Main Menu

الدكتور محسن عتيق خان: رائدا للقصة القصيرة العربية في الهند

عبدلله سراج

باحث في مركز الدراسات العربية والإفريقية

جامعة جواهرلال نهرو، نيودلهي، الهند

المقدمة:

الهند أرض خصبة منذ عهد طويل، وأنجبت الكثير من عظماء الأدب العربي الذين يرجع إليهم الفضل في نشر اللغة العربية في أرجائها الشاسعة. وهؤلاء الأدباء الذين أفنوا أعمارهم في إثراء بنت عدنان لم يكتفوا على الشعر والنثر مثل “شاه ولي الله” و “غلام علي آزاد بلجرامي” فقط بل تجاوزوا منهما إلى البلاغة والفلسفة والمنطق في اللغة العربية مثل “فضل الحق خيرآبادي” رحمهم الله جميعا. ورغم الأعمال المهمة للعلماء الهنود في علوم القرآن، والحديث، والفقه، والصرف، والنحو، واللغة، والعلوم العقلية، والنقلية، كانت الأجناس الأدبية الحديثة غير حاضرة من المشهد.

وفي هذا القرن ظهر في الهند كتاب شباب حذقوا اللغة العربية، وأجادوا بها، وجربوا أيديهم في الأجناس الأدبية الحديثة مثل القصة والرواية، وفي مقدمتهم د. محسن عتيق خان الذي سجل حضوره على الساحة الأدبية بنشر قصصه القصيرة في المجلات العربية على المستوى الوطني والدولي، ثم صدرت له مجموعة قصصية من مصر بعنوان “مسلوب الكرامة”، وكذلك اشترك مع بعض الكاتب العرب في كتب مجمعة عديدة صدرت عن دور النشر العربية في العالم العربي، وأخيرا صدرت له مجموعة أخرى بعنوان “تحت ركام الجثث”. وقد حاز القاص المبدع على جوائز عديدة في المسابقات الدولية المختلفة التي تعقد في البلدان العربية. ويذكر البروفيسر مجيب الرحمن، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة جواهرلال نهرو، إسهامه في مجال القصة القصيرة في الهند في كتابه “رؤى حضارية: في العلاقات الثقافية الهندية العربية ومواضيع أخرى” فيقول: “مؤخراً برزت محاولات جادَّة بأيدي الكتاب الشباب في كتابة القصة القصيرة والرواية ومنهم د. محسن عتيق خان الذي شارك 3 مرات في المسابقة العالمية لكتابة القصة العربية، وفازت مساهمته بالجائزة كل مرة. ونُشرت مجموعته القصصية «مسلوب الكرامة» من القاهرة العام الماضي، وحازت إعجاب النقاد العرب.”[1] وكذلك يذكر الدكتور صهيب عالم، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الملية الإسلامية، الهند، دور الدكتور محسن في مجال القصة القصيرة في مقال له نُشر في مجلة “القافلة” الصادرة من السعودية، فيقول: “ومن المناسب هنا أن نذكر أسماء بعض الأدباء الهنود المبدعين، مثل محسن عتيق خان، الذي كتب قصصًا عديدة باللغة العربية، ونُشرت له مجموعة قصصية بعنوان: “مسلوب الكرامة” في جمهورية مصر العربية في ديسمبر عام 2020م، حيث تقع هذه المجموعة في 114 صفحة من القطع المتوسط. والجدير بالذكر أن هذه المجموعة القصصية فازت في مسابقة دورة النشر الدولية لعام 2020م، التي أجرتها المكتبة العربية للنشر والتوزيع بمصر.”[2] وفي هذا المقال لا نقتصر على دوره في القصة القصيرة بل سنتاول أن نحيط بأعماله الأخرى لنلقي الضوء على دوره في إثراء اللغة العربية على الساحة الهندية من حيث كونه أحد خريجي جامعة جوهرلال نهرو.

نبذة عن الكاتب:

كاتبنا المبدع القاص الدكتور محسن عتيق خان من مواليد عام 1985. وُلد في مدينة رائبريلي، الهند، وتلقى دروسه الأولى في مدرسة حكومية بقريته، ثم التحق بدار العلوم ندوة العلماء بلكناؤ في عام 1992 وتخرج فيها في عام 2004 بشهادة العالمية. ثم نال القبول في جامعة جواهرلال نهرو، نيودلهي، فأكمل البكالوريوس في عام 2007، ثم أكمل الماجستير في عام 2009 من نفس الجامعة. وحصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي في عام 2016 حول العنوان ” إسهامات غسان كنفاني في أدب المقاومة الفلسطينية”.[3]

وقد فاز الدكتور في المسابقات الأدبية العديدة على المستوى الدولي، وفيما يلي تفاصيل بعضها:

  • فاز في مسابقة القصة القصيرة عقدها صالون التميز للأديبة منال الأخرس بقصته القصيرة “تحت ركام الجثث” في عام 2022.
  • فاز في مسابقة دار المثقفون العرب للقصة القصيرة بقصته القصيرة “قطار خاص” في عام 2021.
  • فاز في مسابقة القصة القصيرة عقدتها صفحة مسابقات عربية مغربية بالتعان مع ماهي للنشر والتوزيع، وذلك بقصته “أمل على التل الصغير” في عام 2020
  • فاز في مسابقة القصة التاريخية عقدتها المكتبة العربية للنشر والتوزيع، وذلك بقصته “عظام العز” في عام 2020.
  • فاز في مسابقة المراجعات النقدية عقدتها دار أركان للنشر والتوزيع، وذلك بنقده لرواية “رجال في الشمس” في عام 2020.[4]

إنشاء مجلة أقلام الهند:

أنشأ الدكتور محسن في نفس السنة التي حصل فيها على شهادة الكتوراه أى في عام 2016 مع صديقيه[5] مجلة إلكترونية عربية فصلية باسم “أقلام الهند”، وهي من بين أولى المجلات الإلكترونية في الهند، وركزت على الإبداع في الأجناس الأدبية العربية لأول مرة، وقد ذكر الدكتور خلفية إنشاء هذه المجلة وأغراضها فيما يلي: “وخلال لقاءاتنا في رحاب الجامعة ونقاشاتنا الأدبية، قررنا أن نصدر مجلة عربية  تعتني بجميع نواحي الأدب العربي، وأن تكون مجلتنا -في خضم المجلات العربية المطبوعة ذات ميول دينية في الهند- مجلة إلكترونية تتوفر على أنامل الجيل الشباب المثقف الذي جعل الهواتف الذكية من عادته ولا يتصور الحياة بدونها. فستكون مجلتنا مجلة أدبية تعتني اعتناء خاصا –بالإضافة إلى المقالات والدراسات- بالإبداعات الأدبية الأصيلة وتحث الجيل الجديد من طلاب اللغة العربية في الهند على تدرب الكتابة في مجال أصناف الأدب العربي المختلفة وبصفة خاصة في القصة والرواية والمسرحية والشعر والرحلة، وتنشر المساعي الإبداعية للشباب الطموح الذي كان -ولا يزال- لا يجد مكانا لنشر ابتكاراته الأصلية في الأصناف الأدبية التي رغم قدرتها الثورية ممنوعة في الأوساط الدينية. ومن الممكن أن لا تبلغ القصص والمسرحيات والأصناف الأدبية الأخرى المنشورة في هذه المجلة المستوى الأدبي المطلوب ولكن يجب أن تكون هناك بداية، ويجب أن نتناول الأصناف الأدبية المختلفة التي تظهر كسيارة للأيديولوجيات المختلفة وتحمل في طياتها رسالات سامية وتستطيع أن تترك على القارئ أثرا عميقا بعيد المدى، وحتى تقدر على أن تغير مجرى تفكير القارئ تماما.”[6] ومن أهم مبادرة هذه المجلة سلسلة الحوارات التي أجرتها مع أساتذة اللغة العربية الأكابر في الهند من أمثال والبروفيسور السيد احتشام أحمد الندوي، والبروفيسور زبير أحمد الفاروقي، والبروفيسور شفيق أحمد خان الندوي، والأستاذ بدرالدين الحافظ، والبروفيسور فيضان الله الفاروفي، والبروفيسور محمـد أيوب تاج الدين الندوي وغيرهم. وكذلك قامت المجلة بعقد مساهمة دولية في أدب الرحلة في عام 2022 لترويج الإبداع في اللغة العربية. وقد نشرت المجلة عددين ممتازين، أولهما عن سماحة الشيخ محمد واضح رشيد الندوي في شهر أبريل عام 2019، وثانيهما عن سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في شهر يناير عام 2024.[7]

وأصبحت هذه المجلة منصة للكتابة للدكتور محسن الذي يرأس تحريرها، فنشر فيها مقالاته القيمة وإبداعاته المتنوعة بما فيه قصصه القصيرة، ورحلاته المثيرة، وحوارات مفيدة أجراها مع الأدباء العرب من مختلف البلدان العربية، وكذلك الإفتتاحيات التي يكتبها لكل عدد بنظام منذ أن قام بإنشاء المجلة. وبالإضافة إلى هذه المجلة ينشر الدكتور مقالاته وقصصه في المجلات الهندية الأخرى مثل مجلة البعث الإسلامي، ومجلة الرائد، ومجلة التلميذ، ومجلة المشاهد، ومجلة المعارف، وغيرها، وفي المجلات الدولية مثل مجلة المجتمع، ومجلة فن السرد وغيرها.

الرحلات: قد نشر الدكتور محسن ثماني رحلات للأمكنة السياحية، والمدن التاريخية، والمحطات الجبلية التي زارها للاصطياف مع أسرته. وهذه الرحلات ممتعة، ومن يقرأها يتصور كأنه يزور تلك الأمكنة بنفسه. ونجد في هذه الرجلات ذكر متاعب السفر، ووصف الأماكن التاريخية، وتصوير جمال الطبيعة، وبهائها ورونقها، ومن أهم رحلاته “رحلة الشوق والحنين إلى بلاد الحرمين الشريفين”، و”رحلة سياحية إلى منالي مدينة الطبيعة الساحرة و الجمال النادر”، و”رحلة ترفيهية إلى شيملا أجمل مدن الهند”، و”في نَينِيتال مدينة البحيرات الخلابة”، و”في أحضان ملكة الجبال مَسُورِي”، و”شهر في مدينة حيدرآباد الثقافية العريقة”، و”يوم في مدينة بونا”، و”يوم في مدينة أحمدآباد.”[8]

الحوارات: وإذا ألقينا نظرة على حوارات أقلام الهند، بدا لنا أن الدكتور بدأ سلسلة جديدة للحوارت، بعد سلسلة الحوارات التي أجرى عدد من زملائه مع أساتذة اللغة العربية في الهند. فالحوارات التي أجراها الدكتور بنفسه خلال سنة ماضية هي مع الأدباء والشعراء العرب من أمثال الأديب والشاعر الجزائري عبد القادر عميش، والكاتب الروائي مصطفى لغتيري، والقاص المغربي محمد الودير، والأديبة المصرية منال الأخرس، و الروائي المغربي عمر الموريف، وغيرهم[9]، فيعرفنا بالأدباء العرب الذين ذاع صيتهم في العالم العربي لإنجازاتهم القيمة، وإسهاماتهم البارزة، ويتحدث معهم عن أعمالهم الشعرية، ودواوينهم، وقصصهم، ورواياتهم، ودراساتهم، وكذلك -عن طريق هذه الحوارات- نقف على الاتجاهت والتطورات الحديثة التي تحدث على الساحة الأدبية في العالم العربي الآن.

مؤلفات الدكتور محسن عتيق:

لقد كتب الدكتور مؤلفات عديدة في اللغة العربية والأردية والإنجليزية حول القصص القصيرة، والسيرة، التاريخ، علاوة على ذلك الكثير من المقالات المنشورة في مجلة “أقلام الهند” والمجلات الأخرى. ويتجلى من خلال كتبه وسع آفاقه المعرفية وعمق جذوره العلمية حيث لا تتخلى مؤلفاته من الرسالة الإنسانية بين طياتها. وتتبنى هذه الرسالة القضايا الاجتماعية ومشاكل الطبقة الكادحة في المجتمع الهندي التي قلما كتبت بشكل قصص قصيرة في اللغة العربية.

قد أصدر الدكتور ستة كتب قيمة حتى الآن، الاثنين بالعربية، والاثنين بالإنجليزية والإثنين باللغة الأردية. وكل هذه الكتب، فريدة في موضوعها لتناول الموضوع الذي قلما مسه كاتب آخر، وهي ” الشيخ مبارك بودلے الجائسي ودوره في نشر الدعوة الإسلامية في منظقة أوده”، و”درخشاں ستارے جو ڈوب گئے”، و “The Khans of Satanpurwa: A Socio-cultural and Historical Account”، و A History of Bais Rajputs”، و”مسلوب الرامة”، و”تحت ركام الجثث”. وهذه الكتب تجمع بين الأدب، والتاريخ، والسيرة. ونذكر فيما يلي بعض التفاصيل عن هذه الكتب.

الشيخ مبارك بودلے الجائسي ودوره في نشر الدعوة الإسلامية في منظقة أوده:

طُبع أول كتاب للدكتور محسن في عام 2014 حول حياة “شيخ مبارك بودلي جائسي” في اللغة الأردية. وهذا الكتاب جاء بعد جهده الجهيد ومساعيه الطويلة والمتعبة التي قضاها في قراءة آلاف الصفحات من الكتب التاريخية وتجوال المكتبات المختلفة. وكما أن هذه الشخصية العظيمة رغم شهرتها كانت شبه مفقودة أو مهملة في الكتب التاريخية فجمع الدكتور ما كان مشتتا وربط ما كان منفصلا وسلط الضوء على مآثره وجهوده لنشر الرسالة المحمدية على الأراضي الهندية.

وكان هذا الكتاب في الحقيقة مقالا بحثيا نشره باللغة الأردية في مجلة “المعارف” الصادرة من دارالمصنفين بأعظم جراه، في شهر مارس عام 2014[10]، ثم نشره في صورة كتاب في نفس السنة كما أشار إلى ذلك د. محمد طارق أيوبي الندوي في استعراض لهذا الكتاب “قرأت هذا الكتاب في شكل مقال علمي في مجلة معارف المؤقرة، وقد نشره الكاتب الشاب محسن عتيق في شكل كتاب نظرا لأهميته “[11] ويقول محمد حنيف خان في استعراض لهذا الكتاب “هذا الكتيب الذي لا يتجاوز 54 صفحة يدل على الذوق البحثي للمؤلف، فقد استفاد في كتابته بالمصادر المتعددة من اللغات المختلفة بما فيه اللغة العربية، والفارسية، والأردية، والهندية، والإنجليزية.”[12]

 وقد ألف هذا الكتاب في سيرة الشيخ المبارك الجائسي الذي قد أسلم على يديه عدد غير قليل من الناس، كذلك خمسة أمراء من منطقة أوده وكان منهم الجد الأعلى للدكتور محسن، وذلك في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، ورغم ذلك لم يكن هناك مقال أو كتاب يحيط بمساعيه الجميلة في مجال الدعوة والإرشاد، وكذلك خلت عن ذكره الكتب المهمة التي تتناول حياة رجال الصوفية في شبه القارة الهندية.[13]

 

درخشاں ستارے جو ڈوب گئے: وهذا الكتاب مجموعة من المقالات على الشخصيات المتنوعة من أفراد أسرته، وأساتذته، وأصدقائه، وكل من هؤلاء لهم إما علاقة المعرفة أم أواصر الصداقة مع الدكتور محسن عتيق خان. فهذا الكتاب الذي صدر حديثا باللغة الأردية يعرض لنا صورا جميلة من حياتهم وكذلك لمحات سريعة جميلة مؤثرة لبعض كبار العلماء من أمثال سماحة العلامة السيد ابي الحسن علي الندوي، وسماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، والعلامة وحيد الدين خان، والشاعر الأردي حافظ رائبريلوي، وغيرهم، وذلك اعتمادا على ذكرياته في رحاب دار العلوم ندوة العلماء، وفي وطنه العزيز، وفي مدينة دهلي، وجامعاتها. وكذلك هو يذكر كل التفاصيل المهمة والذكريات الجميلة مع الشخصية التي يكتب عنها.  وقد كتب هذه الصور القلمية بأسلوب رشيق، ولغة ممتعة.

The Khans of Satanpurwa: A Socio-cultural and Historical Account

إنه ألف هذا الكتاب البحثي في تاريخ أسرته التي تسكن في سبع قرى في مديرية رائبريلي، وذكر تاريخها ما قبل الإسلام، ثم إسلام جده، وانتشار أسرته في القرى المختلفة اعتمادا إلى الفلكلور، والأساطير التي قصتها عليه جدته، والحكايات الشعبية التي رواها شيوخ الأسرة أبا عن جد، وكذلك على أساس العديد من المخطوطات، والكتب التاريخية والاجتماعية، والمعاجم وتقارير الاستيطان المكتوبة بشكل خاص عن هذه المنطقة وأهلها. ويكتب الدكتور محسن في كلمته عما حفزه لتأليف هذا الكتاب فيقول “كنت أسمع في كثير من الأحيان العديد من الفلكلور والأساطير عن أجدادي من جدتي وقت النوم، ومن كبار السن في عائلتي أثناء جلوسهم حول النيران في المساء خلال فصول الشتاء الباردة، وفي بساتين المانجو خلال فصل الصيف الحار، وأحيانًا أثناء احتساء الشاي عند كشك الشاي في قريتي. ومع نشأتي، تطور في ذهني نوع من الاهتمام والفضول تجاه الماضي المجيد لعائلتي وأجدادي، وشعرت بأن الروايات الشفهية لم تعد تشبعني أو تكفيني فكبار عائلتي وذوي المعرفة من الناس لا يعرف إلا القليل. وفي شتاء عام 2007، عندما رأيت خالي فيض محمد خان يعد شجرة نسب عائلتنا بالكثير من التشاور والجهود، أخذ الفضول والاهتمام المختبئان في مكان ما في ذهني زخمًا ودفعني إلى اكتشاف تاريخ عائلتي والبحث عنها في صفحات التاريخ”[14]  ويقول البروفيسور شفيق أحمد خان الندوي في تقديمه لهذا الكتاب: ” قام المؤلف محسن عتيق بجمع البيانات ذات الصلة والمفيدة، وقام بتحليلها بشكل جيد. ووجهة نظره جميلة وتستحق الثناء.”[15] وهذا الكتاب الذي تم إصداره في عام 2014 لقي فبولا حسنا لدى المثفقين من أسرته، وكذلك اسحسنه العلماء الذين يعتنون بتاريخ تلك المنطقة.

A History of Bais Rajputs:

وهذا الكتاب التاريخي الذي ألقى فيه الضوء على نشأة طبقة خاصة تسمى “بَيس” والتي تندرج تحت طبقة اجتماعية شهيرة تعرف باسم “راجبوت”، دراسة مهمة حسب ما ذكر الكاتب لأن الكثير من ملوكها وأمرائها اعتنقوا الإسلام على أيدي الصوفية ونشروا الإسلام في تلك البقعة التي حكموها.

وهذا الكتاب الصادر في عام 2022 باللغة الإنجليزية توسعة للكتاب الذي ذكرنا أعلاه، فهذا يحتوي على تاريخ قبيلة الدكتور محسن المعروفة بـ “بَيس” والتي سكنت في أول الأمر في منطقة أوده الشرقية في مديريتي رائربيلي، وأناؤ، وحكمتها لقرون طوال، وفيما بعد انتشرت بعض عشيراتها الى المناطق الأخرى. ويقول الدكتور محسن عن هذا الكتاب في كلمته “هذا هو الكتاب الأول من نوعه عن تاريخ وتقاليد قبيلة “بَيس”، ويتناول بالتفصيل أصلها وأساطيرها وتاريخها، ويأخذ في عين الاعتبار أبرز فرعين لبيس في منطقة أوده. وبعد دراسة هذا الكتاب، يحصل للقارئ فهم أفضل لتاريخ هذه القبيلة وآثارها، وسيتعرف الدارس على بعض الفصول الخفية لأفضل الناس سكنًا ولبسًا في منطقة أوده.”[16] ويقول البروفيسور السيد ظهير حسين جعفري في تقديمه لهذا الكتاب ” كما سجل التاريخ، حكمت قبيلة بيس راجبوت على 22 محافظات في عهد الإمبراطورية المغولية في الهند، وهذه الحيازة المتواصلة على المساحة الكبيرة من الأرض جعلتهم أقوياء للغاية وذوي أهمية سياسية، ولذلك قام الإمبراطور المغولي شهاب الدين المعروف بـشاه جاهان مديرية منفصلة لهم المعنونة بـ بيسوارا”[17]

وهذا الكتاب يعرض منظرا موسوعيا عن هذه القبيلة  كما يكتب السيد كيوين ملك في استعراض لهذا الكتاب “يحتوي الكتاب التقاليد والطقوس والطرق الاحتفالية لقبيلة بَيس. ونشعر عند قراءة هذا الكتاب بأن جوهر الكتاب مبني على سقالة عشيرة بيس في التاريخ الهندي. أو باختصار، يلقي هذا الكتاب الضوء على المجد التاريخي لـ “بيس” التي كانت تهيمن ذات يوم على المنطقة الأكبر من شمال الهند، وخاصة سهول نهر الجانج. ومن المؤكد أن الدكتور محسن عتيق خان هو عالم يجب أن يكون قد أجرى بحثًا هائلاً لطرح هذا الكتاب. وبما أنه ينتمي إلى إحدى عشائر بَيس الفرعية، فقد حمل على عاتقه مسؤولية إحياء الأدب التاريخي لشعبه للجيل الحالي والقادم. الكتاب مكتوب بلغة بسيطة، ويحتوي على فصول/موضوعات تجعله سهل القراءة للغاية لعلماء الأبحاث التاريخية وكذلك للطلاب والمعلمين، ويمكن للجميع الاستفادة من هذا الكتاب لمصلحتهم.”[18]

 

مسلوب الكرامة (مجموعة قصصية):

 هذا عمل فريد بالنسبة للأدب العربي في الهند إذ هي أولى مجموعة قصصية نُشرت باللغة العربية لكاتب هندي في تاريخ الآداب العربية في الهند كما أشار إلى ذلك الدكتور محمود عاصم في قراءته لهذه المجموعة “والخوض في سبر أغوار القصص القصيرة يعتبر نوعا من التفرد الجميل لا سيما في سيناريو الهندي حيث لم يغامر أساتذة اللغة العربية في ربوع الهند إلا في المجالات التقليدية من السيرة والحديث والشعر. ومن هذه الناحية تعد مبادرة الدكتور محسن عتيق خان لشق طريقه الفريد في الفن القصصي، مساهمة قيمة وفريدة من نوعها ويعتبر عملا رائدا في فن القصة القصيرة باللغة العربية في ربوع الهند.[19] وقد نشرتها المكتبة العربية للنشر والتوزيع في القاهرة، بمصر بعد أن فازت هذه المجموعة في مسابقة دورة النشر الدولية للمكتبة عام 2020م. وهي واحدة من أصل 40 كتابا كان تم اختيارها من بين حوالي 500 كتاب للنشر من قبل دار النشر بعد التحكيم والمراجعة. فمجرد الفوز بهذا التكريم يدل على أهمية االمجموعة القصصية وقيمتها. ويقول الدكتور محمود عاصم بهذا الصدد “أهم ما يميز هذه المجموعة، أنها كانت واحدة من أربعين كتابًا فازت في مسابقة دورة النشر عام 2020م للمكتبة العربية للنشر والتوزيع بمصر، وكانت قد اختارت لجنة القراءة والتحكيم للدار هذا الكتاب من بين خمس مائة (500) كتاب بعد مراجعة دقيقة وتحليل شامل.”[20]

وتضم هذه المجموعة بين دفتيها اثنتي عشرة قصة قصيرة، وهي: أمل على التل الصغير، وبين صفوف السيارات، ومجتمع مسموم، ومسلوب الكرامة، وجامع القروش، وآصفة، ونصف الموز، وعظام العز، وهات التوصية، وطفل المطعم، والرجل الصامت، وقارب الكراهية، وأول ما يلفت انتباه القارئ عندما يبدأ في تصفحها هو إهداءها، فقد أهدى الدكتور محسن هذه المجموعة إلى  كل من أُخرج من دياره وعُذب في بلاده واُضطُهد في موطنه وسُلبت كرامته في أرضه، وهذا يدل على حساسية الكاتب تجاه القضايا المختلفة والمشاكل المتنوعة التي يعاني منها المجتمع الهندي، وهذه الحساسية -بحسب الدكتور مجمودعاصم-“تجعل العمل الأدبي مثل القصة ترتفع أعلى السلم من التأثير على قلوب القارئ وتصقل الموهبة الفطرية للكتابة وتعتبر خزانة أساسية للقاص ومن هنا يصبح ابن بيئته التي يعيش فيها ويكتب عنها”[21]

استهل كاتب هذه المجموعة بقصة تتناول أكبر قضية مسملي الهند، وهي قضية كشمير التي انقسم أهلها بين الدولتين. إنه” قدم فيها صورا خلابة للكشمير في ظاهرها ولكن معاناة أهلها تبدو خفية للعالم وكاتبنا يسعى إلى تصوير هذه الآلام لسكانها حيث بطل القصة عائشة عانت من مشاكل في سبيل حبها بسبب عراقيل خلقها الصراع السياسي بين البلدين المجاورين وأنها كبش فداء لكارثة صنعها الانسان من أجل مصالحه التافهة”[22] ويكتب الناقد المغربي أحمد الناموسي عن هذه القصة فيقول “إن هذه القصة تعبر عن التصدع الذي تخلفه السياسات بين الدول وتساءلنا نحن كقراء عن الوضعية الراهنة التي يعاني منها العالم عامة والهند خاصة، انقسامات عدة وهويات مختلفة وصراعات باسم الدين”[23]

و”القضايا التي اتخذها المؤلف كثيمات للقصص، وعالجها من خلال الشخصيات المتعددة ليست قضايا هذه الشخصيات أو تلك، بل هي مرآة نرى من خلالها صورة المجتمع الأوسع والأرحب لا في الهند فحسب بل في العالم كله. ومن ثَم يمكنني تعميم نطاق القصص والاعتراف بعالميتها وكونيتها. على سبيل المثال: قصة “بين صفوف السيارات” وقصة “جامع القروش” و قصة “نصف الموز” تتحدث عن الفقر والبؤس والحرمان المتفشية في الهند، بينما قصة “مجتمع مسموم” وقصة “قارب الكراهية” تسلط الضوء على تواجد التطرف الديني والتمييز العنصري في السياق الهندي.”[24]

وكما هو المعلوم أن القصة القصيرة تتميز بقدرتها على التكثيف والاختزال والدقة في اختيار الكلمات والتعابير، وحسن التعامل مع النهاية. وما يظهر جلياً من خلال مجموعته القصصية أن الكاتب استخدم هذه الأدوات التقنية بانسجام وتناغم حيث يعيش القارئ في أحداث هذا العالم الصغير الذي رسمه الكاتب بريشة الواقع الإجتماعي، ويشعر كل ما أراد تحويله إليه من الأفراح والأتراح. والطابع الهندي لم يفارقه طيلة مجموعته حيث يضع الدكتور القراء في البيئة الهندية لكي ينظروا إلى تلك القضايا المختلفة والمشاكل المتنوعة التي قد تقع من حين لآخر، فعلى سبيل المثال التطرف الطائفي في المجتمع الهندي وتضييق حياة البسطاء من الناس الذين يعتبرون مهمشين مثل أوراق الخريف تتلاعب بهم رياح السلطات الحكومية كما تشاء، وآثار الجائحة على الطبقة العاملة. وفي ضوء هذه القضايا يستطيع القراء أيضا التطلع على ظواهر المجتمع الهندي واتجاهات الشعب عبر الشخصيات المتعددة. ومن هنا يمكن أن نقول لكاتب هذه القصص عالمه الخاص كما أشار إلى ذلك القاص والروائي عمر الموريف في تقديمه لهذا الكتاب “نجزم دوما بأن الكاتب ابن بيئته، والكاتب في مجموعته القصصية حينما يصورنا الحياة الإجتماعية بدولة الهند ببعض القضايا والتفاصيل، سيجعلنا نشد الرحال إلى تلك البقعة من الأرض في هذا العالم، غير أن الاستمرار في سبر أغوار القصص، القصة تلو الأخرى، سيفاجئنا بما يمكن أن نصبغه بعالمية قصة الدكتور محسن عتيق خان، فكل المآسي والمحن، وكل قطوف الخير المتناثرة على طول السبيل بطابعها الهندي قد نجد لها مثيلا في أي مكان وفي أي زمان، لكن حينما تطغى هالة القسوة والمعاناة في النص الأدبي لكاتبنا، سنحس، ولا شك، أنها مرايا تعكس هواننا أينما كنا على بسيطة المعمور، فتتجلى لنا بالتالي وضعيتنا الخاصة في كثيرة من جوانبها كما كتبها الكاتب من زاويته الخاصة.”[25]

وادي كشمير، ودلهي، ومعبد كالكا، وقرية اسولي كلها أمكنة تحتفل بها المجموعة القصصية، هناك موت بسبب الفقر والموت بسبب الصراع الهويات بين أفراد المجتمع، كلها صراعات تؤجج دلالة السرد في المجموعة القصصية للمبدع محسن عتيق خان. عمل القاص على التركيز ماهو اجتماعي وماهو ديني في المجموعة، حيث عرض أهم القصص وفي مجملها تتناول طابوهات اجتماعية ودينية يكابدها الوطن، فالأرض والهوية هما شعاران تدور عليهما راحة ودلالة المجموعة.

وعند قراءة المجموعة القصصية مسلوب الكرامة للقاص الهندي محسن عتيق خان تلاحظ حضور توليفات ورؤيا منسجمة تعبر عن المذهل والجمالية في السرد القصصي، حيث عبر القاص عن ذلك في عناوين مختلفة داخل مجموعته القصصية، إن هذه الإشكال وصيغ الجمالية الحاضرة في المجموعة تجعل من القارئ يقترب من عالم القاص ويشعر أنه داخل السرد القصصي. وتحضر في المجموعة القصصية أزمنة مختلفة، تسري فيها أحداث القصص كلها، فمرة يحضر الليل ورمزيته ومرة أخرى النهار بكل ما يحمله وما ينفتح عليه من عوالم. إن قدرة القاص على إضفاء الواقعية على القصص يجعل القارئ يضيع بين مسارب هذه القصص، حيث لا تشعر وأنت تقرأ بالزمن كمفهوم فلسفي فقد تضيع بين أودية كشمير أو تجد نفسك بلا طعام أو شراب أو أنك هارب من عيون الشرطة.[26]

داخل المجموعة القصصية تحضر تقابلات عديدة، تشهد عليها كل القصص الموجودة داخل المجمع، فقد جمع القاص بين الموت والحياة تارة في قصص مختلفة من هنا ومن هناك، فمثلا عندما تقرأ قصة “هات التوصية ” تجد إن الشاب الذي يبحث عن عمل يحيا بين عالمين مختلفين ويعتبر داخله إن حياته بتوفره على عمل قار يحميه من الفاقة وأن انعدام هذا الشرط يعني موته داخليا، إضافة لذلك قصة جامع القروش هناك تقابل آخر يجمع بين ماهو مقدس وما هو مدنس حاضر بامتياز داخل المجمع القصصي، فالشخصية الفقيرة التي تجمع بعضا من المال في النهر هذا المال الذي تركه بعض الزوار تبركا بما يعبدون، حيث يجد نفسه هنا بطل القصة مفروض عليه أن يسبح في النهر من أجل الحصول على المال رغم أن النهر لا يُعرف مصبه وماذا يضم وما يمكن أن يصيب البطل أثناء السباحة في النهر من خطر، إنه تقابل المقدس والمدنس. ثم تحضر تقابلات أخرى يمكن تلمسها ومنها تقابل الجميل والقبيح، وهي حاضرة في القصص المعنونة “بين صفوف السيارات، وآصفة، وعظام العز، وهات التوصية، وطفل المطعم، والرجل الصامت، وقارب الكراهية ..يلامس خلال هذه القصص للمبدع محسن عتيق خان تقابل واضح جدا فهو استعمل هذه التقابلات ليظهر للقارئ هذا التيه والزيف الذي يعانيه الفرد والمجتمع عامة.[27]

  أما أسلوب الكتاب فهو تقريري هادئ بسيط، يمكن للقارئ العادي أن يفهمه بكل يسر وسهولة، ولا يحتاج لفهمه إلى فلسفة عميقة أو مستويات عالية جدا. ولغته فصيحة و واضحة المعنى، عذبة وسلسة. والجمل جيدة الصياغة، خالية من التعقيد اللفظي والمعنوي. وعندما وردت كلمة محلية أو لفظة هندية بحتة وضّحها  الكاتب في الهامش أسفل نفس الصفحة. فنجح الكاتب في التعبير عما يجيش في قلبه، ويجول في خاطره تجاه المعذبين والمظطهدين في الأرض في قالب قصصي متميز وبأسلوب جيد. والقصص ذات حبكة جيدة تشد اهتمام القارئ حتى النهاية، وييقى أثرها في ذاكرته لوقت طويل حتى يستحضرها ويسترجعها كلما يجرّب أو يشاهد مثل تلك المشاهد في مجتمعه. ومن خلال قراءة هذه المجموعة القصصية، سيتحلى القارئ برسالة إنسانية سامية يحملها الكتاب في طياته، وسيتمتع بما يجد فيه من نكهة أدبية مميزة[28].

وفي نهاية المطاف يمكنني أن أقول، كقارئ محايد، بأن الكتاب إنتاج أدبي قيم، وإضافة مفيدة إلى المكتبة عامة والمكتبة العربية خاصة. و وجدته ممتعا ومشوّقا ومؤثرا في النفس، وفي الوقت نفسه يحمل الكتاب في طياته رسالة إنسانية نبيلة. و يحلو لي أن أقول إن الكتاب يستحق أن يُقرأ ويُقتنى بل أتقدم قليلا و أوصي عشاق اللغة العربية بأن يقتنوا هذه المجموعة القصصية ويقرؤوها تحليلا ونقدا.[29]

.

تحت ركام الجثث:

هذه مجموعة قصصية ثانية للدكتور محسن، وقد تم نشرها وعرضها في معرض القاهرة في هذا العام (2024). وقدا أهدى الكاتب هذه المجموعة إلى ضحايا جائحة كورونا وهذا يدل على أي نوع من القصص سنجدها داخل هذه المجموعة. وقد أشار إلى ذلك الكاتب نفسه في كلمته لهذه المجموعة “هذه المجموعة تضم بين دفتيها قصصا كتبتُ معظمها خلال ثلاث سنوات ماضية، فتشاهدون فيها لقطات من حياة الهنود خلال أيام جائحة كورونا، والمشاكل التي مروا بها خلال الإغلاق التام للبلد، والمعاناة والخوف على الحياة التي جربوها، ومشاق الجوع التي كابدتها الطبقة الفقيرة والمتوسطة بصفة خاصة، فـ “قطار خاص”، و”عام النزوح”، و”تحت ركام الجثث”، و”زوجي لا زال ولدا بارا” مستوحاة من أزمة الحياة خلال الجائحة من نواحي مختلفة، وتحاول أن تعطي لنا صورة للمجتمع الهندي خلال المأزق الأكبر. أما القصص الأخرى فتلتقط العديد من الصور للمجتمع وتكشف عن جوانب اجتماعية وسياسية بما فيه واقع تفشي الرشوة في الإدارة الحكومية، وقضايا رجال الدين المزيفين، وأثر السياسيات الحكومية الخاطئة على عامة الناس، وكذلك الحب العذري في نهاية المطاف. والجدير بالذكر هنا أيضا أن المؤلف استلهم بعض الحوادث الجلية التي وقعت بالفعل على أرض الواقع خلال الجائحة ولكنها مسكوتة عنها من قبل الجهات الإدارية والحكومية  .”[30]

أما عنوان المجموعة فهو مستلهم –كما هو مألوف-من عنوان قصة قصيرة بنفس العنوان، والجدير بالذكر أن هذه القصة كانت قد فازت في مسابقة القصة القصيرة التي عقدها صالون التميز للأديبة منال الأخرس في غرة عام 2022م. وكذلك تضم هذه المجموعة قصة أخرى بعنوان “قطار خاص”، والتي كانت فازت في مسابقة “دار المثقفون العرب” للقصة القصيرة في العام الماضي.[31]

وفي الجملة، تحتوي هذه المجموعة على عشر قصص جميلة في أسلوب مثير ممتع، وهي قطار خاص، وناسك هاري دوار، وعام النزوح، والمنبوذ المثقف، وبطاقة الإعاشة، وحصالة الخزف، وتحت ركام الجثث، وزوجي لا زال ولدا بارا، والحب في شهر الحزن، ومن أحرق مكتبتي. وننتظر لهذه المجموعة أن تعبر البحر الأحمر والمحيط الهندي وتصل إلى أيدينا في صورتها الجميلة في أسرع وقت ممكن لكى نتمتع بدراستها، ومطالعتها.

 

الكتب التي اشترك في تأليفها مع الكتاب الآخرين.

وبالإضافة إلى الكتب التي ذكرنا أعلاه، قد اشترك كاتبنا المبدع مع الكتاب العرب، وكذلك الكتاب الهنود في عدد من الكتب المجمعة في مجال القصة، والمقالة وغيرها. وذلك باللغة العربية، والإنجليزية، والأردية معا، وفيما يلي تفاصيل بعضها:

  • شارك بقصة قصيرة المعنونة بـ “Hope at the little hill” في مجموعة قصصية “Verses of the Soul”. وقد نشرته مكتبة “True Dreamster”  في عام 2023، بنيودلهي.
  • شارك بمقال معنون بـ”تأطير مسلمي الهند في قضاى الإرهاب الملفقة”في مجموعة المقالات “ “المسلمون في الهند… بين تضييق الواقع وتحديات المستقبل”، وقد نشرتها مجلة المجتمع الكويتية، في فبراير عام 2022.
  • شارك بقصة قصيرة معنونة بـ “تحت ركام الجثث”في مجموعة قصصية “سفراء الدهشة”. وقد نشرها يسطرون للطباعة والنشر من جانب صالون التميز للأديبة منال الأخرس في يناير عام 2022.
  • شارك بقصة قصيرة معنونة بـ “أمل على التل الصغير” في مجموعة قصصية “حواديت في مسابقة”. وقد نشرتها ماهي للنشر والتوزيع في يوليو عام 2021.
  • شارك بقصة قصيرة معنونة بـ “قطارخاص” في مجموعة قصصية “أحاديث الخميس”. وقد نشرتها دار المثقفون العرب في يونيو عام 2021.
  • شارك بقصة قصيرة المعنونة بـ “The Silent Man” في مجموعة قصصية “Coalesced”. وقد نشرته مكتبة “True Dreamster”  في عام 2022، بنيودلهي.
  • شارك بقصة قصيرة المعنونة بـ “Hope at the little hill” في كتاب مجمع للقصص “Alfazon ki Udaan”. وقد نشرته مكتبة شري هند ببليكيشنز في عام 2021 في نيو دلهي، الهند.
  • شارك بمقال معنون بـ “ وہ اپنی ذات میں منزل سے کم نہ تھا” في كتاب مجمع للمقالات “قنديل فروزن”، وقد تم نشره في عام 2020 في مدينة لكناؤ، الهند.
  • شارك بمقال معنون بـ “فرحانہ میم: کچھ تأثرات”  باللغة الأردية في كتاب  مجمع للمقالات “فرحانہ میم: کچھ یادیں کچھ باتیں”. وقد نشرتها مكتبة عذراء بوكس في عام 2019، بنيو دلهي. [32]

 

قصته مع الكتابة:

وبما أن لكاتبنا ميزة خاصة في كتابة القصة القصيرة، وله عالمه الإبداعي الخاص، فأرى من المناسب أن أذكر لكم كيف كان أول عهده بالكتابة وكيف تطور، وكيف كتب أولى قصة له عندما كان في السنة السادسة الابتدائية، وذلك بلسانه كما ذكر في كلمة الكاتب في مجموعته القصصية الشهيرة “مسلوب الكرامة”: “وخلال هذه الحقبة نشأت لدي أمنية في كتابة القصة… وفي نفس الوقت وجدت في نفسي رغبة في كتابة قصة مستلهمة من ذكرياتي في المدرسة السابقة، فبدأت أكتب على الصفحات الفارغة في داخل كتاب العلوم {Science} فطالت وطالت حتى كادت أن تكون رواية صغيرة، وكنت على وشك إنهاء هذه القصة إذ زارني يوما أبي في رواقي وخلال تفحصه لحقيبتي وما احتوته من كتب وكراريس، اكتشف هذه الباكورة وظانا أنني أختار سبيلا غير ملائم للدراسة مزقها تمزيقا لم يعد من الممكن رقع قطعها ورماها خارج الشباك. وهكذا لاقيت ليس التثبيط وعدم التشجيع فقط بل العقاب أيضا قبل أن أغامر في هذا المضمار، فامتنعت عن كتابة القصة… وكنت قد تبت من كتابة القصة بعد تجربتي الأولى المريرة بها، وكنت حتى شغلت عن قرض الشعر، ولكن عندما تخرجت في ندوة العلماء بلكناؤ، وسافرت إلى مدينة دهلي لمواصلة الدراسة العليا، سكنت هنا في مبنى كان معظم سكانه من الطلاب أو من الذين جاؤوا في البحث عما يقتاتون به، وبين هؤلاء العاطلين كان مهندس من لكناؤ إسمه نديم، كان يخرج كل يوم في البحث عن وظيفة صباحا ولكن يعود خائبا في المساء، وعندما انتقل إلى غرفتي كشريك في الغرفة، قص علي كثيرا مما عانى به من المشاكل في سبيل البحث عن الوظيفة ولكن رغم ذلك كان صفر اليدين، فكانت لمعاناته في قلبي أثر عميق لا مثيل له، وشعرت كأن قريحة كتابة القصة القصيرة تستيقظ من جديد، فكتبت قصة قصيرة بعنوان “جگاڑ” في عام 2005 باللغة الأردية وحاولت أن اتناول فيه قضية العطالة. وعندما نلت القبول لدراسة البكالوريوس في جامعة جواهرلال نهرو، تأثرت كثيرا بما كان يجري في كاشمير من قتل ودمار ومناوشات مزيفة فكتبت قصة قصيرة بعنوان “الجحيم في النعيم” باللغة العربية، ثم كتبت قصة بعنوان “شعلة متململة” إذ انفعلت كثيرا بمصرع ابنة عمتي في حادث حريق، ولكن هاتين القصتين لم تستوفيا شروط القصة فلم يتم نشرهما، ثم كتبت قصة باللغة الإنجليزية بعنوان “Hope At The Little Hill” في عام 2007، وهي تناولت قضية خط التحكم بين الهند وباكستان وأثرها على عامة الناس في المنطقة. وقد تم نشرها في المجلة السنوية للشركة التي كنت أعمل فيها في ذلك الحين، فأظهر الناس إعجابهم بها، وقبل سنتين نشرتها على موقع للقصة القصيرة فأعجب بها الناس كثيرا حتى بلغ عدد قراءها إلى سبعة عشر ألفا، وقد تم نقلها إلى العربية بعنوان “أمل على التل الصغير”، ووضعتها في بداية هذه المجموعة القصصية.

لم يتأت لي الاستمرار في حلبة الإبداع القصصي أولا جراء وظيفي وثانيا بما أنى كنت منشغلا بتحضيري لأطروحة الدكتوراه وبعد أن قدمت أطروحتي للدكتوراه إلى الجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي حول “إسهامات غسان كنفاني في أدب المقاومة الفلسطينية” في نهاية عام 2015، سُنحت لي فرصة إنشاء مجلة “أقلام الهند” بالتعاون مع بعض أصدقائي في السنة التالية ما عمل كحافز أيقظ في قريحة كتابة القصة من جديد، فبدأت أكتبها مستفيدا بمشاهداتي، وتجاربي الخاصة، وحاولت في هذه القصص أن أقدم لقراء اللغة العربية تصوير المجتمع الهندي وبصفة خاصة المجتمع الإسلامي الهندي في أصدق صورها، فالمجتمع الإسلامي في الهند يواجه كأقلية أنواعا من التحديات بما فيها خطر تطرف الهنادك الداهم الذي يزيد كل يوم ويتهدد وجودهم، والاضطهادات التي يتعرضون لها كل يوم من جانب الحزب الحاكم المتطرف والمجتمع الهندوسي، وكذلك قضية تفشي الجهالة والعطالة وعدم الاهتمام بالواجبات الدينية والدنيوية. فلا تجد في هذه القصص إلا تصوير الحياة الهندية تصويرا واقعيا ببعض حقائقها وتفاصيلها، وشخصيات من صميم الأفراد العاديين، والواقع المعاش اليومي في أبسط صور، فالحياة في الهند لا تختلف كثيرا عما ترسمه هذه القصص، وكل ذلك من خلال التعابير المتواضعة، والكلمات البسيطة، وبعيدا عن زخارف البلاغة والبيان.”[33]

ربما طال الاقتباس، ولكن كان من الضروري لمن يريد فهم مشوار مبدعنا الأدبي، وتطور كتابة القصة لديه.

خلاصة القول:

وما يظهر من كل هذه الكتب المذكورة أعلاه أن الدكتور غامر في جميع اللغات الثلاث المتعارفة لديه بأسلوب مشوّق وممتع يأسر الألباب. والجدير بالذكر أن الدكتور لم يكتف هنا بل غامر في أدب الأطفال أيضا رغم أن هذا المجال من الأدب صعب المرام ويحتاج إلى خيال واسع فنراه يكتب قصة من حياته في أسلوب جميل باللغة الإنجليزية بعنوان “A Fortunate Mischievous Act”، وكذلك كتب تعريفا وجيزا عن القرآن مخاطبا ولده في مجلة إنجليزية للأطفال بعنوان “Let’s learn about the Quran”. فنتمنى للدكتور محسن دوام الألق والإبداع، وندعو الله تعالى أن يوفقه ليأتي بمزيد من العطاءات الإبداعية والبحثية لإثراء المكتبة العربية عامة والمكتبة العربية الهندية خاصة.

المصادر والمراجع:

  • خان، د. محسن عتيق، مسلوب الكرامة، المكتبة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020.
  • خان، د. محسن عتيق، تحت ركام الجثث، دار يسطرون للطباعة والنشر، القاهرة، عام 2024.
  • خان، د. محسن عتيق، الشيخ مبارك بودلے الجائسي، برائٹ وے فاؤنڈیشن، لکھنؤ، 2014.
  • خان، د. محسن عتيق، درخشاں ستارے جو ڈوب گئے،….، نيودلهي، 2024.
  • البروفيسور مجيب الرحمن، رؤى حضارية: في العلاقات الثقافية الهندية العربية ومواضيع أخرى، مركزي ببليكيشنز، نيو دلهي،2023.
  • د. صهيب عالم، الأدب الهندي المعاصر ينفتح على اللغة العربية، مجلة القافلة، العدد 696، يناير-فبراير 2023، الصادرة من آرامكو، السعودية، صفحة رقم 81.
  • مجلة معارف، دار المصنفين، شبلي أكادمي، أعظم جراه، العدد193/3، مارس 2014.
  • ندوي، د. محمد طارق أيوبي، تعارف وتبصرة “شيخ مبارك بولي جائسي”، مجلة ” ندائے اعتدال، نوفمبر 2014.
  • خان، محمد حنيف، شيخ مبار بودلي جائسي، صحيفة عوامي سالار، الصادرة من لكناؤ، 8 يونيو، عام 2014.
  • د. محمود عاصم، مسلوب الكرامة: نافذة مطلة على المجتمع الهندي المسموم، مجلة التلميذ، العدد 28، المجلد 8، أبريل 2021، الصادرة عن وزارة التعليم العالي، كاشمير، الهند.
  • د. مخلص الرحمن، وقفة مع كتاب “مسلوب الكرامة” للدكتور محسن عتيق خان، مجلة أقلام الهند، السنة السادسة، العدد الأول، يناير-مارس 2021.

المصادر الإنجليزية:

  • Khan, Mohsin Atique, The Khans of Satanpurwa: A Historical and Socio-Cultural Account, Bright-Way Foundation, Lucknow, 2014.
  • Khan, Dr. Mohsin Atique, A History of Bais Rajputs, BlueRose Publications, New Delhi, 20214

الروابط المهمة ذات الصلة:

[1]   البروفيسور مجيب الرحمن، رؤى حضارية: في العلاقات الثقافية الهندية العربية ومواضيع أخرى، نيو دلهي، صفحة رقم 67.

[2] د. صهيب عالم، الأدب الهندي المعاصر ينفتح على اللغة العربية، مجلة القافلة، العدد 696، يناير-فبراير 2023، الصادرة من آرامكو، السعودية، صفحة رقم 81.

[3]    https://www.aqlamalhind.com/?p=2870، تم التصفح بتاريخ 19، 01، 2024.

[4] نفس المصدر.

[5] وهما الدكتور عظمة الله الندوي، الأستاذ المساعد في جامعة حواهر لال نهرو، والدكتور محفوظ الرحمن، الأستاذ المساعد في الجامعة الملية الإسلامية كما نرى في مجلس إدارة المجلة. (https://www.aqlamalhind.com/?p=2870)

[6]  https://www.aqlamalhind.com/?page_id=91#

[7] https://www.aqlamalhind.com/ التفاصيل متوفرة على موقع المجلة

[8]https://www.aqlamalhind.com/?cat=12، تم التصفح بتاريخ 19، 01، 2024.

[9]  https://www.aqlamalhind.com/?cat=26، تم التصفح بتاريخ 19، 01، 2024.

[10]  مجلة معارف، دار المصنفين، شبلي أكادمي، أعظم جراه، العدد193/3، مارس 2014. صفحة 203-226

[11] ندوي، د. محمد طارق أيوبي، تعارف وتبصرة “شيخ مبارك بولي جائسي”، مجلة ندائ اعتدال، نوفمبر 2014.

[12] خان، محمد حنيف، شيخ مبار بودلي جائسي، صحيفة عوامي سالار، الصادرة من لكناؤ، يونيو عام 2014، صفحة 5.

[13] نفس المصدر.

[14] Khan, Mohsin Atique, The Khans of Satanpurwa: A Historical and Socio-Cultural Account, Bright-Way Foundation, Lucknow, page no. 3.

[15] نفس المصدر، صفحة 2

[16]Khan, Dr. Mohsin Atique, A History of Bais Rajputs, BlueRose Publications, New Delhi, 2022, page no.4

[17]  Khan, Dr. Mohsin Atique, A History of Bais Rajputs, BlueRose Publications, New Delhi, 2022, page no.2

[18] https://www.keveinbooksnreviews.in/2022/11/book-review-history-of-bais-rajputs-by.html

[19]    د. محمود عاصم، مسلوب الكرامة : نافذة مطلة على المجتمع الهندي المسموم، مجلة التلميذ، العدد 28، المجلد 8، أبريل 2021، الصادرة عن وزارة التعليم العالي، كاشمير، الهند صـ 94

[20]  نفس المصدرصفحة رقم 94

[21] نفس المصدر.

[22] نفس المصدر.

[23] أحمد الناموسي، “مسلوب الكرامة”: تجارب إنسانية لوثته الحياة، مجلة المشاهد، العدد 6، السنة 7، الصادرة من مركز البحوث الإسلامية، لكناؤ، الهند، ص57.

[24]  د. مخلص الرحمن، وقفة مع كتاب “مسلوب الكرامة” للدكتور محسن عتيق خان، مجلة أقلام الهند، السنة السادسة، العدد الأول، يناير-مارس 2021، الرابط: https://www.aqlamalhind.com/?p=2007

عمر الموريف، تقديم، مسلوب الكرامة، المكتبة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، عام 2020. صـ 9 [25]

[26]  أحمد الناموسي، “مسلوب الكرامة”: تجارب إنسانية لوثته الحياة، مجلة المشاهد، العدد 6، السنة 7، الصادرة من مركز البحوث الإسلامية، لكناؤ، الهند، ص57.

[27]  نفس المصدر.

[28] د. مخلص الرحمن، وقفة مع كتاب “مسلوب الكرامة” للدكتور محسن عتيق خان، مجلة أقلام الهند، السنة السادسة، العدد الأول، يناير-مارس 2021، الرابط: https://www.aqlamalhind.com/?p=2007

[29]  نفس المصدر.

[30] خان، د. محسن عتيق، تحت ركام الجثث، دار يسطرون للطباعة والنشر، القاهرة، عام 2024، صـ

[31]  نفس المصدر.

[32]  https://www.aqlamalhind.com/?p=2870

[33] خان، محسن عتيق، مسلوب الكرامة، المكتبة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. صـ 15-17