د/ سيد ذوالقرنين بشير
دكتوراه من جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند
البريد الإلكتروني: sayyidzulqarnain@gmail.com
كنت قد قدمت من أرض مجهولة؛ صبيا غير مكترث بأعباء الحياة، تقاذفتني أمواج الحياة إلى جامعة بعيدة عن الدنيا على قمم جبال راجوري، لم أكن لأجزم على وجه اليقين حينها أكنت مصيبا باختياري لهذا المكان للحصول شهادتي الجامعية أم لا. بدأت رحلتي مع المكان والجامعة والناس بخطى حذرة، أتخبط حينا في مواجهة الأحداث وأوفق حينا، وكما أن حوادث الدهر في تقلب، فهكذا الناس الذين نصادفهم: ألوان وأشكال، نافع وضار. بينما أنا أقلب صفحات الناس وأُوجِف ركابي في رحلة طلب العلم بهذه الجامعة، ألتقي في قسم اللغة العربية، رجلا رزينا متفائل البال، متوازن الشخصية، يكسو طبعه هدوء عجيب، جميل الخلق، سهل المعاشرة، بادئ ذي بدئ لم أدرك السر وراء شخصيته الهادئة، ولم يخطر على بالي أنه قد يكون أحد الأساتذة في هذا القسم، يختلط مع من حوله بيسر، هدوئه كان غريبا فحتى لو كانت الدنيا من حوله في حيص بيص، وعراك وخصام، تجد الوقار والاحترام لا يترك جانبه. كان يجيء إلى درسه كالنسيم في لطفه، لا تكاد تنتبه إلى وقت دخوله أو خروجه، لكنك لا محالة تحس به عندما يخاطبك علمه وتتحدث إليك ثقافته وتحاورك طيبته، وتناجيك حكمته، وتشافهك لباقته في التعامل وبشكل أخص حين يشرع في الكلام، تبدأ تدرك حينها أن هذا الإنسان ليس شخصا عاديا، لا بد أن خلفه عمرا من التجارب وخزائن من المعرفة، وسنين من التجربة، لغته كانت مصقولة أكثر من غيره، وما كان لسمعي العربي أن يغفل لو أخطأ نَحو العبارة أو صَرفها، لكن سبحان الله! لم أكد أجد عليه آثار العجمة المعهودة في شبه القارة الهندية، سلس العبارة، حاظر البديهة، دقيق في الترجمة، عرفنا من المصادر المحيطة به -حيث لا نلوم فضولنا- أنه كان يقرأ كثيرا، يسهر حتى تؤثر القراءة على صحته، لم نستغرب؛ فليست المهارة تولد من الكسل وإضاعة الوقت أو كما عبر عن ذلك المتنبي:
“على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكريم الكرائم
وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم[1]“
العلم يا إخواني الأحبة، بحر (لو أعطيته كلك أعطاك بعضه[2]). إن لسان حال عفان كان يعكس ثقافته، فتجده آخذا من كل علم وفن بطرف، يذكر لك المصادر والكتب الأجنبية التي لعلك لم تسمع بها من قبل في حياتك، عربية وأجنبية ومحلية -حدث ولا حرج- كان عشقه للقراءة شيءً واضحاَ لا يعوزه برهان. ما من شك أنه في رحلة حياتنا نحن البشر وبمرور الوقت، كثيرا ما تزول الأقنعة الزائفة عن وجوه غيرنا، فنبدأ نرى الأشخاص على حقيقتهم عاريين من زيف الألقاب الكاذبة والعبارات البراقة التي كانوا يرتدونها في أول لقاء، فما يلبث الدهر أن يرينا حقيقة معدنهم، لكننا قطعا لم نكن نخشى على أستاذنا عفان من ذلك، فما كان يزيدنا مرور الوقت بصحبته إلا إكبارا لخلقه، وإجلالا لقدره، إن الواحد منا كان يحتار أيغبَطه على علمه أم على سعة أخلاقه، فقد كان في أمسه كما هو في يومه، صادق القول، مخلص النصيحة، لا ينفعل ولا يتبدل، يحافظ على موقفه رغم التبعات، وعلى أخلاقه رغم المثيرات، لا يعير اهتماما للتفاهات، تماما كالصخرة صامدا على مبادئه. لعلي كنت من المحظوظين الذين أهداهم أستاذنا من وقته الثمين، فتبدلت حياتهم نحو الأفضل، أذكر العديد من نصائحه، من أين أبدأ؟! ذات يوم -في راجوري- كنت وقد أرهقتني بعض الهموم، وجدت نفسي أتذمر من انعدام كثير من التسهيلات في جامعتنا بالمقارنة مع غيرها من الجامعات، ولحسن الحظ فقد كان أستاذي حاضرا ساعتها أمامي لكي ينبهني إلى خطورة الاستسلام لمثل هذه الأفكار السلبية، لأنه لا شيء كامل في هذه الحياة، فأي جامعة نلتحق بها أو أي مكان نمكث به لابد أن تنقصه الكثير من الأشياء، لو بدأنا نركز على كل ما نفتقده حولنا، فذلك سيكون بداية المنحدر نحو الهاوية، إنما على الإنسان دائما أن يتعلم التأقلم مع ظروف الحياة وتقلباتها، ولو بقينا نفكر حول المعدوم، فإننا بذلك نحرم أنفسنا السرور و هدوء البال! مشهد آخر، كنت وقتها – في دلهي- بعد سنين من فراق جامعة راجوري كنت اقترب من موعد تسليم رسالة الماجستير في الفلسفة في جامعة (جي إن يو)، والتي كان الأستاذ عفان أحد طلابها يوما ما، كانت براثن الوقت تضيق علي الخناق، حيث لم يعد لدي متسع يسمح لي بالإلمام بكل التفاصيل الدقيقة من جوانب البحث، اتصلت به مسترشدا، فنصحني بأن أبدأ بالباب الرئيسي وأعطيه الأولوية في الكتابة، انشرح صدري لجدوى نصحه، ورجاحة عقله، وسداد رأيه الذي مكنني من إتمام رسالتي على الوجه المطلوب. عندما أرجع بذاكرتي إلى زمن دراستي -في عمان- حين ذكر لنا أحد الأساتذة هناك ذات يوم سبب تسمية الوزارة المشرفة على المدارس بوزارة التربية والتعليم، فقال لنا أن غرس الأخلاق مقدم على إيصال العلم، وأنا اليوم أستحضر كيف كان الأستاذ عفان مثالا حيا لذلك، وصاحب موهبة نادرة في فن التربية والتعليم، فقد جمع ما بين كونه مربيا صالحا وقدوة حسنة، إلى جانب كونه عَالماً ملما بتفاصيل تخصصه ومجال تدريسه. أذكر يوم مدحني أمام زملائي في الفصل -وليته لم يفعل- حيث كان زملائي يومها متهاونين في أداء واجباتهم، لكني كنت حريصا على أداء واجباتي وبالأخص تلك التي كان يكلفنا بها الأستاذ عفان، فقال حين رأى حالنا هذا متعجبا: “هذا الطالب (يقصدني أنا) أكثركم علما باللغة، لكنه مع ذلك أحرصكم على أداء واجباته، لكني أجدكم يا سادة أقل منه حرصا على أداء واجباتكم! ولكي يقرب هذه المفارقة الساخرة إلى أذهاننا ذكرنا بحديث عائشة t: “كان رسول الله ﷺ إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه.. قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال ﷺ: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا[3]“. كان أستاذنا عفان لا يجرح في توبيخه، كان مخلصا في عمله لا تراه يغيب أو يتهاون، بل نراه حاضرا حتى في الأيام التي لا نتوقع فيها أن يحضر الأساتذة، كان صادقا في أفعاله قبل أقواله، ومع ذلك لا يؤذي بصدقه، توازن عجيب، ويكأنه أجاد فن التعامل مع الجميع دون إفراط أو تفريط، لقد صدق فيه المثل القائل: (كل إناء بما فيه ينضح[4])، فخلف هذا المربي العظيم: أب كريم، وأم حنونة، وبيئة مفعمة بمشاعر المحبة والاجتهاد في طلب العلم، ولجميع هذه المزايا التي حواها أستاذنا، لا عجب في أنه من القلة يمكننا أن نقول عنها: (العلماء ورثة الأنبياء[5])، أخلاق عالية وعلم عظيم، تجد المحبة تصدر عنه عفو الخاطر، كان في نصحه وتوجيهه لنا كالأرض المعطاة أو الأخ المشفق، لا يكل من عرضنا لمشاكلنا أمامه، بل كان يستمع إلينا بصبر، ثم يخلص النصيحة، أستغرب أحيانا كيف لا يبخل علينا بوقته الثمين، حتى بعد أن أصبح رئيس القسم في الجامعة، وخلفَهُ مسؤوليات جسام، وعائلة كبيرة يعتني بها، لكنه يساعد قدر استطاعته، ولا يبتغي مقابل ذلك جزاء ولا شكورا، وكل ذلك دليل على صلابة مبادئه التي أرسى حياته عليها. جانب آخر من حياته أرى عرضه وقد يخفى على الكثير من الناس وهو جانب الأبوة، لقد صحِبت أولاد أستاذنا عفان برهة من الزمان، عجبا! إنهم جنود صغار، لا يخشون مواجهة الحياة، ترى إشراقة الثقة بالنفس تعلوا محياهم، لديهم من الثقافة ما يتحير منه الكبار، كل منهم يعرف وجهته في الحياة، يدرسون في أرقى مدارس وجامعات الهند، أحد بناته تكتب الشعر باللغة الإنجليزية، عندما تعاين مواهب أولاده، فإنك تتذكر المقولة القديمة: (هذا الشبل من ذاك الأسد[6]). تتملكني الحيرة عندما أريد أن أفهم طريقة تصريف عفان لجميع جوانب الحياة بهذا الإتقان، فهو يتولى رعاية أدوار عدة في حياته رغم صعوبة الأمر، فتارة هو الابن البار لوالديه، وتارة هو الأب الرائع لأولاده، وتارة هو الأخ الصالح الناصح لأحبابه، حقا إن لساني يعجز عن أن أوفيه حقه في هذه المقالة المتواضعة. بينما كنت أخط هذه الأوراق بألفاظ مترددة، وكلمات خائفة ويد مرتجفة تخشى ألا توفي هذا العملاق حقه، تذكرت حديث رسول الله ﷺ: عن أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال: “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء: كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة[7]“. هكذا كان الأستاذ حاملا للمسك في حياتنا، فوجدنا العلم عنده طيب الرائحة ترتاح إليه النفس، قد استحق لأجلها أبيات شوقي:
“قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي، يبني وينشئ أنفسا وعقولا[8]“
كما صدق فيه الحديث: “من تواضع لله رفعه[9]“، أقول -دون مجاملة- وجدت نفسي في نهاية رحلتي العلمية أسجل له إهداء خاصا في مستهل رسالتي للدكتوراه إلى جانب مشرفي الأستاذ مجيب الرحمن الذي كان ولحسن المصادفة من أصدقاء أستاذي عفان، فكما هما صديقان متحابان، كان كلاهما لي معلما فاضلا، وأصبح كل منهما رئيسا للقسم بجامعته وقت انتهائي من الدكتوراه. فسبحان لله!
قصة حياةٍ تثير الإلهام:
رأى الأستاذ عفان النور في مديرية تدعى باغالفور في ولاية بيهار عام ١٩٧٦، في قرية ميسورة الحال متواضعة الموارد، لم تميزها الطبيعة أو الصناعات الحديثة أو المعالم السياحية، فقد كانت في هذه الجوانب بسيطة مثل غيرها من أغلب نواحي ولاية بيهار، إنما ميز هذه القرية أبنائها لكثرة الصالحين من علماء وحفاظ وغيرهم، ويذكر الأستاذ عفان أنه من كثرة اجتهاد الناس وسعيهم للعلم وكسب الرزق، كان الغالب منهم، قلما يجد الفرصة ليمكث في هذه القرية، والأستاذ عفان لم يكن استثناء على هذه القاعدة، فقد غادر قريته منذ السابعة من عمره، ولم يجد منذ ذلك الحين متسعا من الوقت يسمح له بالبقاء والاستمتاع بالحياة في أحضان قريته. نشأ أستاذنا عفان وسط بيئة علمية دينية، فجده كان (قاسمياً) من خريجي مدرسة (ديوبند) الشهيرة، كان هذا الجد طالبا ذا شغف بالعلوم الدينية، وقد تتلمذ على يدي علماء أفاضل نذكر من بينهم: مولانا حسين أحمد مدني، لقد أسس هذا الجد الصالح مع غيره مجموعة من المدارس الدينية ودرس بها أيضا، من ذلك مدرسة إصلاح المسلمين، كما أسس عدة دور للأيتام، ومن طريف ما يحكى عنه أنه كان من المعلمين الذين تصاحبهم العصا لمن عصا والتي لم يسلم منها أحد حتى بعض أبنائه. كان الجد ممن يجيدون عدة صنعات فقد كان خياطا وكان خطاطا أيضا، ومن المسودات التي ورثها عفان عن جده والتي لا تزال في حوزته 500 صفحة هي مقتطفات من كتب متعددة منها: سلم العلوم وصحيح الترمذي ويسرنا القرآن، أخذ عفان من جده العلم لمدة لا تربوا على نصف عام[10]. أما والد الدكتور عفان فقد كان من المنفتحين على العلوم الغربية، كان يتكلم عدة لغات منها الأردية والفارسية والعربية والهندية، درس الوالد في المدارس المندرجة تحت وزارة بيهار التعليمية، مما مكنه من الاطلاع على جملة من العلوم التي لم تكن تدرس في المدارس التقليدية آن ذاك كاللغة الإنجليزية والهندية وعلم الرياضيات، كان الوالد أكثر ما يطالع علوم التفسير والحديث، كان والد عفان من المسترشدين لدى أحد المتصوفة المشهورين وهو: مولانا زكريا كان دهلوي، والذي كان يلقب أيضا بشيخ الحديث، مما أكسب الوالد تعلقا بالأذكار والأوراد، كان والد عفان من المؤمنين بضرورة دمج طريقة التعليم القديمة مع الحديثة في المدارس الإسلامية واكتساب المواد واللغات الحديثة بما في ذلك الرياضيات واللغة الإنجليزية و اللغة الهندية، كان يوقن أن على الطالب على الأقل أن يعرف اللغة الإنجليزية مهما كانت خلفيته، عمل الوالد مدرسا حكوميا، وبسبب نظريته التي تميل إلى الحداثة في التعليم صار عفان ولايزال أول وآخر ندوي من قريته. ومن جميل ذكريات الأستاذ عفان عن والده أنه كان يريد له أن يكون حافظا للقرآن وعالم دين، لكن شاءت الأقدار وحالت دون ذلك المبتغى، فلم يلبث عفان أن حفظ ثلاث أجزاء من القرآن حتى تدهورت صحته في ذلك الوقت، “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله[11]“. أخيرا، لا يكتمل الكلام حول أستاذنا عفان دون الحديث عن المدرسة الأشرفية إظهار العلوم، والتي لعبت دورا بارزا في مسيرته التعليمية، والتي يقول عنها أستاذنا: “فأنا أيها السادة الكرام بكل خاطرة تمر بخاطري، وكل كلمة عربية أتلفظ بها الآن، وإن هذا الرصف للكلام، وهذا الترتيب للجمل، وهذا التعبير عن الأفكار إن هي إلا من حسنات هذه المدارس ومن مننها[12]“. قد دَرَس الأستاذ عفان العديد من الكتب النافعة وبشتى اللغات في هذه المدرسة نذكر من بينها كتاب: ميزان ومنشعب ونحو مير وهداية النحو وشرح مائة عامل وكتاب بنج غنج وعلم الصيغة وفقه قدوري والقراءة الراشدة ومعلم الإنشاء ومنهاج العربية وآثار السنن وكانت أكثر الكتب التي درسها هي كتب النحو، كما سنحت له الفرصة أن يلتقي في هذه المدرسة بثلة من الأساتذة الأجلاء مثل الأستاذ نور الحسن، والأستاذ فيض الرحمن، كما التقى هنا علامة الهند الكبير الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله، وهو كما يقول عنه عفان أكثر شخصيةٍ أثرت عليه وعلى فكره، ويعتبره عفان النموذج والقدوة المثالية التي يتأسى بها في حياته.
أداء علمي جدير بالثناء:
إن مسيرة الأستاذ عفان الأكاديمية طويلة وحافلة بالإنجازات المحمودة، التي قل نظيرها، والحديث عنها بالتفصيل هنا في بضع صفحات أمر غير متأتي، لذى نكتفي بسردها على شكل نقاط:
- [المسيرة الدراسية]:
- حصل على شهادة العالمية من دار العلوم التابعة لندوة العلماء عام ١٩٩٤م.
- التحق بالجامعة المليــــــــة الإسلاميــــــــــــــــــــــة حيث قضى سنة في البكالوريـــــــــــــــــوس.
- أكمــــــــــــــــل البكالوريــــــــــــــــــــــــــــــــوس بجـــــــــــــــامعة جواهر لال نهرو عـــــــــــــــــــــــــــام ١٩٩٨م.
- أكمـــــــــــــــــل الماجســــــــــــــــــــــــــــتير بجــــــــــــــــــــامعة جــــــــــــــــواهر لال نهرو عــــــــــــــــــــــام ٢٠٠٠م.
- اجتـــــــــــــــــــــاز الاختبـــــــــــار الوطـــــــــــني للكفــــــــــــــاءة والأهلية للتعليم عــــــــــــــــام ٢٠٠١م.
- أكمـــــــــــــل شهــــــــادة مــــــــــا قبل الدكتوراه بجــــــــامعة جواهر لال نهرو عام ٢٠٠٢م.
- أكمـــــــــل الـــــــــــــــــدكتوراه بجــــــــــــــامعــــــــــــــــــــة جـــــــــــــــــــــــــواهر لال نهرو عـــــــــــــــــــــام ٢٠٠٧م.
- [المسيرة التعليمية]:
- عمل كمدرس مساعد/ مؤقت بقسم اللغة العربية بجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامعة دلهي لبضعة شهور.
- عمل كمدرس مساعد/ مؤقت بقسم اللغة العربية بجــــــــــــــــــــــــــــــــامعة جواهر لا نهرو لسنتين.
- الدكتور عفان يشغل في يومنا هذا منصب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة بابا غلام شاه بادشاه، راجوري، جامو وكشمير، وقد كان قبل ذلك أستاذا مساعدا فيها منذ ٢٠٠٨م.
- له خبرة عملية في مجال الترجمة المكتوبة والفورية.
- [الكتب]:
- ملك راج آناند، موجز عن حياته ودراسة لرواياته.
- مدخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل إلى الروايــــــــــــــــــــــــــــة الإنجليزية الهندية.
- الروايـــــــــــــــــــــــــــــة العربية المصرية نشأتهــــــــــــا وتطورهــــــــــــــــا.
- مع نجيـــــــــــــــــــــب محفــــــــــــــــــــوظ.
- [المقالات والأوراق البحثية]:
- المستهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدئ الضـــــــــــــــــــــــــــــال.
- أضواء على حياة الشيخ محمد الغزالي ومواقفه تجاه الحضارة – الغربية.
- نجيــــــــــــــــــــــــــــب محفوظ وملك راج آناند صور متشـــــــــــــــــــــــابهة متبــــــــــــــــــــــــــاينة.
- أنيس منصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور في الهنـــــــــــــــــــــــــــــــــد.
- أدب الرحلة وأنيس منصور: رحلتــــــــــــــــــــــــــه إلى الهنــــــــــــــــد نموذجـــــــــــــــــــــــــــــــــــا.
- أميتاب غوش نبذة عن حيـــــــــــــــــــــــــاته وأضـــــــــــــــــــواء على أعمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاله.
- Muhakkama wa Mutakhassisa.
- الغجر كرمز الاغـــــــــــــتراب في كتــــــــــــــــــــابـــــــــــــــــات أنيـــــــــــــــــس منصــــــــــــــــــــــــــــــــــور.
- الصراع الحضاري بين الشرق والغرب كما يتجلى في قنديل أم هاشم.
- الروايـــــــــــــــــــــــة العربية من الشعور بمركب النقــــــــــــــص إلى الاعتزاز بالنفس.
- مظــــــــــــــــــــاهر الحيـــــــــــــــــــــــــــــــاة الدينيــــــــــــــــــــــــــــــــة في كليلـــــــــــــــــــــــــــــة ودمنـــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
- اللغة العربية في عصر الانفجــــــــــــــــــــــــــــــار العلــــــــــــــــــــــمي والتكنولــــــــــــــــــــــوجي.
- دنيــــــــــــــــــــــــــــــــــا المرأة مع أمينــــــــــــــــــــــــــــــة وغــــــــــــــــــــوري وأخواتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.
- سويعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات مع نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوال السعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداوي.
- مناجــــــــــــــــــــــــــــــــــاة الليـــــــــــــــــــــــــــــل في منظومــــــــــــــــــــــة محمد إقبـــــــــــــــــــــال الفكرية.
- مســــــــــــــــــــــــــــــــــاهمة المسلمــــــــــــــــــــــين في الرواية الإنجليزيــــــــــــــــــــــــــــة الهنديــــــــــــــــــــــة.
- عن طائفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة البـــــــــــــــــارسيين في الرحــــــــــــــــــــــلات العربيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
- [المؤتمرات العلمية]:
- مستقبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل اللغـــــــــــــــــــــــــــة العربيــــــــــــــــــــــــــــــة في القـــــــــــــــــــــــــــــــــــرن الحـــــــــــــــــــــادي والعشرين.
- اللغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العربيـــــــــــــــــــــــــة في عـــــــــــــــــــــصر الانفجـــــــــــــــــــــــــــــــار العلمي والتكنولوجي.
- سويعـــــــــــــــــــــــــــــــــــات مع نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوال الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعداوي في الهنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد.
- جوانب من الحياة الاجتماعية كما يتجلى في رحلات الرحالين العرب المعاصرين.
- اللغـــــــــــــــــــــــــــــــة العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربية في الهنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد بين الواقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع والمأمول.
- مظـــــــــــــــــــــــــــــــــــاهر الحيــــــــــــــــــــــــــــــــاة الدينيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة في كليلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ودمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
- طــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه حســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين والاستشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراق.
- الواقعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة السحريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عند نجيـــــــــــب محفـــــــــــوظ.
- الوحـــــــــــــــــــــــــــــــــــدة القوميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ومولانـــــــــــــــــــــــــــــا أبو الكلام آزاد.
- عقيدة تنـــــــــــــــــــــــــــــــــــاسخ الأرواح عند خليل جبران وزملائــــــــــــــــــــــــــــــه.
- التفسير البيــــــــــــــــــــــــــــــــــاني عند عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائشة عبد الـــــــــــــــــــــــــــــــرحمن.
- Imam Hussain: Muhafize Insaniat.
- Arabi Safarnamon main Parsi ka Tazkera.
- الحمـــــــــــــــــــــــــــــــد لله علــــــى كــــــــــــــوني بـــــــــــــــــــــــــــشرا سويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.
- مناجاة الليل في منظومة محمد إقبال الفكرية:
للفائدة، أشارت علي نفسي أنه لابد لي من أحدثكم عن مقالة: “مناجاة الليل”، التي لعلها من أجمل نتاج وخط الأستاذ عفان إلى اليوم! في هذه الورقة البحثية يسبر أستاذنا عفان أغوار روحانية محمد إقبال، ويتغلغل في أعماق مشاعره الإيمانية الجياشة اتجاه قيام الليل، وما يتخلل ذلك من ألم لذيذ، وأنة سحرية، ووصال سماوي. في بداية المقال يصف وقت آخر الليل ومدى ملائمته لنيل الفيوض الرحمانية والانفراد بالتجليات الربانية، يقول: “.. حينما ينخطف لون القمر.. وتتأهب جحافل الظلام لتقابل جنود النور.. ويسرى سكون رخي رخيم مخدر في كل شيء، فترتخي الأجفان وتهدأ العيون.. وتستيقظ الرؤى والأحلام.. آنذاك تتوجه الدفقات الإلهية الخاصة نحو الأرض، وتغشى سحب رحمته.. هل من مستغفر فيغفر له؟ .. وعلى هذا النداء الرباني يصحو عباد الرحمن..[13]“. ثم يصف أستاذنا جمال المشاعر التي تولد في تلك السويعات المباركة، فيقول: ” ترتفع الأنات والآهات وأزيز المناجاة، وتسيل الدموع على الخدود.. وتضطرم الأشواق، وتحن الأماني وتحلق إلى السماء، وتزول الأحزان وتذوب الأشجان، وتصفو القلوب وتنتشي الأرواح، وتسكر النفوس بالرحيق الإلهي، وتجد النفوس المتعبة المتهالكة القوة.. وترتفع الحجب وتتكشف الأسرار، وتفتح أبواب المعاني والحكم، فتظهر الأمور على حقيقتها…[14]“. ثم يعرض لنا أستاذنا كيفية مواظبة وحرص محمد إقبال على اغتنام فرصة العبادة والتقرب في قيام الليل، يقول: ” أستيقظ في الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، وبعدها لا أنام، إلا أن أغفو على السجادة.. كان الوجد يأخذ بالشاعر العظيم لدى تلاوة القرآن الكريم، كان يقرأ القرآن بصوت جهوري هو عبارة عن جيشان قلبه، في هذه اللحظة كانت تسيطر على الشاعر أجواء خاصة، كان إقبال يسهر في الليل، وكان القيام والتبكير من أنفس النفائس لديه، ثم إن للقرآن علاقة خاصة بهذه الساعات..[15]“. ثم يبين لنا الأستاذ عفان ماهية العشق الإلهي من منظور إقبال، فيقول: “ولأن مصدر هذه الأنة السحرية فراق المحبوب، فكلما طال الفراق زادت اللوعة، وصارت اللذة متناهية، شاعرنا لا يطلب الوصل، لأن في دين العشق الهجران أفضل من الوصل.. إن تجلياتك لم تستطع أن توفر لقلبي الظمآن الهيمان الراحة، فاستمر نحيبي وبكائي آناء الليل وفي غضون السحر، لم ينقطع ليوم، إن هذا القلب لا يسلو إلا اليوم الذي يلقى حبيبه..[16]“. ثم يذكر لنا مدى تحسر إقبال على أمته لإضاعتها مثل هذه العبادة الذهبية، فيقول: ” الأنة السحرية لها قوة عظيمة، لو انتفع بها الفرد أتى بالمعجزات، ولو استفادت منها الأمة صارت الدنيا غير الدنيا.. ساد الجو النور الإيماني، وزال ظلام القلوب، وهبت رياح الإيمان، وسمعت البشرية الأنغام التي تشتاق الآذان لسماعها منذ قرون… وإن هذه الأمة إن أرادت أن تقيل من عثرتها وتنهض من كبوتها فعليها أن تحي التقاليد التي بالتزامها تسلمت مقاليد العالم..[17]“. ثم يصور لنا أستاذنا عفان على لسان إقبال أهم طبقة في هذه الأمة، والتي يقع على عاتقها النصيب الأكبر من مسؤولية النهوض بهذه الأمة وهي طبقة الشباب، فيقول: “يتمنى إقبال على الله أن تتعدى هذه الأنة السحرية والحرقة القلبية إلى شباب الأمة المتنعمين.. اللهم! جرح أكباد الشباب بسهام الآلام الدينية، وأيقظ الآمال والأماني النائمة في صدورهم، ارزق الشباب الإسلامي لوعة القلب.. وأنَّتي في السحر، وليست لي أمنية يا رب! إلا أن تنشر فراستي، ويعم نور بصيرتي في المسلمين..[18]“. وأخيرا يصور لنا الأستاذ عفان أسلوب إقبال في تجديد الأمل في أن يخرج من بين أبناء أمتنا في المستقبل القريب من يجدد لها دينها، فيقول: ” بل يرى إقبال أن هذه الأمة محرومة منذ زمن طويل من درويش يوقظ قلبها.. مثل أبي بكر وعمر وصلاح الدين الأيوبي والغزالي وشاه ولي الله الدهلوي ومعين الدين جشتي ونظام الدين أولياء، أولئك النفوس الخالدة التي روت دوحة الإسلام بحكمتهم وعلمهم وروحانيتهم ودماء قلوبهم، يستمد الواحد منهم ضياء عينيه وسنا قلبه ونور عقله من الأنة السحرية، فيغير مجرى التاريخ[19]“. أخيرا، يتضح من جو هذه المقالة الإيماني مدى تعلق أستاذنا عفان بالمعاني الدينية التي تركز على بناء روح إنسانية المؤمنة التي تحمل الخير للعالم. وبهذا العرض الموجز علك -أخي القارئ- استمتعت معي ونحن نبحر في فضاء لغة الأستاذ عفان الجميلة. وفي النهابة أرجوا من قرائي أن يعاملوا كتابتي بالسماح، فإنه لم يكن ليخطر على بالي أن أتحمل مسؤولية هذه المقالة لو لم يكلفني أحد الأحبة، سامحني الله وإياه، فأرجوا من الله أن أكون وفقت بإبراز ولو جانب واحد من حياة هذا المعلم الملهِم العبقري، وأرجوا من قرائي الكرام أن يلتمسوا لي العذر إن وجدوا في مقالتي المتواضعة سهوا أو خطأ، فإني إن وفقت في مرادي فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي الخاطئة وبضاعتي المزجاة، والحمد لله أولا وآخرا[20].
كتبه الفقير إلى الله،
سيــــــــــــــــــــــــــد ذوالقــــــــــــــــــــــــــرنين بشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير
ليلة الرابع من شهر شبـــــــــــــاط عـــــــــــــــــــــــــام 2024م.
الهوامش
[1] ديوان المتنبي.
[2] مقولة شهيرة تروى عن الإمام الغزالي، والله أعلم.
[3] رواه مسلم.
[4] مثل عربي.
[5] حديث رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
[6] مثل عربي، يروى أنه قيل في الإمام أبي حنيفة، والله أعلم.
[7] متفق عليه.
[8] ديوان أحمد شوقي.
[9] رواه مسلم وغيره.
[10] على الأجانب الأيمن تجد يا أخي القارئ صورة لصفحة من المسودات التي ورثها الأستاذ عفان عن جده.
[11] سورة التكوير الآية 29.
[12] المدرسة الأشرفية إظهار العلوم (المدرسة التي لا أنسى فضلها)، ورقة بحثية قدمها الأستاذ في أحد المؤتمرات بجامعة دلهي.
[13] مجلة البعث الإسلامي، العدد الثاني، المجلد الرابع والستون، يونيو 2018، لكنو، الهند، ص 24.
[14] المصدر السابق، ص 24.
[15] المصدر السابق، ص 28-29.
[16] المصدر السابق، ص 30-31.
[17] المصدر السابق، ص 32.
[18] المصدر السابق، ص 33.
[19] المصدر السابق، ص 34.
[20] المعلومات الواردة في هذه المقالة هي حصيلة مقابلات/ اتصالات هاتفية عديدة، ورسائل بيني وبين الأستاذ عفان، للمزيد من الاستفسار يمكنك أخي القارئ مراسلة الأستاذ عفان على عنوان البريد الإلكتروني: affanbgsbu@gmail.com.
المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- الحديث الشريف.
- الأمثال العربية.
- ديوان المتنبي.
- ديوان أحمد شوقي.
- ملف السيرة الذاتية للأستاذ عفان.
- مقابلات/ مراسلات شخصية مع الأستاذ عفان.
- مجلة البعث الإسلامي، العدد الثاني، المجلد الرابع والستون، يونيو 2018، لكنو، الهند.