د.صديقة جابر
أستاذة مساعدة
كلية حميدية للبنات، جامعة إله آباد
تمتاز الهند بميزات علمية وأكاديمية مختلفة، ومنها رعايتها للعلوم واللغات، ففي الجامعات الهندية نلاحظ الاهتمام البالغ باللغات من الهندية إلى الأجنبية وكذا الأمر في مجال الدراسات العربية، قد ساهمت الهند في هذا المجال بارزة وأنجبت كثيرا من العلماء والأساتذة لهذه اللغة الجميلة، وشجعتهم بجوائز وأوسمة، وقد ساهمت بدعم مادي للتأليف والترجمة على مر العصور. وأثرى العلماء الهنود بمؤلفاتهم العلمية ومجهوداتهم الأدبية ومؤلفاتهم القيمة مكتبات عالمية. وفي هذا المجال بذلت بعض من النساء الهنديات جهوداً جبارة أيضا. وتاريخ هذه المساهمات يمتد من العهود الوسطى حتى العصر الحديث، حيث تركن بصماتهن في اللغة العربية بأعمالهن المتنوعة.
أما جامعة جواهرلال نهرو فهي قامت بجهود ملموسة في سبيل خدمة العلوم والآداب واحتلت مكانة مرتفعة بين الجامعات. ففي الدراسات العربية تبرز الجامعة ببرامجها الرصينة وتُعَدُّ إسهامات أساتذتها وخريجيها بارزة جدا. حيث تشجع هذه الجامعة على التفكير النقدي والبحث العلمي خاصة بفضل التركيز على تطوير المفاهيم والتفاعل مع التحولات الثقافية. فأسهمت الجامعة في إثراء المشهد الأكاديمي للأدب العربي في الهند إسهاما هاما.
كما قد ذكرنا أن أبناء الهند أدّوا دورا بارزا في ترويج الأدب العربي ولم تتخلف النساء في هذا الميدان أيضا. ونرى بعض أسماء لامعة في مجال التدريس مثل الأستاذة فرحانه صديقي، والأستاذة عصمت مهدي، والأستاذة مه جبين أختر، والأستاذة تسنيم كوثر، والدكتورة هيفاء الشاكرى وما إلى ذلك.
ومن بين هؤلا النساء نرى الدكتورة زر نكار وهي أستاذة مساعدة في مركز الدراسات العربية والإفريقية من جامعت جواهر لال نهرو.
حياتها العلمية
ولدت الدكتورة زر نكار في أسرة مثقفة من مدينة رامفور بولاية أترابراديش، وهي من مواليد 1984. في مقابلة شخصية تصف الدكتورة أسرتها: “من حسن حظي أنني ولدت في أسرة مثقفة ونشأت تحت رعاية أبويّ وهما مثقفان. كان أبي موظفا حكوميا قد تقاعد من منصب المدير ل SBI. وهو كان الشخص الذي لم يفرق بين تعليم الأبناء والبنات قط. بل أنه كان الذي شجعني على التعليم العالي أكثر فأكثر، ولو كان مجال عمله مختلفا عن الأدب لكنه كان من محبي الآداب الأردية والفارسية وله إتقان في هاتين اللغتين، إنه كتب مقالات أردية كثيرة قد نشرت في المجلات الشهيرة والجرائد وله كتاب لمجموعة مقالاته أيضًا. فإليه يرجع الفضل الكبير لتعليمي وتثقيفي. [1]
وبدأت تعليمها الإبتدائي من مدرسة شهيرة في تعليم البنات في الهند وهي جامعة الصالحات برامفور، وحصلت على شهادة العالمية والفضيلة، وتخصصت في اللغة العربية والعلوم الإسلامية بجانب دراسة العلوم الحديثة واللغات الإنجليزية والأردية والهندية. وبعد ذلك التحقت بجامعة علي كرة الإسلامية وأكملت هنا دراسة الماجستير في اللغة العربية، كما حصلت على شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة حول الموضوع: “دور المرأة في الشعر العربي الأندلسي”، و نجحت في امتحان الاختبار التنافسي للتدريس في أول محاولة كما فازت بالجائزة الثالثة في ندوة الطلاب التي عقدت بجامعة على كرة الإسلامية سنة 2010 أثناء مرحلة الدكتوراه. وبعد ذلك بدأت رحلتها التدريسية كمحاضر ضيف في جامعة أله آباد في قسم اللغة العربية والفارسية عام 2011، ثم انضمت إلى مكتبة رضا رامفور لسنتين للمشاركة في مشروعين. ثم انتقلت إلى الجامعة الملية الإسلامية كمحاضر ضيف لمدة سنتين من 2014 إلى 2016 في مركز الدراسات للمقارنة بين الأديان والثقافات. وبعد ذلك قضت ثلاث سنوات في جامعة دلهي في القسم العربي من 2016 إلى 2019 عندما حصلت على زمالة للمرحلة ما بعد الدكتوراه. ثم انضمت إلى هيئة التدريس في جامعة جواهر لال نهرو في شهر أغسطس من 2019م. [2]
وتهتم الدكتورة بالإجادة والإتقان في التدريس دائما وتحث طلابها على الممارسة في مجال تعليم اللغة العربية لكي يواجهوا التحديات بنجاح، كما تقول في نفس المقابلة مجيبة لسؤال: “عندما نتعلم لغة أجنبية أو مهارة جديدة، نواجه التحديات والصعوبات دائما. وكذا الأمر في تعلم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، يواجهون كثيرا من الصعوبات من المخارج إلى الكتابة، ومن الاشتقاق إلى التراكيب وما إلى ذلك، لكن لها حل وهو يضمر في الاستقامة والممارسة”.[3]
أقوال المعاصرات عن الدكتورة زرنكار:
أولا أريد أنا بنفسي أن أعبر مشاعري عن الدكتورة، عندما كنت في السنة الأولي من الفضيلة، فرأيتها لأول مرة في رواق جامعة الصالحات في عام ٢٠٠٥. فتعرفت عليها لأول مرة بواسطة صديقتي تنوير التي أشادتها بأن زرنكار هي طالبة ذكية في جامعة الصالحات. كانت هذه اللحظة مقدمة للقاء شخصية جديدة، ولم يكن لدي أي فكرة عن هويتها.
وبدأت العلاقة معها في جامعة علي كرة الإسلامية بعلي كره، حينما كنت في مرحلة الدكتوراه، وكانت زميلتي في هذه الرحلة هي د. زرنكار، التي كانت أيضًا طالبة الدكتوراه في نفس الوقت. ولحسن الحظ، كانت مساراتنا الأكاديمية تتقاطع تحت إشراف البروفيسور كفيل أحمد القاسمي، الذي يعتبر شخصية بارزة في العلم والأدب وهو كان عميد كلية الآداب. واستفدنا من رؤيته العميقة في البحث والتحقيق. طبعا، كانت تلك الفترة لدراسة الدكتوراه مليئة بالتحديات الأكاديمية، ولكن بفضل توجيهات البروفيسور القاسمي، نجحنا في تجاوزها وتحقيق تقدم ملحوظ في رحلتنا البحثية. ومن هنا توثقت العلاقة بيننا، وكانت د. زرنكار ليست فقط طالبة ذكية ومتميزة في دراستها، بل كانت أيضًا شخصية مرموقة وصديقة حميمة لي. وهي تعتبرني أختًا صغيرة وتهتم مثل الاهتمام بالأخت الحقيقية.
ومنذ ذلك الوقت كنا نعود إلى المنزل سويًا في العطلات الرسمية من الجامعة، بما أننا من نفس المدينة رامفور مما جعل والدينا يصبحان أصدقاء أيضًا. وأصبحت علاقتنا العائلية قوية ومتينة، حيث ازداد الترابط كانت الصداقة بين والدينا تعززت بشكل إيجابي، وكنا نشعر بالفرح والدفء في هذه العلاقة المتبادلة.
وكذلك تعرفنا على عاداتها الفائقة وسماتها المتميزة بأقوال صديقاتها كما ذكرت صديقتها الدكتورة سمية رياض فلاحي التي كانت باحثة بنفس القسم من جامعة علي جرة والآن هي أديبة قديرة تكتب في المجلات العربية والأردية وهي تقرض الشعر بالعربية أيضا. فهي تقول عن د. زرنكار: “هي صديقتي الغالية الدكتورة زرنغار أستاذة مساعدة في جامعة جواهر لال نهرو، لم أعرفها إلا فى مراحل الدكاترة. قدمت إلى للدعوة والتوجيه والإرشاد حتى توثقت العلاقة بيني وبينها. وهي تفوق بيننا بعادتها المتميزة التي تتسم بالجد والاجتهاد والحيوية والمثابرة تجاه مسئولياتها الإدارية والأكاديمية. وأما صفاتها المحمودة فهي متواضعة خلقا ووقورا ومخلصة عملا و ظهورا وأما علاقتها بالنسبة لي فما زالت تصبح اليد اليمنى ولم آمر بكآبة قط إلا أنني أجدها لحل الأمور اثناء الدراسة وما بعدها وحتى الآن وتركت بصمة واضحة في شخصيتي، فهي بمثابة الأستاذ عندي و لا أجد كلمة للتعبير إلا أنني أنشد من أعماق قلبي:
ومــا شرفــت بأفــكــارك إلا ازددت إيــمـانـــــا
وما من قيمة من جهد إلا اغنيت أذهانا
وأما مؤهلاتها العلمية التي تؤثرني هي معرفتها على قواعد اللغة العربية وأسلوبها الرصين وطريق تدريسها بصدق وأمانة. أنا تأثرت بها تأثرا بالغا حينما رأيت محاولتها الأولى كترجمة نصف كتاب ” الأديان المعاصرة ” لراشد عبد الله الفرحان باللغة الأردية أثناء أيام الدكاترة ثم رأينا محاولتها الثانية ترجمة باسم ” هندوستان ميرى نظر ميں ” من كتاب ” الهند كما رأيتها “. وهذه من أهم محاولاتها التي الانطباع الخاص لدارسي تاريخ الهند ويمكنني أن أقول عن محاولتها: ” هذه محاولة قيمة لدارسي الهند تعطي معلومات كثيرة عن ثقافة أهل الهند وحضارتها المتميزة. وتفوق الكاتبة في كتابته بأسلوبها السلس الرصين كأنها إبداعاتها الأصلية تترك أثرا ملموسا في نفس القارئ إلى حد كبير. وأتمنى لها النجاح والتفوق في مستقبلها القادم “.[4]
أو كما قالت صديقتها عن صفاتها الدكتوره عائشه شهناز وهي أستاذة مساعدة ضيفة في جامعة اللغات خواجة معين الدين جشتي بمدينة لكناؤ: ” نلتقي بالكثير من الأشخاص في مسيرة الحياة وقل من يتركون بصمة على أصدقائهم لكن صديقتي زرنكار هي الصديقة التي تمكنت من إحداث تأثير إيجابي على حياتي. التقيت بها خلال أيام دراستي في جامعة الصالحات. كنا نساعد بعضنا البعض في الدراسة وقضينا وقتا رائعا هناك. إنها صديقتي التي وقفت إلى جانبي عندما أصابتني المصيبة وواجهت المشاكل وتأزمت الأمور، وقدمت لي الدعم الكامل. لقد وجدتها أعز صديقاتي وشعرت بأنني سعيد للغاية. أطلب من الله العظيم أن يمنحها كل السعادة والنجاح في حياتها المستقبلية.”[5]
محاولاتها الأدبية :
وإذا سرحنا النظر في مساهمتها الأدبية فشعرنا أنها قدمت كثيرا في هذا المجال في سن مبكر لأنها تأتي من الجيل الجديد في هيئة التدريس.
ومن أثارها: قامت بترجمة رحلة عربية بعنوان ‘الهند كما رأيتها’ إلى الأردية بعنوان ‘هندوستان میری نظر میں’، وتم نشر هذا الكتاب في مكتبة رضا برامفور في عام 2014 .
هذا الكتاب، للأستاذ فتح الله الأنطاكي، صاحب جريدة العمران في مصر، يعكس رحلة فريدة قام بها إلى الهند في عام 1932. قادمًا من القاهرة، اختار الطريق عبر الشام وبغداد، مرورًا بالبصرة وكراتشي. قضى في الهند ثمانية أشهر، يتجول في معظم ولاياتها، يلقي نظرة شاملة على حالها وتأثيراتها، ويسجل انطباعاته في كتابه المعنون “الهند كما رأيتها”. خلال رحلته، لم يقتصر اهتمامه على المعالم والأحوال الجغرافية فقط، بل تجاوز ذلك إلى التفاعل مع سكان الهند والتعرف على فنونهم وثقافتهم. وقد أشاد بلطف الهنود وكرم ضيافتهم، مما جعل تلك الفترة تجربة مثيرة ومميزة. يقدم الكتاب معلومات ثرية حول أمراء الإمارات الهندية تحت حكم الهندوس والمسلمين، مع تسليط الضوء على أديان الهند وزعمائها الدينيين، مثل آغاخان، زعيم الطائفة الإسماعيلية، الذي يحظى بجماهيرية ودعم كبيرين. وفي ختام الكتاب، يشار إلى زيارات الأنطاكي لزعماء الهند مثل طاغور والدكتور أنصاري ومولانا طاهر سيف الدين، زعيم البهرة. ينقل القارئ ببراعة إلى عالم متنوع ومثير، يجسد جمال وتعقيدات الهند بعيون كاتب اكتسب تفاصيله القيمة من خلال تجربته الشخصية. [6]
الهند منذ العصور القديمة، تظل جاذبة للأمم العالمية، حيث بدأ علماء العالم الحديث رحلاتهم تحت عنوان “سيروا في الأرض”، وكانت الهند هدفًا لعظماء العلم ورحالة العصور الحديثة. تاريخ طويل يشهد على قدوم الناس من جميع أنحاء العالم لاستكشاف هذا البلد، حيث تتميز الهند بتنوعها الثقافي واللغوي القديم، وتاريخها المثري بالعلم والمناظر الطبيعية الساحرة والهندسة المعمارية الجميلة. رحلاتهم لا تثري فقط تراثهم الوطني بل وتمنح الهند شهرة دولية لتراثها وقيمها الثقافية والأخلاقية. العلاقات الدينية والتجارية والسياحية بين الهند والعالم العربي لا تزال قائمة، مما يجعل الهند موضوعًا مألوفًا في الأدب واللغة العربية، وتاريخ السفر الذي يحمل العديد من الروايات التاريخية والوثائق المثيرة. يظهر الكتاب “الهند” للمؤرخ الشهير كمرجع تاريخي، ثقافي، وعلمي لهندوستان، وكذلك رحلات السياح العرب مثل ابن بطوطة الذي وثق بتفاصيل كبيرة عن رحلته إلى الهند. في العصور الحديثة، استكشف العديد من الكتّاب والمسافرين، وأثرت رحلاتهم الثقافية والأدبية بشكل كبير، مما جعلتها مشهورة في العالم العربي.[7]
فتح الله انطاكي، البيروني، وابن بطوطة قاموا بكتابة رحلاتهم باللغة العربية. تمت ترجمة رحلات البيروني وابن بطوطة إلى العديد من اللغات، ولكن لم يتم ترجمة رحلة فتح الله انطاكي. لذلك كانت رحلته غير متاحة للمستفيدين من الدراية بلغات غير عربية، وخاصة العلماء والمؤرخين الذين يعملون على تاريخ الهند الحديث.[8]
ويأتي هذا الكتاب في إطار الرحلة الذي يحتوي على أحوال عام ١٩٣٣ حينما أقام المصنف فى هذا البلد إلى ثمانية شهر، ولذلك يمكن أن تسمى هذه الرحلة بوثيقة التاريخ كما لم يعرض المصنف فيها المراجعات الأدبية بل بينّ فيها مشاهداته الذاتية وتجاربه الواقعية في لغة سهلة لكى يسهل دراستها على القارئ للتعرف على حضارة الهند و ثقافتها الخاصة.[9]
وتظهر نظرية المؤلف بشأن قادة وحكام الهند بشكل إيجابي إلى حد كبير، ومن الخاطئ وغير المبرر الاستدلال على أن المؤلف يتأثر بالشخصيات السياسية والقادة في الهند، نظرًا لأن الوصف والتحليل الذي قدمه المؤلف في صفحات الكتاب بخصوص الشخصيات البارزة في مصر والعالم العربي يشيران إلى أن المؤلف هو وطني حقيقي. لذلك، تظهر الكلمات الوصفية والمشتقة من تجارب المؤلف والأحداث التي شهدها في مصر والعالم العربي في صفحات الكتاب، مما يشير إلى أن المؤلف هو محب حقيقي لوطنه. وبناءً على ذلك، يمثل الوصف الذي قام به المؤلف لحكام الإنجليز كذلك نتيجة لتجاربه الشخصية.
وكما نعرف أن الترجمة هي مجال يتطلب جهدًا كبيرًا وتفانيا، حيث يتعين على المترجم أن يكون على دراية عميقة بمجال معين، ولغة، وثقافة، ومهارات متقدمة في فنون اللغة لفهم المفاهيم العميقة لكل كلمة. إن الترجمة ليست مجرد استبدال للكلمات من لغة إلى أخرى، بل يجب أن يكون للمترجم فهم عميق للثقافة والأدب في اللغة المستهدفة. كما يقول مدير المكتبة السيد عزيز الدين الهمداني في تقديم الكتاب باللغة الأردية:
” ڈاکٹر زر نگار صاحبہ نے فتح اللہ انطاکی کے سفرنامہ “الہند کما رأیتھا” کا اردو ترجمہ کیا۔وہ عربی داں بھی ہیں اور ہندوستانی ہونے کے ناطے ہندوستانی تہذیب و ثقافت سے خوب واقفیت بھی رکھتی ہیں اور ان کی مادری زبان اردو ہے لہذا ہندوستان میری نظر میں عربی سے اردو میں ترجمہ کے لیے وہ نہایت مناسب دانشور ہیں اس لیے ان خصوصیات کا حامل دانشور ہی اس سفرنامہ کا ترجمہ کر سکتا ہے میں ڈاکٹر زر نگار کا تہہ دل سے شکر گزار ہوں کہ انہوں نے رضا لائبریری کے لیے یہ ترجمہ كيا”[10]
أسلوبها:
وإذا سرحنا النظر فى محاولتها الأدبية ومساهماتها الخاصة في مجال الترجمة بعنوان ” هندوستان ميرى نظر میں ” فوجدنا أنها قد تفوقت فيها تفوقا بالغا حيث تبدو براعتها في إطار الترجمة كأنها إبداعاتها الأصلية، والقارئ يسير مع المصنف في جميع أنحاء الهند وذلك لأنها اختارت لغات سهلة ميسورة الفهم وأسلوبا جذابا رشيقا دون الغموض والإبهام. وكذلك تبدو مهارتها ودرايتها في اختيار المصطلحات المستعملة والتعبيرات الشائعة في اللغة المستهدفة. فامتازت الدكتورة بما أنها قد أتاحت تاريخ الهند وسجل ثقافتها بهذه الرحلة لغير الناطقين بالعربية بحيث يستطيع القارئ أن يطلع على تاريخ الهند وثقافتها المتنوعة بدراستها في وقت قصير. ويترك هذا الجهد المتواضع للدكتورة زر نكار أثرا ملموسا في نفس القارئ بما أنها أبدعت في اختيار المصطلحات الشائعة المألوفة للناس على أنها مزيجة من الفصاحة والبلاغة فالكتاب يعرف القاري بالحضارة الهندية من جميع النواحي.
وقد كتبت د. زر نكار مقالات رائعة في المجلات العربية والأردية، عددها أكثر من عشرين. وهي شاركت في أكثر من 30 مؤتمرا من الدولية والوطنية وقدمت مداخل بحثية فيه، وألقت عدة محاضرات في كليات و أقسام من الجامعات الهندية. نذكر من أهم المقالات البحثية التي قد نشرت في أعوام ماضية قريبة:
- مساهمة المرأة الأندلسية في الشعر العربي، مجلة دراسات عربية، جامعة جواهرلال نهرو، (2348-2613)، العدد الثامن 2021م.
- أدب الرحلة العربي، مجلة الدراسات العربية، جامعة كشمير، (2231-1912)، العدد السابع عشر، ديسمبر2020م .
- صورة المرأة الهندية في رحلة نوال السعداوي، مجلة الجيل الجديد، (2581-3455)، يوليو-ديسمبر 2019.
- ملامح الثقافة الهندية في رحلة مؤرخ عراقي، مجلة التلميذ، (2394-6628) العدد الثاني عشر ديسمبر 2019 م.
- اللغة العربية في الأندلس الإسلامية، نقيب الهند، (2455- 5894) أكتوبر-ديسمبر 2019م
- المهاتما غاندي في رحلات عربية، مجلة آجكل، أكتوبر 2019م.
- مفردات القرآن: دراسة تحليلية، (ترجمة من الأردية)، مجلة الهند، إبريل-يونيو 2019م.
- تاريخ محمدي: مصدر هام لتاريخ الهند” في “مجلة مكتبة رامفور رضا”، العدد 31.
- “سفرنامة امرأة عربية إلى الهند” في “أردو دنيا”، المركز الوطني لترويج الأردية، عام 2017.
- حمدة بنت زياد المؤدب: خنساء المغرب” في “مجلة التلميذ”، يوليو في عام 2015 وما إلى ذلك.[11]
و في الختام أنا أقول أن الدكتورة هي من الشخصيات الهندية البارزة التي تؤدي دورا بارزا في إثراء الأدب العربي بممارستها الأدبية و تؤثر في تكوين شخصية الطلاب والدارسين. وإن الجهد المتواضع للدكتورة زرنكار يترك أثرًا ملموسًا، خاصة في محاولتها الأدبية ومساهماتها الرائعة في مجال الترجمة بعنوان “هندوستان میرى نظر میں”. براعتها في الترجمة تظهر كإبداعات أصلية، والقارئ ينغمس في رحلة عبر جميع أنحاء الهند بفضل اختيارها للغة سهلة وأسلوب جذاب. مهارتها في اختيار المصطلحات والتعبيرات تبرز بوضوح، وقد أتاحت تاريخ الهند وثقافتها لغير الناطقين بالعربية بشكل ممتاز.وأتمنى لها النجاح والسداد في المستقبل.
الهوامش
[1] – مجلة الينبوع، ص-43
– أخذت هذه المعلومات من السيرة الذاتية للدكتورة[2]
[4] – حصلت على هذه المعلومات بالاتصال الشخصى
[5] -نفس المرجع
[6] – الهند كما رأيتها، فتح الله أنطاكي ، ص-3
[7] – هندوستان ميري نظر ميں، مصنف فتح الله أنطاكى، مترجم ڈاكٹر زر نگار،ص- 13
[8] – نفس المرجع
[9] – نفس المرجع، ص 14
[10] -نفس المرجع، ص-12
– أخذت هذه المعلومات من السيرة الذاتية للدكتورة [11]
المصادر والمراجع
- الهند كما رأيتها، فتح الله أنطاكي، الطبعة الأولى،حقوق الطبع محفوظة للمؤلف.
- مجلة الينبوع ، العدد ١، ديسمبر ٢٠٢٣
- هندوستان ميري نظر ميں، مصنف فتح الله أنطاكى، مترجم ڈاكٹر زر نگار،رامپور رضا لائبريرى، رامپور، 2014
- راجع إلي: http://www.jnu.ac.in/content/zarnigar