سيد جميل الدين
بيانات الكتاب:
اسم الكتاب” مجلس إحياء المعارف النعمانية
اسم المؤلف: د. سعيد بن مخاشن الأستاذ المساعد بالجامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية بحيدرآباد
سنة الطبع: 2024م-1445ه
الصفحات: 317
الناشر: مجلس إشاعة العلوم بالجامعة النظامية، حيدرآباد ولاية تلنغانا،الهند.
سعر النسخة:500
صدر حديثا مؤلف قيّم باسم” مجلس إحياء المعارف النعمانية” باللغة العربية للأستاذ الدكتور سعيد بن مخاشن، وذلك في مجلد واحد، يغطّي 317 صفحة من القطع المتوسط، قام بطبعه مطبعة أبي الوفاء الأفغاني بالجامعة النظامية(الهند). والكتاب مزدان بمقدمة سماحة المفتي المفكر الإسلامي خليل أحمد( شيخ الجامعة بالجامعة النظامية)، وكلمة تقديرية لفضيلة الأستاذ الدكتور صلاح الهدهد(رئيس جامعة الأزهر الأسبق،وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف) فإنهما أشادا بهذا الكتاب. يقول فضيلة المفتي خليل أحمد -حفظه الله- في مقدمته: “قام عزيزي الدكتور سعيد بن مخاشن -حفظه الله- بعزمه و عمله الدؤوب على تأليف هذا الكتاب الذي يحتوي على حوالي ثلاثمائة وعشرين صفحة، ءوهو أول تأليف يقوم بتعريف هذا المجلس و أهدافه، لأنه لم يلق هذا الموضوع من الاهتمام في وقت سابق، ولكن كانت الحاجة ملحة إلى تعريفه،فقام المؤلف بسد الفراغ الهائل بعمله”.وقال الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد”لقد اطلعت على ما كتبه الباحث المجيد د/سعيد بن مخاشن، وهو جهد طيب إذ رصد فيه جهود مجلس إحياء المعارف النعمانية بما يقارب قرنا من الزمان، و أعضاء المجلس في خدمة تراث الأحناف على مرالزمان”.
و جمع المؤلف فيه حصيلة دراسات طويلة وعصارة جهود كثيفة ممتدة على خمس سنوات متتالية.
سطور عن المؤلف:
هو الأستاذ الدكتور سعيد بن مخاشن، تفتحت زهرة حياته بحارة عربية باركس بمدينة حيدرآباد الهند، أكمل حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالجامعة النظامية بحيدرآباد حيث أخذ فيها قسطا كبيرا من الدراسات العربية والإسلامية، و أحزر قصب السبق في المرحلة العالمية والفضيلة والتخصص في الحديث النبوي على صاحبه الصلاة والتسليم، واصل الدكتور مسيرته العلمية في القسم العربي بالجامعة العثمانية حيث حاز على شهادة الماجستير و شهادة ما قبل الدكتوراة وشهادة الدكتوراة. وقد اختار موضوع الدكتوراة “تطورالشعر الرومانسي في الكويت” وقدمها تحت إشراف أ.د. محمد عبد المجيد- حفظه الله- عام2014م. ساهم الدكتور مساهمة جادة في إثراء المكتبة العربية، ومن أهم إنتجاته العلمية كتابه “إسهامات العرب في إثراء الثقافة العربية في الهند”( ردمك (ISBN9781005583200 يغطي 317 صفحة نشرته دار النشر عناوين بوكس (الرياض ، المملكة العربية السعودية) ، وينطق الكتاب عن مآثر و إنجازات العلماء والأدباء من أصول عربية في الهند. ومن أعماله ترجمة الموسوعة الحديثية المسماة بـ زجاجة المصابيح والتي تعد من أعظم المؤلفات الحديثية وأنفعها في المستدلات الحنفية على طراز مشكاة المصابيح ألفها المحدث الهندي سيد شاه عبد الله النقشبندي الحيدرآبادي (1964م) نقل الدكتور متنها وشرحها من العربية إلى الإنجليزية، و برز لها خمسة مجلدات حتى الآن. ومن أعماله ترجمة الكتاب المتداول “الأنوار الأحمدية “في السيرة النبوية ألفه شيخ الإسلام الإمام محمد أنوارا لله الفاروقي(1336ه) -مؤسس الجامعة النظامية و أستاذ سلاطين الدكن وخليفة الشيخ إمدادالله المهاجر المكي- نقله الدكتور من الأردية إلى الإنكليزية. وهذا ماعدا الكتابات الأخرى ألفها الدكتور أو ترجمها، بعض منها مطبوع وبعض منها قيدالطبع. أما المقالات والبحوث العلمية المنشورة في المجلات العربية الدولية فحدّث عنها ولاحرج. وفي هذه الأيام يعمل الدكتور كأستاذ مساعد في القسم العربي بالجامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية بحيدرآباد الدكن.[1]
موضوع الكتاب:
عنوان أي كتاب وأية مقالة يكون خير دليل على التعريف بموضوع الكتاب، فالعنوان الرئيسي الذي يدور حوله هذا السفر الجليل هو تاريخ مجلس إحياء المعارف النعمانية منذ تأسيسه إلى أن توفي رئيسه الشيخ أبوالوفاء الأفغاني، واستعراض مساهماته في نشر الكتب الحنفية.
نبذة عن المؤسسة العلمية” مجلس إحياء المعارف النعمانية”:
هذه جمعية البحث والتحقيق أنشائها نخبة من العلماء بمدينة حيدرآباد الدكن عام 1349هـ المصادف4 سبتمر 1929م بعد صلاة الجمعة في مقر الجامعة النظامية. وتهدف الجمعية إلى تحقيق المؤلفات الحنفية التي كتبها أئمة المذهب ، وقد جاء في تقرير سنوي باسم” دعوة الإخوان” نشره المجلس بيان لأهداف المجلس وأغراضه، وهي كما يلي ملخصا[2]:
-طبع المؤلفات الغير المطبوعة للسادة الأحناف من الفقهاء والمحدثين ونشرها.
-طبع المؤلفات التي توجد فيها الأخطاء ونشرها، وطبع مؤلفات قلت نسخها ونشرها.
-جمع المخطوطات الهامة من مختلف بلاد العالم وصيانتها.
-تصحيح المخطوطات بكل تبصر وإمعان.
-التحقيق على أصول المخطوطات والتعليق عليها.
-أن تكون المخطوطات لأئمة الأحناف والسادة الفقهاء من الطبقة الأولى أو الثانية.
-أن ينشر الفقه الحنفي وأصوله.
-أن يتيح مكتبة تحوي مختلف العلوم ومتنوع الفنون، ومؤلفات الفقه للسادة الحنفية بشكل خاص.
-أن يتصل بالهيئات والمؤسسات التي تهتم بمؤلفات الأحناف ومخطوطاتهم.
هذه هي أمهات أغراض مجلس إحياء المعارف النعمانية وأهدافه.
مطبوعات مجلس إحياء المعارف
1-كتاب العالم والمتعلم للإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله
2- شرح الصدر الشهيد شمس الأئمة حسام الدين أبي محمد عمر بن برهان البخاري على “كتاب النفقات” للإمام أبي بكر أحمد بن عمر الخصاف الشيباني
3-كتاب الآثار لإمام أبي يوسف رحمه الله
4-الجامع الكبير للإمام محمد رحمه الله
5- كتاب الأصل للإمام محمد رحمه الله
6-كتاب الرد على سير الأوزاعي لأبي يوسف رحمهما الله
7-كتاب اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى
8- مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه
9-مختصرالطحاوي
10-أصول الإمام شمس الأئمة السرخسي
11-النكت للإمام شمس الأئمة السرخسي
12-كتاب الحجة على أهل المدينة للإمام محمد الشيباني
13-عقود الجمان في مناقب الإمام الأعظم للإمام شمس الدين محمد بن يوسف الصالحي الشافعي الدمشقي
14-أخبار أبي حنيفة وأصحابه للقاضي أبي عبد الله الصيمري
15-كتاب الآثار للإمام محمد الشيباني
16-التاريخ الكبير للإمام البخاري، وطبع المجلد الثالث من المجلس[3]
رغم هذه المساهمات والخدمات الملموسة التي قدمها مجلس إحياء المعارف النعمانية في مجال الفقه الحنفي على المنوال العلمي، إلا أنه لم يلق ذلك الاهتمام الفائق الذي يستحقه من دراسة أسلوبه وتاريخه وأعماله من قبل الباحثين والكتاب بأسباب مجهولة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي نعرض له قراءة.
آراء العلماء حول الكتاب:
قد قرظ على الكتاب نخبة من العلماء وشيوخ العلم مثل الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق بمصر، والشيخ الداعية الكبير المفتي خليل أحمد شيخ الجامعة بالجامعة النظامية حيدرآباد الهند-والشيخ العلامة سلمان بن عبد الفتاح أبوغدة. فقال الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد في تقريظه:” لقد اطلعت على ما كتبه الباحث المجيد د/سعيد بن مخاشن، وهو جهد طيب إذ رصد فيه جهود مجلس إحياء المعارف النعمانية بما يقارب قرنا من الزمان، و أعضاء المجلس في خدمة تراث الأحناف على مر الزمان، وبخاصة رأس المدرسة الحنفية الإمام -رضي الله عنه- وكذلك تلميذاه محمد بن الحسن الشيباني والإمام أبو يوسف رضي الله عنهم”. وكذلك أشاد الشيخ المفتي خليل أحمد حفظه الله جهود المؤلف فقال في تقريظه: إن خزائن العلمية مليئة بمخطوطات الفقه الحنفي ونفائسها التي تم هتك الستار عن بعضها، ولا يزال هناك الكثير من المخطوطات النادرة التي تحتاج إلى البحث والتحقيق، فاختار الإمام مولانا أبو الوفاء الأفغاني هذا الموضوع”.[4]
حاول المؤلف-حفظه الله- محاولة جادة في ترتيب الكتاب، وبذل قصارى مجهوداته في جمع المعلومات الهامة إلا أنه لم يوزّع الكتاب في الأبواب والفصول مما يتيسر الوصول به إلى المراد، بل جعله في العناوين والمباحث الكبرى فقط، لعل ذلك من كون الكتاب مترامية الأطراف و متعدد الجهات والبحوث.
محتويات الكتاب:
تناول المؤلف عدة من الجوانب التاريخية، يسرد الكاتب نخبة من أهمها، فهي كما يلي:
- تأسيس مجلس إحياء المعارف النعمانية
- المعارف النعمانية وإحيائها
- دستور مجلس إحياء المعارف النعمانية
- أهداف المجلس
- مخطوطات دافعة لإساء قواعد مجلس إحياء المعارف النعمانية
- منهج أعمال اللجنة
- المجلس التنفيذي
- الجمعية التابعة لمجلس إحياء المعارف النعمانية بمصر
- المراكر التابعة لمجلس إحياء المعارف النعمانية بحلب- شام
- الكتب النادرة التي رأت النور بعد تحقيقات مجلس إحياء المعارف النعمانية وتعلقياته وتحشيته
- وصول مجلس إحياء المعارف النعمانية إلى المراكز العلمية في الهند والدول الأخرى
- مقالة الإمام الأفغاني في مجلة “المجمع العلمي العربي”
- اعتناء المجمع العلمي العربي بالرد على مقالة الإمام الأفغاني
- تعليق الشيخ القاضي أطهر المباركفوري على مجهودات المجلس
- مطبوعات المجلس وطريق البحث فيها
- أوليات المجلس
- مكانة التحقيق والمحققين للمجلس على درجة المحققين بأوربا
- تقدير المنظمات الدولية بخدمات المجلس وتحقيقاته
- ثقة كبار علماء العالم ببحوث المجلس وتحقيقاته
- الشيخ محمد إبراهيم الكتاني، من الرباط المغرب الأقصى
- رسالة الشيخ محمد رفيق السقطي، صاحب داة المعارف للطباعة والنشر، من تونس.
استغرقت كتابة هذا السفر الجليل زهاء خمس سنوات، أتعب المؤلف نفسه خلال جمع المعلومات غير المعروفة بين الأوساط المثقفة، وتوصل بذلك إلى نتائج ذات قيمة كبيرة كما أنه بذل قصارى مجهوداته في نخل مادة البحث وتنقيح الأخبار والمعلومات وتقديمها بأسلوب علمي.
يقول المؤلف الفاضل وهو يذكر الباعث على تأليف هذا الكتاب المستطاب:” فكان من أعظم أماني أن أتشرف بحمل أعباء الكتابة عن هذا المجلس الذي قد شد علماء العالم رحالهم إليه من مختلف أرجاء العالم و أتوا على بابه زرافات ووحدانا، فلما ألح بي الشوق لأخذ نزر بسيط من محيط مجلس إحياء المعارف النعمانية الذي له منازل في القلب، ودرجات في الحب، وجدته دائرة المعارف لفظا ومعنى، كما وكيفا، بحثا وتحقيقا، أهمية ومرتبة، ولا أبالغ فيه، إذا صح التعبير، أن أحدا لا يملك نفسه أمام هذه البحوث والتحقيقات إلا خر مشيدا ومثمنا للمجهودات الجبارة التي بذلها علماء الجامعة النظامية رغم قلة المواردفي حصول أمهات الكتب المبعثرة في الفقه الحنفي، واستفرغوا الجهود في إتمام السلسلة التي بدأها المجلس من استنساخ نوادرا الكتب من أوربا وآسيا وإفريقيا، ثم القيام بالبحث والتحقيق والتعليق عليها، حتى زادت خزانات العالم بمطبوعاته وتحقيقاته زيادة مهمة.”
هذا الكتاب إن دل على شيئ فإنه يدل على أهمية مجلس إحياء المعارف النعمانية، وخير شاهد على مساهماته وإنتاجاته في إثراء المكتبة الحنفية وعرضها في ثوب جديد منقح. ومن محاسن الكتاب أنه لا يتناول الموضوع تناولا جافا بل يقدمه تقديما ممتعا، وجدير أن يقرأه كل من اعتنى بالفقه الحنفي. وإن الكتاب يدفع كل قارئ نحو اعتراف نبوغ المصنف وسعيه المشكور، وهو الذي قام بهذه المهمة خير قيام، وعرض تاريخ المجلس بإحسان وإتقان، و قد سد فراغا هائلا كان منذ تأسيس المجلس. فجزى الله المؤلف خير الجزاء.
أخيرا نحن نهنئ المؤلف على تقديم هذه التحفة العلمية والتاريخية إلى أوساط الفقه الحنفي ، ونرجو أنه لا يحرم المولعين بالفقه بإنتاجاته العلمية والتاريخية، والله ولي التوفيق.
الهوامش
[1] راجع لمزيد من التفاصيل عن حياته العلمية: إسهامات العرب في إثراء الثقافة العربية في الهند
تأليف: د. سعيد بن مخاشن، دار النشر:عناوين بوكس،ص:280
[2] مفتي رحيم الدين: دعوة الإخوان لإحياء معارف النعمان، مجلس إحياء المعارف النعمانية، مطبعة أعظم استيم، شارمينار حيدرآباد، ص 21.
[3] الدكتورسعيد بن مخاشن: مجلس إحياء المعارف النعمانية، مطبعة أبي الوفاء الأفغاني، حيدرآباد، ص:111
[4] المصدر السابق:ص6-7