Main Menu

الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي في ضوء كتابه الرائع “حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطوّر المنهج”

عبد الحكيم*

 

Abstract:

Syed Wazeh Rasheed Al-Nadwi, the Genral Secretary of Rabita-e-Adabe-al-Islami, was a well-known journalist, prolific writer, and a great Islamic scholar. He has written several books on various subjects like literature, composition, history, biography etc. One of his famous books is حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطوّر المنهج which is the compilation of his lectures delivered in an international seminar organized by King Khalid bin Abdul Aziz Al Saud in Makkah. Author, in the book, discusses the various strands of the movement for Islamic education and education system in India and examined the scientific, academic, and cultural developments emerged through the stages. The present paper tries to discuss the life of author and his contribution in the promotion of Arabic language and literature in India. The paper makes a descriptive and analytical reflection on the book so that the importance of the book and its author becomes apparent among the authors and readers.

Key words: The life and contributions of Author, a brief introduction of the book, topic covered in the book, the style of writing, and opinions of the great contemporary writers, critics as well as readers about the book.

الملخص:

يعد الشيخ السيد واضح رشيد الحسني الندوي من أهم الكتاب البارزين في الهند الذين نالوا شهرة واسعة بفضل ما بذلوا من جهود جبارة في ترويج العلوم العربية الدراسات الإسلامية. خلف وراءه عدة كتب حول موضوعات مختلفة منها كتابه القيم “حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” الذي كتبه بعد تجارب موسعة في الدراسة والكتابة. فإن الكتاب ألقى الضوء فيه على تاريخ الهند العلمي والأدبي والثقافي ونظامها التعليمي والدراسي عبر العصور كما قام بالبحث والتحقيق حول التطورات العلمية الأدبية التي حدثت في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة في الهند، وأنه ذكر تاريخ المدارس الإسلامية والمعاهد الدينية والكليات والجامعات التي بدأت من عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحديث، وقد تطرق المؤلف في بحوثه الأكاديمية هذه كلها إلى نظام المدارس التعليمية في الهند ومناهجها السائدة، وخص بالذكر النظام العلمي والتعليمي والتربوي الذي أسماه بـ” الدرس النظامي” نسبة إلى ملا نظام الدين الذي وضعه كمنهج دراسي شامل. كما تحدث فيه عن المناهج التعليمية لدار العلوم التابعة لندوة العلماء، لكناؤ التي أحدثت ثورة هائلة لدى الأوساط العلمية والفكرية والأدبية في الهند وخارجها. يهدف هذا المقال إلى دراسة تحليلية وموضوعية لهذا الكتاب القيم الذي كتبه المؤلف بعد تجارب علمية وأدبية على العلوم والفنون لكي تتضح أمامنا أهمية الكتاب وقيمته وحاجته.

الكلمات المفتاحية: سيرة المؤلف، كلمات تعريفية عن الكتاب، الموضوعات التي تناولها الكتاب، الأسلوب الأدبي والفني للكتاب، آراء العلماء والكتاب والقراء المعاصرين عن الكتاب، أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.

المدخل:

يعتبر شيخنا الجليل الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي المغفور له (1933- 2019م) من أكبر العلماء الأفذاذ المعدودين الذين ضحوا أنفسهم في سبيل العلم والأدب والدعوة والتبليغ، وقدموا خدمات جليلة في العلوم العربية والدراسات الإسلامية بفضل تأليفاتهم وتصنيفاتهم ومقالاتهم العلمية والأدبية ووبحوثهم الفكرية والتاريخية. ويعد من أهم علماء الهند الذين لهم اطلاع شامل على كل ما يحدث في الغرب من النظريات الجديدة والأيدولوجيات الحديثة والاتجاهات المبتكرة، فإنه كان رجلا مطلعا على العلوم الأدبية والثقافية والسياسية والإسلامية، قضى حياته الطويلة في المطالعة والدراسة، وكانت لديه خبرات موسعة وقدرات فائقة على اللغة الإنكليزية والعربية والأردية والفارسية بالإضافة إلى الهندية، وهذا هو السبب في أنه قد خلف وراءه العديد من إنجازاته العلمية والأدبية والتاريخية والثقافية حول موضوعات مختلفة من مؤلفة ومترجمة، وإن كان أكثر أعماله في مجال المقالات العربية والبحوث الأكاديمية وفي مجال الكتب والترجمة إلى العربية وبالعكس. والهند فخورة بأنها موطن أستاذنا الجليل الشيخ واضح رشيد الحسني الندوي الذي كانت لديه خبرات عميقة ومهارات فائقة في هذا المجال المنوال كله، فلقد ترك لنا ذخيرة علمية من الكتب المختلفة والمقالات العديدة والبحوث الأكاديمية المتنوعة في اللغة العربية والإنجليزية والأردية. ومن أهم أعماله القيمة كتابه القيم حول موضوع المناهج الدراسية والتعليمية ” حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” ونحن الحديث عنه في هذا المقال المتواضع.

أما الكتاب ” حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” فهو في الحقيقة  مجموعة المقالات الأكاديمية النادرة التي تشتمل على ثلاثة بحوث علمية وأدبية وفكرية وثقافية وتاريخية قدمت في مؤتمرات وندوات مختلفة انعقدت على موضوع المناهج الدراسية والتعليمية في شبه القارة الهندية، أهمها بحث قيم حول تطور مناهج التعليم الديني في المدراس الدينية والمعاهد الإسلامية من العصر الإسلامي حتى العصر الحديث، وقد قدم هذا البحث القيم في المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي والديني الذي انعقد في مكة المكرمة من الفترة من 31 مارس إلى 8 إبريل عام 1977 بناء على دعوة جامعة الملك عبد العزيز تحت رعاية جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤتمر قد قام بالمشاركة فيه ثلاث مئة وثلاثة عشر عضوا يمثلون أربعين بلدا، وقدم فيه مئة وخمسين بحثا قيما حول موضوعات مختلفة متعلقة بالمناهج الدراسية والتعليمية في المدارس الدينية والمعاهد الإسلامية والجامعات والكليات العصرية إلى  جانب الدراسات المسحية التي أجريت عن حالة التعليم في البلدان الإسلامية المختلفة.

وقد اشترك فيه شيخنا الكريم وأستاذنا الجليل السيد محمد واضح رشيد الندوي، وقدم فيه مقالا قيما كان عنوانه ” موضوع منهج التعليم الإسلامي في الهند بفرعيه الديني والعصري” حيث قام باستعراض تاريخ وتطور نظام التعليم والتربية في المدارس الدينية والمعاهد الإسلامية والمؤسسات التربوية منذ مجيء الإسلام في الهند حتى العصر الحاضر. لقد نالت هذه المقالة إعجابا وتقديرا لدى الأوساط العلمية والأدبية والفكرية حتى تم نشرها في مجلة “البعث الإٍسلامي” الغراء، وتمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ونشرتها الأكاديمية الإسلامية بكمبردج، كما تم نقلها إلى الأردية وتم طبعتها في جريدة “تعمير حيات” الأردية، الصادرة من مؤسسة الصحافة والنشر دار العلوم لندوة العلماء، لكناؤ- الهند. ويتعلق المقالان الآخران بتعليم اللغة العربية وآدابها ومشاكلها في الهند ووسائل التغلب على هذه المشاكل، ثم طبعت هذه المقالة مع المقالات الأخرى المتعلقة بالمناهج الدراسية والتعليمية والتربوية في الهند في شكل كتاب مطبوع عام 2006م، نشره المجمع الإسلامي العلمي ندوة العلماء، لكناؤ- الهند. فنظرا إلى أهمية الكتاب قسمت المقالة إلى مبحثين منفصلين ألقيت في المبحث الأول على مختلف جوانب من حياة المؤلف بقدر من الإيجاز، وفي المبحث الثاني قمت بدراسة تحليلية وموضوعية لكتاب “حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” للأستاذ الجليل الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي. وقبل الخوض في الموضوع أرى من المناسب أن أذكر شيئا من جوانب مختلفة من حياة المؤلف.

المبحث الأول: نظرة عابرة على سيرته الذاتية وأعماله الأدبية والفكرية والتاريخية

ولد أستاذنا الجليل الشيخ واضح رشيد الندوي في دائرة الشيخ علم الله الحسني بقرية تكية كلان بمديرية رائ بريلي في ولاية أترابراديش الشمالية في الهند عام 1935م، ونشأ في بيت علم ودين وفي أسرة كريمة نبيلة، وكانت أسرته من سلالة السادات الذين ارتحلوا إلى الهند في القرن السادس الهجري من بلاد العرب.[1] تلقى مبادئ القراءة والكتابة في المدرسة الإلهية برائ بريلي، ثم التحق بدار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ حيث تعلم اللغة العربية ووسع ثقافته الأدبية والإسلامية، ونال شهادة العالمية، وتخرج فيها عام 1951م، ثم أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الرسمية، والتحق بجامعة على جراه الإسلامية لمزيد من الدراسات حيث نال شهادة البكالوريوس باللغة الإنجلزية[2].

واستهل حياته العملية سنة 1953م حيث باشر عمله في إذاعة عموم الهند بدلهي، مذيعا ومترجما من الإنجليزية إلى العربية، وظل في وظيفته حتى سنة 1973م، وكانت هذه الفترة تمثل مرحلة فاعلة في مشوار حياته، إذ سنحت له الفرصة لدراسة العلوم السياسية والاجتماعية، كما وسع ثقافته الإنجليزية ومعرفته عن سياسة الغرب ومزايا مجتمعاته والمشاكل التي تعيشها وما طرأ عليها من ثورات وانقلابات وأفكار مما كان له أثره في الحياة الإنسانية المعاصرة، وبهذه الثروة الضخمة والتجارب المحكمة عاد إلى دار العلوم التابعة لندوة العلماء عام 1973م، حيث التحق بسلك التدريس فيها أستاذا للغة العربية وآدابها، ومنذ ذلك الحين إلى وفاته يكرس حياته لمهمة تدريس العربية، وفي خلال ذلك، عين عميدا لكلية العربية وآدابها بدار العلوم، كما عمل مديرا للمعهد العالي للدعوة والفكر الإسلامي، وفي عام 2006م تولى رئاسة الشؤون التعليمية لندوة العلماء وذلك إثر وفاة رئيسها السابق الدكتور عبد الله عباس الندوي، حيث يعمل رئيس التحرير لصحيفة “الرائد” ورئيس التحرير المشارك في مجلة “البعث الإسلامي” الغراء الصادرتين من ندوة العلماء[3].

وكذلك له مشاركات علمية وأدبية في شتى المناسبات في داخل الهند وخارجها، قد قام بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي قامت بعقدها في مختلف مدن العالم مثل القاهرة وعمان ومكة المكرمة كما له مشاركات خاصة في الندوات والمؤتمرات والاجتماعات داخل بلادنا الهند، وقد حصل الشيخ واضح رشيد الندوي على جائزة الرئيس الهندي التقديرية وذلك اعترافا وتقديرا لجهوده المتواضعة الطيبة التي بذلها في تطور اللغة العربية وآدابها في الهند. وتوفي أستاذنا الجليل أثناء آذان فجر الأربعاء في 16 يناير 2019م المصادف 9 جمادى الأولى 1440هـــــ، تغمده الله بواسع رحمته وأدخله في جنته النعيم.

وقد خلف وراءه ذخيرة علمية وخزانة أدبية منها: “أدب الصحوة الإسلامية”، و”الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند”، و”حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج”، و”تاريخ الأدب العربي”، و”المسحة الأدبية”، و”من صناعة الموت إلى صناعات القرارات” و”الإمام أحمد بن عرفان الشهيد”، كما ترجم عددا كثيرا من الكتب منها: “الدين والعلوم العقلية للشيخ عبد الباري الندوي”، و”فضائل القرآن الكريم” و”فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم” للشيخ محمد زكريا الكاندهلوي وغيرها، وكذلك له عدد كثير من المقالات العربية والأردية المنشورة في الجرائد والصحف المختلفة في الهند وخارجها.

المبحث الثاني: كتاب ” حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” للشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي.

أولاً: كلمات تعريفية موجزة عن الكتاب

كتب هذا الكتاب الكاتب الكبير والصحافي الشهير الشيخ السيد محمد واضح رشيد الندوي الذي كان مستشار الشؤون التعليمية والتربوية لندوة العلماء لكناؤ ورئيس تحرير لصحيفة ” الرائد” النصف الشهرية، ورئيس التحرير المشارك لمجلة “البعث الإسلامي” الصادرتين من مؤسسة الصحافة والنشر ندوة العلماء لكناؤ- الهند بعد تجارب علمية ومهارات فائقة في العلوم والفنون المختفلة. وقد طبع هذا الكتاب القيم لأول مرة من المجمع الإسلامي العلمي الهند في عام 1427 هجـ الموافق عام 2006م. يتناول الكتاب تاريخ الهند العلمي والأدبي والنظام التعليمي والتربوي عبر العصور، وقد قام الشيخ السيد محمد واضح ببحث وتحقيق عن التطورات العلمية والأدبية والثقافية والدراسية التي حدثت في المناهج التعليمية والتربوية بمراحلها المختلفة. ويحتوي الكتاب على ثلاثة بحوث أكاديمية قدمت في مؤتمرات مختلفة وندوات متنوعة انعقدت حول موضوع العلوم العربية والدراسات الإسلامية في الهند ومناهجها المختلفة، ومن أهمها بحث قيم حول تطور مناهج التعليم الديني في الهند من العصر الإسلامي إلى العصر الحديث. وقد قام بإعداد هذا البحث الأكاديمي أستاذنا الجليل الشيخ واضح رشيد الندوي تحت إشراف خاله الكريم العلامة الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله، وقدمه في المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة في الفترة من 12-20 ربيع الآخر عام 1397هجـ المصادف 31 مارس إلى 8 أبريل عام 1977م، بناء على دعوة جامعة الملك عبد العزيز تحت رعاية العاهل السعودي خالد بن عبد العزيز آل سعود.

قد شارك في المؤتمر نحو ثلاث مأة وثلاثة عشر عضوا مختلفا يمثلون أربعين بلدا، وقدم فيه نحو مأة وخمسين بحثا أكاديميا قيما، وقد نم نشر هذه المقالة التي بين أيدينا في شكل كتاب مستقل في مجلة “البعث الإسلامي” الغراء وترجمت إلى اللغة الإنجليزية، ونشرتها الأكاديمية الإسلامية بكمبردج، وأما المقالان الآخران فهما يتعلقان بتعليم اللغة العربية ومشاكلها المتنوعة في الهند ووسائل التغلب على هذه المشاكل.

ثانياً: الموضوعات التي تعالجها الكتاب

إن الشيخ السيد محمد واضح رشيد الندوي جمع فيه عدة مقالات قيمة أعدها لمناسبات مختلفة وقدمها في المؤتمرات الدولية، وكل البحوث والمقالات تتناول القضايا التي تتعلق بالمناهج الدراسية في المدارس الدينية والمعاهد الإسلامية الكليات والجامعات العصرية في الهند، وقسم الكتاب إلى إلى عدة أقسام وهي كما يلي: –

القسم الأول: الحديث عن ” نظرة إجمالية على التاريخ”

تحدث الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي في هذا القسم عن تاريخ المسلمين الغزاة الذين قدموا إلى الهند وهجموا عليها وفتحوها ثم عادوا إلى بلادهم بدءا من الحملة الأولى التي قادها محمد بن قاسم الثقفي لغزو الهند في عهد بني أمية حتى أبو الظفر سراج الدين محمد بهادر شاه ظفر الذي كان آخر أباطرة مغول الهند وكان ابن أكبر شاه الثاني من زوجته الهندوسية لألباي، وقد أصبح امبراطورا عند وفاة والده عام 1838م. ثم سلط الضوء على المسلمين الغزاة الذين دخلوا في الهند في حملات متعاقبة متقطعة وقضوا فيها فترة من الزمن ثم عادوا إلى بلادهم كما سيطر المسلمون الغزنويون حملات متكررة إثر تولى الأمير ناصر الدين سبكتكين الذي توجه إلى الهند سنة 367هجـ وقام بافتتاح قلاعا على شواهق الجبال، وبنى المساجد الشامخة بها، ثم عاد إلى بلاده “غزنة” سالما وناجحا، ثم ذكر فيه مركزا على جرأة الملك محمود بن سبكتكين الذي أراد أن يغزو الهند فدخل الهند سبع عشرة مرة ما بين فترة 387هجـ- 417هجـ ثم تتابعت حملات الغزنويين على الهند. كما تحدث فيه عن دور الغوريين الذين أقاموا بالهند وجعلوها وطنا جديدا لهم، وأسسوا مدارس دينية وأنشأوا جوامع كبيرة في كل بلاد، وفي عهدهم انتقل مركز الثقل من لاهور إلى دلهي، كما ذكر فيه متحدثا عن أبي الفتح جلال الدين محمد أكبر والملك شاه جهان والعلامة أورنك زيب وخدماتهم الجليلية التي قاموا بها في مجال العلوم والفنون وفي نجاح الأمة الهندية.

القسم الثاني: الحديث عن ” المدارس والمنهج الدراسي عبر العصور”

تحدث فيه عن تاريخ نظام التعليم من المساجد والمدارس الدينية والمعاهد الإسلامية التي بدأت من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى القرن الرابع للهجرة النبوية الشريفة، وألقى الضوء على الملوك والسلاطين الكثيرين الذين أسسوا المدارس والمساجد في عصورهم المختلفة من أمثال: أنه ذكر قطب الدين أيبك الذي أسس مدرسة عظيمة بمدينة دلهي القديمة عند الجامع الكبير وعزاها إلى السلطان شهاب الدين الغوري الملقب بمعز الدين، والسلطان شمس الدين ايلتمش الذي قام بإنشاء مدرسة سماها بالمدرسة الناصرية بمدينة دلهي القديمة باسم ولده ناصر الدين محمود، كما ذكر العديد من المدارس الدينية الإسلامية التي أنشأت في هذا العهد في مختلف البلاد، كما ذكر ابن بطوطة الرحالة المغربي الذي رأى وشاهد إحدى مدارس كبرى خلال زيارته للهند، وهي المدرسة الفيروزية التي كانت بنيت في عهد ناصر الدين قباجه، وكذلك سلط الضوء فيه عن المدارس الدينية التي بنيت في القرنين الثامن والتاسع بصورة خاصة، ومن أهمها: المدرسة الفيروزية التي بناها فيروز شاه عام 755هجـ على الحوض الخاص بدلهي، والمدرسة العظيمة التي أنشأها العلامة عبد الله التلنبي في عهد إسكندر بن بهلول اللودهي فتخرج عليه جماعات من الفضلاء، وعلاوة على المدارس التي كانت موجودة حينذاك في مختلف أنحاء البلاد كانت جماعات من الطالبين تتوجه إلى العلماء وتحضر دروسهم سواء في العلوم المتداولة المشتركة أو في مواضيع اختصاصهم.

القسم الثالث: الحديث عن ” مزايا هذا النظام التي ساعدت على خلوده رغم التقلبات السياسية والاجتماعية والفكرية”

تحدث الشيخ السيد محمد واضح في هذا القسم عن ميزة وشعار هذا النظام التعليمي والدراسي التي ساعدت على خلوده على الرغم من التقلبات السياسية والتيارات الفكرية والاجتماعية. وأنه أقر بأن من أجل هذا النظام كان الطلاب مرتبطين بأساتذتهم الأجلاء ارتباطا قويا تقوم بينهما علاقة وثيقة علاقة السعادة والارتباط الروحي والتعلق القلبي، كما أنه ذكر الميزة الأخرى لهذا النظام التعليمي ودور الأمراء والملوك الفعال في تدعيم هذا النظام واشتراكهم الفعلي في خدمة العلم وانتشاره واحترامهم للعلماء وطلاب العلم والفضل، وأنه تحدث عن أكبر ميزة لهذا النظام الدراسي التي كانت روح ذلك العصر، وذلك النظام هي الجمع بين العلم وتزكية النفس والإصلاح الروحي، وكذلك ألقى الضوء على فائدة الدرس النظامي ومضاره حيث تحدث عن الكتب التي تدرس في المدارس الدينية في الهند مشيرا إلى تلك الكتب الأدبية التي لم تكن تدرس كليا في كافة المدارس الهند، بل بعض المدارس الإسلام تكتفي على بعض الكتب الأدبية فقط.

القسم الرابع: الحديث عن ” المدارس الرئيسية التي نشأت في آخر العهد الإسلامي وبداية العهد البريطاني”

تحدث الشيخ محمد واضح رشيد الندوي في هذا القسم عن المدارس الإسلامية والمعاهد الدينية والجامعات العريقة التي تم إنشاءها في آخر العصر الإسلامي وفي بداية العهد البريطاني، ثم تحدث فيه عن الحركة العلمية والتعليمية والتربوية في البلاد مع التركيز على المدرسة الرحيمية ومدرسة إنجلو عربية- بدلهي ودار العلوم بديوبند- أترابراديش ومدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور- أترابراديش، كما ذكر مدارس أخرى تابعة للمنهج النظامي للتعليم منها: مدرسة شاهي بمردآباد، ومدرسة إمدادية في دربهنكه، والمدرسة العالية برامفور، والجامعة الحسينية براندير، والجامعة العربية الإسلامية بدابهيل وما إلى ذلك. كما أنه ألقى الضوء على جامعة عليجراه الإسلامية- أترابراديش وهيئة التعليم للمسلمين الهنديين بشيء من التفصيل.

القسم الخامس: تسليط الضوء على ” العصبية المذهبية في التعليم الديني”

تحدث فيه عن تأثير الدرس النظامي الذي اتبعته المدارس العديدة في الهند وقلدته تقليدا كليا أنه كان يهتم بأصول الفقه اهتماما بالغا، ولكن كان نصيب الحديث النبوي ضئيلا جدا، ولما دخل الحديث النبوي الشريف في المدارس الإسلامية ولا سيما في مدرسة دار العلوم ديوبند ومظاهر العلوم بسهارنفور، ظل هذا التأثير سائدا على تفكير المدرسين الذين كانوا يدرسون علم الحديث منذ عدة سنوات، وحيث إن معظمهم كانوا يتبعون المذهب الحنفي فاتسعت الفجوة بين رجال الحديث السلفيين والحنفيين واشتد الخصومة فيما بينهم حتى قد انقسم العلماء إلى حنفيين ورجال الحديث وصارت المدارس والمدارس مسارح الجدال والقتال أحيانا وانقسمت المساجد إلى حنفية وغير حنفية في بعض مناطق الهند، وقد تحدث عن الطبقة البريلوية التي نشأت على يد الشيخ أحمد رضا خان البريلوي فأثارت مسائل إمكان الكذب وإمكان النظير والمولد وجرت مناظرات بينها وبين رجال طريق السلف مما أدى إلى التدبر والتفكير وحدث أحيانا أن المسجد غسل إذا دخله ممن يسمونهم “بالوهابيين” وفسخ الزواج وقطعت الأرحام على هذه الأسس المضللة، كما ألقى الضوء على حركة ندوة العماء التي قام بها نخبة من العلماء الربانيين وفي مقدمتهم الشيخ محمد على المونكيري ومولانا فضل الرحمن الكنج مرادآبادي بقدر من التفصيل.

القسم السادس: الحديث عن ” محاولات أخرى لتعديل الدرس النظامي”

تحدث فيه عن محاولات أخرى بذلت في بلادنا الهند لتعديل الدرس النظامي إثر الفكرة التي دعت إليها دار العلوم التابعة لندوة العلماء التي قادت هذه الثورة وأحدثت انقلابا وثورا في القلب والذهن مسلطا الضوء على سبيل المثال بعض المدارس الدينية والمعاهد الإسلامية الأخرى مثل: مدرسة الإصلاح التي أنشأت في عام 1909م في سرائي مير بأعظم جراه، وقد اهتمت هذه المدرسة بصفة خاصة بموضوع تدريس معاني القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بطريقة جديدة والأدب العربي، وجامعة دار السلام عمرآباد التي أسست عام 1928م بجنوب الهند على أساس مبدأ الجمع بين القديم والجديد وتبلغ مدة الدراسة فيها تسع سنوات، وتهتم المدرسة بالحديث النبوي الشريف والتفسير والفقه والأدب والتاريخ وما إلى ذلك.

القسم السابع: الحديث عن ” المنهج العقيم لدراسة النصوص الأدبية في المدارس الدينية”

ألقى فيه الضوء على مسألة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مذكرا العلماء والأدباء والكتاب الذين ألفوا وصنفوا في هذا الموضوع كتبا عديدة ويستفاد منها في شعب اللغة العربية في الجامعات والكليات في البلدان العربية ويستفيد منها المتوجهون إلى الدول العربية من بلدان غير عربية، كما أنه ألقى نظرة عميقة على بعض الكتب التي أصبحت سمة للنظام التعليمي القديم وأصبحت من الكتب التي لا يستغني عنها منهج دراسي من المناهج القديمة على سبيل المثال للتدليل على اتباع المنهج العلمي لتدريس اللغة العربية كتاب المقامات للحريري في النثر وهو كتاب يفيد علميا لا أدبيا لأنه يشتمل على ألفاظ غريبة وتفنن في البيان وتأنق في التعبير وفيها أمثال وحكم لا صلة لها بالحياة المعاصرة، كما أنه تحدث فيه عن الأدب وأهميته في الحياة الإنسانية معبرا عن انطباعاته عن أهمية اختيار النصوص الأدبية التي لها صلات قوية بالحياة معبرا عن رأيه عن أهمية التاريخ والنقد الأدبي في الحياة العامة.

القسم الثامن: الحديث عن ” دراسة اللغة العربية في الهند في العصر الحديث”

ألقى الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي في هذا القسم الأخير نظرة عميقة على دراسة العلوم العربية والدراسات الإسلامية في الهند في العصر الحديث مذكرا العلماء الربانيين والكتاب البارزين والشعراء النابغين والمؤرخين المشهورين الذين قدموا خدمات جليلة بفضل تأليفاتهم وتصنيفاتهم في ترويج اللغة العربية في الهند ومن أبرزهم الشيخ أحمد بن عبد الرحيم المعروف بـ الشيخ ولي الله الدهلوي والشيخ حسن بن محمد الصغاني صاحب العباب الزاخر والشيخ محمد طاهر الفتني صاحب مجمع بحار الأنوار في غريب الحديث والسيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس شرح القاموس والقاضي عبد المقتدر الكندي صاحب القصيدة اللامية والشيخ أحمد بن محمد التهانيسري صاحب القصيدة الدالية والشيخ غلام نقشبندي صاحب القصيدة المدحية اللامية والشيخ غلام على آزاد البلكرامي صاحب السبع السيارة والمفتي إسماعيل بن وجيه اللكهنوي والشيخ فضل حق الخيرآبادي صاحب القوافي والتجنيس وصاحب الشعر الرصين الرقيق السيد أحمد حسن القنوجي والمفتي صدر الدين الدهلوي والشيخ فيض الحسن السهارنبوري والشيخ ذو الفقار على الديوبندي والشيخ عبد الرحمن الكاشغري الندوي أستاذ الأدب العربي بدار العلوم ندوة العلماء وغيرهم الكثير. كما أنه ذكر العديد من العلماء الكبار الذين كانت لهم جولة وصولة في كل ميدان من الأدب والفن والثقافة والتاريخ مع التركيز الخاص على مولانا أبا الكلام آزاد الذي أنشا المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بدلهي، وأصدر مجلة عربية ” ثقافة الهند” فكانت هي المجلة الأولى باللغة العربية التي صدرت تحت رعاية وزارة المعارف وأشرف على إدارة تحريرها الأستاذ عبد الرزاق المليح آبادي الذي درس في ندوة العلماء ثم في الأزهر.

ثالثاً: الأسلوب الأدبي الذي قد اختار المؤلف في الكتاب

يمتاز الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي بكونه شخصية فذة في كل من العلوم والفنون، وصاحب مؤلفات وتصنيفات عديدة بالعربية والأردية، وله خبرات واسعة ومهارات فائقة وقدرات متكافئة في اللغات الأربع وهي: العربية والأردية والإنجليزية والفارسية، واستخدام تراكيبتها وألفاظها ومصطلحاتها ومترادفاتها، فإنه كان يكتب بأسلوب يمتاز بالسهولة والجزالة والفصاحة، وأنه يستخدم دائما ألفاظا سهلة وتراكيب صافية وعبارات فصيحة نقية رضية ويبعد نفسه عن استخدام الجمل المعقدة والألفاظ الصعبة التي تثقل على عامة القراء الكرام، وننقل فيما يلي بعض الكلمات للشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي لكي يتضح أمامنا أسلوبه الرائع الشيق الرصين خال من الحشو والتعقيد اللفظي والمعنوي إذ يقول متحدثا عن أهمية الأدب في الحياة الإنسانية “إن الأدب يؤثر على القلب والشعور، بينما تؤثر العلوم على الفكر، والعقل، وإن الأدب ينعش النفس، ويحفز الهمم، ويثير الوجدان، بينما الاشتغال بالعلوم يبعث على إرهاق الفكر، وإتعاب النفس، وتؤثر العلوم على الأفكار، ويؤثر الأدب على السلوك والانفعال، وقد صنع الأدب حوادث في التاريخ، ثلت عروشا ودكت صروحا، وزلزلت دولا، وأطاحت بالجبابرة والمستبدين ما لم تفعله العلوم والفلسفات، وهو قوة فعالة، وقد لعب الأدب دورا حاسما في تغيير الميول والأفكار في هذا العصر، وهو وراء عدد من الفلسفات والمذاهب الفكرية المعاصرة، لذلك يحتاج الأدب إلى عناية خاصة واحتراس في اختيار النصوص، ومعالجتها والاستفادة منها”[4].

ويقول معبرا عن انطباعاته وخواطره عن جامعة على جراه الإسلامية التي تم إنشاءها على يد السيد أحمد خان ” قد خفي على ذهن هؤلاء العلماء ناحية من نواحي الحياة الإسلامية في الهند، وهي الناحية الاجتماعية والاقتصادية، فقد أسسوا كيانهم على الزهد وفكرة العيش بالكفاف، وفكرة التحصن لأنهم كانوا في حالة دفاعية أكثر من هجومية، فلم يستطيعوا أن يقدموا بديلا للتدهور الاقتصادي، فاستغل هذا الوضع السيد أحمد خان، وأسس مدرسة عصرية كان من أهدافها الرئيسية: مسايرة ركب الحياة، ومكافحة التخلف في التعليم، وقد نالت هذه  المدرسة التي تحولت فيما بعد إلى جامعة عطف الحكم الإنجليزي نظرا لموقف السيد أحمد خان تجاه الإنجليز واتخاذه وجهة نظر تحكيم العقل في العقائد، وحيث إن وجهات نظره كانت متعارضة مع وجهات النظر الاجتماعية لدى العلماء، صارت الجامعة مركزا للعلوم العصرية وجبهة مختلفة منفصلة عن علماء المعاهد الدينية وعامة الشعب المسلم”[5].

رابعاً: أقوال العلماء والأكاديمين المعاصرين عن الكتاب

وقد نوه العديد من العلماء الكبار والكتاب البارزين والصحافيين المعروفين والأكاديمين الماهرين المعروفين بقيمة الكتاب وبجهد مؤلفه الكبير الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي وأثنوا عليه ثناءا حسنا وعطرا، وفيما يلي بعض هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين درسوا هذا الكتاب دراسة متأنينة عميقة فشكلوا آراءهم السديدة حوله وأعربوا عنه خواطرهم ومشاعرهم في مقالاتهم العلمية وبحوثهم العلمية المنشورة في مختلف الجرائد والمجلات بعد وفاة الشيخ واضح رشيد الندوي كما يقول العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي معبرا عن انطباعاته عن الكتاب صاحبه ” قد أعد الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي هذا البحث بتوجيه سماحة الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي لتقديمه في المؤتمر، وركز في على تطور نظام التعليم الإسلامي عبر العصور في القارة الهندية، ولا شك أن الباحث كان خريج منهج ندوة العلماء، وكان سعي بناة ندوة العلماء الجمع بين المناهج المختلفة والاستفادة من خصائصها، إلا أنه قام بمقارنة عادلة بين المناهج المختلفة الشائعة في الهند وتاريخ تطورها، وألقى الضوء على المدارس المختلفة الحديثة التي لها منهج خاص”[6].

وقد عبر العالم الكبير والصحافي الشهير الدكتور سعيد الأعظمي الندوي عن خواطره عن الكتاب قائلا ” أمامنا الآن كتاب قيم ألفه سعادة الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي مستشار الشؤون التعليمية والتربوية لندوة العلماء حول تاريخ الهند العلمي تحدث فيه عن النظام التعليمي في الهند عبر العصور، وبحث عن التطورات العلمية والدراسية التي حدثت في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة في هذه البلاد، وقد تضمن بحثه هذا تاريخ المدارس الإسلامية الذي بدأ من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وشمل الأقطار الإسلامية بلدان الأقليات المسلمة، وفي مقدمتها بلاد الهند، وقد استطرد باحثا عن المقررات الدراسية التي كانت سائدة في مدارس الهند، وكانت تعرف بالمنهج الدراسي النظامي نسبة إلى ملا نظام الدين الذي وضعه كمنهج شامل، وكان مؤسسا على روح الإخلاص والاحتساب، فنال قبولا واسعا، ولا تزال مدارس الهند وأفغانستان وباكستان وبنجلاديش تتبعه بشيء من التعديل الجزئي من غير مساس بالأساس”[7].

وقد عبر البروفيسور محمد اجتباء الحسيني الندوي انطباعاته عن الكتاب مذكرا خصائصه البارزة التي يتصف بها الكتاب كقوله ” الكتاب الذي أنا بين يديه ” حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج” للأستاذ الفاضل الكبير السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي، استعرض المؤلغ الفاضل المناهج التعليمية استعراضا شاملا أوضح خلاله محاسنه ومساوئها وفعالياتها ومنافعها وأضرارها، ولم يغمط حق واحد منها، لأنه خبير محنك بالمناهج والمقررات، له خبرات طويلة وممارسة عملية لوضع المناهج وتدريس المقررات الدراسية واطلاع واسع ودراسة واعية عميقة للمناهج عبر العصور في الهند، والبلاد العربية والإسلامية، وتتجلى هذه التجارب والخبرات في الكتاب الذي يعرف المنهج الدراسي النظامي الذي وضعه الشيخ العلامة نظام الدين السهالوي ونفذ في مدارس الهند كلها، وحينما أنشئت دار العلوم ديوبند طبقت هذا المنهج برمته، وسارت على الدرب فروعها المبعثرة في أنحاء الهند، فأخذ المؤلف الفاضل هذا المنهج الدراسي التقليدي يدرسه دراسة نقدية تحليلية متكاملة، وصدر بآرا سديدة بناءة للتطور في هذا المنهج”[8].

خلاصة القول:

كتب شيخنا الجليل الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي الذي كان مستشار الشؤون التعليمية والتربوية لندوة العلماء ورئيس التحرير لصحيفة ” الرائد” النصف الشهرية ورئيس التحرير المشارك لمجلة ” البعث الإسلامي” الصادرتين من مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء- لكناؤ- الهند هذا الكتاب بعد تجارب علمية وخبرات عميقة في التعليم والتربية. وتحدث فيه عن تاريخ الهند العلمي ونظامها التعليمي والتربوي عبر العصور، وقد فحص وبحث عن التطورات العلمية والدراسية والثقافية التي حدثت في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة في الهند، وقد تضمن هذا الكتاب تاريخ المدارس الإسلامية والمعاهد الدينية التي بدأت من عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحديث، وقد تطرق المؤلف في بحوثه الأكاديمية هذه كلها إلى نظام المدارس التعليمية في الهند ومناهجها السائدة وخص بالذكر النظام العلمي والتعليمي والتربوي الموسوم بـ” الدرس النظامي” نسبة إلى ملا نظام الدين الذي وضعه كمنهج دراسي شامل. وفي النهاية تحدث عن منهج ندوة العلماء في التربية والتأليف التي أحدثث ثورة تعليمية ذات أهمية كبيرة في مناهج التعليم والتربية. وفي الحقيقة أن هذا الكتاب مفيد لمن يرغب في قراءة عن المناهج الدراسية والتعليمية في المدراس الدينية والمعاهد الإسلامية في الهند لأن المؤلف قد استعرض المناهج الدراسية التقليدية في الهند دراسة نقدية تحليلية متكاملة، وصدر بآراء سديدة بناءة للتطوير في هذا المنهج، ثم بحث المنهج الدراسي الذي اختارته دار العلوم التابعة لندوة العلماء ودار العلوم بديوبند ومظاهر العلوم وجامعة عليجراه الإسلامية، وقدم مقتراحات إيجابية مفيدة جدا، عندما يقرأ القراء سوف يجدون في أنفسهم حلاوة ولذة فيتذوقونها شيئا فشيئا ويشعرون ذوقا ومتعة، إنني اعتقد أن هذه المجموعة للمقالات إضافة في باب المناهج الدراسية في الهند وهدية غالية للراغبين الباحثين القادمين.

* الباحث في الدكتوراه، مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي- الهند.

[1] دراسات عربية (مجلة سنوية محكمة) الصادرة عن مركز الدراسات العربية والإفريقية، كلية دراسات اللغات والآداب والثقافات، جامعة جواهر لال نهرو دلهي الجديدة، العدد الثاني 1436هجـ الموافق 2015 ص: 206

[2] الدكتور، صهيب عالم، تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند، (الناشر: دار وجوه للنشر والتوزيع الرياض المملكة العربية السعودية الطبعة الثانية 1437هجـ المصادف عام 2016م)، ص: 176

[3] المرجع نفسه، ص: 176

[4] المرجع نفسه، ص: 118-119

[5] المرجع نفسه، ص: 89-90

[6] مقدمة الكتاب: حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج، للشيخ واضح رشيد الندوي، ص: 9-10

[7] المرجع نفسه، ص: 15-16

[8] المرجع نفسه، ص: 22

المصادر والمراجع:

  1. الندوي، الشيخ واضح رشيد الحسني، حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج، الناشر: المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ- الهند، الطبعة الأولى 2006م.
  2. الندوي، واضح رشيد الحسني الندوي، منهج علماء الهند في الدعوة والتربية الإسلامية، الناشر: مكتبة أبي الحسن بدلهي، الطبعة الثالثة 2004م.
  3. الدكتور، صهيب عالم، تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند، الناشر: دار وجوه للنشر والتوزيع الرياض المملكة العربية السعودية الطبعة الثانية 1437هجـ المصادف عام 2016م.
  4. دراسات عربية (مجلة سنوية محكمة) الصادرة عن مركز الدراسات العربية والإفريقية، كلية دراسات اللغات والآداب والثقافات، جامعة جواهر لال نهرو دلهي الجديدة، العدد الثاني 1436هجـ الموافق 2015.
  5. مجلة “البعث الإسلامي” العدد الأول- المجلد الخامس والستون، جمادى الأخرى ورجب 1440هجـ مارس وأبريل 2019م، الصادرة من جامعة ندوة العلماء لكناؤ- الهند.
  6. صحيفة “الرائد” الصادرة من جامعة دار العلوم التابعة لندوة العلماء لكناؤ- الهند.
  7. مجلة “الصحوة الإسلامية” الصادرة من جامعة دار العلوم زاهدان- إيران، السنة الخامسة عشرة، العدد 05، جمادى الأولى 1440هجـ.
  8. الندوي، محمد نعمان الدين، عندليب الهند العربي محمد واضح رشيد الحسني الندوي، الناشر: M Hussain Trust، الطبعة الأولى عام 2019م.
  9. مجلة “أقلام الهند” العدد الممتاز عن الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي، السنة الرابعة، العدد الثاني (أبريل- يونيو عام 2019م)، الصادرة من قرية جيت بور، بدر بور- نيو دلهي، الهند.