حس وطني فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء “المجلة المصرية” ومن بعدها جريدة “الجوانب المصرية” اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب. وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كناب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908م، عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر. ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين.
أعماله الأدبية: كانت أشهر مؤلفات خليل مطران الشعرية منها والأدبية : “أقوال الجرائد” وهي مختارات من أقوال مطران والتي جمعت من قبل بشارة تقلا باشا. التاريخ العام والذي كتبه ضمن ستة أجزاء. مرآة الأيام في ملخص التاريخ العاموألفه ضمن أربعة أجزاء. ديوان الخليل الذي كتبه ضمن أربعة أجزاء والذي بدأ بإصداره عام 1908 ولكن لم تصدر جميع أزائه إلا في العام 1949 أي بعد رحيل مطران بما يقارب العام. كتاب الفلاح الذي تحدث فيه عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للفلاحين. الموجز في علم الاقتصاد والذي ترجمه بالاشتراك مع حافظ ابراهيم ضمن خمسة أجزاء. في رصيد خليل مطران مايقارب ألف قصيدة شعرية ومن بينها: قصيدة “فتاة الجبل”، قصيدة “حي الأميرة ربة النسب”، قصيدة “اليوم يوم مصارع الشهداء”، قصيدة “المساء”، قصيدة “الأسد الباكي”، قصيدة “المنتحر” وغيرها.
إنجازاته: بعد أن أنهى خليل مطران دراسته في المدرسة البطريركية ونال فيها قدرًا كبيرًا من علوم اللغة العربية، بدأ بنظم القصائد الشعرية وكانت معظمها موجهة ضد الاحتلال العثماني وممارساته القمعية، الأمر الذي عرض حياته للخطر عدة مرات. هاجر إثر ذلك إلى فرنسا عام 1890 واستقر في باريس وعمل على دراسة الآدب الفرنسي.وخلال تواجد هناك حصل اتصال بينه وبين حزب “تركيا الفتاة” التي ضمت رجال الحركة الوطنية التركية، وإلى جانب ذلك تعلمه اللغة والأدب الاسباني.
ذهب خليل مطران بعدها إلى مصر ليحضر جنازة واحد من مدرسيه في المدرسة البطريركية، وكان مؤسس جريدة الأهرام المصرية وقام بإلقاء قصيدة رئاء له عقب جنازته؛ فعرض على خليل مطران الانضمام إلى جريدة الأهرام وأن يعمل محررًا فيها. استمر مطران بالعمل في لصالح هذه الجريدة لمدة ثمانية أعوام عبر من خلالها على مقدرة أدبية وشعرية كبيرة، وأصبح واحدًا من وجوه الصحافة المصرية. وفي العام 1900 وعقب انفصال خليل مطران عن جريدة الأهرام، قام بتأسيس جريدة نصف شهرية اسمها “المجلة المصرية”، وأصدر بعدها جريدة “مجلة النوائب” [6]التي كانت تصدر بشكل يومي في العام 1902.
في العام 1904 ترك مطران العمل الصحافي وعمل في التجارة وخسر ثروته مما اضطره للعمل سكرتيرًا مساعدًا في الجمعية الزراعية المصرية. وفي العام 1938 وتقديرًا لجهود خليل مطران الأدبية تم تعيينه كمدير للفرقة القومية المسرحية[7]، وخلال توليه هذا المنصب قام بالعديد من الخدمات للمسرح المصري وقدم العديد من الترجمات لنصوص مسرحية إلى اللغة العربية كمسرحية “عطيل”، ومسرحية “هاملت”، ومسرحية “تاجر البندقية”، والتي كانت جميعها للكاتب العالمي شكسبير.
يعتبر خليل مطران واحدًا من رواد المدرسة الكلاسيكية في الشعر الحديث. فتميزت أشعره بالحداثة في الموضوعات مع محافظته على النمط العمودي لشكل القصيدة، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري في قصائده.
شاعريته: الخليل كاتب كبير وشاعرملهم وصحفي قدير. شع اسمه في سماء مصر ولبنان وفي كل مكان وأصبح يتمتع فيها باحترام الخاص والعام. الى حد يفوق التصور. ويمد شاعريته ثقافة واسعة يغلب عليها عنصر التأمل والتفكير والنظر. وهو شاعر مجدد فهو شاعر العقل والشعور معا يأتيك بالأفكار والخواطر متسلسلة مطردة والخيال متسقا. أدخل في الشعر العربي “الشعر القصصي والتصويري” وبرع بالخيال الشعري المجنح والصور البارعة.
شاعر الوجدان: وهو شاعر الوجدان الذي يغمره جو من اللطف والحنان والهدوء لعب الحب في حياته دورا كبيرا تتبع معانيه وحلل عناصره وتتبع خطواته خطوة خطوة. كما لعب الألم في نفسه دورا كبيرا أسبابه ظلم وطغيان يضيقان الخناق. وبعد عن الأهل وحنين الى الوطن. وخسارة مالية ومصائب حلت بنفسه الشفاقة واحساس عميق مع مسحة من التشاؤم تلف شعره. قال من قصيدته “المساء” عام 1902م. يصف داءه: متفرد بصبابتي متفرد بكآبتي متفرد بعنائي ثاو على صخر أصم وليت لي قلبا ً كهذي الصخرة الصماء ينتا بها موج كموج مكارهي ويفتها كالسقم في أعضائي وقد يتحول الحزن عنده الى بركان هائل. قال من قصيدة الأسد الباكي اثر اعتسكافه في بيته. دعوتك استشفي اليك فوافني على غير علم منك أنك لي آس فان ترني، والحزن ملء جوانحي أداريه، فليغررك بشري وايناسي وكم في فؤادي من جراح ثخينة يحجبها برداي عن أعين الناس.
شاعر التاريخ والاجتماع: نجد عند مطران شعرا تاريخيا واجتماعيا الى جانب شعره الوجداني. فيهما من روعة الوصف وحسن التعليل ما في شعره الوجداني أيضا ً. قال في قانون المطبوعات الجائر: شردوا أخيارها بحرا وبرا واقتلوا أحرار ها حرا فحرا انما الصالح يبقى صالحا آخر الدهر ويبقى الشر شرا كسروا الأقلام هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا؟ ونلاحظ التغني بالحرية في شعر مطران فهو يحمل على الملوك المستبدين ويطالب بحكام من العرب كالحكام الأولين الذين ساروا في الناس سيرة عادلة. قال من قصيدة مقتل “بزرجمهر” يمثل طغيان الملوك، وان طغيان الملوك ما هو الا نتيجة جهل الشعب: سجدوا لكسرى اذ بدا اجلالا كسجودهم للشمس اذ تتلالا هم حكموه فاستبد تحكما وهم أرادوا أن يصول فصالا والجهل داء قد تقادم عهده في العالمين ولا يزال عضالا عباد “كسرى” ما نحيه نفوسكم ورقابكم والعرض والأموالا تستقبلون نعاله بوجوهكم وتعفرون أذلة أوكالا (الأوكال: العجز) فخليل مطران ينشد البطولة في الشعب واثارة الوعي وشيوع العدل والانتقاضة على الظلم والاستبداد.
- من قصائده التاريخية[8]: نذكر قصيدة “بزرغمهر”
سَجَدُوا لِكِسْرَى إِذْ بَدَا إِجْلاَلاَ كَسُجُودِهِمْ لِلشَّمْسِ إِذْ تَتَلاَلاَ
يَا أُمَّةَ الْفُرْسِ الْعَرِيقَةَ فِي الْعُلَى مَاذَا أَحَالَ بِكِ الأسُوُدَ سِخَالاَ
كنْتُمْ كِبَاراً فِي الْحُرُوبِ أَعِزَّةً وَالْيوْمَ بِتُّمْ صَاغِرِينَ ضِئَالاَ
عُبَّاد كِسْرَى مانِحِيهِ نُفُوسَكُمْ وَرِقَابَكُمْ وَالعِرْضَ وَالأَمْوَالاَ
تَسْتَقْبِلُونَ نِعَالَهُ بِوُجَوهِكُمْ وَتُعَفِّرُونَ أَذِلَّةً أَوْكَالاَ
أَلتِّبْرُ كِسْرَى وَحْدَهَ فِي فَارِسٍ وَيَعُدُّ أُمَّةَ فَارِسٍ أَرْذَالاَ
شَرُّ الْعِيَالِ عَلَيْهِمُ وَأَعَقُّهُمْ لَهُمُ وَيَزَعُمُهمْ عَلَيْهِ عِيَالاَ
إِنْ يُؤْتِهِمْ فَضلاً يَمُنَّ وِإِنْ يَرُمْ ثَأَراً يُبِدْهُمْ بِالْعَدُوِّ قِتَالاَ
شاعر الوصف: ومطران شاعر الوصف فهو وصاف ماهر من الطبقة الأولى يشمل وصفه المعنويات والماديات يعبر عن أدق التفاصيل والجزئيات. يعتمد على الترتيب والتحليل والتمثيل والتشبيه والتجريد وكل ما من شأنه أن يجسم الموصوف ويحييه ويجعله ينطق. قال يصف آثار بعلبك: هم فجر الحياة بالادبار فاذا مر فهي في الآثار ايه ! آثار” بعلبك” سلام بعد طول النوى وبعد المزار خرب حارت البرية فيها فتنة السامعين والنظار معجزات من البناء كبار لأناس ملء الزمان كبار وقال يصف حريق روما من ملحمته الكبيرة “نيرون” محللا نفسية نيرون طاغية روما القديمة: فاز” نيرون” بأقصى ما اشتهى محرقا “روما” ليستبدع فكرا شبت النار بها ليلا وقد رقدت أمتها وسنى وسكرى جمعت أقسام “روما” كلها في جحيم تصهر الأجسام صهرا.
صورة المرأة في أعماله:
المرأة الأم: لعبت الأم دورا كبيرا في حياة الإنسان، وأما الشاعر خليل مطران فنرى حضور الأم في شعره قليلا وقلما يذكر، فقد سافر إلى الكثير من الدول الغربية وأدرك التقدم والازدهار فيها، وأيقن أنه لم يتم ورقي في أي أمة إلا بوجود جيل واع ينهض بها، وأيضاً أدرك أن هذا الجيل لا يأتي إلا من أم صالحة واعية متعلمة تنشئ أبناءها خير تنشئة، وهو يربط في إحدى قصائده مصير الأمه بالأمهات، فأم الجاهلة لديه آفة على المجتمع وهي التي تطلخ أفكار بنيها بالفكر الواهم الغاشم، وهي التي تدل الحصون وتبني السجون فإذا أخطأها من العلم والأدب وأصبح نسلها مربحا للأعداء ومطمعا سهلا لهم، وها هو يقون[9]:
وما أم جهل على برّها سوى آفة الحكم والحاكم
تزيغ خلائق أبنائها بما زاغ من فكرها الواهم
تدك الحصون التبني السجون وتفسح للسالب الغانم
وبهذا الصدد يثني الشاعر على إحدى الأمهات الصالحة والمتميزة في مجتمعها، فأم الجاهلة الغير متعلمة لا وجود لها عند الشاعر، لأنها دمار للمجتمع والأمة أشار آنفا، وهو يثني على إحدى الأمهات اللواتي أنجبن خير الأولاد فهي نعم الأم ونعم الزوجة، ومن هؤلاء النساء السيدة عفيفة، يقول[10]:
غادة بل قلادة من معان جمعت من فريدة زهراء
نعمت الأم أنجبت خيرة الأو لاد للبرّ والندى والوفاء
نعمت الزوج عفة وولاء للقرين الحر الصدوق الولاء
ويرسم لنا الشاعر صورة الأم الحنونة التي تحفظ ابنتها بعينيها، فعين هذه الأم مرآة صافية خالية من الزيف تتمرّى عليها ابنتها، وكأنه يريد القول: إن كل فتاة هي صورة مماثلة لأمها فبدنوها من أمها يجلو عنها الهم والغم، وهو يقول[11]:
جلست تقابل أمها وكأنما كلتاهما جلست قبالة رسمها
لكن عاصفة أغارت فجأة بالهوج من لدد الرياح وقتمها
فدنت تحاذي أمها وتناظرت وعيونها وجلت سحابة همها
وكذا الفتاة إذا ابتلعت مرآتها فتعذرت نظرت بعيني أمها
وأيضاً تظهر صورة الأم عند الشاعر مطران بمنحى آخر، فهي الوطن الذي ينجب الأولاد الصالحين المدافعين لأجلها، كالأم الحقيقة فها هي تهدي أغلى أبنائها السلام وتدعوهم إلى الصلاح والحفاظ عليها، وخير أولادها من يحافظ عليها ويصونها من أي مصيبة، وهو يبين[12]:
مصر تهدي إلى بنيها السلاما وهي تدعو إلى الحفاظ الطراما
خير أولادها لديها مقاما من رعى عهدها وصان الذمام
حين ألقت بينها الزمام
المرأة الحبيبة: إذا كانت المرأة لدى الشاعر الخليل مطران هي الفكرة الملهمة، يقطف من سحرها ثمار شعره، وينهل من بحرها نتاج فنه، فهي كذلك سبب لعذابه وأساه، فهي في عالمه الشعري بين مدّ وجزر، شأنه شأن كل الإنسان يعيش الوجود بتناقضاته، فيعيش الفرح كما يعيش الحزن ويجني الورد كما يجني الشوك. قاسي مطران تجربته الحب منذ نعومة أظفاره، فسرى أثرها حتي الكهولة فأصبح الحب يحتل ثلاثة أرباع ديوان شعره، فإذا كان شعره مظهر حياته الشعورية فإن الحب ثلاثة أرباع حياته، والمتأمل في شعره يجد الكثير من قصائد الحب والغزل في هذه الحبيبة، فقد تكونت صورة الحبيبة في خياله منذ الصغر عندما سحرته تلك الحسناء التي زارت إحدى قريباته فذهبت معه للتنزه في الرياض، وقد ملكت عليه عقله، وبعد مرور السنين على ذكريات هذا الحب الساذج الطفولي يتذكر أيام الصبا والغرام مع هذه الحسناء عند رؤيته لها في إحدى المناسبات، فيتذكر بالطفولة البريئة بين أحضان زحلة في الحقول والبساتين، ها هو ذا يقول[13]:
هل تذكرين نحن طفلان عهدا بزحلة ذكره غنم
هل تذكرين بلاءنا الحسناء حين اقتطاف أطيب العنب
المرأة الحقيقية التي كرس الشاعر حبه لأجلها هي تلك الحسناء الفاتنة التي تعرف عليها ربيع عام 1897م، في إحدى منتزهات القاهرة، “إن أول المعرفة كان اجتماعا في حديقة فأتت نحلة تلسعها وجنتها فتألمت واشتكت[14]“، هذه النحلة التي غيّرت حياته كلها وحعلت بقية عمرها حبا وشعرا.
إن الشاعر خليل مطران قسّم قصة حبه إلى فصلين الفصل الأول: سعادة الحب، وقد وصف من خلاله بداية حبه ولقاءاته بها وأيام سعادته معها، أما الفصل الثاني: شقاء الحب، وقد عبر من خلاله عن شقائه في الحب وتعاسته بعد فراق المحبوبة مغادرة عالمنا إلى العالم الآخر، أما في القسم الثالث بعد وفاة المحبوبة، وهو الذكريات والآلام ففي بداية كل سنة سطر لها عيون القصائد.
المرأة المحسنة: وقفت الكثير من نساء مصر في عصر النهضة إلى جانب المحتاجين والفقراء والجمعيات الخيرية، حتي غدا لهن حضورا شعبيا واسعا في المجتمع العربي، فقد أثنى شاعرنا على هؤلاء النساء المحسنات، وأشاد بأفعالهن الخيرية التي بها أنقذ الكثير من المحتاجين والمنكوين في الحروب، حتي ظهرت المرأة المحسنة بأجمل صورة وأبهاها في شعره. حيث يقول[15]:
وكافأ الحمد (أم المحسنين) بما أولت فأغلت، فراع العرب والعجما
هي المروءة تعطي وألوفاء يفى ورسمها السعد محجوباومبتسما
يمدح الشاعر بهذه الأبيات المرأة المحسنة الفاضلة أمينة هانم شعراوي زوجة الخديوي توفيق، نالت هذه الأميرة رضا الشعوب كلها بأعمال الخير التي قدمتها، فهي من أوائل النساء في الدعوة إلى تعليم المرأة، فعملت على بناء الكثير من مدارس البنين والبنات.
ويشيد أيضا خليل مطران بمحسنة أخرى السيدة أرملة المرحوم سمعان صيدناوي، تلك المرأة التي عم سخاؤها القاصي والداني من اليتامى والأيامي والضعفاء الذين تقطعت بهم السبل والطلبة العلم، يقول الشاعر عنها[16]:
أسف أن يغيب القبر روحا ملكيا وطلعة زهراء
أين ذاك السخاء يكفي اليتامى والأيامي وينصر الضعفاء
عرفتها معاهد العلم والآدا ب والبر لا تمل عطاء
أشاد الشاعر من أفعال تلك المحسنات اللواتي غمرن المجتمع بالخير الوفير، فأما المحسنة النادرة كما يشير شقيقة سسيل صيدناوي، فيثني على أفعالها في خدمة الجمعيات الخيرية وإنقاذ الجياع المتشردين، ومن أعمالها الفريدة في خدمة مجتمعها. وينشد الشاعر عنها قائلاً[17]:
كم خدمة في كل جمعية للخير لا تألو ولا تفتر
وتجود هذه المحسنة بكل مالها، فقد نذرت نفسها أيضاً لمداواة المرضى والجرحى فلمساتها الشافية لا تبخل بها عن أحد.
ومن بيان هذا نرى أن الشاعر خليل مطران قد أفاق أقرانه في الثناء على هؤلاء المحسنات، فخلد في كلماته الرائعة مناقب محسنات مصر، وأراد أن يبين للعالم أن المرأة العربية خاصة المصرية قد فاقت جميع نساء العالم في العطف والإحساس على الضعفاء والمساكين وفي النهوض بالمرأة العربية أعالي القمم ومن خلال شعره ذكر جميع الأعمال الخيرية التي أنجزت في عهدهن حتي أنها فاقت الرجال في الكثير من الأمور.
المرأة الأدبية: بدأت الحركة النسائية في الانتشار في عصر الهضة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر لتكون في شتى الأقطار العربية وأصبح الأدب النسائي محط أنظار الطثير من الدارسين فبزغ في هذا الزمن الكثير من الأدبيات المشهورات اللواتي سطرن لهن من النجاح طريقاً يهتدي به الكثير من غيرهن من النساء. ولم يقف الشاعر خليل مطران مكتوف اليدين بل اعجب بهؤلاء الأدبيات بالكثير منهن خاصة اللواتي سطعن في ذلك العصر، حتي غدا للمرأة الأدبية الواعية مكانا لا بأس فيه في شعر مطران، فبكى ورثى وتغزل وهنا الكثير منهن كمي زيادة ومريانا المراش، وباحثة البادية، حتي أنه يكتب إلى إحدى الأدبيات ويتغزل بها ويثني على أعمالها في قصيدته (إلى أدبية جميلة) فيعجب بكل شئي في هذه الأدبية بجمال الوجه والقد والعقل المبدع صاحب الأفكار النيرة في إبداع الخواطر والقريض والتعامل الجميل مع من حولها بكل لطف واحترام، فالمرأة الأدبية لدى مطران فرضت لنفسها مكانا واسعا في المجتمع العربي رغم أنوف المغرضين، ها هو يقول:
فاتني من جمالها الوجه طلقا لا يباهى والقد لدنا رشيقا
فاتني عقلها الذي يبدع الخا طر روحا وهيكلا وعروقا
فاتني لطفها الذي ينعش الوجـ ــد ولو شاء أنعش التوفيقا[18]
وأنه أيضا يصف منهاج إحدى الأدبيات في طريقة كتابتها اليومية، لتسير على خطاها الأخريات في النقد على الأحكام بعدل وشفافية ونزاهة واختيار الألفاظ الحافلة بالكثير من المعاني. وهو يقول:
تكتب يومياتها عادله ناقدة في حكمها عادله
تصف الناس على خبرة حتى تراهم صورا ماثلة
وتصف الأحوال مشهودة كأنها المرسمة الناقلة[19]
وقرض شاعرنا الشعر عن الأدبية مي زيادة التي تبغي من الحياة سوى الإصلاح في كافة مناحي الحياة والنهوض بالمجتمع إلى أعالي الرقي، وعانت الكثير فس هذا الدرب الشديد الوعورة لنشر الخير والسعادة إلى جيلها في نصرة العلم ودحض الجهل ونشر العدل ورعاية الضعفاء والمساكين.
تبتغين الصلاح من كل وجه وتعانين شقوة المصلحينا
وحي قلب يفيض بالحب للخي ر ويهدي إليه من يهتدونا
ينصر العقل يكشف الجهل يوحي العدل يرعى الضعيف والمسكينا[20]
ويذطر مطران عن الدور الذي قامت به الدبية باحثة البادية في خدمة العلم والمجتمع، فجدير بشاعرنا أن يحي ذكراها كل عام بالثناء والمدح، فقد عملت المثتحيل لإدراك النجاح لهذه الأمة من خلال نا قدمته من نتاج أدبي وسعي دؤوب في إخراج المراة من وضعها الشيء التي تعيش فيه، لكن تنسى مصر هذه المرأة التي تركت فيها آثارا ضخما، وهو يبين:
يا آية العصر حقيق بنا تجديد ذكراك على الدهر
جاهدت لكن النجاح الذي أدركتِه أغلى من النصر
بدت تباشير الحياة التي جدت فحيّي طلعة الفجر[21]
المرأة الخاطئة: شاع الفقر والفساد في الكثير من المجتمعات العربية، والأحرى المجتمع المصري في عصر النهضة، فأدى هذا إلى نشوز الكثير من النساء، وخروجهن على العادات، والتقاليد الإسلامية المعروفة، فمنهن من ذهب ضحية فقر ومال، منهن من ذهبت ضحية لحب مزيف ندمت عليه طوال العمر وكان الموت خلاصا لهذا الألم، ومن هنا وظف الشاعر خليل مطران بالكثير من قصصه الشعرية في ديوانه يبين من خلالها صورة المرأة الخاطئة ومدى الذنب الذي اقترفته مقابل ثمن بخس. وقال في قصيدته (صفقة خاسرة) التي تناول فيها قصة إحدى الفتيات الفقيرات التي غرر بها على عرضها، فقد باعت جمالها وعرضها بمال زهيد.
يا ليتها في سبيل الـــ ـــعفاف ماتت طعينا
إذن لزفت عزيزا على الورى أن تبينا
باعت جمال بمال وكان بيعا غبينا[22]
ولم ينس الشاعر تلك الوحوش التي تتربص بهذه الفقيرات البائسات، فيغدقون في إعطاء المال والضحك واللعب بمشاعرهن، فتلك الوحوش خاوية الإحساس لا يهمها سوى إشباع الرغبات، وها هو يقول:
رآها فتى خال فملك حسنها قياد الهوى في قلبه المتوزع
غنيا على البذل الكثير موطأ كنف العلياء في كل مفرع
فسام إليها عرضها سوم مشتر وأغلى لها مهر الشباب المضيع[23]
وقد أشار الشاعر إلى ظاهرة جديدة أتى بها الاستعمار، وهي نزول المرأة إلى الشواطئ للسباحة والاستجامام، فتلك النساء من الخاطئات اللواتي يصبن قلب أي شخص يراهن باسهام الخواطئ، وكأنه يريد أن يشير إلى مدى الفساد الذي وصل إليه المجتمع المصري بنزول المستعمر وبث سمومه.
آنسات الشواطئ يا لها من خواطئ
قد أصابت قلوبنا بظن جميل مثله أو بأمثل[24]
وهو يتلوع في إحدى قصائده ألما وحزنا على إحدى الفتيات، فقد أهمل المجتمع هذه الفتاة بسبب والدتها الفاسدة التي كانت تعمل بالحانات، فيأسى الشاعر على هذه الفتاة الجميلة التي تلاق العناية من المجتمع والدولة، يقول:
هذه فتاة حالها أزهى وأفطر للمرائر
هي بضعة لشقية زلاء ما كانت بعاقر
في مشيها وشحوبها سيما لتربية العواهر[25]
استنتاج البحث: وفي الإختتما يمكننا أن نقول إن الشاعر خليل مطران كان يعتز ويفتخر بالمرأة الصالحة التي تميزت بين قومها في الجرأة والشخصية المثالية والتعليم، ودعا إلى ضرورة صلاح المرأة وتحررها للنزول بها إلى المجتمع لتناهض الرجل في جميع أعماله. وأيضا دعا إلى تعليمها منذ الصغر حتي الكبر، وأنه أدرك بعد زيارته العديد من الدول الغربية المتقدمة بأن صلاح الأمم لا يأتي إلا من جيل واعٍ ينهض به، وأيقن تماما أن هذا الجيل لا يأتي إلا من أمة صالحة متعلمة ومتحررة ولهذا دعا إلى ذلك. أما معالم صورة المرأة في شعره فقد ظهرت بنسب متفاوتة فكان أكثرها المرأة الحبيبة وأقلها الأم، ويعود ذلك إلى سيطرة الروح الغزلية على الشاعر وحبه لهذه المحبوبة حبا جما وصادقا مخلصا أبد الدهر.
هوامش المقال
[1] الدكتور شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، دار المعارف، القاهرة، ط 10، ص 121.
[2] المرجع نفسه.
[3] المرجع نفسه، ص124.
[4] www.diwandb.com تاريخ الدخول، 25/ 05/2022
[5] الدكتور شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، دار المعارف، القاهرة، ط 10، ص 127.
[6] المرجع نفسه، ص 122.
[7] المرجع نفسه،
[8] www.poetsgate.com تاريخ الدخول، 28/05/2022
[9] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 3.
[10] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 314.
[11] خليل مطران، ديوانه، ج3، ص 212، نسخة مارون عبود.
[12] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 23.
[13] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 135.
[14] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 185.
[15] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 68.
[16] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 105.
[17] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 217.
[18] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 48.
[19] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 48.
[20] خليل مطران، ديوانه، ج4، ص 309.
[21] المرجع نفسه، ص 280.
[22] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 127.
[23] خليل مطران، ديوانه، ج1، ص 108.
[24] خليل مطران، ديوانه، ج2، ص 219، نسخة مارون عبود.
[25] خليل مطران، ديوانه، ج3، ص 245.
قائمة المراجع والمصادر:
- أبو عمشة، عادل، قضايا المرأة في الشعر العربي الحديث في مصر، ط1، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1987م.
- إسماعيل عز الدين، الشعر العربي المعاصر، دار الكتب العربي، القاهرة، مصر ط3، 1978م.
- بوعلى ياسين، حقوق المرأة في الكتابة العربية منذ عصر النهضة، دار الطليعة الجديدة، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى، 1998م.
- جاماتي حبيب، خليل مطران الإنسان، مجلة المقتطف، 1964م، عدد 32.
- جحا ميشيل، خليل مطران باكورة التجديد في الشعر الحديث، دار المسيرة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1981م.
- الجهيم صياح، خليل مطران الشاعر، دراسة نقدية عربية، وزارة الثقافة، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى، 1990م.
- الحاوي، إيليا، خليل مطران طليعة الشعراء المحدثين، ط1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 1978م.
- الحاوي، إيليا، فن الوصف وتطوره في الشعر العربي، ط 1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 1967م.
- حمود محمد، خليل مطران رائد الجدة في الشعر العربي المعاصر، ط1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 2003م.
- الرافعي، إبراهيم، شعراء الوطنية في مصر، ط 3، دار المعارف، القاهرة، مصر، 1954م.
- شرارة، عبد اللطيف، خليل مطران دراسة تحليلية، ط1، دار صادر، بيروت، لبنان، 1964م.
- شيخو، لويس، تاريخ الأدب العربي، ط1، ج2، منشورات دار المشرق، بيروت، لبنان، 1925م.
- ضيف، شوقي، الأدب العربي في مصر، ط1، دار المعارف، القاهرة، مصر، 1961م.
- عطوي، فوزي، خليل مطران “شاعر اٌطار العربي”، ط2، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1989م.
- عويضة، كامل محمد، خليل مطران شاعر القطرين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1994م.
- الكبير، حسن أحمد، تطور القصيدة العربية في الشعر الحديث، ط1، دار الفكر العربي، د.ت.
- محمود،خيرت، المرأة بين الماضي والحاضر، ط1، مطبعة شمس، القاهرة، مصر، 1982م.
- منصور، سعيد، التجديد في شعر خليل مطران، ط1، الهيئة المصرية العامة للنشر، القاهرة، مصر، 1970م.