Main Menu

تعريف مخطوطة “منتخبة من كتب الصحاح” لشیخ الإسلام محمد أنوار الله فضیلت جنك (المجلد الأول والمجلد الثاني)

سيد محمد قطب الدين الجيلاني

باحث الدكتوراة  العربية الشرقية

كلية اللغات الشرقية بالجامعة العثمانية

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقویم، ثم علمه مالم یعلم. والصلاة والسلام علی من کان نبیا آدم بین الماء والطین.

هنا أريد أن ألقى الأضواء، وأقوم بتعريف لرسالة “منتخبة من کتب الصحاح لشیخ الإسلام محمد أنوار الله خان الملقب بفضیلت جنك”.

وإن شيخ الإسلام العارف بالله العلامة محمد أنوار الله الفاروقي – مؤسس الجامعة النظامية الشهيرة في جنوب الهند- اهتم اهتماما كبيرا بإثبات العلم الباطني والتصوف من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلسان الأسرار والحقائق لم یزل ولا یزال، منادیا في العوالم بأوضح مقال وحال، فقدموا وسارعوا إلى أفضل الإیمان والإحسان والإسرار والحقائق الإلهية والکنز الخفي من حیث الذات والصفات والأفعال والأثار والجلال والجمال والأحدیة والوحدة والواحدیة.

عقب ذلك، فبما أن معرفة الله عز وجل ومدارها لدی العارفین والمحسنین والمقربین، الذین لا خوف علیهم ولا هم من المحزونین، هوالعلم بالحقیقة المحمدیة الذاتیة والظهوریة، والمظهر الأول والتعین الأول في الوحدة، یعني القاب بین القوسین: هما الأحدیة والواحدیة، ومن کانت حقیقته عبارة عن برزخ البرازخ، ومن لیست وراءه غایة، لأنه القائل “لي مع الله وقت لا یسع فیه نبي مرسل ولا ملك مقرب”

وصرح صراحة جمیلة بعقد ترجمة الحدیث بنفسه وبلفظه “إثبات علم الباطن”.

“والأجدر أن یقال: إنا المراد لصاحب المخطوطة هوالإحقاق والتصحیح ونشر علم الباطن بأبهى حلة خدمة للرکن الثالث من أرکان الدین الإسلامي الکامل، وهوالإحسان، أى علم الباطن والتصوف، حیث جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الإحسان رکنا ثالثا لبناء الدین الإسلام، وبدونه لا یتصور تکمیل الدین الإسلام، لأنه صلى الله عليه وسلم قال: في خاتمة الحدیث “أتاکم جبرئیل لیعلمکم دینکم”.

فظهر به أن الدین الإسلام محیط ومشتمل علی ثلاثة أمور، وهي: الإسلام والإیمان والإحسان معا.

بناء علیه قد جعل الشيخ هذه الأمور الثلاثة قوام موضوع ومبحث المخطوطة بکتب الصحاح الستة دالا ومشیرا إلى أن ملاك وأساس أمر الدین الإسلام الکامل، هوعلم الظاهر عموما وعلم الباطن خصوصا معا، وهما: لازم وملزوم، کالظهر والبطن.

فتری هذا الجوهر في حیاته الکاملة بأنه ظعن إلى الثریا ظاهرا، وصعد إلى السدرة باطنا، وأدّی حقهما حق أدائه علما وعملا وقالا وحالا وتصنیفا وتألیفا، ولکن ذاعت صیته في الآفاق، وثبتت سطوة علمه علی جریدة العالم بحیثیة علم الظاهر فقط بنسبة الجامعة النظامیة بحیدرآباد.

ولکن الأمر لیس کذلك، بل هوکان فرید عصره، ووحید زمانه بحیثیة علم الباطن بأن تشهد وتدل علیه کتبه القیمة المحیطة علی علم الباطن والتصوف، إذا المراد:

(1) مجموعة مختارة من أحادیث الکتب الصحاح الستة، مخطوطة محفوظة في مکتبة الجامعة النظامیة.

وقد وضع شیخ الإسلام فیها تراجم یبلغ عددها مائتین تقریبا علی أحادیث الصحاح الستة بعناوین متفرقة هامة، خصوصا في علم الباطن والتصوف والإحسان والحقائق والأسرار المکنونة وبتزکیة النفس وتصفیة القلوب وتجلیة الروح، وتملیة النور والوحدة الوجود، والوحدة الشهود، والحضور بالله، والربط مع الله، والتجرد عما سوی الله، والإستواء علی العرش، ورؤیة الباري تعالى، والإحاطة والإدراك بخلائقه سبحانه وتعالى، والشفاعة، وسماع الموتى، وتقبیل الرجل وأیدی الهداة والقدوة، وغیرها من المباحث المتعلقة بالمخطوطة.

خصائص وميزات الكتاب

إن هذا العمل والجهد المبذول من قبل المؤلف العلام جهد مهم، وإن هذا العمل الذي قام به العلام ليس عمل تافه كما يظن ويرى بعض الناس، ولكن هذا العمل قيمة بليغة؛ لأن المؤلف  أراد بالعمل واستوعب كتب صحاح الستة، واستخرج من هذه الكتاب الآلي والمعاني  المزيدة، والمطالب القيمة في الإحسان والتزكية وتصفية الباطن الذي هو جزء أساسي مهم في الشريعة الغراء، وأنه  ما عمل خلال اختيار الأحاديث إلا إقامة  العناوين على المعاني والمطالب المقصودة ، والفوائد البهية بالتراجم.

  • إن المؤلف قد استقی مادته العلمیة من کتب الصحاح الستة، ومن أشهر شروحاتها المتداولة بین أیدی الأوساط العلمیة، امثال: إرشاد الساري شرح البخاری للقسطلاني المتوفي سنة 923هـ وکتاب مسلم وشرحه للإمام النووي وغیرهما من شروحات الأربعة البقیة من کتب الصحاح الستة، وتأثر تأثرا واضحا وجلیا، کما ذکر النصوص وبذل الجهد في استیفاء الکلام علی المسائل التي سماها مؤلفنا ب “الفوائد الفریدة ومنافع کثیرة عدیدة”.
  • وحفلت تألیفه هذا بالتعلیقات الثمینة القیمة، فقد کان رحمه الله إذا لاح له – وهویقرأ شرح البخاري للقسطلاني وشرح النووي لمسلم، وموضع یحتاج إلى تعلیق لإیضاح مبهم یسارع إلى إثباته في حاشیة الکتاب، وکانت هذه الفوائد التي لا یقوی علیها إلا عالم ثبت متمکن کمؤلفنا، معروضة لکل وارد أحب أن ینتفع بها.
  • وکان المؤلف معلما بالمعنى الرفیع للکلمة، فبدأ علی القراءة والمطالعة، وأحب العربیة وعلومها الحب الجم، وکان طلعة لا یرید أن یفوته شيء في الباب الذي ندب نفسه للقراءة والإقراء فیه، فأکبّ علی الکتب المصادر التي ألفها العلماء الأقدمون، وما زال یدارسها حتى کشفت له أسرارها، وتبین أصولها ومرامها ثم ضم إلى ذلك ما ألف.
  • فهذا الكتاب حافل بالفوائد القيمة، والمعاني الدقية، لا بد لكل أحد أن من له نزعة واهتمام بالتصوف والإحسان والتزكية بالباطن أن يقرأه، ويستفيد به، وخاصة لما أن مؤلفه كان له اهتمام كبير بعلم الحديث، بأنه لاستخراج هذه المعاني وللاستنباط تلك المطالب طالع كتب الصحاح السنة، وغاص في بحار علم الحديث الشهير المتداول بين الناس، واستخرج المعاني الجديدة العلمية من بحار علوم الحديث الشريفة، وقدم أمام الناس باقة قيمة من الأحاديث في ضوء الفوائد المستنبطة من تلك الأحاديث من صحاح الستة ما يهمهم وينفعهم من المعاني والمطالب الثمينة.
  • فمثلا هنا أريد أن أثبت هنا بعض العناوين والتراجم القيمة التي استنبطها المصنف : “إثبات علم الباطن” و” أوتيت الشفاعة دليل على أنه قد أذن له من الشفاعة” و” رؤية من وراء ظهره” و” شعره أحب من الدنيا وما فيها” و” الاستدلال لعموم اللفظ لا لخصوص السبب والمعنى” ، و” التأثير مار ود في الحديث دون معناه” و ” والاستبراك بالنخامة والبزاق” و” التحري لللقبلة يكفي” و” حماد شيخ أبي حنيفة” و ” الشفاء بوضوءه ” و” التبرك بشرب ماء مجج فيه ” و” الاقتتال على وضوءه “و” والنساء يذهب عقل الرجل الحازم” و ” الصدقة من الميت مفيد ” و” تسنيم القبر ورفع التعارض الواقع بين وبين حديث تسوية القبور” و” السنة لا نترك بموافقة أهل البدع فيها ” و” الاجتناب من تزكية الناس ولا دريعة” و”التبرك في الدفن بجواء الصلحاء” و” المنع من سب الأموات ” و” أصل سبب إيمان جن ” و” التزام ” قل هو الله أحد” في كل صلاة وعدم منعه ” و” كشفه عليه الصلاة والسلام وخصصه كلمة ابتدرها الملائكة” وغيرها.  من العناوين القيمة والتراجم المفيدة من  الأحاديث المختارة من الصحاح الستة.
  • هذا العمل يتقضي المرونة والإلمام بالأحاديث النبوية الشريفة، والذهن المتوقد، والعلم الوسيع ، والتعبير الصحيح، والفهم الفطين ، هذا أمر باهر أمام الناس إن مؤسس الجامعة النظامية الشيخ كان له درك وحنكة في العلوم والمعارف، وقد اعترف مؤهلاته العلمية أهل مصره وعصره، وكان يجمع  بالعلوم الظاهرة والباطنة على السواسية.
  • لن أقول كاذبا  في  القول بأنه  في استنباط مثل المعاني حذا حذو الإمام البخاري ، ويعرف كل أحد مكانة تراجم البخاري في صحيحه، ولكن أنه قيد نفسه في أحاديث الصحاح الستة، واستخرج المعاني والمطالب القيمة في التزكية والإحسان، وهذا مما يحرضنا على الاعتماد بمثل هذا الكتاب ، والمجلد الأول منه يشتمل على أحاديث الصحيحين البخاري ، والمسلم، والمجلد الثاني :  يحتوي على الكتب الأربعة الترمذي، وأبي داؤد، والنسائي وابن ماجة، وهذا الأمر يكفي على الاعتماد على الأحاديث بأنه استقى  تلك الفوائد من هذه الأحاديث .
  • مما يزيد قيمة الكتاب أن مرجع هذا الكتاب كتب الستة المشهورة، المعلومة ، وبعض المعلومات القيمة من قبل المؤلف والفوائد البهية في الهوامش المستفادة من شرح القسطلاني  للبخاري، وشرح الإمام النووي  للمسلم وغيرها.
  • لا بد لكل أحد لما يجمع هذا الكتاب ميزات قيمة، أن يكون أصل أصيل لكل عالم وطلبة علم يريد أن يقتحم في ميدان التزكية والإحسان، لأنه استنبط الإحسان والتزكية مباشرة  بالكتب الصحاح ، هذا أمر مهم ، لا نجد  كتابا في القرن الماضي والحالي جامع  مستنبط  للعلوم الباطنة من الأحاديث الشريفة النبوية، فقد قام بتفريع الفوائد على الأحاديث فقط لاغير، وأما هذه الأحاديث مقبولة مطلوبة عند الناس، فأحال المنصف كل الأحاديث في استخراج المعاني والمطالب إلى مصادرها من الصحاح الستة، فهو الناقل  للأحاديث من كتب الصحاح ، والمنتخب من بين هذه الذخيرة الهائلة، واستنباط الفوائد في علم الباطن من كتب الصحاح، وإلا كل من  هب ودب في هذا الموضوع فقد يؤرطه ويوقعه فيما لا يهمه الأمر من الضلالة والشذوذ .
  • أخيرا هذا الكتاب موسوعة حقيقية في علم التصوف والإحسان ، يشتمل على مجلدين استطاع فيه المؤلف أن يوضح فيها علم الباطن مستفادا من كتب الصحاح، وهذا يدل على طول باعه في العلوم الحديث الشريف، ومقدرته العلمية، وولعه  وشغفه الزاائد بالعربية، هذا الكتاب حقا نبرا ومدرسا ومثلا يحتذيه، وهو يتناول تراجم حول العناوين المختلفة القيمة، أراد  المصنف من بين اختيار الأحاديث النبوية الشريفة  استخراج المعاني القيمة، وساق فيها الأحاديث من صحاح الستة ، وقسم كتاب إلى  أبواب مختلفة، وتناول في باب موضوعا خاصا ساق فيه ما وقف عليه من الأحاديث.
  • فهذا الكتاب سعادة من قبل العلامة، لا بد الإفادة والاقتناء بهذا الكتاب ولكنه لم يحقق تحقيقا علميا، فأردنا تحقيق الكتاب ، وشرحه، ونشره ، وشرح بعض غريبه ، خال عن التصحيف والتحريف،
  • إن المنصف أراد من وراء هذا الكتاب إيقاد الجذوة النارية الإيمانية في قلوب العباد المتقين ، وشحنهم بشحنات من العاطفة الدينية ، ومن يعرف هذا العالم الجليل أنه شغل كل وقته في العلم والدعوة إلى الله ورعاية بذرة التي بذرها في  صورة الجامعة النظامية، بتوجيه الناس إلى  الله عز وجل، وإلقاء الدروس والخطب التي يحضرها الناس.

عملنا في الكتاب :

أولا :  إن هذا الكتاب مخطوطة، وإني أود حسب المقدرة إخراج النص سلیما خالیا من الأخطاء الأملائیة، والکتاب لم یکن له مخطوط آخر سوی ما في أیدینا الذي قد تم نسخه من ید سید إبراهیم، فلذا لم تکن لنا حاجة ماسة إلى اختلاف النسخ، ولکن استعين في ضبط النصوص بالمصادر التي رجع الیها المؤلف ونقل منها، کصحیح البخاري وصحیح مسلم، وإرشاد الساري شرح البخاري، وشرح النووي شارح مسلم وغیرها من کتب الحدیث واللغة، واضفنا مراجعة عمدة القاري شرح صحیح البخاري للإمام العلامة بدر الدین محمد محمود بن أحمد العیني المتوفي سنة 855هـ، بل جعلناه مصدرا هاما لتحقیقنا هذا التألیف، وکتاب مرقاة المفاتیح للعلامة ملا علی القاري المتوفي سنة 1014هـ ومن کتب اللغة قد اعتمدت أیضا علی کتاب “النهایة في غریب الحدیث” للإمام أثیر الدین الجزري وغیره من کتب الرجال.

ثانيا:    وجملة الأحادیث التي وقع علیها إنتخاب المؤلف قد أقارنه من الأصول وهی کتاب الصحیح للإمام البخاري وکتاب الصحیح للإمام مسلم بن الحجاج، فوجدنا هناك بعض الخلافات القلیلة الیسیرة أو بعض السقطات فصححناها أواثبتناها بین القوسین أو المربعین.

ثالثا:    أضبط ما اشکل من کلمات والفاظ تحتاج ضبط.

رابعا:    أقوم بتخریج الأیات القرآنیة کما اسندناها إلى ارقام الأیات مع السور.

خامسا: وکذلك تخریج الأحادیث النبویة کما أعزيه إلى کتاب وباب وأرقامها بل اضفنا إلى من أخرجها الاخرون من المحدثین.

سادسا: وأترجم عن طریق الإیجاز لبعض من ورد ذکره في نصوص الأحادیث وفي إسنادات الأحادیث.

سابعا:  وأضع فهرسا عاما للکتاب. وهذا هو عملنا في الکتاب، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمین.

الناسخ المدعو”سید إبراهیم” ولفظ النص “تمت (الکتاب) بید العاصی الراجی عفو ربه الرحیم سید إبراهیم. غفرله ولوالدیه”.

وهذا صریح بأن نسخ التألیف لم یکن بید المؤلف، بل إنما فقد تم بید أحد تلامیذه، کما تقدم عن علم الشیخ وفضله وطرقه في التدریس، فتلقی العلم علیه جمهرة کبیرة انتفعوا بعلمه فتاثروا بفعاله ودونوا أثاره وقیدوا فوائده، والإسم المشار الیه ربما یکون أحد تلامیذه قد قید هذه الفوائد ممتثلا بأمر شیخه.

مهما کان، إن المخطوط فخطه خط واضح وحسن، فبعضه رقعی والآخر غیر ذلك.

وتقع هذه المخطوطة في اثنتین ومائتین (۲۰۲) ورقة.

وتجدر الإشارة أیضا بأن هذه المخطوطة الکاملة تقع في مجلدین، قد اجرین العمل علی أحدهما والآن أنا بصدد المجلد الثاني، المجلد الأول المحتوی علی منتخبات الأحادیث من صحیح الإمام البخاري وصحیح الإمام مسلم بن الحجاج، والجزء الثاني یشمل منتخبات الأحادیث من الاربعة البقیة من کتب الصحاح الستة، والحمد لله علی ذلك.

التعريف بالمخطوطة:

إن المخطوطة لهذا التالیف المسمی “منتخبة من کتب الصحاح محتتویة علی فوائد فریدة ومنافع کثیرة عدیدة” وهي مخطوطة وحیدة، لا اخت لها وإنما قد حفظتها مکتبة الجامعة النظامیة الکائنة بحیدرآباد في ولایة تلنغانه، والجامعة المشار إلیها قد رجعت نسبة تاسیسها إلى المؤلف نفسه.

المجلد الأول يبتدئ من صفحة 1 إلي 202، والمجلد الثاني يبتدئ من صفحة 203، وينتهي على 399، وكل صفحة منها تشتمل على ثلاث عشرة، وأربع عشرة وخمس عشرة سطرا، وبعض منها محتوية على ست عشرة سطرا على حسب اختلاف المواضيع، والناسخ للمخطوطة اسمه سيد إبراهيم علي، وقد نسخ اسمه في نهاية كل الفوائد المنتخبة من كتب الصحاح.

والمخطوطة قد قید الناسخ علی رأس الورقة منها حسبما یلی:

“منتخبة من کتاب الصحاح محتویة علی فوائد فریدة ومنافع کثیرة عدیدة، لمولانا العلامة والبحر القمقام مولانا الحاج الحافظ المولوي محمد أنوار الله صاحب. مدظله العالي آمین” 27/ الجمادي الثانیة سنة 1305هـ، وبجانب المخطوطة ختمان لمکتبة الجامعة النظامیة، وفي احدهما مکتوب: الجامعة النظامیة، وفي أخرهما مکتوب، تنقیح سنة 1400هـ

ولم یکن هناك إلا التفصیل المذکور آنفا. “مدظله العالي” المکتوب علی رأس الورقة للمخطوط یفیدنا أن المخطوط قد تم نسخه، وکان مؤلف التألیف علی قید الحیاة، وهو صحیح، لأن المؤلف کانت سنة وفاته سنة 1336هـ، فمعنى ذلك أن التألیف قد برز في الوجود قبل ثلاثین سنة أو أکثر من وفاة المؤلف. وأما میلاد المؤلف، فهو في سنة 1264هـ

وهذا أیضا صریح وواضح بأن خط المخطوطة لم یکن خط المؤلف، لأنه یختلف بعضه عن بعض، بل إنما قد نسخه ناسخان أو أکثر، وربما یکون هناك ناسخ لا غیر، ونسخه هو بخطوط یختلف بعضها عن الآخر، کما یشیر النسخ الواقع علی نهایة الورقة من المخطوط إلى أن النسخ قد قام به سیکون العمل أی نقد الدراسة علی فوائد منتخبة من کتب الصحاح وغیرها علی نهج التحقیق الجاري علی أیدي الکتاب والدراسین.

الملجلد الأول من المخطوطة لم تذكر اسم الناسخ في أي مكان، ونجد في المجلد الثاني اسم الناسخ في نهاية الفوائد المنتخبة اسم سيد ابراهيم إلا في موضع واحد منتخبة لابن ماجة، ونجد هناك العبارة :

“حسب الإرشاد فيض نياز حضرت مولوي محمد أنوار الله صاحب قبله، مد الله فيوضه بقلم نياز رقم خاكبائي عالم : محمد امير الدين جابري”.

نبذة مزيدة في مخطوطنا:

والمخطوط الذي کنت في صدد التحقیق والتعلیق علیه واحیائه وابرازه بین القراء ورجال العلم قد سماه صاحبه وهوالناسخ له بإسم:

“منتخبة من کتب الصحاح، محتوی علی فواید فریدة ومنافع کثیرة عدیدة”

والذی وقع اختیاري علی جزء خاص وهو الجزء الثاني، وهو تضم الفوائد المنتخبة من جامع الترمذي، والنسائي، وسنن أبي داؤد، وسنن ابن ماجة.

1-    “الفوائد المنتخبة من جامع الترمذي” تشتمل على أربع وستين صفحة، من صفحة المخطوطة : 203 إلى 266، وبدايتها : “بسم الله الرحمن الرحيم” أبواب، باب في الاستنجاء بالحجر من الطهارة، قال أبوعيسي سألت عبد الله بن عبد الرحمن أي الروايات في هذا عن أبي اسحاق أصح، فلم يقض فيه بشيء، وسألت محمدا عن هذا فلم يقض فيه بشيء……..

وتنتهي بعبارة :

“عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وعد الرجل، وهو أن يفيء به ، فلم يف فلا جناح عليه.

2-    “أحاديث السنن النسائي” تشتمل على ستة عشر صفحة، من صفحة المخطوطة : 267 إلى 282، وبدايتها : “بسم الله الرحمن الرحيم” كتاب الطهارة، عن أبي موسي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستاك، وطرف السواك على لسانه وهو يقول: عا، عا………

وتنتهي بعبارة :

“عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، ومؤمن فمن أمنه الناس على دمائهم وأموالهم.

3-“الفوائد المنتخبة من سنن أبي داود” تشتمل على سبعة وسبعين صفحة، من صفحة المخطوطة : 283 إلى 359، وبدايتها : “بسم الله الرحمن الرحيم” كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، عن معقل ابن ابي معقل الأسدي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط……..

4-“باب الأحاديث منتخبة من كتاب لابن ماجة ” تشتمل على أربعين صفحة، من صفحة المخطوطة : 360 إلى 399، وبدايتها : “بسم الله الرحمن الرحيم” باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أهناه، وأهداه وأتقاه ……..

وتنتهي بعبارة :

“عن أم سلمة قالت : والذي ذهب بنفسه صلى الله عليه وسلم ما مات حتى كان أكثر صلاته وهو جالس، وكان أحب الأعمال إليه العمل الصالح الذي يداوم عليه العبد، وإن كان يسيرا.”.

ولهذا الجلد الثاني ارتباط علی أربعة کتب من الصحاح الستة في الأصل:

فهذا المخطوط- هکذا- قد أتى في مائة وسبع وتسعین صفحة وهذا الإسم المذکور هو بذاته یشیر إلى ما یتعاطاه صاحب المخطوط، يعني لم یشمل هذا المخطوط جمیع الجامع الصحیح للترمذي بل إنما هوملتقطات ومقتطفات مع أبواب الجامع للترمذي فصاحب المخطوط قد استنبط من الأبواب المختلفة فوائد علمیة بل ربما یمکن لي أن أقول: وفوائده المستنبطة من تلك الأبواب تبلغ إلى درجة الإجتهاد أی الإجتهاد في المذهب، فمن هذه الجهة ینال هذا المخطوط درجة الإهتمام الأهم، لأنه یقوم کبیر الإهتمام بفقه الأحادیث النبویة عن طریق إشارة النص، وأما معاني الأحادیث فهي تتضح من عبارة النص.

المؤلف بين التاثر والتاثير:

والمؤلف قد قرأ کتب الصحاح الستة، ودرس ما فیها من طرائف ونکت، وتعابیر بیانیة، وفیها کان یعثر علی کلمات فصیحة، ویقف علی النکات واللطائف.

ثم کتب بعد ذلك خلاصة نقده ودراسته واستنتاجاته، وشغل ذلك کتاب 203صفحة، إلى 399.

وجدر بي الإشارة أن هذا التالیف لم یکن شرحا وتفسیرا لکتب الصحاح الستة، بل إنما هو مختارات ومقتطفات الأحادیث الواردة في تلك الصحاح، المؤلف لتحقیق مرامه هذا قد وقع اختیاره اولا علی الشروحات الخاصة لکتب الصحاح، إلا وهي: إرشاد الساري في شرح صحیح البخاري للعلامة أحمد بن محمد بن أبي بکر بن عبد الملك القسطلاني القاهري الشافعی (851-923هـ) الذي جاء شرحه في عشر مجلدات کبار (قد تم طبعه أول مرة تحت المطبعة المیریة ببولاق مصر المعزیة سنة 1323هـ) ومؤلفنا محمد أنوار الله الفاروقي قد جعل هذا الشرح مصدرا هاما لاقتطاف النکات وإقتباس اللطائف العلمیة والرموز الصوفیة والإرشادات الدینیة والمسائل الأصلیة والدقائق العقلیة والنقلیة لأدلة الأحکام الخلافیة، وللناس فیما یعشقون مذاهب. وذلك ان مؤلفنا قد درس هذا الشرح المسمی “إرشاد الساري” بإمعان وبفکر علمی ثم نقل نفس الحدیث الذي أخرجه البخاري في صحیحه ثم یعلق علیه خلاصة نقده ودراسته واستنتاجاته بدون شرح وتعلیق علیه، ومثل استنتاجاته هذه قد اسماها “الفوائد”.

 خلاصة القول: إن هذا الكتاب القيم من بين الكتب المهمة للشيخ أنوار الله الفاروقي في علم الباطن والتزكية الإحسان، يجمع اللطائف والمعارف القيمة المنتخبة من بين الأحاديث الستة المتداولة المعروفة بين الناس ، فقد قام بإقامة تراجم قيمة على تلك الأحاديث المنتخبة من بين الكتب الصحاح .

 

*****

المصادر والمراجع

  • مخطوطة منتخبة من كتب الصحاح، محتوية على فوائد فريدة، ومنافع كثيرة عديدة، لمولانا العلام والبحر القمقام مولانا الحاج الحافظ المولوي محمد أنوار الله (مد ظله العالي)، المجلد الأول، 27، جمادي الثاني عام ،1305ه.
  • مخطوطة منتخبة من كتب الصحاح، محتوية على فوائد فريدة، ومنافع كثيرة عديدة، لمولانا العلام والبحر القمقام مولانا الحاج الحافظ المولوي محمد أنوار الله (مد ظله العالي)، المجلد الثاني، 27، جمادي الثاني عام ،1305ه.
  • رسالة الدكتوراة، القسم العربي بالجامعة العثمانية: دراسات نقدية لرسالة منتخبة من كتب الصحاح، المجلد الأول، لشيخ الإسلام محمد أنور الله فضيلت جنك رحمه الله، لسيد محمد ناصر الدين جيلاني، ربيع الأول المنور، 143ه، مارس 2010م.