Main Menu

اسهامات البروفيسور عبيد الرحمن الطيب فى مجال الأدب العربى فى إطار مساهمة جامعة جواهر لال نهرو فى ترويج الأدب العربى

الدكتورة سميه رياض الفلاحى

جامعة على كره الإسلامية

الملخص

البروفيسور هو أستاذ شهير و كاتب من الخريجين الفائقين  الذين أبدعوا فى مجالات أدبية و علمية. هو من محافظة سدهارث نجر و تلقى تعليمه الابتدائى من هنا ثم تعلم فى مدرسة جامعة الفلاح فى مرحلته الأولى  حتى وصل إلى مرحلة الدراسة الجامعية و أكملها مثل بكالوريوس من جامعة الملية الإسلامية و الماجستير و الدكتوراه من جامعة جواهر لال نهرو. له خبرة تدريسية فى عدة جامعات و له عدة كتب و بحوث فى اللغة العربية والأردية.  . هو أثرى المكتبات العربية بإنتاجاته العربية الأدبية و الأردية. وله دور بالغ  فى ترويج الأدب العربى و اللغة العربية كما قام بتنظيم و تنسيق المؤتمرات و الندوات القومية والدولية  فى إطار ترويج اللغة و الأدب.

الكلمات المفتاحية : ، الأدب ، اللغة العربية ، ترويج ، اسهامات ، محاضرات ، سيرة و مسيرة

المقدمة

إن الهند بلد ذات حضارة متميزة لونها متباينة و ثقافتها مختلفة جذبت أنظار العرب إليها منذ زمن سحيق فقد كانت العلاقة بين الهند والبلدان العربية بطرق التجارة فى البداية ثم نمت تدريجيا بسلالم العلم و الأدب حيث توجهت الجامعات الهندية إلى الأدب العربى و تطورها توجها بالغا واهتمت بشؤون الأدب العربى و تطوير اللغة العربية اهتماماً كبيرًا فى جميع ارجاء الهند كما نرى أقسام اللغة العربية و آدابها فى كل جامعة حكومية أو  فى معظم كلية أو جامعة غير حكومية.

و من هذه الميزات الخاصة للبلد و مجهودات الهنود نرى اهتمام المؤلفين العرب برسم صورة الهند فى محاولتهم الأدبية من جميع الجهات كما نجد  محاولات كتاب العرب باسم ملحمتى الرامايانا والمهابهارتا و الأشعار من طاغور ،و ” أيام فى بومباي و” الهندوس يصعدون إلى السماءو غيرها.

نبذة عن مركز الدراسات العربية والأفريقية

إذا تصفحنا عن الجامعات الهندية فرأينا إحدى أعرق الجامعات الهندية هى جامعة جواهر لال نهرو الحكومية التى أسست سنة 1969 و تأخذ مكانا مرموقا بين الجامعات الهندية حيث تحتل المرتبة الثانية بين 350 جامعة هندية.

و إذا مررنا بجسر التواصل بين العرب والهند و تطور اللغة العربية و أثرها على الدارسين فى الهند و اللغات الهندية والثقافة الهندية على العرب فوجدنا مركز الدراسات العربية والإفريقية فى الجامعة الذى أسس عام 1973م ، و هو أرقى و امثل أقسام اللغة العربية فى عشرات الجامعات الهندية التى تدرس الأدب العربى بوجه خاص. ويهتم المركز بمراحل تدريسية عديدة من مثل مرحلة البكالوريوس و الماجستير والدكتوراة ، و يصدر عديداً من المجلات المحكمة مثل مجلة دراسات عربية ، و مجلة ” هلال الهند ” البحثية الفصلية الإلكترونية ، و مجلة ” قطوف الهند ” البحثية الفصلية الإلكترونية و ” الجيل الجديد “.

لعب هذا المركز بشد التواصل بين الهند و العرب بعقد المؤتمرات الدولية والندوات الوطنية والدولية دورًا بالغا منذ زمن قديم و خاصة بعد جائحة كوفيد 19.

و يأتى هذا المركز فى القمة بحيث يصقل شخصيات بارزة لامعة فى الأدب العربى مثل فيضان الله الفاروقى و مجيب الرحمن , و رضوان الرحمن و عبيد الرحمن طيب و دكتور محمد أجمل وغيرهم كثيرا فهم هؤلاء قد لعبوا دورا فعالا بممارستهم الأدبية والعلمية.

هذا ، و إذا مررنا برواق المركز وجدنا اسماء عديدة تلمع و تبرز فى ميادين الأدب العربى و من بين هؤلاء الأسماء يشرق الإسم عبيد الرحمن طيب الذى له خبرة تدريسية  أكثر من 18 سنة فى عدة جامعات هندية مثل جامعة راجورى ولاية جمو و كشمير و جامعة جواهر لال نهرو وغيرها.

البروفيسور عبيد الرحمن الطيب : سيرته و مسيرته

هو ولد فى قرية جهاكهيا سنة  1970 بمحافظة سدارث نجر بولاية اتربراديش و نشأ و ترعرع فيها و تم مرحلته الأولى التعليمية من هنا من مدرسة ضياء العلوم  ثم دخل المدرسة الدينية جامعة الفلاح فى مديرية اعظم كره  و قضى سنوات و أكمل دراسته العليا على منهج دراسى و حصل على شهادة العالمية و الفضيلة من تلك المدرسة ثم التحق بالجامعة الملية الإسلامبة بدلهى و حصل على شهادة البكالوريوس و إجازة تعليمية فى الدراسات الإسلامية بالدرجات العلى و فاز بميدالية ذهبية سنة 1993م ، ثم توجه إلى مركز الدراسات العربية و الأفريقية فى جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهى و أكمل مرحلته الماجستير بالدرجة الأولى سنة 1996م ثم قدم إلى مرحلة ماقبل الدكتوراه و نال شهادتها حول موضوع ” النزعة الإنسانية فى كتابات جبران خليل جبران ”  تحت إشراف الدكتور فيضان الله الفاروقى سنة 1999 ثم سجل فى الدكاترة و قضى سنوات فى اتمام هذه المرحلة من نفس المركز حتى حصل على شهادة الدكتوراة سنة  2004 م حول موضوع ” مساهمة النواب سيد صديق حسن خان في تطور الأدب العربي فى الهند : دراسة تحليلية” من جامعة جواهر لال نهرو.

و يبدو من الدراسة أنه لم يعكف على القراءة والدراسة للمقرات الدراسية فحسب اثناء هذه الفترات بل تابع الدراسات الأخرى الأدبية و العلمية و شارك فى عديد من المسابقات و فاز بجوائز عديدة ثمينة كما نرى فى سجلات عن معلومات شخصية فقد حصل على الجائزة الأولى فى مسابقة النقاش من جانب الجامعة الملية الإسلامبة سنة 1992م ، وكذلك لا نقدم إلا نرى أنه نال الجائزة الأولى فى مسابقة الخطابة المرتجلة التى عقدت من منظمات الجامعة الملية الإسلامية سنة 1993م ، ، و إذا بحثنا عن شخصياته الفائقة فوجدنا أنه فاز بجائزة أولى فى مسابقة ( كوئز) سنة 1990 . و كذلك نلمس من مجهوداته العلمية أنه كان يقضى معظم أوقاته فى تعزيز الأردية إلى جانب اللغة العربية إلى حد كبير و مارس فى مجالات لغوية حتى فاز بجائزة الأستاذ عبد العزيز وانى الحكومية لتعزيز اللغة الأردية فى مارس سنة 2012م.[1]

و لعب دوراَ كبيرًا بمساهماته الفعالية فى المؤتمرات و الندوات كما شارك فى 19 ندوة دولية أو مؤتمر دولى و 28 ندوة وطنية . و له أوراق بحثية التى قدمها فى المؤتمرات الدولية و الآن نكتفي على ذكر عناوينها غنيا عن التفاصيل و منها” الأسرة و تعليم الأولاد في العصر الحاضر” ،و “الحصن المتين في تاريخ الوزراء والسلاطين (أوده): دراسة نقدية ، و”القيم الإنسانية في كتابات أدباء المهجر: جبران خليل جبران”أنموذجا.، و “مساهمة ICCR في “ترجمة العلوم والفنون الهندية إلى اللغة العربية”. و عدا هؤلاء قدم و ساهم فى ترويج الأدب العربى.

و كذلك قدم كثيرا من الأوراق البحثية فى المؤتمرات على المستوى الوطنى منها “المدارس العربية في جنوب الهند ودورها في ترقية اللغة العربية: جامعة دار السلام عمر آباد أنموذجا”،. كوفيد 19 في الشرق الأوسط: دراسة لغوية”،.” و البحوث الجامعية الهندية حول المملكة العربية السعودية ” و “تطوير مهارات الاستماع لمتعلمي اللغة العربية: التقنيات والخطوات” وغيرها.

و شارك كعضو خبير في ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام حول مراجعة وإعادة تصميم مناهج اللغة العربية التي عقدت في قسم اللغة العربية، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي، في الفترة من 1 إلى 3 مارس 2017.كذلك ساهم بصفته بتقديم أوراقه فى جامعات مختلفة منذ ٢٠٠٦ ولا يزال حتى الآن.

انه لم يشارك فى المؤتمرات والندوات للتقديم فحسب بل ترأس الجلسات العديدة مثل الأدب العربي وأنواعه المختلفة عبر العصور) التي عقدت في الجامعة الملية الإسلامية نيودلهي في 14-15 فبراير 2023. و استراتيجية الأدب العربي بأجناسه المختلفة عبر العصور”المنعقد في 29-30 نوفمبر 2022.،و ترجمات المصادر العربية إلى اللغات الهندية والعكس” عقدت في قسم اللغة العربية، جامعة دلهي، في الفترة 8-9 مارس 2017. و، الاتجاهات المعاصرة في الأدب العربي الحديث” التي عقدت في جامعة JNU، نيودلهي، في 28-29 مارس 2016 ، و الندوة الوطنية حول “اللغة العربية في الهند: الإنجازات وآفاق المستقبل” التي عقدت في جامعة نيودلهي، نيودلهي في 1-2 نوفمبر 2014. وغيرها كثيرة.

ولم يقف على هذا فحسب بل أدى دورًا بارزاً بالقاء المحاضرة 15 مرة فى عديد من المراكز. قام بورشات العمل فى جامعات مختلفة للهند حضوريا و افتراضيا لا يمكن جمعها فى هذه المقالة. و جدير بالذكر منها : ” الإساءة للمقدسة الإسلامية وترك التعامل معها” مركز العلوم والحضارة الإسلامية، الأغوات، الجزائر، 28-29/12/2021 ، و ” قراءة في كتاب علم الشرائع من الوعي النظري إلى الأساس العملي ” مجمع الفقه الإسلامي، الهند ومركز البحوث الإسلامية جامعة العراق، 12/06/2020 ، و “دور التعليم والتربية في تعزيز الأمن الأسرى ”  في مؤتمر دولي عقد في إسطنبول، تركيا، في 13-14 أكتوبر 2018.

و شارك في ورشة عمل لمدة يوم واحد :مشكلات وطرق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها” نظمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للغة العربية بالتعاون مع قسم اللغة العربية الجامعة الملية الإسلامية نيودلهي في الجامعة الملية الإسلامية في 18 أبريل 2017.

محادثات إذاعية وتلفزيونية:

قدم محاضرتين على إذاعة عموم الهند حول “تنامي العلاقات الهندية الإماراتية في العالم المعاصر” في 03 مارس 2017 و حول ” التعليم العالي في المملكة العربية السعودية: الماضي والحاضر” بتاريخ 05 يناير 2017م.

ألقى محاضرات كثيرة على مستوى الدولة و الوطنية منها خاصة “الترجمة: التصميم والتقنيات” (، في ورشة عمل دولية عقدت في الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، أوانتيبورا، كشمير، في 20-24 ديسمبر 2021 و“العلاقات الهندية التركية عبر العصور” في كلية الإلهيات جامعة أولدوج، بورصة، تركيا بتاريخ 18/10/2018. و “الدراسات العربية في الهند: مناهج ومقاربات” في قسم اللغة العربية كلية الإلهيات، جامعة مرمرة، إسطنبول، تركيا .و “الدراما العربية ومراحل تطورها المختلفة”، في كلية هيئة التدريس بجامعة UGC، جامعة كاليكوت، كاليكوت، كيرالا، في 04 أكتوبر 2021. و خطابا رئيسيا حول “أهمية اللغة العربية وآفاقها في العصر الحاضر” في الحكومة. كلية PG، راجوري (J&K)، 01 نوفمبر 2021. و ألقى محاضرة خاصة (من خلال PPT) حول “اهتمام المملكة بالتعليم العالي في إطار رؤية 2030” في الملحقية الثقافية السعودية بنيودلهي بتاريخ 23/02/2018.

و شارك كشخص مرجعي في ورشة عمل وطنية لمدة يومين عقدت تحت عنوان: تعلم اللغة العربية الوظيفية: القضايا والتحديات” التي نظمتها مدرسة اللغات الأجنبية IGNOU في حرمها الجامعي في 17-18 أكتوبر 2015 وألقى  (من خلال PPT) حول “تعلم اللغة العربية من خلال الأغاني العربية والقصص البسيطة”. و  “التعلم الفعال للغة العربية من خلال التكنولوجيا الحديثة” مرتين فى السنة.

و ألقى محاضرتين خاصتين في كلية هيئة التدريس بجامعة UGC، JNU، نيودلهي بتاريخ 03/01/2014، حول ” مشكلات تدريس اللغة العربية في المرحلة الجامعية ” و استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية”.

و كذلك كثير من المحاضرت قد تعرفنا علبها من خلال الدراسة ولكن لا يمكن حصرها.

إنه لم يقض أوقاته فارغاً بل خدم الأدب العربى بتدريس فى جامعات عديدة مثل عمل كأستاذ الضيف إلى سنة واحدة فى الجامعة الملية الإسلامية و قضى حوالى ثمانية أعوام كأستاذ مساعد و مشارك فى جامعة بابا غلام شاه بادشاه محافظة راجورى و عمل كرئيس مسؤول لقسم اللغة العربية، جامعة BGSB، راجوري (J&K) منذ أغسطس 2005 إلى نوفمبر 2010. ثم التحق بجامعة جواهر لال نهرو سنة 2013م و خدم الأدب العربى كأستاذ مشارك حتى أصبح أستاذا ( البروفيسور) و مازال يساهم فى اثراء الأدب العربى حتى الآن.

و كذلك نرى اسهاماته و نشاطاته فى ترويج اللغة العربية و اثراءها كما نراه يدير الندوات و المؤتمرات الدولية والوطنية افتراضية و غير افتراضيبة  . نظم كمدير مؤتمر دولي (في الوضع المختلط) حول “مسيرة الأدب العربي بأجناسه المختلفة عبر العصور” يومي 29-30 نوفمبر 2022، ، و كمدير ندوة دولية عبر الإنترنت حول “أدب السيرة الذاتية” ، يومي 5-6 ديسمبر 2020 كما لعب دورا بارزا فى تنظيم الندوة الافتراضية حول موضوع ” أدب السجون ” فى فبراير 2022 وغيرها.[2]

و نظم ورشة عمل لمدة شهر مع سلسلة محاضرات حول “تطوير المهارات اللغوية الأربع لمتعلمي اللغة العربية” في مبنى SL، JNU، نيودلهي. (06 مايو 2013 إلى 05 يونيو 2013). و أيضًا نظم سلسلة محاضرات لمدة أسبوع حول “اللغة العربية وآدابها” في قسم اللغة العربية، BGSBU من 17 أبريل 2006 إلى 22 أبريل 2006.

و كذلك قام بتنظيم محاضرات مختلفة دولية أو وطنية فى عدة جامعات و مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو لا يمكن ذكرها بالتفصيل هنا.

مناصبه و مراتبه

و إذا تصفحنا عن حياته الأكاديمية و نشاطاته الأدبية فوجدناه أنه حصل على عضوية من عدة الهيئات الأكاديمية بما فيها المجلس الأكاديمي، JNU، نيودلهي، و  محكمة الجامعة، JNU، نيودلهي و مجلس الدراسات، كلية اللغات والأدب ودراسات الثقافة، JNU.، و لجنة الخبراء العرب IGNOU، نيودلهي، وعضو، ICEFS (المركز الدولي للدراسات التربوية والاستراتيجية) لندن، المملكة المتحدة و مجلس الممتحنين لمختلف الجامعات. و هيئة التحرير لعدة المجلات العربية المحكمة مثل مجلة “التلميذ” الشهرية و ” المدونة ” وغيرها

وكتب الإجابات المُقيّمة لجامعات مختلفة لا يمكن حصرها فى هذه العجالة. و أدى دوره أيضًا بتصميم المناهج للماجستير و لمقرر ما قبل الدكتوراه و البكالوريوس فى مادة مختلفة.

محاولاته الأدبية والعربية

و إذا توجهنا إلى اسهاماته الأدبية والعربية فوجدنا  أن تبدأ جهوده الجبارة بكتابة ” النزعة الإنسانية فى كتابات جبران خليل جبران ” في مرحلة ما قبل الدكتوراه و تبرز أهميته بأن الدكتور حاول فيه أن يستعرض النزعة الإنسانية و التأملات البشرية فى كتابات جبران خليل جبران الذى جهر صوته فى حق الإنسانية فوق المادة والوطن و النسل و اللون و دعا فى كتابته إلى المساواة والعدل و الحرية والأخوة. فأحاط البروفيسور بالأوضاع السياسية و الاجتماعية و الدينية و الاقتصادية مع تسليط الضوء على المبادئ و القيم والنزعة الإنسانية بما فيها مفاهيمها و معانيها السائدة و تصورها منذ العصر الجاهلى إلى العصر الحديث و قام البروفيسور بتحليل مفهوم و تصور الإنسانية لدى جبران و محاولته بث و نشر رسالته الإنسانية إلى الناس و يكون هذا الجهد المتواضع مهمًّا بحيث يكشف حياة جبران فى لبنان و أمريكا و العوامل التى ساهمت فى تكوين شخصيته و توجيهات جبران إلى اعلاء القيم الإنسانية و تمجيدها و تقديسها.[3]

 و كذلك نرى مساهمته بشكل بحث جامعى لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع ” مساهمة  النواب سيد صديق حسن خان في تطور الأدب العربي فى الهند : دراسة تحليلية ” فركز البروفيسور بصره على استعراض مساهمة النواب بالتحليل الدقيق و حاول فيه أن يؤدى حق الموضوع من كل جهة. و له كتاب فى أصول التحقيق الذى ترجم من العربية إلى الأردية بالتعاون مع الأستاذ فيضان الله الفاروقى سنة 1998م ثم طبع مرة ثانية سنة 2007 باسم ” اصول تحقيق ” و هو قد كتب كتبًا عديدة كما نراه جمع كتابًا باسم ” المعرفة: المفهوم القرآنى ” ( Knowledge : Quranic Concept) نشر من مؤسسة بيت الحكمة سنة 2006م . و أنه أعدَ أيضًا كتابًا عن تطور المسرحية العربية بالإشارة إلى على أحمد باكثير فى اللغة الأردية بعنوان ” رشتوں کے رنگ ” نشر من مطبعة البلاغة ، بنيودلهى سنة 2012م و القى الضوء فيه على تطور المسرحية العربية من جميع الجهات.

و له بحوث عديدة ممتازة حول اللغة العربية و الأدب العربى و مختلف الفنون الأدبية مثل ” مساهمة على أحمد باكثير فى أدب الملاحم ” نشر فى البعث الإسلامى فى مجلة عربية قومية من لكناؤ سنة سبتمر 2011م ، فأحاط البروفيسور فيه بمساهمة الشاعر الكبير فى أدب الملاحم مع ذكر خاص من تناول موضوعاته و أسلوبه . و كذلك نجد مقالًا رائعًا باسم ” اللغة العربية و التحديات القرن الحادى و العشرين ” فى اللغة العربية فى مجلة ” الحراء ” العربية و الأردية نصف الشهرية من حيدرآباد سنة 2012م. ناقش فيه البروفيسور أهمية اللغة العربية و التحديات التى تواجه اللغة العربية فى هذا القرن مما غلبت العامية على الفصحى وما إليها.

و له أيضا مقال ممتاز باسم ” على احمد باكثير : أضواء على حياته و دراسة لبعض أعماله ” نشر فى مجلة البعث الإسلامى فى شهر مايو و يونيو سنة 2013 و نفس الموضوع من الحلقة الثانية نشر فى شهر يوليو سنة 2013 فى نفس المجلة.

تأتى هذه المقالة من مجهوداته القيمة الأدبية المحققة حيث أحاط بشخصية على أحمد باكثير من جميع النواحى من مرحلته الابتدائية  التعليمية إلى محاولته الإبداعية و دخوله المسرحية الشعرية ثم انصرافه من المسرحية الشعرية إلى المسرحية النثرية و افتنانه و اعجابه بشخصية شكسبير فى كتابته وأكد الدكتور اسباب انصرافه إلى النثر بما أنه قد أحس بأن النثر أكثر ملائمة لكتابة المسرحية فى العصر الحديث فتوجه إليه و شغل به. و سلط الضوء البروفيسور على حياته الكاملة من ولادته و هجرة أسرته من اليمن إلى إندونيسيا ثم رجوعه إلى اليمن مع  توضيح اتصاله بأدباء مصر و العرب بعد ما استطاب مناخ مصر و شركته فى المجالس الشعرية و الأدبية و عيشته فى الحجاز مع ذكر مؤهلاته العلمية و الأدبية و جوائزه و أوسمته و مناصب علمية وما إلى ذلك. و أكد البروفيسور فيه أن الشاعر مازال يبعد عن المجاملة والمباهلة و عرض فيه حياته حياة صافية مسيرة على الحق و الهداية.[4]

ولا نقدم إلى عرض مسيرته العلمية إلا نجد مقالته حول ” تطور المسرحية فى اللغة العربية ” فى اللغة الأردية فى مجلة ” فكر و تحقيق ” سنة 2013م. و له كثير من الأوراق البحثية مثل  “الإساءة إلى شخصية الرسول و طرق التعامل معها” ، و “الأستاذ فيضان الله الفاروقي ومساهمته في نشر الحديث النبوي بالإشارة إلى “منتخب أحاديث”” ، و “”أضواء على “الرأي الصحيح في من هو الذبيح” ، و “مصطفى لطفي المنفلوطي على ضوء كتاباته” ” و “النسخ عند عبدالحميد الفراهي وأبوجعفر النحاس: دراسة نقدية و “سرسيد أحمد خان : اورحب رسول ص “، و ” التعليم والتربية و دورهما فى تعزيز أمن الأسرة ” و “الرسوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ للإمام الفراهي : دراسة نقدية ” . و” أثر القرآن الكريم فى لغة جبران خليل جبران  و”الأسرة و تعليم الأولاد فى العصر الحديث ” و” مساهمة النواب سيد صديق حسن خان في تطوير اللغة العربية في الهند ” و ” الإصلاح الديني والإجتماعي في العصر الحديث – الشيخ بديع الزمان النورسي أنموذجا   و” تطور الروابط الثقافية والتعليمية بين الهند وسلطنة عمان” و “قضايا معاصرة في تدريس اللغات الأجنبية والعربية في الجامعات الهندية- ” و “ضرورة تنمية مهارة التحدث في تعلم اللغة: خطوات وتقنيات” و “العلامة أنورشاه الكشميري: أضواء على حياته وآراه” و “رد العلماء الهنود في كتب المستشرقين حول السيرة النبوية صلى الله عليه وسلم” ” و ” تطور المسرحية في الأدب العربي الحديث” و ” طرق تدريس اللغة العربية بين التقليد والحداثة و كتب مراجعة لكتاب أدبي بعنوان: “كوائف وحقائق” و ”  عربي ڈرامے كا ارتقاء : ايك مطالعه” وغيرها.

و نشرت هذه المقالات والأوراق فى مجلات عربية شهيرة التى تصدر من الهند مثل البعث الإسلامى،  ثقافة الهند ، مجلة الهند ، مجلة دراسات العربية،  صوت الأمة،  الداعى،  الضياء وغيرها .

كتب و سجل ثمانية درس على يوتيوب بعنوان ” الأعداد العربية من ١ إلى ١٠٠ فى ثلاثة تسجيل و تم التسجيل بعنوان فى مطعم عربى ، فى مطعم دبى ، اللغة العربية،  اليوم العالمى للغة العربية،  و زيارة مدينة حيدرآباد.

 و راجع أكثر من 25 درسًا للدورة عبر الإنترنت و هى:  الطالب ، الكلية ، و السفر بالمترو ، وألوان ، و جمال الطبيعة ، و مدينة دبي، و المهنة، وايام الاسبوع، و  اسماء الشهور،  والسفر إلى غوا ، و الأمم المتحدة ، و في الصف، و الأخ والأخت ، وفي سوق الفواكه ومحل القرطاسية.

و كتب فصلاً بعنوان: “الجزيرة العربية: الجغرافيا والأمم السامية واللغات” و فصلًا ” تطور اللغة العربية: أحوال العرب الاجتماعية والسياسية في عصر ما قبل الإسلام (كتاب: تاريخ الأدب العربي-1،   و“الأمثال في اللغة العربية (كتاب: النثر العربي الكلاسيكي )  و”خلافة أمين” (كتاب: النثر العربي الفصحى، منو- مديرية التعليم عن بعد، ، طبعة يونيو 2020.

و كتب أربع وحدات بعنوان: “زيارة إلى مكان تاريخي في دلهي، الرعاية الصحية (مستشفى الولادة)، الرياضة والألعاب (مباراة كرة قدم)، شخصية هندية (جواهر لال نهرو)، (كل ذلك في شكل حوار) لدورة الشهادة بالعربية، إغنو، نيودلهي، (تحت الطبع).

وكتب فصلاً بعنوان: “ترجمة المصطلحات الاقتصادية والتجارية من العربية إلى الإنجليزية” النحو والاتصال” الوحدة-10، ماجستير اللغة العربية الفصل الثاني، و“قواعد اللغة العربية والاتصال” الوحدة 4، بكالوريوس اللغة العربية الفصل الثاني مانو، حيدر أباد، كلاهما (تحت الطبع)

و من أهم أعماله الأدبية التى تعطى الانطباع الخاص لدارسي التاريخ هو كتاب ” الموجز فى تاريخ الإسلام ” للشيخ غلام رسول مهر نشر سنة 1951م ،  يشتمل هذا الكتاب على 393 صفحة ، يبدأ بتقريظ و كلمة المترجم و ينتهى بذكر جمهورية اندونيسيا فى اطار العصر الحديث ،  فترجمه الدكتور عبيد الرحمن الطيب من الأردية إلى العربية فى أحسن الصورة. شغل الدكتور بدراسة التاريخ فى اعداده و صب عرقا شديدا و واجه الصعوبات و العراقيل اثناء الترجمة و أراد أن يترك هذا العمل الشاق و لم يجد أى شيئ الذى يساعده على اتمام هذا الجهد المتواضع و لكن سرعان يتنبهه ضميره و يحض على اكمال هذا لأنه أحس بأهمية التاريخ منذ أن قرأ تاريخ الإسلام فى مدرسة دينية جامعة الفلاح فى مديرية اعظم كره و اختار مادة تاريخ الإسلام والمسلمين فى مرحلة البكالوريوس و استفاد من فرصة التدريس هذه المادة فى جامعة بابا غلام شاه بادشاه محافظة راجورى و فى جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهى بمرحلة الماجستير و من هنا رغب فى مادة التاريخ على وجه عام و تاريخ الإسلام على وجه خاص كما له فوائد دينية و دنيوية و أخروية .

ويقول البروفيسور فى هذا الصدد :” فإن التاريخ سجل الشعوب و الأمم الذى يجمع أحوالها و وقائعها و خبراتها و تجاربها و اسهاماتها و منجزاتها ، و انتصاراتها و اخفاقاتها ، مرَها و حلوها ، حياتها و مماتها ، ماضيها و مستقبلها. و ليس تاريخ شعب أو أمة فى مكان أو زمان مرآة خاصة به دون غيره ؛ بل هو لسائر الشعوب والأمم بل للبشرية كلها فلا بد لكل شخص أن يزود نفسه به قليلاً أو كثيرًا ولا يمكن لأى شعب أو أمة أو شخص أن يجرب كل شيئ بنفسه ثم يرسم خطة لحياته و مسيرته. ولذا يجب على كل شخص دراسة التاريخ و الاستضاءة به و الاعتبار من وقائعه ، والاهتداء بدروسه وعبره. وليس تاريخ الإسلام إلا جزءاً من تاريخ البشرية كلها  ….الخ “.[5]

و نظرًا لأهمية هذه اهتم البروفيسور بترجمة هذا الكتاب الذى يحيط بالحضارات القديمة من تاريخ مصر و بابل و نينوى و أرض كنعان والحضارات الشرقية مع ذكر عظمة اليونان  والمملكة الرومية و حضارة العرب قبل طلوع شمس الإسلام مع ذكر خاص الحضارة العربية بعد الإسلام حتى الخلافة الراشدة و تفصيل فى العصر الأموى و جميع الأزمنة من العصر العباسى والأندلس و الدولة العثمانية بالتفصيل  والحضارات الحديثة إلى العصر الراهن ، جمع فيه المؤلف أحداث التاريخ من كل جهة و ترجمه الدكتور عبيد الرحمن الطيب و عنى به عناية بالغة و أحسن فى عرض العبارات و التعبيرات و تحقيق المدوَنات التاريخية حتى يسمّى رشيد بن محمد كهوس هذا الكتاب بموسوعة صغيرة كما يقول :” وجدته موسوعة صغيرة جال بنا المؤلف من خلالها فى أحداث التاريخ ، ابتداء من الحضارات القديمة بمصر ، مرورًا بالعهد النبوى و الخلافة الراشدة و القرون اللاحقة و صولاً إلى عصر المؤلف.

هذا ، وقد تميز الكتاب بسلاسة أسلوبه و وجازة أحداثه و شموليتها لأمم حقب التاريخ فهو كتاب جدير بالعناية و الاهتمام و مفيد للعالم و المتعلم و المؤرخ وغيره.

و زاد الكتاب جمالا ترجمة فضيلة الأستاذ الدكتور عبيد الرحمن الطيب ( المتخصص فى التاريخ ) له و تعليقاته عليه و تصويباته ، فقد اعتنى به عناية تامة؛ حيث انتقى فى ترجمته أحسن العبارات ، ورجع إلى أهم المدونات التاريخية فى التثبيت من التواريخ والأحداث والأعلام ، وبذل جهدا كبيرا أخذ منه وقتا طويلا فى إعداده حتى يخرج فى هذه الحلة الجميلة و الهيئة الحسنة.”[6]

لم يكتف البروفيسور على ترجمته فحسب بل بين أهمية الكتاب ثم ذكر ترجمة المؤلف فى صفحة و كتب بعض الأسماء فى الحواشى باللغة الأصلية أو الإنكليزية و وضح بعض العراقيل التى واجه اثناء هذه الفترة  و عرض بعض توجيهات و نقاط التى تمهد السبيل فى مجال الترجمة لأن اللغة المترجمة تختلف من اللغة الأصلية و لكل لغة طريقة و أسلوب للكتابة كما اللغة الأردية تختلف عن العربية فيقول البروفيسور : و على سبيل المثال الجملة ليست بصحيحة , العبارة لا تؤدى المعنى الذى فى النص الأردى. هذه الكلمة لا تستخدم فى اللغة العربية بهذه الطريقة. ثم أبدأ التصفح فى الشبكة العنكبوتية و اقرأ كتب التاريخ وهذا مما يستغرق وقتا طويلا و أحياناً التأكد من كلمة يأخذ عدة أيام ، ولكن دأبت على العمل إلى أن نجحت فى إنجازه”.[7]

و اختار البروفيسور النص الأصلى من الأحاديث و الأخبار النبوية و أقوال الصحابة بدلاً من الترجمة من الأردية إلى العربية و اعتمد على أصل الكتاب فى عرض التواريخ و غاص فى بحر الأسماء و حاول أن يعرض الأسماء كما تكتب بالعربية قدر المستطاع.

و تمتاز هذه الترجمة من عدة جهات كما بيَن البروفيسور أسلوب المؤلف فى تناوله و وضعه بمثابة خلفية لدراسة التاريخ الإسلامى  و أكد أن الكتاب  يحمل فى طياته معلومات كثيرة مفيدة تربط الماضى بالحاضر و تساعد ذكر أهم الأحداث و الأماكن والشخصيات على القارئ فى فهم و ادراك التطورات والفتوحات والأحداث والقصص الحقيقية فى كل عهد من عهود الخلفاء و اهتم فيه بذكر العوامل والأسباب التى أدت إلى انتصارات المسلمين أو إلى انحساراتهم.

و لا نستطيع أن نصرف النظر عن مجهوداته الذى بذل على إشراف الأطروحات اثناء هذه الفترات فقد أشرف الأستاذ على 25 مقالة ماقبل الدكتوراة و 14 مقالة الدكتوراة حول موضوعات مختلفة و حينما اتصلنا به حاليًا للمواد العلمى عرفنا أنه مشغول فى اشراف على 11 أطروحة فى هذا الشهر النهائى من سنة 2023 و وجدنا فى قلبنا فرحة و سرورًا على هذا الخبر الجذاب .

فهذه الموضوعات متنوعة تحتاج إلى التركيز والوقت الطويل فى اشرافه و هكذا يأتى موضوعات جديدة فى فهارس الأطروحات فى الجامعات الهندية التى تفيد الدارسين والباحثين و تثرى المكتبات العربية وتعطى انطباعا كبيرًا على قلوب الناطقين بها و غيرالناطقين بها.

و يبدو من  خلال ممارسته و كتابته و تناول موضوعاته أنه رغب فى توضيح الفكر الإسلامى فى اسهاماته كما اختار موضوعات القرآن و الأحاديث النبوية و تاريخ الإسلام . و أما أسلوب الأستاذ فى الكتابة و الترجمة فهو سلس سهل رقيق لا يترك الغموض ولا الابهام يترك أثرًا ملموسًا فى نفس القارئ و يجعل القارئ يحس كأنه يدور فى تلك البيئة و يسير القارئ مع الكاتب و أما لغته فهى لغة رشيقة فصحى تظهر العربية غير الأعجمية و من هنا ينكشف مجهوداته العريقة فى ترويج اللغة العربية واثراء الأدب العربى.

و بناء على الدراسات نصل إلى أن البروفيسور قد عاش عيشة أدبية جادة لم يقف من المجهودات و الإبداعات و حاول أن يثرى مكتبة الجامعات الهندية بإنتاجاته الأدبية والإسلامبة منذ أن دخل مجال الكتابة حتى الآن و مال فى ممارسته إلى تناول الفكر الإسلامى و القضايا الإسلامية بوجه خاص و شخصيات أدبية بوجه عام.

الهوامش

[1]  راجع إلى : https://www.jnu.ac.in/content/urahman

[2]  راجع إلى : https://www.etvbharat.com

, https :// urdu.news18.com

[3]  راجع إلى ” النزعة الإنسانية فى كتابات جبران خليل جبران ، بحث جامعى ، مدرسة دراسة الأدب و الثقافة و اللغات ، جامعة جواهر لال نهرو ، سنة 1999م ص 1-5

[4]  راجع إلى لهذه المعلومات : مجلة البعث الإسلامى ، مايو ، يونيو ، يوليو سنة 2013

[5]  الطيب ، الدكتور عبيد الرحمن ، ” الموجز فى تاريخ الإسلام ” ، ص 7

[6]  نفس المصدر ، ص 6

[7]  نفس المصدر ، ص 12

المراجع و المصادر

  • الموجز فى تاريخ الإسلام ، تأليف غلام رسول مهر ، تعريب الدكتور عبيد الرحمن طيب ، مطبعة البلاغ ، فبراير سنة 2019م
  • النزعة الإنسانية فى كتابات جبران خليل جبران ، بحث جامعى ، مدرسة دراسة الأدب و الثقافة و اللغات ، جامعة جواهر لال نهرو ، نيو دلهى ، سنة 1999م
  • مجلة البعث الإسلامى
  • https://www.arabicmagazine.net/arabic/article…..
  • https://www.jnu.ac.in/content/urahman
  • https://www.etvbharat.com
  • https :// urdu.news18.com