Main Menu

البروفيسور مختار الدين أحمد آرزو

د.محمد أبرار الحق 

إنه واحد من أبرز أعلام اللغة العربية والفارسية والأردية في القرن التاسع عشر، قام بدور هام في إثراء اللغة العربية والفارسية والأردية ولاسيما اللغة العربية والتفاعل الثقافي بين الحضارات العربية والفارسية والأردية في شبه القارة الهندية، وخلف آثارا كبيرة في هذه اللغات الثلاثة.

مولده ونشأته:

إنه من مواليد ببلدة “باتنا” في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1924م وكان والده مولانا محمد ظفر الدين القادري أديبا بارعا. له مؤلفات كثيرة في الدراسات العربية والإسلامية وتلقى تعليمه الابتدائي من والده ثم التحق بالمدرسة الإسلامية شمس الهدى ب”باتنا” وحاز شهادة العالمية والفضيلة في الحديث كما حصل على شهادة الثانوية من جامعة باتنا ولم يشف غليله العلمي ثم توجه إلى جامعة علي جراه ونال شهادة البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وأدابها كما نال الدكتوراة بعنوان “الحماسة البصرية” تحت إشراف عبد العزيز الميمني الراجكوتي ثم عين أستاذا مساعدا بقسم اللغة العربية في نفس الجامعة عام 1953م ثم فاز بمنحة جامعية للشرق الأوسط لمؤسسة راكفيلر المتمركزة في الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه التمس من مدير المؤسسة أن يسمح له أن يسافر إلى إنجلترا لأن المواد للموضوع المختار وهو الجزء الثاني من الحماسة البصرية ليست متوفرة في أمريكا فسمحت له المؤسسة أن يكمل أطروحته في جامعة أوكسفورد بإنجلترا وأنجز هناك شهادة ماجستير ما قبل الدكتوراه (إيم فل) بعنوان “النقد الاجتماعي في الأدب العربي الحديث” تحت إشراف البروفيسور جب. ثم سأله البروفيسور جب أن يبقى معه لإنجاز رسالة الدكتوراة في موضوع علمي تحقيقي بعنوان “جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام” فطلب الإجازة من جامعة علي جراه لسنتين، وزار عدة مكتبات منها مكتبة جوليث ماركويسته، بودلين والمتحف البريطاني ومكتبة الهند بإنجلترا وإسكوت لندا ومولندا وألمانيا وفرنسا لجمع المواد لرسالته ثم رجع إلى أكسفورد. وبعد إتمام الدكتوراة عاد إلى دلهي وأنجز شهادة بعد الدكتوراة بعنوان “علي شيذري” عام 1956م.

تقلد الأستاذ عضوية الجمعيات والهيئات العلمية العديدة في الهند وخارجها:

 عضو مجمع اللغة العربية الأردني، عمان (الأردن) عام 1980م.

 عضو الجمعية العالمية لإحياء التراث الإسلامي، القاهرة (مصر) عام 1984م.

 عضو مجمع بحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل بيت) عمان (الأردن) عام 1981م.

 عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، سورية عام 1985م.

الجوائز وشهادات التقدير:

 حصل على جائزة رئيس الجمهورية التقديرية عام 1979م.

 حصل على جائزة مير من إكاديمية مير، علي جراه عام 1965م.

 حصل على جائزة غالب من إدارة غالب بدلهي عام 1983م.

آثاره العلمية في العربية:

  • انسائيكلو فيديا آف إسلام
  • مشاركة اللغة الأردية في الحضارة الإسلامية
  • فضائل من اسمه أحمد ومحمد لابن بكير البغدادي، علي جراه عام 1961م
  • المختار من شعر ابن الدسينة، علي جراه عام 1962م
  • الحماسة البصرية لصدر الدين علي بن أبي الفرج البصري، طبع بحيدرآباد عام 1963 ــ 1964م، بيروت، عام1983م
  • الرسالة إلى أحمد بن واثق للمبرد، نشر من دلهي عام 1968م
  • القصيدة الدالية للأعشى الكبير مع شرح الشيذري، طبع من علي جراه عام 1968م

في الأدرية:

  • خطوط أكبر (1951م)
  • أحوال غالب (1953-1986م)
  • نقد غالب (1951م)
  • سير دهلي از رياض الدين أمجد (1963م)
  • كربل كتها (1969م)
  • تذكره گلشن هند حيدري (1967م)
  • تذكره آزرده (1974م)
  • تذكره شعراے فرخ آباد از ولي الله الفرخ آبادي (1956م)
  • ديوان حضور عظيم آباد (1977م)
  • عبد الحق (1984م)[1]

ومن أهم مآثره العلمية تأسيس “المجمع العلمي العربي” قام الأستاذ بجهود جبارة إلى قيام المجمع العلمي العربي الهندي عام 1976م، على غرار مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة. وتتويجا للوثبة الثقافية التي نهضت بها جامعة علي جراه وقع الاختيار عليها لتضطلع بمهام إنشاء المجمع العلمي العربي لأن مقاصدها نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وهي أحق المؤسسات الثقافية الهندية وأجدرها بحمل رسالة المجمع الفكري، لتوافر الوسائل لديها، ولوجود قسم اللغة العربية وآدابها وقسم الدراسات الإسلامية وقسم ثقافة آسيا الغربية، ولأن عددا من الباحثين المحققين في اللغة العربية وآدابها كانت لهم صلات وثيقة بهذه الجامعة وفي طليعتهم العلامة عبد العزيز الراجكوتي حجة العربية في الهند، وهو ممن تحلق حوله كبار أساتذة الجامعات.

أهداف المجمع الرئيسية بما يلي:‏

  • تعميم اللغة العربية بين أبناء الهند والعناية بشر آدابها
  • تنشيط البحث والتأليف في تاريخ العرب وعلومهم وحضارتهم
  • إحياء المخطوطات العربية والإسلامية بطبعها ونشرها على أحدث الطرق العلمية
  • تشجيع ترجمة المؤلفات القيمة لعلماء وأدباء الهند

وتحقيقا لهذه الأغراض العلمية، فقد عمد المجمع إلى إصدار مجلة باللغة العربية خاصة به ينشر فيها أفكاره وأعماله، ولتكون ميدانا حرا لأقلام العلماء والأدباء ورابطة بينه وبين المراكز الثقافية المماثلة له في أرجاء العالم. وقد صدر العدد الأول منها عام 1396ه/ 1976م بعد أن عهد المجمع إلى أمينه العام الدكتور مختار الدين أحمد برئاسة تحريرها وجعل شعارها قوله تعالى: “علم الإنسان مالم يعلم”، ومضت المجلة قدما في أداء رسالتها اللغوية والتعريف بعلماء العربية الذين خدموا الثقافة في شبه القارة الهندية وقد أسهمت المجلة في إحياء جوانب هامة من التراث العربي المخطوط والحضاري الإسلامي ونشرت بحوثا غنية اتسمت بالموضوعية والأصالة وفتحت صدر صفحاتها لينهل منها الدارسون والمريدون وكرست جل بحوثها للغوص في أعماق التراث العربي وغني عن البيان فكتاب المجلة كانوا من أبرز اللغويين والباحثين.

    ومن المناسب هنا أن نقتبس كلام البروفيسور مجيب الرحمن عن الوضع الحالي “للمجمع العلمي العربي”

“للأسف الشديد فإن المجمع العربي- الهندي الذي كان معقدًا للآمال في بداية عهده، لم يستطع أن يواصل مسيرته على الدرب الذي أراده له مؤسسه، بل إن قسم اللغة العربية في جامعة عليكرة الإسلامية العريق، الذي كان يضم كوكبة من كبار علماء اللغة العربية في الهند سابقًا، مثل العلامة عبدالعزيز الميمني ومختار الدين آرزو وغيرهما، قد بات باهتًا وأثرًا من الماضي. نعم، لقد تراجعت فعالية المجمع حتى درجة الصفر، لكن كلنا أمل الآن، من أن زميلنا الفاضل البروفيسور محمد ثناء الله الندوي سيعمل على تنشيط المجمع من جديد، ويعيده إلى مجده السابق، خصوصًا بعدما تولى ريادة الأمور فيه مؤخرًا، فللرجل روابط وعلاقات واسعة مع المثقفين في العالم العربي، وهو حيوي ونشط جدًّا.. يكفي أنه يوصف، وعن جدارة، بأنه علامة الهند الشاب في العصر الحاضر”.[2]

وفاته:

انتقل الأستاذ إلى جوار ربه في العاشر من شهر يونيو عام 2010م بعد خدمات جليلة في مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية وتحسينها وترويجها. وخلاصة القول أنه علم من أعلام اللغة العربية في الهند ومن المحققين البارعين والكتاب القادرين في اللغة الأردية واختصاصه فيها حول دراسات الشاعر الشهير للغة الأردية والفارسية مرزا أسد الله خان غالب، وأجاد بالإضافة للعربية والإنجليزية والأردية.

 

*أستاذ محاضر في كلية ذاكر حسين لجامعة دهلي سابقا وأستاذ زائر في مدرسة أميتي للغات الأجنبية جامعة أميتي سابقا

الهوامش

[1] مجلة  “الداعي” الصادرة عن الجامعة الإسلامية بدارالعلوم ديوبند، ص: 10-25 مارس عام 1984م 

[2] مجيب الرحمن: اللغة العربية هويتنا وإن كنا عجمًا | مجلة الفيصل (alfaisalmag.com)

المصادر و المراجع

  1. نذر مختار، مالك رام، دلهي الجديدة عام 1988م.
  2. مجلة “الداعي” الصادرة عن الجامعة الإسلامية بدارالعلوم ديوبند، ص: 10-25 مارس عام 1984م
  3. الدراسات العربية في ولاية بيهار خلال القرن العشرين للدكتور محمد أبرار الحق، مؤسسة براؤن بوك للطباعة والنشر، عام 2015م
  4. مجيب الرحمن: اللغة العربية هويتنا وإن كنا عجمًا | مجلة الفيصل (alfaisalmag.com)