عبد المتين
باحث في الدكتوراه، قسم اللغة العربية وآدابها
الجامعة العالية، كولكاتا، الهند
البريد الإلكتروني: imatinabdul@gmail.com
ملخص البحث: اللصوص اسم يطلق على جماعة من العرب في عصر الجاهلية يعودون لقبائل مختلفة، كانوا لا يقرون بسلطة القبيلة وواجباتها، خارجون عن قانونها فطردوا من قبائلهم وهم من الشعرا المجيدينوقصائدهم تعد من عيون الشعر العربي. وهؤلاء اللصوص امتهنوا غزو القبائل وقطع الطرق ونهب الأموال، ولم يعترفوا بالمعاهدات والاتفاقيات بين قبائلهم والقبائل الأخرى مما أدى إلى خلعهم من قبل قبائلهم، وبالتالي عاشوا عيشة التشرد والغضب والثورة فصارت حياتهم ثورة تحارب الفقر والاضطهاد وتسعى للتحرر في شكله المتمرد.
وجاءت معظم قصائدهم راوية لشجاعتهم النادرة، وشعرهم يمتاز بالنقاء والبساطة والتعبير المباشر والنسق البدوي والقوة وسعة الخيال وفيه من الحكمة الشيء الكثير. وفي هذا البحث سنتاول بشيء من التفصيل والتحليل جماعة من هؤلاء الشعراء لنتعرف على أغراضهم الشعرية وأهم السمات والخصائص والفنية لقصائدهم.
الكلمات المفتاحية: الشعراء اللصوص، الأغراض الشعرية، الشعر الجاهلي، العصر الجاهلي، الفخر الذاتي، الحكمة.
Abstract: the word of thieves was used to mean a group of Arabs who belong to different tribes. They disobeyed their tribal laws and duties. They become out laws. They were great poets, wrote excellent poetry. They used to invade tribes and robbed caravans or agreements of the tribes; they were vagabonds who led a revolutionary life, also stood against poverty and oppression and search for liberty.
In this research more details analysis will be highlighted by the research to underscore the poetic features of thieves. Because they compose a number of good poetry which is full of sadness and longing to settlement or freedom.
منهج البحث: وقد اعتمدت في بحثي على المنهج الوصفي التحليلي، وهذا لم يمنع من استعانتنا ببعض المناهج الأخرى في بحثنا كالمنهج التاريخي المناسب للتاريخ لبيئة عصر الجاهلية، والحالة الأدبية في ذاك العصر، إضافة إلى المنهج التداولي الذي استعنت به في تحليل شعرهم.
أهداف البحث: من أهم أهداف هذا البحث تتمثل في الآتي:
- التعريف بأهم الشعراء اللصوص،
- التركيز على أهم الأغراض والموضوعات التي تناولها الشعراء اللصوص
- معرفة كيفية بيان الأغراض
التمهيد: يعتبر الشعر من أشرف فنون الكلام عند العرب لذلك جعلوه ديوان علومهم وأخبارهم، وشاهد صوابهم وخطئهم وأصلاً يرجعون إليه في الكثير من علومهم وحكمهم. وفي العصر الجاهلية تمتع العربي بخط عظيم من الحرية في العمل والقول ضمن إطار مجتمعه القبلي، ووهبته الطبيعة الصحراوية ذهنا صافيا وشجاعة نادرة وصقلته أيام العرب ووجدت الأسواق التي يلتقي فيها الناس في مواقيت معينة من كل سنة، ليفضوا حوائجهم من تبادل الأسرى والتجارة والزواج، وتبادل الخطب وإلقاء الشعر الذي يعدد مناقب القبيلة، وفي الأسواق ومواسم الحج بدأت اللغة العربية فصحى لغة القرآن الكريم في التبلور وكان ذلك قبيل نزول القرآن واعتز العربي منذ الجاهلية بالفصاحة والبلاغة وكان الشعر أظهر فنون القول عند العرب وأشهرها وأسيرها ذكراً.
وفي العصر الجاهلية يطلق اسم اللصوص على جماعة من العرب الذين يعودون لقبائل مختلفة، كانوا لا يقِرون بسلطة القبيلة وواجباتها، خارجون عن قانونها فطردوا من قبائلهم وهم من الشعراء المجيدين وقصائدهم تعد من عيون الشعر العربي. وقد جاءت معظم قصائدهم راوية لشجاعتهم النادرة، وشعرهم يمتاز بالنقاء والبساطة والتعبير المباشر والقوة والنسق البدوي الجميل وسعة الخيال وفيه من الحكمة الشيء الكثير.
الحياة الأدبية في العصر الجاهلي: وفي العصر الجاهلية يوجد كثير من الأدباء والشعراء، فكل قبيلة كان بها عدد كبير من الشعراء الذين روي لهم نتائج أدبي، وبطبيعة الحال كان فيهم المقل والمكثر، وهم يتفاوتون في إنتاجهم كمّاً وكيفياً وإذا تذكرنا أن عدد القبائل العربية شمالها وجنوبها كان كثيرا توقعنا أن نجد لهم نتاجاً أدبياً ضخماً.
تساعد ظروف االجاهليين على إبداع النصوص الأدبية في جودة وإتقان، فالأحداث التي مانت تقع بينهم، والصلات الاجتماعية التي كانت تربط بعضهم ببعض، والمجالس التي كانت تعقد إما بين أفراد القبيلة الواحدة أو القبائل المتحالفة للتشاور وحل المشكلات، وإما بينهم وبين خصومهم، لأنها نزاع أو فض خلاف، والمناسبات المختلفة التي كانت تستدعي بعث الرسول والوفود، والمجتمعات العامةالتي كانت تضم أكبر عدد من القبائل، فتعرض فيها الأمور على نطاق واسع، كل هذه الظروف كان الاعتماد فيها على فصيح القول وبليغ العبارات، “ثم إن مجالس السمر التي كانت تعقد ليلاً حينما ينتهون من مشكلاتهم اليومية فيلتفون حول المواقد، أو في رحاب النسيم العليل، كانت تهيئ فرصا ذهبيا لأصحاب المواهب الفنية ليمارسوا نشاطهم الأدبي في كل ما يروقهم من قصص، أو أخبار أو تصوير أدبي، نثراً كان أم شعراً، كل حسب ميوله واستعداده”[1].
كل هذا يجعلنا نعتقد أن نتاج الجاهليين الأدبي كان وفيرا غزيراً، زلكن للأسف لم يحفظ لنا من هذا التراث إلّا شيء قليل جداً. ومع قلة التراث الجاهلي، فإننا نجد أن النثر فيه أقل بكثير جدا من الشعر، فالغالبية العظمي من هذا التراث شعر، مع أن العكس كان ينبغي أن يكون نثراً، فالعادة والواقعة يؤيدان أن النثر أكثر من الشعر؛ وذلك من سهولة الأول وخلوه من الحدود والقيود، والشعر يحتاج إلى موهبة خاصة ومقدرة لغوية ظاهرة، ومن ثم فالنثر أكثر دوراناً على الألسنة وأسهل تأليفا من الشعر، “ولعل السبب في قلة الموروث من النثر الجاهلي أن أدب هذا العصر كان يحفظ ويتناقل بطريق السماع والحفظ والرواية ولم يدون إلّا بعد مرور العصر الجاهلي بفترة طويلة، والنثر عادة ما يصعب حفظه كما أنه لا يبقى في الذاكرة طويلاً، في حين أن الشعر يعلق بالذهن بسهولة، لما فيه من النغمات الموسيقية المنتظة”[2].
مفهوم اللصوص: اللصوصية والتلصص واللصوصية: مصدر اللص. والتلصيص كالترصيص في البنيان. أرضٌ مُلصّةٌ: أي كثيرة اللصوص. واللصص: الالتزاق الأسنان بعضها البعض[3]. وجاء في كتاب الصحاح: “اللِصُّ واحد اللصوص. واللُصُّ بالضم لغة فيه، ولِص بين اللصوصية واللصوصة، والألص: المتقارب الأضراس”[4].
أما في مقاييس اللغة فقد ورد: “واللام والصاد أصيل صحيح، يدل على ملازمة ومقاربة، ومن ذلك اللَصص: وهو تقارب المنكبين يمسان الأذنين”[5]. أما جار الله الزمخشري فيقول: “لص بين اللصوصية وقد لصّ، زيلص (بكسر اللام) وهو يتلصص: إذا تكررت سرقته وامرأة لصّة”. و”ألص المنكبين: متقاربهما تكادان تكسان أذنيه”[6]. وينحو صاحب اللسان نفس المنحى، لكنه يتوسع قليلاً بقوله: “اللِصُّ: السارق، معروف، ولص بين اللَّصوصية واللُّصوصية وهو يتلصص- واللُّصُّ: كاللِّصِّ. وجمع لِصَّ لصوصٌ ولِصَصَةٌ واللِّص: تقارب القائمين والفخذين[7]. ومن جميع هذه المعني يتبين لنا أن الأصل اللغوي لكلمة اللصوص هو التقارب والالتصاق.
أما في الاصطلاح: لعل من الصعب فصل تعريف اللصوصية في اللغة عنه في الاصطلاح، ولعل الذكر السابق من تلك المعاجم يشير بوضوح إلى الأصل اللغوي لكلمة اللصوصية وهو: التقارب والالتصاق، والغرض منه الإخفاء: وهو فعل يماثل فعل السارق الذي يسرق ممتلكات الآخرين، فيحايل إخفاء ما يقوم به، كأنه يقارب ما بين كفيه ومنكبيه: أي يتلصص بالشيء.
وبناءً على ذلك فاللص هو: “السارق الذي يسرق ممتلكات الآخرين سراً وبدون حق مشروع”[8]. والمعني الأساسي لهذه الكلمة: يدور على الأخذ من الغير بغير حق خُفية، وهذه الكلمة أطلقت على فتيان من العرب في العصر الجاهلي، وهؤلاء الفتيان كانوا يتصفون بسرعة العداء وحدة الذكاء، فيغيرون على إحدى القبائل ينهبون، ويسلبون ويتخطفون المال. فاللُصوص هم أولئك المشاغبون المغيرون أبناء الليل الذين يسهرون لياليهم في النهب والسلب والإغارة[9].
بناء على ذلك يمكن القول، بأن اللصوصية هي إحدى الظواهر السلبية التي وجدت في العصر الجاهلي، وقد جسدت في نظر البعض صفات المروءة، والكرم، والشهامة فلم يشتهجنوها رغم ما فيها من خروج عن تقاليد القبيلة وأعرافها، فقد بلغت القبيلة حداً من القسوة جعلها تتبرأ من إبنها الخارج عن طاعتها، المتمرد على سلطانها فيقضي بقية حياته خليعاً طريداً مشرداً.
لمحة تاريخية عن الشعراء اللصوص في العصر الجاهلي: الشعراء اللصوص هم جماعة من الناس عرفوا بقول الشعر الجيد، الجميل المليء بالأسى والحنين إلى الاستقرار أو إلى الانطلاق من السجون، ولا يستطيع شعرهم على ما فيه من التمجد ببطولاتهم أن يحفي نوازع القلق ومظاهر الضياع في حياتهم وغربتهم عن المجتمع الذي يعيشون فيه وأنسهم إلى الوحوش وشوقهم إلى المرأة والعلاقات المكانية[10]. وورد قول نبيل طرفي عنهم: “هم طائفة من قطاع الطرق يهيمون في أرجاء البلاد ينهبون الناس في الليل والنهار، وكثيراً ما يؤثرون حياة اللصوصية، والتمردوالفتك مدفوعين إلى ذلك بأسباب متفاوتة، وقد كانت الأنانية تحكم أعمالهم، وتوجهها نحو إيذاء الآخرين، فلم يبال بعضهم بتقاليد القبيلة الجاهلية ولا بتحريم السرقة في الإسلام لذلك لم يتوانوا عن ارتكاب الأعمال الشنيعة التي تدل على خبث النفوس وفساد الأخلاق[11]. مما لا ريب فيه أن اللصوصية لم تكن تلقى في الجاهلية إنكاراً، وأن اللصوص لم يكونوا موضع النفور أو الازدراء أو البغض بل على العكس كان الجاهليون يعتبرونهم مظهراً من مظاهر القوة والمنعة.
وفي الحقيقة إن اللصوص أثاروا في المجتمع الجاهلي موجةٌ عاليةٌ من الرعب والفزع، فأرهبوا أصحاب الإبل في مراعيهم ومحائرهم، وأرهبوا التجار في طرقهم ومسالكهم وأرهبوا المارّة في سبلهم ومعابرهم. ولكن ذلك لم يكن ليحط من قدرهم في المجتمع الجاهلي باذات، بل أحاطهم بهالة من الرهبة والإعجاب والإكبار وأصبحوا أمنية القبائل، تتمني كل قبيلة أن يكون من أبنائها من بين هؤلاء الفتيان الإقوياء العتاتة الذين ترتعد منهم فرائض البادية ويرن صدى ذكرهم وأحاديثهم في طول الجزيرة العربية وعرضها[12].
والجدير بالذكر أن الجاهليين قد عاشوا عيشة مليئة بالهمج والظلم وانتهاك حقوق الآخرين من غير حق ولا سلطة.
الفخر عند اللصوص: يعتبر الفخر من توابع العصبية والحياة القبيلة وكان الشاعر يفتخر بقومه أولاً وبنفسه ثانياً ومقومات الفخر في العصر الجاهلية كانت: شرف الأصل، وكثرة العدد، والشجاعةن والكرم وما يتفرع منها، ويزيد الفخر بالنفس على الفخر بالقبيلة السيادة وذلك أن يكون المفتخر بقومه قد أصبح ثيداً في قومه، وفي سن باكرة علىى الأخص. زكان البدوي خاصة يفتخر بالتحدث عن الإسراع، كان أيضاً يفتخر بشرب الخمر وإسقائها، لأن الخمر كانت غالية الثمن. يتحلى الشاعر بالفخر هوالاعتزاز بالفضائل الحميدة، أ, تتحلى بها قبيلته، والصفات التي يفتخر بها الشعراء هي الشجاعة والكرمن والنجدة ومساعدة المحتاج، والفخر يشمل جميع الفضائل، أما الحماسة فهي الإفتخار بخصوص المعارك والانتصارات في الحروب، فالحماسة تدحل في الفخر ولكن ليس كل فخر حماسة. ويوجد في شعر اللصوص صنفان من الفخر، هو:
- فخر ذاتي
- فخر قبلي.
الأول: الفخر الذاتي الفخر ذاتي ويتمحور حول المفتخر بنفسه مع المبالغة فيها أحياناً كان يصور الشاعر نفسه أحيانا بأن بطل شجاع قوي يتسم القيم الحسنة، يغيث الملهوف، ويعين صاحب الحاجة ويحمي المرأة. ولم تكن صفات اللصوص بأقل من صفات غيرهم، لأن استذكارهم الشعري لأعمالهم البطولة يحمل في طياته ثقة عالية، وإعجاباً بالنفس، وقد كان اعتزازهم بقوة إرادتهم، وإعجابهم بشجاعتهم النادرة حافزاً على قول الفخر الشعري.
قال مالك بن حريم[13]:
لما رأيت نساءهم يدخلن تحت البيت حبوا
وسمعت زجر الخيل في جوف الظلام هبي وهبوا
في فيلق ملمومة تعطوا على الخبرات تمطوا
أقبلتُ أفلي بالحسّام معاً رؤوس القوم فلوا [14]
وهو يريد القول عند ما رأى القوم ينتهكون حقوق قبيلته ويسلبون أموالهم ويرهبون نساء قبيلته أقبل عليهم بحسام وقاتلهم قتالاً لا هوادة فيه، حتى قطع رؤوسهم.
وافتخر اللصوص أيضاً بصبرهم الجميل على أهوال الحياة ومصائبها فهم يثبتون عند المظلمة ومن ذلك قول أبي الطمحان القينّي[15]:
يا ربّ مظلمة يوما لطيت لها تمضي عليّ إذا ما غاب نصاري
حتي إذا ما انجلت عنّي غيابتها وثبتُ فيها وثوب المخدر الضار
أراد الشاعر بأن يقول إذا أُخذ منه شيء ما في يوما ما ظلماً فإنه يصبر على ذلك ويحتسب وبعد ذلك يستيد قواه بعد أن تنكشف هذه المحنة ويرجع كما كان قويا مثل الأسد.
ومن اللصوص من افتخر بسلب الأوموال الآخرين عنوة، وأخذ حقوق الناس من غير سبب، من ذلك ما جاء عن قول الأحيمر السعدي[16]:
قل للصوص بني اللخناء يحتسبوا بزّ العراق وينسوا طُرفة اليمن
ويتركو الخزّ والديباج يلبسه بيض الموالي ذوو الأعناق والعكن
فرب ثوب كريم كنت آخذه من القطار بلا نقدٍ ولا ثمن
يبين الأُحَيْمر هنا أنه طالما عدا على قوافل التجار التي كانت تجوب أرض الجزيرة العربية ولاسيما التي تتاجر بجنوب الجزيرة العربية وأنه كان يغير على قوافلهم ويأخذ بضاعتهم نبهاً بلا مقابل.
وقال الأحيمر أيضا لامرأة كانت تعيره[17]:
تعيرني الإعدام والبُدو معرض وسيفي بأموال التجار زعيم
فالشاعر يتعجب منها كيف تعيّره بالقفر. وها هي البادية ظاهرة، وسيفه يعمل في أموال التجار الذين يقطعون البادية بأموالهم.
الفخر القبلي: وقد فخر اللصوص بقومهم فمدحوا قبائلهم وتغنوا بما فيها من سادة عظماء، ورجال كرماء يجالدون أعداءهم حتى يهلكوهم، فمنهم من فخر بحسب قبيلته ونسبها، ومن فخر بأخواله وأعمامه، ومنهم من فخر بكثرة حيش القبيلة، وما إلى ذلك.
كما يفتخر القتّال الكلابي بقوة قومه قائلاً[18]:
أنا ابن الأكرمين بني قشير وأخوالي الكرام بنو كلاب
نعرّض للطعان إذا التقينا وجوهاً لا تعرّض للسباب
يقول القتال إنه وأخواله رجال كرماء، فهم حكماء لا يسافهون السفهاء، ولا يسابوهم، ولكنهم يجهلون في غمار الحرب على من يجهل عليهم ويبذلون وجوههم للضرب والمجالدة والطعن.
وأنه أيضا افتخر بحمر ألوانهم قال[19]:
ورثنا أبانا حمرة اللون عامراً ولو لون أدنى للهجان من الحمر
يقصد الشاعر أنهم قوم أتقساء كريمو الحسب والنسب، معرفوا الأصل والذي على هذا النقاء أن لون بشرتهم أحمر ليس فيه سمرة وهذا اللون موروث من آبائهم وأجدادهم.
وافتخر مالك بن حريم الهمداني بقومه، ذاكراً أنهم يسابقون أعداءهم في السير، وقطع المسافات البعيدة دون كلال أو ملال، يقول:
ونحن جلبنا الخيل من سرو حِميرٍ إلى أن وطئنا أرض خثعم أجحعا
فمن يأتينا أو يعترض بسبيلنا يجد أثراً دعسا وسخلاً موضّعا
ويلق سقيطاً من نعالٍ كثيرةٍ إذا خدم الأرساغ يوماً تقطّعا
ونخلع نعل العبد من سوء قوده لكيما يكون العبد للسهل أضرعا
ومنّا رئيس يستضاء برأيه سناء وحلما فيه فاجتماع معا
فخر مالك بن حريم بقومه الذين يبعدون العدو فيطول سيرهم، وتتعب رواحلهم وخيلهم حتي تضع ما في بطونها من أجنة من شدة الكلال، فتتركها متفرقة حتى إن المارّ بطريقهم يجد السخال موضعة على الطريق والحبال المضفورة التي تشد بها رؤوس الخيل مجموعة في الطريق، ويختم بالحديث عن رئيس القبيلة مشابهاً إياه بالنور المضيء.
وهكذا افتخر الشعراء اللصوص، فقد كانوا ألسنة قبائلهم شأنهم شأن غيرهم من شعراء عصرهم نافخوا عنها وزادوا عن حياضها، ناعتين لها ولرؤسائها بكريم الصفات من كرم وفروسية وكثر عدد وغير ذلك.
الحكمة في شعر اللصوص: الحكمة هي قول ناتج عن تجربة وخبرة ودراية بالأمور ومجرياتها ولا يقولها إلا من عركته الأيام ووسمته بميسمها، فهي تختلف عن الغزل الذي يقوله الشاعر في أول شبابه، والحكمة لها الأثر البالغ في النفوس فربما يشتهر الشاعر ببيت يشتمل على حكمة جيدة فيحفظه الناس ويتناقلونه، وتشتهر القصيدة أو شعر ذلك الشاعر بسبب تلك الحكمة، والجكمة ليست غرضاً مقصوداً لذاته وإنما هي من الأغراض التي تأتي في عرض الشعر، وقد اشتهر عدد من الشعراء بحكمهم البليغة. وثمة أفكار معينة جسدت نظرات الشعراء اللصوص وآراءهم التي ساقوها لنا في تضاعيف شعرهم، فكانت حكمهم إرشاداً وتوجيهاً نحو فهم الحياة، والتعايش مع ظروفها المتناقضة.
وفي بعض قصائد الشعراء اللصوص نجد ذكر الحكمة متحدثين عن تجاربهم في الحياة، كما يقول الشاعر أبو الطمحان القيني:
بني إذا ما سامك الذل قاهرٌ عزيز فبعض الذُلّ أبقى وأحرز
ولا تحم من بعض الأمور تعزّزاً فقد يورث الذلّ الطويل التعزّز
أراد الشاعر بقوله هذا إن الذلّ إذا أصاب الإنسان وقهره فإن بعض الذلّ أفضل له من عز زائف، ولا يعز العز إلا من أذاقه الدهر طعم الذل.
وأيضاً قال مالك بن حريم الهمداني[20]:
أُنبئت والأيام ذات تجارب وتُبدي لك الأيام ما لست تعلم
بأن ثراء المال ينفع ربّه ويثني عليه الحمد وهو مُذَمَّمٌ
وإن قليل المال للمرء مفسدٌ يحزكما حزّ القطيع المحرم
يرى درجات المجد لا يستطيعها ويقعد وسط القوم لا يتكلم
يذهب الشاعر مذهب الحكيم في قومه ويقول: إن الأيام تكسب المرء التجارب، وإنها تأتي كل يوم بما هو جديد، ثم يمضي إلى القول بضرورة كسب المال الذي ينفع صاحبه ويجلب له الحمد وإن قلة المال تجلب لصاحبها المذمة والهوان.
وقال قتال الكلبي عن الحكمة[21]:
كأن بلاد الله وهي عريضة على الخائف المطلوب كفّة حابل
يؤدّى إليه أن كل ثنيّة تيمّمها ترمي إليه بقاتل
الشاعر يصور هنا ذلل الإنسان الخائف المطلوب في جريمة ما فيقول إن هذه الدنيا العريضة الواسعة سوف تبدو للخائف مثل كفة الحابل وأي طريق يذهب به يرى فيه شخصاً يريد قتله.
جاءت الحكمة في أبيات متنوعة عند الشعراء اللصوص، تارة مجموعة وتارة منفردة. وأيضا يتضح من الأبيات متقدمة الذكر أن الشعراء اللصوص ذكروا الحكمة في أشعارهم متناولين تجارب الحياة وفي كسب المال يجعل المرء وجيهاً، معبرين عن عزة أنفسهم، حاثين على الكرم والشهامة، وهي حكم تناولت أشياء مألوفة في حياة الناس، ولعل تجارب اللصوص محدودة لعدم مخالطتهم الناس طويلاً، فحياتهم بين نهب وسلب وغارة، وهذا حال بينهم وبين إصدار حكم عميقة تقود الناس نحو النصح والإرشاد كما كان يفعل شعراء عصرهم.
الوصف عند شعراء اللصوص:
وصف الفرس: إن الشعراء الجاهليين بوصف الفرس، ولم يقل وصفه عن وصف الناقة. وإن الخيل تنهض بعمل لا يقل أهمية عن النوق فهي وسيلتهم الأولى لجلب ما يفتقرون إليه في حياتهم وهي رمز السيادة عندهم، يركبون ويحملون عليها ويستخدمونها في حروبهم وغزواتهم، فلا غرو إن أعطوها جل اهتمامهم، وقد اهتم الناس عبر العصور المختلفة بالخيل وترتيبها، وهي متاع الدنيا المحبب لدى الناس.
أما وصف الفرس عند الشعراء اللصوص فيحتل حيزاً كبيراً لا يقل عن وصف الناقة بل يمكن القول إن الناقة والفرس استاأثرا بالنصيب الأكبر من وصف الحيوان عند الشعراء اللصوص. وصف اللصوص فرسهم وخيلهم بصفات عديدة كالنشاط والقوة والخفة والمرونة والعروبة والأصالة، وقد شبهوا الفرس بالنشر كناية عن السرعة في الجري، وأطلقوا عليه بعض المسميات كالخنذيذ والقارح والجون، وصوروا لنا مشاهد كثيرة من خوضهم بالفرس أعظم المعارك. وصف الشاعر القتّال الكلابي خيله قائلاً[22]:
والخيل إذا جاءت بريعان لها حزقا توقّص بالقنا المتقصد
والقوم إذا درهوا بأبلج مصعب حنقٍ يجور عن السبيل ويهتدي
أنّي أكون له شجىً بمناقل ثبت الجنان ويعتلي بالقردد
يبين الشاعر أن خيلنا بيضاء واضحة غير أنها حاقدة مغتاظة تهجم على الأعداء وهم في غفلة من أمرهم، وتعدو فوق أرض المعركة، غير مكترثة لتلك الرماح المتكسرة على الأرض، وعلى رأس هذه الخيول فرسي القوي السريع الثابت القلب.
ووصف أبو الطمحان القينّي فرسه العتيق بصفات عالية الذوق تليق رفرس أصيل مطيع لصاحبه، قال[23]:
ومطنبة رهو وعزت رعيلها على مشرف القطرين نهد المراكل
جليد البئيس والنعيم يصونه أمين العراقي غير واهي الأباجل
يريد الشاعر أن يقول إنني استطعت أن أحبس جماعة من الخيل المغيرة بفرسي الجسيم المشرف الذي يركض بمجرد ركله بالرجل، فإذا ركبت عليه أمنت نفسك معه. وأيضا وهذه الصفة موجودة عند فرس القتّال الذي يحمل الشاعرَ وعدته الحربية الكاملة حيث قال[24]:
وتحملني وبزة مضرحي إذا ما ثوّب الداعي خُدار
شديد الهنض لا حطم مذك ولا ضرع تقاس به المهار
إن فرس الشاعر سريع عند القيام قادر على حمله وعدته الحربية الكاملة وهذا الفرس متوسطة لا هو بالكبير الضعيف، ولا هو بالصغير الذي لم تكتمل قوته.
وأخبرنا الأحيمر السعدي على أنه غير عادته في وصف الفرس حيث قال[25]:
بأقبّ منصلت اللبان كأنه سيدٌ تنصّضل من جحور سعالي
يقول الشاعر إن فرسي ضامر البطن بارز الصدر حبيث، سريع فإذا عدا أصبح مثل الذئب الذي خرج من جحر الغول. وكذلك لم يغفل الشعراء اللصوص ذكر المهر وهو ولد الفرس فمهرة الهمداني وكميته يختلان في مشيهما حين يتعبان من السير.
ترى المهرة الروعاء تنفض رأسها كلالاً وأيناً والكميت المقزعا[26]
نريد القول إن صورة الفرس عند اللصوص لم تخرج عن نطاق بيئتهم ولم تختلف عما هو موجود في عصرهم إلا في العبارات والألفظ. يحتل الفرس عندهم مكانة بارزة وعالية كيف لا وهو الذي يعينهم على النصر في الحرب ويتحمل معهم السفر الطويل.
وصف السيف: تعتمد حياة اللصوص في أساسها على النهب والسلب والإغارة، كثرت المخاطر التي تواجههم لهذا كان اعتمادهم على السيف أمرا طبيعيا، فمن ثم أولوه جل اهتمامهم وذكروه كثيرا في أشعارهم. وقد حرصوا كل الحرص على وصف سيوفهم وصفاً تفصيلياً. وأطلق الشعراء اللصوص على السيف عدة مسميات منها القاطع، الصارم، والعضب، والصقيل، والسقاط، والأبيض. وأراد القتّال الكلابي أن يخلع على نفسه صفتي القطع والحزم فلم يجد خيراً من السيف الصقيل الحاد ليشبه به نفسه[27]:
فرحت كأنني سيف صقيل وعزت جارة ابن أبي قراد
وأما فرعان بن الأعرف فقد شكا لنا حاله بعد أن سلبه منازل ابنه كل ما ملك من مال فلم يجد إلا السيف ليشبه به نفسه[28]:
فأخرجني منها سليباً كأنني حسام يمان فارقته مضاربه
يبين الشاعر أن ابني منازل سلبني ما كنت أملك من مال وجردتني ما كنت أنهض به في أموري، وأنكي به عدوي من الأموال فصرت كالسيف الذي أخرج من غمده فصارت حدوده ظاهرة للناظرين.
ووصف الشاعر أبو الطمحان القينّي ذاك الثور الوحشي الذي يتمايل في مشيته بالسيف المصقول قال[29]:
تهادي على نيّ فجال كأنه حسام جلا عنه مسن الصياقل
في هذا البيت يبين الشاعر على كيفية صنع السيف عند صانعه، فالسيف يكون في يد المسن لامعاً براقا.
وهكذا، فالسيف عند الشعراء اللصوص هو المنقذ الوحيد، والصديق المفيد في حلهم وترحالهم. وحياة مثل هؤلاء اللصوص لابد لها من سيف يطيح برؤوس الأعداء.
وصف الذئب: إن من أجمل ما تركه لنا الشعراء اللصوصو هو ذاك التراث الذاخر الذي يمكن في تلك العلاقة الغريبة والإلفة العجيبة التي كانت بينهم وبين وحوض الفلاة وهذا مما لا يصدقه إلا من عايشه، لذا نجد عندهم تيارا جديدا يدعو إلى نبذ بني البشر والاحتفاء بالوحوش ومصادقتها وكأنهم لعظم ما لاقوه من كيد الآدميين صاروا يكرهون هذا الجنس البشري فاستعاضوا عنه بصحبة الذئاب والغيلان والوعول ومن ذلك جاءت دعوة الشاعر الأحيمر لهجر بني البشر ومصادفة الحيوانات البرية. وأنه قد تفرد بذكر الذئب في شعره من بين الشعراء اللصوص، فكان يرى أن مصاحبة الذئب خير له من مصاحبة الرجل في قطع الطريق والسير، وصار يفضل الحيوان البري على الإنسان لأن الحيوان ربما يحفظ لهم السر ولا يتخلى عنهم عند الضرورة إليه. لذا يستأنس الشاعر السعدي بصوت الذئاب إذا عوت ويثور غضبا عندما يسمع صوت إنسان مر بجانبه ومن قوله هذا[30]:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذا عوى وصوت إنسان فكدت أطير
وما زال الشاعر الأحيمر مغرما بوحدته معجبا بها حتي إنه صار يألف الذئب، ولا يستطيع مفارقته، وكما ذكر قائلا[31]:
أراني وذئب الفقر إلفينِ بعدما بدأنا كلانا يشمئز ويذعر
تألفني لما دنا وألفته وأمكني للرمي لو كنت أغدر
ولكنني لم يأنمني صاحب فيرتاب بي ما دام لا يتغير
أراد الشاعر بقوله إنه والذئب أصبحا صديقين صدوقين رغم تلك البداية التي بدأوا بها فبعد ما هم يخيفون بعضهم البعض، أمسى الود بينهم كبيرا فإنه لا يستطيع أن يخون الذئب مثلما لا يستطيع الذئب خيانته، فالذئب في مقام ابن السبيل.
خلاصة الكلام إن الشعراء اللصوص قد عاشوا عيشة مليئة بالشر والخوف والضياع، وجعلتهم يألفون الذئاب وتألفهم هي أيضا. وخاصة مثلت الذئاب لشاعر الأحيمر السعدي العالم المتكامل والخل الوفي.
الغزل في شعر اللصوص: جاء الشعراء اللصوص بكثير من الأبيات الغزلية وأول ما افتتح به هذا الفن هو حب الشاعر الكلابي لابنة عمه عالية) فقد أحب الشاعر عالية هذه حبا جما وقد أفرط في هذا الحب حتي إنه ذات مرة أتى الأحزم بن مالك ابن مطوف، ومحصن بن الهصان في نفر من بني أبي بكر وهو محبوس، فشرطوا عليه ألا يذكر عالية في شعره، فضمن لهم ذلك، فأخرجوه من المحبس عشاء ثم راح القوم من السجن وراح الكلابي معهم، حتي إذا كان في بعض الليل انحدر يسوق بهم ولقول:
قلت له يا أحزم بن مال
إن كنت لم تزر على الوصال
ولم تجدني فاحش الخلال
فارفع لنا من قلص عجال
لعلنا نطرق أم عال
وأما الشاعر مالك بن حريم قد أدلى بدلوه في الغزل حين تذكر محبوبته سلمى وهو مسافر في الليل[32]:
تذكرت سلمى والركاب كأنها قطاً وارد بين اللفاظ ولعلعا
منعمة لم تلق في العيش ترحمة ولو تلق بؤسا عند ذاك فتجدعا
أهيم بها لم أقض منها لبانة وكنت بها في سالف الدهر موزعا
ووصف الشاعر أبو الطمحان إعراض الفتيات عنه لكبر سنه فها هو ذا قائلا[33]:
فأصحبن قد أقهين عني كما أبن حياض الأمدان الجهان القوامح
وختام القول إن غزل اللصوص تميز بالحديث عن الهجر ووصال وذكريات الشباب، وازورار الحسان عند الكبر والضعف، مع شيء من الوصف الحسي كوصف الشفاه والأسنان.
استنتاج البحث: وفي الاختتام يمكننا أن نقول إن الشعراء اللصوص هم جماعة من قطاع الطرق يهيمون في أرجاء البلاد، ينهبون الناس في الليل والنهار، وكثيرا ما يؤثرون حياة التمرد والفتك، ومدفوعين لذلك بأسباب مختلفة، عاشو في الجاهلية. ويظهر من شعر اللصوص أنهم كانوا حكماء، يدركون صرف الحياة، ويجيدون التكيف مع صروف الزمن.
والجدير بالذكر أن الشعراء اللصوص قد قرضوا الشعر من أغراض شتي، وأنهم قد وصفوا الناقة والريح والخمر إلا أن وصفهم للناقة قد فاق كل الموصوفات الأخرى، وأيضا افتخروا بأنفسهم، وكان إعجابهم بها حافزاً على ذلك الفخر، كما افتخروا بقبائلهم، ونافخوا عنها وذادوا عن حياضهم. وجاءت الحكمة في أبيات اللصوص متنوعة مجموعة وتارة منفردة، وقد تناولوا في حكمهم تجارب الحياة وخبراتها، وعبروا عز أنفسهم، وحثوا على الكرم والشهامة. أما غزلهم أكثرها في مفتتح القصائد، وقد تميز غزلهم بالحديث عن الهجر ووصال وذكريات الشباب، وازورار الحسان عند الكبر والضعف، مع شيء من الوصف الحسي كوصف الشفاه والأسنان.
[1] جواد على، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط2، 1987م، 1/550.
[2] المصدر السابق، 1 / 9.
[3] أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، معجم العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الهلال، 1175هـ، 1/85، مادة لص.
[4] أبو نصر إسماعيل الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحلح العربية، تحقيق: إميل بديع يعقوب ومحمد نبيل طريفي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م، ط 1، 3/263، مادة لصص.
[5] أحمد بن فارس الرازي، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1991م، ط 1، 5 / 205، مادة لص.
[6] جار الله الزمخشري، أساس البلاغة، دار المعاد، 1992م، ط 1، 564، مادة (لص).
[7] جمال الدين بن منظور، معجم لسان العرب، دار الصادر، بيروت، لبنان، 2000م، ط 1، 13 / 198، مادة لص؟
[8] محمد نبيل طريفي، ديوان اللصوص في العصرين الجاهلي، والإسلامي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2004م، ط 1، 1/ 14.
[9] المصدر السابق، 1/ 15.
[10] ديوان القتال الكلابي، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1961م، ص 10.
[11] محمد نبيل طريفي، ديوان اللصوص في العصرين الجاهلي، والإسلامي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2004م، ط 1، 1/ 22.
[12] يوسف خليف، الشعراء الصعاليك، العصر الجاهلي، ص 87.
[13] ديوان اللصوص، 2/ 129.
[14] ديوان اللصوص، 2/ 139.
[15] ديوان اللصوص، 2/ 318.
[16] ديوان اللصوص، 2/ 65.
[17] ديوان اللصوص، 2/ 64.
[18] ديوان اللصوص، 2/ 64.
[19] ديوان اللصوص، 2/ 77.
[20] ديوان اللصوص، 2/ 137.
[21] ديوان اللصوص، 2/ 113.
[22] ديوان اللصوص، 2/ 69-70.
[23] ديوان اللصوص، 1/ 228.
[24] ديوان اللصوص، 2/ 76.
[25] ديوان اللصوص، 1/ 63.
[26] ديوان اللصوص، 2/ 131.
[27] ديوان اللصوص، 2/ 67.
[28] ديوان اللصوص، 2/ 39.
[29] ديوان اللصوص، 1/ 324.
[30] ديوان اللصوص، 1/ 58.
[31] ديوان اللصوص، 1/ 57.
[32] ديوان اللصوص، 2/ 128.
[33] ديوان اللصوص، 1/ 312.
قائمة المراجع والمصادر:
- أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، معجم العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الهلال، 1175هـ.
- أبو نصر إسماعيل الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحلح العربية، تحقيق: إميل بديع يعقوب ومحمد نبيل طريفي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م، ط 1.
- أحمد بن فارس الرازي، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1991م، ط 1.
- بطرس البستاني، أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، طبع دار مارون،عبود، لبنان، 1979م.
- جار الله الزمخشري، أساس البلاغة، دار المعاد، 1992م، ط 1.
- جواد على، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط2، 1987م.
- حسن محمد النصح، لامية العرب بين الشنفرى وخلف الأحمر، دار الدولية للنشر والتوزيع، 1992م.
- د. عبد الله الطيب، المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعته، دار جامعة الخوطوم للنشر، 1991م.
- ديوان القتال الكلابي، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1961م.
- سراج اللدين السكاكي، مفتاح العلوم، تحقيق: نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987م.
- سعد إسماعيل شلبي، الأصول الفنية للشعر الجاهلي، دار المعارف، القاهرة، مصر، 1968م.
- شكر محمد عياد، موسيقى الشعر العربي، دار المعرفة، القاهرة، 1968م.
- عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي، دار الملايين، بيروت، لبنان.
- محمد نبيل طريفي، ديوان اللصوص في العصرين الجاهلي، والإسلامي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2004م، ط 1.
- محمد عبد المنعم خفاجي، الحياة الأدبية في العصر الجاهلي، المكتبة التجارية، القاهرة، مصر، 1949م.