Main Menu

الإمام الشافعي وجهود ه في تطوير الفهم القرآني ونشره

فخر الإسلام

باحث الدكتوراه بقسم اللغة العربية

جامعة لكناو، الهند

 

ملخص البحث:

للإمام الشافعي – رحمه الله –  جهود مضنية في تطوير الفهم القرآني ونشره مع أنه شهير لفقهه. كان هو من أشد الناس حرصاً لأحكام القرآن وكان له شغف خاص بالقرآن وأحكامه، وكان رحمه الله یداوم علی قراءة القرآن ویكثر منها ویخصص من لیله الثلث للصلاة وقراءة القرآن فيها بتدبر وإمعان، وكان جل الأوقات یتواصل الفكر والتدبر في المصحف ويتتبع أحكام القرآن. وقد انْقطع الإمام فتْرة طويلة من عمره الْمبارك إلى تدبُّر الْقرْآن ودرسه، وقد أدَّاه تدبُّره هذا إِلى ملكة استنباط الأحكام، فكم من مسائل استنبطها هو من القرآن لم يهتد إِليه أحد ممن سبقه. ويقال إن أول من وضع مؤلفًا في أحكام القرآن هو الإمام الشافعي، وهذا القول وإن كان فيه خلاف بين العلماء لكن المسائل المستجدة والمسائل الأصولية التي استنبطها الإمام من القرآن الكريم هي المسائل التي لم يسبق إليها أحد وكان له فضل السبق في هذ الباب. وقال هو: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة وجميع شرح السنة شرح للقرآن… وقال أيضاً: جميع ما حكم به النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو مما فهمه من القرآن…

 ترك الإمام الشافعي كتبا كثيرة بعضها كتبها بنفسه وقرأها على الناس أو قرؤها عليه، وبعضها أملأها إملاء، وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله صنف مائة وثلاثة عشر كتابا فى التفسير والفقه والأدب وغير ذلك. وهي متنوعة مع اشتمالها على التجديد والإبداع والإتقان، وهو أول من صنف في أصول الفقه ومختلف الحديث. ومن أشهر آثاره في الموضوع “أحكام القرآن”، قام بجمعه وترتيبه الإمام البيهقيّ، النيسابوري، الشافعي، صاحب السنن الكبرى، المتوفى سنة (458هـ). وقد كان الشافعي صنف كتابا آخر أيضا في أحكام القرآن ولكنه مفقود.

الكلمات المفتاحية: الإمام الشافعي، القرآن وعلومه، أحكام القرآن، الفهم القرآني، الإمام البيهقيّ.

Abstract:

Imam Al-Shafi’i – may Allah have mercy on him – has strenuous efforts to develop and spread the Quranic understanding even though he is well known for his mastery in jurisprudence. He was one of the most keen people to search for the rulings of the Qur’an and he had a special passion for the Qur’an and its rulings. He would read the Qur’an a lot, and a third of his night was devoted to prayer and reading the Qur’an with contemplation and research, and most of the times his study, thought and contemplation continued till he would find rulings in the Qur’an.

The Imam spent a long period of his blessed life to contemplate and study the Qur’an, and his contemplation led him to the faculty of deducing rulings. He deduced many issues from the Qur’an that no one who preceded him had done so. It is said that the first person to present a book in the rulings of the Qur’an is Imam al-Shafi’i, and this saying, even if there is a disagreement between scholars, but the emerging issues that Imam deduced from the Holy Qur’an are issues that no one has preceded and had the merit of taking the lead in this chapter. He said: All what the Ummah says is an explanation of the Sunnah and all the explanation of the Sunnah is an explanation of the Qur’an … He also said: All that the Prophet – may Allah bless him and grant him peace – presented rulings is from what he understood from the Qur’an.

Imam Al-Shafi’i produced many books, some of which he wrote himself and read them to his desciples or they read them to him, and some of them were rendered with dictation, and it was said that Imam al-Shafi’i, may Allah have mercy on him, compiled one hundred and thirteen books on exegesis, jurisprudence, literature and so on. All works are adorned with innovation, creativity and perfection. Among the most famous of his efforts on the subject of Quranic Sciences is “Ahkaam al-Qur’an,” arranged by Imam al-Bayhaqi, al-Nisaburi, al-Shafi’i, the author of al-Sunan al-Kubra. Al-Shafi’i had also composed another book on Ahkam al-Qur’an, but it is missing.

هو الإمام محمد بن إدریس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبید بن عبد یزید بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو عبد الله المطلبي الشافعي الحجازي المكي، ونسبه يلتقي مع نسب الرسول الكريم في جدّه عبد مناف: فقيه وإمام من أئمة أهل السنة والجماعة، وإليه نسبة الشافعية كافة، وهومؤسس علم أصول الفقه كماكان إماما في التفسير وعلم الحديث، وهوأحد النوابغ الذين ظهر عليهم الذكاء وحدّة البصيرة منذ الصغر ومناقبه كثيرة يصعب حصرها.

ولدالإمام بغزة، قرية من قرى الشام، قريبة من بيت المقدس، سنة خمسين ومائة ۱۵۰ه، وقيل: بعسقلان. ومات أبوه إدريس شابا، فنشأ محمد يتيما في حجر أمه، فى قلة عيش، وضيق حال، فخافت عليه الضيعة- ضياع نسبه-، فحملته أمه إلى مكة وهو ابن عامين، ولقد كانت والدة الامام الشافعی رحمه الله-عالمة ذكیة تعرف للعلم قدره مماجعلها تشجع ابنها علی التعلم والاستزادة من العلم، فنشأ بها، وأقبل على الرمي، حتى فاق فيه الأقران، وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة، ثم أقبل على العربية والشرع، فبرع في ذلك، وتقدم، ثم أقبل على الفقه والحديث، وبلغ فيهما شاوة عظيمة، حتى لقد أذن له بالفتيا شيخه مسلم بن خالد الزنجي، وأفتى وهودون ابن عشرين سنة. قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات. قال أحمد بن محمد الشافعي: كانت الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام لابن عباس، وبعد ابن عباس لعطاء بن أبي رباح، وبعد عطاء لعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وبعد ابن جريج لمسلم بن خالد الزنجي، وبعد مسلم لسعيد بن سالم القداح، وبعد سعيد لمحمد بن إدريس الشافعي، وهو شاب.([1])

تعليمه وتدريسه، وخدماته الجليلة في شتى المجالات

بدأ الإمام الشافعی – رحمه الله تعالی- في حفظ القر آن الكریم وأتمه وهو في السابعة من عمره، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين وقال عن نفسه: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطا وأنا ابن عشر، ([2])

ثم شرع في تلقي الحديث الشریف وحفظه وتدوینه عن علماء مكة المشرفة كما تعلم الفروسية والرمایة وحذق فيها ثم خرج إلی هذیل في البادية یلازمهم ویتعلم فصیح كلامهم، وبعد أن تعلم من اللغة العربیة وحفظ الكثیر من أشعارالعرب سافر إلی المدینة المنورة عام ثلاث وستین بعد المأئة من الهجرة لیأخذ الحدیث عن علمائها والمحدثین بها، وقرأالمؤطا علی الامام مالك -رحمه الله-فی أیام یسیرة وكان مالك معجبا بقراء ة الامام الشافعی رحمه الله لفصاحته وإعرابه وحسن قرائته وقد لازمه الامام الشافعی -رحمه الله- یأخذ عنه الفقه والحدیث إلی أن توفی الامام مالك- رحمه الله- عام تسعة وسبعین ومأیة (۱۷۹ه) -رحمه الله عليه-.

وبعد وفاة شیخه رجع إلی مكة المكرمة، وصادف حین مات مالك رحمه الله أن قدم إلى الحجاز والي اليمن فأخذه معه فعمل له بنجران لكن قلوب حاسد به لم تطمئن برؤیة سيرته الحسنة حتی ألصقوا به تهمة فظیعة هو منها برئي – وهي التحرك مع العلویین-ضد الخلیفة ۔ فلم یلبث أن رفع إلی الخليفة هارون الرشيد بالعراق مع غیره من العلویین عام أربعمأئة وثمانین بعد المأئة من الهجرة لكن ظهرت برائته فلم تضره المكائد شیئاً بحفظ الله وبقي سنتین فيها منتهزاالفرصة یتلقی العلم عن مشاهير علمائها، فماكانت التهمة إلا وسیلة محققة للتضلع من العلم الذی یشتاق للإزدیاد منه دائما، ورحل إلى العراق سنة ۱۸4ه، ونزل عند الإمام محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ عنه فقه العراقيين وبرز فيه، فاجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) والعراق (المذهب الحنفي) .

ثم رجع – رحمه الله تعالی- بعدها من العراق إلی مكة المكرمة وسكن بها عام مایقارب تسعة أعوام یعقد ب المسجد الحرام حلقة درس للتفسیر والحدیحث، ويلتقي به كبار العلماء في موسم الحج، وممن التقى به أحمد بن حنبل، وظل في إلقاء دروسه بمكة مدة طويلة ظهرت فيها شخصيته في نضجه العلمي، ومنهجه العلمي والفقهي.

ثم رجع مرة أخرى إلى بغداد سنة 195 ه فكانت حلقته مدرسة متمیزة عن غیره: یحضره أهل الحدیث وأهل الفقه وأهل اللغة والشعر فكل یتعلم منه ویستفید، ولقد تخرج علی یديه الكثیر من الأجلاء العلماء والفضلاء والمتفقهين وأهل الرأي، وخلال مكثه بها ألف كتاب “الرسالة” الذي وضع به أساس علم أصول الفقه. وبعد قضاء سنتین فيها رجع إلى مكة المكرمة، ثم رحل إلی العراق أخیرا سنة ثمان وتسعین بعد المأئة من الهجرة فأقام بها أشهراً.

ثم غادرها سنة ۱۹۹ه قاصدا مصر وترشید أهلها وتعلیمهم فقه الشریعة التي استخلصها بعد دراسة وتعمق في النصوص التي جمهعا بعد الترحال بین البلدان ولقاء المشائخ فیعقد حلقات لدرس التفسیر والحدیث والفقه وربما یأتيه أهل اللغة فیستفیدون منه، ولقد بقی بمصر أربع سنوات تقریبا، وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار ذكره في البلدان وقصده الناس من الشام واليمن والعراق وسائر الأقطار للتفقه عليه والرواية عنه وسماع كتبه منه وأخذها عنه.

وكان علی ذلك إلی أن وافاه أجله المحتوم وهو فی مصر ليلة الجمعة بعد صلی المغرب في آخر يوم من رجب، ودفن بعد العصر يوم الجمعة عام أربعة بعد المأئتین (4۲۰) من الهجرة وهو في الرابعة والخمسين من عمره، ودفن فی مقبرة القرشیین بین قبور بنی عبد الله بن عبد الحكم رحمه الله تعالی، وقبره معروف في القاهرة، رحمه الله تعالی رحمة واسعة.([3])

شيوخه

أخذ الإمام الشافعي الفقه والحديث عن شيوخ عصره، في مختلف البلدان حيث كان يرحل إليهم ويتلقى عنهم، فأخذ عن شيوخٍ بمكة، وشيوخٍ بالمدينة، وشيوخٍ باليمن، وشيوخٍ بالعراق.([4])

فمن شيوخه بمكة: سفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد الزنجي  – مفتي مكة -، وسعيد بن سالم القدّاح، وداود بن عبد الرحمن العطار، وعمه: محمد بن علي بن شافع – فهو ابن عم العباس جد الشافعي -، وفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وعدة.

ومن شيوخه بالمدينة: مالك بن أنس-إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة-، وعبد العزيزالدراوردي، ومحمد بن حمد بن أبي فديك، وإبراهيم بن أبي يحيى، وعطاف بن خالد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهم.

ومن شيوخه باليمن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف القاضي الصنعاني وطائفة.

ومن شيوخه بالعراق: محمد بن الحسن؛ فقيه العراق، ولازمه، وحمل عنه وقر بعير، ووكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي، وإسماعيل ابن عليّة، وعبد الوهاب الثقفي، وخلق.

تلاميذه

لقد أخذ عن الإمام الشافعي وتتلمذ عليه وحدث عنه الكثير من طلاب العلم الذين حفظوا مذهبه ونشروه واستفادوا منه وذلك في مختلف البلدان.

فمن تلاميذه بمكة: أبو بكر الحميدي القرشي المكي الإمام، وأبو الوليد موسی بن أبي الجارود.

ومن تلاميذه ببغداد: أبو علي الكرابيسي، وأبو ثور الكلبي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

ومن تلاميذه بمصر: حرملة بن يحبی، وأبو يعقوب البويطي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أبو إبراهيم المزني إسماعيل بن يحيى، والربيع بن سالم المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي.

وقد حدث عنه: الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو يعقوب يوسف البويطي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وحرملة بن يحيى، وموسى بن أبي الجارود المكي، وعبد العزيز المكي – صاحب (الحيدة-، وحسين بن علي الكرابيسي، وخلق سواهم. وقد أفرد الدارقطني كتاب (من له رواية عن الشافعي) في جزأين.

ثناء العلماء عليه

لقد أثنى العلماء على الإمام الشافعي وامتدحوه فوصفوه بالتقدم في العلم ومن أهمهم:

1- قال شيخه مالك بن أنس قال: إن الله عز وجل قد ألقي على قلبك نورة فلا تطفئه بالمعصية.([5])

2- وقال شيخه سفيان بن عيينة- وقد قرأ عليه حديث فى الرقائق، فغشى على الشافعي فقيل قد مات الشافعي، فقال سفيان: إن كان قد مات فقد مات أفضل أهل زمانه.([6])

3- وكان شيخه سفيان ابن عيينة إذا جاءه شىء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعى، وقال: سلوا هذا… وفسر الشافعى عند ابن عيينة حديثًا أشكل على سفيان، فقال له سفيان: جزاك الله خيرًا، ما يجيئنا منك إلا ما تحب.([7])

4- قال الحميدى صاحب سفيان: كان سفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد الحميد بن عبد العزيز شيوخ مكة يصفون الشافعى ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، ويقولون: لم نعرف له صبوة.([8])

5-وقال أيضا: «سيد علماء أهل زمانه محمد بن إدريس الشافعي.([9])

4- وقال له شيخه مسلم بن خالد الزنجي: قد والله آن لك أن تفتى، والشافعى ابن خمس عشرة سنة.([10])

5- وقال أحمد بن حنبل، رحمه الله: ما تكلم فى العلم أقل خطأ ولا أشد أخذًا بسنة النبى – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من الشافعى.([11])

6- وقال أحمدأيضا: كان الفقه قفلاً على أهله حتى فتحه الله بالشافعى.([12])

7- وقال أيضا: وقد سُئل عن الشافعى: لقد منَّ الله به علينا، لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا الشافعى، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالى، فما رأينا منه إلا كل خير، رحمة الله عليه.([13])

8- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت أحدًا أعقل ولا أورع ولا أفصح ولا أنبل رأيًا من الشافعى.([14])

8- قال أبو داوُد: مَا رأيْتُ أبا عبد الله يميْل إلى أَحَد ميله إلى الشافعي.([15])

9- وقال عنه الذهبي: «الإمام عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة.([16])

10- قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، سمعت تميم بن عبد الله الرازي، سمعت أبا زرعة، سمعت قتيبة بن سعيد يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنن، ويموت أحمد بن حنبل، وتظهر البدع .([17])

11- وقال يحيى بن سعيد القطان إمام المحدثين فى زمانه: أنا أدعو الله للشافعى فى صلاتى من أربع سنين. وقال القطان حين عرض عليه كتاب الرسالة للشافعى: ما رأيت أعقل أو أفقه منه.([18])

12- وقال إسحاق بن راهوية: الشافعى إمام العلماء، وما يتكلم أحد بالرأى إلا والشافعى أقل خطأ منه.([19])

هذا، وأقوال السلف فى مدحه غير محصورة.

مؤلفاته

ترك الإمام الشافعي كتبا كثيرة بعضها كتبها بنفسه وقراها على الناس أو قرؤها عليه، وبعضها أملاها إملاء، قال القاضي الإمام أبو الحسن بن محمد المروزي: قيل إن الشافعي رحمه الله صنف مائة وثلاثة عشر كتابا فى التفسير والفقه والأدب وغير ذلك.([20])

وهي متنوعة مع اشتمالها على التجديد والإبداع والإتقان، وهو أول من صنف في أصول الفقه ومختلف الحديث. وأشهركتبه ما يلي:

1- أحكام القرآن. صنف الإمام الشافعي كتابا في أحكام القرآن ولكنه مفقود، أما كتاب أحكام القران الشائع فهو ليس من تأليف الإمام الشافعي بل جمعاً وترتيباً من نصوص الشافعيّ، قام بجمعه وترتيبه الإمام البيهقيّ، النيسابوري، الشافعي، صاحب السنن الكبرى، المتوفى سنة (458هـ)

2- مسند الإمام الشافعي.

3-السنن في الحديث.

4- جماع العلم: الذي اشتمل على حكاية قول الطائفة التي ردت الأخبار كلها، وحكاية قول من رد خبر الواحد، ومناظرة في الإجماع، وغير ذلك، وقد كان تأليفه له بعد كتاب “الرسالة”، طبع هذا الكتاب مستقلاً بتحقيق العلامة أحمد شاكر۱۳۵۹ھ كما طبع عام ۱4۰۵ھ بتحقیق: محمد أحمد عبد العزیز زیدان.

5- كتاب صفة نهي النبي  – صلى الله عليه وسلم -: طبع هذا الكتاب بتحقيق العلامة أحمد شاكر في آخر كتاب “جماع العلم”.

6- اختلاف الحديث، وهو مما روى الربيع المرادي عن الشافعي. وقد كان تأليفه بعد كتاب “جماع العلم”، بين فيه أنواع الاختلاف الوارد في الأحاديث النبوية وبوبه تبويبًا فقهيًا، طبع مع الأم بهامش الجزء السابع من طبعته المصریة كما طبع مع مختصر المزنی من طبعة الأم البیروتیة هو یشملها المجلد الخامس . كماطبع هذا الكتاب مستقلاً بتحقيق محمد أحمد عبد العزيز.

7- الأم، في الفقه، سبع مجلدات، جمغه البويطي، وبوّبه الربيع بن سليمان، وهو أكبر أثر للشافعي وصل إلينا.

8- الرسالة: ([21]) وهي أول مصنف في أصول الفقه، رواها الربيع  المرادي عن  الشافعي، وقد اشتمل كتاب “الرسالة” على أكثر مباحث الشافعي الأصولية، لكنه لم يشتمل عليها كلها، بل للشافعي مباحث مستقلة غيرها في الأصول.

9- المواريث.

10- أدب القاضي.

11- فضائل قريش.

12-السبق والرمي.

13-كتاب”إبطال الاستحسان”، طبع هذا الكتاب مستقلاً في رسالة صغيرة بتقديم الشيخ علي بن محمد بن سنان. وغير ذلك من الكتب والآمالي.

شغف الإمام الشافعي – رحمه الله – بفهم القرآن وحث الناس عليه

كان الإمام الشافعي۔رحمه الله۔ من أشد الناس حرصاً لأحكام القرآن وكان له شغف خاص بالقرآن وأحكامه، وكان رحمه الله یداوم علی قراء ة القرآن ویكثر منها ویخصص من لیله الثلث للصلاة وقراء ة القرآن فيها بتدبر وإمعان، وكان جل الأوقات یتواصل الفكر والتدبر في المصحف ويتتبع أحكام القرآن. يقول أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الوليد الفقيه، أنا أبوبكر حمدون سمعت الربيع يقول: «قلما كنت أدخل على الشافعي رحمه الله إلا والمصحف بين يديه يتتبع أحكام القرآن».([22])

وقال الإمام الشافعي: لما أردت إملاء ” تصنيف أحكام القرآن ” قرأت القرآن مائة مرة.([23])

وقال الإمام رضي الله عنه: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة وجميع شرح السنة شرح للقرآن… وقال أيضاً: جميع ما حكم به النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو مما فهمه من القرآن… وقال أيضاً: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها فإن قيل: من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة، قلنا: ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة لأن كتاب الله أوجب علينا اتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وفرض علينا الأخذ بقوله.([24])

وقال في «الرسالة»: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]

فكل ما أنزل في كتابه- جل ثناؤه – رحمة وحجة، علمه من علمه، وجهله من جهله، لايعلم من جهله، ولا يجهل من علمه. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحقّ على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يدرك خيرٌ إلا بعونه. فإن من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصاً واستدلالاً، ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الرّيب، ونوّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة.([25])

وأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة، قال: كنا نسمع من يونس بن عبد الأعلى تفسير زيد بن أسلم، عن ابن وهب فقال لنا يونس: كنت أولا أجالس أصحاب التفسير وأناظر عليه، وكان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل.([26])

وقد انْقطع الإمام فتْرة طويلة من عمره الْمبارك إلى تدبُّر الْقرْآن ودرسه، وقد أدَّاه تدبُّره هذا فِي كتاب الله تعالى، إِلى ملكة استنباط أحكام القرآن، فكم مسائل استنبطها من القرآن لم يهتد إِليه أحد ممن سبقه كاستنْباطه تحْريم الِاستمْناء بِالْيد من قوله تعالى: ﴿ {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون: 6] ﴾ إِلى قوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 7]([27])

واسْتنْباطه حجية الْإِجْماع من قوله: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] ([28])

واستنْباطه صحة صوم الجنب من قوله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنّ} [البقرة: 187] إِلى قوله: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} [البقرة: 187]فدل على جواز الو قاع فِي جميع الليل، ويلزم منه تأخير الْغسل إِلى النهار؛ وإِلا لوجب أنْ يحرم الوطْء إلى آخر جزْء من الليل بمقْدار ما يقعُ الغسل فيه.([29])

واسـتـدل بـآيـة {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] بوجوب الصلاة عليه (صلى الله عليه واله وسلم) في الصلوات الفرائض.([30])

واستنبط بقوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]أن العبد أقرب  من اللّه أو الى اللّه ـ اذا كان ساجداً.([31])

وغير ذلك من المسائل.

و بالنسبة لحاجي خليفة فإن أول من وضع مؤلفا في أحكام القرآن هو الإمام الشافعي ([32])،

هذالقول وإن كان فيه خلاف بين العلماء لكن المسائل المستجدة والمسائل الأ صولية التي استنبطها الإمام من القرآن الكريم هي المسائل التي لم يسبق إليها أحد وكان له فضل االسبق في هذ الباب.

ذكر بعض استدلالاته اللطيفة من القرآن الكريم

وههنا أذكر أمثلة على استدلالاته اللطيفة من القرآن الكريم

1-ثبوت خبر الواحد من الكتاب:

وقد أثبت الإمام حجية خبر الواحد وذلك بالآيات المختلفة حيث قال: وفي كتاب الله عز وجل دلالة على ما وصفت قال الله عز وجل: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} . وقال تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} وقال عز وجل: {وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل}وقال تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا} . وقال تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} . وقال تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيبا} . وقال جل وعز: {كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون} وقال تعالى لنبيه : {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}وقال تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} . قال الشافعي: فأقام جل ثناؤه حجته على خلقه في أنبيائه بالأعلام التي باينوا بها خلقه سواهم، وكانت الحجة على من شاهد أمور الأنبياء دلائلهم التي باينوا بها غيرهم وعلى من بعدهم وكان الواحد في ذلك وأكثر منه سواء تقوم الحجة بالواحد منهم قيامها بالأكثر . قال تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون} . قال: فظاهر الحجة عليهم باثنين، ثم ثالث وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد، وليس الزيادة في التأكيد مانعة من أن تقوم الحجة بالواحد إذا أعطاه الله ما يباين به الخلق غير النبيين .([33])

2-الاستدلال على أن المني طاهربقوله تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}

ومـن غـريـب اسـتدلاله: انه فهم من قوله تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة: 7، 8] ان المني طاهر، حيث كان أصل الانسان من ماء وتراب، وهما طاهران، فخلق النسل من ما يدل على طهارته ايضاً . قال: بدأ اللّه خلق آدم من ما وطين، وجعلهما معاً طـهـارة، وبـدأ خلق ولده من ما دافق . فكان في ابتداء خلق آدم من الطاهرين اللذين هما الطهارة دلالة لابـتداء خلق غيره أنه من ما طاهر لا نجس قال: المني ليس بنجس، لأن اللّه اكرم من ان يبتدئ خلق من كرمه من نجس قال: ولو لم يكن في هذا ـ اي طهارة المني ـ خبر عن النبي، لكان ينبغي ان تكون الـعـقـول تعلم ان اللّه لا يبتدئ خلق من كرمه واسكنه جنته من نجس ثم ذكر الخبر الوارد في ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يغسل ثوبه من مني اصابه.([34])

3- الاستدلال على التعجيل بالصلوات:

احتج الإمام –رحمه الله- في فضل التعجيل بالصلوات بقول الله عز وجل: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} ودلوكها ميلها . وبقوله: {أقم الصلاة لذكري} وبقوله: {حافظوا على الصلوات}، والمحافظة على الشيء: تعجيله . وقال في موضع آخر: ومن قدم الصلاة في أول وقتها، كان أولى بالمحافظة عليها ممن أخرها عن أول وقتها .([35])

4- معنى إحلال الله البيع في قوله تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}:

ويفول الإمام في تفسير قوله تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا}أن المراد با لاحلال مالم يعارضه نهي من صاحب الشريعة جيث قال: قال الله تبارك وتعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا} . فاحتمل إحلال الله البيع معنيين:

أحدهما: أن يكون أحل كل بيع تبايعه المتبايعان: جائزي الأمر فيما تبايعاه . عن تراض منهما . وهذا أظهر معانيه . والثاني أن يكون الله أحل البيع إذا كان مما لم ينه عنه رسول الله : المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد . فيكون هذا من الجملة التي أحكم الله، فرضها بكتابه، وبين: كيف هي ؟ على لسان نبيه أو من العام الذي أراد به الخاص، فبين رسول الله ما أريد بإحلاله منه، وما حرم أو يكون داخلا فيهما . أو من العام الذي أباحه، إلا ما حرم على لسان نبيه منه وما في معناه، كما كان الوضوء فرضا على كل متوضئ: لا خفين عليه لبسهما على، كمال الطهارة . وأي هذه المعاني كان فقد ألزمه الله خلقه، بما، فرض من طاعة رسول الله . فلما نهى رسول الله عن بيوع: تراضى بها المتبايعان استدللنا على أن الله أراد بما أحل من البيوع ما لم يدل على تحريمه على لسان نبيه دون ما حرم على لسانه.([36])

5- انعقادالنكاح بلفظ النكاح والتزویج فقط:

استنبط اإمام الشافعی-رحمه الله-حكم عدم صحة النكاح إلا باللفظتین ‘‘النكاح والتزویج’’ من الآیات المتعددة التي ذكرت العلاقة الزوجية باللفظتین المذكورتین فقط . یقول الإما الشافعی- رحمه الله-: فسمى الله تبارك وتعالى النكاح اسمين النكاح والتزويج وقال عز وجل {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي} [الأحزاب: 50] الآية فأبان جل ثناؤه أن الهبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – دون المؤمنين والهبة – والله تعالى أعلم – تجمع أن ينعقد له عليها عقدة النكاح بأن تهب نفسها له بلا مهر وفي هذا دلالة على أن لا يجوز نكاح إلا باسم النكاح أو التزويج ولا يقع بكلام غيرهما وإن كانت معه نية التزويج.([37])

6- حكم الطلاق بلفظ الطلاق، والفراق، والسراح:

قال الإمام الشافعي: ذكر الله عز وجل الطلاق، في كتابه، بثلاثة أسماء: الطلاق، والفراق، والسراح . فقال جل ثناؤه: {إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}، وقال عز وجل: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف}، وقال لنبيه في أزواجه: {وإن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا} . زاد أبو سعيد في روايته: قال الشافعي: فمن خاطب امرأته، فأفرد لها اسما من هذه الأسماء: لزمه الطلاق، ولم ينو في الحكم، ونويناه فيما بينه وبين الله عز وجل.([38])

9- القرعة وحكمها:

وقدأثبت الإمام القرعة بالآیات العدیدة وأنها خاصة بین قوم مستوین فی الحجة حیث قال: قال الله تبارك وتعالى: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون}، وقال تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين} . فأصل القرعة في كتاب الله عز وجل: في قصة المقترعين على مريم، والمقارعين يونس عليه السلام مجتمعة ولا تكون القرعة والله أعلم . إلا بين القوم مستوين في الحجة . ولا يعدو والله أعلم المقترعون على مريم عليها السلام، أن يكونوا: كانوا سواء في كفالتها ؛ فتنافسوها لما كان أن تكون عند واحد، أرفق بها .([39])

13- معنى سدى في قول الله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى}

قال: قال الشافعي: قال الله جل ثناؤه: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} فلم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمت أن السدى هو: الذي لا يؤمر، ولا ينهى.([40])

الهوامش

 ([1])     [تاريخ دمشق لابن عساكر 51/ 308، مختصر تاريخ دمشق 21/ 372، 373]

 ([2])     [تهذيب الكمال في أسماء الرجال 24/ 366، تاريخ الإسلام ت تدمري 14/ 308]

 ([3])     أنطر للتفصيل: مناقب الشافعي للبيهقي، توالي التأسيس، بمعالي بن إدريس -لابن حجر العسقلاني، مناقب الإمام الشافعيّ – للحافظ عبد الرؤوف المناوي، رسالة: الإمام الشافعيّ -للشيخ مصطفى عبد الرازق، تاريخ الإمام الشافعيّ لحسين الرفاعيّ، كتاب الشافعيّ لمحمد أبي زهرة، مناقب الإمام الشافعي لمحمد بن الحسين الآبري، آداب الشافعي ومناقبه لأبي محمد عبد الرحمن التميمي.

 ([4])     ولقدذكر الحافظ الدار قطنی- رحمه الله- عدة منهم فی مناقب الشافعی قول الدار قطنی فی أساتذته فمن أهل مكة تسعة عشر شیخا، ومن أهل المدینة أربعة عشر شیخا ثم سمی اثنین وعشرین شیخا من سائر البلدان وزاد البيهقي بعدها سبعة شیوخ روی عنه الإمام الشافعی – رحمه الله-. (أنظر مناقب الشافعی للبيهقي: ۲/ 213-215) أما الحافظ فقد زاد كثیرین وعدهم تسعة وسبعین شیخا ورتبهم علی حروف الهجاء. (أنظر توالی التاسیس: 62-۷۱ط الأولی 1406ه -دارالكتب العلمية. )

([5])      [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 9]

([6])      [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 59، [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 9]

([7])      [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 59]

([8])      [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 59، [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 9]

([9])      [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 62، الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 206]

([10])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 59، الاحتجاج بالشافعي ص: 54]

([11])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 60، أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 10]

([12])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 61] [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 10، تاريخ دمشق لابن عساكر 51/ 345، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص: 27]

([13])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 60، سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 259، تاريخ الإسلام ت تدمري 14/ 334، أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 10، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني ص: 1054]

([14])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 61]

([15])    [سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 253]

([16])    [سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 236، تاريخ الإسلام ت تدمري 14/ 315]

([17])    [سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 253، تاريخ الإسلام ت تدمري 14/ 314]

([18])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 59]

([19])    [تهذيب الأسماء واللغات 1/ 61]

([20])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 7]

([21])    ألف الشافعي كتاب “الرسالة” مرتين، ولذلك يعده العلماء في فهرس مؤلفاته كتابين: “الرسالة القديمة”، و”الرسالة الجديدة”. أما “الرسالة القديمة” فالظاهر أنه ألفها في بغداد، إذ كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي، وهو شاب أن يضع له كتابًا يذكر فيه: شرائط الاستدلال بالقرآن، والسنة، والإجماع، والقياس، وبيان الناسخ والمنسوخ، ومراتب العموم والخصوص. فوضع الشافعي له كتاب “الرسالة”، وأرسله إليه، ولذلك سمي الرسالة. و الرسالة الجدیدة: ألفها الشافعی – رحمه الله تعالی-حین خرج إلی مصر وصنف الكتب المصریة أعاد تصنیف الرسالة وفی كل واحد منهما من بیان أصول الفقه مالا یستغنی عنه أهل العلم . وأيا ما كان فقد ذهبت “الرسالة القديمة”، وليست في أيدي الناس الآن إلا “الرسالة الجديدة”.

([22])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 20]

([23])    [تاريخ دمشق لابن عساكر 51/ 363، مختصر تاريخ دمشق 21/ 389]

([24])   [الإكليل في استنباط التنزيل ص: 11- 12، الإتقان في علوم القرآن 4/28- 29]

([25])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 21، الرسالة للشافعي 1/ 19]

([26])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 19-20]

([27])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 195، تفسير الإمام الشافعي 3/ 1098، الأم للشافعي 5/ 102]

([28])    وفيه فصة ذكرها المزني والربيع حيث قالا: «كنا يوما عند الشافعي، إذ جاء شيخ، فقال له: أسأل؟قال الشافعي: سل. قال: أيش الحجة في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة. قال: ومن أين قلت اتفاق الأمة، من كتاب الله؟ فتدبر الشافعي (رحمه الله) ساعة. فقال الشيخ: أجلتك ثلاثة أيام. فتغير لون الشافعي ثم إنه ذهب فلم يخرج أياما. قال: فخرج من البيت [في] اليوم الثالث، فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ فسلم فجلس، فقال: حاجتي؟ فقال الشافعي (رحمه الله): نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا «1»: 4- 115) . لا يصليه جهنم على خلاف [سبيل] المؤمنين، إلا وهو فرض. قال: فقال: صدقت. وقام وذهب. قال الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى وقفت عليه» . أنظر للتفصيل: [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/39- 40، تفسير الإمام الشافعي 2/669- 670، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 244، سير أعلام النبلاء ط الحديث 8/ 272، تاريخ دمشق لابن عساكر 51/ 363، مختصر تاريخ دمشق 21/ 389]

([29])    [مسند الشافعي – ترتيب السندي 1/ 260]

([30])    أنظر للتفصيل: [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/71- 72، تفسير الإمام الشافعي 3/ 1215، الأم للشافعي 1/ 140]

([31])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 70-71، تفسير الإمام الشافعي 3/ 1450، الأم للشافعي 1/ 138]

([32])    [كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/ 1]

([33])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 31-32]

([34])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/81- 82، تفسير الإمام الشافعي 2/999-1000، الأم للشافعي 1/72- 74]

([35])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 59]

([36])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/135-136، تفسير الإمام الشافعي 1/ 430، الأم للشافعي 3/ 3]

([37])   [الأم للشافعي 5/ 40إ أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 180]

([38])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 1/ 222، تفسير الإمام الشافعي 3/ 1191، 3/1381، الأم للشافعي 5/ 276]

([39])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 2/157-158، تفسير الإمام الشافعي 1/ 471-472، 3/ 1226، الأم للشافعي 8/ 3]

([40])    [أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي 2/ 123]

 

المصادر والمراجع

 

1- أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي

أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني، أبو بكر البيهقي، أحكام القرآن للشافعي – جمع البيهقي،الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: الثانية، 1414 هـ – 1994 م، عدد الأجزاء: 2.

2- تفسير الإمام الشافعي

الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي، جمع وتحقيق ودراسة: د. أحمد بن مصطفى الفرَّان (رسالة دكتوراه)، تفسير الإمام الشافعي،الناشر: دار التدمرية – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1427 – 2006 م ،عدد الأجزاء: 3.

3- مسندالشافعي

الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس المطلبي القرشي المكي،المسند،الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان،عام النشر: 1400 هـ.

4- الرسالةللإمام الشافعي

الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس، الرسالة ، ط: مكتبه الحلبي مصر ، الطبعة: الأولى، 1358هـ/1940م .

5- الأم للشافعي

الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي، الأم، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة: بدون طبعة، سنة النشر: 1410هـ/1990م، عدد الأجزاء: 8

6- مناقب الشافعي للبيهقي

البيهقي أحمد بن الحسين بن علي،أبوبكر، المحقق: السيد أحمد صقر، مناقب الشافعي ،الناشر:دار التراث –مصر،سنة النشر:1390ه 1970م، عدد المجلدات2.

7- مناقب الإمام الشافعي للآبري

محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، أبو الحسن الآبري السجستاني، المحقق: د / جمال عزون، مناقب الإمام الشافعي،الناشر: الدار الأثرية،الطبعة: الأولى 1430 هـ – 2009 م ،عدد الأجزاء: 1.

8- آداب الشافعي ومناقبه

 أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم، آداب الشافعي ومناقبه، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان،الطبعة: الأولى، 1424 هـ – 2003 م،عدد الأجزاء: 1.

9- توالي التأسيس، لمعالي محمد بن إدريس:في مناقب الإمام الشافعي

العسقلاني:أحمد بن علي بن محمد العسقلاني،أبو الفضل، شهاب الدين ،ابن حجر، المحقق :عبد الله القاضي، توالي التأسيس، لمعالي محمد بن إدريس ، الناشر:دار الكتب العلمية –بيروت ،سنة النشر:1406-1986، عدد المجلدات:1.

10- الاحتجاج بالشافعي

أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي، المحقق: خليل إبراهيم ملا خاطر، الاحتجاج بالشافعي،الناشر: المكتبة الأثرية – باكستان، عدد الأجزاء: 1.

11- سيرالسلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني

 إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني،تحقيق: د. كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد، سير السلف الصالحين ،الناشر: دار الراية للنشر والتوزيع، الرياض، عدد الأجزاء: 1

12- طبقات الشافعية الكبرى للسبكي

تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي، المحقق: د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو، طبقات الشافعية الكبرى، الناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ، عدد الأجزاء: 10.

13- تاريخ دمشق لابن عساكر

 أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر،المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، تاريخ دمشق،الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،عام النشر: 1415 هـ – 1995 م، عدد الأجزاء: 80 (74 و 6 مجلدات فهارس).

14- مختصر تاريخ دمشق

الإفريقى،المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر،دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق – سوريا،الطبعة: الأولى، 1402 هـ – 1984م،عدد الأجزاء: 29.

15- تهذيب الكمال في أسماء الرجال

يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي،المحقق: د. بشار عواد معروف، تهذيب الكمال في أسماء الرجال،الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت،الطبعة: الأولى، 1400 – 1980،عدد الأجزاء: 35.

16- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ،المحقق: عمر عبد السلام التدمري، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام،الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت،الطبعة: الثانية، 1413 هـ – 1993 م،عدد الأجزاء: 52.

17- تهذيب الأسماء واللغات

أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، تهذيب الأسماء واللغات،عنيت بنشره وتصحيحه والتعليق عليه ومقابلة أصوله: شركة العلماء بمساعدة إدارة الطباعة المنيرية، عدد الأجزاء: 4.

18- الكامل في ضعفاء الرجال

أبو أحمد بن عدي الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال،تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود-علي محمد معوض شارك في تحقيقه: عبد الفتاح أبو سنة ،الناشر: الكتب العلمية – بيروت-لبنان ،الطبعة: الأولى، 1418هـ1997م.

19- معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة

محمَّد بنْ حسَيْن بن حَسنْ الجيزاني، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، الناشر: دار ابن الجوزي، الطبعة: الطبعة الخامسة، 1427 هـ، عدد الأجزاء: 1.

20- سير أعلام النبلاء

شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، سير أعلام النبلاء، عدد الأجزاء: 18 الناشر: دار الحديث القاهرة ، الطبعة: 1427هـ-2006م، عدد الأجزاء: 18.

21- الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي

عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الإكليل في استنباط التنزيل،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت / لبنان ، الطبعة:بدون 1401 هـ – 1981 م، عدد الأجزاء: 1.

22- الإتقان في علوم القرآن

عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ/ 1974 م ، عدد الأجزاء: 4.

23- كشف الظنون

مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ط: مكتبة المثنى – بغداد، الطبعة:بدون، التاریخ:بدون ، عدد الأجزاء: 6.