عبد المنير ب
باحث قسم اللغة العربية، جامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي
تقع ولاية كيرالا في جنوب الهند، وإنها ولاية مثقفة، وأهلها شهير في العلم والعمل والتجارة، وإنها تقع في شاطئ البحر، ولذا كانت التجارة سهلة مع البلدان العربية الأخرى، وهذا تسبب للعلاقة الوثيقة بين العرب والهند، فعلاقة ولاية كيرالا مع العرب واللغة العربية بدأت منذ قرون طويلة. نشأت هذه العلاقة وترعرعت بالتبادلات التجارية والثقافية. ثم تطورت هذه العلاقة مع مروز الزمن، واشتهرت المنطقة لبروز عديد من العلماء والشعراء والأدباء والكتاب في الأدب العربي مع أن أصحاب أهلها لا ينطقون اللغة العربية.
هذه المقالة محاولة متواضعة لاستطلاع مختلف مراحل تطور اللغة العربية ونظام تدريسها في ولاية كيرالا عبر العصور، تركيزا على المؤسسات العلمية تحت الإدارة الحكومية مباشرة أو بدعمها المالي، وهذه الظروف ساعدت وأسهمت في انتشار هذه اللغة في التيار العامة حتى أن صارت لغة إضافية في المدارس العامة. أما البحث في تطور دراسة اللغة العربية يعني المسايرة مع تاريخ الرحلات التجارية والعلاقات الدبلوماسية بين ملوك كيرالا والعرب، وتاريخ الدعوة الإسلامية والأمة المسلمة في سواحل كيرالا، وذكر أعلام وعباقرة لغوية ودينية ومراكزهم في هذه المنطقة الصغيرة فهو موضوع ذات الاهتمام بين الباحثين والكتاب.
العرب ولغتهم في منطقة كيرالا:
بدأت علاقة كيرالا مع العرب منذ قرون قبل الميلاد. وكانت له أسباب، منها محل وقوع ولاية كيرالا، والعلاقة التجارية، وقدم ثقافتها وغيرها. ويشهد الشعر العربي الجاهلي هذه العلاقة التي كانت قائمة بين العرب وكيرالا.
ترى بعر الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل[i]
تسربت اللغة العربية إلى الحياة التجارية نتيجة لهذه التبادلات والاحتكاك، وأخذ أهالي سواحل كيرالا يتعلمون هذه اللغة بغاية تبادلات فعالة بين العرب.
وكانت علاقة سكان كيرالا مع اللغة العربية في أول الأمر علاقة تجارية أو بغاية اقتصادية، ثم تحولت إلى أهمية دينية وثقافية وعاطفية. وهذا بعد قدوم الإسلام إلى هذه المنطقة. وأول من قدم إلى كيرالا بدعوة إلى دين الإسلام هو مالك بن دينار (رحمه الله عليه) مع أصحابه. ومن ثم بدأت دراسة اللغة العربية في المنطقة تتطور تدريجيا إلى صورة منتظمة.
المعاهد العربية القديمة:
وقد قدم نور الإسلام إلى كيرالا في القرن الأول الهجري بطريق التجار العرب المسلمين. ومن ثم أتت إلى هذه المنطقة وفود الدعاة، وأول من توطأ في كيرالا بقصد الدعوة الإسلامية هو مالك بن دينار رضي الله عنه مع أصحابه. تلاحظ الشيخ زين الدين المخدوم صاحب ’تحفة المجاهدين‘ عن وصول دعاة الإسلام إلى كيرالا: “أما تاريخه فلم يتحقق عندنا، وغالب الظن أنه كان بعد المئتين من الهجرة النبوية.”[ii] وبنى مالك بن دينار وأصحابه مساجد كثيرة في أنحاء بلاد كيرالا.
علاوة على قد أتى كثير من العرب مع أسرتهم إلى كيرالا واستوطنوا بها. ومنهم أسرة الباعلوية بباليفتن، وأسرة البخاري بشافاكاد، وأسرة الجفري بملابرم، وأسرة الشيرازي بنادابرم، وأسرة البافقية بكويلاندي، وأسرة المخدوم المعبري بفنان. وانتشر الإسلام في كيرالا نتيجة لمحاولة هؤلاء الكبار، واعتنق عديد من سكان كيرالا الإسلام.
خلال هذه الفترة، تحولت دراسة اللغة العربية من أهمية تجارية إلى أهمية دينية. وصار تعليم اللغة العربية ضرورة دينية. وأخذت علماء الدين يعلمون مبادئ الإسلام لهؤلاء المسلمين الجدد. وكانت تعليم اللغة العربية ضروري لتلاوة القرآن الكريم وفهم الأذكار اللازمة في أركان الصلاة والأدعية. وتفكر الأمة عن تشكيل نظام جديد لتربية أبنائهم على القواليب الدينية. وكانت المساجد الملجأ الأول لتعليم مبادئ الإسلام. واستهلوا الكتاتيب والحلقات الدراسية في المساجد، وسميت هذه بالمدرسة المسجدية، وترعرعت هذه الحلقات حتى أصبحت مراكز كبيرة للتعليم الديني. ثم صارت هذه المساجد مراكز علوم الدين ودراسة اللغة العربية.
“ومن أقدم المساجد التي أقيم فيها الدرس ’المسجد التوتُنكلي‘ (Thottungal Masjid) في مدينة فنان الذي بناه الشيخ القطب فريد الدين بن الشيخ عز الدين الأجودهني الهندي المتوفى سنة 666 هـ، و’مسجد ساحل البركة الكبرى‘ (Valiya Kulangara Palli) في مدينة تانور وفيه مكتبة تضم مئات المخطوطات للكتب القديمة، وأقدم مخطوطة فيها ’كتاب التنبيه‘ في الفقه الشافعي للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزابادي الشيرازي، قد كُتب في واجهة المخطوط: وُقف هذا الكتاب سنة 675هـ، وواقفه محمد بن عبد الله الحضرمي الشافعي مذهبا والقادري مشربا والأزهري تعلما، وكتب تحته: قد كتبه الفقير محمد بن عبد الله الحضرمي حين كان مدرسا ومفتيا في مسجد ساحل البركة الكبرى بتانور، وكانت الدروس أيضا جارية في مسجد شاليم ومسجد المُتْشوندي ومسجد كُوتي شِرا في مدينة كاليكوت ثم بعدها انتشرت هذه الدروس في أكثر المساجد في بلاد كيرالا.”[iii]
وبعضها ازدهرت وارتفعت إلى ذروة الشهرة مثل ’مسجد فنان‘ في بقعة مليبار، وبوجود هذا المسجد، اشتهرت فنان بلقب ’مكة مليبار‘. قدموا الطلبة متوجهون إليها من مختلف نواحي قارة آسيا.
وفي هذا النظام يتركز التعليم على أستاذ معين، والطلبة يسكنون في المسجد وأستاذ واحد يقوم بتدريس جميع منهج التعليمي الذي يضم القرآن والتفسير والحديث والفقه وعلوم اللغة. وعلوم اللغة تحتوي “الصرف والنحو والمعاني والبديع وغيرها، ففي اللغة يدرَّس كتاب الميزان في الصرف ثم كتاب الأجناس الصغرى ثم الأجناس الكبرى ثم التصريف العزي المعروف بزنجان ثم كتاب العوامل ثم تقويم اللسان ثم التحفة الوردية ثم قطر الندى وهكذا حتى ألفية ابن مالك رحمه الله.[iv]
العربية المليالمية:
’عربي مليالم‘ أي ’العربية المليالمية‘ هي اللغة المليالمية تكتب بالأبجدية العربية وتلفظ بالمليالمية. وليس هناك وثيقة تاريخية تدل على بداية عربي مليالم. عندما واجه الأمة المسلمة في كيرالا صعوبات كثيرة في تدريس تعاليم الإسلام ومبادئه لأبنائهم. وكان سكان كيرالا حتى المسلمون يتكلمون في اللغة المليبارية. ولكن لم يكن هناك خط للغة مليالم يعرفه العوام للكتابة والقراءة. علاوة على ذلك، وفيها ثمانية وعشرون حرفا من اللغة العربية توجد الحروف المتساوية في اللغة المليالمية لخمسة عشر حرفا فقط. والبقية لا توجد كتابة لها في مليالم. ولذلك اخترع علماء المسلمين خطا خاصا يكتب بالأبجدية العربية ويلفظ في المليبارية التي اشتهرت من بعد ب’عربي مليالم‘. استعملت هذه اللغة في الكتاتيب وصارت كلغة رسمية لمسلمي كيرالا للكتابة، وقد دونت عدة مؤلفات دينية في خط عربي مليالم مثل تفسير ماين كوتي إليا، وأعمال أدبية مثل محي الدين مالا للقاضي محمد الكاليكوتي. هذه اللغة لا تزال شائعة في المدارس الدينية الابتدائية.
تدريس اللغة العربية: من الكُتّاب إلى المدارس المدنية
تعد القرون من الخامس عشر والتاسع عشر وقتا عصيبا لمسلمي كيرالا، بعد نزول البرتغاليين والبريطانيين. ولقد ارتكب الأوربيون عديدا من الفضائح الوحشية على المسلمين في هذه الفترة. وتغيرت ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية تماما نتيجة للسياسة العدوانية التي طبقتها القواة الاستعمارية الأوربية[v]. وظهر التخلف في جميع المجالات خاصة في مجال المعرفية. وصاروا أرذل الأرذلين في مجتمع كيرالا ذاك الوقت.
مع كل هذه الظروف السلبية ولم يترك المسلمون الكتاتيب والمدارس المساجدية ومبانيهم الدينية. واهتموا باحتفاظ هويتهم الدينية وتمسكوا اللغة العربية وعربي مليالم. ولكن تباعدوا عن المعاهد الحكومية ومن المعرفة العصرية بتنافرهم من التعاليم الأجنبية والمؤسسات البريطانية. ولذا تخلفوا في الوظائف الحكومية وفي المناصب العالية. (وكانت في كيرالا ثلاث حكومات- حكومة تروتانكور (Travancore) في منطقة الجنوبية، وحكومة كوشن (Cochin) في المنطقة الوسطى، وحكومة مدراس البريطاني التي تتضمن منطقة مليبار) ففكرت الحكومات بطرق جذب المسلمين للمدارس العامة، وتقربهم إلى المؤسسات الحكومية. وشاورت مع بعض مصلحي الأمة المسلمة ذاك الوقت، وبرأيهم شرعت الحكومة تعليم القرآن الكريم في المدارس المدنية. وفي سنة 1913م عينت حكومة تروتانكون 15 معلما في خمس عشرة مدرسة تحتها لتعليم القرآن. هم الفرصة الأولى من معلمي العربية بكيرالا في المدارس الحكومية.[vi] وفي كوشن قدم بعض مصلحي الأمة المسلمة عريضة لحاكم السيد ‘وجيا راكون أجاري (Vijaya Raghavan Achari) لتعيين مدرسين لتعليم القرآن واللغة العربية في المدارس المدنية في منطقة كوشن فعين بعض المدرسين.[vii]
تعلم الطلاب المسلمون القرآن واللغة العربية قبل شروع الموضوعات المادية. وبعد قليل، جعل الوزير رام سوامي أيّر(Rama Swami Ayyer) تعليم العربي موضوعا خاصا، وسمى المعلمين بمعلم العربية أو ’عربي منشئ‘. وفي منطقة مليبار عينت الحكومة البريطانية معلمي اللغة العربية في المدارس الثانوية. وخلال ذلك منحت الحكومة المساعدات المالية للمعلمين في الكتاتيب القرآنية، واعترفت بتعليم اللغة المليالمية والحساب وما إليها من موضوعات العصرية. وبعد قليل جعلت الحكومة أكثر تلك الكتاتيب مدارس ثقافية عامة. استمرت هذه الحالة بعد الاستقلال حتى أن قامت حكومة حزب الشيوعي سنة 1957 في كيرالا. نفذت هذه الوزارة بعض تبديلات في المجال التربوية. وجعلت تعليم اللغة العربية المادية اللإبتدائية. وشرعت دراستها طول الولاية حتى لو كانت في مدرسة عشرة طلاب اختاروا اللغة العربية فيوظف فيها معلم عربي. تدريجيا صارت اللغة العربية لغة ثانية في مدارس كيرالا.
من المدارس الابتدائية إلى الثانوية العليا:
وفي الحاضر، تدرس اللغة العربية من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر في جميع مقاطعات كيرالا. وأكثر من ستة ألاف مدرسة مدنية توفر تسهيلات لتعلم هذه اللغة المباركة. وعدد الدارسين يتجاوز عن خمس عشر مائة آلاف تقريبا، وأكثر من عشرة آلاف مدرس عربي يتمتعون الرواتب الحكومية عبر كيرالا.
أما الكتب الدراسية في كل صف من الأول إلى العاشر، تتم إعدادها تحت إشراف مجموعة من المعلمين وخبراء اللغة والتربية. وهناك الأنشطة الأكاديمية مثل محاضرات وندوات ومناقشات حول موضوعات مختلفة تفتح أبوابا لبنية جو لغوي داخل الفصل وخارجها. أما بالنسبة المنهج الدراسي هو متأصل على النظرية البنائية، ميزة هذه النظرية أنه يمكن بناء المعلومات طبيعيا بواسطة الأنشطة الدراسية الفعالة اعتبارا لمعلومات الدارس المكتسبة والأفكار والمعاني المتوفرة لديه.
الكليات العربية:
على مر الزمان انتقلت دروس المساجد إلى مباني خاصة وسميت بمصطلح جديد ’الكلية العربية‘. وكانت معظم هذه الكليات تحت إشراف جمعيات إسلامية مثل ندوة المجاهدين، وجمعية العلماء بعموم كيرالا (Samastha Kerala Jam’iyyathul Ulama)، والجماعة الإسلامية، وجمعية العلماء بكيرالا الجنوبي وإلخ. وبعضها تحت لجنات تكونها جماعة من الأفراد أو تحت أسر ثرية.
فأول كلية عربية في أرض كيرالا هي ’كلية دار العلوم العربية‘ التي تعتبر أم الكليات العربية في ولاية كيرالا وأقدمها في هذا النوع. أسسها أسرة كوياباتودي (Koyappathodi family) قرية وازكاد (Vazhakkad) في مقاطعة ملابرم باسم ’مدرسة تنمية العلوم‘ في سنة 1871م ، ثم تحولت إلى الكلية العربية وحصلت على تقدير من جامعة مدراس في عام 1943 ، كما تم الاعتراف به كأول كلية شرقية في مليبار. وبعد ذلك بدأت الدورات التمهيدية ل‘أفضل العلماء’ في هذه المؤسسة. في عام 1978 حصلت على الاعتراف من الجامع كاليكوت، وبدأت دورات أفضل العلماء الأولية والنهائية. وفي عام 1995 حصلت على تقدير لبرنامج ماجستير من جامعة كاليكوت[viii].
حاليا توجد في كيرالا أكثر من مائة كلية عربية، إحدى عشر منها معترفة من قبل الحكومة يعني تتحمل الحكومة رواتب مدرسيها. ومنهجها أكثر اهتماما للعلوم الدينية، وفيها القرآن الكريم والحديث الشريف والتفسير والفقه واللغة والأدب والعربية التطبيقية. واسم هذا الدور ’أفضل العلماء الإبتدائية‘، وهذا يساوي الثانوية العليا، ثم بكالوريوس ثم أفضل العلماء النهائي أي برنامج ماجستير.
ومن كليات العربية المقررة بجامعات كيرالا:
- كلية دار العلوم العربية بوازكاد، ملابرم
- كلية مدينة العلوم بفوليكل، ملابرم
- كلية سلم السلام العربية، ملابرم
- كلية روضة العلوم العربية، كاليكوت
- كلية دار النجاة الاسلامية، ملابرم
- كلية أنوار الاسلام، ملابرم
- كلية أنصار الاسلام، ملابرم
- كلية دار الارشاد، كنور
- كلية نصرة الاسلام العربية، كنور
- كلية السنية العربية، كاليكوت
كليات الآداب والعلوم (Arts and Science Colleges)
هناك نوعان من كليات الآداب والعلوم. الأول: الكليات الحكومية تحت إدارة حكومة كيرالا تماما، والثانية : الكليات التي تدورها الجمعيات واللجان والأفراد، وتقوم بحاجاتها المادية وتعين الأساتذة وتدخل الطلبة وفقا لمعايير UGC، والحكومة تمنح رواتب مدرسيها. تمنح هذه الكليات دورات العربية في صورتين:
الأول: دراسة اللغة العربية كلغة ثانوية مثل اللغة المليبارية أو الهندية أو السنسكريتية أو الأردية أو كمادة إضافية مع المواد الأخرى مثل العلوم والإنسانيات والفنون. تتيح لها أربع حصص في الأسبوع في السنة الأولى والثانية. ويدرس فيها الطلبة بعض مساهمات أعلام الأدب العربي نثرا وشعرا ومقالة، وتدريب للحوار وأبجدية العربية التجارية.
والثاني: دراسة اللغة العربية كمادة رئيسية في البكالوريوس والماجستير
(Bachelor and Master Degrees)
أول كلية عامة بدأت فيها درجة بكالوريوس في العربية هي كلية الفاروق في مقاطعة كاليكوت. حوالي عشر كليات حكومية توفر شهادة ماجستير في العربية وعشرين غير الحكومة. وأشهرها كلية مها رلجاس بإرناكولم، الكلية الحكومية بكاسركود، كلية سر سيد بكنور، كلية بي، تي، يم بملابرم، كلية الجامعة بترفاندرم، وكلية تي، يم، جي بملابرم.
منظمات المدرسين
هذا جدير بالذكر الدور الذي قامت بها جمعيات مدرسي اللغة العربية في كيرالا. قد ساهمت كثيرا في تطور دراسة اللغة العربية. هناك جمعيتان مهمتان تبذلان جهودا محمودة في سبيل ترقية اللغة.
الأولى : اتحاد منشئي العربية بكيرالا
(KAMA- Kerala Arabic Munshis Association)
هي التي أصدرت ثانية من المجلات العربية الصادرة في كيرالا مجلة ‘الهادي’
والثانية : اتحاد مدرسي اللغة العربية بكيرالا
(KATF- Kerala Arabic Teachers Federation)
هذه منظمة مدرسي اللغة العربية من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الثانوية العليا، منذ عام 1958. تهتم بحماية حقوق المدرسين وتنمية مؤهلات دراسية لللغة العربية في المدارس. تصدر المنظمة مجلة ’الاتحاد‘. ومن أعراضها: عرض احتياجات معلمي اللغة العربية للسلطات وتوفيرها في الوقت المناسب ، وتطوير اللغة العربية وتعزيز تعلمها، وعرض أحدث الاتجاهات في عالم اللغة، تشجيع متعلمي اللغة العربية ، وتقييم تعلم اللغة الدورية والمواضيع الاجتماعية والمجتمعية ، وتعزيز إبداع معلمي اللغة العربية ، والاستفادة من أفضل الأمثلة على تنظيم معلمي اللغة العربية ، تسليم التعاميم والمراسيم والإشعارات الحكومية للمعلمين.
وقد استطاع لمعلمي كيرالا أن يسايروا مع التغير الهائل في ميدان التعليم حيث يستفيد كثيرا من الوسائل الاتصالات العصرية. والموارد الإلكترونية التي يوفرها القسم الدراسي للطلبة في المدارس في متناول أيدي الدارسي اللغة العربية أيضا. علاوة على ذلك، اتخذت الجمعيات لمعلمي اللغة العربية خطوات مختلفة لتأكيد الجودة والفعالة في التدريس. ومنها بلوق ’المدرسين‘(almudarriseen.blogspot.com). هذا الموقع خزانة واسعة مفتوحة أمام المدرسين لتحميل المواد الدراسية مثل صور الملونة والبطاقات القرائية لجميع فصول من الواحد إلى العاشر، وعروض الفيديو والصوت. وهذه المواد تساعد المدرس أن يزيد فعاليته الدراسية في الفصل. ولها قناة يوتوب (youtub channel) وصحفة فيسبوك لإيصال مجاهداتها إلى المدرسين والدارسين.
ومن محاولات بعض مدرسي العربية مشروع :ALIF
(Arabic Learning Improvement Force)
تخطط ALIFF لعدد من البرامج لإعطاء تعلم اللغة العربية بعدا جديدا. أمثال إعداد معرض مقتطفات من الأدب العربي ، ومسابقات القراءة، ومسابقات الكلام، ومسابقات الشعر، وغيرها. وقد أثرت هذه العناصر كثيرا في زيادة عدد الطلاب (حتى من غير المسلمين) الملتحقين لدراسة اللغة العربية في المدارس العامة. وتؤكد هذه اللجنات تربية ذات المجودة للدارسين.
كليات التدريب:
هناك عشر كليات تدريب المدرسين التي توفر شهادة’ بكالوريوس في التربية في اللغة العربية) B.Ed. in Arabic)، واثنان منها تحت حكومة كيرالا وواحدة منها معترفة بالحكومة، وسبع كليات المتبقية من كليات التمويل الذاتي (Self-Financing). علاوة على ذلك هناك بعض المراكز التدريبية تحت إشراف الجامعات، والمعاهد التي توفر دبلوم التربية الابتدائية تحت حكومة كيرالا. وهذه تضمن جودة تعليم اللغة العربية في المراحل الإبتدائية والثانوية العليا.
خاتمة:
وفي الجامعات الخمسة في ولاية كيرالا توفر درجة الدكتوراه في اللغة العربية. هي جامعة كاليكوت، وجامعة كنور، وجامعة كيرالا، وجامعة كالدي السانسكريتية، وجامعة مهاتما غاندي. فحوى القول إن كيرالا لا تزال تحظى بفرصة تعليم اللغة العربية وتعلمها من بدايتها إلى نهايتها. وصارت أرضا خصبة للغة العربية وتركت هذه اللغة أثرا بالغا في حياة كيرالا يومية والإجتماعية. وعدد أهالي كيرالا في بلدان العرب خير دليل على انتشار تسهيلات لدراسة اللغة الضاد في معاهد كيرالا.
المصادر والمراجع:
- تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين، زين الدين المخدوم الصغير،. مكتبة الهد، كاليكوت، 1998.
- تراث مسلمي مليبار(ترجمة عربية)، الدكتور ك.ك.ن. كروف، معهد مليبار للبحوث والترجمة، كاليكوت، 2011.
- تعليم اللغة العربية في ولاية كيرالا، الهند، د. بهاء الدين محمد جمال الدين الندوي، مجلة النهضة، يوليو 2017.
- دائرة المعارف الإسلامية (مليالم-الجلد الأول)، دار النشر الإسلامي، كاليكوت
- شرح المعلقات السبع، أتي عبد الله الحسين بن احمد الزوزني ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت
- مجلة تذكارية لمعلمي العربية في مقاطعة فنان، 1976.
- ممارسة اللغة العربية في المدارس العامة بولاية كيرالا الهندية، أ. سهيل بلاونتي كيزل عمر، (ورقة قدمت في المؤتمر الدولي السابع للغة العربية)
- blogspot.com
- duacollege.in
- blogspot.com
[i] الزوزني، أتي عبد الله الحسين بن احمد، شرح المعلقات السبع، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت. ص: 6
[ii] زين الدين المخدوم الصغير، تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتغاليين. مكتبة الهد ، كاليكوت، 1998. ص: 29
[iii] د. بهاء الدين محمد جمال الدين الندوي، تعليم اللغة العربية في ولاية كيرالا، الهند، مجلة النهضة، يوليو 2017.
[iv] دائرة المعارف الإسلامية (مليالم)، دار النشر الإسلامي ج.1 ص. 534
[v] الدكتور ك.ك.ن. كروف، تراث مسلمي مليبار(ترجمة عربية)، معهد مليبار للبحوث والترجمة، كاليكوت، 2011، ص:14,15
[vi] مجلة تذكارية لمعلمي العربية في مقاطعة فنان، 1976.
[vii] ممارسة اللغة العربية في المدارس العامة بولاية كيرالا الهندية، أ. سهيل بلاونتي كيزل عمر، (ورقة قدمت في المؤتمر الدولي السابع للغة العربية)
[viii] www.duacollege.in