Main Menu

سيد قطب في حديقة شعره

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية ،كولكاتا – الهند

الملخص:

كان سيد قطب أديبا وشاعرا قبل أن يكون مفكرا إسلاميا، ولكنه اشتهر كمفسر للقرآن الكريم، ولم يعرف كثير من الباحثين أنه كان شاعرا موهوبا، بدأ حياته الأدبية والفكرية بنظم القصائد،غاص في أعمال النفس البشري وأخرج من عشرات القصائد التي تنم عن نفس رقيقة شاعرة، تغرض قصائده إلى اكتشاف الإيمان والعفاف في كلمات حساسية معبرة وفي آساليب مؤثرة. تميز سيد قطب بوضع نظيرة خاصة متكاملةحول آفاق التصوير وخصائصه في بناء نظريته على خياله الواسع وذوقه المرهف احساسه العميق ووجدانه النقدي وشاعريته الخصبة وثقافته الواسعة. تهدف هذه الدراسة إلى بيان تراثه الشعري والقاء الضوء على أهم الموقومات والخصائص التي تكون النسيج الشعري لسيد قطب أخذا بنظر الإعتبار أن ممارسته في مجال الشعر ما زال مجهولا عند الباحثين والدارسين في الأدب العربي الحديث.

 الكلمات الافتتاحية: سيد قطب، الشعر العربي، الحنين إلى الماضي، النزعة الرومانسية، القضايا الاجتماعية،

 المدخل:

سيد قطب الذي طبق صيته في الآفاق وتجاوز شهرته حدود الزمان والمكان، ولم يمض وقت طويل حتى رسخت مكانته كأحد أكبر المفكرين في العالم الإسلامي. واليوم لا يوجد مثقف عربي من لا يعرف سيد قطب وإسهامه في إثراء الفكر الإسلامي.

 لقد مارس سيد قطب نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته إذ مال إلى الشعر والأدب منذ صغره وتعرف على أخبار العرب وحفظ نماذج من أشعارهم وهوكان طالبا في المدسة، وحينما انتقل إلى القاهرة والتحق بمدسة دار العلوم أرهف ذوقه الشعره بسبب ازدهار الحياة الثقافية والأدبية بحيث صار الحيث في الشعر والأدب حديثة الأوساط الثقافية والأدبية. مال إلى التجديد في شعره وتأثر بمدرسة الديوان كما تأثر بشخصية العقاد، ثم تعرف على الشعر الوجداني وتأثر بمدرسة أبولو. لقد تناول سيد قطب في شعره قضايا مختلفة وأعرب عما اختلج في نفسه بالحياة والناس والكون كما تناول قضية المرأة والقضايا الاجتماعية والوطنية.

الدراسات السابقة:

  قد حظي سيد قطب ونتاجه الفكري والإسلامي بدراسات كثيرة. ومن الدراسات الجادة التي قام بها الأستاذ عبد الباقي محمد حسين الذي الف كتابا “سيد قطب حياته وأدبه” تناول الأستاذ في هذا الكتاب جوانب أدب سيد قطب النثري من المقالة والنقد والقصة وركز تركيزا خاصا على شعره واهتم بسمات تجربته  وبناء قصيدته على التناص القرآني، وأغفل الاستاذ رؤيته للشعر تجاه الحياة والكون. وهناك بحث “سيد قطب وتراثه الأدبي والنقدي” لأستاذ حسن سرباز الذي ألقى الضوء على تراثه النقدي والقصصي في مجال القرآن الكريم. وهناك بحث “أصداء شعر العقاد في شعر سيد قطب” للكاتب أحمد عبد الحميد الذي ركز على بعض التشابهات بين شعر سيد قطب والعقاد. وهناك بحث “خصائص التصوير الفني في شعر سيد قطب” للكاتبين كمال أحمدغنيم وحنان أحمد غنيم. يعالج هذا البحث عن بعض الجماليات الفنية والبلاغية في شعر سيد قطب. وكل هذه البحوث لم تدرس المعالم الفنية والخصائص الشعرية في شعر سدي قطب.

ماهو الجديد في هذا البحث؟

 يتبوأ الشاعر المرموق سيد قطب منزلة سامقة في رياض الشعر العربي الحديث. قد أثبت حضوره الفاعل في طليعة الرواد الشعر العربي الذين أسسوا دعائمه وأثبتوا قوائمه وأعادوا رصانته المفقودة وردوا إليه الحياة والروح ولكن دراسة شعره لم تحظ بكثير من العناية. سيتولى هذا البحث بدراسة تجربته الشعرية وابراز القضايا الأدبية التي تناولها في شعره وتقويمهتا والكشف عما هو جديد.

المهنج في هذا البحث:

       إن المنهج الذي اعتمد الباحث في كتابة هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي متبعا حياة الشاعر الأولى والبئية التي عاشها وأثرها على فكره وشعره مع ذكر المؤثرات العامة ومقومات تجربته الشعرية والخصائص الفنية والحالات النفسية كما تعكس في شعره .

نبذة من حياته:

ولد سيد قطب إبراهيم في التاسع من أكتوبر عام 1906م في قرية “موشه” بمحافظة أسيوط في مصر، نشأ وترعرع في أسرة دينية.[1] كان لأبويه أثر كبير في نشأته وتربيته حيث تركا لمستها على كثير من جوانب شخصيته، قاما بغرس فيه الإيمان والتقوى والطهر والعفاف، كان والده رجلا صالحا ملتزما، يرتاد المساجد للصلاة, وكانت أمه محافظة على الشريعة الإسلامية. أثرت هذه التربية في نفسه وفي تكوين شخصية دينية وفكرية وأدبية. وكان سيد قطب حريصا على أداء الصلوات في المساجد وهو طفل صغير.[2]  دخل على كُتاب القرية ولكنه تركه بعد فترة والتحق بمدرسة القرية الإلزامية، ولم تمض سنوات أربع حتى حفظ القرآن الكريم، وألمّ بالكثير من الآداب المتعلقة بالحديث. بعدما أتم دراسته الأولية انتقل إلى القاهرة ليقيم مع خاله وليواصل تعليمه هناك فالتحق بكلية دار العلوم التي كانت تعد وقتها من أهم الكليات التي تتعلق بها قلوب طالبي العلم والأدب. وبعد تخرجه في كلية دار العلوم سنة 1933م.[3] عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد في عام 1950م.[4]   

كانت بدايات سيد قطب السياسية مع حزب الوفد الذي انضم إليه في شبابه وظل به حتى عام 1942م عندما تركه لينضم إلى حزب السعديين. وفي عام 1945م حدث تغيّر كبير في أفكار قطب السياسية. فنجده ينشر مقالات في مجلة الرسالة، كان يهاجم فيه جميع الأحزاب السياسية في مصر، ويدعو قادتها إلى ضرورة تعديل برامجهم لتتلاقى مع طموحات الشعب المصري.

 وبعد رجوعه من أمريكا، تعرّف قطب على حركة الضباط الأحرار، وكان من المقربين إلى جمال عبد الناصر. وبحسب ما يورده وزير الثقافة المصري الحالي حلمي النمنم في كتابه “سيد قطب وثورة يوليو”، فإن قطب كان مشاركاً في التحضير لانقلاب يوليو، وكان من الذين ساندوا الضباط الأحرار بكتاباتهم بعد قيامها. فهو أول من سمى الانقلاب بالثورة، وعارض ما أُشيع عن نية الضباط العودة إلى ثكناتهم، وكذلك طالب محمد نجيب في بعض مقالاته بالقضاء على الإقطاع وذيول الملكية والمُضي قدماً في عملية التطهير. وفي الوقت الذي كان فيه قطب مقرّباً من رجال الثورة، كانت ميوله الفكرية تقترب شيئاً فشيئاً من جماعة الإخوان المسلمين، حتى انضم إلى صفوفها بشكل رسمي عام 1953م،[5] وخاض معهم محنتهم التي بدأت منذ عام 1954م إلى عام 1966م وحوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم في عام 1966م.[6]

مسيرته الأدبية والفكرية:

مارس الكتابة الأدبية وكتابة الشعر. وكان يكتب في عدة مجلات أدبية وسياسية، منها “الرسالة”، و”اللواء الاشتراكية”. فقد ألقت علاقة قطب مع الأدب بظلالها على قطب المفكر، فسيد قطب الكاتب الإسلامي الباحث عن المجتمع النقي الأول، هو ذاته الشاعر الرومانتيكي الباحث عن التجربة الذاتية الكاشفة لكل ما هو روحي، فعلاقة قطب بالأدب مفسرة لكثير من خياراته وتوجهاته الفكرية.

 تزامن كتابة قطب لسيرته الذاتية “طفل من القرية” مع كتابيه “التصوير الفني في القرآن” و”مشاهد القيامة في القرآن” يعكس الصراع الداخلي الذي خاضه قطب في هذه المرحلة، فقد كانت معركة قطب الرئيسة هي صراعه الدائم بين المثال والواقع، في البحث عما يريد وما يجده حاصلا، وهذا ما يتضح في مساره النقدي والأدبي ومشروعه الاجتماعي والفكري على السواء. تبرز هذه المعركة بين المثال والواقع في مسيرته كشاعر وناقد كما سنبين لاحقا.

 لقد مر سيد قطب بمراحل عديدة في حياته من حيث الطفولة ثم أدب بحت في مدرسة العقاد ثم ضياع فكري ثم توجه للأدب الإسلامي إلى أن صار رائد الفكر الحركي الإسلامي وهذه المرحلة هي التي يعرف الناس اليوم بها سيد. يعتبر سيد قطب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. إن سيد قطب في تلك المرحلة الواقعة ما بين عامي 1932م و1948، لم يكن يكتفِ بالمقالات النقدية فحسب، بل أنه أيضاً قد دخل في العديد من المعارك الثقافية والأدبية مع بعض من كبار رموز الحياة الثقافية المصرية.

سيد قطب وشعره:

اتسع شعر قطب بعمق النظرة إلى مشكلات الوجود ومظاهرة الحياة والتوهج العاطفي وصدق التعبير عن النفس. كان يميل إلى استخدام الصور والظلال لأن التصوير والتخيل هو الصفة الغالبة على أسلوبه. وإن لهذه الصفة جذورا عميقة راسخة في نفسه وشعوره وأفكاره وأحساسيه. تناول سيد قطب في شعره قضايا مختلفة مثل احساس الشاعربالكون وانتمائه إلى الله ومظاهرة الحياة والكون وأحساسه بالزمن وقضية المرأة والقضايا الاجتماعية والوطنية.

في مطلع الثلاثينات قداستوت شاعرته فاخرج ديوانه الأول “الشاطي المجهول” في يناير عام 1935م. رأى سيد قطب أن الحياة هي بحر مجهول، وأنه يقف على على شاطي ذلك البحر المجهول. لذا سمى ديوانه الأول الشاطي المجهول”.[7] 

ثم أصدر ديوانه الثاني “ديوان سيد قطب” في ديسبمر عام 1937م.[8] ولقد برزت في شعر سيد قطب اتجاهات شعرية مختلفة مثل النزعة الرومانسية والرمزية. تعرف على الشعر الرومانسي وتأثر بالشعرالمجديين والمهجريين كما يدل بعض قصائده مثل “النفس الضائقة” و”وحي الخلود” و” وداع الطاطي” و “حلم الفجر، و” نداء الخريف” وما إلى ذلك.[9]

مفهوم الشعر عند سيد قطب:

        إن الشعر ليس نتاج دهاء ودراسة، وهو ليس نتاج صنعة ومهارة، بل هو وليد التجربة التي لا بد أن يمر الشاعر بها في حياته، وهي تجرية تستمد ديمومتها وحيويتها من لغتها الانفعالية، ولا من لغتها الإشارية الصامة.[10] الشعر نافذة تطل على تنوع البشرية الذي يأسر القلوب ويخلب الألباب لأن الشعر يجمع قلوباً ترتعش بالحياة وتنبض بها، وهو الكائن الشعوري الذي نعيش به، يتسلل إلى الزوايا المظلمة في الحياة الإنسانية. يعبر الشعر عن الحياة كما يحسها الإنسان من خلال وجدانه. ومن أهم الوظيفة للشعر هو التعبير عن الجوانب الوجدانية من نفس الإنسان.

لقد حاول سيد قطب أن يقدم رؤية جديدة للشعر، لأن الشعر عنده هوتجربة شعورية في صورة موحية.[11] فالشاعر هو الذي يحس بالحياة احساسا عميقا ويترجم شعوره وإدراكه عن الحياة وصفا غامضا بهما، ويدع لشعورنا أن ينطلق، ولخيالنا أن يتيه، لأنه لايضع أمامنا مقاييس وحدودا، ولكنه يدعو إلى ميدان فسيح من عالم الروح الرحيب.[12] يعتبر سيد قطب بأن الشعر هونعمة من نعم الحياة وآية من آيات الجمال البارعة فهو يقول:

الشعر من نعمة الحياة عرفته              وعرفت في البؤوس ضربة لازب

                     الشعر ذوب حشاشة مسفوكة                   ألما   ووجدا  في حين   ذاهب [13]

           إن الموضوعات الهامة التي تناولها سيد قطب في قصائده هو التمرد، الشكوى، الحنين إلى الماضي ،التأمل في الحياة والكون، الغزل العفيف، والصف والرثاء والوطنيات. يخلو شعره من المدح والفخر والهجاء ، وكان بعيدا عن الغزل الحسي الفاحش الذي يصدر عن شهوات النفس وملذاتها.

مظاهر الطبيعة في شعره:

  تمثل الطبيعة ركنا مهما للبواعث الشعورية والخواطر الإنسانية كما تمثل ميدان فسيحا للتواصل مع دواعي الوجدان وهتاف الإحساس. والشاعر لا ينظر إلى مظاهر الطبيعة نظرة سطحية ساذجة كتلك التي يلقيها الرجل العادي، ولكن نظرة الشاعر أوسع وأشمل، لأنه يعيش في عالم أوسع وأشمل وأعمق من عالمنا، وهو يشعر ويسمع كل ما يحيط به من عالم الحس والموسيقى ويتبين أنغامه ويستمع أصواته المتوافقة الجميلة. فهو وحده الذي يستطيع أن ينفذ إلى قلب هذا العالم الذي يهتز دائماً بأنغام موسيقية متزنة، وهو وحده الذي يمكنه أن يفصح عن هذا الجمال الموسيقي في صوت قوي جذاب، لأن صوت الشاعر أقدر الأصوات وأصلحها لأداء هذه المهمة السامية الجليلة.

الطبيعة عنصر أساس في شعر سيد قطب، تتفاعل الطبيعة بأجمل صورها مع الشاعر في وعيه ولا وعيه على السواء،  إن مظاهر الطبيعة التي تتسم بذلك لا يمكن أن تغييرها صامتة في الشعر، بل هي تعمل جاهدة على أن تدخل عناصر تجاربه وأن تشارك أحاسيسه وتتلون بدمه مما يجعل يحبها حبا عميقا، ويديم العلاقة معها كما تنعكس في شعره: اعتمد سيد قطب إلى تشخيص مظاهر الطبيعة وأحالتها إلى كائنات بشرية في معظم قصائده وهويقول:

أنا في الطبيعة مغرم بمشاهد            تلهى فؤادي عن أعز رغائبي

الليل يشجيني برائح صحوه              وكواكب يغربن إثر كواكب

واليد يوحى ليس يسر طوافه             مستوحشا لم يأتنس عصائب[14]

ويقول في قصية له:

حلقي يا نفس في كل فضائ            واهبطي بين الأقاهي والزهور

والسمعي مكا شئت منعذال الفنا         حينما تهتف باللحن الطيور[15]

لقدأعرب الشاعر من خلال تصويره المعالم الطبيعة مدى حزنه وفرحه وتفاؤله وتشاؤمه وهكذا نجد أن الطبيعة ملاذا للشاعر سيد قطب ومهربا له من الواقع عندما تشتد الأزمات، يعتمد الشاعر على الطبيعة بشكل كبير في تشكيل عالم الجمالي كما يعتمد  في تصويره على الطبيعة الصامتة. اقتبس بعض صوره من مظاهر الطبيعة بنوعها الصامتة والمتحركة واستخدم كأدوات التعبير مما يعانيه بطرائق مختلفة وعما يجول في خاطره بأساليب متنوعة.

النزعة الرومانسية في شعره:

لقد اتخذت الرومانسية من الشعر وسيلة للتعبير عن الذات. ولا يخفي أن لكل فرد صفات ومقومات خاصة تميزه عن غيره من البشر. الرومانسة هي مدرسة يعبر فيها الشاعر والأديب ألامه وأحزانه ويثور على القيم الكلاسيكية ويدعو إلى التحرر منها ويفر من معاناة المجتمع إلى جمال الفطرة. فهو أدب ذاتي يكثر فيه الشعر الوجداني بالذات وطابع الفرد. يحاول فيه الشاعر التمرد والهروب من الحياة المدنية والقلق على المجتمع والحزن الغالب.

 كان سيد قطب رافدا من الروافد المدرسة الرومانسية، دعا إلي التجديد والوحدة العضوية التي تجعل القصيدة كيانا متماسكاكما دعلى إللا الخيال الذي له له الريادي في توضيح الفكر وتقل العاطفة. مال سيد قطب إلى الرومانسية وتأثر بمدرسة الديوان وشخصية العقاد حيث نجد في شعره تدفق العاطفة وصدق التجربة وحب الحق والخير والجمال وحب المثل العليا وتحليل المواقف الإنسانية والامتزاج بالطبيعة.

قد تعرف سيد قطب على كثير من الشعراء الرومانسيين من خلال قراءة العقاد وأيضا من خلال اطلاعه على الشعر الذي كان يترجم العقاد عن شعر الشعراء الروامانسيين الأجانب.[16]  إن النزعة الرومانسية عند سيد قطب تمتاز بالترابط الموضوعي والوحدة العضوية بين أجزاء قصيدته واعتماده في بناء القصيدة على الخيال المجتمع مما جعل شعره لوحات تصوير فنية. إن من ميزات الرومانسية الأسلوب السرد القصصي وهو أحد من الأساليب المستحدثة، وهذا الاسلوب الحوار كما نجد في قصيدة له “الصحراء” بصورة واضحة. وهو يقول:

لست أدري كل شيء قد يكون           فتلقى كل شيء في سكون

وإذا ما غالنا غول المنون                        فهنا يعمرنا فيض اليقين!

ثم يقول:

تطلع الشمس علينا وتغيب

ويطل الليل كالشيخ الكئيب

والنجوم الزهر تغدو وتثوب

وهجيرٌ وأصيل وطلوعٌ وأفول ثم نبقى في ذهول ساهمات !

 وفي الأبيات التالية يخاطب الشاعر نفسه ويتكلم معها ليخفف آلامه النفسية فيقول:

حدثي  يا نفس  إني    لسميع           وإن لها الناس ولم يستمعوا

وصفي احسانك السامي البديع           ودعيهم حيث هم قد وجعوا

                   وإذا  الألفاظ  أعيت   فالدموع              فإذا  جفت  فخفق  يسمع

 نجد في الأبيات المذكورة بأن الشاعر يلجأ إلىالرومانسية في ذاته ويصور معانته وضطرابه وشقائه وغربته في هذه الدنيا. لقد تجلت المظاهر الرومانسية فيه بصورة واضحة تتضمن عواطف الحزن والكابة والأمل     و أحينا الثورة والتحليق في رحاب الخيال والصور والأحلام.

 الاغتراب والوحدة في شعره:

 إن ظاهرة الاغتراب تفرض نفسها بقوة على شتى الميادين الفلسفية، والنفسية، والاجتماعية، والسياسية، وظهرت كموضوع أساس في كثير من الأعمال الأدبية والفنية، يبقى الاغتراب ذلك الأفق الوجودي الذي يتطلع من خلاله المبدع إلى التغيير،والتعبير عنه بما يمتلك من حساسية وحرقة، وتأمل ومن أجل هذا، يختلف كل مبدع عن الآخر، في شكل اغترابه، وقوته، وفاعلية تأثيره، فمن الشعراء من يجعل الاغتراب فناً رؤيوياً عن الكثير من البواطن الشعورية، والآفاق النفسية المحتدمة، عاني سيد قطب الاغتراب نتيجة لافكاره لا تنسجم مع المجتمع فهو يصور غربته في قصيدته عنوانها “عزلة في ثورة” وهو يقول:

غريب  أجل أنا في غربة                       وإن حف بي الصحب والأقربون

غريب بنفسي وما تنطوي                عليه  حنيا  فؤادي     الحنون

غريب وإن كان لما يزل                 ببعض القلوب  لقلبي   حنين

ثم يتحدث الشاعر عن وحدة الارواح  وهو يقول:

وحدة الأرواح أنكى الوحدات             وحدة الاجسام  تنسى  وتهون

أي بؤس تستحب  الذكريات             كأنفراد الروح في دارس السجون

إن روحي قد تناست خذ وهات           وانزوت في عالم جم  السكون [17]

تخيل الشاعر نفسه منفردا وحيدا في واد غريب، لا صديق لهولا انيس،وهو محاط بالأحزان والأشجان.

الحنين إلى الماضي في شعره:

الحنين إلى الماضي هو ذلك الشعور بالاطمئنان الذي يغمر الإنسا بالاحلام وذكريات الماضي الذي يحلم يعود إليه ويتذكره كلحظة سعادة تُهون عليه متاعب حاضره، كذلك أن الحنين إلى الماضي من خلال استرجاع ذكريات أوقات مميزة في حياة الإنسان. الحنين إلى الماضي يعطي شحنة إيجابية لدماغ الإنسان على اعتبار أنه يحرك عواطفه والعودة إلى الماضي ويذكر الأحداث الجميلة.

إن ذكريات الماضي حالة شعورية مشحونة بالحنين والاغتراب، ويعتبر هذا الشعور الاغترابي أفضل بديل للأيام التي خلت وذكرياتها التي مضت، لقدأعرب سيد قطب لهفته على الماضي والأحلام التي تؤجج في نفسه الشوق إليه والرغبة فيه، وهو يقول: في قصيدته عنوانها”جولة في أعماق الماضي”

حدثاني بما  مضي   حدثاني            وأعيدا  إلى عهد  الأماني

                   واذكرا لي الزمان عشت طروبا                     لما ابالي  بحادثات الزمان

وصفا  لي لياليا  قد  تقضت             كنت  فيها كالحالم الوسنان

 صورا ليس الرياض والزهر والور                د ولحن الطيور وعذب الأغاني

                   وأعيدا   لمسمعي    ذكريات            لما   تصدى   لها يد نسيان

                   واسمحا  لي  بزفرة   وحنين               ليس لي سلوة سوى التحنان [18]

… إن الشاعر قد مزج الماضي بالطبيعة كأن ماضي “ليالية” قدغدت كيانا مستقلا ثابتا ليس جزؤا من الزمن الممتد وتارة يحن إلى ذلك الماضي مجردا ومفردا كما يقول:

يا ذكرياتي البعيدة               في عالم الاشباح

يا أمنياتي الشريدة               في عالم الارواح

إلى قبل الصباح

إلى من كل صوب              في عزلتي وانفرادي

فهيمني حول قلبي              ورفرفي في فؤادي

فأنت وحبي وزادي

 يقول الشاعر:

حدثاني بما مضى   حدثاني             وأعيدا  إلى عهد الآمالي

   واذكرا لي زمان عشت طروبا              لا أبالي محادثات الزمان [19]

التأمل في الحياة في شعره:

 إن الوحدة والغربية والياس والخوف من الموتهي حالات نفسية، عبر بها سيد قطب تعبيرا تصويريا حيث تخيل وتجسم ثم رسم صورة لمعنى نفسي هوالخوف من نهاية الحياة بأرض مقفرة، يكاد يصل إليها وحيدا،وقد ملك عليه شعور الخوف واليأس والحزن حيث أنها تبدوا كمقبرة شديدة الظلمة، فيها يموت الرجاء وتدفن الآماني وينتهي كل ما هو جميل، فهو ياس من استمرارية الحياة مع اقتناع بحتمية الموت، يصور الشاعر الحياة النفسية فيقول:

كم  ربيع  مر   يتلوه   ربيع              وفؤادي  في   خريف   راكد

                  هامد الأحساس جاث بالضلوع             في  حياة  ذات نمط   واحد

وحرلامت الحس حتى بالألم               والنوى حتى بتسكاب الدموع

    إيه ما أقفر احساس  العدم                والأماني  راكدات  في الفتوع [20]

لقدعبر سيد قطب عن الحزن والياس من الحياة تعبيرا تصويريا، فالزمن يمر وربيع يذهب وياتي، والقلب لا يشعر بدوران الأرض، تغير الزمن فهو ثابت في فترة زمنية من السنة هي الخريف، والمكان الذي يوجد به القلب مناط الاحساس غير طبيعي، فهو مستقر في الخريف يتغير كل ما حوله وهوثابت على ما هو فيه، وهوكذلك حرم من كل الأمور حتى الاحساس بالألم. وهويقول في التأمل

                        ما لنا  في    القفر   هنا                    ما برحنا منذ حين شاحقات

كل شيء صامت من حولنا                وأرانا نحن أيضا صامتات

  وتطلع الشمس علينا وتغيب                ويطل الليل  كالشيخ  الكئيب

والنجوم الزهر تغدو وتثوب                وهجير وأصل، وطلوع وأفول

ثم يبقي في الهول

                                 ساهمات [21]

  إن الحياة التي تحدث عنها سيد قطب في شعره هي الحياة السواد من الناس الذي لا يرون منها إلا شكلها وصورتها مندون أن يتوغلوا في بواطن  الحياة وأغوارها، فتكون حياةه ؤلاء القوم رتيبة متبعة جدا، فكأنهم ينام كل ما يرونه حلم من الأحلام، ولذك أرادسيد قطب في اشعاره أن يوقظ الناس من سباتهم العميق وغفوتهم المستديمة، ويفتح أماهم آفاق جديد منا لحياة لم يكونوا قادرين على رؤيتها بأفكارهم القصيرة وعقولهم الضيقة. وهو يقول:

قد بعثت اليوم أحيا من جديد               فهو  بعث من حياة  خامدة

   مر نصف العمر أوكاد يزيد                لهف نفسي في حياة رادكة [22]

مفهوم الوجدان والعاطفة في شعره:

إن الشعر يعبر عن الحياة كما يحسها الإنسان من خلال وجدانه، ولهذا كانت وظيفته الأولى التعبير عن الجوانب الوجدانية من نفس الإنسان. والشاعر ينظر إلى المجتمع البشري من خلال نافذة وجوده ويرصد ما تدور فيه من روابط وصلاات ويتوكف ما تسوده من عادات وتحكم عليه من افكار وآراء، ثم يتأثر ما يميله عليه المجتمع فتجيش في خلده مشاعر وعواطف تعكسها قريحته بكل شفافية ويحوكه وجدانه المتدفق. إن الشعر الوجداني هو الشعر الذي تبرز فيه ذاتية الشاعر سواء عبر عن أحاسيسه ومشاعره ثم يصورها بخواطره وأفكاره لأن الشعر تعبير عن الذات الشاعرة وبخاصة عن آلام الشاعر وشكواه من قيود الحياة الاجتماعية ولهفته إلى الانطلاق والتحليق. االوجدان هو الإدراك في مجمله، فيقال وجدَ فلان الضالة أي بمعنى أدركها، فكان الشعر الوجداني ينطلق من العاطفة تلك التي تتمحور حول الحُب والعطف والحزن وكلّ ما هو ضمن دائرة الشعور، واكتسب الشعر الوجداني مسمى آخر وهو الشعر الغنائي وذلك لما يربط بينهما كمية التعبير الصادقة عن العواطف الفائضة لدى الشعراء فكانت تلك العواطف هي النقطة التي تُحدد سمات الشعر الوجداني، والعاطفة هي الوجه الآخر لمعرفة سمات الشعر الوجداني. لقد أعرب سيد قطب نزعاته العاطفية في قصيدته بعنوان”صدى قبلة” وهو يقول:

حرارتها لم تزل فائرة             ونكهتها  لم تزل عاطرة

أحس حرارتها في دمي          كما تصرخ الشعلة الثاءرة

وأنشق نكهتها كالشذى           بفوح من الزهرة الناضرة

وتخطر ريانة في فمي           كمكا يخطر الحلم بالذاكرة

 وبين يدي صدى ضمة            تردد   كالنغمة  السائرة [23]

نجد في هذه الابيات أن الشاعر يصور عن وجدان صاد  ويعبر حبا إنسانيا فيه حلاوة اللقاء ومرارة الفراق، فهو يلجأ\ إلى خياله المحلق لنسيان تلك المرارة.

 تعمق سيد قطب في الوجدان دفعه إلى مستوى من العطاء الفني الخصب، فشعره شعر حالات نفسية تدل على ذاتية الشاعر وبعده عن آلام الناس ثم البعد عن المجتمع وانعزاله الذي هومن أبرز خصائص الشعر الرومانسي. الشعر عند سيد قطب هو الذي يخاطب العاطفة والجدان أكثر مما يخاطب العقل والفكر، الشعر هو الذي ينطلق صرخات عميقة قوية واتجاهات وجدانية  لطيفة، وسبحات علوية سفيقة وفرحات رفاقة طليعة.[24]  إن مهمة الشعر أن يكون تعبيرا عن لحظات الاشراق والتهويم، ولحظات التوهج الانطلاق في النفس الإنسانية، تلك الحظات التي يتخيل فيها الشاعر روحا أكثر مما تكون تجردا، أوحسا أشد ما يكون توهجا.[25]

التناص القرآني في شعره: 

 التناص القرآني من أبرز التقنات الفنية التي عنى بها سيد قطي في شعره، لعل السبب يرجع إلى شغفه وتأثره الشديد بالتعاليم الإسلامية والقرآنية. لقد برز التناص القرآني في شعره بشكل واضح في تفسيره للقرآن الكريم في “ظلال القرآن”. تأثر سيد قطب بالتعاليم الإسلامية، فكان طبيعيا أن ينعكس ذلك على شعره، لقد اقتبس في شعره بعض الآيات  القرآنية كما استخدم الكثير من مفردات القرآن الكريم مثل سكرة الموت، ولظى، وجحيم، ودار النعيم والرضوان، ويعكس هذا بالطبع مدى تأثر الشاعر وشغفه بالقرآن الكريم حيث نجد عندما يصور حياته البائسة ونفسيته المضطربة يلجأ إلى تصويرها بنار الجحيم المستعرة ويحاول أن يضفي عليها صورة أكثر قسوة مما عليه في شعر، يقول سيد قطب وهو يصور قسوة الحياة:

    أحياة   أن   نار  الجحيم                  بلظاها الهائج المستعر؟

       لا ففي نفسي من الشجو الأليم                 من حياتي فوق ما في سقر [26]

ولقد استمد الشاعر تلك الصورة من القرآن الكريم وذلك من قوله تعالى: “يوم يسجون في النار على وجوههم، ذوقو من شقر”[27] ثم يصور انفعالاته النفسية واضطرامها بالجحيم حين يتحدث عن آلام الماضي وأوجاعه في قصيدته “الماضي” وهو يقول:

شبحج الماضي وما الماضي سوي               بعض نفسي قد تولاه العدم

                  يتراوى    كلها    شط    النوى                        فإذا  الذكرى  شجون  وألم

       وإذا  الكامن  في نفسي    ثار                   فأنشا مضطرما كالجحيم [28]

 لقد ورد في القرآن الكريم “قل نار جهنم أشد حر، لوكانوا يفقهون”[29] وقوله تعالى في وصفه واذطرامالنتار تسعيرها، وإذا الجحيم سعرت”[30] ومن الواضح لقد أضاف سيد قطب على الصورة المستمدة من القرآن الكريم ملامح تصويرية جديدة. فهو لا يكتفي بالحديث عنح رارة جهنم واضطرامها، بل يربط ذلك بصورة جحيمية دنيوية أخرى، تتمثل في صورة البراكين التي تتفق مع آية قرآنية أخرى وتتحدث عن خفوت نارجهنم وتسعيرها من جديد. وهذا يمتزج مصادرر الصورة عند الشاعر بعضها البعض في حالة إبداعية أخرجها سيد قطب من طور التقليد.

قارن سيد قطب في قصيدة له حاله المأساوي والجحيم وعذابه ونيرانه من جهة، وحال المحبوبة غير المبالية وما تتميز به من مميزات بقاء الشباب والنعومة والنضارة بما فيها النعيم، فيقول:

أنا في  الجحيم  وأنت   بالجنة          من  روح اعجاب  وريق شباب

                  أنا في الجحيم وأنت ناعمة المنى       خضراء  ذات  تطلع  وطلاب

 أنا لا أريدك ها هنا في عالمي          إني اعيذك من  لظي وعذاب[31]

 ….تنعكس إسلامية الشاعر في صورة شعرية له، كما نجد في أكثر من موضع ضمن اشعاره بالاقتباس من الآيات القرآنية كما استخدم الشاعر مفردات القرآن الكريم وتجسد في معان جديدة وثوبها حلة أدبية ابداعية.

          تميز سيد قطب بوضع نظيرة خاصة متكاملة حول آافق التصوير الفني وخصائصه، استمد من القرآن الكريم وأفكاره ونظرياته، اعتمد سيد قطب في الكثير من مكونات صورية الشعرية على القرآن الكريم واستخدم كثيرا من مفردات القرآن وتراكيبه الجمالية في تشكيل صورتها الشعرية.

استنتاج البحث:

تعتمد شهرة سيد قطب على إسهاماته الفكرية المتعددة فيما يخص الدراسات الدينية ومقترحاته التنظيرية بشأن العمل الحركي الإسلامي. ولكن مع ذلك، فإن الدراية تدل يعلى كونه واحداً من أهم الأدباء البارزين والشعراء الموهوبين والنقاد الألمعيين الذين ظهروا في مصر في النصف الأول من القرن العشرين. قد شارك سيد قطب في العديد من المعارك الثقافية والأدبية مع بعض من كبار رموز الحياة الثقافية المصرية. لقد مارس سيد قطب نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته وأخرج من عشرات القصائد التي تنم عن نفس رقيقة شاعرة، تغرض قصائده إلى اكتشاف الإيمان والعفاف في كلمات حساسية معبرة وفي آساليب مؤثرة. الشعر عند سيد قطب هوالذي يخاطب العاطفة والجدان أكثر مما يخاطب العقل والفكر، الشعر هو الذي ينطلق صرخات عميقة قوية. مال إلى التجديد في شعره وتأثر بمدرسة الديوان كما تأثر بشخصية العقاد، ثم تعرف على الشعر الوجداني وتأثر بمدرسة أبولو. لقد تناول سيد قطب في شعره قضايا مختلفة وأظهر هما اختلج في نفسه بالحياة والناس والكون كما تناول قضية المرأة والقضايا الاجتماعية والوطنية. إن أعظم ما حملنا على الإعجاب بشعرسيد قطب هو الطموح والحب والإيمان، وهي تندفع اندفاعا قويا إلى كل أدب ورسالة يبعثان الطموح وسمو النفس وبعد النظر والحرص على سيادة الإسلام وتسخير هذا الكون لصالحه، والسيطرة على النفس والآفاق.

 الهوامش:

[1]    الخالدي صلاح عبد الفتاح، سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، دار القلم، دمشق 1990م، ص، 55

[2]     المصدر السابق، ص، 56

[3]     عبد الباقي حسين، سيد قطب حياته وأدبه، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة 1986م ص، 19

[4]     الخالدي صلاح عبد الفتاح، سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ،دارا لقلم، دمشق 1990م، ص،41 

[5]    عبد الباقي حسين، سيد قطب حياته وأدبه، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة 1986م  ص،47

[6]    عبد الله محمد حسن، الصورة والبناء الشعري، دار المعارف، القاهرة، 1981، ص، 48

[7]    الخالدي صلاح عبد الفتاح، سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، دارا لقلم، دمشق 1990م، ص،222

[8]    عبد الله محمد حسن، الصورة والبناء الشعري، دار المعارف، القاهرة، 1981، ص، 137

[9]    عبد الله محمد حسن، الصورة والبناء الشعري، دار المعارف، القاهرة،1981، ص، 109

[10]     غزوان عناءن الشعر والعلم، مهرجان المربد الشعري الحادي عشر، بغداد، دار الشؤون الثقافية، عام 1996م ص، 282

[11]   قطب سيد، مهمة الشاعر في الحياة، دار الشرق ،القاهرة ، 1933م 2006، ص، 11 

[12]   المصدر السابق، ص، 125

[13]   ديوان سسيد قطب، ص 53

[14]   ديوان سيد قطب، صن 56

[15]   نفس المصدر ، ص، 41

[16]  حسين عبد الباقي محمد، سيد قطب حياته وأدبه، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة 1986مص، 108

[17]   ديوان سيد قطب، ص ، 29

[18]    نفس المصدر، ص، 74

[19]    نفس المصدر، ص، 72

[20]   نفس المصدر، ص، 109

[21]   نفس المصدر، ص، 110

[22]   نفس المصدر، ص، 111

[23]   نفس المصدر، ص، …..

[24]   قطب سيد، مهمة الشاعر في الحياة، دار الشرق ،القاهرة ، 1933م 2006، ص،70   

[25]   نفس المصدر، ص، 73

[26]   ديوان سيد قطب، ص ، 42

[27]   القرآن الكريم، سورة القمر: 48

[28]   ديوان سيد قطب، ص 76

[29]   القرآن الكريم، سورة التوبة: 81

[30]   القرآن الكريم، سورة التكوير: 12

[31]   ديوان سيد قطب، ص، 89

المراجع والمصادر:

  1. أحمد محمد فتوح، واقع القصيدة العربية، دار المعارف ،القاهرة،1986م
  2. أسعد يوسف ميخائيل، سيكلوجية الإبداع في الفن والأدب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1986م
  3. اسماعيل عز الدين، الشعر العربي المعاصر: قضايا وظواهرة الفنية والمعنوية، دار الفكر العربي، القاهرة 1986م
  4. البدوي أحمد محمد، سيد قطب ناقدا، الدار الثقافية ،القاهرة 2002م
  5. البدوي أحمد محمد، قضية الأدب الإسلامي عند سيدقطب،مجلة التوحيد،العدد 19،
  6. حسين عبد الباقي محمد، سيد قطب حياته وأدبه، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة 1986م
  7. حمودة عادل، سيد قطب من القرية إلى المنشقة، سينا للنشر ، القاهرة 1987م
  8. الخزاعي آمال، سيد قطب في ظلال صاحب الظلال، مركز الحضارة لتنمية الفكرالإسلامي، بيروت، 2010م
  9. الخالدي ،صلاح عبد الفتاح، نظرية التصوير الفني عند سيد قطب، دار المنارة جدة، 1989م
  10. الخالدي صلاح عبد الفتاح، سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، دار القلم، دمشق، بيروت، 1991م
  11. الخالدي صلاح عبدالفتاح، سيد قطب الحي، مكتبة الأقصى ،عمان، 1981م
  12. زائد عال عشري، عن بناء القصيدة العربية الحديثة، دار القصى للطباعة والنشر، القاهرة، 1977م
  13. سرباز حسين، سيد قطب وتراثه الأدبي والنقدي، مجلة اللغة العربية وآدابها، جامعة طهران العدد العاشر.
  14. سيد بركة محمد، سيد قطب:صفحات مجهولة، دار الاعتصام 1999م
  15. طرابلس، عبد الله، التغيير الجذري في فكر الشهيد سيد قطب، دارالبيارق، بيروت، 1993م
  16. عبد الحميد حسين أحمد، أصداء شعر العقاد في شعر سيد قطب، مجلة اللغة العربية ، القاهرة ،العدد 145،
  17. عبدالله الخباص، سيد قطب الأديب الناقد، مكتبة المنار،الأردن، 1983م
  18. العظيم يوسف، رائد الفكر الإسلامي المعاصر الشهيد سيد قطب، دار العلم جدة، 1980م
  19. الفرفوري فؤاد، أهم مظاهر الرومنطقية في الأدب العربي الحديث، الدار العربية للكتاب، ليبيا، 1987م
  20. فضل الله مهدي، مع سيد قطب في فكره السياسي الديني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1987م
  21. كشميري سيد بشير احمد، عبقرية الإسلام سيد قطب الأديب العملاق والمجدد الملهم في ضوء آثاره وانجازاته الأدبية، دار الفضيلة لنشر والتوزيع، القاهرة، 1986م
  22. قطب سيد، التصوير الفني في القرآن، دار المعارف،القاهرة، 1986م
  23. قطب سيد، النقد الأدبي:أصوله ومناهجه، دار الفكر العربي،القاهرة، 1980م
  24. قطب سيد، مهمة الشاعر في الحياة، دار الشرق ،القاهرة ، 1933م
  25. الندوي السيد ابوالحسن، مذكرات سائح في الشرق العربي، دار ابن كثر، دمشق بيروت،2001م
  26. النمنم حلمي، سيد قطب وثورة يوليو، ميريث للنشر والمعلومات، القاهرة، 1999م