Main Menu

مساهمة الدكتور محمد أكرم نواز الندوي في ترويج اللغة العربية

مأمون مظهر

حياته

الدكتور محمد أكرم نواز الندوي هو شخصية بارزة ومؤثرة في مجاله، حيث رسمت حياته خطوات ناجحة وتحديات كبيرة. وُلد في قرية جانغي بمديرية جترا في ولاية جهار خند بالهند في 15 نوفمبر 1977.

تشكلت بيئة أسرته حول قيم دينية وثقافة علمية، إذ كان والده، السيد محمد منت الله، مدرسا حكوميا يقضي حياته في العلم والمعرفة، وهو الآن متقاعد. ومن اللافت أن الدكتور نواز محاط بعدة أقارب مؤثرين، مثل عمه مولانا شوكت الله المظاهري، الذي كان من بين معلميه في العلوم الابتدائية، وكذلك عمه السيد حشمت الله، الذي علمه الرياضيات واللغة الإنجليزية. تعتبر تلك الأساسيات العائلية القوية محفزًا رئيسيًا لتطوير شخصية الدكتور أكرم نواز وتحقيقه للنجاح في مجاله.

إن تأثير جد الدكتور نواز على تثقيف وتوجيه شخصيته لعب دوراً بارزاً في نجاحه وتقدمه في مجال التعليم والتعلم. فقد كان جده يحمل شهادة بكالوريوس في زمن لم يكن فيه الناس يولون اهتماماً كبيراً للتعليم في المناطق الريفية، وبفضل تحصيله العلمي كان يركز دائماً على تعليم الأطفال بتركيز خاص. كان يحثه دوماً على تعلم الإنجليزية والاستماع إلى الأخبار الإنجليزية عبر المذياع لتحسين مهاراته اللغوية، حيث كان يعرف أهمية هذه اللغة للنجاح في الحياة. إن الدعم والإرشاد الذي قدمه له ساهم بشكل كبير في توجيه خطواته نحو النجاح وتحقيق إنجازاته العلمية. يظهر من هذا المثال البسيط كيف أن الدعم العائلي القوي قد يكون له تأثير كبير في تشكيل شخصية الفرد وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.

درس الدكتور محمد أكرم نواز الندوي العلوم الابتدائية في كتّاب قريته، وكان هذا الكتّاب يُدار في صحن المسجد المحلي. كانت هذه التجربة تجسد روح الاجتماع والتفاعل الثقافي في القرية.

ومن الجدير بالذكر أنه ليس فقط درس العلوم العامة، بل قضى الدكتور أكرم نواز أيضًا وقته في تلقى القرآن الكريم. حيث كان يحضر دروسا في القرآن الكريم تحت إشراف مولوي شرافت حسين، رحمه الله، الذي كان يعتبر مرشدا روحيًا ومعلما له.

إضافة إلى الدعم الديني الذي حظي به من مولوي شرافت حسين، رحمه الله، كان لدى الدكتور محمد أكرم نواز الندوي دور آخر يعتبر من أهم الروافد التعليمية في حياته، وهو تعلم القرآن الكريم من جدته الكريمة. لعبت جدة الدكتور نواز دورا فعّالا في تشكيل تربيته الدينية. حيث قامت بتعليمه القرآن الكريم والقيم الإسلامية، وكانت هذه التجربة تعكس روح الأسرة والتماسك الذي كان يميز بيئته العائلية. هذا التأثير العميق من قبل جدته له دور كبير في ترسيخ قيم الدين والتعليم في نفس الدكتور نواز.

بهذا السياق، يظهر توازن رائع بين التعليم الرسمي في المدرسة والتعليم الديني في الكُتّاب وبين تعليم القرآن الكريم من جدته. كل هذه الخبرات الفريدة والتنوع في مصادر التعلم ساهمت في بناء شخصية الدكتور أكرم نواز وفهمه الشامل للعلم والدين.

Top of Form

في إطار اللغات، أظهر الدكتور أكرم نواز مهاراته في اللغتين الأردية والفارسية، حيث قام بدراستهما تحت إشراف وتوجيه والده الشفيق. أدى والده دورا حيويا في توجيهه ودعمه في مسيرته التعليمية، وقد ركز على تطوير مهاراته في هاتين اللغتين البارزتين.

تلك الفترة من حياته شكلت أساسًا هامًا في تشكيل مساره التعليمي والديني. كما أن الجوانب الدينية واللغوية أضفت قيما إضافية إلى تربيته، وأسهمت في بناء شخصيته التي تميزت بالاحترام والتفاني في خدمة المجتمع والتعليم. إن هذه الفترة في حياة الدكتور الموصوف شكلت إضافة قيمة إلى رصيده التعليمي، وكانت محطة هامة في تحضيره للمراحل الأكاديمية الأعلى.

بعد اجتياز الدكتور أكرم نواز مرحلة العلوم الابتدائية العامة والعلوم الابتدائية الدينية، اتخذ من تطوير مهاراته اللغوية والدينية هدفًا له في رحلته التعليمية. سعى للحصول على مزيد من المعرفة في العلوم العربية والإسلامية، وقرر أن يتوجه نحو إحدى المدارس البارزة في قرية بنديو من أعمال مدينة بكارو في ولاية جهار خند الهندية.

تمتاز هذه المدرسة بتاريخها العريق وتقديمها لتعليم متميز في العلوم العربية والإسلامية. وهذه المدرسة أحد فروع ندوة العلماء، التي تعتبر واحدة من المؤسسات التعليمية البارزة والمحترمة في أرجاء الهند وخارجها. هذه الخطوة تعكس رغبة الدكتور أكرم نواز في الاستمرار في رحلته التعليمية وتحقيق تقدم أكبر في الدراسات العليا.

تميزت مدرسة بنديو بأنها تضم أساتذة على مستوى عالٍ من الخبرة والتميز في العلوم العربية والإسلامية، ومن بين هؤلاء الأساتذة كانوا مولانا شوكت علي الندوي، ومولانا عرفان الندوي، ومولانا منصور عالم الندوي. كانت هذه الشخصيات المرموقة من علماء الدين تقدم تعليما ممتازا وتشكل مصدر إلهام للطلاب، تتلمذ الدكتور نواز أمام هؤلاء الأساتذة الماهرين واستفاد من منابع علمهم.

توفرت للدكتور نواز في مدرسة بنديو فرصة فريدة لاكتساب المزيد من المعرفة الدينية والثقافة العربية. وكانت هذه الفترة هامة في رحلته التعليمية، حيث استفاد من خبرات الأساتذة المحترفين وتوجيههم الرائع. وقد ترسخت في هذه الفترة قيم الاجتهاد والتفاني في التعلم التي كان سيحملها معه في مراحله التعليمية والمهنية اللاحقة.

ثم أراد الدكتور نواز أن يبل غليله العلمي مزيدا ويوسع أفق معرفته ويعمق فهمه للعلوم العربية والإسلامية فقرر الانضمام إلى مدرسة ندوة العلماء العربية والعظمية الواقعة بمدينة النواب المسماة بـ لكناؤ في ولاية أوترا براديش الهندية، هذه المدرسة تعتبر منبعا حيويا للعلوم العربية والإسلامية. التحق الدكتور نواز عام 1991 حتى تخرج فيها عام 1996.

في هذه المدرسة المرموقة أتيحت للدكتور نواز فرصة ذهبية للتعلم من عباقرة علماء العصر الحاضر في مجال العلوم العربية والإسلامية من بين هؤلاء العلماء مولانا واضح رشيد الندوي، ومولانا رابع الندوي، ومولانا سعيد الرحمن الندوي، ومولانا عبد الله عباس الندوي، ومولانا سليم الندوي، ومولانا عبد العزيز الندوي. كانت هذه التجربة الثقافية والتعليمية غنية ومحفزة، حيث استفاد الدكتور نواز من حضور هؤلاء العلماء البارعين في مجالات اللغة العربية والعلوم الإسلامية. حتى سنحت له الفرصة لتتلمذ من أحد أبرز علماء الهند الذي ذاع صيته في العالم كله واعترف العرب بمهارته باللغة العربية تحدثا وكتابة وهو الشيخ أبو الحسن علي الندي حيث ألقى الشيخ آخر درس الترمذي في صف الدكتور نواز واستفاد الدكتور من هذا العبقري.

الدكتور محمد أكرم نواز الندوي درس مجموعة واسعة من الكتب والموضوعات الهامة في إطار تعليمه بمدرسة ندوة العلماء. تعكس الكتب التي درسها تنوعا وعمقا في مجالات العلوم العربية والإسلامية. إليك بعض الكتب التي استفاد من دراستها:

  1. “مقامات”: درسها من مولانا سعيد الرحمن الندوي. تُعتبر “مقامات” من الأعمال الأدبية التي تتناول قضايا الحياة والإنسان بشكل فلسفي وأدبي.
  2. “تاريخ الأدب العربي”: درسها من مولانا رابع حسن الندوي. تُعد هذه الكتب من الأعمال التي تتناول تطوّر الأدب العربي عبر العصور.
  3. “كليلة ودمنة”: درسها من مولانا عبد الرشيد الندوي. هي إحدى روائع الأدب العربي وتعتبر من القصص الأدبية الكلاسيكية.
  4. دروس في الإنشاء والأدب: استفاد من دروس خاصة في هذا المجال من مولانا واضح رشيد الندوي، مما أضفى على تعليمه طابعًا أدبيا وفنيا.
  5. دروس في علم الحديث: تلقى دروسًا في جامع الترمذي من مولانا خالد غازيفوري، ودرس كتب الحديث مثل سنن أبي داوود من مولانا حسب الله حفظه الله، والصحيحين من مولانا سلمان الندوي. كانت هذه الدروس محورية في فهمه للتراث الحديث الإسلامي.

إن هذه الكتب والموضوعات التي درسها تعكس التنوع والاهتمام الشامل الذي أظهره الدكتور أكرم نواز في رحلته التعليمية، وكيف استفاد من خبرات عدة علماء محترفين في مختلف الميادين العلمية والأدبية.

خلال فترة دراسته في ندوة العلماء، استفاد الدكتور محمد أكرم نواز الندوي من توجيه ودروس كافة أساتذة المدرسة، إلا أنه كانت لعلاقته بالأستاذ مولانا واضح رشيد الندوي دور خاص ومميز. كان الدكتور يحضر عند أستاذه ويتلقى دروسا خاصة في الترجمة والإنشاء، وهذا الدرس الخاص ساهم بشكل كبير في تنمية مهاراته في اللغة وفن الترجمة، وخاصةً عندما حصل على فرصة الدراسة في الجامعة الملية الإسلامية، حيث بدأ يدرس الترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعكس، وذلك بفضل الأساس القوي الذي اكتسبه في الترجمة من العربية إلى الأردية وبالعكس عند الأستاذ واضح رشيد الندوي.

من بين أساتذة ندوة العلماء، كان لمولانا محبوب الرحمن الندوي تأثير كبير على الدكتور نواز، رغم عدم تدريسه له في الفصول الدراسية. فقد استفاد الدكتور بشكل خاص من دروسه عن القاديانية، مما أضاف إلى ثراء معرفته وفهمه لهذا الجانب الديني المهم. تلك العلاقات الأكاديمية والمعرفية القوية تعكس البيئة الثقافية والعلمية التي كان يعيشها الدكتور نواز، والتي ساهمت في تشكيله كمفكر وباحث متميز في مجالاته الأكاديمية.

بعد إتمام تعليمه المدرسي، قرر الدكتور محمد أكرم نواز الندوي الانتقال إلى العاصمة دلهي، حيث أبدى رغبته في الانضمام إلى الجامعة الملية الإسلامية. وكان هذا القرار هامًا في مسيرته الأكاديمية، حيث نجح في تحقيق هدفه ونال قبوله في مرحلة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في قسم اللغة العربية في عام 1998.

تعتبر فترة دراسته في الجامعة الملية الإسلامية فترة حيوية في تشكيل رؤيته واستمرار تعميقه في مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية. استفاد الدكتور نواز كثيرًا من توجيهات وتعليمات عدة أساتذة مرموقين في الجامعة، ومن بين هؤلاء الأساتذة:

  1. الأستاذ اجتبى الندوي
  2. الأستاذ ضياء الحسن الندوي
  3. الأستاذ شفيق أحمد خان الندوي
  4. الأستاذة فرحانة طيب الصديقي
  5. الأستاذ رفيع العماد فينان
  6. الأستاذ حبيب الله خان الندوي
  7. الأستاذ أيوب تاج الدين الندوي
  8. الأستاذ قاضي ماجد حفظهم الله

اكتسب الدكتور من هؤلاء الأساتذة في الجامعة الملية الإسلامية علوما كثيرا مما أثرى ثقافته العربية ولكنه يعترف بتأثير الأستاذ رفيع العماد فينان على شخصيته خاصة إذ يقول إن الأستاذ فينان لم يكن مجرد أستاذ ينقل العلم من ذهن أو كتاب إلى إذهان وقلوب الطلاب بل كان مرشدا ومربيا يعلمهم أسرار النجاح في الحياة من خلال تجربته الخاصة إلى جانب ذلك كان معلما ماهرا في مجاله العلمي الخاص وهو فن الترجمة ومنه اكتسب الدكتور هذا الفن مزيدا وأتقن حتى بدأ يدرس نفس الفن في حياته الأكاديمية اللاحقة.

تلك الفترة في الجامعة شكلت منصة لتوسيع آفاقه العلمية وتحصيل معارف عميقة في ميدان اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وكانت فرصة للتفاعل مع فضيلة الأساتذة في مختلف أقسام الجامعة.

في عام 2001، نجح الدكتور محمد أكرم نواز في الحصول على القبول في إحدى أكبر الجامعات في الهند، وهي جامعة جواهر لال نهرو الشهيرة بدلهي. في إطار تعليمه في هذه الجامعة الرائدة، حقق الدكتور نواز سلسلة من الإنجازات الأكاديمية:

  1. شهادة الماجستير (M.A.): حصل على شهادة الماجستير من جامعة جواهر لال نهرو في عام 2003. كانت هذه الفترة من الدراسة تشكل خطوة هامة في رحلته الأكاديمية.
  2. شهادة مرحلة ما قبل الدكتوراه (M.Phil): حصل على شهادة مرحلة ما قبل الدكتوراه في عام 2006 موضوع رسالته “مولانا حسين أحمد المدني: حياته وأعماله”. تمثل هذه المرحلة استمرارية لتحصيله الأكاديمي وتحضيره لمرحلة الدكتوراه.
  3. رسالة الدكتوراه (Ph.D.): قدم رسالته للدكتوراه في عام 2010، ونال شهادته للدكتوراه في عام 2011. موضوع رسالته “مساهمات مدرسة مظاهر علوم بسهارنفور في الدراسات العربية”. كانت هذه الفترة هي الذروة في رحلته التعليمية، حيث قام بإجراء أبحاث عميقة وتحليلات متقدمة في مجال معين من اللغة العربية أو الدراسات الإسلامية.

خلال دراسته في جامعة جواهر لال نهرو إنه استفاد كثيرا من أساتذة هذه الجامعة المتميزين والمتفوقين في مجالهم العلمي الأدبي، من بين هؤلاء الأساتذة:

  1. البروفيسور احسان الرحمن
  2. البروفيسور فيضان الله الفاروقي
  3. البروفيسور أسلم إصلاحي
  4. البروفيسور بشير أحمد
  5. البروفيسور مجيب الرحمن وهو أيضا مشرفه الذي تحت إشرافه كتب رسالتيه لمرحلة ما قبل الدكتوراه والدكتوراه.
  6. البروفيسور رضوان الرحمن

 وما إلى ذلك من الأساتذة في الأقسام الأخرى من الجامعة.

سنحت للأستاذ فرصة القيام والدراسة والتعلم في جامعة جواهر لال نهرو لمدة أطول مقارنة من قيامه في أي مؤسسة تعليمية أخرى، وهذا هو السبب في أخذه أكثر من هذا المنبع العلمي الشهير، حيث قطف من أساتذته مثل الأشجار المثمرة ثمارا حلوة. تركت كافة أساتذة هذه الجامعة انطباعا خاصا على حياته، ولكنه يذكر أستاذه ومربيه ومشرفه الأستاذ مجيب الرحمن، حفظه الله، بكلمات وألقاب خاصة، حيث يعتبره أبا روحيا له، ويعترف بكافة مساعداته في المجالات العلمية كلما احتاجها الدكتور خلال كتابة رسالتي المرحلة ما قبل الدكتوراه والدكتوراه وغير ذلك من المساعدات. على حد تعبيره لا يمكن لإنسان وفيّ أن ينسى مثل هذه العطاءات والتضحيات التي قدمها له هذا الأستاذ الحنون، يبقى الدكتور ممتنًا إلى الأبد على إحساناته العظيمة.

رحلة الدكتور نواز في جامعة جواهر لال نهرو لم تكن مجرد فترة دراسية بل كانت فترة حيوية ومهمة في تشكيل مهنته الأكاديمية وتعميق فهمه لميدان اهتمامه العلمي.

إسهاماته العلمية

عمل الدكتور محمد أكرم نواز الندوي كمترجم ومذيع في إذاعة عموم الهند لفترة من عام 2010 إلى عام 2015، في وحدتيها العربية والأردية. هذه الفترة شكلت تجربة مهمة في حياته المهنية، حيث قدم خدماته في توصيل المعرفة والمعلومات للجمهور من خلال وسيلة الإذاعة، وكذلك في تعزيز التبادل الثقافي واللغوي بين مختلف الثقافات واللغات.

من ثم، تحقق للدكتور نواز فرصة مهمة في مسيرته الأكاديمية والعلمية عندما تم تعيينه كأستاذ مساعد للغة العربية في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو عام 2015. هذا التعيين يعد من أكبر الإنجازات في حياته الأكاديمية، حيث أصبح له دور رئيسي في تعليم وبحث وتطوير اللغة العربية في بيئة أكاديمية مرموقة.

منذ تعيينه كأستاذ مساعد، قام الدكتور نواز بتقديم جهود كبيرة في تعزيز اللغة العربية وتطوير مناهج التعليم، كما قدم مساهمات قيمة في إثراء البحث العلمي في هذا المجال. كما يجدر بالذكر أنه قبل تعيينه الرسمي كأستاذ مساعد، قام بتدريس كأستاذ ضيف في نفس المركز لمدة سنة، مما يبرز تفانيه وكفاءته في مجال التعليم والبحث.

باختصار، يعد تعيين الدكتور محمد أكرم نواز الندوي كأستاذ مساعد في جامعة جواهر لال نهرو خطوة هامة في مسيرته الأكاديمية، حيث يستمر في خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها وأهميتها في البيئة الأكاديمية والثقافية.

يناسب لي أن أشير إلى إحدى مبادراته المهمة والمميزة لصالح طلاب المدارس العربية والدينية في الهند، حيث بدأ بإقامة فصول تعليمية في العلوم والرياضيات في حرم جامعة جواهر لال نهرو خصيصًا لهؤلاء الطلاب المذكورين، يفتقرون إلى هذا النوع من المعرفة المهمة في عصر يميل نحو العلوم والتكنولوجيا. كان الهدف من هذه الفصول تمكين الطلاب من فهم العالم المتطور حولهم بشكل أفضل، وتحقيق تقدم كبير في حياتهم العلمية. كانت واحدة من أهداف هذه الفصول هي تمكين الطلاب الراغبين في الالتحاق بالوظائف الحكومية الإدارية من النجاح في الامتحانات التنافسية الهندية. استمرت هذه الفصول لبضع سنوات، لكنها توقفت لأسباب معينة، والآن يسعى الدكتور مرة أخرى لاستئناف هذه المبادرة القيمة.

للدكتور أكرم نواز إسهامات لا بأس في مجال اللغة العربية قدمها من خلال المقالات العلمية والأدبية المنشورة في المجلات العربية الهندية الشهيرة وكذلك بتقديم الأوراق البحثية في الندوات والمؤتمرات الدولية والوطنية، إلى جانب ذلك تم نشر رسالتيه لمرحلة ما قبل الدكتوراه والدكتوراه في شكل كتابي، هنا أقدم بعض مقالاته المنشورة ثم الأوراق العلمية التي قدمها في الندوات والمؤتمرات.

  • مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور ومساهماته في الدراسات العرب، مجلة ثقافة الهند 2010.
  • المقرر الدراسي للمدارس العربية في الهند ومدى استجابتها لمقتضيات العصر الحاضر، مجلة ثقافة الهند، 2011.
  • محمد زكريا الكاندهلوي: أحد المحدثين العباقرة في الهند، مجلة ثقافة الهند، 2014.
  • محمد احتشام الحسن الكاندهلوي وإسهاماته في العلوم الإسلامية، مجلة ثقافة الهند 2015.
  • تقي الدين الندوي المظاهري: أحد أعلام العلوم الإسلامية في الهند، مجلة دراسات عربية 2016.
  • محمد أشفاق الرحمن الكاندهلوي: أحد أعلام العلوم الإسلامية في الهند، مجلة دراسات عربية 2017.
  • ظفر أحمد التهانوي: أحد أعمدة العلوم الإسلامية في الهند، دراسات عربية 2021
  • الشيخ خليل أحمد السهارنفوري وكتابه بذل المجهود في شرح سنن أبي داؤود، مجلة البعث الإسلامي، يونيو 2023.

والآن إليكم بعض الأوراق البحثية قدمها الدكتور في الندوات والمؤتمرات:

  • الدراسات العربية في دلهي بعد 1967 مع إشارة خاصة إلى خورشيد أحمد فارق، قدمها في ندوة بجامعة دلهي عام 2019.
  • تدريس القواعد العربية للطلبة الهنود: مشاكل وحلول، قدمها في مؤتمر بجامعة جواهر لال نهرو عام 2021ز
  • Al-Qazi: The Arab who shaped the modern Indian theater(القاضي: العربي الذي شكل المسرح الهندي الحديث)، قدمها في ندوة عقدت بـ المركز الثقافي العربي الهندي، نيو دلهي، عام 2021.
  • Development of Arabic Journalism in Northern India (تطور الصحافة العربية في شمال الهند)، قدمها في ندوة عقدت بجامعة دلهي عام 2020.
  • Teaching and Learnig of Arabic in India as a foreign Language (تدريس وتعلم اللغة العربية في الهند كلغة أجنبية)، قدمها في مؤتمر بجامعة جواهر لال نهرو، عام 2018.
  • سارہ شگفتہ کی شاعری میں نسائی وجودیت (الوجودية النسائية في شعر ساره شگفتہ)، قدمها في مؤتمر حول ” المرأة في الشعر العربي والأوردو: الإبداع والإلهام” بالجامعة الملية الإسلامية، عام 2022.

تعتبر إسهامات الدكتور محمد أكرم نواز الندوي في مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية ذات أهمية كبيرة وتعكس مساره المهني المميز والمتنوع. بدءًا من عمله في إذاعة عموم الهند كمترجم ومذيع، حيث ساهم في نشر المعرفة والثقافة العربية والإسلامية من خلال هذه الوسيلة الهامة للتواصل، وصولاً إلى تعيينه كأستاذ مساعد في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو.

في إذاعة عموم الهند، قدم الدكتور نواز خدمات قيمة في ترجمة المحتوى وتقديمه على الهواء مباشرة، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي واللغوي بين الشعوب والثقافات. كانت هذه التجربة الرائعة بمثابة منصة له لبناء مهاراته في التواصل والتعبير عن المفاهيم الدينية والثقافية بطريقة مباشرة وفعالة.

تعيينه كأستاذ مساعد في جامعة جواهر لال نهرو يمثل خطوة هامة في مسيرته الأكاديمية، حيث أصبح له دور رئيسي في تعليم وبحث وتطوير اللغة العربية في بيئة أكاديمية مرموقة. منذ تعيينه، قدم الدكتور نواز مساهمات فعّالة في تحسين مناهج التعليم وتعزيز البحث العلمي في مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية.

إن إسهامات الدكتور محمد أكرم نواز الندوي تمثل نموذجًا رائعًا في مجال الدراسات العربية والإسلامية، حيث نجح ببراعة في تقديم مقالات وأوراق بحثية ذات جودة عالية تشكل إضافة قيمة للمعرفة في هذا المجال. تبرز هذه الإسهامات الأدبية والعلمية تعمقه واستيعابه للمواضيع التي اختارها لدراستها والتي تتنوع بين التراث العربي والإسلامي وتأثيره على الثقافة الهندية الحديثة.

بدءًا من مقالاته المنشورة في المجلات العربية الهندية المرموقة، فإن تحليلاته العميقة للمدارس العربية في الهند ودورها في تطوير الدراسات العربية، بالإضافة إلى دراساته المفصلة للشخصيات العلمية والأدبية المهمة مثل محمد زكريا الكاندهلوي ومحمد احتشام الحسن الكاندهلوي، توضح إلمامه العميق بالتراث العربي والإسلامي وتأثيره في الثقافة الهندية.

من خلال أوراقه البحثية التي قدمها في المؤتمرات الدولية والوطنية، يظهر تنوع اهتماماته وقدرته على التأقلم مع مختلف مجالات الدراسات العربية والإسلامية، بدءًا من تحليل تطور الصحافة العربية في شمال الهند إلى دراسات حول تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية والوجودية النسائية في الشعر العربي والأوردو.

كما تعكس رسائله العلمية لمرحلة ما قبل الدكتوراه والدكتوراه إلمامه العميق بالمواضيع التي اختارها للبحث، وتوضح قدرته على التحليل الدقيق والتفكير النقدي في مواضيع متنوعة تمتد من التراث العربي إلى التأثير الثقافي والأدبي في العالم الهندي المعاصر.

باختصار، إسهامات الدكتور محمد أكرم نواز الندوي تشكل مساهمة مهمة وقيمة في تطوير وتنويع المعرفة في مجال الدراسات العربية والإسلامية، وتعكس التزامه العميق بالبحث العلمي والتفاني في خدمة المعرفة والثقافة.